وصايا الرسول لزوج البتول ::: 421 ـ 435
(421)
    أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد المراغي ، قال ، حدّثنا أبو صالح محمّد بن فيض العجلي ، قال ، حدّثنا أبي ، قال ، حدّثنا عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ( رضي الله عنه ) قال ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن موسى ، قال ، حدّثني أبي الرضا علي بن موسى قال ، حدّثني أبي موسى بن جعفر بن محمّد قال ، حدّثني أبي جعفر قال ، حدّثني أبي محمّد بن علي قال ، حدّثني أبي علي ابن الحسين قال ، حدّثني أبي الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال ، بعثَني رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الَيمَن فقال وهو يُوصيني :
    يا علي ، ما حارَ مَن استخار ، ولا ندمَ مَن استشار.
    يا علي ، عليك بالدُلْجَة (1) فإنّ الأرضَ تُطوى باللّيلِ ما لا تُطوى بالنّهار.
    يا علي أغْدُ على (2) اسمِ اللّهِ ،

    (1) الدُلجة ، بضمّ الدال وفتحها هو السير في الليل ، يقال أدلج إذا سار في الليل ، والإسم الدُلجة.
    (2) من الغدوّ وهو من الوقت ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، مقابل الرّواح وهو من الزوال إلى الليل.



(422)
فإنَّ اللّهَ ( تعالى ) بَارَكَ لاُمّتي في بُكورِها (3) (4).

    (3) أي الصباح المبكّر ، والبُكرة هو وقت الغداة بورك فيها لاُمّة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أعمالها بهذا الوقت.
    والبركة زيادة الخير والنفع والكرم.
    قال الشيخ الطريحي ، ( في الدعاء ، وأنزل عليَّ من بركاتك أي من خيرك وكرمك ... وبارك على محمّد أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة ) (1).
    (4) الأمالي ، ص 136 ، المجلس الخامس ، ح 33 ، المسلسل 220.

1 ـ مجمع البحرين ، ص 449.

(423)
    الأمالي للشيخ الطوسي ، وبالإسناد قال ، حدّثنا محمّد بن بكران النقّاش ، عن أحمد بن محمّد الهمداني مولى بني هاشم ، قال ، حدّثني عبيد بن حمدون الرواسي ، قال ، حدّثنا الحسين بن النضر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال ، فشَكوتُ إلى رسولِ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دَيْناً كانَ عليّ (1) فقال :
    يا علي ، قل « اللّهمَّ اغنِني بِحلاَلِكَ عَنْ حَرامِكَ وبفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواك » فلو كان عليكَ مِثلُ صُبَير (2) دَيْناً قَضاهُ اللّهُ عَنك (3).

    (1) فرسول الله هو أخوه بل نفسه ، مضافاً إلى كونه رسول الله إليه ، فيكون ملاذه ومورد شكوته ولذلك حسن أن يشكو إليه دَينه.
    (2) جاء في آخر الحديث ، وصبير جبلٌ باليمن ليس باليمن جبل أجلّ ولا أعظم منه.
    وفي المعجم ضبطه ، صَبِر على وزن كَتِف ، وقال ، إنّه إسم الجبل الشامخ العظيم المُطلّ على قلعةِ ( تعزّ ) فيه عدّة حصون وقرى باليمن (1).
    (3) الأمالي ، ص 430 ، المجلس الخامس عشر ، ح 20 ، المسلسل 963. وجاء في أمالي الشيخ الصدوق ، ص 317 ، المجلس الحادي والستّون ، ح 10.

1 ـ معجم البلدان ، ج 3 ، ص 392.

(424)
    أمالي الشيخ الطوسي ، وبالإسناد قال ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال ، حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن ابن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) في حديث تسليم كتاب وصيّة الأنبياء ، يداً بيد من آدم إلى النبيّ الخاتم ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، وأنتَ تدفعُها إلى وَصيِّك ، ويدفعُها وصيُّكَ إلى أوصيائِكَ من وُلْدِكَ واحداً بعدَ واحد ، حَتّى تُدفَع إلى خَيرِ أهلِ الأرضِ بَعدَك (1). ولتكفُرَنَّ بِكَ الاُمّةُ ، ولتَخْتلِفَنَّ عليكَ إختلافاً شديداً ، الثابتُ عليكَ كالمقيمِ معي ، والشاذُّ عنكَ في النّارِ (2) ، والنّارُ مَثوى الكافرين (3).

