تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: 46 ـ 60
(46)
    وحكى نحوه عن المحقّق الشيخ محمّد نجل الشهيد الثاني بزيادة قوله : واحتمال أن يكون من غلمانه ، لكونه تأدّب عليه ، غير معروف الذكر في الرجال وكأنـّه مأخوذ من النجاشي ، والعجلة اقتضت إسقاط لفظة ( له في الأدب ، كتاب التصريف ) ، فلا ينبغي الغفلة عن ذلك. انتهى.
    ورام الحائري في منتهى المقال (1) توجيه كلام العلاّمة رحمه الله وردّ المحقّق الشيخ محمّد رحمه الله بقوله : إنّ العلاّمة رحمه الله كثيراً ما ينقل عبارة النجاشي ويزيد عليها ما يقتضيه المقام ، وربّما يحذف منه بعض الزوائد غير المخلّة كما هنا. ويجيء الغلام بمعنى المتأدّب ـ أي : التلميذ ـ في عبائر القوم أكثر كثير ..
    ثم أخذ في إثبات ذلك بما نقلناه في تفسير اللفظة في المقام الخامس من الفصل السادس من مقباس الهداية (2) ، فراجع.
    وكيف كان ؛ فلا إشكال في كون الرجل إمامياً. وقد سمعت من النجاشي أنّه من علماء الإمامية (3) ، والمدائح المزبورة تجعل روايته من الحسان المعتمدة.
1 ـ منتهى المقال : 68 الطبعة الحجرية [ الطبعة المحقّقة 2/171 برقم ( 282 ) ].
2 ـ مقباس الهداية 3/15 ـ 17 ( صفحة : 152 من الطبعة الحجرية ).
3 ـ أقول : وكما صرح النجاشي رحمه الله بأنّ المترجم من علماء الإمامية ، كذا صرح في معجم الأدباء 7/108 برقم 24 وقال : .. يرى رأي ابن ميثم ، ويقول بالإرجاء ، وكان لا يناظره أحد إلاّ قطعه لقدرته على الكلام ..
    وفي لسان الميزان 2/57 برقم 214 قال : وكان شيعياً إمامياً على رأي ابن ميثم ويقول بالإرجاء .. إلى أن قال : ويقال : إنّه قيل له : لِمَ قلّت روايتك عن الأصمعي ؟ فقال : رميت عنده بالقدر ومذهب الاعتزال.
    وصرّح أيضاً العلامة في الخلاصة : 26 برقم 5 بذلك فقال : كان من علماء الإمامية ثقة.
    وفي روضات الجنّات 2/134 برقم 151 قال : كان من علماء الإمامية ..


(47)
    ولذا عدّه في الوجيزة (1) والبلغة (2) ممدوحاً.
    بل يمكن عدّ حديثه في الصحيح باعتبار توثيق الكشي رحمه الله إيّاه على ما نقله ابن داود (3) ، حيث قال : بكر بن محمّد بن حبيب بن بقية أبو عثمان المازني الشيباني ، شيخ الفضلاء ، لم يرو عنهم عليهم السلام. الكشي : كان إماماً ثقة (4). انتهى.
    وعن تعليقات الشهيد الثاني رحمه الله نفي وجدانه في كلام الكشي.
    قلت : لم يتعرّض الكشي للرجل أصلا ، ولعلّه وجده في ترجمة غيره ، وما لم يعلم اشتباهه يحمل على الصحة ، ويرتّب عليه الأثر ، سيّما وما ينقله من غير ردّ فهو مقبول له ، فإن لم يكن صدر من الكشّي توثيق فنكتفي بتوثيق ابن داود ، ونعدّ الرجل من الثقات ، وخبره من الصحاح ، سيّما بملاحظة أنّ ما حكاه عنه المبرّد من امتناعه مع كمال فاقته من تعليم الذمي كتاب سيبويه ، مع بذله مائة دينار في قبال تعليمه ، معلّلا امتناعه بأنّ في الكتاب ثلاثمائة وكذا .. وكذا .. آية من كتاب الله عزّ وجلّ ، ولست أرى أن أُمكّن ذميّاً منها .. غيرة وحميّة
1 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي :170 برقم ( 297 ) ] قال : .. وابن محمّد بن حبيب ممدوح.
2 ـ بلغة المحدثين : 337 برقم 10 ، وعده في إتقان المقال : 167 في الحسان ، وكذلك في ملخّص المقال عدّه في قسم الحسان.
3 ـ ابن داود في رجاله : 73 برقم 261 ، وحكى في روضات الجنات عن تعليقة الشهيد الثاني رحمه الله على الخلاصة عن ابن داود نقلاً عن الكشي أنّه ـ يعني أباعثمان المازني ـ إمام ثقة.
4 ـ أقول : وثّقه العلامة صريحاً في الخلاصة : 26 برقم 5 ، وابن داود في رجاله : 73 برقم 261 ، ووثقه ـ أيضاً ـ في إنباه الرواة 1/248 برقم 155 بقوله : وكان المازني من فضلاء الناس ورواتهم وثقاتهم .. هذا ولم أعثر في رجال الكشي على ما نقل عنه ، ولعلّه زاغ عن البصر.


