زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد ::: 421 ـ 435
(421)
    « تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد »
    أي : يسوقهن الأعداء من كربلاء إلى الكوفة ، ومنها إلى الشام ، ويمرون بهن على البلاد التي في طريق الشام.
    وحينما كان يمر موكبهن على البلاد والقرى والأرياف ، كان الناس ـ على اختلاف طبقاتهم ـ يخرجون للتفرج عليهن ، وأحياناً كانوا يصعدون على سطوح دورهم للتفرج عليهن ، ولهذا قالت السيدة :
    « ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل »
    المناقل ـ جمع منقل ـ وهو الطريق إلى الجبل. والمناهل ـ جمع منهل ـ : وهو الماء الذي ينزل عنده والمقصود : المنازل التي في طريق المسافرين ، للتزود بالماء أو الإستراحة.
    « ويتصفح وجوههن القريب والبعيد »
    يتصفح : أي يتأمل وجوههن لينظر إلى ملامحهن !!


(422)
    « والشريف والوضيع ، والدنيء والرفيع »
    والحال أنه « ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي » ، عائلة محترمة ، وليس معهن من رجالهن أحد يشرف على شؤونهن ويحرسهن ويحميهن من الأخطار والأشرار ، لأن رجالهن قد قتلوا بأجمعهم ، ولم يبق منهم سوى الإمام زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ).
    كل هذه الجرائم التي صدرت منك ، وبأمرك كانت « عتواً منك على الله »
    العتو : هو التكبر.
    « وجحوداً لرسول الله »
    الجحود : هو الإنكار مع العلم بأن هذا هو الواقع والحق ، قال تعالى « وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ». (1)
1 ـ سورة النمل ، الآية 14.

(423)
    « ودفعاً لما جاء به من عند الله »
    الدفع : الإزالة والإبادة والرد.
    أي : قمت بهذه الأعمال لأجل القضاء على الإسلام ، وعلى ما جاء به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عند الله تعالى.
    « ولا غرو منك ، ولا عجب من فعلك »
    لا غرو : لا عجب.
    إن السيدة زينب ( عليها السلام ) تعتبر تلك الجرائم ـ التي صدرت من يزيد ـ أموراً طبيعية وظواهر غير عجيبة ، فـ « كل إناء بالذي فيه ينضح ».
    وإن الآثار السلبية لعامل ـ بل عوامل ـ الوراثة ، والإستمرار على شرب الخمر والفحشاء والفجور والعيش في أحضان العاهرات ، كلها أسباب كان لها دورها في إيجاد هذه النتائج والعواقب السيئة للطاغية يزيد.
    « وأنى ترتجى مراقبة ابن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء؟ »
    أي : كيف ومتى يتوقع الخوف من الله تعالى .. من ابن من رمت من فمها أكباد الشهداء الأبرياء ؟


(424)
    هذه الكلمة إشارة إلى ما حدث في واقعة أحد ، وإلى مقتل سيدنا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء وعم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حينما جاءت هند ـ أم معاوية ـ وجدة يزيد ـ وشقت بطن سيدنا حمزة ، واخرجت كبده واخذت قطعة من كبده ، ووضعتها في فمها وعضتها بأسنانها وحاولت أن تأكلها ، بسبب الحقد المتأجج في صدرها ، ولكن الله تعالى أبى أن تدخل قطعة من كبد سيدنا حمزة في جوف تلك المرأة الساقطة ، فانقلبت تلك القطعة صلبةً كالحجر ، فلم تؤثر أسنانها في الكبد ، فلفظتها ، ورمتها من فمها ، فاكتسبت بذلك لقب ( آكلة الأكباد ) !!
    ويزيد : هو حفيد هكذا امرأة حقودة. وحقده على الدين وارتكابه للجرائم الكبيرة ليس بشيء جديد !!
    « ونصب الحرب لسيد الأنبياء »
    لقد ذكرنا ـ في الفصل الرابع من هذا الكتاب ـ أن أبا سفيان هو الذي كان يجهز الجيوش في مكة ، ويخرج لحرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقتال المسلمين ، حينما كان النبي الكريم في المدينة المنورة.


