زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد ::: 136 ـ 150
(136)

(137)
    وجاء عبيد الله بن زياد ابن أبيه من البصرة الى الكوفة والياً عليها من قِبل يزيد بن معاوية ، وجعل يهدّد الناس بجيش موهوم ، قادم من الشام.
    واجتمع حوله الذين كانوا لا يتعاطفون مع الإمام الحسين ، وجعل ابن زياد يُفرّق الناس عن مسلم بالتهديد والتطميع ، فانفرج الناس عن مسلم ، وتفرّقوا عنه.
    وفي اليوم الذي خرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) من مكة نحو العراق كانت الأمور منقلبة ضدّ مسلم في الكوفة ، وأخيراً أُلقي عليه القبض وقُتل ( رضوان الله عليه ).
    وفي أثناء الطريق بلغ خبر شهادة مسلم إلى الإمام الحسين ، فكانت صدمة على قلبه الشريف.
    ولا نعلم ـ بالضبط ـ هل رافقت السيدة زينب الكبرى عائلة


(138)
أخيها من المدينة ؟ أم أنّها التَحقت به بعد ذلك ؟
    وخَفيت علينا كيفيّة خروجها من المدينة المنوّرة إلى مكّة ، ولكنّنا نعلم أنّها كانت مع عائلة أخيها حين الخروج من مكّة ، وفي اثناء الطريق نحو الكوفة ، وعاشت أحداث الطريق من لقاء الحرّ بن يزيد الرياحي بالإمام ، ومُحاولته إلقاء القبض على الإمام في أثناء الطريق وتسليمه إلى عبيد الله بن زياد.
    وإلى أن وصلوا إلى كربلاء في اليوم الثاني من المحرّم ، ونزل الإمام ومَن معه ، ونَصَبوا الخيام ينتظرون المُقدّرات والحوادث.


(139)
    يوم التروية : هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة (1) ، وهو اليوم الذي يزدحم فيه الحُجّاج في بلدة مكة المكرمة ، فالقوافل تدخل مكّة من جميع أبوابها.
    وطائفة من الحجاج يخرجون في هذا اليوم إلى منى ويبيتون فيها ليلة واحدة ، فإذا أصبح الصباح من يوم عرفة ـ وهو اليوم التاسع ـ يخرجون إلى أرض عرفات.
    وبعضهم يبقى في مكة حتى يوم عرفة ، ثم يخرج إلى عرفات ، إستعداداً لأداء مناسك الحجّ.
1 ـ التروية : روّى تَرويةً : تزوّد بالماء. وقد جاء في الحديث أنّه سُئل الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) عن سبب تسمية اليوم الثامن بيوم التروية ؟ فقال : « لأنّه لم يكن بعرفات ماء وكانوا يستقون من مكّة من الماء لِرَيّهم ، وكان يقول بعضهم لبعض : تروّيتم .. تروّيتم ؟؟ فسُمّي يوم التروية لذلك ». رواه الشيخ الصدوق في كتاب « علل الشرائع » ج 2 ص 141 ، باب 171.

(140)
    في هذا اليوم الذي كانت مكة تموج بالحجّاج ، خرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) من مكّة ، بجميع من معه من الأهل والأولاد والأصحاب.
    إذن ، فمِن الطبيعي أن تكون مغادرة الإمام الحسين من مكة ـ في هذا اليوم ـ تجلب إنتباه الحجّاج ، وتدعو للتساؤل ، وخاصّةً بعد أن علموا بأنّ الإمام مكث في مكّة .. طيلة أربعة أشهر ، فما الذي دعاه أن يُغادر مكّة في هذا اليوم الذي يقصد الحجاج مكة لأداء المناسك الحج ؟!
    وما المانع من أن يبقى الإمام أياماً قلائل لإتمام حجّة ، ثم مغادرة مكة ؟
    والإمام الحسين ( عليه السلام ) أولى من غيره بأداء الحج ورعاية هذه الأمور !
    فلا عجب إذا تقدّم إليه بعض الناس يعترضون عليه ويسألونه عن سبب خروجه من مكة في هذا اليوم ، فكان الإمام يُجيب كلّ واحد منهم بما يُناسب مستواه الفكري والعقلي.
    إنّ هناك دواع ودوافع وأسباباً كثيرة اجتمعت ، وفرضت على الإمام أن يخرج من مكة في ذلك اليوم ، ونسأل الله تعالى أن يوفّقنا لذكر بعضها في كتاب ( الإمام الحسين من المهد الى اللحد ) إن شاء الله تعالى.


