|
|||
(181)
الملائكة ولقد خرجت نفسه ( عليه السلام ) فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها ، ولقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية لعنهم الله فشهقت جهنم شهقة لولا ان الله حبسها بخُزّنها لأحرقت مَن على الارض من فورها ، ولو يؤذن لها : لما بقي شيء إِلاّ ابتلعته ولكنها مأمورة مصفودة ولقد عتت على الخزّان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت ، وإنها لتبكيه وتندبه ، وانها لتتلظّى على قاتله ولولا مَن على الأرض من حجج الله لنقضت الارض واكفأت ما عليها ، وماتكثر الزلازل إِلا عن اقتراب الساعة وما عين احب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه ، وما من باك يبكيه إِلاّ وقد وصل فاطمة ( عليها السلام ) (1) وأسعدها عليه ووصل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وادّى حقّنا وما من عبد يُحشر إِلا وعينه باكية إلاّ الباكين على جدّي فإِنه يُحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور على وجهه ، والخلق في فزع وهم آمنون ، والخلق يُعرضون وهم حُدّاث الحسين تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب ، يقال لهم اُدخلوا الجنة ، فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه ، وإِنَّ الحور لترسل إِليهم إِنّا قد اشتقنا كم مع الولدان المخلّدين فما يرفعون رؤوسهم إِليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة فيقولون : الحمد لله الذي كفانا الفزع الاكبر وأهوال يوم القيامة ونجّانامما كنا نخاف ويؤتى بالمراكب والرحال على النجائب فيستوون عليهاوهم في الثناء على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا إِلى منازلهم. ( بحار الانوار ج 45 ص 206 حديث 13 ).
قال تعالى : ( فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ) سورة الدخان الآية 28. مر رجل على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) [ وكان ] عدو لله ولرسوله فقال [ ذلك العدو ] : 1 ـ راجع كتاب من حياة الخليفة عمر بن الخطاب الطبعة السابعة 10/5/2002 م وراجع كتاب مع رجال الفكر في القاهرة الطبعة الرابعة 1998 مـ 1418 هـ. وراجع محاكمات الخلفاء وأتباعهم 1421 هـ ـ 2001 م. (182)
( وما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ) ثم مر الحسين بن على ( عليهما السلام ) فقال : امير المؤمنين : لكن هذا ليبكين عليه السماء والارض ، وقال : وما بكت السماء والارض إِلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهم السلام.
قال الباقر ( عليه السلام ) : كان علي بن ا لحسين ( عليه السلام ) يقول ايما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) دمعة حتى تسيل على خده بوَّأَه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها احقاباً ، وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتى تسيل على خده لأَذى مسَّنا من عدونا في الدنيا بوأَه الله مَبْوَأ صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسَّه اذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة (1) ما أُذي فينا صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار. قال الصادق ( عليه السلام ) : مَن ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. ( تفسير القمي ج 2 ص 291 و 292 ). إِن الدهون هي عبارة عن مركبات كيماوية عضوية يدخل في تركيبها الفحم والهيدروجين والاُكسجين (2) ، وهى تتكون من عدد من الاحماض الدسمة ، أما اختلاف قوامها ، فمرده اختلاف تشكيلة تركيبها من هذه الاحماض ، وهي تصنف في مجموعتين : 1 ـ مجموعة الدهون الحيوانية المنشأ : وهى تشتمل على دهون وشحوم 1 ـ المضاضة : الشدة 2 ـ الاُكسجين : غاز يكون في الهواء وهو ضروري للحياة ، نتنفس الاكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام. ( موسوعة جسم الإنسان ص 104 ). (183)
الحيوانات ذات القوام الصلب ، ودهن الحليب ذي القوام شبه الصلب ، وهى جميعاً مكونة من الاحماض الدسمة المشبعة وشبه المشبعة بالهيدروجين.
