* هو أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي أشهر مؤرخي مصر الأسلامية في القرن التاسع الهجري .
* ولد بالقاهرة في حارة « برجوان » بالجمالية سنة 766 هـ ـ 1364 م ، وأصله من « بعلبك » ، ثم هاجرت أسرته واستقر بها المقام في مصر .
* بدأ حياته العلمية بالقاهرة بين أسرة عرفت بالعلم والفضل ، فحفظ القرآن ، وتلقى مختلف العلوم والفنون على نخبة من علماء مصر المرموقين .
* شهد المقريزي نهاية دولة المماليك البحرية ( 648 هـ ـ 784 م ، 1250 م ـ 1382 م ) وبداية دولة المماليك البرجية ( الجراكسة ) ( 784 هـ ـ 923 هـ ـ 1382 م ـ 1517 م ) . ومن أبرز السلاطين الذين عاصرهم وأرخ لهم : الظاهر سيف الدين برقوق ، وابنه الناصر أبو السعادات فرج بن برقوق ، والمؤيد شيخ المحمودي ، وسيف الدين ططر ، والأشرف برسباي .
* تولى عدة وظائف في الدولة المصرية ، فقد تولى وظيفة ( الحسبة ) ، وهي تشمل جملة إختصاصات منها : ضبط الأسعار ، والموازين ، والمكاييل ، والمقاييس ، والعناية بالمنشآت العامة ، والصناعات التي لها
( 6 )
علاقة مباشرة بصحة المواطنين وأمنهم ، والمحافظة على الاداب العامة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما تولى الخطابة والتدريس في أشهر مساجد القاهرة وعلى رأسها جامع عمرو بن العاص ، بالأضافة إلى توليه القضاء نائبا عن قاضي القضاة الشافعي . ثم تفرغ أخيرا لكتابة التاريخ « حتى اشتهر به ذكره وبعد فيه صيته » كما يقول السخاوي .
* زادت مؤلفات المقريزي على مائتي مجلدة ، أرخ في جزء كبير منها لمصر : سياسيا ، وإجتماعيا ، وإقتصاديا ، وعمرانيا ، مثل كتاب « عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط » و « اتعاظ الحنفا بأخبار الخلفا » ، و « السلوك لمعرفة دول الملوك » ، و « درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة » ، ثم موسوعته الكبرى : « المواعظ والأعتبار بذكر الخطط والاثار » .
* كما أرخ في السيرة والتاريخ العام ، مثل كتاب « الخبر عن البشر » و « إمتاع الأسماع بما للرسول عليه الصلاة والسلام من الأبناء والحفدة والمتاع » و « الدرر المضية في تاريخ الدولة الأسلامية » و « منتخب التذكرة » .. الخ
* وللمقريزي مجموعة رسائل صغيرة عالج فيها بعض القضايا التاريخية الخاصة ، مثل : « النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم » و « ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري » ، أو القضايا الأقتصادية ، مثل كتاب « إغاثة الأمة بكشف الغمة » و « شذور العقود في ذكر النقود » ، أو العلمية ، مثل : « المقاصد السنية لمعرفة الأجسام المعدنية » و « الأشارة والأيماء إلى حل لغز الماء » ، أو الأجتماعية ، مثل : « الطرفة الغريبة من أخبار حضر موت العجيبة » .
( 7 )
* رحل المقريزي عدة مرات إلى بعض الأقطار الأسلامية ، فحج بيت الله الحرام ، وجاور بمكة سنوات ، كما دخل دمشق ، وعاش فيها مدة تولى خلالها نظارة الأوقاف ، وتدريس علم الحديث في المدرسة الأشرفية والأقبالية .
* كان من أبرز تلاميذ العلامة ابن خلدون ، وقد تأثر بمنهجه في كتابة التاريخ تأثرا عميقا ، وساعده على سلوك هذا المنهج وقوفه على أحوال المجتمع المصري ، وتبصره بعاداته وتقاليده ، وامتزاجه بجميع الطوائف المصرية .
* توفي المقريزي عصر يوم الخميس 16 من رمضان سنة 845 هـ ، بعد حياة امتدت نحو ثمانين عاما ، قدم خلالها تراثا تاريخيا مجيدا تعتز به الأنسانية في كل مرحلة من مراحل حياتها الفكرية .
« معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم »
هو عنوان الكتاب الثاني ، من مجموعة رسائل المقريزي ، الذي نقدمه اليوم الى المكتبة الاسلامية محققاً تحقيقاً علمياً .
وقد عالج المؤلف في هذا الكتاب قضية من أدق القضايا التي كان لها أثر واضح في تاريخ الأمة الإسلامية . من خلال شرحه لخمس آيات من القرآن الكريم هي قوله تعالى من سورة الأحزاب :
( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) وقوله تعالى من سورة الطور : ( والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم ) وقوله تعالى من سورة الكهف : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزٌ لهما ، وكان أبوهما صالحاً ) ، وقوله تعالى من سورة الرعد : ( جنّات عدنٍ يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم ) ، وقوله تعالى من سورة الشورى : ( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى ) .
وقد جعل المقريزي من هذه الآيات الخمس مستنداً له في بحثه
( 10 )
الذي يدور حول ما يجب لآل البيت النبوي من حب المسلمين لهم وتوقيرهم ، ونصرتهم ، ومودّتهم ... واعتمد في تفسير هذه الآيات على عمدة المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، ثم اقتبس نصوصاً أخرى من تفسير أبي محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي ، وأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي ، ومحيي الدين بن عربي ، ونجم الدين سليمان الطوفي ، وغيرهم من أئمة المفسرين .
ولم يقف المقريزي عند حدود النقل من هذه المصادر ، بل تخطاها الى مرحلة أخرى سلك فيها طريق الباحث المدقق الذي يسعى وراء الحقيقة ، ويقدم بين يديها حشداً من الأدلة والبراهين التي أطمأن اليها عقله ، وأرشد لها تفكيره ، بعد تحليل متان ومناقشة مستنيرة ... فكان صاحب رأي فيها قدم لنا من آراء غيره ... نراه مثلاً عندما تعرض لتفسير قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ) يأتي لنا بأقوال المفسرين حول المقصود بهذا الخطاب : هل هم الأنصار ، أم بطون قريش ، أم غيرهم ؟ وهل المراد بالقربى : التقرب الى الله او أهل قرابته صلى الله عليه وسلم م ، أو القرابة التي بينه وبين بطون قريش ، أم مطلق القرابة ... آراء عديدة يعرضها لنا المقريزي بفهم ودقة واستيعاب ، ثم يعلق عليها براي خاص به فيقول : « ويظهر لي أن الخطاب في الآية عام لجميع من آمن ، وذلك أن العرب بأسرها قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم م الّذين هو منهم ، فيتعين على من سواهم من العجم أن يوادوهم ويحبوهم ، وقد جاء في الأمر بحب العرب أحاديث ، وأن قريشاً أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم م من اليمن كلهم فإنهم كلهم أبناء اسماعيل ابن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام .. » .
( 11 )
وبعد أن استوفى المقريزي الكلام في شرح الآيات الخمس ختم رسالته بفصل طريف سرد فيه مجموعة من الرؤى والحكايات اعتمد فيها على السماع من شيوخه ومعاصريه ، وقصد منها إظهار مدى حب الرسول صلى الله عليه وسلم م لآل بيته ، وتأمله مما يصيبهم من مكروه على يد مبغضيهم ؛ فيكون لشيوع تلك الرؤى واثره في ترقيق قلوب الناس عليهم ، وجعل الأفئدة تهوي إليهم ، والأرواح تهيم بمحبتهم ؛ ومودتهم .