(48)
يكشف عن غاية ورعه وتقواه ، ومن شاء شرح ذلك فليراجع روضات الجنّات (1).
    وعلى أيّ حال ، فما في الحاوي (2) من عدّه في الضعفاء خطأ واضح ؛ لأنّ حديثه إن لم يكن صحيحاً فلا أقلّ من كونه في أعلى مراتب الحسن ، كما هو ظاهر (3).
1 ـ روضات الجنّات 2/134 برقم 151 ، وجاء في معجم الاُدباء 7/111 تحت رقم 24.
2 ـ حاوي الأقوال 3/320 برقم 1923 [ المخطوط : 231 برقم ( 1232 ) من نسختنا على ترقيمنا ].
3 ـ
جمل الثناء على المترجم
    اتفقت كلمات العامة والخاصة في الثناء عليه وتعظيمه والإعجاب بسعة باعه في الأدب والفقه والحديث ، وإليك نبذة من كلماتهم :
    قال الخطيب في تاريخ بغداد 7/94 تحت رقم 3529 : سمعت بكار بن قتيبة يقول : ما رأيت نحوياً قطّ يشبه الفقهاء إلاّ حبان بن الهلال ، والمازني ـ يعني أباعثمان ـ.
    وقال في أنباه الرواة 1/248 تحت رقم 155 : وكان أبوالعباس المبرد يصف المازني بالحذق بالكلام والنحو. قال : وكان إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشيء من النحو ، وإذا ناظر أهل النحو لم يستعن بشيء من الكلام. وقال الجاحظ في كتاب البلدان : وقد ذكر فضل البصرة ورجالها ، وفينا اليوم ثلاثة رجال نحويّون ليس في الأرض مثلهم ، ولا يدرك مثلهم .. منهم أبو عثمان بكر بن محمّد المازني .. إلى أن قال : وكان المازني من فضلاء الناس ورواتهم وثقاتهم ، وكان متخلقاً رفيقاً بمن يأخذ عنه.
    وقال ابن خلكان في وفياته 1/283 ـ 284 برقم 118 : كان إمام عصره في النحو والأدب .. إلى أن قال : قال أبوجعفر الطحاوي الحنفي المصري : سمعت القاضي بكار ابن قتيبة قاضي مصر ، يقول : ما رأيت نحوياً قط يشبه الفقهاء إلاّ حيان بن هرمة ، والمازني ـ يعني أباعثمان المذكور ـ وكان في غاية الورع. وفي صفحة : 285 قال : وكان أبو عثمان مع علمه بالنحو متّسعاً في الرواية ..
    وقال في شذرات الذهب 2/113 في حوادث سنة 247 : وفيها توفي أبو عثمان المازني النحوي صاحب التصانيف ، واسمه : بكر بن محمد ، قال تلميذه المبرد : لم يكن


