وصايا الرسول لزوج البتول ::: 496 ـ 510
(496)
.........................

ثقة الإسلام الكليني ( قدس سره ) بسنده إلى جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال :
    « فأنكروا بقلوبكم ، والفظوا بألسنتكم ، وصكّوا بها جباههم ، ولا تخافوا في الله لومة لائم ، فإنْ اتّعظوا وإلى الحقّ رجعوا فلا سبيل عليهم ( إنّما السَّبيلُ على الذّينَ يَظلمُون النّاسَ ويبغُونَ في الأرْضِ بغَيرِ الحَقِّ اُولئكَ لهُمْ عَذابٌ أَليم ) (1) هنالك فجاهدوهم بأبدانكم ، وأبغضوهم بقلوبكم ، غير طالبين سلطاناً ، ولا باغين مالا ، ولا مرتدّين بالظلم ظفراً ، حتّى يفيؤا إلى أمر الله ، ويمضوا على طاعته ».
    (3) دعائم الإسلام ، ج 2 ، ص 351. وعنه المستدرك ، ج 12 ، ص 192 ، ب 3 ، ح 6 ، المسلسل 13852.

1 ـ سورة الشورى ، الآية 42.

(497)
    دعائم الإسلام ، عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال ، مرضتُ فعادَني رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا لا اتَقَارُّ (1) على فراشي فقال :
    يا علي ، إنّ أشدَّ النّاسِ بَلاءً النبيّون ، ثمَّ الأوصياءُ ، ثمّ الذّين يلُونَهم ، ثمّ قال ، أَتُحِبّ أن يَكشِفَ اللّهُ ما بكَ ؟
    فقلتُ ، بَلى يا رسولَ اللّهِ.
    قال ، قُل ، ( اللّهمَّ ارحَمْ جِلدي الرَّقيقَ وعَظمي الدَّقيقَ ، وأعوذُ بكَ من فَورةِ الحريقِ يا اُمَّ مِلْدَم (2) إنْ كنتِ آمنتِ باللّهِ فلا تأكُلي اللَّحَم ولا تشربي الدَّمَ ولا تفوري على الفَم ، وانتقلي إلى مَن يزعَمُ أنّ معَ اللّهِ إلهاً آخر ، فأنا أشهدُ ، أنْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنّ محمّداً عبدُهُ ورسولُه ).
    قال علي ( عليه السلام ) ، ففعلتُها ، فعوفيتُ من ساعتي (3).

    (1) من القرار أي لا يملكني الإستقرار والإستراحة في فراشي من شدّة الحمّى.
    (2) اللّدم هو الضرب ، واُمّ مِلدم بكسر الميم كنية للحمّى.
    (3) دعائم الإسلام ، ج 2 ، ص 140 ، ح 490.



(498)
    دعائم الإسلام ، عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال ، قال لي رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، لا تقومَنَّ في العِثْكِل (1) ، قلتُ ، وما العِثْكِلُ يا رسولَ اللّهِ ؟ قال ، أن تصلّيَ خلفَ الصّفوفِ وَحدَكَ (2).

    (1) في المستدرك ، ( العيكل ) ولم نعثر له في اللغة على معنىً ، والظاهر انّه تصحيف.
    واحتمل أن يكون الصحيح هو الفِسكل بتقريب أنّه المناسب للمقام ، فالفِسكل بكسر الفاء والكاف وهو الفرس الذي يجيء في آخر الحلبة ، ورجل فِسكول ، أي متأخّر أبداً كما في المحيط للصاحب بن عبّاد (1) ويحتمل أن يكون الصحيح هو العثكل كما في المصدر ، بتوجيه أنّ العثكل هو عذق النخل ، يقال ، فلان عثكل أي عَدا ثقيلا كما في الأقرب (2).
    فلعلّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شبّه الرجل في آخر صفّ الجماعة بالقائم في العثكل من جهة تثاقله في عَدْوه حتّى يكون في آخر القوم ، فتكون الكلمة كناية عن التثاقل والتأخّر والله العالم.
    (2) دعائم الإسلام ، ج 1 ، ص 155. وعنه المستدرك ، ج 6 ، ص 498 ، ب 46 ، ح 1 ، المسلسل 7353.

