وصايا الرسول لزوج البتول ::: 391 ـ 405
(391)
    معاني الأخبار ، حدّثنا أحمد بن عيسى المكتّب ، قال حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق ، قال حدّثني بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة ، قال حدّثنا عبدالجبّار بن كثير التميمي اليماني ، قال سمعت محمّد بن حرب الهلالي أمير المدينة [ عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال ، ] قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
    يا علي ، إنَّ اللّهَ تباركَ وتعالى حَمَّلني ذنوبَ شيعتِك ثمَّ غفرها لي (1) ، وذلك قولُه عزّوجلّ في القرآنِ الحكيم ، ( ليَغفِر لَكَ اللّهُ ما تَقدّمَ من ذنبِكَ وما تَأخَّر ) (2) (3).

    (1) وهذا تفضّل على الشيعة ، وكرامة لعلي ( عليه السلام ) ، ورأفة من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهي من النعم الإلهية والسماحة الربّانية التي لا يمكن أداء شكرها وتلاحظ أحاديث تفسيره بذلك في الكنز (1).
    (2) سورة الفتح ، الآية 2.
    (3) معاني الأخبار ، ص 352 ، باب معنى حمل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) ، ضمن الحديث رقم 1.

1 ـ كنز الدقائق ، ج 12 ، ص 267.

(392)
    معاني الأخبار ، حدّثنا علي بن أحمد بن موسى ( رضي الله عنه ) قال ، حدّثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطّان ، قال حدّثنا محمّد بن العبّاس بن بسام ، قال حدّثني محمّد بن أبي السري ، قال حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن سعد بن طريف الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال ، قال لي رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، أتدري ما معنى ليلةِ القَدر ؟
    فقلت ، لا يا رسولَ اللّه.
    فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إنّ اللّهَ تباركَ وتعالى قَدّر فيها ما هو كائنٌ إلى يومِ القيامةِ ، فكانَ فيما قدّرَ عزّوجلّ ولايتَك وولايةَ الأئمّةَ من وُلدِكَ إلى يومِ القيامة (1) (2).

    (1) ويؤيّده أحاديث اُصول الكافي (1) باب شأن إنّا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها المشتمل على أحاديث تسعة ، ومنها الحديث الثالث من الباب عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال :
    قال الله عزّوجلّ في ليلة القدر ، ( فيها يُفْرَقُ كُلُّ أمْر حَكيم ) ... إنّه لتنزل في

1 ـ اُصول الكافي ، ج 1 ، ص 242 ، الأحاديث.

(393)
.........................

ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الاُمور سنةً سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ... وممّا قُدّر في هذه الليلة نعمة ولايتهم ( عليهم السلام ) التي اُخذ عليها العهد.
    (2) معاني الأخبار ، ص 315 ، باب معنى ليلة القدر ، ح 1.



(394)
    معاني الأخبار ، حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن محمّد بن أحمد الأشناني الدارمي ( الفقيه العدل ببلخ ، قال ، أخبرني جدّي ، قال ، حدّثنا محمّد بن عمّار ، قال ، حدّثنا موسى بن إسماعيل ، قال ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن إبراهيم التميمي ، عن سلمة ، عن أبي الطفيل ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّ رسُولَ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
    يا علي ، إنَّ لَكَ كنْزاً في الجَنّة (1) ،

    (1) أفاد الشيخ الصدوق في معنى الحديث بعد ذكره أنّ الكنز هو مفتاح نعيم الجنّة ، وسمعت بعض المشايخ يذكر أنّ هذا الكنز هو ولده المحسن ( عليه السلام ) وهو السقط الذي ألقته فاطمة ( عليها السلام ) لمّا ضغطت بين البابين من قبل الظالمين.
    واعلم إنّ إسقاط سيّدنا المحسن ( عليه السلام ) أمر ثابت بأحاديث الفريقين المعتبرة فقد ورد من الخاصّة في أصل سليم بن قيس الهلالي (1) ، بل قال شيخ الطائفة الطوسي (2) ، « ورواية الشيعة مستفيضة به لا يختلفون في ذلك ».
    وورد من العامّة في إثبات الوصيّة للمسعودي (3) ،

1 ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ج 2 ، ص 588.
2 ـ التلخيص ، ج 3 ، ص 156.
3 ـ إثبات الوصيّة ، ص 123.


