|
||||||||
(121)
(122)
(123)
(124)
(125)
(126)
(127)
(128)
12/8/1997
(129)
حملقي في المدى .. وانظري يا مدينهْ
عَلَّ عرسَ السماء يزف إلينا من الغيب نجماً يصلي وينثر فوق الحجاز غدًا ياسمينَهْ واحفري بين عينيك بحرًا بلا ضفتينِ .. وكوني الشواطئَ .. كوني الموانيءَ كوني جزيرة دفء وحضناً وثيرًا .. لترسوَ فيه السفينهْ .. أقلع الصبح منذ الصباحِ وأبحرت الشمس فجرًا إليكِ وبات الحبيب يصوغ أماني الوصالِ ويطلي بلون النهار جفونَهْ .. قد ضممناه بين الحنايا رجاءً فريدًا .. (130)
وعشنا نهدهده في القلوبِ
ونمسح بالاقحوان جبينَهْ قد عشقناه قبل الوصولِ وبتنا على عتبات « الرضا » نرقب القادمين إلى الارضِ فوجاً .. ففوجاً وهم يحملون خزائن أمّ الكتابِ وذخرَ الكنوزِ الدفينَهْ إنه الله أبدع وجهاً جميلاً وسماه باسم النبيّ الكريمِ وصلّى عليهِ وكحّل بالمعجزاتِ عيونَهْ فان لم يكنه « الجوادُ » .. فمن ذا يحق له في الورى أن يكونَهْ ..!! « مكةٌ » أرهفت سمعها للنشيد المذهّبِ .. والموج .. والوحي .. والمستحيلْ أيهذا الصبيّ المتوج بالعلم والحُكمِ يحمل في راحتيه النجومَ ويخطو كما الحلم بين النخيلْ (131)
أيهذا الموشح بالمخمل اليثربيِّ
يزقزق كالعندليب على الغصنِ في دوحة المصطفى أيهذا الصبيّ الجميلْ ..!! يا ابن « سبع » سما فوق عرش الملوكِ وخبّأ في مقلتيه الامامةَ ثم تولى ليدفن بين ضلوع الثريّا أباه القتيلْ .. من سيمتار قمحاً وماءًا ويقصد باب « قريش » ويمنح تلك المراعي صباها ويرسم فوق خدود الخيامِ اشتعال الشروقِ ، وزهو المرايا ووهج الحقولْ ..؟! قد تناءى عن « البيت » وجه القبيلةِ في رحلة الموتِ ثم استراحت قوافلنا عند « طوس » وسوّت على العشب مهدًا طريًّا لتسجد بين يديه الفصولْ ما الذي يحدث الان لو أن « جبريلَ » يأتي ويمثل بشراً سوياً نراهُ (132)
وينفخ من روحه في قرانا
صدًى عبقريّاً فتنهض بعد الثبات الطويلْ ! مزقتنا حراب البوادي وشقّت بطونَ الحواملِ حتى استحمت بدمنا الحرامِ رمالُ السهولْ .. أيّهذا الوليد هلالاً يحلق في جنبات المساءِ ويلمع فوق رموش الاصيلْ كانت الخيل جمحت على شاطئ الصمتِ ثم ولدتَ .. فعاد الحجيج إلى كعبة الوجدِ من كل فج عميق وعادت لنا قبلتانا وعادت إلينا الخيولْ أيهذا « الجواد » المجنحُ في عرصات الكرامِ غمرت الوجود بفيض نداكَ فلم تُبق في الكون شيئاً بخيلْ ..! كانت الارض تطوي مدار السرابِ (133)
فلما أتيتَ ..
رأت فيك عيناً تفور حليباً ، وكوثر عسل ، ودلتا ، ونيلْ .. ! يا ابن « ماريّة » حسبُ « مصرَ » افتخارًا بأن شايعتك حفيدًا وحسب « الكنانة » أن صاهرت جدك « المصطفى » .. يا حفيد الرسولْ ..!! هودج العشق يسري على رفرف من حريرْ .. يخرق الستر في عالم الممكناتِ ويُبصر وجه الملائكِ في لجة النورِ .. ثم يلامس عرش الالهِ ويرتاد مملكة السائحين فيلقى النبيَّ .. ويلقى « عليًّا » ويسبح في سلسبيل « حراء » ويشرب من سُبُحات « الغديرْ » .. سدرة القدس تزهرُ من غيث كفيك خصباً .. وتورق جودًا .. (134)
يظلل هذا الصعيد الفقيرْ
يا « جواد الائمة » ميلادك اجتاز كل المسافات حتى التجلّي .. فشفّ .. ورقَّ ورش على كعبة الوالهين الندى .. والعطورْ « يثربٌ » لملمت حزنها واستفاقت على بهجة العيدِ لمّا ولجت « قُباءًا » .. وصليتَ فيه صلاة المسافرِ نحو غد تشرق الشمس فيهِ وتخضر صحراء « نجد » .. وتشدوا كروم « القطيفِ » .. وينشقّ بين جبال الجزيرةِ ينبوع حُبٍّ .. وتجري البحورْ أمّة تعلِكُ العوسج المرّ عشرين دهرًا تناست ملامحها في الظلامِ وأقفر تاريخها من رؤاهُ فكن أنت فيه الحروف المضيئةَ كن فيه حلماً نبيلاً وكن أنت فيه السطورْ .. (135)
يا امتداد السّنا بين « طوس » و « بغدادَ »
عبر « المدينةِ » .. شابت نواصي الليالي فهلاّ ترجلت يا سيدَ الفجرِ حتى نصلي صلاة الصبا ركعتين اثنتين ..! فينهزم الشيب والعجز والليلُ ثم نرفرف حول الشموعِ .. ونصبح في محضر العاشقينَ فراشاً يطيرْ ..! أيهذا الوليد المكلل بالغار يخطر فوق الروابي ويُهدي البساتين مجدًا وينفح فصل الربيع رُواءًا ويفرش عالمنا بالزهورْ .. أيهذا المرصع باللازورديِّ واللوز .. والدرِّ .. يرفل في بردة من تراث الجِنانِ ويمتد فيما وراء المكانِ وخلف الدهورْ أيهذا المضمّخ بالمسكِ يطلع من شرفات النبوة بين الرياحينِ |
||||||||
|