|
|||
(16)
2 ـ الشيخ تقي الدين ، ابراهيم بن محمد بن محمد البصري ، وهو الذي التمس استاذه العلامة ، فكتب له مبادئ الوصول إلى علم الاصول.
3 ـ الشيخ علي بن الحسن الامامي ، الذي شرح من مصنفات استاذه ، مبادئ الوصول إلى علم الاصول ، وسماه خلاصة الاصول ، وفرغ من الشرح في سنة 706 ه ، وتوجد منه نسخة بخط الشيخ حيدر ابن ابراهيم الطبري ، تاريخ نسخها سنة 732 ه في الخزانة الرضوية. 4 ـ الشيخ محمد بن علي بن محمد الجرجاني الغروي ، الذي شرح من مصنفات استاذه ، مبادئ الوصول إلى علم الاصول ، وسماه غاية البادي في شرح المبادي (1). قالوا : « شيخ الطائفة ، وعلامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق كثير التصانيف ، إنتهت رياسة الامامية إليه في المعقول والمنقول » (2). « وكفاه فخرا على من سبقه ولحقه ، مقامه المحمود في اليوم المشهود الذي ناظر فيه علماء المخالفين فأفحمهم ، وصار سببا لتشيع السلطان محمد ، الملقب شاه خدابنده » (3). 1 ـ ذكر هذه الاسماء مستفاد باختصار ، من موضوع « مدرسته العلمية وثمارها الجنية » ، الوارد في مقدمة كتاب « الالفين » ص 24 ـ 34 طبع ونشر المطعبة الحيدرية ، بقلم العلامة السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان. 2 ـ رجال ابن داود : عمود 119 ـ 120. 3 ـ الكنى والالقاب : 2 / 422 ، والمناظرة مذكورة كاملة في مستدرك الوسائل : 3 / 440 ـ 462. (17)
وقال الافندي : « له حقوق عظيمة على زمرة الامامية ، لسانا وبيانا ، وتدريسا وتأليفا ، وقد كان جامعا لانواع العلوم ، مصنفا في أقسامها ، حكيما متكلما ففقيها محدثا أصوليا ، أديبا شاعرا ماهرا ، وأفاد وأجاد ، على كثير من فضلاء دهره ، من الخاصة بل من العامة أيضا ، كما يظهر من إجازات علماء الفريقين.
كان من أزهد الناس وأتقاهم ، ومن زهده ما حكاه السيد حسين المجتهد ، في رسالة النفحات القدسية عنه ، أنه قدس سره أوصى بجميع صلاته وصيامه مدة عمره ، وبالحج عنه مع أنه كان قد حج » (1). كما وروي : « أنه لما حج ، اجتمع بابن تيمية في المسجد الحرام فتذاكرا ، فاعجب ابن تيمية بكلامه ، فقال له : من تكون يا هذا ؟ قال الذي تسميه ابن المنجس ، يريد بذلك التعريض بابن تيمية ، حيث سماه في منهاج السنة بابن المنجس ، فحصل بينهما انس ومباسطة » (2). وقال الصفدي : « كان ريض الاخلاق حليما ، قايما بالعلوم حكيما طار ذكره في الاقطار ، واقتحم الناس إليه المخاوف والاخطار ، وتخرج به أقوام ، وتقدم في آخر أيام خدابندا تقدما زاد حده ، وفاض على الفرات مده » (3). كما وقال أبو محمد الحسن الصدر : « لم يتفق في الدنيا مثله ، لافي المتقدمين ولا في المتأخرين ، وخرج من عالي مجلس تدريسه خمسماية مجتهد » (4). 1 ـ رياض العلماء : م 2 ص 90 « باختصار ». 2 ـ الدرر الكامنة : 2 / 72 ، وورود في الهامش : هكذا وجد بخط السخاوي عن شيخه. 3 ـ أعيان العصر : الفيلم 1809. 4 ـ تأسيس الشيعة : ص 270. (18)
نعم ، كانت نهاية مطاف حياته رحمه الله ، أن انتقل إلى جوار ربه ليلة السبت ، حادى عشر المحرم ، سنة ست وعشرين وسبعمائة هجرية.
ودفن : بالمشهد المقدس الغروي ، على ساكنه من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها » (1). 1 ـ نقد الرجال : ص 99 ـ 100. (19)
العلامة المرجع
الشخصية : درجة من النضوج ، تكسب صاحبها بفعل الخبرة الطويلة صلاحية النطق بإسمها أو اكثر الجهات من جوانبها ، حين تغدو خاصة لازمة له تشده إلى مقوماتها وشرائطها.