1 ـ المحيط في اللغة ، ج 6 ، ص 356.
2 ـ أقرب الموارد ، مادّة عثك.


(499)
    دعائم الإسلام ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انّه لمّا بعث عليّاً ( عليه السلام ) إلى اليمن قال له :
    يا علي ، إذا قضيتَ بين رجلَينِ فلا تَقضِ للأوَّلِ حتّى تسمعَ ما يقولُ الآخَر (1).
    ونَهي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يتكلَّمَ القاضي قبلَ أن يسمعَ قولَ الخَصمَين (2).

    (1) وهذا من أحكام القضاء ، فإنّه لا يجوز للقاضي الحكم قبل سماع كلام الخصمين.
    وفي حديث محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقضي للأوّل حتّى تسمع من الآخر ، فإنّك إذا فعلت ذلك تبيّن لك القضاء (1).
    وفي الحديث الذي يليه مسنداً إلى هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لا يأخذ بأوّل الكلام دون آخره.
    (2) دعائم الإسلام ، ج 2 ، ص 533 ، ح 1896. وعنه المستدرك ، ج 17 ، ص 351 ، ب 4 ، ح 2 ، المسلسل 21552 ، وقريب منه في عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 64 ، ب 31 ، ح 286.

1 ـ وسائل الشيعة ، ج 18 ، ص 158 ، ب 4 ، ح 2.

(500)
    جامع الأحاديث ، عن زيد بن بثيع ، عن علي ( عليه السلام ) قال :
    بعثني رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ حين اُنزلت براءة (1) ـ بأربع :
    لا يطوفُ بالبيتِ عُريان ، ولا يقربِ المسجدَ الحرامَ مُشركٌ بعدَ عامِهم هذا ، ومَن كانَ بينَهُ وبينَ رسولِ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عهدٌ فهو إلى مُدَّتِه (2) ، ولا يدخُلِ الجنَّةَ إلاّ نَفْسٌ مسلِمة (3) (4).

    (1) أي حينما نزلت سورة براءة ، وأمر النبي بأن يبلّغها علي بن أبي طالب بعد إسترجاعها من أبي بكر ، فبلّغها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد الظهر من يوم عيد الأضحى في يوم الحجّ الأكبر.
    (2) أي أنّ أيّ مشرك كان له مع رسول الله عهد إلى مدّة معيّنة فهو باق إلى مدّته ، ومن لم يكن له عهد فمدّته أربعة أشهر.
    (3) وتلاحظ أحاديث تفصيله في تفسير الصافي (1).
    (4) جامع الأحاديث للشيخ الفقيه جعفر بن أحمد القمّي المعاصر للصدوق ( قدس سره ) ، ص 284. ورواه في الهامش عن مستدرك الحاكم ، ج 4 ، ص 178.

1 ـ تفسير الصافي ، ج 2 ، ص 318.

(501)
    فضائل الشيعة ، حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رحمه الله ) ، قال ، حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عن أبيه عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
    يا علي ، لقد مُثّلَتْ إليّ أُمّتي في الطينِ (1) حينَ رأيتُ صغيرَهم وكبيرَهم أرواحاً قبلَ أنْ تُخلَقَ أجسادُهم (2) ، وإنّي مررتُ بكَ وشيعتِك فاستغفرتُ لكُم.
    فقال علي ( عليه السلام ) ، يا نبيَّ اللّهِ زدني فيهم.
    قال ، نعم ، يا علي تخرجُ أنتَ وشيعتُكَ من قبورِكُم ، ووجوهُكُم كالقمرِ ليلةَ البدرِ ، وقد فُرّجَتْ عنكُم الشّدائدُ ، وذهَبَتْ عنكُم الأحزانُ ، تستظلّونَ تحتَ العرشِ ، تخافُ الناسُ ولا تخافُون ، وتحزَنُ الناسُ ولا تحزَنُونَ ، وتُوضعُ لكُم مائدةٌ والناسُ في المحاسَبة (3).

    (1) أي حين خلقتهم الاُولى ، فقد خُلق الإنسان من سلالة من طين ، كما صرّح به القرآن الكريم في سورة المؤمنون الآية 12.
    (2) فإنّه خلقت الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ ركبت في الأبدان ، كما في حديث جابر الجعفي ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ). فلاحظ تفصيل أحاديث الباب (1).
    (3) فضائل الشيعة للشيخ الجليل الصدوق ، ص 31 ، من الطبعة المترجمة.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 61 ، ص 132 ، ب 43 ، ح 5.