    (1) وهو بقيّة الله ، وخاتم الأوصياء ، الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
    (2) أي أنّ المنفرد المعتزل عنك ، والذي لم يتبع أمرك وحكمك هو في النار ، يقال ، شذّ عنه يشذّ شذوذاً ، إنفرد عنه (1).
    (3) الأمالي ، ص 442 ، المجلس الخامس عشر ، ح 48 ، المسلسل 991. وجاء في أمالي الشيخ الصدوق ، ص 329 ، المجلس الثالث والستّون ، ح 3.

1 ـ مجمع البحرين ، ص 234.

(425)
    الأمالي للشيخ الطوسي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت ، عن أحمد بن محمّد ، قال ، حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان ، قال ، حدّثنا عبدالعزيز بن الخطّاب ، قال ، حدّثنا ناصح ، عن زكريا ، عن أنس قال ، إتّكأ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على علي ( عليه السلام ) فقال :
    يا علي ، أما تَرضى أن تكونَ أخي وأكونَ أخاكَ ، وتكونَ وَليّي وَوصيّي ووارثي ؟
    تَدخلُ رابعُ أربعة الجَنَّةَ ، أنا وأنتَ والحسنُ والحسينُ ، وذريّتُنا خَلفَ ظُهورِنا ، ومَنْ تبعنا مِن اُمّتِنا عن أَيمانِهم وشمائِلِهم (1).
    قال ، بلى يا رسولَ اللّه (2).

    (1) فيفوز أتباعهم بالشرف الأسمى ، والسعادة العظمى ، وهي مرافقة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في دخول الجنّة وبشائر فوز شيعتهم بالجنّة متظافرة بين الفريقين كما تلاحظه في غاية المرام (1).
    (2) الأمالي ، ص 332 ، المجلس الثاني عشر ، الحديث 6 ، المسلسل 666.

1 ـ غاية المرام ، ص 578.

(426)
    أمالي الشيخ الطوسي ، أبو محمّد الفحّام ، قال ، حدّثني المنصوري قال ، حدّثني عمّ أبي أبو موسى ... ، قال ، حدّثني الإمام علي بن محمّد ، قال ، حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال ، حدّثني أبي علي بن موسى الرضا ، قال ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال ، حدّثني أبي محمّد بن علي ، حدّثني أبي علي ابن الحسين قال ، حدّثني أبي الحسين بن علي قال ، حدّثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال ، قال لي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، خَلقَني اللّهُ تعالى وأنتَ من نُورِ اللّهِ حينَ خَلقَ آدَمَ ، وأفْرَغَ ذلكَ النُّورَ في صُلبِهِ ، فافضى به إِلى عبدِالمطّلب ، ثُمَّ افترقا مِن عبدِالمطّلبِ ، أنا في عبدِاللّهِ وأنتَ في أبي طالب (1) ، لا تَصلحُ النبوّةَ إلاّ لي ، ولا تَصلَحُ الوصيّةُ إلاّ لَكَ ، فمَنْ جَحَد وَصيّتَكَ جَحَدَ نُبوّتي ، ومَن جَحَدَ نُبوّتي أكبَّهُ اللّهُ على منخرَيهِ في النّارِ (2) (3).

    (1) وهذه الخلقة النورية من مسلّمات أحاديث الفريقين ، وقد أحصى أحاديث العامّة بذلك السيّد القاضي نور الله التستري في تسعة وثلاثين حديثاً فلاحظ (1).
    (2) أي على وجهه ، والمنخران ثقبا الأنف.
    (3) الأمالي ، ص 294 ، المجلس الحادي عشر ، ح 24 ، المسلسل 577.

1 ـ إحقاق الحقّ ، ج 5 ، ص 242 ، ب 3 ، وقد بيّنا الأحاديث المتظافرة بذلك في كتابنا شرح زيارة الجامعة الشريفة تحت فقرة ( خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين ).