ثم هي بعد ذلك : مفهوم سلوكي له ميادينه المتشعبة الاطراف ، كما وهي تتسع لمصاديق تتكثر تكثر المذاهب والمعارف والفنون ، التي تتوزع دنيا الناس. فمثلا : هذه شخصية سياسية ، وتلك عسكرية ، وثالثة ثقافية ، ورابعة تربوية ، وخامسة اقتصادية ، وهكذا ... إلا أن من مصاديقها أيضا نوعا آخر ، قد عرفته الحياة الاسلامية تلك هي « المرجعية ». وهي فيما يبدو محصلة نشاطات ثلاثة. الاولى : المقومات التقوية في مقامي الرعاية والسلوك. الثانية : المقومات الاجتهادية في مقامي الاصول والفقه. الثالثة : المقومات القيادية في مقامي الادارة والتوجية. (20)
هذا اللون من الشخصية ، هو الذي يعد بحق أهم مكسب مصيري ينشده المتدينون في حياتهم المستقبلية ، من بين جوانب شخصيتهم.
هذا !! إذا لم نقل إنها تمثل الركيزة الام ، التي تندك عندها جميع الجوانب ، وتنتظم في خدمتها مختلف الطاقات والقابليات ، وتتضاءل عند وجودها جميع المكاسب والامتيازات. وهو الوحيد الذي يصلح لان يكون المقياس الصحيح ، الذي تقوم على أساس منه شخصية العاملين في الحقل الاسلامي ، وبالخصوص مراجعهم ومنهم العلامة ، على طول المسيرة الحياتية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها. وما ذاك !! إلا لان المرجعية هي البديل الافضل ، بل الوحيد لحفظ مفهوم « النيابة العامة عن الامام ». لذا !! فليس من الغريب ، إذا وجدنا فقهاءنا يؤكدون بما لديهم من أدلة ، على وجوب وجودها ، في شخصية المجتهد العادل ، سواء أكان ذلك الوجوب يتحقق كفائيا أم عينيا. نعم ، هي هدف أساسي. ذلك لان !! الاماميين بواقعهم ، يعون المشكلة الاساسية التي تلازم الانسانية في مسيرتها ، منذ مولدها وحتى آخر لحظة من عمرها ، تلك المشكلة التي تتجسد في حاجة البشرية إلى النظام الاصلح ، وإلى من يصلح لقيادتها. صحيح أن الاداب ، من قصص وخطب ومقالات وقصائد وملاحم هي أوليات لا يمكن التفريط بها. (21)
ولا شك أن العلوم الطبيعة ، من كيمياء وفيزياء وهندسة ونبات وحيوان ، هي ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها.
كما لا نقاش في أن العلوم الانسانية ، من نفس وتربية وصحة ، هي لابديات لا يحق لنا التقليل من شأنها. لكن الذي نتوخى التنبيه عليه هنا ، هو تحديد العنصر الاهم من بين مهم عناصر حياتها ، عل أن تؤخذ تلك جميعا بنظر إعتبارها. وما العنصر الاهم من بين تلك جميعا ، إلا النظام الاصلح من جهة (1) والا العلوم الشرعية ذات الصلة ، لغة وفقها واصولا وتفسيرا وغيرها من جهة اخرى. فإذا النظام في دنيا البشرية هو هدفها ، والحاجة الاساسية لها ، كان ولا يزال. وإن المسلمين كانوا ولا زالوا يرون في الشرعية الاسلامية ، النموذج الواقعي الفريد ، الذي يتوافر على ذلك النوع الاصلح منه. إذا كان الامر كذلك ، ففي هذا الحالة تكمن الاهمية ، في دراسة مقومات النخبة المؤمنة المحنكة ، التي تتولى مهمة الاشراف على ذلك النظام من فهم ووعي وتنفيذ. وبالتعبير الحوزوي الدقيق : الركائز الاساسية للشخصية المرجعية ، المفتية والمنفذة ، من ورع واجتهاد وحنكة وأعلمية ... 1 ـ للتوسع !! يراجع « الانسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية » للحجة السيد محمد باقر الصدر. (22)
هي تلك التي تعيش هموم الامة كل الامة ، متجاوية مع مشكالها ، متبنية لقضاياها ، منافحة عن حقوقها ، عاملة على تحقيق عزتها وكرامتها ، جاهدة في توحيد صفوفها.
