|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(226)
ابن التعاويذي (1).
ابو الفتح محمد بن عبيد الله بن عبدالله الكاتب الشاعر المشهور. قال الشيخ القمي في الكنى : أورده بعض علمائنا في رجال الشيعة ، ونقل عن نسمة السحر قال : انه من كبار الشيعة وذكر قصيدته في رثاء الحسين وأبياته المرسلة الى ابن المختار نقيب مشهد الكوفة التي فيها التصريح بتشيعه ، كان كاتباً بديوان المقاطعات ببغداد. توفي في بغداد سنة 584. انتهى وكذا ذكر الشيخ الأميني في ( الغدير ) وفي أعيان الشيعة قال : هو المعروف بسبط ابن التعاويذي. ولد عشر رجب 519 وتوفي ثاني شوال عام 553 ببغداد ودفن بباب ابرز وكان قد جمع ديوانه بنفسه قبل أن يعمى بصره ومن شعره الذي رواه صاحب نسمة السحر قصيدته التي أولها : ارقت للمع برق حاجري. وفي تذكرة شرف الدين موسى : سبط ابن التعاويذي كان شاعر وقته لم يكن فيه مثله ، جمع شعره جزالة الالفاظ وعذوبتها ودقة المعاني ورقتها ، وقال جرجي زيدان في آداب اللغة ج 3 ص 24. ابن التعاويذي هو أبو الفتح محمد بن عبدالله ويعرف ايضاً بسبط التعاويذي لأنه سبط تعاويذي آخر من أجداده اسمه المبارك نسب اليه لأنه كفله صغيراً فنشأ في حجره. وكان شاعر وقته ويعتقد ابن خلكان انه لم يكن قبله بمئتي سنة من يضاهيه. عمي في آخر عمره وله في عماه أشعار يرثي. 1 ـ التعاويذي نسبة الى كتبة التعاويذ وهي الحروز ، ولعل أباه كان يرقي ويكتب التعاويذ. (227)
بها عينيه ويندب شبابه. جمع ديوانه بنفسه قبل العمى وصدره بخطبة ورتّبة على أربعة فصول وكل ما جدّ بعد ذلك سماه الزيادات. طبع هذا الديوان بمصر سنة 1904 مضبوطاً بالشكل الكامل بعناية الاستاذ مرجليوث وقد ذيّله بفهرس أبجدي مفيد وصدره باسماء الكتب التي جاء فيها شيء من شعر ابن التعاويذي. وهو كثير الشكوى في أشعاره.
ولما عمي كان باسمه راتب في الديوان ، فالتمس أن ينقل باسم أولاده فلما نقل كتب الى الامام الناصر لدين الله هذه الابيات يسأله أن يجدد له راتباً مدة حياته وهي :
(228)
وسمع منشداً ينشد قول الصابي :
(229)
وقال من قصيدة يندب فيها بصره وأولها :
(230)
وقال ابن التعاويذي من قصيدة يعاتب فخر الدين محمد بن المختار نقيب مشهد الكوفة :
1 ـ يقصد به مشهد الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالكاظمية وهو مزار فخم تقصده الشيعة. (231)
قال الخطيب البغدادي في تاريخه ج 1 ص 123 باب البردان فيها أيضاً جماعة من أهل الفضل عند المصلى المرسوم بصلاة العيد قبر كان يعرف بقبر النذور ويقال ان المدفون فيه رجل من ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه 3 ـ الزبيدي هو اللعين عبدالرحمن بن ملجم المرادي قاتل الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام. (232)
يتبرك الناس بزيارته ، ويقصده ذوو الحاجة منهم لقضاء حاجته حدثني لقاضي ابو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثني ابي قال كنت جالساً بحضرة عضد الدولة ونحن مجتمعون بالقرب من مصلى الاعياد في الجانب الشرقي من مدينة السلام نريد الخروج معه الى همدان في اول يوم نزل المعسكر فوقع طرفه على البناء الذي على قبر النذور فقال لي ما هذا البناء. فقلت هذا مشهد النذور ، ولم أقل : قبره لعلمي بطيرته من دون هذا ، واستحسن اللفظة وقال : قد علمت انه قبر النذور وإنما أردت شرح أمره فقلت : هذا يقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. ويقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب. وان بعض الخلفاء أراد قتله خفياً فجعلت له هناك ربيّة وسُيّر عليها وهو لا يعلم فوقع فيها وهيل عليه التراب حياً وانما شهر بقبر