(395)
وأنتَ ذُو قرنَيها (2) ولا تُتبعَ النَّظرةَ بالنّظرةِ في الصَّلاةِ ، فانَّ لكَ الاُولى وليست لكَ الآخرة [ الأخيرة ] (3).

والملل والنحل (1) ، والوافي بالوفيات (2) ، ولسان الميزان (3) ، فهو أوّلُ شهيد من العترة الطاهرة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
    فيكون أوّل من يُحكم له وينتقم من قاتليه يوم القيامة كما تلاحظه من حديث الإمام الصادق ( عليه السلام ) (4).
    (2) أي قرني الجنّة اللّذين يُزيّن بهما الجنّة وهما الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، أو صاحب قرني الدنيا أي أنت الحجّة على شرق الأرض وغربها ، أو أنت ذو قرنين هذه الاُمّة تضرب على رأسك ضربتين يوم الخندق وليلة التاسع عشر من شهر رمضان ، أو ذو قرنين الجنّة كذي القرنين الذي مُلّك مشارق الأرض ومغاربها ، وجميع هذه المعاني محتملة في هذه الفقرة من الحديث والله العالم.
    (3) معاني الأخبار ، ص 205 ، باب معنى قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ح 1.

1 ـ الملل والنحل ، ص 83.
2 ـ الوافي بالوفيات ، ج 5 ، ص 347.
3 ـ لسان الميزان ، ج 1 ، ص 261.
4 ـ بحار الأنوار ، ج 28 ، ص 64 ، ب 2 ، ح 24.


(396)
    معاني الأخبار ، حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانه ، قال حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن زياد النهدي ، عن عبدالله بن صالح ، عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، من أحبَّني وأحبَّكَ وأحبَّ الأئمّةَ من وُلدِكَ فليَحمدِ اللّهَ على طِيبِ مولِدِهِ ، فإنَّه لا يحبُّنا إلاّ مَنْ طابَتْ ولادتُه ، ولا يبغضُنا إلاّ مَن خَبُثَتْ ولادتُه (1) (2).

    (1) وقد روى هذا في كتب العامّة أيضاً كما في حديث القندوزي عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الينابيع (1) ، بل تظافر نقله منهم كابن الأثير في النهاية ، والصديقي في المجمع ، والعبدي في الغريبين ، والعلوي في مودّة القربى وغيرهم (2).
    كما تواتر الحديث به من طرق الخاصّة فيما تلاحظه في ثلاثين حديثاً في البحار (3).
    (2) معاني الأخبار ، ص 161 ، باب معنى أوّل النعم ، ح 3. وعلل الشرائع ، ص 141 ، ب 120 ، ح 3.

1 ـ ينابيع المودّة ، ص 133.
2 ـ إحقاق الحقّ ، ج 9 ، ص 415 ، في الهامش. وج 18 ، ص 532.
3 ـ بحار الأنوار ، ج 27 ، ص 145 ، ب 5 ، الأحاديث.


(397)
    الأمالي للشيخ المفيد قال ، أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلّبي ، قال ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين البغدادي. قال حدّثنا الحسين بن عمر المقري ، عن علي ابن الأزهر ، عن علي بن صالح المكّي ، عن محمّد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليه السلام ) قال :
    لمّا نزلَت على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( إِذا جاءَ نصرُ اللّهِ والفَتْح ) قال لي ، يا علي ، إنّه قد جاء نصرُ اللّهِ والفتحِ ، فإذا رأيتَ النّاسَ يدخُلونَ في دينِ اللّهِ أفواجاً فسبِّحْ بحمدِ ربِّك واستغفرهُ إنّهُ كانَ توّاباً.
    يا علي ، إنَّ اللّهَ قد كتَبَ على المؤمنينَ الجهادَ في الفتنَةِ من بعدي كما كتبَ عليهم جهادُ المشركينَ معي (1) ، فقلتُ ، يا رسولَ اللّهِ وما الفتنَةُ التي كتب علينا فيها الجهاد ؟ قال فتنةُ قوم يشهدونَ أنْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ وأنّي رسولُ اللّهِ [ وهم ] مخالفونَ لسنّتي وطاعنونَ في دينِي (2). فقلتُ ، فعَلامَ نقاتُلهم يا رسولَ اللّهِ وهُم يشهدُونَ أنْ لا إلَه إلاّ اللّهُ