هي : التي تستلهم الحنكة والوعي وبعد النظر ومراعاة العواطف ، مستفيدة من التأريخ الحضاري المدروس ، والانفتاح الحذر الموجه ، عدة لمواقفها ، وقاعدة لكل ما يمر بها من أحداث ، محلية ودولية وعالمية ، إسلامية ولا إسلامية ، ثقافية وتربوية ، اقتصادية وسياسية وغيرها ، على المدى القريب أو البعيد ، فتتخذ المواقف المناسبة لها ، بعد التأكيد من شرعيتها وصلاحيتها ، وبعد الاحاطة التامة بمتطلبات تلك المواقف من حيث تهيئة مقدماتها ، وبالتالي كيفية تسيير دفتها ، إلى شاطئ أمنها وأمانها. هذا هو الخط العريض لتقويم الشخصية وبيان مرتكزاتها ، ولكن ...!! ولكن !! وبالنسبة للحلي ، ترى ما المناسبة التي كانت سببا في وضعه على خط هذه المرجعية ، فسهلت له اسباب تسلم زعامتها. تلك نقطة مهمة في البحث : أن يبرز الرجالي مفتاح المرجعية وسر بزوغها ، لدى المرجع الذي يقوم على دراسة حياته ، إن في مجاله الخاص أو العام. ومعنى ذلك : التعرف على الحادثة أو المناسبة ، التي جعلت من أبي منصور ، شخصية مرجعية ، تظهر وتفرض وجودها في عالم المرجعيات. (23)
وبالنسبة لابن المطهر : إنما يتحقق ذلك ، إذا وقفنا على سر تسميته بالعلامة ، حتى عاد هذا اللقب اسما له ، يعززه من بين الاعلام التأريخية المعاصرة أو اللاحقة له ، الامر الذي إذا ذكر ، تبادر الذهن إليه دون سواه.
نعم ، تلك نقطة مهمة ... ولكن للاسف !! وبحدود اطلاعي ، لم أعثر على مصدر يقودني ، للوقوف على وجه هذه التسمية. إنما كل الذي وجدته ، هو أنه اشتهر بهذا اللقب ، كما نص على ذلك الافندي في رياضه (1). هذا !! ويبدو لي ، أنه حصل عليه ، عقب مناظرته ـ وما اكثر مناظراته !! ـ الفريدة في مجلس خدابنده ، التي كشفت عن سعة ودقة علمه ، والذي منح له على سبيل الارتجال في بداية الامر ، ثم لازمه بدافع الشهرة في نهاية المطاف. هذه هي المرجعية في خلاصتها ، وما علينا إلى المباشرة في تفاصيلها. هذه هي الصورة الاكمل من الشخصية ، التي يجدر بنا دراسة علامتنا على ضوئها. ولكن !! وحيث إن دراسة المترجم له هنا ، تعتبر شيئا ثانويا ، إذا ما قيست بالنسبة لكتابه المحقق. فعلى هذا !! سنقتصر الحديث في هذه الحالة ـ مرجئين الجوانب الاخرى ومتعلقاتها ـ على الجانب الاجتهادي من الوجهة العلمية لابن المطهر كمؤلف ، والجهة الفكرية له كأصولي ، ... وهي كما يلي : 1 ـ رياض العلماء : ق 2 ص 90. (24)
العلامة المؤلف
لان كان النقل يكشف عن بعض الصورة ...