النذور لانه ما يكاد ينذر له نذر الا صحّ وبلغ الناذر ما يريد ، ولزمه الوفاء بالنذر وانا أحد من نذر له مراراً لا أحصيها كثرة ما يريد ، ولزمه الوفاء بالنذر وانا أحد من نذر له مراراً لا أحصيها كثرة نذوراً على أمور متعذرة فبلغتها ولزمني النذر فوفيت به ، فلم يتقبل هذا القول وتكلم بما دل على أن هذا إنما يقع منه اليسير اتفاقاً فيتسوق العوام باضعافه ويسيّرون الاحاديث فيه فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني في غدوة يوم وقال : اركب معي الى مشهد النذور فركبت وركب في نفر من حاشيته الى أن جئت به الى الموضع فدخله وزار القبر وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجات بما لم يسمعه أحد ثم ركبنا معه الى خيمته وأقمنا أياماً ثم رحل ورحلنا معه يريد همدان فبلغناها وأقمنا فيها معه شهوراً فلما كان بعد ذلك استدعاني وقال لي : الست تذكر ما حدثني به في أمر مشهد النذور ببغداد ، فقلت : بلى. قال إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي اعتماداً لاحسان عشرتك ، والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذب ، فلما كان بعد ذلك بمديدة طرقني أمر خشيت أن يقع ويتم وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري
(233)
فلم أجد لذلك فيه مذهباً فذكرت ما أخبرتني به في النذور لمقبرة النذور فقلت : لم لا أجرب ذلك فنذرت إن كفاني الله تعالى ذلك الامر أن أحمل لصندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحاً ، فلما كان اليوم جائتني الاخبار بكفايتي ذلك الامر ، فتقدمت الى أبي القاسم عبدالعزيز بن يوسف ـ يعني كاتبه ـ أن يكتب الى أبي الريان ـ وكان خليفته في بغداد يحملها الى المشهد ، ثم التفت الى عبدالعزيز ـ وكان حاضراً ـ فقال له عبدالعزيز : قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب.
أقول وكتب عبد الحميد عبادة في مجلة المرشد البغدادية السنة 3 ص 399 عن آثار بغداد وجاء على ذكر مدرسة العصمتية ورباط الاصحاب ومشهد عبيد الله بن محمد. وانه قريب من جامع الرصافة قرب ثكنة الخيالة خلفها بقليل او عن يمينها او شمالها والمشهورة الآن بـ ( القرانتينة ) في باب المعظم. بقي هذا القبر زمناً طويلاً وعليه مشهد ضخم البناء تتوارد عليه الزوار من وقت لآخر حتى سنة 646 هـ وفيها غرقت بغداد وغرقت محلة الرصافة وتهدم اكثر دورها وسورها وغشى قبور الخلفاء وهدم مشهد عبيد الله ورباط الأصحاب المجاور له. وفي كتاب ( مساجد الاعظمية ) للشيخ هاشم الاعظمي من العلماء المعاصرين ان قبر النذور اصبح اليوم يسمى بأبي رابعة ، ويقع في الاعظمية في محلة ( النصة ) حيث دفنت عنده رابعة بنت ولي العهد أبي العباس أحمد بن المعتصم بالله ، والتي تزوجها شرف الدين هارون بن شمس الدين محمد الجويني. وكان وفاة رابعة سنة 685 هـ في جمادى الآخر. وقد جدد بناؤه قبل مائة وخمسين سنة تقريباً وهو لا يزال قائماً وله سادن. (234)
وقال ابن التعاويذي يمدح الناصر لدين الله عند جلوسه في الخلافة في اواخر سنة 575 :
(235)
ترجمة الناصر لدين الله
قال الشيخ القمي في الكنى والألقاب ابو العباس احمد بن المستضيء ، ولد 10 رجب سنة 553 بويع له عند وفاة أبيه سنة 575 وهو ابن 23 سنة ومدة خلافته 46 سنة و 10 اشهر و 28 يوماً ولم يل الخلافة من أهل بيته أطول مدة منه ، وكان في آبائه أربعة عشر خليفة ، ونقش خاتمه رجائي من الله عفوه وكان يتشيع ويميل الى مذهب الإمامية قال ابن الطقطقي : كان الناصر من أفاضل الخلفاء وأعيانهم بصيراً بالأمور مجرّباً سائساً مهيباً مقداماً عارفاً شجاعاً وكا يرى رأى الإمامية طالت مدته وصفا له الملك وأحب