الغذاء دواء ::: 241 ـ 255
(241)
مضاعفات المرض كضعف الذاكرة والخدر ، أو فقدان الحس في الأطراف نتيجة لإصابة الأوعية الدموية بأضرار السكر واختلال الدورة الدموية فيها.
    ويلاحظ أن أكل أكثر من 3 ـ 4 فصوص من الثوم يومياً : يخرش المعدة والأمعاء ويفسد الهضم. ( التداوي بالأعشاب ص 96 و 97 ).
    قال د صبري القباني : أما المحذور الذي يجعل الناس يقللون من استعماله ، ونعني به الرائحة الكريهة التي يبعثها من الفم ، فإن بالإمكان تلافيه بتناول بضع (1) وريقات من نبات اخضر ، أو بحبة من الكوروفيل المركّز تؤخذ مرة كل ثماني ساعات. ( الغذاء لا الدواء ص 189 ). ويلاحظ أن رائحته الكريهة في الفم تضعف كثيراً إذا مُضغ معه بقدونس (2) أو قطعة من التفاح ، وإن طهي الثوم يقلل من فائدته.
    2 ـ البصل : وفيه فيتامين C س ، ومادة الكلوكونين التي تعادل الانسولين بمفعولها في تحديد نسبة السكر في الدم.
    وأكل بصلة متوسطة الحجم يومياً يخفض كمية السكر في دم المصابين بالبول السكري كالانسولين ، ويقلل عندهم جفاف الفم والشعور بالعطش ، وبما أن البصل لا يحتوى على النشاء فإن بإمكان المصابين بالسكري تناوله دون محذور.
    3 ـ الكرفس : الذي هو طويل العود أي الكرفس الإيراني ، عصارة عوده فقط تخفض السكر دون ورقه عن تجربة ، ويجب منعه على أصحاب الصرع ويمنع على الحامل لإضراره بالجنين ويمنع على المرضعات لأنه يقلل إِفراز اللبن عندهن ، وكذلك يمنع على مَن يثير الحساسية عنده ، وهذا المنع يشمل الكرفس ذو العود الصغير أيضاً.
    4 ـ شاهي : هو من الخضروات الإيرانية وفيه محذور لحرارته وإنه نافع لمرض
1 ـ البضع : عدد لايقل عن ثلاثة ولا يزيد على تسعة.
2 ـ العراقيون يسمونه معدونس.


(242)
سكر الدم لكنه لا يستأصل العلة.
    5 ـ الباذنجان : ينفع اصحاب السكر ، لكن على أصحاب المعد الضعيفة بعدم الإكثار من تناوله لأنه صعب الهضم ، إِذ يستغرق هضمه أربع ساعات ، وهي مدة تعتبر طويلة بالنسبة للأغذية الاُخرى.
    6 ـ البامية.
    7 ـ الكوسا : ويسمى بالعراق شِجَر ، وقد يسميه البعض ملا احمد.
    8 ـ ورق الحلبة وكذلك حب الحلبة : أيضاً نافع ، لكن الحلبة تضر المبتلى بهبوط الضغط أي أن الحلبة تخفض ضغط الدم ، وكذلك تمنع على أصحاب الحمى ، والإكثار منها يصدع الرأس ، ويصلحها الخبز أو السكنجبين.
    9 ـ الملفوف : ومن أسمائه : الكرنب ، وفي الشام : اللخنة ، وفي العراق : لَهانة.
    أوراقها ملتفة حول نفسها مكونة على شكل كرة ، قال د صبري القباني : الملفوف خصم غير مستحب للذين يشكون قصوراً كبدياً ، أو قصوراً في الكيس الصفراوي لان الملفوف في هذه الحالة يزيد حالتهم المرضية سوءاً ، نفس القول يوجه الى المصابين بالحصيات البولية والنقرس ، لأن الملفوف قد يحدث لهم « نوبات » حادة مفاجئة ( الغذاء لا الدواء ص 218 ). كما يمنع على أصحاب أمراض الغدة الدرقية الرابضة في مقدمة العنق.
    10 ـ الطماطم : وتسمى البندورة أيضاً.
    11 ـ السبانخ أو الأسفاناخ : ينبغى عدم الجمع بينه وبين الحليب في وجبة واحدة ، كما يمنع عن المصابين بأمراض الكلى والكبد وحصى الكلى وحصى الحالبين ولا يناسب مرضى النقرس.
    12 ـ الخيار.
    13 ـ الخس.
    14 ـ الليمون الحامض : والافراط فيه يسبب مضاعفات خطيرة


