قال عليه السلام : لكني لا ارفع نفسي عما ينجيني في سفري ويحسن ورودي على ما ارد عليه ، أسئلك بحق الله لما مضيت بحاجتك وتركني .
فلما كان بعد ايام قال : يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله لست ارى لذلك السفر الذي ذكرته اثراً.
قال عليه السلام : بلى يا زهري ليس ما ظننت ، ولكنه الموت وله استعد ، انما الاستعداد للموت تجنب الحرام ، وبذل الندى في الخير.
169ـ قال عليه السلام : من وصف ببذل نفسه لطلابه لم يكن سخيا وانما السخي من يبتدي بحقوق الله في اهل طاعته ، وتنازعه نفسه الى حب الشكر له اذا كان يقينه بثواب الله تاماً.
(وعن الثمالي انه سمع علي بن الحسين عليه السلام)
170ـ يقول لمولاه : لا يعبر على بابي سائل الا أطعمتموه فان اليوم يوم الجمعة قلت له : ليس كل من يسئل مستحقاً.
فقال عليه السلام : اخاف ان يكون بعض من يسئلنا محقا فلا تطعمه ونرده فنزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب.
____________
(169) زهر الربيع ج2 ص 63 ط نجف للجزائري.
(170) ضياء المؤمنين ص 97 ط نجف للشبر.
( 227 )
171ـ وقال عليه السلام : اذا اراد الله بعبد خيراً اخذ فيه بعقول الرجال حتى ينفذ امره فيهم ثم يرد اليهم عقولهم ، الا ترى الى الرجل يقول فعلت كذا وكذا وليس معي عقلي.
(ومر عليه السلام على رجل يدعو الله ان يرزقه الصبر)
172ـ فقال عليه السلام : لا تقل هذا وسل الله العافية والشكر على العافية فان الشكر على العافية ، خير من الصبر على البلاء .
173ـ وقال عليه السلام : البلاء والفقر اسرع الى محبينا من ركض البراذين ، ومن السيل الى صمرة وهو منتهاه ، ومن قطر السماء إلى الارض ولولا ان تكونوا كذلك لعلمنا انكم لستم منا، بنا يجبر يتيمكم وبنا يقضى دينكم وتغفر ذنوبكم.
174ـ وقال عليه السلام : من زار اخاه في الله طلبا لانجاز موعد الله شيعه سبعون الف ملك ، وهتف به هاتف من خلف الا طبت ، وطابت لك الجنة ، فاذا صافحه غمرته الرحمة.
( وسمع عليه السلام رجلا يقول اللهم اغنني من خلقك )
____________
(171) مشكاة الانوار للطبرسي.
(172) مشكاة الانوار.
(173) مشكاة الانوار.
(174) مشكاة الانوار.
(228)
175ـ فقال عليه السلام له : لا تقل هذا فان الناس بالناس ولكن قل اللهم اغنى عن شرار خلقك.
176ـ وقال عليه السلام : كفى بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، او يؤذي جليسه بما لا يعنيه .
( وقال له رجل اني احبك في الله حبا شديد فنكس عليه السلام رأسه )
177ـ ثم قال عليه السلام : اللهم اني اعوذ بك ان احب فيك وانت لي مبغض ، وقال لذلك الرجل : احبك للذي تحبني فيه.
178ـ وقال عليه السلام: طوبى لمن طاب خلقه ، وطهرت سجيته ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وانفق الفضل من ماله ، وامسك الفضل من قوله وانصف الناس من نفسه .
179ـ وقال عليه السلام : من اطعم مؤمناً حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الاجر في الآخرة لا ملك مقرب
____________
(175) تحف العقول للحراني ص 67 ط ايران.
(176) اصول الكافي بهامش مراة العقول ج3 ص 438.
(177) تحف العقول ص 67.
(178) الوافي ج3 ص 88.
(179) الوافي ج3 ص 130.