2 ـ مجموعة الدهون النباتية المنشأ : وهى تشتمل على الزيوت المستخرجة من بعض البقول (1) والبذور كفول الصويا والفول السوداني والسمسم وأَجنة الذرة وبذور عباد الشمس والعصفر والقطن وثمار الزيتون وجوز الهند وبقية أشجار النخيل وغيرها ، وهي جميعاً وباستثناء زيت جوز الهند مكونة من أحماض دسمة متعددة غير مشبعة بالهيدروجين. والزيوت جميعاً ، ونتيجة لكونها سائلة القوام ، أسهل هضماً من الدهون الصلبة ، لانها توفر على الجسم عملية تحويلها الى مواد سائلة ، وهي المرحلة الاُولى من مراحل عملية هضم المواد الصلبة وشبه الصلبة. والدهون بشقيها الحيواني والنباتي ، تقوم بتزويد اجسام الافراد بالطاقة ، وهى تعتبر من مصادر الطاقة الكثيفة لأَن ما يتولد عن احتراق كل غرام واحد منها من طاقة هو/ 9 / سعرات أو كيلوكالورى ، « أى بما يزيد عن ضعف مايتولد عن احتراق بقية العناصر الغذائية القابلة للاحتراق ( كاربوهيدرات وبروتينات (2) ) » من طاقة. كما تقوم الدهون ، بشقيها النباتي والحيواني بتزويد اجسام الأفراد بالفيتامينات (3) الذوابة بالدهون ، نتيجة لعدم وجودها بشكلها النهائي ( ريتينول ) وبحسب هذه الخاصية إلا فيها. فى حين تقوم الزيوت النباتية بتزويد اجسام الافراد ـ إِضافة لذلك ـ 1 ـ البقل : ما أنبتَتْه الارض من الخُضر ، والمواد اطايبه التي تؤكل ( البيضاوي ). 2 ـ البروتين : واحد من ثلاثة مصادر رئيسية للسعرات الحرارية في الغذاء يجهز البروتين الجسم بالمواد اللازمة لبناء خلايا الدم ، انسجة الجسم ، الهرمونات ، العضلات وغيرها ، وهو يوجد في اللحوم ، البيض ، الحليب وبعض الخضار والنشا ( مرض السكر ص 541 ). 3 ـ راجع الفيتامينات في الجزء الثالث والخامس بحرف الفاء. (184)
بالاحماض الدسمة الجوهرية ، التى كان يطلق عليها فيما مضى اسم فيتامين « ف » واسماء أُخرى لعدم وجود هذه الاحماض إِلا في الزيوت النباتية.
والدهون (1) بنوعيها تمكث في المعدة مدة طويلة بسبب عسر هضمها مما يجعل منها مادة غذائية مشبعة لا يشعر المرء بعد تناول وجبة غنية بها بالجوع (2) السريع. ( الشفاء من كل داء ص 51 ). ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اكل السداب ، ونام عليه ، أمِنَ من الدُّوَار (3) وذات الجنب (4) ( طب النبي ص 11 ، وبحار الانوار ج 62 ص 300 ). قال الانطاكي : الدوار : من امراض الرأس في الاصح وقيل من امراض الدماغ والاسم للصفة اللازمة لا لعين المرض. وصورته : تخيل الشخص أنه دائر بجملة اجزائه أو أن المكان دائر عليه. وفاعله : ما أُحتُبِس. 1 ـ الدهون : إِنهاالمصدر الاكثر تركيزاً للسعرات الحراية في الغذاء ، وتوجد الدهون المشبعة في المنتجات الحيوانية بالدرجة الاُولى ، والدهون غير المشبعة توجدالمصادر النباتية ويمكنها ان تكون احادية عدم التشبّع مثل زيت الزيتون اومتعددة عدم التشبّع مثل زيت الذرة ، ويؤدي الافراط في تناول الدهون ـ خصوصاً المشبعة ـ الى رفع نسبة الكوليسترول في الدم مما يزيد من احتمالات امراض القلب ، والسكتة الدماغية. ( مرض السكر ص 537 ). 2 ـ راجع الجوع فى حرف الجيم. 3 ـ ويسمى : الدوخة. 4 ـ ذات الجنب : وجع تحت الاضلاع ناخس مع سعال وحمى ( فقه اللغة ص 163 ب 16 ، الفصل 8 ). ذات الجنب والشوصة : هو ورم يعرض في الغشاء الذي البستْه الاضلاع وعضلها ويتبعها وجع ناخس من سعال وحمى. ( مفتاح الطب ص 126 ). (185)
ومادته : الخلط والبخار.