(243)
لإضعافه العصب.
    15 ـ عصير حصرم العنب : وإنه لا يخلو من محذور لشدة حموضته.
    16 ـ الزيتون.
    17 ـ زيت الزيتون.
    18 ـ دهن الجوز.
    19 ـ السماق.
    20 ـ المحلب.
    21 ـ التوت المجفف : ويسمى في العراق : تكي بتشديد الكاف ، ويمكن تناول المجفف مع الشاي بدل السكر ( الشكر ).
    22 ـ البندق : ومن أسمائه : جلوز بكسر الجيم وتشديد اللام ، لكنه يولد الرياح ويبطئ بالهضم.
    23 ـ بزر القطونا : يضاف إِليه ماء مغلي حتى يصير كاللعاب ثم يشرب ، ولا يجوز سحقه بأي حال من الاحوال أي لا يجوز طحنه ففيه خطر شديد.
    24 ـ الخل : والإكثار منه يهزل البدن ، ويضر بالحائض.
    25 ـ القهوة.
    26 ـ الشاي.
    27 ـ شير خشت.
    إن الأغذية أو الأدوية قد تنفع من جهة ، لكنها قد تضر من نواحى أُخرى ، وأن ما ذكر من الأغذية هو فقط مباح لأصحاب السكر ، وأنها لا تستأصل داء السكر ، ولا تسبب مضاعفات لأصحاب السكر.
الأطعمة الممنوعة على مرضى السكر
    1 ـ السكر ( الشكر ).
    2 ـ الرطب والتمر ودبس التمر.


(244)
    3 ـ العسل التجاري.
    4 ـ كافة الحلويات المصنَّعة التجارية والبيتية.
    5 ـ المعجنات المحلاّة ومنها البسكويت والشكولاتة ويسمى ( الچكليت ) بالعراق ويمنع الكيك والكليچه وما شابه.
    6 ـ العنب.
    7 ـ الزبيب.
    8 ـ القشمش ، ويقال الكشمش بالعراق.
    9 ـ الشوندر ، ويقال الشونذر وهو لفظ محلي عراقي.
    10 ـ المربيات بأنواعها.
    11 ـ الفواكه المجففة والمعلبة.
    12 ـ المشروبات السكرية.
    13 ـ المشروبات الغازية.
    14 ـ الرقّي ، ويلفظ بوسط وجنوب العراق بالرگي وفي شماله بالدِبشي بكسر الدال وسكون الباء; لكنه في الشام يسمونه البطيخ ، ويقصدون بالبطيخ هو الذي يسمى في العراق الرگي ذو القشر الأخضر ، وإذا أرادوا البطيخ ذوالقشر الاصفر قيّدوه بالإضافة فيقولون بطيخ أصفر فبهذه الإضافة يعرف أيهما المقصود ، ويقال له الشمام أو القاوون.
    15 ـ البطيخ باللهجة العراقية تلك الثمرة ذات القشر الأصفر.
    16 ـ الموز ويسمى الطلح.
    17 ـ الجزر.
    18 ـ البلوط.
    19 ـ البطاطا ، وقد تسمى بطاطس لكنها تلفظ في العراق بالبتيتة.
    20 ـ الأرز أو الرز ، ويسمى التمن في العراق وإذا طُبِخَ يسمى طبيخ.


