« من الاختلافات الجوهرية بين الانسان والحيوان المفترس أن الحيوان المفترس يستولي على فريسته بهدوء ويأكلها ثم يرتاح لهذا العلمل ويتلذذ به ، في حين أن الانسان إذا قتل أحد أبناء جنسه يقع في خوف وألم شديدين . وحيث لا يستطيع أن يطرد هذا الخوف والألم من نفسه يتشبث لاثبات حقانيته بالتهم الكاذبة فيلصقها بضحيته ومن دون أن يحس أنه قد صار بصورة متهم يدافع عن نفسه باستمرار ، ويتحامل على الأفراد الآخرين الذين يحتمل أن يلوموه على أفعاله ، وبهذه الصورة فان الخطأة الأولى لا يقف أثرها على إيجاد الاختلالات العظيمة في مرتكبها ، بل أنها تجر وراءها سلسلة من الجرائم الجديدة والفظيعة التي ترتبط بتألم الوجدان الاخلاقي والإحساس بالحقارة ». « ولأجل الوجدان الأخلاقي هذا ، الذي لا مفر من لومه وعذابه ، يكون الانسان أكثر توحشاً من الحيوان المفترس . هذه المخاوف ليست من آثار غريزة الهجوم بل انها دليل صادق على قوة الوجدان الأخلاقي عند الانسان ، تلك القوة التي لا تقبل الانكسار والغلبة » (1). |
« لا يمكن الانكار أنه يوجد بعض الأشخاص يقولون أنهم يحسون في أنفسهم إحساساً لا يستطيعون وصفه بصورة جيدة . هؤلاء يتحدثون عن إحساس يتصل بالأبدية ». « هذا التصور الذهني ينعكس من إحساس أبدي معروف عند العرفاء الكبار ، وفي التفكير الديني الهندي . ويحتمل أن يكون أساس الشعور الديني الذي يظهر بصورة العقائد والمذاهب المختلفة ». « إن فرويد يتردد في هذا الموضوع ، ويقر بأنه لم يستطع بتحليلاته النفسية أبداً أن يجد أثراً لمثل هذه الاحساسات في نفسه . ولكنه يضيف رأساً وبصراحة كاملة أن هذا لا يسمح له بإنكار هذا الاحساس بالنسبة إلى الآخرين » (3). |
« إن العقل الرشيد والفكر السليم لا يشك أبداً في أن من المستحيل أن يوجد هذا الكون الفسيح مع هذه الآيات الواضحة والشواهد المتقنة ، مع هذه النفوس الناطقة والعقول المفكرة نتيجة للصدفة العمياء الجاهلة . ذلك أن الصدفة |
العمياء لا تستطيع أن توجد نظاما دقيقاً وبناًء قويماً . وهذا في نظري أكبر شاهد على وجود الله . أنا لا أبحث عن بقية البراهين والأدلة التي تثبت وجود الله ، لأن باستطاعة هذا البرهان وحده أن يقنع كثيراً من الباحثين والمتتبعين » (1). « يقول العالم الذائع الصيت ( انيشتين ) : يندر أن نجد شخصاً لا يملك بين أفكاره العلمية العميقة شعوراً دينياً . لكن ذلك الشعور الديني يختلف عن شعور البسطاء . إن شعوره الديني يكون في الغالب بصورة حيرة مجذوبة نحو الانسجام الدقيق المشاهد في الطبيعة هذا الانسجام يحكي عن عقل عظيم إذا قسنا التفكير البشري والنشاط الانساني معه كانا لا شيء تماماً »(2). سئل ( باستور ) بعد اكتشاف أسرار عالم الميكروبات عن رأيه في أصول الديانة فقال : إن عقيدتي بالدين قد ترسخت أكثر من السابق » (3). « ولكن في الاستطاعة أن نشير إلى شيء حدث منذ زمن بعيد ، عند بدء الحياة على الأرض ، وكان له شأن عظيم ، ذلك : أن خلية واحدة قد نمت عندها القدرة المدهشة على استخدام ضوء الشمس في حل مركب كيمياوي ، واصطناع غذاء لها ولأخواتها من الخلايا . ولا بد وأن لدات أخريات لخلية أصلية أخرى قد عاشت على الغذاء الذي أنتجته الخلية الأولى ، وأصبحت حيواناً ، في حين صارت الخلية الأولى نباتاً والنباتات التي هي نسل هذه الخلية هي التي تغذي جميع الكائنات الحية الآن ، فهل يمكننا أن نعتقد أن كون خلية قد |
أصبحت حيواناً ، وأخرى قد أصبحت نباتاً إنما حدث بطريق المصادفة ؟ » (1). |