وغايته : فساد العقل والذهن. وسببه الخاص : بخار أو خلط أُحتبس في العروق أو التجاويف لغلظ أو تراكم ، او سبب خارج كضربة وكل من الخلط والبخار إن صح الهضم ولم يتغيَّر بشبع ولا جوع فأصلي في الدماغ ، وإلا فمن المعدة إِن ازداد بتناول مبخر وامتلاء ، ومن الكبد إن ثار بعد الهضم وإلا فمن إحتباس الرحم والحيض. ( تذكرة اُولي الالباب ج 2 ص 99 ). « بعض الدوار : أحد علامات فقر الدم ». ( طب الشفاء ص 121 ). « الدوار : يرافق القبض ». ( شباب في الشيخوخة ص 232 ). « الدوار : من الأعراض المرافقة لضغط الدم المتزايد في مرض تصلب الشرايين ». ( التداوي بالاعشاب ص 96 ). « الدوار : من أحد علامات ديدان البطن ». ( إعجاز النباتات الدوائية ص 196 ). وله اسباب أُخرى كثيرة وبعد التأكد من السبب ممكن العلاج بما ذكره الأطباء بإِحدى هذه النباتات : « التفاح لمرض زيادة ضغط الدم الناتج عن امتلاء الشرايين (1) ». ( التداوي بالاعشاب ص 91 ). الملفوف (2) لفقر الدم : « إِن الملفوف المسلوق مفيد جداً في حالات فقر الدم 1 ـ ارتفاع الضغط الشرياني : يحدث عندما تصبح الأوعية الدموية أضيق من حالتها الطبيعية ، ويمكن تشبيهها تماماً بأنبوب الماء الكبير في البستان إِذا استبدلناه بأنبوب صغير على أن تمر فيه كمية الماء نفسها ، فتكون النتيجة أن يصبح ضغط على جدار الأنبوب الصغير أشد قوة مما كان على جدار الأنبوب الكبير. 2 ـ ويسمى الكرنب : ويسمى عند العراقيين لَهانَة. (186)
وفساد الدم » (1) « يواضب المصاب بفقر الدم على شرب ماء الكرنب فإنه يشفى ». ( الصيدلية الشعبية ص 304 ).
« عصير الملفوف النيء (2) : إِذا اُخذ كل يوم ( على الريق ) بمعدل ملعقتين ثلاث ملاعق كبيرة ، فإِنه يُعطي مفعولاً واضحاً على التخلص من الدود ، ولا سيما بالنسبة لديدان حيات البطن ». ( الغذاء لا الدواء ص 219 ). « إِن الدوارة المعروفة في مصر بالدوخة ينفعها شراب الورد على الريق ». ( تذكرة القليوبي في الطب والحكمة ).
1 ـ الغذاء لا الدواء : ص 221. 2 ـ النيء : كل شيء شأنه ان يعالج بطبخ أو شي فلم ينضج ، يقال لحم نيء. ( المعجم الوسيط ).
(187)
( حرف الراء )
( فيجب على الاُم ارضاع اللباء (1) ) بكسر اللام ، وهو اول اللبن في النتاج ، قاله الجوهري ، وفي نهاية ابن الاثير : هو اول ما ، يحلب عند الولادة. ولم أقف على تحديد مقدار ما يجب منه (2) وربما قيده بعض بثلاثة ايام. وظاهر ما نقلناه عن أهل اللغة أنه حَلبة واحدة.