(245)
    21 ـ الخبز ، وأشده ضرراً الخبز الأبيض ، المصنوع من الدقيق الخالي من النخالة فهو خال من الفيتامينات.
    22 ـ الحنطة ، وتسمى البُر أو القمح.
    23 ـ المشمش.
    24 ـ الخوخ.
    25 ـ البزاليا أو البازلا.
    26 ـ الشلجم أو السلجم أو الشلغم أو اللفت.
    27 ـ الشعير.
    28 ـ الذرة.
    29 ـ الحمص.
    30 ـ اللوبياء.
    31 ـ التين.
    32 ـ التفاح.
    33 ـ البرتقال.
    34 ـ قصب السكر.
    35 ـ اللبن.
    36 ـ العدس.
    37 ـ انواع الخمور.
    38 ـ الكمثرى ، ويسمى العرموط في العراق.
    39 ـ السفرجل.
    40 ـ آيس كريم أو بوظة أو موطة.


(246)
    قال جالينوس : « فيه من الجوهر اللزج الدهني مقدار ليس باليسير ولذلك هو للسحاج متين ويسخن أيضاً إسخاناً معتدلاً وهذه القوة بعينها هي موجودة في دهنه وهو الشيرج (1).
    قال الرازي : إنه أكثر البزور دهناً ولذلك يزنج سريعاً ويتغير ، ويُشبع أكله سريعاً ، وهو يغثي ويبطئ الانهضام ويغذو البدن غذاء دسماً دهنياً ، وإذا كان كذلك فالأمر فيه بيِّنٌ انه ليس يمكن أن يقوي المعدة وغيرها من الأعضاء التي في البطن; كما لا يمكن ذلك في شيء من الأشياء الدهنية; ولان الخلط المتولد من السمسم خلط غليظ ضار لا ينفك أيضاً من المعدة سريعاً ويهيج العطش.
    دهن الحل بالحاء المهملة (2) ضار للمعدة ، مفسد لها.
    قال ديسقوريدوس : هو رديء للمعدة يبخرالفم إذا أُكل وبقيت منه بقايا فيما بين الأسنان.
    وإذا خُلط بدهن الورد : سكن وجع الرأس العارض من إسخان الشمس (3).
    قال ابن ماسويه : حار في وسط الدرجة الاُولى ، رطب في آخرها ، لزج مفسد للمعدة ، مرخي الاعضاء التي في الجوف ، ودهنه أضعف فعلاً من جسمه وإن أُكِل بالعسل : قل ضرره.
    وإذا لُطِخ الشعر بماء طبيخ ورقه : لينه ، وأطاله وأذهب الاتربة العارضة في الرأس.
1 ـ أي أن دهن السمسم من اسمائه يسمى الشيرج.
2 ـ أى دهن السمسم من أسمائه يسمى دهن الحل أيضاً.
3 ـ ظاهراً طلاء لعدم ذكره الكيفية التي يستخدم فيها.