(425)
    « وجمع الأحزاب »
    إن أبا سفيان هو الذي جمع العشائر والقبائل الكثيرة .. من المشركين واليهود والنصارى وغيرهم ، وأمر بنفير عام وشامل لمختلف الأعمار والديانات ، وخرج بجيش جرار كالسيل الزاحف ، للقضاء على الرسول العظيم ومن معه من المسلمين ، في واقعة الأحزاب التي عرفت ـ فيما بعد ـ بـ « غزوة الخندق ».
    « وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم »
    الحراب ـ جمع حربة ـ : وهي آلة قصيرة من الحديد ، محددة الرأس ، تستعمل في الحرب. (1)
    « وهز السيوف » كناية عن الخروج للحرب وإصدار الأوامر للهجوم والغارة ، وبما أن أبا سفيان كان هو السبب في هذه الحروب فقد جاءت كلمة « السيوف » بصيغة الجمع.
    « أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً ». (2)
1 ـ المعجم الوسيط.
2 ـ أعتاهم : العتو : الإستكبار والتجبر وتجاوز الحد. كما في « العين » للخليل ، والمعجم الوسيط.      المحقق


(426)
    من الواضح أن العرب في مكة وغيرها .. كانوا على درجات متفاوتة في نسبة إنكارهم لوجود الله تعالى ، أو إتخاذهم الأصنام آلهة من دونه سبحانه.
    فهناك من هو جاحد ومنكر مائة بالمائة ، وهناك من هو جاحد 70 % ، وهكذا.
    ومنهم : من هو عازم على الإستمرار في الكفر رغم علمه بالتوحيد ، ومنهم : من كان يعيش حالة الشك في الإستمرار في الكفر أو الشرك.
    ومنهم : من كان يحيك المؤامرات ضد النبي الكريم بصورة سرية ، ومنهم : من كان يخرج لحرب رسول الله .. بشكل مكشوف.
    ومنهم : من كان منكراً لله تعالى .. ولكنه يتخذ موقف المحايد تجاه النبي الكريم ، ولا يبذل أي نشاط ضد الإسلام والمسلمين.
    ولكن الكافر الذي ضرب الرقم القياسي في إنكار الله تعالى ، وإنكار رسالة النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هو أبو سفيان.
    هذه كلها صفات ومواصفات أبي سفيان ، وقد ورثها منه حفيده يزيد ، حيث كان يشترك مع جده في جميع هذه الأوصاف والأحقاد ، وبنفـس النسبة والدرجة ، لكن مـع


(427)
تبدل الظروف !
    فلقد وقف أبو سفيان في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحاربه وأظهر أحقاده.
    وجاء ـ من بعده ـ إبنه معاوية ، فوقف في وجه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وحاربه بكل ما لديه من طاقة وقوة ، وعلى مختلف الأصعدة والمجالات ، الإعلامية والعسكرية وغيرها.
    إن الوثائق التاريخية تقول : « مات معاوية وعلى صدره الصنم » ، فكم تحمل هذه الكلمة من معان ودلالات ، « والحر تكفيه الإشارة » !!
    وقد جاء في التاريخ ـ أيضاً ـ : « مات معاوية على غير ملة الإسلام ». (1)
    ثم جاء يزيد ـ من بعد معاوية ـ فكان كالبركان يتفجر حقداً على آل رسول الله وأبناء الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
    فماذا تراه يفعل ؟!
1 ـ جاء هذا النص ـ بالحرف الواحد ـ في كتاب « سير أعلام النبلاء » للذهبي ، ج 10 ، ص 533 وكتاب « تاريخ بغداد » للخطيب البغدادي ، ج 14 ، ص 181 وكتاب « خلاصة عبقات الأنوار » ج 7 ، ص 305.

(428)
    وماذا تتوقع منه ؟!
    وخاصة وأنه يرى تحت تصرفه جيشاً كبيراً ينفذ أوامره بكل سرعة ، ويطيعه طاعةً عمياء ، دون رعاية الجوانب الإنسانية أو العاطفية أو الدينية. وكان له مستشار مسيحي حاقد إسمه : « سرجون » يملي عليه ما يتبادر إلى ذهنه في كيفية القضاء على الإسلام ، ويرسم له الخطط للوصول إلى هذا الهدف !
    « ألا : إنها نتيجة خلال الكفر »
    ألا : حرف لجلب الإنتباه ، أو للتأكيد على ما يخبر عنه. (1)
    النتيجة ـ هنا ـ العاقبة.
    خلال ـ جمع خلة ـ وهي الخصلة.
    أي : إن يزيد حينما أمر بقتل ريحانة رسول الله الإمام الحسين ( عليه السلام ) لم يكن لمجرد أنه كان يرى منه منافساً له في السلطة فقضى عليه ، بل إن ذلك كان من منطلق الكفر والإلحاد ، ولذلك .. فهو لم يكتف بقتل الإمام ، بل أمر بسبي نسائه وأطفاله ، وقام بغير ذلك من الجرائم والجنايات.
1 ـ كما يستفاد من كتاب « مغني اللبيب » لإبن هشام.