الرضاع وإِنما وجب عليها ذلك ، لأن الولد لا يعيش بدونه ، ومع ذلك (3) لا يجب عليها التبرع به ، بل ( باُجرة على الاب إِن لم يكن للولد مال ) ، وإِلا ففي ماله ، جمعاً بين الحقين (4) ، ولا منافاة بين وجوب الفعل ، واستحقاق عوضة كبذل المال في 1 ـ من إِضافة المصدر إِلى مفعوله الثاني. والمفعول الاول محذوف اي إِرضاع الاُم الطفل اللباء. 2 ـ اي من ارضاع اللباء. 3 ـ اي ومع ان الولد لا يعيش بدون اللباء. 4 ـ تعليل لوجوب إِرضاع اللباء لا تبرعاً بل باُجرة. كما يوضحه ( الشارح ) رحمه الله بقوله : ولا منافاة ... الخ والمراد من الحقين : وجوب ارضاع اللباء. واستحقاق الاُم العوض والاُجرة. (188)
المخمصة (1) للمحتاج. وبذلك (2) يظهر ضعف ما قيل (3) بعدم استحقاقها (4) الاُجرة عليه ، لوجوبه عليها (5) لما (6) علم من عدم جواز اخذ الاُجرة على العمل الواجب.
والفرق (7) ان الممنوع من اخذ اجرته هو نفس العمل ، لا عين المال الذي يجب بذله ، واللباء من قبيل الثاني ، لا الاول (8) نعم يجيء على هذا (9) انها لا تستحق اجرة على إِيصاله إِلى فمه ، لانه عمل واجب وربما مُنع من كونه لا يعيش بدونه. فينقدح حينئذ عدم الوجوب (10) والعلاّمة قطع في القواعد بكونه لا يعيش بدونه ، وقيّده بعضهم بالغالب (11) وهو أولى (12). 1 ـ اي المجاعة. فإنه يجب على القادر إِغاثة المحتاج ، لكن لا تبرعاً بل في مقابل عوضه. 2 ـ اي وبما ذكرنا ( من عدم المنافاة بين وجوب اللباء ، واستحقاق عوضه ) 3 ـ القائل بعدم استحقاق الاُم الاُجرة على اللباء ( الشيخ المقداد ). 4 ـ اي الاُم. 5 ـ اي لوجوب ارضاع اللباء على الاُم. 6 ـ دليل القائل بعدم استحقاق الاُم الاُجرة ببيان ان ارضاع اللباء على الاُم واجب ، وكل ماكان واجباً يحرم اخذ الاجرة عليه ، فاللباء مما يحرم اخذ الاجرة عليه كبقية الواجبات الدينية. 7 ـ رد على استدلال القائل بعدم استحقاق الاُم الاجرة. وخلاصته : أن القدر المُسلَّم من حرمة اخذ الاُجرة على الواجب هو اخذ الاجرة على عمل واجب ، لا أخذ العوض عن مال يجب بذله. 8 ـ حيث إن اللباء عين مال تبذله الاُم. إذن فإطلاق الاُجرة عليه حينئذ يكون مجازاً ، لانه عوض عن مال ، لا اجرة علة عمل. 9 ـ اي على هذا الوجه من حرمه اخذ الاجرة على العمل الواجب. 10 ـ فإِنه حينئذ لا تتوقف حياة الطفل على اللباء. فلا يجب بذله لذلك. 11 ـ اي قيد بعض الفقهاء ( رضوان الله عليهم ) عدم تعيش الطفل ـ إِذا لم يشرب اللباء ـ : ( بالغالب ) لأن الاطفال لا يعيشون غالبا إِذا لم يشربوا هذه المادة. 12 ـ اي التقييد بالغالب هو الاولى ، نظراً إِلى طبيعة الاطفال الغالبة.