    (1) فيجب عليهم الجهاد مع أهل الفتنة ، كما كان يجب عليهم الجهاد مع أهل الشرك.
    (2) إشارة إلى فتنة الناكثين والقاسطين والمارقين ، في حرب الجمل وصفّين



(398)
وأنّكَ رسولُ اللّهِ ؟ فقال ، على إحداثِهم في دينِهم ، وفراقِهم لأمري ، واستحلالِهم دماءَ عترتي (3).
    قالَ ، فقلتُ ، يا رسولَ اللّهِ ! إنّكَ كنتَ وعدتَني الشّهادةَ ، فسَلِ اللّهَ تعالى أن يعجِّلَها [ لي ] فقالَ ، أجَلْ ، قد كنتُ وعدتُك الشهادةَ ، فكيفِ صبرُك إذا خُضبَتْ هذهِ من هذا ـ وأومأ إلى رأسي ولحيتي ـ ؟ فقلتُ ، يا رسولَ اللّهِ أمّا إذا بَيّنتَ لي ما بيّنتَ فليسَ بموطنِ صبر ، [ و ] لكنّه موطنُ بُشْرى وشُكر (4) فقالَ ، أَجَلْ ، فأَعدّ للخصومَةِ (5) ،

والنهروان.
    (3) فتكون المقاتلة معهم لأجل إبداعهم وإرتدادهم وبغيهم ، فانّهم خارجون على الإمام المعصوم ( عليه السلام ) والخروج عليه بغي بشهادة قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في عمّار ، تقتله الفئة الباغية (1).
    وقتال أهل البغي واجب بالأدلّة العلمية كما تلاحظها في الجواهر (2).
    ودليل كفرهم متظافر كما تلاحظه في البحار (3).
    (4) فإنّ مقاتلته ( عليه السلام ) مع الأعداء جهاد في سبيل الله ، وشهادته كرامة من الله ، وقد تقدّمت هذه الفقرة في وصيّة خطبة نهج البلاغة أيضاً.
    (5) أي إستعدّ وأعدّ الحجّة للخصومة مع هؤلاء الذين سيحدثون في الدين ، ويفارقون أمر النبي الأمين ، ويستحلّون دماء العترة الطاهرة.

1 ـ هذا الحديث الشريف مروي عند الفريقين فلاحظ البحار ، ج 22 ، ص 334 ، ب 10 ، ح 48. والمناقب للخوارزمي ، ص 191.
2 ـ جواهر الكلام ، ج 21 ، ص 324.
3 ـ بحار الأنوار ، ج 32 ، ص 319 ، ب 8 ، الأحاديث.