(141)
    ومِن جملة الذين تقدّموا إلى الإمام وسألوه عن سبب خروجه هو عبد الله بن جعفر زوج السيدة زينب الكبرى.
    فإنّه حاول ـ حسب تفكيره ـ أن يَردّ الإمام عن مغادرة مكّة نحو العراق ، ولكن الإمام قال له : « إنّي رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام ، وأمرني بما أنا ماضٍ له ».
    فقال له : فما تلك الرؤيا ؟
    قال : « ما حدّثت أحداً بها ، ولا أنا مُحدّثٌ بها حتى ألقى ربّي » (1).
    فلمّا يئس منه عبد الله بن جعفر أمر إبنَيه عوناً ومحمّداً بمرافقة الإمام ، والمسير معه ، والجهاد دونه. (2)
    وفي كتاب « المنتخب » للطُريحي أن محمد بن الحنفية لمّا بلغه الخبر أن أخاه الإمام الحسين خارج من مكة إلى العراق ، جاءه وأخذ بزمام ناقته وقد ركبها ، وقال له :
    يا أخي ! ألم تَعِدني النظر فيما سألتك ؟
    قال : بلى.
1 ـ كتاب الإرشاد للشيخ المفيد ، ص 219 فصل « خروج الإمام الحسين مِن مكة » ، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي ج 44 ص 366 ، باب 37.
2 ـ نفس المصدر.


(142)
    قال : فما حمَلَك على الخروج عاجلاً ؟
    فقال : قد أتاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدما فارقتُك وقال :
    « يا حسين أُخرج إلى العراق فإنّ الله شاء أن يراك قتيلاً مُخضّباً بدمائك ».
    فقال محمد : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فإذا علمتَ أنّك مقتول فما معنى حَملك هؤلاء النساء معَك ؟
    فقال : لقد قال لي جدّي :
    « إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا ، وهنّ أيضاً لا يُفارقنَني ما دُمت حيّا (1) » (2).
1 ـ المنتخب للطريحي المتوفّى عام 1085 هـ ، ج 2 ص 424 المجلس التاسع ، وروي هذا الخبر عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في كتاب بحار الأنوار للمجلسي ج 44 ص 364 باب 37.
2 ـ هناك فرقٌ بين كلمة « شاءَ » وكلمة « أرادَ » ، فكلمة « شاءَ » تُستَعمَل ـ أساساً ـ في موارد معيّنة ، وتدلّ على معنى قريبٍ من معنى « أراد ». ولكن تختلف الموارد حسب الحالات المختلفة للإستعمال.
بعد هذا التمهيد نقول :
إنّ تأثير الإنسان في فعل الغَير هو على نوعين :


(143)

النوع الأول : الموارد التي تُسلب فيها مسؤولية وقوع الفِعل عن ذلك الفاعل المباشر للفعل .. لأنّ ذلك الفعل حَصَلَ ووَقَع من غير إرادة منه.
مثال ذلك : أن يُربّط « زيد » « عمرواً » ثم يَرميه على رَقَبة « خالد » فيكسرها. فنلاحظ في هذا المثال أنّ الكاسر المباشر لرقبة خالد هو عمرو ، ولكنه غير مسؤول عن ذلك الكسر ، لأنّه كان بمنزلة الأداة فقط .. لا أكثر ! بل المسؤول : هو « زيد » الذي قام بربط « عمرو » وألقاه على رقبة خالد.
وهذا النوع من التأثير هو الذي يُعبّر عنه بـ « الإرادة » ، لأنّ « زيد » أراد كسر رقبة خالد .. بهذه الكيفية.
النوع الثاني : الموارد التي لا تُسلَب مسؤولية وقع الفعل عن ذلك الفاعل المباشر للفعل.
مثال ذلك : أن يُعطي « زيد » قِنّينة خمر بيد خالد ، ويقول له : إذهب بهذه القنينة إلى المَزبَلة وفرّغها هناك ، ثم إغسل القنّينة جيّداً وجئني بها ، واعلم ـ يا خالد ـ أنّ السائل الموجود في القنينة هو خمرٌ محرّم .. وليس عصير فواكه ، فاحذر من أن تشربه !
فيذهب خالد بالقنينة إلى مكان لا يراه أحد ويشرب السائل بدلاً من أن يُريقه في المزبلة ، من دون أن يُبالي إلى نصيحة


(144)

