( 11 )
أُم رعلة القشيرية
قال ابن الأثير في اُسد الغابة : اُم رعلة القشيرية أوردها جعفر
المستغفري ، روي باسناد ضعيف عن الاوزاعي ، عن عطاء ، عن ابن عباس :
وفدت على النبي صلى الله عليه وآله امرأة يقال لها اُم رعلة القشيرية ، وكانت
امرأة ذات لسان وفصاحة فقالت : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ،
إنا ذوات الخدور ، ومحل أزر البعول ، ومربيات الأولاد ، وممهدات المهاد ولا حظ لنا
في الجيش الأعظم ، فعلّمنا شيئاً يقربنا إلى الله عزوجل .
فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : « عليكن بذكر الله عزوجل آناء الليل
وأطراف النهار ، وغض البصر ، وخفض الصوت » الحديث ، أخرجه أبو موسى
(1) .
وقال ابن حجر في الإصابة : رعلة بكسر أوله وسكون المهملة ، ثم ذكر ما
أورده ابن الأثير في اُسد الغابة وأضاف قائلاً : وفيه قالت : يا رسول الله إني امرأة
مقنية أقين النساء واُزينهن لأزواجهن فهل هو حوب فأثبط عنه ؟ فقال لها : « يا
اُم رعلة قينيهن وزينيهن إذا كسدن » .
ثم غابت في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأقبلت في ايام الردة ،
فذكر لها قصة في الحزن على النبي صلى الله عليه ، وتطوافها بالحسن والحسين
أزقة المدينة تبكي عليه ، وأنشد لها مرثية منها :
يا دار فاطمة المعمور ساحتها * هيجت لي حزناً حييت من دار
____________
(1) اُسد الغابة في معرفة الصحابة 5 : 582 .
( 65 )
ثم قال ابن حجر : ثم ساق أبو موسى بسنده عن ابن عياش : قدمت
القشيرية مع زوجها أبي رعلة وكانت امرأة بدوية ذات لسان ، فكان النبي صلى
الله عليه وآله بها معجباً ، وذكر نحوه ، وقال في آخر الحديث : فهاجت المدينة مأتماً
فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وأهلها يبكون
(1) .
وقال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ـ بعد ذكر ما قاله ابن الأثير
وابن حجر ـ ومن تطوافها بالحسنين عليهما السلام ، وخطابها الزهراء عليها
السلام بهذا الشعر يستظهر أنها من شرط كتابنا
(2) . أي من المؤمنات .
ومن هذا يظهر أنها كانت عالمة شاعرة فصيحة اللسان بليغة الكلام
(3) .
***
____________
(1) الإصابة في تمييز الصحابة 4 : 449 .
(2) أعيان الشيعة 3 : 478 .
(3) انظري : رياحين التشريعة 3 : 395 ، أعلام النساء : 142 .
( 66 )
( 12 )
أُم سنان المذحجية
شاعرة عربية معروفة بفصاحة اللسان ، والشجاعة والجرأة . وهي من
المواليات لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، وقد حضرت معه واقعة
صفين ، وانشدت شعراً تحرض به الرجال على قتال أعداء الله
والصبر في المعركة ، فمما قالته :
عــزب الرقاد فمقلتي لا ترقد | * | والليل يصدر الهمــوم ويــورد
|
يــا آل مذحج لا مقام فشمروا | * | إن العدو لآل أحمــد يقصـــد
|
هــذا علي كالهلال تحفـــه | * | وسط السماء من الكوكــب أسعد
|
خير الخلائق وابن عم محمــد | * | إن يهدكم بالنــور منه تهتــدوا
|
ما زال مذ شهد الحروب مظفرا | * | والنصر فوق لوائــه ما يفقــد
|
***
( 67 )
وقالت ترثي أمير المؤمنين عليه السلام :
أمــا هلكت أبا الحسين فلم تزل | * | بالحق تعرف هاديـاً مهديـــا
|
فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت | * | فوق الغصون حمامـة قمريــا
|
قد كنت بعد محمد خلفاً كمـــا | * | أوصى أليك بنا فكنـت وفيــا
|
فاليــوم لا خلف يؤمل بعــده | * | هيهات نأمل بعـده إنسيــــا
|
ولها قصة ظريفة مع معاوية بن أبي سفيان مذكورة في كتب التأريخ
والسير ، فحينما دخلت عليه سألها عن شعرها في يوم صفين ، ومدحها للامام علي
عليه السلام ، فلم تنكر ذلك بل قالت : لسان نطق وقول صدَق
(1) .
