|
|||
(151)
ـ الخوف ينتج عن خطر موجود في الخارج وموضوعه محدد بينما ليس للاضطراب موضوع محدد.
ـ للخوف محرك معروف وللاضطراب محرك مجهول وغير محدد. ـ للخوف رد فعل محدد له صورة هجوم او انسحاب ، وفي رد الفعل تجاه الاضطراب لايعلم الشخص ماذا عليه ان يعمل. ـ مقدار الخوف مرتبط بوضع المحيط والعامل المحرك ، وهذا الوضع مبهم في الاضطراب. ـ الخوف ناتج من وضع معلوم ويعتمد غالباً على الوقت الحالي ، اما الاضطراب فقد يكون من الماضي والمستقبل. ـ الخوف هو عدم الا من الخارجي ، والاضطراب نوع من عدم الامن الداخلي. ـ في الخوف يعلم الانسان ماذا يحصل له ، بينما لا يعلم الانسان في الاضطراب ماذا يحصل له ؛ وبالتالي يصاب بالارتعاش ووجع الرأس وخفقان القلب. ـ كما ان الخوف يختلف عن القلق ؛ فانواع القلق اذا اصبحت مزمنة وشديدة تكون على شكل اضطراب ، وقيل ان الاضطراب حالة ذهنية والقلق مشكلة عينية. يمكن تقسيم الاضطراب من وجهات نظر مختلفة ، وفي ما يلي نشير الى بعضها : أ ـ بنظر علماء النفس : يشمل الاضطراب بنظر علماء النفس ثلاثة انواع : 1 ـ الاضطراب الناتج عن مخاطر تنطوي على تهديدات جادة. (152)
2 ـ الاضطراب الناتج عن انواع التعارض الداخلي للميول والغرائز والتي اغلبها بصورة عصبية.
3 ـ الاضطراب الاخلاقي الناتج عن الشعور بالخجل والذنب الناتج عن الضمير. ب ـ من ناحية معرفة السبب : يمكن ان يكون الاضطراب من هذه الناحية بالصور التالية : 1 ـ الطبيعي الذي لا حاجة لمعالجته مثل الاضطراب نتيجة الامتحان والذي يزول بعد الامتحان. 2 ـ غير طبيعي الذي يعبر عن مرض وليس له سبب واقعي ويجب ان يزول ويعالج. ج ـ من ناحية طول المدة : الاضطراب من هذه الناحية قد يكون بالصور التالية : 1 ـ اضطراب مؤقت قابل للرفع والجبران بسرعة. 2 ـ اضطراب دائم يحدث نتيجة اوهام فارغة لا اساس لها قد اصبح مزمناً وله صورة دائمية وشديدة وتصاحبه عادة حالات انزعاج أو اعراض بدنية. د ـ من ناحية الاسس : الاضطراب من هذه الناحية على صورتين : 1 ـ اضطراب بدني نتيجة اعراض غير مناسبة في جهاز الهضم ودورة الدم وسلسلة الاعصاب الودية ونظير الودية. 2 ـ اضطراب نفسي يحدث نتيجة الخوف والحزن والتشويش ويوجد ارتباط بينهما. هـ من ناحية الشدة : الاضطراب يمكن ان يكون على ثلاثة انواع من ناحية الشدة : 1 ـ اضطراب مزمن ثبت في الاشخاص ويقترن عادة بوجع الرأس والبطن. (153)
2 ـ نوبة اضطرابية تظهر مفاجأة وتقترن بالتقيؤ والتبول اللاارادي ، ويصاب المريض بخفقان قلبي شديد وصعوبة في التنفس.