(247)
    وإن طبخ دهنه بماء الآس وبالزيت الانفاق (1) : كان محموداً في تصلب الشعر ونفى الحكة الكائنة من الدم الحار. والمقلو من السمسم أقل ضرراً.
    قال ماسرجويه : نقيع السمسم يدر الحيضة وإذا قُلي السمسم وأُكل مع بزر الكتان زاد في الباه (2).
    قال المنصوري : إذا قُشر وقلي صلح غذاؤه وهو يسمن إذا هضمته المعدة تسميناً صالحاً.
    قال اسحاق بن عمران : نافع من أمراض الصدر والرئة والسعال.
    ودهنه يقطر في الآذان للسدة التي تكون فيها.
    قال الشريف : إذا مزج دهنه بمثله موم (3) وعمل منه ضماد على الوجه حلل تقبضه ولينه وصقله وحسن لونه وإذا تضمد به على العصب الملتوي : بسطه وقومه.
    قال في التجربتين : دهنه ينفع من التشنج اليابس أكلاً ودهناً.
    قال ابن سينا : جيد لضيق النفس والربو ، مسقط للشهوة ويسرع نزوله بقشره ، فإذا قشر : أبطأ نزوله.
    قال الغافقي : دهنه ينفع من السعفة (4) ، وينفع بإدمان أكله بالخبز مَن في
1 ـ زيت الانفاق : هو الدهن المعتصر من الزيتون ، فإِن اُخذ اول ما خُضِّب بالسواد ودق ناعماً وركب عليه الماء الحار ومرس حتى يخرج فوق الماء فهو المغسول ويسمى زيت إنفاق ، وإن عصر بعد نضج الثمرة وطبخ بالنار بعد طحنه وعصره بمعاصير الزيت فهو الزيت العذب. ( تذكرة أُولي الالباب : ج 1 ، ص 183 ).
2 ـ الباه : الجماع.
3 ـ الموم : شمع العسل.
4 ـ السعفة : هي القروح الرطبة والبثور التي تطلع على رؤوس الأطفال ووجوههم; وقيل : ربما كانت قحلة يابسة وربما كانت رطبة يسيل منها صديد وقيل : لها ثُقَب صغار ترشح منها رطوبة دقيقة ، فإذا كبرت الثقب واتسعت سمّيت شهدية تشبيهاً بشكل العسل وربما سميت عسلية وقيل : تتشقق وتتشعث ، وقيل : مرض جلدي فطري يتميز بلطخ حلقية خضابية مغطاة بحراشف وحويصلات ويشبه القرع.


(248)
صدره قرحة ومن قد استولى على يديه اليبس. ( الجامع لمفردات الادوية والاغذية : ج 3 ، ص 30 ).
    قال الأنطاكي : « السمسم : هو الجلجلان بالحبشية وهو نبت فوق ذراع وقد يتفرع ويكون بزره في ظرف كنصف الأصبع مربع إلى عرض ما ينفتح نصفين ، والبزر في أطرافه على سمت مستقيم ويقلع حطبه كل سنة ويزرع جديداً من بزره وأجوده الحديث البالغ الضارب إلى الصفرة ومتى جاوز السنتين فسد وهو حار رطب في الدرجة الاُولى ، يخصب البدن ويلينه ويفتح السدد ويصلح الصوت (1) ويزيل الخشونة وهو ثقيل عسر الهضم ، يرخى الأعضاء ويورث الصداع ويصلحه العسل وأن يقلى وقدر ما يستعمل منه خمسة دراهم » (2). ( تذكرة أُولي الألباب ج 1 ص 198 ).
    قال د. محمد رفعت : « السمسم : من المحاصيل الزيتية التى تدخل في صناعة الأغذية الشعبية ، ينبت برياً في الهند والحبشة ويزرع في بلاد شرقية كثيرة ، وأوراق السمسم غروية وبذوره زيتية يستخرج منها ( زيت السيرج ) والطحينة والكسب الذي يعطى للماشية مسمناً ومكثراً للألبان.
    وحطب السمسم يستعمل وقوداً ، ورماده يحصل منه مقدار حسن من كربونات البوتاسا ويحضر من البذور مطبوخات وحقن شرجية لعلاج الامراض
1 ـ تنشأ البُحّة أو فقدان الصوت من جراء التهاب الحنجرة ، وهو عبارة عن التهاب وانتفاخ في الأوتار الصوتية يؤثر في قدرتها على التذبذب الطبيعي لإخراج الأصوات.
2 ـ الدرهم : نصف مثقال وخمسه ، والدرهم : ستة دوانيق.