(502)
    علل الشرائع ، حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عبدالوهاب القرشي ، قال ، حدّثنا منصور بن عبدالله بن إبراهيم الإصفهاني ، قال ، حدّثنا علي بن عبدالله الإسكندراني قال ، حدّثنا عبّاس بن العبّاس القانعي ، قال ، حدّثنا سعيد الكندي ، عن عبدالله بن حازم الخزاعي ، عن إبراهيم بن موسى الجهني ، عن سلمان الفارسي قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
    يا علي ، تختَّمْ باليَمينِ تكُنْ من المقرَّبينَ (1).
    قال ، يا رسولَ اللّهِ وما المقرّبُونَ ؟
    قال ، جبرئيلُ وميكائيلُ.
    قال ، بِمَ أتختّمُ يا رسولَ اللّه ؟
    قال ، بالعقيقِ الأحمرَ (2).
    فإنَّه أَقرَّ للّهِ عزَّوجَلَّ بالوَحدانيّةِ ، ولي بالنبوَّةِ ، ولكَ يا علي بالوَصيّةِ ، ولوُلدكَ بالإمامةِ ، ولمحبّيكَ بالجنّةِ ، ولشيعةِ وُلدِك ...

    (1) ومن علائم المؤمن التختّم باليمين ، وقد تقدّم ما يقرب من هذا الحديث الشريف في وصيّة الفقيه المتقدّمة.
    (2) وهو جبل معروف باليمن يتّخذ منه الفصوص ، وبعض الأحجار المتّخذة من العقيق أبيض ، وبعضه أصفر ، والأحمر أفضل اُمر بالتختّم به في هذه الوصيّة



(503)
بالفردوس (3) (4).

الشريفة.
    (3) وقد تقدّم في الوصيّة رقم 25 الإشارة إلى حديث ابن عبّاس وأحاديث عرض المودّة والولاية على السماوات والأرضين المتّفق عليها بين الفريقين الخاصّة والعامّة فراجع.
    ولا استغراب في أن يكون للحجر بقدرة الله تعالى إيمان وتصديق وإقرار ... فإنّ له كسائر الأشياء من هذا الكون الوسيع ذكر وتسبيح بحسب حاله ، وإن كنّا لا نسمع ذلك.
    قال عزّ إسمه ، ( وإنْ مِنْ شَيء إلاّ يُسبّحُ بِحَمْدِهِ ولكنْ لا تَفْقَهُونَ تَسبِيحَهُم ) (1).
    ويجدر ملاحظة فضل العقيق أيضاً في أحاديثه المباركة منها :
    قوله ( عليه السلام ) ، « ركعتان بالعقيق أفضل من ألف بغيره ».
    وقوله ( عليه السلام ) ، « العقيق حرز في السفر ».
    وقوله ( عليه السلام ) ، « وتختّموا بالعقيق يبارك عليكم ، وتكونوا في أمن من البلاء ».
    (4) علل الشرائع ، ص 158 ، ب 127 ، ح 3. وعنه البحار ، ج 27 ، ص 280 ، ب 17 ، ح 1. وقريب منه في مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ، ص 301. وعنه المستدرك ، ج 3 ، ص 295 ، ب 32 ، ح 2 ، المسلسل 3620.

1 ـ سورة الإسراء ، الآية 44.

(504)
    الشيخ الطوسي في الغيبة ، عن ابن أبي الجيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن أبي سمينة ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن جابر بن عبدالله ، وعبدالله بن عبّاس قالا ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيّته لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
    يا علي إنّ قريشاً ستُظاهرُ عليكَ (1) ، وتجتمعُ كلمتُهم على ظُلمِكَ وقَهرِك ، فإنْ وَجَدتَ أعواناً فجاهِدهُم ، وإن لمْ تجْدِ أعواناً فكُفَّ يَدَكَ واحقِن دَمَكَ (2) فإنَّ الشّهادةَ من وراءِكَ ،