(427)
    أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي ، قال ، حدّثنا يعقوب بن يزيد الأنباري كاتب المنتصر ، قال ، حدّثني زياد بن مروان القندي ، عن جرّاح بن مليح أبي وكيع ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال ، قالَ رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، ما مِنْ عَبد إلاّ ولَهُ جَوّانيٌّ وبَرّانيّ (1) ـ يعني سريرةٌ وعلانيةٌ ـ فَمنْ أصلَحَ جَوّانيّهُ أصلَحَ اللّهُ عزّوجلّ برَّانيَّه ، ومَن أفسَدَ جَوّانيَّه أفسدَ اللّه برَّانيَّه ، وما مِنْ أحد إلاّ ولهُ صِيتٌ (2) في أهل السَّماءِ ، وصيتٌ في أهلِ الأرضِ ، فإذا حَسُنَ صيتُه في أهلِ السَّماءِ وُضِعَ ذلكَ لهُ في أهلِ الأرض ، وإذا ساءَ صيتُه في أهلِ السَّماءِ وُضِعَ ذلك له في الأرضِ ، فسألهُ عن صِيته ما هُوَ ؟ قال ، ذِكْرُه (3).

    (1) الجوّاني والبرّاني ، نسبة إلى الجوَّة والبرَّة ، بمعنى الداخل والخارج فيكون مفاده أنّ لكلّ إنسان سريرة وعلانية.
    (2) الصِيت بكسر الصاد هي الذكر والشهرة ويستعمل في ذكر الخير وذكر الشرّ كليهما (1).
    (3) الأمالي ، ص 457 ، المجلس السادس عشر ، ح 28 ، المسلسل 1022.

1 ـ مجمع البحرين ، ص 146.

(428)
    أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا أحمد بن عبيدالله ... قال ، حدّثنا علي بن محمّد بن سليمان ، قال ، حدّثنا أبي ، قال ، حدّثنا محمّد ابن جعفر بن محمّد ، قال ، حدّثنا معتّب مولانا ، قال ، حدّثني عمر بن علي ... ، قال ، سمعت محمّد بن أبي عبيدالله بن محمّد بن عمّار بن ياسر يحدّث عن أبيه ، عن جدّه ... ، قال ، سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة يقول ، رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آخذاً بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال له :
    يا علي ، أنتَ أخي وصَفيّي ووَصيّي ووَزيري وأَميني ، مكانُك منِّي في حياتي وبعدَ مَوتي كمكانِ هارونَ من مُوسى ، إلاّ أنَّه لا نَبيَّ معي ، من ماتَ وهُو يُحبُّكَ خَتَم اللّهُ عزّوجلَّ لهُ بالأمنِ والإيمانِ ، ومَن ماتَ وهُو يُبغضُكَ لمْ يكُنْ لهُ في الإسلامِ نَصيب (1) (2).

    (1) ورد نصّ هذا الحديث تماماً في الينابيع أيضاً (1).
    وهذا أحد أحاديث المنزلة المتّفق عليها تواتراً بين الفريقين.
    فقد رويت من طرق الخاصّة في أحاديث سبعين ، ومن طرق العامّة في أحاديث مائة تلاحظها مجموعة في غاية المرام (2).
    (2) الأمالي ، ص 544 ، المجلس العشرون ، ح 3 ، المسلسل 1167.

1 ـ ينابيع المودّة ، ص 124 ، ط استانبول.
2 ـ غاية المرام ، ص 109 ـ 152 ، ب 20 ـ 21.


(429)
    أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرني المظفّر بن محمّد قال ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الهاشمي ، قال ، حدّثنا محمّد بن عبدالله الزراري ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي زكريا الموصلي ، عن جابر ، عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه ( عليهم السلام ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعلي ( عليه السلام ) :
    أنتَ الّذي احتَجَّ اللّهُ بكَ في إبتدائِه الخَلْق ، حيثُ أقامَهُم أشْباحاً (1) فقال لهُم ، ألستُ بربِّكم (2) ؟ قالُوا ، بَلى ، قال ، ومحمّدٌ رسولي ؟ قالوا ، بَلى ، قال ، وعليُّ بن أبي طالب وَصيّي (3) ؟

    (1) الأشباح جمع شَبَح بالتحريك هو الشخص كما في المجمع (1).
    (2) إشارة إلى قوله تعالى : ( وإِذْ أخَذَ ربُّكَ مِن بني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرَّيتَهم وأَشَهدَهُم على أنفسِهِم ألسْتُ بِرَبِّكُم قالُوا بَلى شَهِدْنا أنْ تقُولُوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلين ) (2).
    (3) وهذا هو أخذ الميثاق المعروف في عالم الذرّ وإبتداء الخلقة ، حيث أخذ الله

1 ـ مجمع البحرين ، ص 180.
2 ـ سورة الأعراف ، الآية 172.