* * *
وهنا يبرز سؤال له وزنه في تلك القضية ك هل كان المقريزي بتأليف هذه الرسالة منحازاً إلى مذهب معين ، أو منحرفاً إلى فئة لها صبغة خاصة .. وبعبارة أوضح : هل كان المقريزي شيعياً ـ كما حاول بعض المؤرّخين المعاصرين له أن يثبت ذلك ؟ أم كان يصدر عن عاطفة عامة أشترك معه فيها كل مسلم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وآل بيته دون أن يتمذهب بمذهب خاص ؟؟
لا شك أن هذا موضوع جدير بالبحث والمناقشة لاسيما وقد كثرت فيه الأقاويل اعتماداً على ما كتبه المقريزي من مثل هذا الكتاب الذي بين أيدينا ، وكتاب « النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم » و « اتعاظ الحنفا بأخبار الفاطميين الحنفا بأخبار الفاطميين الخلفا » ففي هذا الكتاب الأخير أجهد المقريزي نفسه لإثبات نسب العبيديين إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وناقش الذين يشككون في هذا النسب ، وخلص فيه إلى أن نسب هذه الأسرة إلى فاطمة الزهراء صحيح ، وأن ما قاله المعارضون لهذه الحقيقة ماهو إلا مقالة خصم يتلمس لعدوه مزالق التهم ، ومواطن الشبه ، وقد دعم المقريزي رأيه هذا بدليلين :
( 12 )
* أحدهما : أن المروجين لعدم صحة النسب كانوا من العباسيين
ثانيهما : أن الفاطميين قد مكن الله لهم في الأرض ، واعترف بسلطانهم في مصر والشام ، والحجاز ، والمغرب ، ولايمكن أن يؤيد الله الأدعياء هذا التأييد ، وكما أن تصديق الرسل والأنبياء مما أوجبه الله على نفسه نشراً للخير وإعلاء اللواء الصلاح ؛ فإن خذلان الكذبة والأدعياء مما جرت به ألسنة الإلهية لهذا الهدف نفسه .. »
كان هذا الدفاع الحار عن الفاطميين وصحة نسبهم مبرراً قوياً لمن رماه بمذهب التشيع من أمثال السخاوي وغيره .
لكننا لدينا من النصوص والأدلة ما ينفي عن المقريزي صبغة التشيع ، وما يثبت انه صدر في حبه لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عن عاطفة صادقة شأن كل مسلم متحوط لدينه ، لأن حبهم نابع من حب الرسول لهم .
وأول هذه الأدلة أن المقريزي بعد أن قدم دفاعه عن صحة نسب الفاطميين لم يحاول أن يخفي شيئاً من عيوبهم ، أو ستر ما ذاع من فضائلهم .. فقد ذكر في « اتعاط الحنفا » على سبيل المثال لا الحصر أن الحاكم بأمر الله وزع منشوراُ في المساجد يسبب فيه الشيخين ابابكر وعمر ، وعلق المقريزي على تلك الحادثة بقوله : « فيه فحشٌ كثير ، وقدح في حق الشيخين رضي الله عنهما » (1)
ثانيهما : أن المقريزي خالف الشيعة فيما ذهبوا إليه من تخصيص آل البيت بأولاد علي وفاطمة فقال معلقاً على الآراء التي قيلت في معنى قوله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) : « والذي يظهر من الأدلة أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم .. »
____________
(1) انظر : 2 / 53 .
( 13 )
« ولا اعتبار بقول الكلبي : « هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة » فإنه توجد له اشياء من هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك ، وحجروا عليه .. »
ثالثها : أن المقريزي لم يوجه كلمة نقد واحدة لنجم الدين الطوفي حين علق على حصر الشيعة معنى « القربى » من قوله تعالى :
( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) في أولاد علي وفاطمة خاصة فقال : « وعند هذا « استطال !! » الشيعة ، وزعموا أن الصحابة رضي الله عنهم خالفوا هذا الأمر ، ونكثوا هذا العهد بأذاهم أهل البيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم .. » .
والذي لا شك فيه أن ميول المقريزي إلى أهل البيت كانت واضحة ، ولكنها لم تخرجه عن النصفة ، والعدالة ، وهو يعرض لقضية من قضاياهم الكثيرة فإنه لم يبن حكماً أبرمه في شيء من ذلك إلا على اساس من قوانين العلم ، وأدلة المنطق .
وبعد : فإن هذا الكتاب دليل واضح على تمتع المقريزي بعقلية علمية منظمة استطاعت أن تجمع كمية من الشعاعات المتفرقة هنا وهناك ، وأن يكوّن منها في براعة واستيعاب حزمة من الضوء بهرت منا الأبصار .