(249)
الجلدية والزيت : يؤكل وهو مغذ وملين ويدخل ايضاً في صناعة الصابون ، في تركيب مشمعات اللصق الطبية.
    ويستعمل السمسم مدقوقاً لعمل اللبخ والمروخ ، ويكتسب الزيت رائحة غير مقبولة بتعرضه للهواء لأنه يتأكسد ، وتسمى هذه الرائحة ( زنوخة ).
    ولمنع الزيت من التزنخ يخلط 100 جرام من السكر الناعم مع 60 جراماً من الزيت ، وبعد ذلك تضاف إلى 25 لتراً من الزيت ، وهي تكفي لمنعه من التزنخ ولا تغير طعمه ». ( قاموس التداوي بالأعشاب : ص 131 ).
السمسم والطحينة والحلاوة الطحينية
    السمسم نبات ذو أزهار بيضاء موشحة بالأحمر والأصفر يبلغ طوله ستين سنتيمتراً تقريباً ، تكثر زراعته في الشرق الأوسط وفي آسيا والسودان.
    وقد عُرفت زراعته في الأزمان الغابرة للاستفادة من زيت بذوره (1) ، كما كان الأقدمون يزرعونه لاستخدامه في الزينة والتزيين ، وكانت أزهاره تتوسد صدور نساء الأقدمين.
    تحتاج زراعته إِلى اراضي خصبة وأَمطار غزيرة ، وتقدر مساحة الاراضي المزروعة بالسمسم في سوريا وحدها بـ 35776 هكتاراً.
    بذوره صغيرة ، وبشكل مبسط هي بلون بني غامق ، غنية بزيت يسمى ( السيرج (2) أو زيت السمسم (3) ) ، وهو زيت لطيف لونه أصفر ذهبي طعمه حلو لا رائحة له ولا يزنخ ( أي لا يفسد بسهولة ) خلافاً لبقية الزيوت.
1 ـ البذر للحنطة والشعير وسائر الحبوب : كالبزر للرياحين والبقول. ( فقه اللغة ص 14 ).
2 ـ السيرج : ذكره ابن البيطار باسم الشيرج اي بالشين المعجمة وليس بالسين راجع الجامع لمفردات الادوية والاغذية : ج 3 ، ص 30.
3 ـ لكن الدكتور محمد رفعت قال : يكتسب الزيت رائحة غير مقبولة بتعرضه للهواء لأَنه يتأكسد ، وتسمى هذه الرائحة ( زنوخة ) راجع قاموس التداوي بالاعشاب ص 131 ).


(250)
    يستعمله الشرقيون عامة والعرب خاصة بسبب اثمانه البخسة ولسهولة هضمه.
    لا يتجمد بدرجة الصفر ، بل يظل مائعاً حتى درجة 5 تحت الصفر حموضته قليلة فبالكاد تبلغ 50 ، 0 في المائة مقدرة بحموضة زيت الزيتون و تبلغ نسبة الزيت حوالي 47 في المائة من السمسم.
    تصنع الطحينة : من بذور السمسم الخام النيء بوضعها في الماء مدة بضع ساعات ، ثم يقشر بآلة ويحمص نصف تحميص ويسمى آنئذ : السمسم الأبيض ، وبعد ذلك يقشر السمسم الأبيض بآلة خاصة أو بفركه بين اليدين وتذريته ، ثم يحمص بأفران تشبه أفران الخبز وبطحن هذا السمسم يستحصل على الطحينة البيضاء.
    أما بذور السمسم الأحمر المستعملة في صناعة الكعك والحلويات فهي بذور محمصة بعد التقشير دون أن تتعرض إلى ماء الكلس ورائقه.
    وتستعمل الطحينة كما هو معروف في كثير من المآكل الشرقية الشعبية مع اللبن (1) ، والسمك كمادة مشهية ومغذية وإذا تركت الطحينة راكدة مدة من الزمن : فإِن زيت السمسم يطفو على سطحها.
    أما في المعامل : فيستحصل زيت السيرج من تثقيل الطحينة أي وضعها في أواني تدار بالكهرباء دوراناً سريعاً ، فتنتبذ الذرات الثقيلة أسفل الأواني ، ويطفو الزيت على السطح.
    وتصنع الحلاوة الطحينية : من مزج وخلط الطحينة بعجينة السكر المعروفة عند العامة باسم ( الناطف ) ويترك المزيج مدة مناسبة ليتشرب زيت الطحينة وهكذا يتم صنع الحلاوة وتغدو صالحة للاستهلاك.
1 ـ اللبن : اللبن الخاثر ، الروب.