(49)
    وقد أرّخوا وفاته بسنة تسع وأربعين ومائتين بالبصرة رحمه الله تعالى (1) ، وسمعت من النجاشي إبدال التسع بالثمان ، وأبدله بعضهم بسنة ست وثلاثين
بعد سيبويه أعلم من أبي عثمان المازني بالنحو ، قال ابن خلكان : كان في غاية الورع ..
    ومثله غيره من كلمات أرباب المعاجم ، وقد وصفوه ب‍ : الفقيه ، والنحوي ، والمتكلم ، والأديب ، والراوية للحديث .. ثم وصفوه بالورع ، وأنّه من فضلاء الناس ، وثقاتهم ، وممن رزق الخلق الحسن ، ورفيقاً مع تلامذته.
ما يكشف عن ورعه
    في معجم الأدباء 7/111 تحت رقم 24 وغيره من المصادر ما يلي : وروي عن المبرد : إنّ يهودياً بذل للمازني مائة دينار ليقرئه كتاب سيبويه ، فامتنع من ذلك ، فقيل له : لِمَ امتنعت مع حاجتك وعيلتك ؟ فقال : إنّ في كتاب سيبويه .. كذا وكذا آية من كتاب الله ، فكرهت أن أقرأ كتاب الله للذمة ، فلم يمض على ذلك مدة مديدة حتى أرسل الواثق في طلبه ، وأخلف الله عليه أضعاف ما تركه لله.
    وهذه القصة تكشف عن شدة تحفظه وتورعه وغيرته على مقدسات الدين.
1 ـ
الأقوال في وفاة المترجم :
    ذكر في رجال النجاشي : 85 برقم 275 أنّ المترجم مات في سنة 248 ، ومثله في الخلاصة : 26 برقم 5 ، وملخص المقال في قسم الحسان ، ونقد الرجال : 59 برقم 26 [ المحقّقة 1/295 برقم ( 792 ) ] ، ومجمع الرجال 1/278.
    وفي وفيات الأعيان 1/286 برقم 118 قال : وتوفى أبو عثمان المازني المذكور في سنة تسع وأربعين ومائتين ، وقيل : ثمان وأربعين ، وقيل : ست وثلاثين ومائتين بالبصرة ، رحمه الله.
    وفي بغية الوعاة : 203 قال : مات سنة تسع أو ثمان وأربعين ومائتين ، كذا قال الخطيب البغدادي ، وقال غيره : سنة ثلاثين ..
    وفي شذرات الذهب 2/113 ذكر وفاته في حوادث سنة سبع وأربعين ومائتين ، وفي النجوم الزاهرة 2/329 ذكر وفاته سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وفي معجم الأدباء 7/108 تحت رقم 24 قال : مات أبو عثمان فيما ذكره الخطيب في سنة تسع وأربعين ومائتين ، أو ثمان وأربعين ومائتين ، وذكر ابن واضح أنّه مات سنة ثلاثين ومائتين.
    وفي العبر 1/448 ذكر موته في حوادث سنة سبع وأربعين ومائتين.


(50)
ومائتين (*).

    [ الضبط : ]
    قد مرّ (2) ضبط العبدي في ترجمة : إبراهيم بن خالد العطّار.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (3) بالعنوان المذكور من أصحاب الصادق عليه السلام.
(*)
حصيلة البحث
    إن دراسة ما ذكر في المترجم ، وجمل الثناء عليه ، والتصريح بكونه إمامياً ، وإنه يمتاز بخصال سامية ، لا تدع مجالاً للتشكيك في كونه في أعلى درجات الحسن أقلاً إن لم نحكم بوثاقته ، أما رميه بالقول بالإرجاء فهي شنشنة أعرفها من أخزم ـ ومن المتسالم عليه بأنّ : ( متسافل الدرجات يحسد من علا ) ـ فإنّ من سبر وتأمل في تراجم عظماء الإمامية ، والذين قلّ نظيرهم في فرق المسلمين في إحاطتهم بالعلوم ، وتبحرهم في الفنون ، وتبرّزهم في الصفات والملكات الفاضلة ، لابد وأن يرمى بشيء يشينه ، ويلصق به ما يحطّ من كرامته ، ومن المعلوم أنّ مجال التهمة والافتراء واسع ، ولكن الله تعالى يقيضّ ـ ولو بعد زمان ـ من يكشف الحقيقة وينزه المفترى عليه ، فالمترجم في أعلى مراتب الحسن ، وحديثه حسن كالصحيح ، فتفطن.
1 ـ كذا ذكره جمع ، لكن في بعض المصادر : عائذ ، وفي بعضها : عائد ، وفي بعض آخر : عابد.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 156 برقم 30 ، مجمع الرجال 1/278 ، نقد الرجال : 60 برقم 29 [ المحقّقة 1/299 برقم ( 795 ) ] ، منهج المقال : 72 [ الطبعة المحقّقة 3/85 برقم ( 868 ) ] ، الوسيط المخطوط : 55 ، ملخّص المقال في قسم غير البالغين مرتبة المدح والقدح ، هامش منتهى المقال : 66 ولم يرد في الطبعة المحقّقة أخيراً !
2 ـ في صفحة : 386 من المجلّد الثالث.
3 ـ رجال الشيخ : 156 برقم 30.