فقد يعيش بعضهم بدونه ، ولكنه شاذ وربّما يؤثر ذلك نقصاً في طبعه وإِليك تفصيل ذلك عن النظرة الطبية الحديثة مأَخوذة عن مستندات وثيقة : ـ ( اللباء ) COLOSTRUM في غضون الأشهر الثلاثة الاخيرة من فترة الحمل تبدأ ثديا الاُم الحامل بالانتفاخ حيث تتكون في قنوات الثدي إِفرازات من مادة صفراء اللون صمغية القوام لها شبه كثيرة بعصير الليمون الحامض المركز أي ( ذو قوام ). وبما أنها مائلة إِلى اللزوجة لذا تدعى هذه المادة عند الامهات ( بالصمغ ). يبدأ الطفل الرضيع في اليوم الأول من ولادته بالغذاء على هذه المادة ، والتي تستمر بالإِفراز من ثديي الاُم لفترة قصيرة تتراوح بين اليومين الى اربعة ايام. وأما صفات هذه المادة الطبيعية ، وتركيبها الكيمياوي فانها تكون اثقل من حليب الاُم من حيث الوزن النوعي حيث يتراوح بين 1060 ـ 1066 إِذا ما قارناه بحليب الاُم ، اوحليب الحيوانات اللبونة الاُخرى حيث يتراوح الوزن النوعي من 1025 ـ 1030. وأما من حيث التفاعل الكيمياوي فإِنها ( قلوية ) اى من المواد الكيمياوية المسماة ( بالقواعد ) في مقابل ( الحوامض ). ولهذه المادة خاصية تغير لون ورق ( عبّاد الشمس ) من الاحمر إِلى الازرق. وأما من حيث التركيب الكيمياوى فإنها تحتوي على نسب كثيرة تزيد على النسب الموجودة في الحليب الاعتيادى للاُم بأضعاف من ذلك كمادة الكلس الضرورية لبناء عظام الطفل. ومادة الحديد الضرورية لتكوين ( كريات الدم الحمراء ). وكذلك تحتوي هذه المادة أي ( اللباء ) على ( مادة الفوسفور ، والصوديوم ، والپوتاسيوم ) التي تدخل في تركيب معظم المواد السائلة في جسم الطفل. كما وان هذه المادة اي ( اللباء ) تحتوي على نسب كثيرة من مادة ( الپروتين ) اي ( الزلال ) ( والفيتامينات ) الذى يكون الجزء الاعظم من انسجة الجسم ، لذا تقوم هذه المادة مقام اساس البناء الذي ينمو عليه جسم الطفل في الايام الأُوَل من عمره ، وبدون هذه المادة يكون نمو الطفل متاخراً من الناحية الجسمية والعقلية. هذا فضلا عن ان هذه المادة تحتوي على عناصر أُخرى اكتشفها ( علماء الطب ) وتسمى هذه العناصر ( بالعناصر المضادة للجسم ) وهو بدن الإِنسان. فقد خلق الله عز وجل فيه من ( الجراثيم والمكروبات ) لحكم ومصالح التي اُكتشفت في العصر الحاضر فجعل لهذه المادة خاصية وهي مقاومتها لتلك ( الميكروبات والجراثيم ). ويعبر عن هذه المادة اي ( اللباء ) باللغة الانجليزية ( ANTIBODIES ) وأما وظيفة هذه العناصر الموجودة في مادة اللباء التي تقاوم الميكروبات المخلوقة في الجسم فتزويدها الطفل الرضيع المناعة ضد تلك الامراض المتولدة من تلك الجراثيم والميكروبات المخلوقة في البدن ، ومساعدته على مقاومتها ، والدفاع عنها بإيقاف فعالية تلك الميكروبات والجراثيم المولدة للامراض والتى تجعل الطفل الرضيع عرضة للتلف والهلاك. وقد ثبت اخيراً لدى مشاهير الاطباء بالتجارب العلمية ، والاحصائيات الحياتية : أن الاطفال الذين يحرمون من تناول هذه المادة أي ( اللباء ) يكونون عرضة لمختلف انواع الامراض التي تقضي على حياتهم في الاشهر الأُوَل من عمرهم ، لذا نرى أن نسبة الوفيات بين الاطفال الذين يحرمون من هذه المادة في تلك