(251)
    فوائد زيت السمسم والحلاوة :
    يستعمل زيت السمسم من العصرة الاُولى مليناً بمقدار ملعقة كبيرة إلى ملعقتين كبيرتين.
    اما إذا اُخذ بمقدار فنجان قهوة فهو مسهل.
    ويستعمل الزيت المستخلص من العصرة الثانية في صناعة الصابون ، وفي غش بعض المواد الدسمة.
    وزيت السمسم من خير الزيوت (1) وأفيدها ، فهو من المواد الدهنية التي تمد الإنسان بالوقود وتهبه الحرارة ، وغرام واحد منه يمنح المرء ضعف ما يمنحه له غرام من السكر ، لذلك كان السيرج طعاماً وقودياً يحتاج إليه الجسم ليدفع عنه غائلة البرد ، كما انه قد يدخره ويخزنه ليستعين به على رد غائلة الجوع ايام الصوم والفاقة.
    وخير مزية لهذا الزيت هو عدم تجمده وسهولة هضمه ، والحيلولة دون حدوث تصلب الشرايين وبالتالي يمنع حدوث الجلطة القلبية والشلل وخناقات الصدر .. الخ من بعض الامراض التي تفشت بين ابناء هذا العصر ، ولفهم آلية منفعته هذه لا بد لنا من القاء نظرة على المواد الدهنية بعامة والزيوت بخاصة.
    تتركب الادهان من مادة الغليسيرين Glycerine متحدة مع عدد من الاحماض تُعرف بالاحماض الدهنية ، فإذا كانت الاحماض غير مشبعة شكلت باتحادها مع الغليسيرين مواد دهنية سائلة كزيت السمسم وزيت القطن وزيت الذرة
1 ـ زيت الزيتون أفضل من زيت السمسم وذلك لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « كلوا الزيت وادهنوا بالزيت فإنه من شجرة مباركة » ( الكافي : ج 6 ص 331 ).
    وقال أيضاً : « من أدهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين ليلة » ( الشفاء في الطب حاشية ص 191 ).
    وقال أيضاً : « عليكم بالزيت فإنه يكشف المرة ويذهب البلغم ويشد العصب ويحسن الخُلُق ويطيب النفس ويذهب بالغم ». ( مستدرك وسائل الشيعة ج 16 ص 365 ) ، وهناك روايات اُخرى في بطون المصادر.


(252)
وزيت عباد الشمس وزيت الزيتون وإن كانت اغلبية الاحماض الدهنية مشبعة كانت المواد الدهنية المتشكلة صلبة القوام نوعاً ما كالشحم والزبد والسمن.
    ويتهم الاطباء المواد الاخيرة ( الادهان صلبة القوام ) باحداث تصلب الشرايين ورفع نسبة الكولسترول في الدم (1) ، الامر الذي يؤهل الإنسان للإصابة بتصلب الشرايين وتضيّق لمعات الاوعية بسبب تراكم ذرات الكولسترول داخلها ، كما تتراكم رواسب المياه والوحل داخل انابيب الماء فتجعل قطرها صغيراً وسيلان الماء فيها عسيراً.
    ويعتبر العلماء الزيوت النباتية غير المشبعة مغذية اولاً وسهلة الهضم ثانياً ، وحالّة للكولسترول ثالثاً ، لذلك فعلى من يشكو ارتفاع الضغط وتصلب الشرايين وخناق الصدر أو ازديادنسبة الكولسترول في دمه الاكثار من الزيوت النباتية والاقلال من المواد الدهنية الحيوانية ، إذ انه بذلك يقي نفسه شركثير من الامراض ويضمن لشرايينه ليونية والستيكية لا تمنحها له علب الادوية المغلفة بالاوراق البراقة ، ولا الحبوب زاهية الالوان.
    اما الكبد فتتمثل الزيوت النباتية وتحولها من تراكيبها المعقدة إلى تراكيب مبسطة تهب الجسم الحرارة والدفء والغذاء.
    ونظراً لارتفاع اثمان السمن الحيواني والزبد ، ولاقبال الناس على التهام هذه المواد الدهنية وصدوفهم عن الزيوت لجأ الصناعيون إلى ( هدرجة ) الزيوت النباتية اي إضافة الهيدروجين للزيوت ، فحولوا احماضها من غير مشبعة إلى احماض مشبعة اكسبتها قواماً صلباً شبيهاً بالسمن ، اطلقوا عليها اسم السمن النباتي ، ومع
1 ـ قال الدكتور تانسي توشيت : يؤدي الإفراط في تناول الدهون ـ خصوصاً المشبعة ـ الى رفع نسبة الكولسترول في الدم مما يزيد من احتمالات امراض القلب والسكتة الدماغية. ( مرض السكر ص 537 ).