***
____________
(1) انظري : أعيان الشيعة 3 : 479 ، أعيان النساء : 238 ، بلاغات النساء : 63 ، العقد الفريد 1 : 349 .
( 68 )
( 13 )
أُم كلثوم الكبرى
بنت الإمام أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه .
اُمها فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
كانت من فواضل نساء عصرها ، ذات زهد وعبادة ، وبلاغة وشجاعة ،
وكانت ذكية فطنة ، فصيحة لها أشعار ، جليلة القدر عظيمة المنزلة عند أهل البيت
عليهم السلام .
حضرت واقعة الطف مع أخيها الحسين عليه السلام ، وأدت دورها
التبليغي بكل جرأة واقتدار حيث خطبت في الكوفة خطبتها المشهورة التي أدت
إلى توعية الناس وتعريفهم بأن الذين أمامهم هم آل الرسول صلى الله عليه وآله ،
وحرمه وليسوا خوارج كما يدعي يزيد لعنة الله عليه .
وأنشدت بعد خطبتها المعروفة عدة أبيات شعرية هي :
قتلتم أخي ظلماً فويل لأمكم * ستجـزون ناراً حرها يتوقد
سفكتم دماءً حرم الله سفكها * وحرمهـا القرآن ثم محمـد
ألا فابشروا بالنار انكم غداً * لفي سقـرٍ حقاً يقيناً تُخلّـدوا
( 69 )
وإني لأبكي في حياتي على أخــي * علـى خير من بعد النبي سيولــد
بدمع غزير مستهـل مـكـفـكـف * علـى الخد مني دائماً ليس يجمد(1)
وعندما رجعت إلى المدينة قالت :
مدينــة جـدنــا لا تقبلينـــا * فبالحسـرات والأحــزان جينــا
ألا فاخبــر رســول الله عنــا * بأنـا قد فجعنــا فـي أخيـنــا
وقد نسب الطريحي في منتخبه قصيدة تتكون من ثمانية وأربعين بيتاً إلى
اُم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، ومطلع هذه القصيدة البيتان
المذكوران . ونقل ذلك عنه الحاج علي دخيل في كتابه « اُم كلثوم بنت الإمام أمير
المؤمنين عليه السلام » . والظاهر أن البيتين الأولين من هذه القصيدة لأم كلثوم ،
والباقي لأحد الشعراء ، والله العالم
(2)
***
____________
(1) اللهوف : 66 .
(2) اللهوف : 66 ، المنتخب للطريحي : 499 ، اُم كلثوم بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : 42 .
( 70 )
( 14 )
أُم مسلم بن عبد الله
شاعرة عربية موالية لأمير المؤمنين عليه السلام ، حضرت معه يوم
الجمل.
روى الطبري في تأريخه عن عمر بن شبة ، قال : حدثنا أبو الحسن ، قال :
حدثنا شبر بن عاصم ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عمار بن معاوية الدهني ، قال :
أخذ علي مصحفاً يوم الجمل فطاف به في أصحابه وقال : من يأخذ هذا المصحف
يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول ؟ فقام اليه فتى من أهل الكوفة عليه قباء أبيض
محشو فقال : أنا ، فأعرض عنه . ثم كرر كلامه سلام الله عليه ثانياً وثالثاً فكان
الفتى يقوم له قائلاً : أنا ، فدفعه إليه فدعاهم فقطعوا يده اليمنى ، فأخذه بيده
اليسرى فدعاهم فقطعوا يده اليسرى ، فأخذه بصدره والدماء تسيل على قبائه
فقتل رضي الله عنه ، فقال علي : « الآن حل قتالهم » . فقالت اُم الفتى بعد ذلك فيما
ترثي :
لاهم إن مسلماً دعاهـم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم
واُمهــم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهـم
قد خُضبت منه علقٍ لحاهم (1)
وفي موضع آخر قال الطبري أيضاً : كتب إلي السري ، عن شعيب ، عن
____________
(1) تأريخ الطبري 4 : 511 .