وأن المباشرة بالسؤال تتعرض لجوانب مهمة فيها ... فان النتاج الثقافي بالاخير ، هو خير ما يتعرف به ، على الصورة الكاملة لعلمية المرجع وحدود أعلمية. على هذا !! فإن المتتبع لكتب العلامة ، يجدها من الكثرة درجة ، الامر الاذي جعله حيالها في مصاف القلة من المؤلفين ، الذين جادت بهم إنسانيتنا في تأريخها الطويل. بل !! ومن ناحية ثانية : فإنها تتصف بالتنوع ، بإعتبار تعدد العلوم التي تطرقت إلى بيان مضامينها. هذا !! إذا لم نقل من ناحية ثالثة : إنها على كثرتها وتنوعها ، تمتاز بالدقة العلمية الرصينة ، وتختص بالمنهجة الهيكلية المنظمة ، كما تتسم بالرشاقة الاسلوبية الممتازة ، وتنفرد بتعدد المستويات التدريجية المتعددة. لذا !! فمن الطبيعي إذا وجدنا صاحب الكني يصرح : « درجاته في العلوم ، ومؤلفاته فيها ، قد ملات الصحف ، وضاق عنها الدفتر ، وكلما أتعب نفسي. فحالي كناقل التمر إلى هجر ... » (1) 1 ـ الكني والالقاب : 2 / 242. (25)
بعد مراجعة معظم المصادر التي تصدت لعرض مختلف مؤلفاته من جهة ، وملاحظة ما هو موجود منها فعلا من جهة ثانية ، نراها تنقسم إلى :
أولا : كتب لا زالت مخطوطة ، كرسالته في « آداب البحث » ، وموسوعته « استقصاء الاعتبار » وغيرهما. ثانيا : كتب خرجت إلى حيز الطبع ، وهي كثيرة ، ومنها كتابنا هذا. ثالثا : كتب مفقودة ، لم يحفظ منها سوى الاسم ، من قبيل كتابه « نهج العرفان في علم الميزان ». رابعا : كتب مشكوكة النسبة ، له ولغيره ، ككتاب « الكشكول فيما جرى على آل الرسول » (1). إن المقومين لمؤلفات من نترجم له ، بعض قوم الكم والكيف مرة واحدة ، وبعض ثان تطرق إلى الكيف دون الكم ، وبعض ثالث اتجه في تثمينه إلى الكم دون الكيف. علما !! بأن المقومين لها كيفا ، سلكوا سبلا ثلاثة : فمنهم من تناول المجموع ، ومنهم من تعرض لكل جانب من مؤلفاته على حدة ، وآخرون ـ وهو منهم ـ اختص تقويمه بكل كتاب بمفرده. في حين أن المقومين لها كما ، نهجوا طريقين اثنين : ففريق كان 1 ـ أعيان الشيعة : 24 / 327. (26)
تثمينه على أساس من مجموعها في مقام الكثرة ، والفريق الاخر كان تثمينه على أساس من مجموعها في مقام الشمول ، أي استيعابها لاكبر عدد ممكن من العلوم والمعارف التي ألفت فيها.
ففي هذا المقام قال التفريشي : « ويخطر ببالي أن لا أصفه ، إذ لا يسع كتابي هذا ، ذكر علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده ، وإن كل ما يوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه ، له أزيد من سبعين كتابا في الاصول والفروع والطبيعي والالهي وغيرها » (1). وفي مقام التقويم الكيفي ، فقد تكلم المعنيون فيه إلى : أولا : في صدد المجموع وهنا قال البحراني : « نقل بعض متأخري أصحابنا : أنه ذكر ذلك عند شيخنا المجلسي رحمه الله ، فقال ، ونحن بحمد الله لو عدت تصانيفنا على أيامنا لكانت كذلك ، فقال بعض الحاضرين : إن تصانيف مولانا الاخوند مقصورة على النقل ، وتصانيف العلامة مشتملة على التحقيق والبحث 1 ـ نقد الرجال : ص 99. (27)
بالعقل ، فسلم رحمه الله ذلك ، حيث كان الامر كذلك » (1).
ثانيا : في صدد النوع فقد ذكر السيد بحر العلوم : « صنف في كل علم كتبا ، وأتاه الله من كل شيء سببا. أما الفقه : فهو أبو عذره ، وخواض بحره ، وله فيه اثنا عشر كتابا ، هي مرجع العلماء وملجأ الفقهاء. وأما الاصول والرجال : فإليه فيهما تشد الرحال ، وبه تبلغ الآمال وهو ابن بجدتها ومالك أزمتها. وله قدس سره في التفسير والحديث وفنون العربية كتب كثيرة ، ذكرها في « الكتابين » ، ولكن لم يكتحل بشيء منهما ناظر العين ... » (2). ثالثا : في صدد الفرد حيث قوم العلامة نفسه كتبه واحدا واحدا بقوله : « كتاب منتهى المطلب في تحقيق المذهب » : لم يعمل مثله ، ذكرنا فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه. ورجحنا ما نعتقده ، بعد ابطال حجج من خالفنا فيه. « كتاب مختلف الشيعة في أحكام الشريعة » : ذكرنا فيه خلاف علمائنا خاصة ، وحجة كل شخص ، والترجيح لما نصير إليه. 1 ) لؤلؤة البحرين : ص 226. 2 ـ رجال بحر العلوم : 2 / 257 ـ 286 « باختصار ». (28)
ككتاب « إستقصاء الاعتبار في تحقيق معاني الاخبار » : ذكرنا فيه كل حديث وصل إلينا ، وبحثنا في كل حديث منه على صحة السند وإبطاله ، وكون متنه محكما أو متشابها ، وما اشتمل عليه المتن من المباحث الاصولية والادبية ، وما يستنبط من المتن من الاحكام الشرعية وغيرها.