(51)
    وظاهره كونه إمامياً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن حاله ، فهو ممّن لم يتّضح لي حاله.

    جاء في أمالي الشيخ 2/223 [ : 610 حديث 1261 ] بسنده : .. قال حدّثني بكر بن الملك البصري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه أمير المؤمنين عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 15/19 حديث 30 ، ولكن فيه : بكر بن عبد الملك ، وكذلك في بحار الأنوار 38/325 حديث 36 ، وفيه : بكر بن عبد الملك البصري ..
    أقول : وجاء هذا في كتاب ( الأربعون حديثاً ) لمنتجب الدين ابن بابويه : 33 حديث 11 ، وفيه أيضاً : بكر بن عبد الملك البصري.
    وفي الكامل في الضعفاء لابن عدي 2/27 برقم 23 : قال في ترجمته : وبكر الأعنق هذا غير معروف وهو الذي ذكره البخاري عن ثابت عن أنس ..
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكر في المعاجم الرجالية فهو مهمل وروايته سديدة ؛ لأنّها تؤيّد بروايات صحاح.

    عدّه البرقي في رجاله : 40 بهذا العنوان من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، ولم يذكره أحد من أرباب الجرح والتعديل غيره.
حصيلة البحث
    أهمل ذكر المعنون علماء الرجال سوى البرقي ، وعلى كل حال فهو غير متّضح موضوعاً وحكماً.


(52)

    جاء في لسان الميزان 2/60 برقم 224 : بكر بن هشام ، عن إسماعيل ابن مهران ، وعنه القاسم بن سليمان ، ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة.
    وجاءت روايته في أمالي الطوسي 1/54 بسنده : .. عن القاسم بن سليمان البزاز ، قال : حدّثني بكر بن هشام ، قال : حدّثني إسماعيل بن مهران ..
حصيلة البحث
    لم يذكره علماؤنا الرجاليون ، فهو يعدُّ عندنا مهملاً.

    جاء في صفين لنصر بن مزاحم : 286 ، وكذا في تاريخ الطبري 5/32 قال : .. فقاتل النخع يومئذ قتالاً شديداً ، فأصيب منهم يومئذ بكر بن هوذة وحيّان بن هوذة ، وشعيب بن نعيم من بني بكر النخع .. إلى آخره.
    وقد عنونه في الجامع في الرجال 1/327 ، وعدّه في الرواة خطأ ؛ لأنه ليس منهم.
حصيلة البحث
    المعنون ليس من الرواة بل من الشهداء تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام ، فذكره في زمرة الرواة لا مورد له.

    جاء في الخرائج والجرائح 2/577 حديث 2 ، وفيه : أبو القاسم بكران ابن الطيب ..
حصيلة البحث
    المعنون ممن لم يذكره أعلامنا في الجرح والتعديل ولذلك يعدّ مهملاً ، إلاّ أنّ الرواية المذكورة منقولة بطرق متعددة ومتلقّاة بالقبول.