( 229 )
ولا نبي مرسل الا الله رب العالمين ، ثم قال من موجبات المغفرة اطعام المؤمن السغبان ، ثم تلا قوله تعالى (او اطعام في يوم ذي مسبغة يتيماً ذا مقربة او مسكينا ذا متربة)
180ـ وقال عليه السلام : من سره ان يمد الله في عمره ، وان يبسط له في رزقه فليصل رحمه ، فان الرحم لها لسان يوم القيمة يقول : يا رب صل من وصلني ، واقطع من قطعني فالرجل ليرى بسبيل خير اذ اتته الرحمة التي قطعها فتهوى به الى اسفل قعر في النار.
181ـ وقال عليه السلام : لا تحلفوا الا تحلفوا الا بالله ، ومن حلف بالله فليرض ومن حلف بالله فلم يرض فليس من الله.
182ـ وقال عليه السلام : من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت اليه حتى ارشده وهداه قال الله تعالى: ايها العبد الكريم المواسي انا اولى بالكرم منك اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه الف الف قصر وضموا اليه ما يليق بها من سائر النعم.
____________
(180) اصول الكافي بهامش مراة العقول ج3 ص 156.
(181) البحار ج34 ص 13.
(182) لئالي الاخبار ص 314.
( 230 )
( وقيل له عليه السلام أي الاعمال أفضل)
183ـ فقال عليه السلام : الحال المرتحل ، فقيل له وما ذاك قال هو فتح القرآن ، وختمه ، فانه كلما جاء باوله ارتحل باخره ، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله من اعطاه الله القرآن فرأى ان رجلا اعطى افضل بما اعطاه الله فقد صغر عظيماً وعظم صغيراً.
184ـ وقال عليه السلام : أحق الناس بالاجتهاد والورع والعمل بما عند الله ويرضاه الانبياء واتباعهم.
185ـ وقال عليه السلام : ليس لك أن تقعد مع من شئت لان الله تعالى يقول : (واذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (*) وليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله يقول (*) : (ولا تقف ما ليس لك به علم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : رحم الله عبداً قال
____________
(183) الكافي على هامش المراة ج2 ص 530.
(184) مستدرك الوسائل ج ص 14 للنوري.
(185) البحار ج1 ص 101 للمجلسي.
(*) سورة الانعام الاية 68.
(*) سورة الاسراء الاية .
( 231 )
خيراً فغنم أو صمت فسلم ، وليس لك ان تسمع ما شئت لأن الله يقول : (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا).
186ـ وقال عليه السلام: اذا تكلفت عناء الناس كنت اغواهم
187ـ وقال عليه السلام : من قضى لاخيه حاجة قضى الله له مائة حاجة ، ومن نفس عن أخيه كربة نفس الله عنه كربة يوم القيامة بالغاً ما بلغت ، ومن اعانه على ظالم له اعانة الله على اجازة الصراط عند دحض الاقدام ، ومن سعى له في حاجة حتى قضاها له ، فسر بقضائها كان كادخال السرور على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن سقاه من ظما سقاه الله من الرحيق المختوم ومن اطعمه من جوع اطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن كساه من عرى كساه الله من استبرق وحرير ، ومن كساه من غير عرى لم يزل في ضمان الله ما دام على المكسى من الثوب سلك ، ومن كفاه بما اهمه اخدمه الله الولدان ومن حمله على راحلة بعثه الله يوم القيمة على ناقة من نوق الجنة يباهي به الملائكة ، ومن كفنه عند موته كساه الله يوم ولدته امه الى يوم يموت ،
____________
(186) نزهة الناظر ص 32 طبع نجف للحسين بن محمد الحلواني.
(187) ثواب الاعمال للصدوق ص 81 ط ايران.