    (1) أي تتعاون على إيذائك والإساءة إليك ، من المظاهرة بمعنى المعاونة.
    (2) وإلى هذا العهد أشار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كتابه الشريف المفصّل ، الذي كتبه بعد منصرفه من النهروان ، وأمر عبيدالله بن أبي رافع بقراءته على الناس ، وإستشهد معه عشرة من ثقاته ، كما تلاحظه في كشف المحجّة للسيّد ابن طاووس (1) نقلا عن كتاب الرسائل لثقة الإسلام الكليني ( قدس سره ) .. فقد جاء في هذا الكتاب قوله ( عليه السلام ) ، ( ... وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عَهِدَ إليّ عهداً ... ) ثمّ ذكر هذا العهد الشريف.
    وقد تقدّم في الوصيّة رقم 11 كلامه ( عليه السلام ) في التشكّي والتظلّم من قريش في

1 ـ كشف المحجّة ، ص 235 و248.

(505)
لعنَ اللّهُ قاتلَك (3).

نهج البلاغة فلاحظ.
    (3) كتاب الغيبة ، ص 117. وعنه المستدرك ، ج 11 ، ص 74 ، ب 28 ، ح 3 ، المسلسل 12461.
    وأصل الحديث هو من وصايا النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لبني عبدالمطّلب ، لمّا جمعهم عند موته ، وأوصاهم بحقّ علي أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء وأولادهما إلى الإمام المهدي ( عليهم السلام ) ، وتوجّه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بوصيّته هذه.
    وتجد كامل الوصيّة في كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ج 2 ، ص 905 ، الحديث الحادي والستّون وهي وصيّة جامعة شريفة ينبغي ملاحظتها.



(506)
    كتاب الغايات ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال :
    شرُّ النّاسِ مَن سافرَ وحدَه ، ومنعَ رفدَه (1) ، أو أكلَ زادَه (2) وضربَ عبدَه ونزلَ وحدَه ، ثمَّ قال :
    يا علي ، ألا اُنبّئُكَ بِشَرّ مِن هذا ؟ قلتُ ، بلى يا رسولَ اللّهِ قال ، من يُبغضُ النّاسَ ويُبغضُونَه (3).
    ثمّ قال ، ألا اُخبرُكَ بِشَرّ منه ؟ قلتُ ، بلى. قال ، من لا يُرجى خَيرُه ولا يُؤمنُ شَرّه (4) (5).

    (1) الرفد بكسر الراء هو العطاء والعون.
    (2) أي أكل طعامه وحده ، ولم يبذل منه شيئاً لغيره.
    (3) فهو خلاف الأخلاق الإسلامية وما يلزم أن يكون عليه المسلم مع أخيه المسلم مُحبّاً ومحبوباً بواسطة حُسن المعاشرة.
    (4) وهو خلاف صفة المؤمن الذي يكون الخير منه مأمول ، والشرّ منه مأمون فإذا صدر من الإنسان الشرّ كان من الأشرار ، وهو أسوء حالا ممّن يبغض الناس ويبغضونه.
    (5) كتاب الغايات للشيخ الأقدم أبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي ، ص 91. وعنه المستدرك ، ج 11 ، ص 375 ، ب 49 ، ح 1 ، المسلسل 13298.



(507)
    ثواب الأعمال ، أبي ( رحمه الله ) ، قال ، حدّثني أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عبدالله البصري يرفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، إنَّ اللّهَ جعل الفقَر أمانةً عندَ خَلْقِه ، فمَن سَتَرهُ كانَ كالصّائِم القائِم (1) ، ومَن أفشاهُ إلى مَن يَقْدِرُ على قضاءِ حاجتِه فلمْ يفعلْ فقد قتَلَه. أما إنّه ما قَتَلهُ بسيف ولا رُمح ، ولكنْ بما أنكى (2) مِن قَلبِه (3).

    (1) لعلّه من حيث الصبر والتحمّل والأجر ، فيعطى أجر الصائم القائم للفقير الذي يستر فقره ممّا يستفاد منه محبوبية ستر الفقر عن الناس والتعفّف بذلك ، بحيث يكون مصداقاً لقوله تعالى : ( يَحسَبُهُم الجاهِلُ أغنِياءَ مِنَ التَعَفُّف ) (1).
    (2) من النكاية بمعنى الجرح والوجع أي أوجع قلبه ، وأثّر فيه كتأثير الجرح.
    (3) ثواب الأعمال للشيخ الجليل الأقدم الصدوق ، ص 217 ، باب ثواب كتمان الفقر ، ح 1.