(399)
فإنّكَ مُخاصِمُ أُمّتي. قلتُ ، يا رسولَ اللّهِ أرشِدْني الفُلْجَ (6) ! قال ، إذا رأيتَ قوماً قد عَدلوا عنِ الهُدى إلى الضَّلالِ فخاصِمْهُم ، فإنَّ الهُدى من اللّهِ ، والضلالِ من الشيطان.
    يا علي ، إنَّ الهُدى هو اتّباعُ أمرِ اللّهِ دُونَ الهَوى والرأي ؛ وكأنَّكَ بقوم قد تأوّلُوا القرآن ، وأخذُوا بالشبهَاتِ ، واستحلُّوا الخمرَ بالنّبيذِ ، والبَخْسَ بالزكاةِ (7) ، والسُّحْتَ بالهَديَّة (8). قلتُ ، يا رسولَ اللّهِ فما هُم إذا فعلُوا ذلك ، أَهُم أهلُ ردّة أم أهلُ فِتنة ؟ قال هُم أهلُ فتنة ، يعمهُون فيها (9) إلى أنْ يُدرِكَهُم العدلُ ، فقلتُ ، يا رسولَ اللّهِ العدلُ منّا أم من غيرنا ؟ فقال ، بل مِنّا ، بنا يفتحُ اللّهُ وبنا يختِم (10) وبنا ألَّفَ اللّهُ بينَ القلوبِ بعدَ الشِّركِ وبنَا يؤلُّف اللّهُ بينَ القلوبِ بعدَ الفتنةِ ، فقلتُ ، الحمدُ للّهِ على ما وَهَبَ لنا من فضلِه (11).

    (6) أي أرشدني إلى الظفر والغلبة وظهور الحجّة ، من قولك فلج القوم أي غلبهم ، والإسم ، الفُلج بضمّ الفاء وسكون اللام.
    (7) لعلّه بمعنى إستحلال البخس في الميزان والتنقيص فيه بدعوى تداركه وجبرانه بإعطاء الزكاة والصدقة.
    (8) أي يستحلّون الرشوة المحرّمة أشدّ الحرمة ويأخذونها باسم الهديّة.
    (9) أي يتردّدون ويتحيرون في الفتنة.
    (10) إشارة إلى قيام دولة عدل الإمام المهدي أرواحنا فداه ، فبه يملأ الله تعالى الأرض قسطاً وعدلا ، بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً ، وبه ترتفع الفتنة ويكون الدين كلّه لله عزّ شأنه.
    (11) الأمالي ، ص 288 ، المجلس الرابع والثلاثون ، ح 7. وجاء في أمالي الشيخ الطوسي ( قدس سره ) ، ص 65 ، المجلس الثالث ، ح 5 ، مسلسل 96.



(400)
    الأمالي للشيخ المفيد ، قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب ، قال ، أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني ، قال ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال ، حدّثني عثمان بن أبي شيبة ، عن عمرو بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، قال أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على منبرِ الكوفة :
    أيّها الناسُ إنّه كانَ لي مِن رسولِ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشرُ خِصال هُنَّ أحبُّ إليَّ ممّا طَلَعَت عليه الشمسُّ ، قال لي رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، أنتَ أخي في الدُّنيا والآخرةِ ، وأنتَ أقربُ الخلائقِ إليَّ يومَ القيامةِ في الموقفِ بينَ يَدي الجبّار ، ومنزلُكَ في الجنّةِ مُواجهٌ منزلي كما يتواجَهُ منازلُ الإخوانِ في اللّهِ عزّوجلّ ، وأنتَ الوارثُ منّي ، وأنتَ الوصيُّ من بَعدي في عِداتي وأمري ، وأنتَ الحافظُ لي في أهلي عندَ غَيبتي ، وأنتَ الإمامُ لاُمّتي ، والقائمُ بالقسطِ في رعيّتي ، وأنتَ وَليّي ووليّي وليُّ اللّه ، وعدوُّك عدوّي وعدوّي عدوُّ اللّه (1) (2).

    (1) وهذه المضامين الشريفة واردة من طرق الفريقين ، وأحاديثهما الكثيرة كما تلاحظها في كتاب الإمامة من البحار ، وفي مجلّدات الإحقاق ، وفي غاية المرام.
    (2) الأمالي ، ص 174 ، المجلس الثاني والعشرون ، ح 4. وورد في أمالي الشيخ الطوسي ، ص 193 ، المجلس السابع ، ح 31 ، المسلسل 329.