« يقول لينين : إن الدين أحد وسائل الضغط الروحي على الطبقة الكادحة التي تكد لغيرها دائماً ، وتعيش في الحرمان المستمر ... إن الماركسية تعتبر جميع المذاهب الحديثة ، والتنظيمات الدينية لعبة بيد الطبقة البرجوازية والهدف من ذلك كله هو استغلال الطبقة العاملة والحط من قدرها ... » (2). |
« لقد جاء الدين يؤيد مصالح الطبقة الحاكمة ، ويحث العامل على الجد والتعب والتحمل ، وفي قبال ذلك يعده بالجنة ، ويقول ان الله يحب الذين يتحملون الآلام والمصائب ( إن الله يحب الصابرين ) » (3) . |
« ولن تكون رياسة السيكولوجيا أقل خطراً من الفسيولوجيا والطبيعة والكيمياء ... فقد أحدث ( فرويد ) أضراراً أكثر من التي أحدثها أكثر علماء الميكانيكا تطرفاً فإن من الكوارث أن نختزل الانسان إلى جانبه العقلي مثل اختزاله إلى آلياته الطبيعية الكيميائية » (1). |
« إن انتخاب أي موضوع من قبل فرد مراهق ينحصر في الجنس المخالف ، وفي الغالب تمنع الميول الجنسية التي تحصل في الخارج من التوالد والتناسل وذلك بعلة الفساد والانحراف . إن هذا العمل يؤثر بنسبة كبيرة في جماعة من الناس ويبعث على تقليل لذتهم الشهوانية وبذلك يسبب إجحافاً شديداً ». « إن الشيء الوحيد الذي بقي لحد الآن حراً ولم يمنع منه هو |
الميل نحو الجنس المخالف ضمن قيود خاصة أيضاً ، لأن العلاقة مع الجنس المخالف يجب أن تكون مشروعة أولاً ، ويجب أن يكتفي كل فرد بفرد واحد من الجنس المخالف فقط » (1) |
« ولد سيجموند فرويد في 6 مايس 1856 في مدينة صغيرة ( فرايبرك ) واقعة في ولاية ( مراوي ) ، لقد كان أبواه وأقاربه ينحدرون من عائلة يهودية قديمة ، كانت على أثر الاضطهاد الذي كان يلاقيه اليهود في تلك العصور قد رحلت من ( بالاتينا ) الواقعة في ( باوير ) وسكنت في ( مراوي ) . والنكتة التي يجدر ذكرها هي أن فرويد كان معرضاً لا ستهزاء وإزدراء زملائه دائماً بالنسبة لمذهبه وعنصره . وإن رد الفعل الذي |
أوجدته تلك السخرية في نفسه ، يظهر في ميله إلى التطرف والانزواء » (1) |
« لقد لخص فرويد بحثه في الاتجاه الديني في هذه الجملة : إني أجد نفسي مضطرباً وقلقاً عند البحث في أمثال هذه المسائل التافهة ، واني أعترف بذلك دائماً » (2). |
« لا يتفق أي دين مع دليل تام ، فالدين توهم يتخذ قوته من نتيجة تلقي الميول الغريزية عندنا » (1) « لا يقوم الدين بأصوله وتعاليمه بعمل من وجهة نظر البحث النفسي ، غير إيضاح القلق والاضطراب عند الأشخاص . وبعبارة أخرى فان فرويد يعتقد أن سبب ظهور الدين يرجع إلى ظاهرتين : أ ـ القلق والاضطراب الانساني في قبال الميول الغريزية . ب ـ خوف الانسان من الطاقات المتغلبة في الطبيعة ». « وعلى هذا فان فرويد على خلاف ( روناك ) لا يرى دخلاً للعقل في تكوين المذهب ، ويعتبره أمراً نفسانياً فقط » (2). |
« يرى مذهب التحليل النفسي أن الاستنتاج الديني من الموجودات يرجع الى حالتنا الطفولية ، إن الطفل يجد نفسه أمام عالم عظيم ، وعلى الأم أن تؤمن مخاوف الطفل تجاه العالم كله وحمايته من الاضطرابات . وبعد ذلك يلقى عبء هذه المهمة على الآباء ، فيجب عليهم القيام بدورهم طوال مدة الطفولة ». « إن الخوف الناشئ في الطفولة يمتد حتى البلوغ أيضاً وان الفرد البالغ يستأنس بجميع الأخطار التي تهدد حياته إنه يحتاج ـ كالطفل ـ إلى حماية شبيهة للتي يحتاجها في الاعوام الاولى من حياته في قبال أخطار العالم ومشاكله ولذلك فهو يبدأ ينظر الى تلك القوة التي فوق البشر وتلك الألوهية كشيء ذي حقيقة » (1). |