1 ـ سورة البقرة ، الآية 273.

(508)
    تنبيه الخواطر ، عن علي ( عليه السلام ) قال ، قلتُ ، اللّهمَّ لا تحوجْني إلى أحد من خلقك ، فقال رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، لا تقولَنَّ هكذا ما مِن أَحَد إلاّ وهُو مُحتاجٌ إلى النّاسِ ، قال ، فقلتُ ، كيفَ أقولُ يا رسولَ اللّهِ ؟ قال :
    قُل ، اللّهمَّ لا تُحْوِجْني إلى شِرارِ خَلقِك.
    قلتُ ، يا رسولَ اللّهِ ومَن شِرارُ خَلقِه ؟ قال ، الّذين إذا أعطوا مَنّوا وإذا مَنّوا عابُوا (1) (2).

    (1) فتكون عطاياهم مقرونة بالمنّة على الآخذ ، والتعييب والتنقيص له ، وهذا يبطل العطيّة ، ويوجب الأذيّة ، فيكون شرّاً في البريّة وقد قال تعالى ، ( ياأيُّها الذينَ آمَنوُا لا تُبطِلُوا صَدَقاتِكُم بالمَنِّ والأذى ) (1).
    (2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر للشيخ الجليل ورّام بن أبي فرّاس الأشتري ، ج 1 ، ص 39. وعنه المستدرك ، ج 5 ، ص 263 ، ب 55 ، ح 2 ، المسلسل 5831.

1 ـ سورة البقرة ، الآية 264.

(509)
    طبّ الأئمّة ( عليهم السلام ) ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
    إذا أردتَ أن تَحفَظَ كلَّ ما تَسمع فقُل في دَبْرِ كلِّ صلاة :
    ( سُبحانَ مَن لا يَعتدي على أهلِ مملكتِه ، سُبحانَ من لا يأخُذُ أهلَ الأرضِ بألوانِ العذابِ ، سُبحانَ الرّؤوفِ الرَّحيم ، اللّهمَّ اجعَلْ لي في قَلبي نُوراً وبَصَراً وفَهْماً وعِلْماً انَّكَ على كلِّ شَيء قَدير ) (1) (2).

    (1) ذكر السيّد شبّر ( قدس سره ) هذه الوصيّة الشريفة في باب ما يورث الحفظ ، وأضاف بيان الروايات الواردة في أنّ ممّا يوجب الحفظ أيضاً قراءة آية الكرسي ، وأن يقول في كلّ يوم بعد صلاة الفجر قبل أن يتكلّم :
    ( ياحيُّ ، ياقيّوم ، فلا يفوتُ شيئاً علمه ، ولا يؤدّه ) فإنّه يكثر حفظه ويقلّ نسيانه ، وتقدّم منّا مزيد البيان في ذلك في وصيّة الفقيه المتقدّمة الاُولى تحت قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، ثلاثة يزدن في الحفظ ويُذهبن البلغم ، اللُبان ، والسواك ، وقراءة القرآن.
    (2) طبّ الأئمّة ( عليهم السلام ) للعلاّمة الجليل السيّد عبدالله شبّر ، ص 388.



(510)
    مشكاة الأنوار ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال :
    يا علي ، سيّدُ الأعمال (1) ثلاثُ خِصال :
    إنصافُكَ من نفسِك ، ومواساةُ الأخِ في اللّهِ ، وذكرُ اللّهِ ( تباركَ وتعالى ) على كُلِّ حال (2).

    (1) أي التي تسود الأعمال الصالحة ، وتجمع الخصال الحسنة ، فتكون سيّد الأعمال.
    وقد مضت هذه الخصال الثلاثة في وصيّة الفقيه تحت عنوان أنّها لا تطيقها هذه الاُمّة وتقدّم شرحها فلاحظ.
    (2) مشكاة الأنوار للمولى الطبرسي سبط أمين الإسلام ، ص 55. وعنه المستدرك ، ج 5 ، ص 285 ، ب 1 ، ح 5 ، المسلسل 5865.
وصايا الرسول لزوج البتول ::: فهرس