( 71 )
سيف ، عن مخلد بن كثير ، عن أبيه ، قال : ارسلنا مسلم بن عبد الله يدعو بني
أبينا فرشقوه كما صنع القلب بكعب رشقاً واحداً فقتلوه ، فكان أول من قتل
بين يدي عائشة ، فقالت اُم مسلم ترثيه :
لاهــم إن مسلمـاً أتـاهـم * مستسلماً للمـوت إذ دعاهــم
إلى كتـاب الله لا يخشـاهـم * فرملـوه مـن دم إذ هاجهــم
واُمهــــم قائمـة تراهـم * يأتمرون الغي لا تنهـاهـم (1)
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : إن التي رثته هي اُم ذريح
العبدية ـ وقد مر ذكرها سابقاً ـ قائلة :
يا رب إن مسلمـــاً أتاهم * بمصحـف أرسله مولاهــم
للعـدل والإيمان قد دعاهـم * يتلـو كتـاب الله لا يخشاهـم
فخضبــوا من دمه ضباهم * واُمهــم وافقــة تراهــم
تأمروهم بالغي لا تنهاهم (2)
ويمكن أن يكون كل من اُمه واُم ذريح قد رثته ، والله العالم
(3) .
***
____________
(1) تأريخ الطبري 4 : 529 .
(2) شرح نهج البلاغة 9 : 112 .
(3) أعيان الشيعة 3 : 477 .
( 72 )
( 15 )
أُم نزار الملائكة
اسمها « سليمة » لقبت بـ « درة العرب » و « وردة اليازجي » ،
إلا أن كنيتها طغت على اسمها وألقابها . وقد سمتها بنت الشاطئ في
كتابها « الشاعرة العربية المعاصرة » بـ « سلمى »
(1) .
ولدت في بغداد سنة 1908 م ، وتوفيت في لندن سنة 1952 م
إثر عملية جراحية أجريت لها ، ودفنت في العراق .
وهي شاعرة عراقية معروفة ، تُعد من طليعة الشاعرات العربيات .
عالجت في شعرها قضايا سياسية واجتماعية وقومية عديدة ، وحملت لواء
الثورة على العادات البالية التي كانت سائدة آنذاك ، ووصل صوتها إلى جميع
أنحاء العالم العربي . ونشرت لها الصحف والمجلات قصائد رائعة تعبر
عن مستواها الثقافي العالي ، وطبع ديوانها الأول باسم « حديقة الورود »
في بيروت سنة 1867 م .
وهي مع ذلك كله كانت محافظة على حجابها الإسلامي ، لم تختلط
مع الرجال ، مما أثار تعجب الكثير من الادباء آنذاك .
قالت الاديبة بنت الشاطئ : ومن العجب أن تكون أم نزار
شاعرة جيلها الثائرة على الأغلال ، وهي التي لم تنطلق من قفص الحريم كما
انطلقت جميلة العلايلي ... صوت أم نزار ينطلق من وراء الحجاب يُعلن
عن الوجود الثوري للشاعرة العربية الحديثة
(2) .
____________
(1) الشاعرة العربية المعاصرة : 37 .
(2) الشاعرة العربية المعاصرة : 42 .