( 232 )
ومن زوجه زوجة يأنس بها ، ويسكن اليها انسه الله في قبره بصورة أحب اهله ، ومن عاده في مرضه حفته الملائكة تدعوا له حتى ينصرف ، وتقول : طبت وطابت لك الجنة ، والله لقضاء حاجته أحب الى الله من صيام شهرين متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرام.
189ـ وقال عليه السلام : ما من شيء احب إلى الله من أن يسئل.
190ـ وقال عليه السلام : اني اكره للرجل ان يعافى في الدنيا فلا يصيبه شيء من المصائب.
191ـ وقال عليه السلام : لينفق الرجل بالقصد ، وبلغه الكفاف ويقدم الفضل منه لاخوته ، فان ذلك ابقى للنعمة ، وأقرب الى المزيد من الله تعالى ، وانفع في العاقبة.
192ـ وقال عليه السلام : عن المنجيات القصد في
____________
(189) تحف العقول ص 67 لابن شعبة ط ايران.
(190) الوافي ج1 للفيض الكاشاني.
(191) الكافي بهامش مرآة العقول ج2 ص 100 طبع ايران.
(192) نفس المصدر.
( 233 )
الغنى والفقر.
193ـ وقال عليه السلام : ما يوضع في ميزان امرء يوم القيمة افضل من حسن الخلق.
194ـ وقال عليه السلام : وددت اني اتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض ساعدي ، وهما النزق (*) وقلة الكتمان.
195ـ وقال عليه السلام : اذا التاجران صدقا وبرا بورك لهما واذا كذبا وخانا لم يبارك لهما.
196ـ وقال عليه السلام : اياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا لله.
197ـ وقال عليه السلام : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ، من جحد اماماً من الله ، أو ادعى اماماً من غير الله ، أو زعم ان لفلان وفلان نصيبا في الاسلام.
____________
(193) نفس المصدر.
(194) الخصال ج1 ص 24 للصدوق.
(*) النزق : الخفة في كل الامور ، العجلة في جهل.
(195) الخصال للصدوق.
(196) نفس المصدر.
(197) تفسير البرهان ج1 ص 181 للبحراني.
( 234 )
198ـ وقال عليه السلام لرجل : ايما أحب اليك صديق كلما رأك أعطاك بدرة دنانير ، أو صديق كلما رأك نصرك لمصيدة من مصايد الشيطان ، وعرفك ما تبطل به كيدهم ، وتخرق شبكتهم وتقطع حبائلهم.
فقال : بل صديق كلما رأني علمني كيف اخزى الشيطان عن نفسي فادفع عني بلاءه.
قال عليه السلام فايهما أحب اليك استنقاذك أسيراً مسكيناً من ايدي الكافرين ، أو أستنقاذك أسيراً مسكيناً من أيدي الناصبين فقال يا بن رسول الله سل الله ان يوفقني للصواب في الجواب فقال عليه السلام اللهم وفقه ، فقال بل استنقاذي المسكين الاسير من ايدي الناصبين فانه توفير الجنة عليه ، وانقاذه من النار وذلك توفير الروح عليه في الدنيا ، ودفع الظلم عنه فيها ، والله يعوض هذا المظلوم باضعاف ما لحقه من الظلم ، وينتقم من الظالم بما هو عادل بحكمه ، فقال عليه السلام : وفقت لله ابوك اخذته من جوف صدري لم تخرم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله حرفاً.
____________
(198) تفسير الامام الحسن العسكري (عليه السلام) والبحار ج1 ص 73 نقلا عنه.
( 235 )
199ـ وقال عليه السلام : ان الله أخفى أربعة في أربعة ، اخفى رضاه في طاعته ، فلا تستصغرن شيئاً من طاعته فربما وافق رضاه ، وأنت لا تعلم ، واخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئاً من معصيته فربما وافق سخطه وانت لا تعلم ، واخفى اجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئاً من دعائه فربما وافق اجابته وانت لا تعلم ، واخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم.