(401)
    الأمالي للشيخ المفيد ، قال حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي يوم الإثنين لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، قال ، حدّثنا أبو جعفر محمّد ابن عبدالله بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال ، حدّثني الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال قال لي رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، بِكُمْ يُفتح هذا الأمرُ (1) وبكُم يُختمُ (2) ، عليكُم بالصَّبرِ ، فإنّ العاقبةَ للمتّقين ، أنتُم حزبُ اللّهِ ، وأعداؤُكم حزبُ الشيطانِ ، طُوبى لمن أطاعكُم ، وويلٌ لمن عصاكُم ، أنتُم حجّةُ اللّه على خلقِهِ ، والعروةُ الوِثقى ، مَن تمسَّكَ بها اهتدى ، ومَن تركها ضَلَّ ، أسألُ اللّهَ لكم الجَنّةَ ، لا يسبقكم أحدٌ إلى طاعةِ اللّهِ فأنتم أولى بها (3).

    (1) أي أمر الخلافة ، أو الخلقة والوجود ، أو الخيرات والإفاضات.
    (2) أي أنّ دولتكم تكون خاتمة الدول ، أو أنّ دولتكم تكون في الآخرة أيضاً كما تكون في الرجعة.
    (3) الأمالي ، ص 109 ، المجلس الثاني عشر ، ح 9.



(402)
    الأمالي للشيخ المفيد ، قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن خالد الميثمي قال ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المستنير [ قال ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن الحسين بن مصعب ] قال حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال ، حدّثنا أبو عبد الرحمن المسعودي ، عن كثير النوّاء ، عن أبي مريم الخولاني ، عن مالك بن ضمرة قال ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أخذَ رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيدي فقال :
    من تابَعَ هؤلاءِ الخَمس ثمّ ماتَ وهو يُحبُّكَ فقد قضى نَحبَه (1) ، ومن ماتَ وهو يُبغضكَ فقد ماتَ ميتةً جاهليّة ، يُحاسَبُ بما يَعملُ في الإسلام (2) ، ومن عاشَ بعدَكَ وهو يُحبُّكَ ختَم اللّهُ لهُ بالأمنِ والإيمانِ حتّى يَرِدَ عَليَّ الحوض (3).

    (1) فُسّر الخَمس بالصلوات الخمسة الواجبة ، والنحب في أصل اللغة بمعنى النذر ، ثمّ استعير للموت لأنّه كالنذر اللازم في الرقبة ، الذي لا يمكن التخلّف عنه ، فقضى نحبه يكون بمعنى أدّى نذره وما عليه من التكاليف فانّ الولاية شرط قبول الأعمال.
    (2) أي يموت ميتة الكفر ، ومع ذلك يحاسب على جميع الواجبات التي يعمل بها في الإسلام كالصلاة والصوم والحجّ فهو مأخوذ عليها ومسؤول عنها.
    (3) كتاب الأمالي ، ص 10 ، المجلس الأوّل ، ح 7.



(403)
    الأمالي للشيخ المفيد ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ، قال ، حدّثني أبي ، قال ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمّد ابن سنان ، عن المفضّل بن عمر الجعفي ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
    يا علي ، أنا وأنتَ وإبناكَ الحسنُ والحسينُ وتسعةٌ من وُلدِ الحسينِ أركانُ الدِّينِ ، ودعائمُ الإسلام (1) ، مَن تَبعنا نجى ، ومَن تخلَّفَ عنّا فإلى النار (2).

    (1) فلا يقوم الدين ولا يستقيم إلاّ بهم ، كما لا يقوم أي بناء بدون ركنه ودعامته .. وقد ورد هذا في الأحاديث المتظافرة من الطرفين وللنموذج لاحظ أحاديث الخاصّة في الكافي (1) ، والعامّة في الينابيع (2).
    (2) الأمالي ، ص 217 ، المجلس الخامس والعشرون ، ح 4.

1 ـ اُصول الكافي ، ج 2 ، ص 18 ، باب دعائم الإسلام.
2 ـ ينابيع المودّة ، ص 22.