(53)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الكندي في ترجمة : إبراهيم بن مرثد.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (2) إيّاه تارة : في أصحاب الباقر عليه السلام قائلا : بكرويه الكندي الكوفي ، روى عنه عليه السلام ، وعن أبي عبد الله عليه السلام ، روى عنه أبان بن عثمان. انتهى.
    واُخرى (3) : في أصحاب الصادق عليه السلام قائلا : بكرويه الكندي الكوفي ، روى عنهما ـ يعني الصادقين ـ عليهما السلام.
    وظاهره كونه إمامياً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 109 برقم 20 وصفحة : 158 برقم 55 ، جامع الرواة 1/129 ، الوسيط المخطوط : 55 ، لسان الميزان 2/61 برقم 229.
1 ـ في صفحة : 380 من المجلّد الرابع.
2 ـ رجال الشيخ : 109 برقم 20.
3 ـ رجال الشيخ أيضاً : 158 برقم 55 ، وفي لسان الميزان 2/61 برقم 229 قال : بكرويه الكندي ، وبرقم 230 قال : بكرويه المحاربي .. كوفيان ، ذكرهما الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن الصادق رحمه الله [ صلوات الله عليه ].
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر أحد من أرباب الجرح والتعديل ما يُعرب عن حال المعنون ، فهو ممّن لم يتّضح حاله.


(54)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط المحاربي في ترجمة : أبان [ بن ] المحاربي.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (2) إيّاه من أصحاب الصادق عليه السلام ، مضيفاً إلى ما في العنوان قوله : مولاهم ، صاحب الأدم ، كوفيّ.
    وظاهره كونه إمامياً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    بيان
    الأدم : جمع أديم ، وهو الجلد الذي تمّ دباغه وتناهى (3) ، كما نصّ عليه سيبويه ، والجوهري (4) والصاغاني. وأمّا صاحب القاموس (5) فقد تبع ابن سيده * ، وجعله اسم جمع (*).
1 ـ في صفحة : 161 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الشيخ : 158 برقم 54 ، ولسان الميزان 2/61 برقم 230.
3 ـ ما قاله قدّس سرّه هنا هو حاصل ما جاء في تاج العروس 8/181.
4 ـ في صحاح اللغة 5/1858 : قال : الأدم : جمع الأديم.
5 ـ قال في القاموس المحيط 4/73 : والأدم اسم للجمع ..
* ـ [ سِيْدَه ] بالسين المكسورة ، والياء المثناة من تحت الساكنة ، والدال المفتوحة ، ثم الهاء ، له كتاب المخصص في اللغة.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف في المجاميع الرجالية والحديثية على ما يوضح حال المترجم ، فهو غير مبين الحال.

    جاء في الكافي 2/573 برقم 14 بسنده : .. عن يزيد بن مرّة ، عن


(55)
    يقال له : الغنوي ، نزل غنى .. هكذا في باب أصحاب الصادق عليه السلام من رجال الشيخ رحمه الله (1).
    الترجمة :
    ولم أقف فيه على غير ذلك.
    فهو إماميّ لظاهر الشيخ ، مجهول.
    [ الضبط : ]
    وقد مرّ (2) ضبط النخعي في ترجمة : إبراهيم بن يزيد.
بكير قـال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام ..
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 157 برقم 45 ، جامع الرواة 1/129 ، مجمع الرجال 1/279 ، نقد الرجال : 60 برقم 1 [ المحقّقة 1/299 برقم ( 797 ) ] ، منهج المقال : 72 [ الطبعة المحقّقة 3/86 برقم ( 871 ) ].
1 ـ قال الشيخ رحمه الله في رجاله ( طبعة النجف الأشرف الطبعة الحيدرية ) : 157 برقم 45 : بكير بن أحمر النخعي الكوفي ، يقال له : الغنوي نزل غنى.
    ونقل المعلق في ذيل العنوان : وفي بعض النسخ : أحمد ـ بالدال المهملة ـ.
    وفي مجمع الرجال : بكير بن أحمد النخعي الكوفي .. ، ومثله في نقد الرجال ، وجامع الرواة ، ومنهج المقال ، والجميع نقلوا عن رجال الشيخ بعنوان : بكير بن أحمد ، ويظهر منه أنّ ما في طبعة النجف الأشرف من كلمة : بن أحمر ، غلط.
2 ـ في صفحة : 120 من المجلّد الخامس.