(وقال له رجل اني مبتلى بالنساء فازني يوما واصوم يوما فيكون ذا كفارة لذا )
200ـ فقال عليه السلام : ليس شيء أحب الى الله من أن يطاع ، ولا تزني ولا تصوم.
201ـ وقال عليه السلام : يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما يكون وأجوع ما يكون واعطش ما يكون فمن كسى مؤمنا في الدنيا كساه الله من حلل الجنة ، ومن أطعم مؤمنا في دار الدنيا
____________
(199) الخصال ج1 للصدوق ط ايران.
(200) الكافي بهامش مرآة العقول ج3 ص 518.
(201) مشكاة الانوار في غرر الاخبار لابي الفضل الطبرسي ط نجف.
( 236 )
اطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمنا في دار الدنيا شربة سقاء الله من الرحيق المختوم.
202ـ وقال عليه السلام : لابنه يا بني ان الله لم يرضك الى فاوصاك لي ، ورضيني لك ، فلم يوصني بك (*).
(وسئل منه عليه السلام ما هذا الاثر الذي نراه في ظهر أبيك فبكى طويلا)
203ـ فقال عليه السلام : هذا اثرها مما كان يحمل قوتا على ظهره إلى منازل الفقراء والارامل واليتامى والمساكين ، وانه
____________
(202) قال شيخنا البهائي (ره) في الكشكول ج2 ص 353 ط قم في شرح الكلمة : فاعرف وفقك الله الفرق بين هاتين المرتبتين ، وميز عقلك بين المنزلتين ، ثم عد الى بديهة عقلك الشاهدة لك بوجوب شكر المنعم عليك ، وانظر هل ترى احد من البشر اكثر نعمة عليك من ابيك وامك واولى منهما بشكرك وبرك ، فقابل ذلك بالاجلال والتعظيم والطاعة ، ولانقياد لهما ما داماحيين ، وبالاستغفار لهما ، واداء ما عليهما من الحقوق وتعاهد زيارتهما والترحم عليهما ان كانا ميتين ، كما تحب ان تفعل اولادك بك حال حياتك وبعد مماتك.
(203) المنتخب للشيخ الطريحي (ره).
( 237 )
كان ينقل لهم طعاما في جراب وينقله الى دورهم طول ليلته ، وكانت نفقته سراً لا جهراً ، لان صدقة السر تطفىء غضب الرب.
( وعن ابي حازم قال رجل لزين العابدين عليه السلام تعرف الصلوة فحملت عليه)
204ـ فقال عليه السلام : مهلا يا ابا حازم فان العلماء هم الحلماء الرحماء ، ثم واجه السائل فقال عليه السلام : نعم اعرفها فسئله عن افعالها وتروكها وفرايضها ونوافلها ، حتى بلغ قوله : ما افتتاحها . قال التكبير ، قال ما برهانها قال القرائة قال ما خشوعها قال النظر الى موضع السجود قال ما تحريمها قال قال التكبير قال ما تحليلها قال التسليم ، قال ما جوهرها قال التسبيح قال ما شعارها قال التعقيب قال ما تمامها قال الصلوة على محمد وآله محمد ، قال ما سيب قبولها قال ولا يتنا والبرائة من اعدائنا. قال ما تركت لأحد حجة ثم نهض يقول : (الله اعلم حيث يجعل رسالته).
(وعن القاسم بن عبد الرحمن الانصاري قال سمعت
____________
(204) بهجة الانوار في تاريخ الائمة الاطهار عليهم السلام لليزدي عن المناقب.
( 238 )
أبا جعفر عليه السلام يقول : ان رجلا جاء الى علي بن الحسين عليهما السلام فقال اخبرني عن قول الله عز وجل : (والذين في أموالهم حق معلوم) ما هذا الحق المعلوم ؟
205ـ فقال علي بن الحسين عليه السلام : الحق المعلوم الشيء يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكوة ولا من الصدقتين المفروضتين قال واذا لم يكن من الزكوة ولا من الصدقة ، فما هو قال الشيء يخرجه الرجل من ماله ان شاء اكثر ، وان شاء أقل على قدر ما يملك . فقال الرجل فما يصنع به فقال عليه السلام : يصل به رحما ويقوي ضعيفا ز ويحمل به كلا (*) ويصل به اخا له في الله أو لنائبه تنوبه.