الايام بعد الولادة كثيرة جداً. وأما الذين يعيشون من دون تناول لهذه المادة فضعيفوا البنية ، ومتاخروا النمو من الناحية الجسمية والعقلية ، وعرضة لمختلف انواع الامراض ، نظراً لعدم استطاعتهم على المقاومة ، وحرمانهم من المناعة التي يكتسبونها من مادة ( اللباء ) المصادر : ( كتاب طب الاطفال ) للاستاذ ( والدونيلسن ) الامريكي. ( كتاب طب الاطفال ) للاستاذ ( الن مونكيريف ) البريطاني استاذ في ( جامعة لندن ). وكتاب ( طب الاطفال ) للاستاذ ويلفريد شلدن البريطانى استاذ في ( جامعة لندن ). وكتاب ( فسلجة وظائف اعضاء الجسم للإِنسان ). (189)
(190)
( ويستحب للاُم ان ترضعه طول المدة المعتبرة في الرضاع ) وهي « حولان كاملان لمن اراد أن يتم الرضاعة (1) » فإن اراد (2) الاقتصار على اقل المجزي فاحد
1 ـ الجملة مأخوذ من قوله تعالى : « والولدات يُرضِعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة » البقرة : الآية 232. 2 ـ التذكير باعتبار لفظ « من » في الآية الكريمة. (191)
وعشرون شهراً ، ولا يجوز نقصانه عنها ، ويجوز الزيادة على الحولين شهراً وشهرين خاصة ، لكن لا تستحق المرضعة على الزائد اجرة.
وإِنما كان إِرضاع الاُم مستحباً ، لأن لبنها اوفق بمزاجه ، لتغذيه به في الرحم دماً. ( والاجرة كما قلناه ) من كونها في مال الولد إِن كان له مال ، وإِلا فعلى الاب وإِن علا ، كما سيأتي مع يساره ، وإِلا فلا اجرة لها ، بل يجب عليها كما يجب عليها الانفاق عليه (1) لو كان الاب معسراً. ( ولها إِرضاعه ) حيث يستأجرها الاب ( بنفسها وبغيرها ) اذا لم يشترط عليها ارضاعه بنفسها ، كما في كل اجير مطلق (2) ( وهي اولى ) بإِرضاعة ولو بالاُجرة ( إِذا قنعت بما يقنع به الغير ) أو انقص ، أو تبرعت بطريق اولى فيهما (3) ( ولو طلبت زيادة ) عن غيرها ( جازللاب انتزاعه (4) منها وتسليمه إِلى الغير ) الذي يأخذ أنقص ، أو يتبرع. ويفهم من قوله : انتزاعه وتسليمه : سقوط حضانتها ايضاً ، وهو احد القولين. ووجهه (5) لزوم الحرج بالجمع بين كونه في يدها ، وتولي غيرها ارضاعُه ، ولظاهر رواية داود بن الحصين عن الصادق ( عليه السلام ) « إن وَجَدَ الاب مَن يُرضعه باربعة دراهم وقالت الاُم : لا ارضعه إلا بخمسة دراهم فإِن له ان ينزعه منها (6) ». والاقوى بقاء الحضانة لها ، لعدم تلازمها (7) وحينئذ فتأتي المرضعة وترضعه 1 ـ اي على الطفل. 2 ـ تقدم في الجزء الرابع من طبعتنا الحديثة ( كتاب الإِجارة ) ص 347 ـ 348 3 ـ اي في صورة القبول بالانقص. والتبرع. 4 ـ اي اخذ الطفل منها. 5 ـ اي وجه سقوط حق حضانتها. 6 ـ الوسائل كتاب النكاح باب 81 الحديث 1. 7 ـ اي لعدم تلازم الحضانة والارضاع. فيجوز ان تحضنه الاُم ، وترضعه غيرها. (192)
عندها مع الإِمكان ، فإِن تعذر حمل الصبي إِلى المرضعة وقت الارضاع خاصة ، فإِن تعذر جميع ذلك اتجه سقوط حقها من الحضانة ، للحرج ، والضرر (1).