( 73 )
وقالت أيضا : وفي تراث أم نزار قصيدة عنوانها « المذياع الصامت »
تعبر عن موقف مثير ، هو صمت المذياع لخلل فيه ، وكانت الشاعرة المحجبة
تتصل فيه بالعالم المسحور ، قالت :
أيها الصـامت المعذب روحي | * | بعدما كنت مؤنسي وسميـري
|
هاج لي صمتك الحزين شجوناً | * | مبهمات فغاب عني سـروري
|
أتأسـي بالقرب منك لعل القر | * | ب شافٍ من لوعتي وسعيري
|
وأمنى النفس التي فإنها الصبر | * | بلحن من صوتك المسحــور |
أثقل الـبحث ساعدي وأضنى | * | الجهد قلبي وكدني تفكيــري
|
علني أستطيع عرفنا ســـر | * | غاب عني فتهت في ديجـور
|
وسجا الليل واعتكر
وتغيب بالسهــر
أجهد القلب بالفكر
كيف أسلو وللسكون شبـوح | * | مرعبات وللدجـى أوهــام
|
وحــوالي عالـم يتنــزى | * | في أضاليلـه فلا يلتـــام
|
تتهاوى فيه النفـوس فتنهـا | * | ر الأماني وللمنايـا ازدحـام
|
وحيالـي من اشتباك المآسي | * | غمم جد جدهـا وضــرام
|
وفؤادي أبلتـه أحلامه الـرو | * | ع فـأودت بسعــده الآلام
|
وسميـري الغريد ماذا دهاه | * | فتعاين فمات فيـه الــكلام
|
( 74 )
كيف بي لو طــال غريدي الصمـت وأوفـى عليــه داء عقـام
وهو نابي ومزهري
ونديمـي ومخبري
بأماني معشــري
صــــاحب ثابت الولاء وفيّ | * | دون أخلاصه وفاء الصحــاب
|
ليس ينفــك مغدقاً حولي البشر | * | مشتتــاً ســآمتي واكتئابــي
|
كم صحـــارى قطعتها بجناحيه | * | وكم جزت عرض طاغي العباب
|
والأهـــازيــج بالسحر الأها | * | زيج وإرنان جرسها الخـــلاب
|
منهـــل سائــغ المذاق فراق | * | كم روى غلتي فراق شـــرابي
|
جف سلساله الشهــي فيا للقلـ | * | ب من لوعة الظما والعـــذاب
|
فأنـا بيـن وحدتــي
وسكتونـي ولهفتــي
رهن شجو وحيرة .(1)
ومن شعرها ما خاطبت به قلبها الطموح :
فإلام يا قلبي الطموح تهيم في * وديان أفكار تذيق العلقمـــا
لا أنت تترك ما تروم ولا أنا * أرضى بأن أصغي اليك فأسلما
____________
(1) الشاعرة العربية المعاصرة : 43 ـ 44 .
( 75 )
جاوزت يا قلبي الحدود ألم يحن * لك أن تكف عن الطموح وتسأما
وقالت مخاطبة النساء :
رضيـتــن علــى الأسـر | * | فهنـتــن مــدى العمـــر
|
وأمعنتــن فـي الصـبــر | * | عـلــى غائلــة الدهـــر
|
متــى تعمـلــن بلافــلا | * | ت من أسر الشقــا العاتــي
|
متى تفخــرن بالمـاضــي | * | متــى تبسـمــن للآتـــي
|
ألفنــا الضعــف وارتحنـا | * | لبـلــوانــا رضيــــات
|
فلــم نهــوَ مـن الدنيــا | * | ســوى ثــوب ومـــرآة
|
وقالت أثناء توجه الجويش العربية إلى فلسطين سنة 1948 م :
( 76 )
شددي العنف على الباغين إذلالاً وقهــــرا
شددي الضيق على الطاغين زيدي القيد عسرا
لا تليني لافاعي أمعنـت لدغاً وغـــــدرا
لا ترقي للمضلين وإن جاؤك اســـــرى
دمريهم حطمـي طغيانهم حتى يخـــــرا
أرهقيهم أبدلي أحلامهم يأساً وخســـــرا
جرعيهم أكؤساً من بغيهم تطفح مـــــرّا
إمنحيـهـــــم من فلسطين عناءً مُستمرا
***
امـــــة البـأس أعيدي ربوات اليأس حمرا