(56)
    وضبط الغنوي في : أبان بن كثير العامري (1).
    ومراده بنزول غنى : النزول في ديار غنى وأراضيهم ومساكنهم ، فلذا قيل له : الغنوي ، وإلا فهو نخعي (*).

    [ الضبط : ]
    قد مرّ (2) ضبط سنسن في ترجمة : أبان بن أرقم.
1 ـ في صفحة : 159 من المجلّد الثالث.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر أحد من أهل الفن ترجمة عن حال المعنون ، فهو غير مبين الحال.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 109 برقم 17 ، فهرست الشيخ : 100 برقم 224 ، مشيخة الفقيه 4/32 ، رجال الكشي : 181 حديث 315 وموارد اُخرى ، الاختصاص : 8 ، التحرير الطاوسي : 55 برقم 60 [ المخطوط : 10 برقم ( 53 ) ] ، تكملة الرجال 1/232 ، روضة المتقين 14/67 ( قسم المشيخة ) ، رسالة أبي غالب الزراري : 20 ، لسان الميزان 2/231 ، الخلاصة : 28 برقم 4 ، رجال ابن داود : 72 برقم 257 ، الوجيزة : 147 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 170 برقم ( 299 ) ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 72 [ الطبعة المحقّقة 3/86 ـ 87 برقم ( 307 ) ] ، حاوي الأقوال 1/219 برقم 107 و3/94 برقم 1057 [ المخطوط : 34 برقم 107 وصفحة 181 برقم ( 907 ) ] ، إتقان المقال : 167 ، توضيح الاشتباه : 81 برقم 316 ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، منهج المقال : 72 [ الطبعة المحقّقة 3/86 ـ 88 برقم ( 872 ) ] ، هداية المحدثين : 26 ، جامع الرواة 1 / 129 .. وغيرها.
2 ـ في صفحة : 75 من المجلّد الثالث ، وقد مرّ ضبط : السنبسي وليس : سنسن.


(57)
    وضبط الشيباني في ترجمة : إبراهيم بن رجاء (1).
    والجَهِم : بالجيم المفتوحة ، والهاء المكسورة ، والميم ، وزان وَجِه.
    وفي القاموس (2) : الجهم ـ ككتف ـ الوجه الغليظ المجتمع السمج. انتهى. وقد سمّي به جمع ..
    [ الترجمة : ]
    قد عدّه الشيخ رحمه الله (3) تارة : من أصحاب الباقر عليه السلام قائلا : بكير بن أعين بن سنسن الشيباني الكوفي ، روى عنه عليه السلام ، وعن أبي عبد الله عليه السلام يكنّى : أبا عبد الله ، ويقال له : أبو الجهم ، وله ستة أولاد ذكور (4) : عبد الله ، والجهم ، وعبد الحميد ، وعبد الأعلى ، وعمر ،
1 ـ في صفحة : 414 من المجلّد الثالث.
2 ـ القاموس المحيط 4/92 : قال الجهم ، وككتف : الوجه الغليظ المجتمع السمج .. وفي لسان العرب 12/110 ذكر هذا المعنى لجَهْم والجَهِيْم ، وقال بعد عدة أسطر في صفحة : 111 : ورجلٌ جَهْم وجَهِم وجَهُوم : عاجز ضعيف.
3 ـ رجال الشيخ : 109 برقم 17.
    وذكر الشيخ رحمه الله في الفهرست : 100 تحت الرقم 314 الطبعة الحيدرية ، [ والطبعة المرتضويّة : 74 تحت رقم ( 302 ) ، وطبعة جامعة مشهد : 142 ـ 143 تحت رقم ( 295 ) ] في ترجمة زرارة بعد أن ذكر جمعاً من آل زرارة قال : .. وبكير بن أعين يكنى : أبا الجهم .. إلى أن قال : ولهم أيضاً روايات علي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام.
    ولم يعهد من أحد عدّ أولاد أعين من أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام ، فتدبر.
    وأقول : كنّاه الشيخ هنا ب‍ : أبي عبد الله ، ثم قال : ويقال : إنّه يكنى : أبو الجهم ، ولكن في مشيخة الفقيه 4/32 قال : يكنى : أبا الجهم.
4 ـ صرح الشيخ الطوسي رحمه الله بأنّ أولاد المترجم من الذكور ستّة ، ولكن في