فقال الرجل : الله اعلم حيث يجعل رسالته.
206ـ وقال عليه السلام : النجدة الاقدام على الكريهة ، والصبر عند النائبة ، والذب عن الاخوان
____________
(205) فروع الكافي ص 14 للكليني واسلام ومستمدان للبروجردي ص 143 ط قم.
(*) الكل : الثقل.
(206) مشكاة الانوار للطبرسي ص 143 ط نجف.
(239)
207ـ وقال عليه السلام : استتمام المعروف ، افضل من ابتدائه.
208ـ وقال عليه السلام : غريبتان كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها فانه لا حكيم إلا ذو عسرة وتجربة.
209ـ وقال عليه السلام : اذا نصح العبد لله تعالى في سره اطلعه الله تعالى على مساوى عمله فتشاغل بذنوبه عن معايب الناس وكان اذا توضأ اصفر وجهه فيقول اهله ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء.
210ـ فيقول عليه السلام : اتدرون بين يدي من أريد ان اقوم.
211ـ وقال عليه السلام : كيف يكون صاحبكم من اذا فتحتم كيسه فاخذتم فيه حاجتكم فلم ينشرح لذلك.
____________
(207) نفس المصدر.
(208) الامالي للشيخ الطوسي ص 16 ط ايران.
(209) الطبقات الكبرى ج1 ص 27 للشعراني.
(210) نفس المصدر ج1 ص 27.
(211) نفس المصدر ص 27 ج1.
(240)
(وشكى اليه الجعفي جابر بن يزيد من جور بني أمية واتباعهم : انهم قد قتلونا ، ولعنوا مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر والمنارات والاسواق والطرقات حتى انهم يجتمعوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فيلعنون عليا علانية ولا ينكر أحد ذلك ، فاذا قام أحد ينكره اخذوه وقالوا هذا رافضي ابو ترابي وجاؤا به إلى أميرهم ويقولون هذا ذكر ابا تراب ثم بعدئذ قتلوه ، فلما سمع الامام عليه السلام ذلك حتى نظر الى السماء.
212ـ فقال عليه السلام : سبحانك سيدي ما أحلمك ، واعظم شأنك في حلمك وأعلى سلطانك ، يا رب قد مهلت عبادك في بلادك حتى ظنوا انك مهلتهم ابداً ، وهذا كله بعينك لا يغالب قضاؤك ، ولا يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنت اعلم به منا.
213ـ وقال عليه السلام : اذا قدرت على عدوك فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه فان العفو عن قدرة فضل من الكرم.
____________
(212) الزام الناصب ص 13 ط ايران للبارجيني نقلا عن ج7 البحار والصحيفة الخامسة السجادية جمع السيد الامين ره ص 485 ط دمشق والمناقب لابن شهر اشوب.
(213) لئالي الاخبار للنوسركاني.
( 241 )
214ـ وقال عليه السلام : العفو زكاة الظفر ، وأولى الناس بالعفو اقدرهم للعقوبة.
(وقيل له ما الموت)
215ـ فقال عليه السلام : للمؤمن كنزع ثياب وسخة ، وسخط قملة ، وفك قيود ، واغلال ثقيلة ، والاستبدال بافخر الثياب ، واطيبها روائح ، وأوطى المراكب ، وأنس المنازل ، وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل انيسة والاستبدال باوسخ الثياب واثخنها (*) وأوحش المنازل واعظم العذاب.