3 ـ بصورة خوف بلا مبرر او عصاب يشعر فيه بهجوم وخطر. قد يبدو في بعض مراحله وكأنه غير جاد غير حاد الى حد ما ، ولكن الاضطراب قد يظهر احياناً بصورة مصطنعة ، وقد يصح هذا الامر احياناً على الاطفال او الاشخاص المتأثرين بظروف سيئة ؛ مثلاً يمكن بالتهديد جعل الطفل في ظروف مثيرة للاضطراب. ان ذكر خبر استفزازي ومفزع يحدث لديه حالة من انعدام الأمن ، ويمكن ان يكون ممهداً لاضطرابه. ان الاشخاص الذين قاموا بعمل وهم قلقون من عاقبته ، ويتوقعون حصول حادثة صعبة ؛ وفي هذه الحالة قد يثير اضطرابه اتصال هاتفي ـ او تحية ـ او تعامل مشكوك ... الخ والشخص الذي ارتكب جريمة وأخفاها يحصل لديه اضطراب اذا ذكره شخص بكلمة من الكلمات المتعلقة بتلك الجريمة. (154)
مظاهر وعلامات الاضطراب
المقدمة :
الغرض من هذا البحث هو ان نفهم ما هي الحالات والعلامات والمظاهر التي يعرف بها الاضطراب لدى الاشخاص ، وهناك علامات كثيرة في هذا الصدد ، وقد تنطبق بعض هذه العلامات على شخص ولاتنطبق على شخص آخر. ومع هذا توجد علامات تنطبق على جميع افراد المجتمع ، ويمكن ان نطرح اهمها بالشرح التالي : 1 ـ العلامات البدنية الظاهرية : ويمكن ذكر بعض المسائل في هذا الصدد اهمها : ـ شحوب لون الوجه وعدم الاهتمام بشعر الرأس والوجه والعين والحاجب. ـ خلل في التنفس ويكون غالباً بصورة تنفس قصير ، ومتقطع وخفقان في التنفس كما لو كان في حالة اختناق. (155)
ـ عرق باطن الكف بحيث نجدها رطبة في المصافحة.
ـ يلاحظ انقباض عضلات الراس والرقبة بصورة شديدة وقد يظل في ذلك الوضع فترة طويلة احياناً. ـ نظرات فيها رعب وتحديق حين ملاحظة ومشاهدة شخص او شيء. ـ ضعف البدن بالشكل الذي يشعر احياناً انه فقد القدرة البدنية ولا يستطيع الحركة. ـ اتساع بؤبؤ العين وخروج العين من الحدقة بالشكل الذي يراه الناظر وكأن عينه قد جحظت. ـ سعال حاد خاصة اثناء الكلام وكأن في صدره اخلاطاً مخاطية. ـ ارتعاش الجسم وتوترات بدنية تشمل كل وجوده في بعض الحالات. ـ تحرك عفوي في بعض الحالات قد تكون له درجات من حيث الشدة والضعف. ـ حدوث حالة التقيؤ ولا يمكن العثور على سبب بدني او عضوي لها. ـ ازدياد الافرازات البولية وعدم السيطرة على الخروج احياناً. ـ تغيير الصوت بالشكل الذي قد يكون بصورة خشنة او لينة او ضعيفة او واثقة او مهتزة. 2 ـ العلامات البدنية الداخلية : في هذا الصدد يمكن ذكر علامات كثيرة في ما يلي بعضها : ـ خلل في جهاز الهضم وسوء الهضم للطعام ، وهذا عامل للشعور بالألم. ـ انتفاخ المعدة بصورة اما تحمل على كثرة الاكل اوعلى مرض وعارض. ـ حصول حالة اسهال او قبض ، وتارة هذه واحيانا تلك ، مما يثير الى وجود اختلال في المعدة. (156)
ـ الشعور بصداع لا سبب له او وجع في البطن واحياناً الشعور باضطراب عضلاته ، ودوار في الرأس.
ـ خفقان القلب واشتداد الضربات وحدتها الى درجة انه قد يصل الى الجلطة احياناً. ـ عتمة في البصر ورؤية الجو وكأنه مظلم والحرمان من ادراك انواع الجمال. ـ عدم النوم وعدم الاستقرار ، وهذا عامل لتشديد الاضطراب والذي هو بدوره عامل لتكريس حالة الأرق. ـ انعدام الشهية بحيث لا يشعر حتى بالجوع ، ويتحول هذا الامر لديه الى عادة. ـ شبه انفتاح في الفم وجفافه وصعوبة دوران اللسان في الفم. ـ الشعور بالضعف والتعب بلا سبب ، حتى عند النهوض من النوم صباحاً. ـ الشعور بالضغط في القفص الصدري وكأنه مصاب بزكام شديد. ـ خلل عصبي يظهر منه بصورة سلوك غير واضح ويخرجه من حالة التوازن. 3 ـ حالاتهم : ان الذكر والوصف الواسع لحالاتهم وسلوكهم صعب جداً وما يمكن ذكره باختصار هو : ـ حالة تشويش واضطراب تسلب منه الاستقرار والهدوء. ـ حالة غضب بشكل لايستطيع اخفاءها. ـ حالة استسلام ، واحياناً هجوم ، وتارة فرار ؛ بما يناسب الضروف والاوضاع. ـ حالة شكوى ناجمة عن اوهام وعن انواع الخلل البسيطة وعن امراض خيالية يتصور حقيقتها. ـ حالات عدم الاستقرار وعدم التحمل الى حد انه لا يلتذ بانواع الترفيه. (157)
ـ حالات نوبة مفاجئة ، ضحك وبكاء مفاجيء ، بغض وانزعاج مفاجئ يلاحظ فيه عدم الثبات.