(253)
الاسف ليس للسمن النباتي خصائص الزيوت إذ فقدها من إشباع احماضه ، وغدا شبيهاً بالسمن الحيواني في آثاره كما شابهه في قوامه.
    وأخيراً فالحلاوة الطحينية غنية ايضاً بالمواد السكرية التي تعين على مكافحة البرد ، وبالمواد الآزوتية المغذية بالاضافة إلى احتوائها على بعض المعادن المفيدة كالحديد المقوي الذي يصفه الأطباء للنازفين وفقيري الدم بالهيموغلوبين وكالفوسفور المغذي لحجيرات الدماغ والحجيرات التناسلية.
    لذلك فالحلاوة الطحينية مفيدة للاطفال والطلاب كما تفيد الشيوخ والطاعنين في السن ، وهي غذاء شعبي رخيص الثمن في متناول ايدي الفقراء فضلاً عن الاغنياء. ( الغذاء لا الدواء ص 373 ـ 376 ).

السمنة
البدانة ( السمنة )
    ليس من الصحة في شيء أن يكون الإنسان بديناً جداً ، فالبدانة تسبب ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية والجلطات الدماغية والبحص والسكري والتهابات المفاصل ومشاكل أُخرى كثيرة.
    يجب أن يخفف البدينون أوزانهم بالطرق الآتية :
    * تحاشي تناول الدهنيات والأطعمة الزيتية.
    * عدم أكل السكر أو الحلويات.
    * القيام بالتمارين الرياضية.
    * عدم الإكثار من تناول الطعام وخصوصاً الاطعمة النشوية كالذرة والخبز والبطاطا والأُرز وغيرها. وعليهم أن لا يتناولوا إلا قطعة واحدة من الخبز مع كل وجبة طعام ، على أن بإِمكانهم تناول الفواكه والخضار واللحم المشوي.
    * يجب ألا يتناولوا أي شيء بين وجبة واُخرى.


(254)
    إن شئت أن تخفص وزنك فكل نصف ما تأكله الآن ( مرشد العناية الصحية ص 127 ).
كيف تؤدّي الحُرَيْرات إلى السُمنَة ؟
    الحُرَيراتُ لا تسبب السمنة ، فهي ليست طعاماً بل هي وحداتُ قياس. وما تقيسُه هو الطاقةُ أو الحرارة. ومن هنا سُمِّيَت « حُريرة » اشتقاقاً من الحرارة.
    إنَّ الحُرَيرَةَ الواحدةَ هي مقدار من الحرارة اللازمِة لرفعِ سخونةِ غرام من الماءِ درجةّ واحدة. وعندما نطبِّقُ هذا الشكل من القياسِ على الطاقة في الغذاءِ ، فإننا نستعملُ وحدة أكبر ، حرورة الكيلوغرام. وتساوي هذه الحرورة ألف حُرَيرة عادية.
    ولكن ماذا عن علاقة الحرورة بالسمنةِ ؟ إن الطعامَ الذي نتناولُهُ يمكن اعتبارهُ « وقوداً ». وفي الحقيقة ، فإنَّ تحلُّلَ الطعامِ في الانسجةِ (1) هو شكلّ من التأكسُدِ أو الاحتراق. ولما كنا نحرصُ على قياسِ هذا الوقود ومعرفة مقدار ما نأخذهُ منه وما يحتاجُ إليه الجسم ، فإننا نستعملُ الحرورةَ أو الحُرَيرات.
    يحتاجُ كل شخص إلى مقدار مختلف من الحرورات لكي يعيش. ويمكنُ مع ذلك وضعُ قواعد أو متطلّبات عامة. فمثلاً يحتاجُ البالغُ المتوسط من الفين إلى ثلاثة آلاف حُريرة في اليوم. ولكن لنفرض أنك عامل في مصنع وتستنفذُ طاقة أكثر في الشغلِ ، فإنك ستحتاجُ إلى ثلاثة آلاف وأربعمائة حريرة. وماذا عن المصارعين ورافعي الاثقالِ الذين لا ينفعون ولا يضرون ؟ أنهم يحتاجون إلى أربعة آلاف حريرة أو أكثر.
    ويحتاجُ الأطفالُ إلى حريرات أكثر من البالغين. ولا يحتاجُ المسنون إلا إلى القليل لأن اجسادهم لا تستطيعُ حرقَ الوقود كأجسادِ اليافعين. وحاجةُ العاملين في
1 ـ النسيج : مجموعة من الخلايا من النوع نفسه تعمل معاً; الانسجة المختلفة تشكل عضواً. ( موسوعة جسم الإِنسان ص 107 ).