كتاب « نهج الايمان في تفسير القرآن » : ذكرنا فيه ملخص الكشاف والتبيان وغيرهما ... » (1). وفي مقام التقويم الكمي : فقد تكلم عنها اصحاب التراجم في ناحيتين : أولا : في مقام الكثرة فقد أورد الطريحي : « له كثير من التصانيف. وعن بعض الافاضل : وجد بخطه خمسمائة مجلد من مصنفاته ، غير خط غيره من تصانيفه. قال الشيخ البهائي : من جملة كتبه قدس سره ، كتاب شرح الاشارات « ولم يذكره في عداد الكتب المذكورة هنا ، يعني في الخلاصة ، قال : هو موجود عندي بخطه » (2). 1 ـ رجال العلامة : ص 43 ـ 44 « باختصار ». 2 ـ مجمع البحرين : 6 / 123. (29)
ثانيا : في مقام الشمول
ـ 1 ـ
قال المحسن الامين العاملي : « سبق في فقه الشريعة ، وألف فيه المؤلفات المتنوعة ، من مطولات ومتوسطات ومختصرات ، فكانت محط أنظار العلماء ، من عصره إلى اليوم ، تدريسا وشرحا وتعليقا.
فألف من المطولات ثلاثة كتب ، لا يشبه واحد منها الاخر ، وهي المختلف : ذكر فيه أقوال علماء الشيعة وخلافاتهم وحججهم ، والتذكرة : ذكر فيها خلاف علماء غير الشيعة وأقوالهم واحتجاجهم ، ومنتهى المطلب : ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين. وألف من المتوسطات كتابين ، لا يشبه أحدهما الاخر ، وهما : القواعد : فكانت شغل العلماء في تدريسها وشرحها ، من عصره إلى اليوم وشرحت عدة شروح ، والتحرير : جمع أربعين ألف مسألة. وألف من المختصرات ثلاثة كتب ، لا يشبه أحدها الاخر ، وهي : إرشاد الاذهان ، تداولته الشروح والحواشي أخصر. وإيضاح الاحكام ، أخصر منه ، والتبصرة لتعلم المبتدئين ، أخصر منهما. ـ 2 ـ
وفاق في علم اصول الفقه ، وألف فيه أيضا المؤلفات المتنوعة ، من مطولات ومتوسطات ومختصرات ، كانت كلها ككتبه الفقهية ، محط أنظار العلماء في التدريس وغيره.
فألف من المطولات : النهاية ، في مجلدين كبرين. ومن المتوسطات : التهذيب ، وشرح مختصر ابن الحاجب. (30)
ومن المختصرات : مبادئ الوصول إلى علم الاصول.
ـ 3 ـ
وبرع في الحكمة العقلية ، حتى أنه باحث الحكماء السابقين في مؤلفاته وأورده عليهم ، وحاكم بين شراح الاشارات لابن سينا ، وناقش النصير الطوسي ، وباحث الرئيس ابن سينا وخطأه.
ـ 4 ـ
وألف في : علم اصول الدين ، وفن المناظرة ، والجدل.
وعلم الكلام : من الطبيعيات ، والالاهيات ، والحكمة العقلية خاصة ومباحثة ابن سينا ، والمنطق. وغير ذلك من المؤلفات النافعة ، المشتهرة في الاقطار. وألف في الرد على الخصوم والاحتجاج المؤلفات الكثيرة » (1). المنهجية لدي العلامة عنصر ضروري ، قد توفرت عليه جميع مؤلفاته وهذا ما نلمسه جليا عند مطالعة مختلف كتبه ، ومراجعة جميع فهارس بحوثه ، الامر الذي جعله أزاءها من الرواد الاوائل ، الذين أسهموا في إعطاء هذا الفن حقه من الاهمية. وهي تتضح في كتابه هذا بالخصوص على الشكل التالي : أولا : في هيكله العام وذلك يعني رسم صورة كاملة عن الكتاب في خطوطه العريضة ، 1 ـ أعيان الشيعة : 24 / 279 ـ 280 « باختصار ». |
|||
|