مباشرة أحوال الرعية بنفسه حتى كان يتمشى في الليل في دروب بغداد ليعرف أخبار الرعية وما يدور بينهم ، وصنّف كتباً وسمع الحديث النبوي صلوات الله على صاحبه وأسمعه ولبس لباس الفتوة وألبسه وكان بارعة زمانه ورجل عصره في أيامه انقرضت دوله آل سلجوق بالكلية ، وللناصر من المبار والوقوف ما يفوت الحصر وبنى من دور الضيافات والمساجد والربط ما يتجاوز حدّ الكثرة انتهى ملخصاً. وفي أعيان الشيعة ما ملخصه وكان الناصر عالماً مؤلفاً شجاعاً شاعراً راوياً للحديث ويعد في المحدثين قال الذهبي أجاز الناصر لجماعة من الاعيان فحدثوا عنه منهم ابن سكينة وابن الأخضر وابن النجار وابن الدامغاني وآخرون ( انتهى ). وله كتاب في فضائل امير المؤمنين (ع) رواه السيد ابن طاوس في كتابه اليقين عن السيد فخار بن معد الموسوي عن الناصر ، حكي انه ذهبت احدى عيني الناصر في آخر عمره وبقي يبصر بالأخرى أبصاراً ضعيفاً ولا يشعر بذلك أحد وكان له جارية قد علمها الخط بنفسه فكانت تكتب مثل خطه فتكتب على التواقيع ، وعن تاريخ مختصر الخلفاء لابن الساعي قال لم يل الخلافة أحد أطول خلافة من الناصر فأقام فيها 47 سنة ولم يزل في عزٍّ وجلالة وقمع للأعداء واستظهار على الملوك والسلاطين في أقطار الأرض مدة حياته فما خرج عليه خارجي إلا قمعه ولا
(236)
مخالف إلا دفعه ولا آوى اليه مظلوم مشتت الشمل إلا جمعه وكان إذا أطعم أشبع وإذا ضرب أوجع ، وقد ملأ القلوب هيبة وخيفة فكان يرهبه أهل الهند ومصر كما يرهبه أهل بغداد ، وكان الملوك والأكابر بمصر والشام اذا جرى ذكره في خلواتهم خفضوا أصواتهم هيبة وإجلالاً وملك من الممالك ما لم يملكه أحد ممن تقدمه من الخلفاء والملوك ، وخطب له ببلاد الأندلس وبلاد الصين وكان أسد بني العباس تصدع لهيبته الجبال ـ إلى أن قال ـ وكان يتشيع وجعل مشهد الامام موسى الكاظم (ع) أمنا لمن لاذبه فكان الناس يلتجئون إليه في حاجاتهم ومهماتهم وجرائمهم فيقضي الناصر لهم حوائجهم ويعفو عن جرائمهم انتهى ، ومما ينسب اليه قوله :
(237)
ولما مات صلاح الدين وثبا عليه واغتصبا منه الملك فكتب الى الامام الناصر بهذه الأبيات وهي مشهورة رواها عامة المؤرخين مع جوابها.
(238)
التي سكنها ثلاثة من أئمة أهل البيت الطاهر وهم : الامام علي بن محمد الهادي ، وولده الامام الحسن بن علي العسكري ، وولده الامام المهدي (ع) كما سكنوا أيضاً في ذلك السرداب وتشرف بسكناهم فيه وجرت لهم في الكرامات والمعجزات وغاب المهدي (ع) بعد ما سكنه ولذلك تتبرك الشيعة وغيرها به وتصلي لربها فيه وتدعوه وتطلب منه حوائجها طلباً لبركته بسكنى آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه وتشريفهم له وليس في الشيعة من يعتقد أن المهدي موجود في السرداب أو غائب فيه كما يرميهم به من يريد التشنيع وينسب اليهم في ذلك أموراً لا حقيقة لها مثل انهم يجتمعون كل جمعة على باب السرداب بالسيوف والخيول وينادون : أخرج الينا يا مولانا .. فإن هذا كذب وافتراء حتى أن بعض من ذكر ذلك قال أنه بالحلة مع أن السرداب في سامراء لا في الحلة .
وبالجملة فليس للسرداب مزية عند الشيعة إلا تشرفه بسكنى ثلاثة من أئمة أهل البيت (ع) فيه وهذا الامر لا يختص بالشيعة في تبرّكهم بالامكنة الشريفة فليتق الله المرجفون انتهى . توفي الناصر أول شوال سنة 622 (239)
1 ـ الوتد الذي يتحرك 2 ـ هي الاثافي (240)
وهذه القصيدة ذكرها السيد الامين في اعيان الشيعة ج 7 ص 243 وقال : وجدنا هذه القصيدة في مجموعة نفسية ولم يذكر اسم ناظمها لكنه صرح في آخرها انه واسطي. وظنها السيد انها لأبي نصر بن طوطي الواسطي. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|