« زيد » ـ الذي يَعلم صِدق كلامه ـ ، ثمّ يغسل خالد فمه ويَغسل القنينة ، ويرجع بها إلى « زيد ».
وهنا ـ يا تُرى ـ هل المسؤول عن شرب الخمر هو « زيد » أم خالد ؟!
الجواب : من الثابت أنّ المسؤول هو « خالد » وإن كان « زيد » مؤثّراً في فعل « خالد ». حيث إنّه كان يعلم ـ مسبقاً ـ أنّ خالداً سوف يشرب الخمر ، لعدم إلتزامه بالدين ، ولكنّ زيد قَدّم له النصائح الكافية والتحذير اللازم ، والإرشادات المُقنعة بأضرار شرب الخمر ومضاعفات ذلك.
وفي هذا النوع الثاني .. يُعبّر عن هذا التأثير بـ « المَشيئة » ويُعبّر عن نيّة « زيد » بـ « شاء ».
وقد جاء ـ في القرآن الكريم ـ نسبة « المشيئة » إلى الله سبحانه ، مثل قوله تعالى « يُضلّ من يشاء ويهدي من يشاء » ( سورة النحل ، الآية 93 ) أي : يؤثّر في إضلال بعض الناس ، ولكن .. لا بكيفيّة تُسلب عنهم المسؤولية ، بل بِجعلهم مُخيّرين في إنتخاب الهدى أو الضلال.
ولذلك تجدُ أنّ المسلمين جميعاً يُكرّرون ـ في صلواتهم ـ جُملة « بحول الله وقوّته أقوم وأقعد » عند القيام من السجود الثاني أو التشهّد الأول. وهذا يوضّح المعنى ، فأنا


(145)

( الإنسان ) أقوم وأقعد .. ولكن بفضل القوة الالهية التي جعلها في جسم البشر جميعاً. ولو أراد الله أن يقطع هذه القوة لَفَعَل ولتحقّق ذلك ، ولكنّه شاء أن تبقى هذه القوة موجودة إلى أجل مُعيّن.
ولمزيد من التوضيح .. نذكر هذا المثال الثالث : قال الله تعالى ـ في القرآن الكريم ـ : « ولو شاء الله ما اقتَتَل الذين من بعدهم ـ من بعد ما جاءتهم البيّنات ـ ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ، ولو شاء الله ما اقتَتَلوا ، ولكنّ الله يفعل ما يريد » ( سورة البقرة ، الآية 253 ). وهنا سؤال قد يتبادر إلى بعض الأذهان : وهو أنّ قوله تعالى : « ولو شاء الله ما اقتتلوا » يدلّ على أن الإنسان مُسَيّر لا مُخيّر ، لأنّ في الآية تأكيد لنسبة الإقتتال إلى مشيئته سبحانه ؟
ونُجيب عن هذا السؤال بـ :
أولا :
قل للذي يدّعي في العلم فلسفةً حَفِظت شيئاً وغابَت عنك أشياء
فإنّ اللازم أن يصرف الإنسان وقتاً كافياً لمعرفة القضايا العقائدية التي يحتاج فهمها إلى مزيد من الانتباء والدقّة.


(146)

ثانياً : إنّ الله ( سبحانه ) مَنَح القُدرة لجميع الناس ، وبيّن لهم طريق الخير والشر ، والفضيلة والرذيلة ، ونهاهم عن الشرّ والرذيلة ، ولكن لم يكن نهيه من نوع أنّه يشلّ أعضاءهم إذا أرادوا الحرام ، فإذا فَعَل العبد حراماً ، يكون هو المسؤول الأول والأخير عن ارتكابه للحرام ، ولذلك فهو يستحق العقوبة ، لكن يجوز ـ من باب المجاز ـ نسبة ذلك الفعل إلى الذي أعطى القوة لجميع الخلق ، وأراد أن يخلق خلقاً من نوع معيّن إسمه « البشر » ، يكون مخيّراً في أعماله .. لا مسَيّراً كبعض المخلوقات الأخرى ، مثل الجمادات.
وهنا ملاحظة أخيرة نذكرها : وهي أنّه ـ رغم وجود موارد معيّنة لإستعمال كلّ واحدة من هاتين الكلمتين ـ إلا أنّ في اللغة العربية ـ بما في ذلك القرآن الكريم ـ ، تُستعمل كلّ واحدة من هاتين الكلمتين : « شاء » و « أرادَ » .. في موارد ومجالات الكلمة الأخرى ـ أحياناً ، أو غالباً ـ ، وهذا أمر شائع وثابت.
والجدير بالذكر : أنّنا نجد ـ في الآية التي ذكرناها في المثال الثالث ـ أنّ كلمة « شاء » جاءت أولاً وأُريدَ منها معنى « المشيئة » ، ثمّ في نفس الآية جاءت كلمة « شاء » وأُريدَ منها معنى « أراد » ، ممّا يدلّ على أنّ كل واحدة من هاتين الكلمتين ـ « شاء » و « أراد » ـ تُستعمل مكان المعنى الآخر ، ولكنّ وجود الفرق بين المعنَيَين ثابت وصحيح ودقيق.