(وعن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين (عليه السلام)
216ـ يقول : من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ، والله ما الدنيا وما الآخر ، ثم تلا قوله تعالى : ( اذا وقعت الواقعة) ـ يعني القيامة ـ (ليس لوقعتها كاذبة خافضة) خفضت والله أعداء الله إلى النار (ورافعة) رفعت والله أولياء الله
____________
(214) لئالي الاخبار للتوسركاني.
(215) حق اليقين ج2 ص 56 ط صيد للشبر والاعتقادات ص 110 ط قم للصدوق.
(*) في غير واحد من المصادر واخشنها.
(216) الخصال للصدوق ص 331 ج1 ووالبحار ج 17.
( 242 )
الى الجنة .
ثم أقبل على رجل من جلسائه فقال له : اتق الله وأجمل في الطلب ولا تطلب ما لم يخلق ، فان من طلب ما لم يخلق تقطعت نفسه حسرات ، ولم ينل فاطلب ، ثم قال : كيف ينال ما لا يخلق ؟
فقال الرجل : فكيف يطلب ما لم يخلق ؟
فقال عليه السلام : من طلب الغنى والاموال في الدنيا ، فانما يطلب ذلك للراحة ، والراحة لم تخلق في الدنيا ، ولا لأهل الدنيا ، انما خلقت الراحة في الجنة ولأهل الجنة والتعب والنصب خلقا في الدنيا ولأهل الدنيا ، وما أعطى أحد منها حقه إلا اعطى من الحرص مثلها ، ومن اصاب من الدنيا كان فيها أشد فقراً ، لانه يفتقر إلى الناس في حفظ أمواله ، ويفتقر الى كل آلة من آلات الدنيا ، فليس في غنى الدنيا راحة ، ولكن الشيطان يوسوس الى ابن آدم ، ان له في جميع ذلك المال راحة ، وانما يسوقه الى التعب في الدنيا للدنيا.
ثم قال عليه السلام : كلا ما تعب اولياء الله في الدنيا للدنيا ، بل تعيوا في الدنيا للاخرة ، الا ومن اهتم لرزقه كتب عليه الخطيئة ، كذلك قال المسيح للحواريين : انما الدنيا قنطرة فاعبروها
( 243 )
ولا تعمروها. (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبنيان).
217ـ وقال عليه السلام : من كان عنده فضل ثوب فعلم ان بحضرته مؤمن يحتاج اليه ، فلم يدفعه اليه اكبه الله على منخريه في النار.
218ـ وقال عليه السلام : ما من عبد مؤمن تنزل به بلية فيصبر ثلاثا لا يشكو إلى أحد كشف الله عنه.
219ـ وقال عليه السلام : الانسان اذا لبس الثوب اللين طغا ، ومن أحب حلاوة الايمان فليلبس الصوف.
220ـ وقال عليه السلام : طالب العلم اذا خرج من منزله لم يضع رجليه على رطب ولا يابس من الارض الا سبحت له إلى الارضين السابعة.
221ـ وقال عليه السلام : قضاء حاجة الاخوان احب الى الله تعالى من صيام شهرين متتابعين ، واعتكافهما في المسجد الحرام.
____________
(217) المحاسن للبرقي وعقاب الاعمال للصدوق.
(218) الكافي بهامش مراة العقول ج2 ص 100 ط ايران.
(219) لئالي الاخبار للتوسركاني.
(220) المصدر نفسه.
(221) المصدر نفسه.
(244)
222ـ وقال عليه السلام : معطى الصدقة اذا قبل يده عندما يدفع الصدقة الى الفقير وقعت في يد الله قبل ان تقع في يد السائل.
223ـ وقال عليه ا لسلام : من عاد مؤمنا في مرضه حفته الملائكة ودعت له حتى ينصرف تقول له طبت وطابت له الجنة.
224ـ وقال عليه السلام : ما اختلج عرق ولا صدع مؤمن قط الا بذنبه ، وما يعفو الله عنه اكثر.