ـ الشعور بالاجبار والاكراه الى حد أنه ينزعج من القفز من فوق حفرة. ـ الاحساس بالاعياء ؛ فهو غير قادر على الفرار ولا البقاء والتحمل ورؤية المشهد. ـ حالة البحث عن ذريعة من الخوف بحيث يهدأ بعد فترة متأخرة ويسعى الى اطالتها. ـ حالة ترقب هجوم وكأنه ارتكب جريمة ويجب عليه الآن دفع ثمنها. ـ حالة التألم السريع ويصبح حساساً بالنسبة للمسائل البسيطة. ـ حالة العجلة بلا سبب في الامور وكأنه لايستطيع انقاذ نفسه من المخاطر. ـ حالات عصيبة مثل مص الاصبع ، قضم الاظافر ، عض الشفاه ، ادخال اليد في الانف ، قضم الشعر ، حالة الانزعاج من امر لم يحصل وتراكم الضغط الداخلي. 4 ـ العلامات العاطفية : يمكن الاشارة الى الامور التالية في هذا المجال : ـ حالة الياس وضيق الصدر والعزلة فهو يحب الانزواء غالباً. ـ بغض وحقد وغضب سريع وآني يحسب نفسه غير قادر على كظمه. ـ حزن وأسى غير محدود وانواع كثيرة من الهموم الى حد انها تؤدي الى القرحة. ـ خوف شديد من حصول خطر يعجز عن مواجهته. ـ وجود خجل وحساسية شديدة من المسائل التي يعتبرها مخجلة. ـ الترحيب بمسألة بلا سبب والاصرار على ان يمتلكها. (158)
ـ العداء والخصومة مع المحيطين به حتى مع الاصدقاء الذين لايؤيدونه.
ـ الشعور بالحسد تجاه الذين يتمتعون بهدوء وأمن نسبي. ـ طلب كسب المحبة ، واتباع اساليب الاسترحام ، مع الشعور بالغضب تجاه من يرأف به. ـ طلب القبول والاحترام والاكرام من الآخرين وبالشكل الذي يذكر هذا الطلب باللسان احياناً. ـ حالة العناد والغضب مع الذين لايأبهون به وهذا نوع من تنفيس العقد. ـ شعور بالخوف والرعب من ان تخلق حادثة ما أسئلة واستجواب ، ولهذا فهو قلق من الاتصال والارتباط بالآخرين. 5 ـ العلامات النفسية : يمكن الاشارة الى حالات كثيرة من العلامات النفسية للاضطراب وهذه بعضها : ـ عدم الشعور بالامن بالشكل الذي يرى وجوده معرضا للخطر. ـ عدم الاطمئنان والثقة بمن حوله وحتى بنفسه وقدرته احيانا. ـ عدم الشعور بالكفاءة وعدم الوثوق في امكاناته وقدرته ومهارته. ـ هواجس وشك في الامور ، خاصة اذا كان الاضطراب غير واضح. ـ عدم الجرأة على الخروج من السرير مثلاً ، وليس لديه حتى جرأة لمكاشفة الطبيب بألمه. ـ يكون الاضطراب النفسي احياناً بصورة خوف من انتهاء الدنيا وعدم امكانية الاستمرار في الحياة. ـ التوقع الذي ليس في محله وطلب تنفيذ جميع مطاليبه بدون سؤال. ـ التصور بأن المثالية محصورة في شخصه فحسب ، وقيم الآخرين لا أهمية لها ، فهو المقبول دون سواه. (159)
ـ وجود افكار مؤذية بالشكل الذي يصاب بنوع من الشعور بالوهن والغموض.