(430)
فأبى الخَلقُ جَميعاً إلاّ إستكباراً وعُتواً مِن ولايتِك إلاّ نَفرٌ قليل ، وهُم أَقلُّ القَليل ، وهُم أصحابُ اليَمين (4).

    تعالى العهد من الجميع بربوبّيته الجليلة ، ورسالة نبيّه الأمين ، ووصاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فمنهم من صدّق ووفى ، ومنهم من أبى وعتا ، ثمّ أنسى الله الخلق ذلك الموقف ليعملوا في هذه الدنيا بإختيارهم ما يوجب السعادة أو الشقاوة.
    وعالم الميثاق هذا متّفق عليه في أحاديث الفريقين.
    وتلاحظ أحاديث الخاصّة في كتب الأخبار (1) ، وكتب التفاسير (2) ، في تفسير هذه الآية المباركة.
    كما تلاحظ أحاديث العامّة في إحقاق الحقّ (3) ، نقلا عن الگنجي الشافعي في كفاية الطالب ، والذهبي في ميزان الإعتدال ، والعسقلاني في لسان الميزان ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق.
    (4) الأمالي ، ص 232 ، المجلس التاسع ، ح 4 ، المسلسل 412.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 5 ، ص 225.
2 ـ تفسير البرهان ، ج 1 ، ص 374.
3 ـ إحقاق الحقّ ، ج 7 ، ص 283 ، وج 17 ، ص 336.


(431)
    أمالي الشيخ الطوسي ، جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا عبدالرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح ، قال ، حدّثني الفضل بن المفضّل بن قيس بن رمانة الأشعري ... عن الرضا علي بن موسى قال ، حدّثني أبي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) أنّ رسولَ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعَثَ عليّاً إلى الَيمن فقالَ لهُ وهُو يُوصيهِ :
    يا علي ، اُوصيكَ بالدُّعاءِ فإنَّ معهُ الإجابةِ ، وبالشُكرِ فإنَّ معَهُ المَزيد ، وأنهاكَ من أنْ تُخَفِّرَ عَهْداً (1) ، وتُغَيِّر عليهِ ، وأنهاكَ عن المَكرِ فإنَّهُ لا يَحيقُ المَكرُ السَّيِىءُ إلاّ بأهلِهِ ، وأنهاكَ عن البَغْيِ (2) ، فإنَّهُ مَن بُغيَ عليهِ ليَنْصُرنَّهُ اللّه (3).

    (1) أي تنقض العهد ، يقال خفّر الرجل بالتشديد أي غدر به ، وخفّر العهد أي نقضه.
    (2) البغي هو الظلم والفساد ، وأصل البغي الحسد ، ثمّ سمّى الظلم بغياً لأنّ الحاسد ظالم (1).
    (3) الأمالي ، ص 597 ، المجلس السادس والعشرون ، ح 13 ، المسلسل 1239. وعنه البحار ، ج 21 ، ص 361 ، ب 34 ، ح 4.

1 ـ مجمع البحرين ، ص 11.

(432)
    الإختصاص ، روى الشيخ الأعظم المفيد حديث السقيفة ، عن أبي محمّد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جدّه ، جاء فيه ، قال علي ( عليه السلام ) :
    أمَرني رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أنْ لا أخرُجَ بعدَهُ مِن بَيتي ، حتّى أُؤلِّفَ الكتابَ فإنّهُ في جَرائدِ النَّخلِ وأكتافِ الإبِل ... (1) (2).