كان اعتمادنا في إخراج هذا الكتاب على مصورتين :
النسخة الأولى عثرنا عليها بمكتبة جامعة القاهرة تحت رقم 26247 تاريخ ضمن مجموعة رسائل للمؤلف عدد أوراقها 201 ورقة . ويبدأ كتابنا فيها من صفحة 128 وينتهي إلى 142 وعدد سطورها 25 سطراً من الحجم المتوسط مكتوبة بالخط الفارسي الواضح ، وقد نقلت هذه النسخة عن مخطوطة المكتبة الوليدية بالإستانة ، والمسجلة تحت رقم 3195 نسخها محمد القطري خطيب جامع المرحوم مصطفى باشا الوزير بثغر جدة سنة 1101 هـ وقد رمزنا لهذه النسخة بحرف « ق » .
أما النسخة الثانية فقد عثرنا عليها في مكتبة كلية الآداب بجامعة الاسكندرية تحت رقم 2310 ب وهي مصورة عن نسخة المكتبة الأهلية بباريس وتقع أيضاً ضمن مجموعة رسائل للمؤلف وعدد أوراقها 266 ورقة يبدأ كتبانا فيها من 169 وينتهي إلى 189 وعدد سطورها 25 سطراً مكتوبة بالخط النسخي ، ويرجع تاريخ نسخا إلى القرن الثاني عشر الهجري ، وقد رمزنا لهذه النسخة بحرف « س » .
هذا وقد وثقنا نصوص المخطوطة بالرجوع إلى مصادرها
( 15 )
التي اعتمد عليها المؤلف ، واشار إلى كثير منها .. كما خرجنا الأحاديث والآثار التي وردت بها ، وشرحنا ما فيها من غريب الألفاظ ، وعرفنا بما فيها من أعلام .
والله نسأل أن يلهمنا الاخلاص في العمل ، وأن يجعلنا من خدمة العلم وأهله ، وأن يسدد خطانا إلى أقوم طريق ، إنه أكرم مسئول ، وأعظم مأمول .
الحمد لله حق حمده ؛ وصلى الله على محمد رسوله وعبده ، وآله وصحبه ، وأتباعه وجنده .
وبعد ، فإني لما رأيت أكثر الناس في حق آل البيت مقصرين ، وعما لهم من الحق معرضين ، ولمقدارهم مضيعين ، وبمكانتهم من الله تعالى جاهلين ، أحببت أن أقيد في ذلك نبذة تدل على عظيم مقدارهم ، وترشد المتقي لله تعالى على جليل أقدارهم ؛ ليقف عند حده ، ويصدق بما وعدهم الله ومن [ به ] (1) عليهم من صادق وعده .
والله [ سبحانه ] أسأل الهداية ، وأعوذ به من الضلال والغواية إنه قريب مجيب .
____________
(1) ـ سقط من ( س ) .
( 18 )
( 19 )
* * قال تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (1)
قال الأستاذ أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده (2) رحمه الله : الرجس : القذر . قال ابن دريد : رجل مرجوس ورجس : نجس [ ورجس : نجس ] (3) . وأحسبهم قد قالوا : رجس نجس ، وهي الرجاسة والنجاسة ، والرجس : العذاب ، كالرجز ، ورجس الشيطان : وسوسته .
وقال الأمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، رحمه الله (4) : « يقول الله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب ____________
(1) سورة الأحزاب آية : 33 .
(2) هو أبو الحسن بن سيده علي بن اسماعيل المرسي صاحب « المحكم » في اللغة ، كان رأساً في العربية حجة في نقلها ، وله كتاب « المخصص » في اللغة أيضاً وشرح « الحماسة » . توفي سنة 458 هـ . انظر « شذرات الذهب في اخبار من ذهب » لعبد الحي بن العماد : 3 / 305 ، 306 .
(3) ما بين القوسين عن « المخصص » : 4 / 118 وفي الأصل تقديم وتأخير .
(4) انظر : « كتاب جامع البيان في تأويل آي القرآن » : 22 / 5 .
( 20 )
عنكم الرجس ) أي السوء ، والفحشاء يا أهل بيت محمد ، ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي الله تطهيرا .
وذكر بسنده عن [ سعيد عن ] (1) قتادة قوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء ، وخصهم برحمته منه .
وعن ابن وهب قال نقلا عن [ ابن ] (2) زيد قال : الرجس ها هنا الشيطان ، وسوى ذلك من الرجس : الشرك (3) .
واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله : ( أهل البيت ) ، فقال بعضهم : عني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضي الله عنهم ، ثم ذكر [ الطبري ] من حديث مندل عن الأعمش عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ 129 / 1 ] ، « نزلت هذه الاية في خمسة : في وفي علي ، وحسن ، وحسين ، وفاطمة : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل ____________
(1) في « ق » : « عن سعيد بن قتادة » والمثبت عن الطبري : 22 / 5 .
(2) في « س » و « ق » : « عن زيد » والمثبت عن المصدر السابق .
(3) في « س » ، « ق » : « الشر » والمثبت عن المصدر السابق .
( 21 )
البيت ويطهركم تطهيرا ) (1) .
ومن حديث زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت (2) شيبة قالت : قالت عائشة رضي الله عنها : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم غداة ، وعليه مرط مرحل (3) من شعر أسود ، فجاء الحسن ، فأدخله معه ، ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (1) .
ومن حديث حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة [ عليها السلام ] (4) ستة أشهر كلما خرج إلى الصلاة فيقول : « الصلاة أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (5) .
ومن حديث زيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أم
____________
(1) انظر تفسير الطبري : 22 / 5 .
(2) في « س » « ق » : « ابنة » والمثبت عن الطبري .
(3) المرط المرحل : كساء من صوف ، أو من خز عليه تصاوير الرحال .
(4) ساقطة من الطبري .
(5) اخرجه الترمذي : انظر تحفة الاحوذي تفسير سورة الأحزاب الحديث 3259 / 9 / 67 ، 68 . هذا والفقرة من أول قوله : « ومن حديث زكريا » الى قوله : « تطهيرا » ساقطة من « س » والمثبت عن « ق » .
( 22 )
سلمة رضى الله عنها . قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم عندي ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، فجعلت لهم خزيرة (1) فأكلوا ، وناموا ، وغطى عليهم كساء أو قطيفة . ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » (2) .
ومن حديث يونس بن أبي اسحاق (3) قال : أخبرني أبو داود ، عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلمإذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما فقال : الصلاة [ الصلاة ] (4) ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (5) .
ومن حديث أبي نعيم الفضل بن دكين قال : حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن كلثوم المحاربي عن أبي عمار قال :
____________
(1) الخزيرة ، والخزير : اللحم يؤخذ فيقطع قطعاً صغيرة ثم يطبخ ويذر عليه الدقيق ، ولا تكون الخزيرة إلا وفيها لحم ، فإذا لم يكن فيها لحم فهي العصيدة . انظر اللسان مادة : خزر .
(2) تفسير الطبري : 22 / 6 .
(3) في « س » : ومن حديث ابن إسحاق
(4) ساقطة من « س » و « ق » والمثبت عن الطبري .
(5) تفسير الطبري : 22 / 6 .
( 23 )
إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا (1) عليا ، رضي الله عنه فشتموه ، فلما قاموا (2) قال : اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه ؛ اني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين ، فألقى عليهم كساء له ، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا » . قلت يا رسول الله : وأنا ؟ [ 129 / ب ] . قال : « وأنت » . قال : فوالله إنها لمن أوثق عمل عندي (3) .
ومن حديث الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن عمرو (4) قال : حدثني شداد أبو عمار قال : سمعت واثلة بن الأسقع يحدث قال : [ سألت ] (5) عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه في منزله ؟ فقالت فاطمة ، رضي الله عنها : قد ذهب يأتي برسول الله
صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخلت فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش ، وأجلس فاطمة عن يمينه وعلياً عن يساره ، وحسناً ، وحسيناً ، ضروان الله عليهم ، بين
____________
(1) في « س » و « ق » : « وذكروا » والمثبت عن الطبري .
(2) في « س » و « ق » : « فلما قام » والمثبت عن الطبري .
(3) تفسير الطبري : 22 / 6 .
(4) في الطبري : ابو عمرو ..
(5) ساقطة من « ق » .
( 24 )
يديه ، فلفع عليهم بثوبه ، وقال : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ، ويطهركم تطهيراً ) . اللهم هؤلاء أهلي ، [ اللهم أهلي ] (1)
أحق » قال واثلة : فقلت من ناحية البيت : وأنا يا رسول الله من أهلك ؟ قال : « وأنت من أهلي » . قال واثلة : إنها لمن أرجى ما أرتجي (2) .