(147)

ونذكر ـ هنا ـ هذا الحديث ونَترك فهمه للأذكياء من القُرّاء الكرام :
لقد رُوي عن الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ : « ... إنّ لله إرادتَين ومشيئتَين : إرادةُ حَتم وإرادة عَزم ، ينهى وهو يشاء ، ويأمر وهو لا يشاء ، أو ما رأيت أنّه نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة ، وهو شاء ذلك ، ولو لم يشأ لم يأكلا ، ... وأمر إبراهيم بذبح إسماعيل ، وشاء أن لا يذبحه ... » المصدر : كتاب « التوحيد » للشيخ الصدوق ، ص 64.
وهنا سؤال أخير : وهو : لماذا أعطى الله تعالى القُدرة لعباده على الشر والإنحراف ، مع إمكانه تعالى أن لا يُعطيهم ذلك ؟
الجواب : لقد أراد الله تعالى أن يَخلق فصيلة مُعيّنة من الخلق ـ تمتاز عن غيرها من المخلوقات ـ ، تكون لهم القدرة والإختيار على أفعال الخير وأفعال الشر ، وبيّن لهم النصائح الكافية ، على لسان الأنبياء وفي الكتب السماويّة.
ولو كان الله سبحانه يُجبر الخلق على الخير وترك الشر .. لم يكن للإنسان فضلٌ على غيره من المخلوقات !
وعِلم الله تعالى بما سيفعله كل واحد من البشر .. لا يُنافي إعطائه الإختيار الكامل لهذا النوع من المخلوقات.
وبعد كل هذا التفصيل ، نقول :


(148)

إنّ الله تعالى ما أراد أن يرى الإمام الحسين ( عليه السلام ) قَتيلاً ( أي : مقتولاً ) ولكنّه شاء ذلك ، ونَفس هذا المعنى يأتي بالنسبة إلى مأساة سَبي النساء الطاهرات.
إذ من الواضح أنّ الله سبحانه الذي اختار الإمام الحسين ( عليه السلام ) مصباحاً ومَناراً لهداية الأمّة الإسلامية .. لا يريد كَسر هذا المصباح وحِرمان الأمة من بركات وجوده عليه السلام ، ولكنّه كان يعلم بأنّ أهل الكوفة سوف يَغدرون به ويَقتلونه.
وبتعبير أوضح نقول : لقد كان المُخطّط الإلهي العام يَطلب من الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يَخرُج نحو العراق ، مُلبّياً بذلك رسائل أهل الكوفة ، والتي بلغت أكثر من إثني عشر ألف رسالة ـ وكانت أكثرها جماعيّة ، أي : رسالة واحدة عن لسان 40 رجل ، تحمِل توقيعاتهم وأسماءهم ـ كلّ لك .. « إتماماً للحجّة » على أهل الكوفة ، ولئلا يكون للناس على الله حجّة ـ في يوم القيامة ـ بعد وصول الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى ضواحي الكوفة ، وتلبيته لرسائلهم الكثيرة.
وكان الله تعالى يعلم أن ثمن تلبية دعوة وطلب هذا العدد الكثير من البشر .. سوف يكون غالباً جِدّاً وجداً ، وهو قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وسَبي نسائه الطاهرات ، بعد حصول الغدر الفظيع من أكثر أهل الكوفة !!


(149)

إلا أنّ قانون « إتمام الحجّة » كان يتطلّب ذلك. هذه سُنّة الله في الخَلق ، وعادته مع جميع الأمم والخلائق. أنّه يُوفّر ويُمهّد لهم وسائل الهداية ، ويُبقيهم على حالة الاختيار في إنتخاب المصير ، وعلى طبائع الذين يَرفضون طريق الهداية ، ويتجاوبون مع ما تُمليه عليه نفسياتهم البعيدة عن الفضائل ، ويختارون العاقبة السيئة والمصير الأسود.
وبالتالي .. يَجزي الله المطيعين له ، ويُعاقب العاصين أوامره. ويمنح الدرجات العالية ـ في الجنّة ـ لعظيم أوليائه : سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ويُعوّض نساءه بأنواع النعم والكرامة ، إزاء ما تحمّلنه من المصائب .. بصبر جميل ، ودونَ أيّ إنتقاد للمقدّرات الإلهية.
هذا .. والتفصيل الأكثر يحتاج الى دراسة مستقلة.      المحقق


(150)
زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد ::: فهرس