(58)
وزيد (1). انتهى.
    واُخرى (2) : من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا : بكير بن أعين الشيباني يكنّى : أبا عبد الله. مات في حياة أبي عبد الله [ عليه السلام ] (3). انتهى.
    وقال الكشي (4) : حدّثنا حمدويه ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الفضل (5) وإبراهيم (6) ابني محمّد الأشعريين ، قالا : إنّ أبا عبد الله عليه السلام لمّا بلغه وفاة بكير بن أعين قال : « أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما ».
    محمد (7) بن مسعود ، قال : حدّثني علي بن الحسن ، عن أبيه (8) ، عن إبراهيم
رجال النجاشي رحمه الله : 164 برقم 576 ، قال في ترجمة عبد الله بن بكير : وإخوته عبد الحميد ، والجهم ، وعمر ، وعبدالأعلى. ولم يذكر له ولداً مسمّى ب‍ : زيد ، وبعد الفحص والتنقيب في المصادر الرجالية والحديثية لم أجد لزيد بن بكير عين ولا أثر.
1 ـ خ. ل : يزيد.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ رجال الشيخ : 157 برقم 43.
3 ـ وقد عدّه الشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص : 8 من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام المقربين.
4 ـ رجال الكشي : 181 حديث 315.
5 ـ في المصدر : الفضيل.
6 ـ لا يخفى أنّ الفضل وإبراهيم هما ممّن رويا عن الإمامين الكاظم والرضا عليهما السلام كما صرّح بذلك النجاشي في رجاله : 19 برقم 41 الطبعة المصطفوية [ وطبعة الهند : 18 ، وطبعة جماعة المدرسين : 24 و25 برقم ( 42 ) ، وطبعة بيروت 1/107 برقم ( 41 ) ] فقال : إبراهيم بن محمد الأشعري قمي ثقة ، روى عن موسى والرضا عليهما السلام وأخوه الفضل ، وكتابهما شركة ، رواه الحسن بن علي بن فضال عنهما.
    ولم ترد رواية عنهما عن الصادق عليه السلام ، ولم ينسب أحد روايتهما عنه عليه السلام ، وحينئذ لابدّ وأن يكون في السند إما سقطاً من الناسخ ، أو أنّهما رفعا الخبر وقطعا السند ، فتدبر.
7 ـ رجال الكشي : 181 برقم 316.
8 ـ أقول : صرّح النجاشي العلامة الخبير رحمه الله في رجاله : 195 برقم 670 الطبعة


(59)
ابن محمّد الأشعري ، عن عبيد بن زرارة .. والحسن بن جهم بن بكير ، عن (1) عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر بكير بن أعين ، فقال : « رحم الله بكيراً وقد فعل » فنظرت إليه وكنت يومئذ حديث السنّ فقال : « إنّي أقول إن شاء الله ». انتهى.
    وروى الكشي (2) أيضاً خبراً يأتي في ترجمة : حمران ، يتضمّن قول الصادق عليه السلام ـ بعد سؤاله عن حمران وجوابه ـ ، بأنـّه : قد حجّ (3) وهو يقرأك السلام ما لفظه : « عليك وعليه السلام ».
    وفي التحرير الطاوسي (4) : بكير بن أعين ، مشكور ، مات على الاستقامة ،
المصطفوية [ وطبعة الهند : 181 ـ 182 ، وطبعة جماعة المدرسين : 258 تحت رقم ( 676 ) ، وطبعة بيروت 2/83 تحت رقم ( 674 ) ] في ترجمة علي بن الحسن بقوله : ولم يرو عن أبيه شيئاً ، وقال : كنت أقابله وسني ثمان عشرة سنة بكتبه ولا أفهم إذ ذاك الروايات ، ولا أستحلّ أن أرويها عنه ، وروى عن أخويه ، عن أبيهما.
    وهذا مع التصريح فلابد وأنّ يكون السند إما مقطوعاً ، أو يكون فيه سقطاً من قلم الناسخ ، إذ يكون الصحيح : محمّد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن أخيه ، عن أبيه .. فراجع وتأمل.
1 ـ في المصدر زيادة كلمة : عمّه .. هنا.
2 ـ رجال الكشي : 179 حديث 312 بسنده : .. عن فضالة بن أيوب ، عن بكير بن أعين ، قال : حججت أول حجّة فصرت إلى منى ، فسألت عن فسطاط أبي عبد الله عليه السلام فدخلت عليه ، فرأيت في الفسطاط جماعة ، فأقبلت انظر في وجوههم فلم أره فيهم ، ـ وكان في ناحية الفسطاط يحتجم ـ ، فقال : « هلمّ إليّ » ، ثم قال : « يا غلام ! أمن بني أعين أنت ؟ » قلت : نعم ، جعلني الله فداك ، قال : « أيهم أنت ؟ » قلت : أنا بكير ابن أعين ، قال لي : « ما فعل حمران » ؟ قلت : لم يحجّ العام على شوق شديد منه إليك ، وهو يقرأ عليك السلام ، فقال : « عليك وعليه السلام .. »
3 ـ كذا في الطبعة الحجرية ، وجاء في المصدر : لم يحجّ العام ..
4 ـ التحرير الطاوسي : 58 برقم 60 ، وقال في التكملة 1/232 : قوله : بكير بن أعين ..