ـ حالة عدم الجزم بحيث يفضل عدم اتخاذ اي قرار واحياناً تفشل القرارات غير الناضجة نتيجة للرعب الذي يستحوذ عليه. ـ الخوف من اثارة الفتن ، او القيام بالسرقة او ايذاء الآخرين. 6 ـ العلامات الذهنية : وفي هذا الصدد يمكن ايضا الاشارة الى علامات كثيرة هذه بعضها : ـ ضعف الذاكرة ، وحتى غلبة النسيان ، خاصة في حالة غلبة الاضطراب بالشكل الذي ينسى حتى اسماء اقربائه. ـ انواع الخيالات المتكررة والمثيرة للقلق الى حد انه يبعد نفسه تماماً عن الحقائق الموجودة. ـ ضعف الدقة ، واحياناً الدقة المفرطة في الامور فمثلاً يظل يبري قلمه باستمرار. ـ ضعف وعجز عن التخيل ، وعدم القدرة على الابتكار والاختراع وحتى ايجاد ارتباط بين ظاهرتين اوعدة ظواهر ، نتيجة ذلك. ـ غلبة الاوهام والاحلام غير الصحيحة بالشكل الذي يسلب منه الاستقرار والهدوء. ـ عدم القدرة على التركيز الذهني فلا يستطيع ان يستنتج نتيجة من بحث ما او يبحث حصيلة دراساته. ـ تصور اشياء وظواهر غير حقيقية يراها متجسدة امامه ويخاف منها احياناً. ـ ضعف الادراك بحيث لايدرك مسألة ما في تلك اللحظة من شدة الاضطراب ولايتمكن من استيعابها. ـ انخفاض درجاته المدرسية والتأخر في الدرس. (160)
7 ـ العلامات السلوكية : نرى آثار الاضطراب بشدة في السلوك وحصيلة ذلك هي الانزعاج وابداء ردود فعل هي :
ـ عدم الاستقرار وعدم التحمل بحيث لايتمكن من ان يقف ويجلس او يضطجع ويكون في حالة تقلب دائماً. ـ اضطراب النوم وصعوبة الرقود ، وهذه دلالة على تناقضاته الداخلية ومع هذا يصر على البقاء في السرير. ـ تظاهرات في انواع الحركات ليست في محلها ، والشعور بالخواء نتيجة الفراغ او امتلاك وسائل لهو غير مفيدة. ـ بروز حالات عصبية مثل القفز من المكان مع سماع صوت الجرس او النهوض باقل وخزة يتعرض لها. ـ اكراه النفس على العمل ، والتشويش من البطالة ، وعدم الحركة التي لا يعرف ماذا ستصبح نتائجها. ـ حالة الاعتراض والغضب والسلوك العصبي الذي يشعر من بعده بالسرور والنشاط. ـ القيام بعمل بصورة متكررة ومتنوعة ، وإضهار ان ذلك منطقي والاستدلال بان عمله صحيح. ـ التذرع من اجل القيام بأي عمل ، مع ابداء المحاولات غير المعقولة لاظهار خوفه معقولاً. ـ الاصرار والالحاح بان يؤخر برنامج الامتحان اولا يشترك في جلسة ما باية صورة ممكنة. (161)
ـ السعي الى صياغة منطق يثبت ان وضعه عادي ، على امل ان لا يفهم الآخرون حقيقة وضعه.
ـ يبدو انه يحرم نفسه من الهدوء ويرحب بالألم والعناء والحزن. ـ سلوكه يثبت ترقبه لحادثة خطيرة وليس لديه سبب لاظهار ذلك. ـ الفرار من العمل والمشكلة ، على أمل أن يقوم الآخرون بجميع اعماله ويريحوه. ـ سلوك طفولي حتى في العمل والسعي والحركة والسلوك والضحك والبكاء. ـ الضجيج في الامور والصياح في انه أعتدي على حقه او ان لديه فكراً صحيحاً ولا يقبله الآخرون. ـ البول في السرير بسبب الاضطراب ، خاصة اثناء النوم. ـ نداء الام في النوم والتيقظ المفاجئ بعد النوم ، وسوء النوم والاضطراب وعدم التحرك في النوم ( الشعور بانه يجب ان يتناول قرصاً حتى ينام ). ـ اليقظة المصحوبة بالقلق صباحا ، وتمني ان يحصل ما يجعله ينام افضل. ـ اضطراب في الامور والسلوك ، وهذا يؤدي الى تزلزل في الاقدام والعمل. 8 ـ في العلاقات : تلاحظ في هذا الجانب علامات اذا تم الالتفات اليها جيداً ، امكن ادارك سلامة الاشخاص او مرضهم عن طريقها ، وتلك العلاقات هي : ـ السعي الى تقليل درجة العلاقات الى حد انهم غير مستعدين للحضور في مجلس او أن تكون لهم علاقة مع الآخرين. ـ اسئلة عديدة ومتواصلة لتقليل شدة الاضطراب وان كانت اسئلة بلا مضمون. ـ التكلم بصوت مرتفع في المجلس والسعي الى اظهار انه محبوب من اجل لفت الانظار. (162)
ـ الانتقال من موضوع الى آخر اثناء الكلام وعدم القدرة على ربط تلك المواضيع.