225ـ وقال عليه السلام : ما دخل قلب امرء شيء من الكبر الا نقص من عقله مثل ما دخله.
226ـ وقال عليه السلام : ليس شيء في الدنيا اعون من الاحسان الى الاخوان.
227ـ وقال عليه السلام : اعرف المودة من قلب اخيك ، بما
____________
(222) المصدر نفسه .
(223) المصدر نفسه.
(224) الامالي للمفيد ص 21 ط نجف.
)225(لواقح الانوار للشعراني ط نجف .
(226) لواقح الانوار للشعراني ص 28 والامام زين العابدين (عليه السلام) ص 228 للمقرم.
(227) لواقح الانوار للشعراني ص 28.
(245)
من قلبك.
228ـ وقال عليه السلام : من رضى بالقليل من الرزق رضى الله منه بالقليل من العمل.
229ـ وقال عليه السلام : جيران الله الذين يتزاورون في الله ، ويتجالسون في الله ويبذلون مالهم في الله تعالى.
230ـ وقال عليه السلام : اياكم وصحبة العاصيين ، ومعونة الظالمين.
231ـ وقال عليه السلام : الرزق الحلال قوت المصطفين.
232ـ وقال عليه السلام : للمسرف ثلاث علامات يأكل ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ويشتري ما ليس له.
233ـ وقال عليه السلام : من عبد الله فوق عبادته اتاه الله فوق كفايته وامانيه.
____________
(228) الفصول المهمة لابن صباغ ص 283.
(229) حلية الاولياء ج3 ص 140 لابي نعيم.
(230) الوسائل ج2 ص 548 للحر العاملي ط ايران.
(231) البحار للمجلسي ج25 ص 5 ط ايران.
(232) من لا يحضره الفقيه ص 270 للصدوق.
(333) مصادقة الاخوان للصدوق ص 32.
( 246 )
234ـ وقال عليه السلام : لم أر مثل التقدم في الدعاء فان العبد ليس تحضره الاجابة ، في كل وقت.
( وعن ابراهيم بن محمد قال سمعت من السجاد عليه السلام ليلة من الليالي هذه المناجات)
235ـ يقول : الهنا وسيدنا ومولانا ، لو بكينا حتى تسقط اشفارنا ، وانتحبنا حتى تنقطع اصواتنا ، وقمنا حتى يتبس اقدامنا ، وركعنا حتى تنخلع اوصالنا وسجدنا حتى تقفا احداقنا ، واكلنا تراب الارض طول اعمارنا ، وذكرناك حتى تكل السنتنا ما استوجبنا بذلك نحو سيئة من سيئاتنا.
____________
(234) بحار الانوار وناسخ التواريخ ج2.
(235) ناسخ التواريخ ج1 ص 144 من احواله (عليه السلام).
( 247 )
خاتمة
في مواضيع مختلفة
(وسئل عنه (عليه السلام) عن ايمان ابي طالب (عليه السلام) )
236ـ فقال عليه السلام : واعجباه ان الله تعالى نهى رسوله صلى الله عليه وآله ان تقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت اسد (*) من السابقات إلى الاسلام ، ولم تزل
____________
(236) الامامة الكبرى والخلافة العظمى ج1 ص 136 ط نجف للعلامة الكبير القزويني ره عن شرح النهج للحميدي ج3 ص 319 ط مصر.
(*) بن هاشم بن عبد مناف قالت الدكتورة بنت الشاطىء في بطلة كربلاء زينب بنت الزهراء ص 23 ط مصر زجة ابي طالب عم النبي واول سيدة تزوجت هاشمياً وولدت وادركت النبي (ص) واسلمت وحسن اسلامها . . . وفي طبقات ابن سعد والسيرة لابن هشام ومقاتل الطالبين للاصبهاني عن ابن عباس لما ماتت فاطمة ام علي بن ابي طالب البسه رسول الله قميصه واضطجع معها في قبرها فقال له اصحابه يا رسول الله ما رايناك صنعت باحد ما
( 248 )
تحت ابي طالب الى ان ماتت .