(60)
    وما رأيت ما ينافي ذلك ، وممّا روي في مدحه أنّ الصادق عليه السلام قال فيه بعد موته : « لقد أنزله الله بين رسوله وأمير المؤمنين عليهما السلام ».
    الطريق : حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الفضل ،
في الذخيرة : وأما بكير ؛ فليس في شأنه توثيق صريح ، لكن روى الكشي في رجاله بعض الروايات الصحيحة الدالة على مدح عظيم في شأنه ، وبعض الروايات المعتبرة الدالة على حسن حاله ، ثم قال : لا يحسن عندي التوقف من هذه الجهة .. أي : من جهة بكير المذكور.
    وقال في لسان الميزان 2/61 برقم 231 : بكير بن أعين أخو حمران بن أعين ، ذكره الكشي في رجال الشيعة من الرواة عن أبي جعفر وولده رحمهما الله تعالى [ صلوات الله وسلامه عليهما ].
    وفي روضة المتقين في شرح مشيخة الفقيه 14/67 ـ 68 قال : وما كان فيه عن بكير بن أعين .. روى الكشي ـ في الصحيح ـ عن الفضل وإبراهيم ابني محمّد الأشعريين قالا : إنّ أبا عبد الله عليه السلام لمّا بلغه وفاة بكير بن أعين قال : « والله لقد أنزله الله بين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وبين أمير المؤمنين عليه السلام » ، وروى أنّه من حواري محمّد بن علي وجعفر بن محمّد عليهما السلام.
    وفي الموثق ، عن عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر بكير ابن أعين ، فقال : « رحم الله بكيراً ، وقد والله فعل ، مشكور مات على الاستقامة » الخلاصة ، فالخبر حسن كالصحيح ، وربّما يوصف بالصحّة.
    وفي خير الرجال ( المخطوط ) : 211 ـ بعد أن نقل كلام الشيخ والعلامة وعن الكشي وابن طاوس ـ قال : وطريق الصدوق إليه حسن كما في الخلاصة بإبراهيم بن هاشم ، بل الطريق به صحيح.
    وفي رجال الكشي : 161 برقم 270 في إخوة زرارة ، بسنده : .. قال : عن الحسن ابن علي بن يقطين ، قال : حدثني المشايخ أنّ حمران ، وزرارة ، وعبدالملك ، وبكيراً ، وعبد الرحمن بن أعين كانوا مستقيمين ، ومات منهم أربعة في زمان أبي عبد الله عليه السلام ، وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ، وبقي زرارة إلى عهد أبي الحسن فلقي ما لقي.
    وفي رسالة أبي غالب الزراري : 20 عدّ بكيراً من كبراء ولد أعين والمعروفين منهم.
تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: فهرس