ـ النظر الكثير الى الشخص اثناء التكلم معه والنظرات العميقة وفي نفس الوقت القلق من الدافع الى الكلام والنتيجة. ـ الطلب من الاشخاص ان ينفذوا توقعاته بدون سؤال وان يراعوا مصلحته فقط في هذا التنفيذ. ـ حالة التعرض والهجوم على الاشخاص الذين لايلتفتون الى حاجته وان كان الطرف المقابل صديقه. ـ وبشكل عام يسعون الى ان تكون علاقتهم مع الاخرين قليلة من اجل ان لا تحدث لهم الاوضاع الجديدة قلقاً ، واذا كانت لديهم علاقة لايمكن ان تكون ودية وصحيحية وعن طيب خاطر ، وحتى ان علاقاتهم مع الاخرين مؤذية لهم في بعض الحالات. وفي هذه العلاقات يجب ملاحظة نقطتين بشأن الاطفال. 1 ـ ان اظهار الاضطراب لدى الطفل يرتبط بقدرة الاشخاص على قبول هذا الشعور. 2 ـ حفظ الشخصية وصيانة الذات ، وذلك على اساس المركزية الذاتية في الطفل. (163)
مشاعرهم
تمهيد :
أثبتت بحوث علماء النفس ومن خلال الاسئلة التي طرحت على المرضى المضطربين عند التنويم المغناطيسي ان المريض المضطرب مصاب بمشاعر متنوعة اساسها الشعور بنوع من الوحدة والشعور بالذنب والخجل والشعور بالغربة عن الذات في بعض الحالات و ... وتشكل تلك المشاعر بعض ذكرياته وتحتل حيزاً ولو غير معلوم ، في ذهنه. ان هذه المشاعر قد لا تكون ضارة له من بعض النواحي بسبب نوع ذلك الشعور ولكنها تترك آثاراً ضارة بسبب ان المريض يبني حياته على اساس ذلك الشعور. وفي ما يلي نبحث آفاقاً لانواع مشاعرهم باختصار. (164)
(165)
يظن المريض المضطرب انه شخص وحيد وعاجز ، وليس لديه مكان وملاذ في المصائب.
وقد يظهر هذا الامر بأشكال أخرى ايضاً ؛ فمثلاً قد يكون هذا الشعور لدى الاطفال الحساسين بصورة خوف من وفاة الاب والام ، فهو قلق من ذلك لانه رآى ايتاماً ، وفي هذا الاطار يشعر بالانزعاج. يشعر هؤلاء انهم في وضع وظروف بحيث اذا لم يتوفر لهم الملاذ لا يتمكنون من الوقوف على اقدامهم ، وهذا الامر يسبب الألم لهم. يشعرون باحتمال بروز مشاكل في حياتهم فيحتاجون في تلك الحالة الى شخص يساعدهم وتضيع حياتهم بسبب عدم امتلاكهم الملاذ. ان الشعور بالوحدة لديهم قد يكون شعوراً سيئاً في الحالات العادية ، ولكنهم يلتذون به في العمل. انهم يظنون احيانا انهم في عالم لايصل اليه الآخرون ولايعرفون شيئاً عن حقيقتهم او لا يفهمون كلامهم جيداً. هؤلاء يحسبون ـ خطأ ـ انهم في وضع لايقدرون على رفع الصعوبة والمشكلة التي تحصل لهم وليس معهم شخص يتمكن ان يساعدهم. ان تصور هذا الوضع يضغط على صدورهم ويؤلمهم ويقلقهم كثيراً وقلقهم هو في انه كيف يمكن العيش في هذا العالم المليء بالصخب. |
|||
|