وللمولى إِجبار امته على الارضاع لولدها وغيره ) (2) لأن منافعها مملوكه له فله التصرف فيها كيف شاء ، بخلاف الزوجة حرة كانت ام مملوكة لغيره ، معتادة لارضاع اولادها ام غير معتادة ، لانه لا يستحق بالزوجية منافعها وإِنما استحق الاستمتاع. ( الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ج 5 ص 452 ـ 458 ). قال تبارك وتعالى : ( فيها فاكهة ونخل ورمان ) الرحمن 68. ( وجنات من اعناب والزيتون والرمان ) الانعام 99. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الفاكهة مئة وعشرون لوناً سيدها الرمان ( الكافى ج 6 ص 352 حديث 2 ). وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الرمان سيد الفاكهة ومن اكل رمانة اغضب شيطانه اربعين صباحاً. ( المحاسن ج 2 ص 359 حديث 2249 ). وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اكل رمانة حتى يستتمها نوَّرَ الله قلبه اربعين ليلة. ( بحار الانوار ج 66 ص 165 حديث 50 مكارم الاخلاق ج 1 ص 371 حديث 1224 ). وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إِلا انارت القلب وأخرجت الشيطان اربعين يوماً. ( كنز العمال ج 14 ص 187 حديث 38319 ، وصحيفة الإِمام الرضا ص 106 1 ـ وكلاهما منفيان لقوله تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) الحج : الآية 77. وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا ضرر ولا ضرر ). 2 ـ اي غير الولد. (193)
حديث 57 ، ومكارم الاخلاق ج 1 ص 371 حديث 1226 ، وفيهما « اخرست الشيطان » وبحار الأنوار ج 66 ص 154 حديث 1.
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلوا الرمان بقشره ، فإِنه دباغ البطن. ( المحاسن ج 2 ص 356 حديث 2236 ، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 31 ). وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلوا الرمان بشحمه (1) ; فإِنه دباغ للمعدة ، وما من حبة استقرت في معدة امرئ مسلم إلاّ انارتها ونفت الشيطان والوسوسة عنها اربعين صباحاً. ( مكارم الاخلاق ج 1 ص 369 حديث 1217 ، والمحاسن ج 2 ص 355 حديث 2231 وفيه : « وأمرضت شيطان وسوستها » بدل : « ونفت الشيطان والوسوسة عنها » ، طب الائمة لا بني بسطام ص 136 ، وفيه : « وفي كل حبة منها إِذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإِنارة للنفس ، ( بحار الانوار ج 66 ص 156 حديث 8 ). قال صعصعة بن صوحان : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو على العشاء فقال : ياصعصعة : اُدنُ فَكُل. فقلت : قد تعشيت ، وبين يديه نصف رمانة ، فكسرلي وناولني بعضه ، وقال : كُلهُ مع قشره ـ يريد مع شحمه ـ فإنه يَذهبُ بالحفر ، وبالبخر ، ويطيب النفس. ( المحاسن ج 2 ص 356 حديث 2237 ، وبحار الانوار ج 66 ص 161 حديث 32 ). قال الإمام علي ( عليه السلام ) : كلوا الرمان بشحمه; فإنه دباغ للمعدة. ( كنز العمال ج 14 ص 187 حديث 38322 ، وعيون الاخبار لابن قتيبة ج 3 1 ـ قال ابن الاثير : شحم الرمان : ما في جوفه سوى الحَبّ ( النهاية ج 2 ص 449 ) ، وقال الفيروز آبادي : الشحم من الرمان : الرقيق الاصفر الذي بين ظهراني الحَبّ ( القاموس المحيط ج 4 ص 135 ). (194)
ص 294 ، ومسند ابن حنبل ج 9 ص 72 حديث 23297 ، وبحار الانوار ج 66 ص 154 حديث 1 ، وتحف العقول ص 124 ، وعيون اخبار الرضا ج 2 ص 43 حديث 150 ).