    (1) وقد جمعه ( عليه السلام ) كما أنزله الله تعالى ، وبما أوصاه الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واتّفقت في ذلك روايات الفريقين.
    ففي مناقب آل أبي طالب للشيخ الجليل ابن شهر آشوب (1) انّ في أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) أنّه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصلاة حتّى يؤلِّف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه.
    وأورد ذلك الحسكاني (2) ، والمتّقي الهندي (3) ، وابن سعد (4) ، والقندوزي الحنفي (5) ، وأبو نعيم (6).
    (2) الإختصاص لفخر الشيعة الشيخ المفيد أعلى الله مقامه ، ص 186.

1 ـ مناقب ابن شهر آشوب ، ج 2 ، ص 42.
2 ـ شواهد التنزيل ، ص 26.
3 ـ كنز العمّال ، ج 15 ، ص 112.
4 ـ الطبقات الكبرى ، ج 2 ، ص 338.
5 ـ ينابيع المودّة ، ص 287.
6 ـ حلية الأولياء ، ج 1 ، ص 67.


(433)
    الإختصاص ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال :
    ... إنّي سمعتُ رسولَ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ،
    يا علي ، واللّهِ لَلفَقرُ أسرَعُ إلى محبّينا مِنَ السَّيلِ إلى بَطنِ الوادي (1) (2).

    (1) وذلك ليؤجرهم بالصبر عليه ، ويجازيهم بمرارة الدنيا حلاوة الآخرة ، ويثيبهم بالتحمّل في الدنيا الفانية نعيم الدار الباقية لذلك كان الفقر شعار الصالحين ، فقد يكون المؤمن فقيراً عن المال المستهان مع كونه غنيّاً لقوّة الإيمان ، ومدّخراً لخيرات الجنان. فلاحظ أحاديث البحار (1).
    (2) الإختصاص ، ص 311.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 72 ، ص 1 ، ب 94 ، الأحاديث التسعون.

(434)
    الإختصاص ، أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن المغيرة الخزاز ، عن أبي حفص العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسمعته يقول :
    يا علي ، ما بَعَثَ اللّهُ نبيّاً إلاّ وقَدْ دَعاهُ إلى وِلايتِكَ ، طائِعاً أو كارِهاً (1) (2).

    (1) وفي حديث البحار عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) أنّه قال ، ( ولاية عليّ مكتوبة في صحف جميع الأنبياء ، ولن يبعث الله رسولا إلاّ بنبوّة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصيّة عليّ ) (1).
    وفي ينابيع المودّة للقندوزي جاء الحديث القدسي ( وعُرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين ) (2).
    وفي توضيح الدلائل لشهاب الدين الشافعي ( انّ ولاية علي بن أبي طالب عرضت على إبراهيم الخليل فقال ، اللهمّ اجعله من ذرّيتي ، ففعل الله ذلك ) (3).
    (2) الإختصاص ، ص 343.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 38 ، ص 46.
2 ـ ينابيع المودّة ، ج 3 ، ص 160 ، ط العرفان ـ بيروت.
3 ـ توضيح الدلائل ، ص 164.


(435)
    بشارة المصطفى ، أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسين بن الحسين بن علي بن بابويه ( بالري سنة عشرة وخمسمائة ) ، عن عمّه محمّد بن الحسن عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمهم الله تعالى ، قال ، حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني ، قال ، حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي ، قال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال ، حدّثنا عبدالله بن أحمد ، قال ، حدّثنا القاسم بن سليمان ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعد بن غلابة ، عن أبي سعيد عقيصا عن سيّد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، أنتَ أخي وأنا أخُوكَ أنا المُصطفى للنبوّةِ وأنتَ المُجتبى للإمامةِ ، وأنا صاحبُ التّنزيلِ وأنتَ صاحبُ التأويلِ (1) ، وأنا وأنتَ أبوا هذهِ الاُمّةِ.
    يا علي ، أنتَ وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو وُلدي ، شيعتُك شيعتي ، وأنصارُكَ أنصاري ، وأولياؤُكَ أوليائي ، وأعداؤُك أعدائي.
    يا علي ، أنتَ صاحبي على الحوضِ غَداً ،

    (1) أي تنزيل القرآن الكريم وتأويله.
وصايا الرسول لزوج البتول ::: فهرس