اطبقــــي الكفيـن هدي الرجس تقتيلاً ودحرا
لا ترقي لصهاييــن عتوا في القدس شـــرا
أبعدي الرأفة عن افئدة تطفح طهـــــــرا
ليس للرأفة بعد الآن ان تعقب خيـــــــرا
قتليهم فالأذلاء يرون اللين خســــــــرا
أظهري الحق على الباطل تباينا وزجـــــرا
ليس ما تأتين إلا النبل والعدل الأغــــــرا
أذكري الأهوال تنهال على الساحات سكـــرى
اُذكري الأطفال تتساقط ارهابا وذعــــــرا
اسألي القدس ينبئك بما كان ومــــــــرا
اسأليه مسجداً مسترهقاً يشكو وديـــــــرا
اسألي العتمة والليل الدجى المكفهـــــــرا
( 78 )
اسألي الاشلاء فالاشلاء بالقصــــــة ادرى
كيف مر الدهر بالقدس وكيف ارتد نكـــــرا
كيف رفت وضمات النور بالساحة حيــــرى
***
عاصف سوف يهم السوح تصخاباً وذعــــرا
عاصف سوف يحيل الكون ـ أما اهتيج ـ فقرا
أي فلسطين ألا فلينبشو ناباً وظفــــــرا
وليمدوا شرك الطغيان طياً ثم نشــــــرا
وليمنوا طغمة الشذاذ في القدس مقـــــرا
ليس من شأن دماء العُرب أن تذهب هــدرا
***
لن تكونـي كعبة الاسـراء للعاديـن وكـرا
لن تصيـري للمغيريـن على الامجاد جسرا
أنت سجلـت على غـرة بأس العرب سفرا
أنت وطدت على الأمجـاد حصنـاً مشمخرا
أنت أنت النصر والعزة أنـت النيـل طـرا
فليصموا مسمع الدنيا تفـاهـات وهجــرا
***
من أباح الغاب للأغراب كي يهديه حكــرا ؟
من دعا الغربي أن يلعب في الصحراء دورا ؟
أيها الغرب دع الغدر فقد حملت أمـــــرا
خذ طريق الحق واجنح للهدى واستدن غفـرا
كيف خنت القدس فاستهدفته صدراً ونـحرا ؟
كيف أعزيت على سكب الدم الطاهر غـدرا ؟
هذه الدار لها أهل أرادوا العيـش نضـــرا
هذه السوح فراديس سمت عـزاً وطهـــرا
هذه الجنات كانت للهدى مغـدى ومســرى
كيف تنصاع إلى صهيون أو توليــه أمرا ؟!
***
عالم الظلم استفق فالشرق يستوفـز وتــرا
طال ليل العبث واجتثت فروع الصيـر قسرا
( 78 )
لم نعد نقوى على الطغيان تضليـلا وستــــرا
سوف تزجيها لضىً حمراء تصلـي الغرب سعرا
كان ما قد فات من حلم سما بالعـرب فخـــرا
***
إنه الظلم يحيـل القلـب مهمــا لان صخـرا
إنها الخمـرة تجتـاح النهـي تـرديــه سكرا
***
اي فلسطين وإن عانيت ارهاقـا وجـــــورا
إنها خاتمة الآلام أشجاهـا ممـــــــــرا
لملمي الأشلاء ولتفضي على الغمـة ستــــرا
ولتجيلي الطرف في البيد تري فـي البيد أمــرا
ها هي الساحات أفواج توالي اثـر اُخــــرى
ها هي الأبطال قد ضجت إلـى الهيجاء حــرى
فلتعديها فلسطين ليوم النصـر ذخـــــــرا
***
ساحة الإسراء لن تلفي بـك الفتنة بحـــــرا
لا تسائي لن يكون الهـدى للشرك مقـــــرا
أحمد منقذك الأسمـى سيولي العرب نصـــرا
فيك من أنـوار عيسى ما يحيل الليل فجـــرا
وعلى آفـاقـك الزهر سنا النصر استقــــرا
فاملأي الأكواب اضعافـا وردي السهم عشــرا
وامنحي هـذي الصهايين بقصـر البحر قبــرا
أورديها مـورد الهلكة أو ترتـد حســــرى
ادفنيها فـي هوى الذل وسـاءت مستقــــرا
اقذفيهـا في جحيم تحشـر الغاويـن حشرا (1)
____________
(1) مستدركات أعيان الشيعة 3 : 43 ـ 44 .