(255)
الأماكنِ المكشوفةِ أكثر من حاجةِ العاملين في الغرف المغلقةِ.
    وماذا يحدُثُ لو تناولتَ حُريرات أكثرَ مما تحتاجُ إليه ، أي أكثرَ مما تستهلك في مجرى الدم ؟ (1) أن « الوقودَ » الذي يزوِّدُك بالحريرات يتحول عندئذ إلى دهن (2) مخزون! وهذا هو سبب القلق من مسألة الحريرات. والمبدأ العامُ للحدِّ مما زاد منها عن الحاجةِ هو الإقلالُ من السكّريات والدهونِ والنشويّات الطعام. ( غرائب جسم الإنسان وعجائبه ج 4 ص 54 ).
    * علاقة السمنة بروماتيزم الركبة :
    توصل فريق من الأطباء بكلية الطب جامعة الأزهر تحت إشراف د. محمد بسيوني ، اُستاذ الأمراض الروماتيزمية (3) بالكلية ، إلى نتائج هامة لأول مرة ، حول علاقة السمنة المفرطة بروماتيزم الركبة.
1 ـ الدم : هو وسيلة النقل الرئيسية للجسم ، ينقل الاُوكسجين والمغذيات والمواد الحيوية الاُخرى إلى انسجة الجسم ، وينقل الفضلات منها بعيداً. ( دليل الاسرة الصحي : ج 3 ، ص 22 ).
2 ـ دهن : الدهون مغذيات تستخدم في توفير الطاقة ، وفي بناء الجسم تُختزن الدهون تحت الجلد ، للحفاظ على الدِّفء; من الاطعمة الغنية بالدهون اللبن وسائر المنتجات اللبنية الاُخرى ، واللحم والبيض. ( موسوعة جسم الإِنسان ص 105 ).
    الدهون : إنها المصدر الاكثر تركيزاً للسعرات الحرارية في الغذاء. وتوجد الدهون المشبعة في المنتجات الحيوانية بالدرجة الاُولى. والدهون غير المشبعة توجد في المصادر النباتية ويمكنها ان تكون احادية عدم التشبّع مثل زيت الزيتون او متعددة عدم التشبّع مثل زيت الذرة ، ويؤدي الإفراط في تناول الادهان ـ خصوصاً المشبعة ـ إلى رفع نسبة الكولسترول في الدم مما يزيد من احتمالات امراض القلب والسكتة الدماغية. ( مرض السكر ص 537 ).
3 ـ الروماتيزم : اسم يطلق على امراض متعددة تصيب الجهاز العضلي الصقلي ، وصفته الالم والتيبس في المفاصل. ( دليل البدائل الطبية : ص 727 ).
الغذاء دواء ::: فهرس