(429)
    وهذه الأمور : هي نتيجة خبث نفسيته الطائشة وأثر صفاته الكفرية الموروثة من أبيه وجده !
    « وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر »
    والضب ـ بكسر الضاد ـ : الغيظ الكامن والحقد الخفي.
    جرجر البعير : إذا ردد صوته في حنجرته.
    أي : وحقد يتأجج في الصدر ، ويطالب يزيد للأخذ بثارات المقتولين في غزوة بدر ، وهم أقطاب المشركين الذين كانوا قد خرجوا من مكة لمحاربة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقتال المسلمين.
    وهم المشركون الذين تمنى يزيد حضورهم بقوله : « ليت أشياخي ببدر شهدوا » وهم : عتبة بن ربيعة ، وشيبة ، والوليد بن شيبة.
    أما عتبة فقتله عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، وأما شيبة وابنه الوليد فقد قتلهما الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
    إن جميع ما قام به الطاغية يزيد ، من قتله الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته ، وسبي الطاهرات من نسائه وحرمه ، وإهانته لرأس الإمام الحسين ( عليه السلام ) تعتبر


(430)
نتيجة طبيعية للكفر المكشوف والحقد الدفين في قلب يزيد ، فلم يكن يوجد في قلبه مقدار ذرة من الإيمان بالله تعالى وبيوم القيامة ، بل إنه إتخذ منصب خلافة الرسول الكريم ، وسيلة لسلطته على الناس ، وانهماكه في الشهوات ، ومحاربته للدين وعظماء الدين.
    فقد كان يتجاهر بشرب الخمر ، ولعب القمار وغيرهما من المنكرات التي حرمها الله سبحانه وبذلك أعطى الجرأة لجميع الناس كي يجلسوا في الأماكن العامة ، ويرتكبوا ما شاؤا من المعاصي والذنوب ، من دون أي خوف أو حذر ، أو حياء أو خجل ، أو إحترام لحدود الله تعالى ، أو رعاية للخطوط الحمراء التي وضعها الله سبحانه حول بعض الأعمال المحرمة.
    لقد جاء في الحديث الشريف عن الإمام علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) أنه قال : « ... من نظر إلى الشطرنج فليلعن يزيد وآل يزيد ... » (1)
    « فلا يستبطئ في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وضغناً »
    وفي نسخة : « وكيف يستطبئ في بغضنا »
1 ـ كتاب « عيون أخبار الرضا عليه السلام » للشيخ الصدوق.

(431)
    أي : كيف لا يسرع إلى بغض أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من كانت نظرته وعقيدته فيهم عقيدة الكراهة والحقد.
    والشنف والشنآن والإحن والأضغان : معانيها متقاربة ، والمقصود منها : شدة الحقد والبغض.
    « يظهر كفره برسوله ، ويفصح ذلك بلسانه » :
    إشارة إلى الأبيات التي أنشدها يزيد :
« لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
    فقد أظهر كفره برسالة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتجاهر بذلك ، واعتبر النبوة والرسالة والوحي والقرآن كلها العاب ، وأنكرها جميعاً.
    يفصح : أي يظهر ما في قلبه على لسانه.
    « وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده ، وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم :
لأهلـوا واستهلوا فرحاً ولقالوا : يا يزيد لا تشل »
    غير متحوب : أي غير متأثم (1) أو غير متحرج من
1 ـ القاموس المحيط ، للفيروز آبادي.

(432)
القبيح. والحوبة : من يأثم الإنسان في عقوقه .. كالوالدين. (1)
    والظاهر : أن السيدة زينب ( عليها السلام ) تقصد أن يزيد كان يعيش حالة عدم الإكتراث أو المبالاة بما قام به من جرائم ، وبما يصرح به من كلمات كفرية ، وبما يشعر به من الفرح والسرور لقتله ابن رسول الله ، وسبي ذريته الطاهرة. إذ من الواضح أن الذي لا يؤمن بيوم الجزاء لا يفكر في مضاعفات جرائمه ، ولا يشعر بالحرج أو الخوف من أعماله التي سوف تجر إليه الويل !!
    « منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكان مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينكتها بمخصرته »
    ثنايا ـ جمع الثنية ـ : وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم ، ثنتان من فوق وثنتان من تحت. (2)
    مقبل : موضع التقبيل.
    ينكت : يضرب.
    مخصرة : العصا ، وقيل : هي العصا التي في أسفلها
1 ـ المعجم الوسيط.
2 ـ كتاب « لسان العرب » ، و « المعجم الوسيط ».


