|
||||||
(76)
(77)
(78)
(79)
(80)
(81)
1993
(82)
(83)
لا تقترب يا نجم ، وابق هناك محجوباً
بأسدافِ الزمنْ
لا تحرق الدنيا بطلعتك الوضيئةِ
حين تولدُ .. فالظلام يلوك فاكهة الخلودِ وألفُ عاصفة تهبُّ وتكسرُ الامواجَ ، والقمرَ المعلّقَ في الصواري المائساتِ وتستبيح البسمةَ الحسناءَ في ثغر السفُنْ لا تدنُ من أرض يلذ لها الهجوعُ وتستكينُ ذليلةً فوق التواريخ الكسيحةِ والمرايا السودِ والحُمَّى .. وأكتافِ المحنْ ..! وانظر إلى هذا الوجودِ (84)
تجدْه قفرًا ، لا تداعبه النسائمُ
والخُزامى .. والريا حينُ الطريّةُ والبحيراتُ العذابُ ، ومهرجان الطيرِ والروضُ الاغنّْ ..! واربأ بهامتكِ الكريمةِ عن عوالمنا الذميمةِ .. إذْ هَوَتْ مزقاً محرّقةً بأخدود الفتنْ .. واعبر مداراتِ الحياة فكأس « جعدةَ » دائرٌ يسقى الحمامات النبيلةَ والاحبةَ .. والوطنْ .. وارحم ثكالى الخلقِ والاملَ المذهّبَ في بطون الامهاتِ وهدأةَ الريف الملفّع بالطفولةِ واشتعالَ الشيْب في رأس المدنْ فالارض أضعف طاقةً من أن تراك تجود بالنفْس الزكيةِ مرةً أخري .. وتقتلُ .. يا حسنْ ..!! ارفقْ بنا ..! فعيوننا لم تكتحل بالنور دهرَا .. (85)
وتعودت أجفاننا برموشها السوداءِ
أن تغفوا .. وتحلمَ أنّ أشواك الظلامِ غدت نجيمات .. وزهرَا حتى مآقينا .. ترجح أن تشبَّ الامنياتُ الزغْبُ .. في أرحامها البتراءِ جمرَا ..
فاذا صحت .. ورأتك واقعَها المضيءَ
تَحيَّرَتْ ..! وهي التي لم تحتضن أهدابُها من قبلُ .. لالاءً .. وبدرَا حتى المآذنُ .. والسواقي .. والفصول الخضرُ ما عادت تؤذّنُ أو ترش على التلال ندًى وتكبيراً .. وغزلاناً وزغردةً .. وعطرَا حتى المواسمُ .. والمواكبُ والكواكبُ لم تعد تُضفي على الاعشاشِ والاعشابِ والليل الحزينِ (86)
بشاشةً سكرى ..
وإشراقا .. وسحْرَا .. حتى الليالي لم تعد تنأى ليلتمس الحيارى البائسون هُدًى وأسحارا .. وفجرَا حتى المحافلُ .. والرحيلُ الحلو في زهو الذرى والامسياتُ
ما عادت تفيض على السهولِ
ودهشةُ الشعراءِ وهودجِ العشاقِ
وحياً .. وارتعاشات
وشعرَا .. فاذا أتى الميلادُ يحمل للحزانى فرحةً .. ونبوءةً تشدو .. وبشرى وتفجرت آفاق هذا الشرق نوراً وهجهُ : طه ، وحيدرةٌ ، وزهرا .. فلتبتهجْ يا عمرنا الخالي من الفرحِ المجنَّحِ
فهي ذكرى .. أيُّ ذكرى ..!!
(87)
وتجيء تسبح في الدماءِ
وفي رؤاك الطفُّ ، والعطش الرهيبُ وشهقةُ الاطفال ، والشفق النحيلْ .. وأخوك ممدودٌ على وجه الثرى كالكونِ .. أضجعه الزمان على الرمالِ فبدءُهُ : قِدَمُ الخليقةِ والنهايةُ .. في امتداد المستحيلْ وأخوك شعشعةُ النجوم على الممالكِ واشتعالات التجلّي واقتدارُ الضوءِ .. والمشكاةُ .. والقنديلْ وأخوك جمهرة من الافلاكِ ترفض أن تحطَّ على الترابِ وأن تذوب مع انطفاءات الاصيلْ وأخوك جلجلة الفوارسِ والتماعاتُ السيوفِ تضنّ أن تهوِي .. فيسكتها الردَى وتدوسها ضعةُ السنابكِ وانتكاساتُ الخيولْ ..! وأخوك زلزلةُ الملاحمِ وازدهاراتُ الفتوحِ (88)
وثورةُ البركانِ .. والغزواتُ ..
والفَرَسُ الاصيلْ وأخوك خامس خمسة تحت الكساءِ اللهُ سادسهم .. وجبرائيلْ وأخوك جوهرةُ الامامةِ وانفجارُ الوحي .. والقولُ الثقيلْ .. وأخوك أسفار البشارةِ و « المؤيدُ » للمسيحِ وصرخةُ الشهداءِ في التنزيلْ وأخوك هدهدةُ الولايةِ بين أحضانِ النبيِّ ومعجزاتُ المرسلينَ وفُلكُ نوح والاساطيرُ المجيدةُ ، والشرائعُ ، والنقوشُ .. وآيةُ الرهبان في دير على بَرَدَى وأسرارُ النبوءات الخبيئةِ في ضفاف النيلْ وأخوك أحزانُ الفراتِ وولولات البدو في غسق الخيامِ وأنة الانسامِ في سعف النخيلْ (89)
وأخوك أوصال النهارِ
تناثرت فوق المدائنِ وانشطارُ الشمسِ والخطبُ الجليلْ وأخوك حرقتنا .. وآهتنا وقصتنا التي اختزلت بها الدنيا حكاياها العجيبةَ .. فهي تقصرُ .. كي تطولْ ..! فأخوك عاشوراءُ والقتل المحرمُ والدم المطلولُ والدمع الهطولْ وأخوك رأسٌ ناشرٌ حُمْرَ الجدائلِ واختضابَ الجرح في وجع الضفائر والتهابَ البوح في هلع الذهولْ وأخوك أنفاسٌ ... وأوردةٌ تمزقها الضغائن .. والنصولْ .. وأخوك عزفٌ .. كالعواصف في متاهات المدى وأخوك نزفٌ .. كالسيولْ وأخوك تَقدمةٌ .. وأضحيةٌ (90)
ومذبحةٌ .. تجولْ ..!
وأخوك زينبُ .. والسبايا والرسالةُ .. والرسولْ وأخوك مأتمنا الموشح بالسوادِ تنوح فيه الحور من أزل وتندب فيه حواءٌ ، وآمنةٌ ومريمُ ، والبتولْ وأخوك قبتنا الذبيحة في جنائز كربلاءَ تمد كفيها المخضبتين بالدمِ للسماءِ وتشتكي لله أحفاد المغولْ وأخوك سامرّاءُ .. والامل المغيّبُ في الضمائرِ والمشاعرِ والعقولْ
وأخوك نكبتنا ..
ومحنتنا الحبيسةُ في ذراري النسلِ جيلاً بعد جيلْ
وأخوك : أنتَ ..
وأنتما : أنتمْ .. وأنتم كلكم حيٌّ كدفق النبضِ |
||||||
|