ومن حديث وكيع ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب [ عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ] (3) عن أم سلمة ، رضي الله عنها ، قالت : لما نزلت هذه الاية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا فجلل عليهم (4) بكساء خيبري (5) ، وقال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » . قالت أم سلمة : ألست منهم ؟ قال : ( أنت إلى خير ) (6) .
____________
(1) سقط من « ق » والمثبت عن « س » والطبري .
(2) مسند الإمام أحمد : 4 / 107 وانظر مجمع الزوائد : 9 / 167 .
(3) هذه الفقرة سقطت من « س » و « ق » والمثبت عن الطبري .
(4) جلّل عليهم : غطاهم .
(5) نسبة إلى خيبر .
(6) تفسير الطبري : 22 / 7 .
( 25 )
ومن حديث سعيد بن زربي ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : جاءت فاطمة ، رضي الله عنها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق ، فوضعتها (1) بين يديه ، فقال : أين ابن عمك ، وابناك ؟ فقالت : في البيت . فقال : ادعيهم فجاءت علياً فقالت : أجب النبي صلى الله عليه وسلم أنت وابناك . قالت أم سلمة : فلما رآهم مقبلين مد يده إلى كساء كان على المنامة ، فمده ، وبسطه ، فأجلسهم عليه ، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربه [ تعالى ذكره ] (2) [ 130 / ا ] . ثم قال : اللهم هؤلاء أهل البيت ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) (3) .
ومن حديث ابن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أن هذه الاية نزلت في بيتها : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قالت : وأنا جالسة على باب البيت ، فقلت : أنا يا رسول الله ألست من أهل
____________
(1) في الطبري : فوضعته .
(2) زيادة ليست في الطبري .
(3) تفسير الطبري : 22 / 7 .
( 26 )
البيت ؟ قال : إنك إلى خير ، أنت من أزواج النبي . قالت : وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة ، والحسن والحسين [ رضي الله عنهم ] (1) .
ومن حديث هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن عبد الله بن وهب ابن زمعة قال : أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضي الله عنهم ، ثم أدخلهم تحت ثوبه ، ثم جأر إلى الله تعالى وقال : « « هؤلاء أهل بيتي . فقالت أم سلمة : يا رسول الله أدخلني معهم ، قال : إنك من أهلي » (2) .
ومن حديث . محمد بن سليمان بن (3) الأصبهاني ، عن يحيى بن عبيد المكي عن عطاء [ بن أبي رباح ] (3) عن عمر بن أبي سلمة [ ربيب النبي صلى الله عليه وسلم ] (3) قال : نزلت هذه الاية على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في بيت أم سلمة : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، فدعا حسنا ، وحسينا ، وفاطمة فأجلسهم بين يديه ، ودعا عليا فأجلسه خلفه ، فتجلل هو وهم بالكساء ، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » . قالت أم
____________
(1) تفسير الطبري : 22 / 7 .
(2) انظر تفسير الطبري : 22 / 7 ، وتحفة الأحوذي : 9 / 66 .
(3) سقطت من « ق » و « س » والمثبت عن تحفة الاحوذي .
( 27 )
سلمة : أنا معهم ؟ قال : أنت على مكانك ، وأنت على خير » (1) .
ومن طريق السدي ، عن ديلم قال : قال : علي بن الحسين ، رحمه الله ، لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ؟ قال : ولأنتم هم ! ! قال : نعم (2) .
ومن حديث بكير بن أسماء (3) قال : سمعت عامر بن سعد قال : قال سعد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه الوحي ، فأخذ عليا ، وابنيه ، وفاطمة ، فأدخلهم تحت ثوبه ، ثم قال : « رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي » (4) .
ومن حديث [ 130 / ب ] عبد الله بن عبد القدوس عن [ الأعمش عن ] (5) حكيم بن سعد قال : ذكرنا علي بن أبي طالب عند أم سلمة رضي الله عنها فقالت : في بيتي نزلت : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . قالت أم سلمة :
____________
(1) انظر الطبري : 22 / 7 ، وتحفة الأحوذي كتاب التفسير : 9 / 66 .
(2) تفسير الطبري : 22 / 8 .
(3) في الطبري : بن مسمار .
(4) تفسير الطبري : 22 / 8 .
(5) سقطت من « ق » والمثبت عن « س » والطبري .