(433)
حديدة محدة ، كحديدة رأس السهم.
    أقول : إن القلم ليعجز عن التعبير عن شرح هذه المقطوعة من الخطبة !! وذلك لهول المصيبة ، فكيف تجرأ الطاغية يزيد على أن يضرب تلك الثنايا المقدسة ، التي كانت موضعاً لتقبيل رسول الله .. مئات المرات .. وفعل يزيد ذلك بمرأى من عائلة الإمام الحسين ونسائه وبناته ؟!
    ولم يكتف يزيد بالضرب مرةً واحدة أو مرتين ، بل مرات متعددة ، وهو في ذلك الحال في أوج الفرح والإنتعاش !!
    ولم يكن الضرب على الأسنان الأمامية فقط ، بل كان يضرب على شفتيه ووجهه الشريف ، ويفرق بين شفتيه بعصاه ليضرب على أسنانه !
    إنا لله وإنا إليه راجعون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون !!
    « قد التمع السرور بوجهه »
    قد يكون الفرح شديداً فيتدفق الدم إلى الوجه فيحمر ، وبذلك تظهر آثار الفرح على ملامحه ، فيقال : إلتمع السرور بوجهه.
    هكذا كانت فرحة يزيد حين ضربه تلك الثنايا


(434)
الشريفة. (1)
    « لعمري لقد نكات القرحة »
    نكأ القرحة : قشرها بعد ما كادت تبرأ. (2)
    لعل المعنى : أن ضرب يزيد تلك الثنايا صار سبباً لهيجان الأحزان من جديد ، وفجر دموع العائلة الكريمة ، فاستولى عليهن البكاء والنحيب ، وخاصة أن بنتين من بنات الإمام الحسين ( عليه السلام ) جعلتا تتطاولان ( أي : تقفان على رؤوس أصابع رجليهما ) لتنظرا إلى الرأس الشريف ، من وراء كراسي الجالسين ، فلما نظرتا إلى يزيد وهو يضرب الرأس الشريف ، ضجتا بالبكاء والعويل ، ولاذتا بعمتهما السيدة زينب ، وقالتا : يا عمتاه ! إن يزيد
1 ـ كتاب « الكامل » لإبن الأثر ، ج 3 ، ص 300 ، وكتاب « تاريخ دمشق » لإبن عساكر ، في ترجمة أبي برزة الأسلمي ، وكتاب « أنساب الأشراف » للبلاذري ، ج 3 ، ص 214 ، وكتاب « مقتل الحسين » للخوارزمي ، ج 2 ص 55 ـ 57 ، وكتاب « تاريخ اليعقوبي » ، ج 2 ، ص 232 من الطبعة الأولى ، وكتاب « الجوهرة » للبري ، طبع الرياض ، ج 2 ، ص 219 ، وكتاب « الرد على المتعصب العنيد » لإبن الجوزي ، طبع لبنان ، ص 45 ، وكتاب « تاريخ الإسلام » للذهبي ، ج2 ، ص 351.
2 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.


(435)
يَضرب ثنايا أبينا ، فقولي له : لا يفعل ذلك ؟! (1)
    فقامت السيدة زينب ( عليها السلام ) ولطمت على وجهها ونادت : « واحسيناه ! يابن مكّة ومِنى ! يا يزيد : إرفع عودك عن ثنايا أبي عبد الله ».
    « واستأصَلتَ الشأفة »
    يُقال : إستَأصل شأفته : أي أزاله من أصله. (2)
    ولعلّ المعنى : يا يزيد : لقد قطعت شجرة النبوة من جذورها بقتلك الإمام الحسين ( عليه السلام ) فهو آخر من كان باقياً من أصحاب الكساء ، الذين نزلت فيهم « آية التطهير » وعبّر الله تعالى عنهم ـ في القرآن الكريم ـ بكلمة « اهل البيت » ، فكلّ من كان يُقتل من هؤلاء الخمسة الطيّبة .. كانَ في الباقين ـ منهم ـ سلوة لآل رسول الله ، وبقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) إنقطعت شجرة أهل البيت من جذورها ، وكان ذلك بأمر يزيد وتنفيذ إبن زياد.
    « بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنّة ، وابن يعسوب
1 ـ كتاب « المعجم الكبير » للطبراني ، طبع بغداد ، ج 3 ، ص 109.
2 ـ المعجم الوسيط.
زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد ::: فهرس