(404)
    أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عبيدالله بن عمّار الثقفي ... قال حدّثنا علي بن محمّد بن سليمان النوفلي ، عن حسن بن حمزة أبي محمّد النوفلي ، قال ، حدّثني أبي وخالي ... عن الزبير بن سعيد الهاشمي ، قال حدّثنا أبو عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر ... عن أبيه وعبيدالله بن أبي رافع جميعاً ، عن عمّار بن ياسر ( رضي الله عنه ) وأبي رافع مولى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث :
    ... دعا رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) وقال له :
    يا علي ، إنّ الرُّوحَ (1) هبطَ عَليّ بهذهِ الآيةِ (2) آنفاً ، يخبُرني أنّ قريشاً اجتمعُوا على المكرِ بي وقتلي ، وأنّه أوحى إليَّ ربّي عزّوجلّ أنْ أهجَر دارَ قومي ، وأنْ أنطلقَ إلى غارِ ثَور تحتَ ليلتي (3) ،

    (1) أي الروح الأمين وهو جبرئيل ( عليه السلام ).
    (2) وهي قوله تعالى : ( وإذْ يَمكُرُ بِكَ الّذينَ كَفرُوا ليُثْبتُوكَ أو يَقتُلوكَ أو يُخرجُوكَ ويَمكُرونَ ويَمكُرُ اللّهُ واللّهُ خيرُ الماكِرين ) (1).
    (3) أي تحت ظلام هذه الليلة ، وغار ثور هو الغار المعروف الذي اختفى فيه النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هجرته ، وهذا الغار كائن بجبل ثور في جنوب مكّة المكرّمة بمنطقة

1 ـ سورة الأنفال ، الآية 30.

(405)
وأنّه أمَرني أن آمركَ بالمبيتِ على ضَجاعي ـ أو قال ، مَضجعي ـ ليخفى بمبيتِك عليه أَثَري ، فما أنتَ قائلٌ وما صانع ؟ فقال عليٌّ ( عليه السلام ) ، أَوَ تَسلَمُ بمبيتي هناكَ يا نبيَّ اللّهِ ؟ قالَ ، نعم ؛ فتبسَّم عليٌّ ( عليه السلام ) ضاحكاً ، وأهوى إلى الأرضِ ساجداً ، شكراً بما أنبأه رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من سلامتِه ، وكان عليٌّ صلواتُ اللّهِ عليه أوّلَ من سَجَدَ للّهِ شُكراً ، وأوّلَ من وَضَعَ وجهَهُ على الأرضِ بعد سَجدتِه من هذهِ الاُمّةِ بعدَ رسُولِ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلمّا رَفَع رأسَه قالَ له ، إمضِ لِما أُمرتَ فداكَ سمعي وبَصري وسُويداءُ قلبي ، ومُرني بما شئتَ أكنْ فيه كمسرَّتِك (4) ، وأقعُ منهُ بحيث مرادُك وإنْ توفيقي إلاّ بالله (5).

المفجر ، ويبعد عن مكّة ثلاث كيلومترات.
    (4) أي كما يسرّك ويكون به سرورك.
    (5) وهذا غاية الفداء لله ولرسوله ولحفظ دين رسول ربّ العالمين ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود ، مضافاً إلى تحمّل الألم والأذى من رمي الأحجار والحصى على علي ( عليه السلام ) في فراش المبيت ، وقد أنزل الله تعالى فيه قوله تعالى :
    ( ومِنَ الناسِ مَن يَشْري نَفْسَهُ ابتغاءَ مَرضاتِ اللّهِ واللّهُ رَؤُوفٌ بالعِباد ) (1).
    وقد نزلت الآية في أمير المؤمنين باتّفاق الفريقين تلاحظ أحاديث الخاصة في البحار (2) وأحاديث العامّة عن إثنين وثلاثين مصدراً من مصادرهم المعتبرة في

1 ـ سورة البقرة ، الآية 207.
2 ـ بحار الأنوار ، ج 36 ، ص 40 ، ب 32 ، الأحاديث ، وج 19 ، ص 28 ، ب 6 ، الأحاديث.
وصايا الرسول لزوج البتول ::: فهرس