وفي رواية اخرى (*) قال عليه السلام واعجبا ايطعنون علي بن ابي طالب أو على رسول الله صلى الله عليه وآله ونهاه ان تقر مؤمنة مع كافر في غير اية من القرآن ، ولا يشك أحد ان فاطمة بنت اسد رضي الله عنها من المؤمنات الصادقات فانها لم تزل تحت ابي طالب حتى مات ابو طالب.
أقول : وهذا الكلام بيان حاسم من الامام في عقيدة ابي طالب بالله ورسوله ، ورد لاولئك الاشخاص الذين اعمتهم التعصب الذميم ، وراحوا يقولون في ابي طالب عليه السلام كذا وكذا.
وقد الف في ابي طالب كثير من العلماء الشيعة والسنة في طارف الزمن وتليده يثبتون ايمانه ، ويفندون الاقوال الكاذبة التي اتهم بها فراجع.
(وعن عبد الله البرقي قال سلئت علي بن الحسين (ع)
____________
ـ صنعت بهذه المرأة فقال انه لم يكن بعد ابي طالب ابر بي منها اني انما البستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها.
(*) البحار ج9 وذرايع البيان ج1 ص 124 ط نجف للطبرسي.
( 249 )
عن النبيذ)
237ـ فقال عليه السلام : قد شربه قوم ، وحرمه قوم صالحون ، فكان شهادة الذين منعوا بشهادتهم بشهواتهم اولى بان تقبل من الذين اجروا بشهادتهم شهواتهم .
238ـ قال عليه السلام : لئن ادخل السوق ، ومعي دارهم ابتاع لعيالي لحماً ، وقد قرموا (*) اليه احب الى من ان اعتق نسمة .
239ـ وقال عليه السلام : احبونا حب الاسلام لله عز وجل فانه ما برح بنا حبكم حتى صار علينا عابا.
240ـ وقال عليه السلام : الامام منا لا يكون إلا معصوما وليست العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف ، ولذلك لا يكون منصوصاً .
____________
(237) رجال الكشي ص 118 ط نجف.
(238) الكشكول ج2 ص 55 للبهائي.
(238) جامع السعادات ج2 ص 141 ط نجف للنراقي.
(*) القرم : شدة الشهوة على اللحم.
(239) حلية الاولياء لابي نعيم ج3 ص 136 ط مصر.
(240) كلمات مكنونة ص 105 ط بمبيء للفيض الكاشاني.
( 250 )
(وعن الزهري قال دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه فقلت يا ابن رسول الله ان كان امر الله ما لا بد لنا فيه فالى من نختلف بعدك.
241ـ فقال عليه السلام : يا ابا عبد الله الى ابني هذا ، واشار إلى محمد الباقر عليه السلام فانه وصيي ووارثي وعيبة علمي ، هو معدن العلم وباقره قلت يا بن رسول الله ما معنى الباقر ، قال : سوف يختلف اليه خلاص شيعتي ، ويبقر العلم عليهم بقراً ، قلت هلا اوصيت الى اكبر ولدك ، قال عليه السلام : يا ابا عبد الله ليست الامامة بالكبر والصغر هكذا عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وآله وهكذا وجدناه مكتوبا في اللوح والصحيفة قلت با بن رسول الله كم عهد اليكم نبيكم ان يكون الاوصياء بعده ، قال عليه السلام : وجدناه في الصحيفة واللوح اثنى عشر اسماً مكتوبة امامتهم ، واسماء ابائهم وامهاتهم ثم قال عليه السلام : يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الاوصياء فيهم المهدي عليه السلام.
____________
(241) البحار ج1 ص 65 ط ايران والامام محمد الباقر عليه السلام ص 105 ط نجف لخليل رشيد وكفاية الاثر ص 319 للخزاز ط ايران.