وقال ( عليه السلام ) : في كل حبة من الرمان إِذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإنارة لِلنَّفس ، وتُمرِضُ وَسواسَ الشيطان اربعين ليلة. ( بحار الانوار ج 66 ص 156 حديث 8 والخصال ج 2 ص 636 حديث 10 ، وطب الائمة لابني بسطام ص 134 وفيه « تقرض » بدل « تمرض » و « صباحاً » بدل « ليلة » ). وقال ( عليه السلام ) : اربعة يَعدِلنَ الطبائع : الرمان السوراني والبسر (1) المطبوخ والبنفسج والهندباء. ( قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : مَن اكلَ رمانا عند منامه فهو آمِنٌ في نفسه إلى ان يُصبح. ( طب الائمة لابني بسطام ص 134 ، وبحار الانوار ج 66 ص 164 حديث 49 ). ( وقال ( عليه السلام ) : عليكم بالرمان; فإنه لم ياكله جائع إلاّ اجزأه ، ولا شبعان إلا أمرَأهُ. ( الكافى ج 6 ص 352 حديث 1 ). وقال ( عليه السلام ) : مَن اكلَ الرمان طَرَدَ عنه شيطان الوسوسة. ( المحاسن ج 2 ص 359 حديث 2247 ، وبحار الانوار ج 66 ص 163 حديث 41 ). وقال ( عليه السلام ) : مَن اكل حبة من رمان امرضت شيطان الوسوسة اربعين يوماً. ( الكافى ج 6 ص 353 حديث 8 ، المحاسن ج 2 ص 356 حديث 2233 ، وفيه 1 ـ البسر : تغيّر لون التمرة من الاخضر إِلى الاحمر أو الاصفر. ( نخلة التمر ص 405 ، وراجع كتاب النخل لابن سِيْدَة ). (195)
« صباحاً » بدل « يوماً ». وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 28 ).
قال زيد الشحام : كنت عند ابى عبد الله ( عليه السلام ) فدعا بالحجام ، فقال له : إغسل محاجمك وعلقها ، ودعا برمانة فأكلها ، فلمافرغ من الحجامة دعا برمانة أُخرى فأكلها ، وقال : هذا يُطفئُ المِرارَ. ( مكارم الاخلاق ج 1 ص 170 حديث 494 ، وبحار الانوار ج 62 ص 124 حديث 61 ). وقال ( عليه السلام ) : عليكم بالرمان الحلو فكلوه; فإنه ليست من حبة تقع في معدة مؤمن إلاّ ابادت داءً ، واطفأت شيطان الوسوسة عنه. ( الكافى ج 6 ص 354 حديث 10 ، والمحاسن ج 2 ص 359 حديث 2246 ، وبحار الانوار ج 66 ص 163 حديث 41 ). قال الوليد بن صبيح : ذُكرَ الرمان الحلو عند الإمام الصادق ( عليه السلام ) فقال : المز اصلح للبطن. ( الكافى ج 6 ص 354 حديث 14 ، والمحاسن ج 2 ص 356 حديث 2234 ، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 29 ). وقال ( عليه السلام ) : أكل الرمان مع شحمه يُذهب بالحفر والبخر (1) ويطيب النفس. وقال ( عليه السلام ) : اطعموا صبيانكم الرمان فإنه اسرع لشبابهم. وقال ( عليه السلام ) : كلوا الرمان بشحمه فإنه يدبغ المعدة ويزيد في الذهن ( الكافى ج 6 ص 354 حديث 12 ، والمحاسن ج 2 ص 356 حديث 2232 ، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 27 ). وقال ( عليه السلام ) : مَن اكل رمانة على الريق ، انارت قلبه اربعين يوماً. ( الكافى ج 6 ص 354 حديث 11 ، والمحاسن ج 2 ص 357 حديث 2240 ، وبحار الانوار ج 66 ص 161 حديث 35 ). وقال ( عليه السلام ) : كلوا الرمان المز بشحمه; فإنه دباغ للمعدة. 1 ـ البخر : ريح كريه من الفم ، والبخر : فعل البخار من كل ما يسطع. |
|||
|