عبقـرية مبكـرة لأطفالنا ::: 76 ـ 90
(76)
النخلة تساقط عليك رطباً جنياً » (1) ، ثم ارفع صوتك بهذه الآية : « والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون » « كذلك أخرج أيها الطلق اخرج باذن الله » فإنها تبرء من ساعتها بعون الله تعالى (2).
    ثانياً : عبدالوهاب بن مهدي ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن همام ، عن محمد بن سعيد ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، أنه قال : إذا عسر على المرأة ولادتها تكتب لها هذه الآيات في إناء نظيف بمسك وزعفران ثم يغسل بماء البئر ، ويسقى منه المرأة وينضح بطنها وفرجها فإنها تلد من ساعتها ، يكتب « كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ، لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ».
    ثالثاً : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن صالح بن رزين ، عن شهاب ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : إذا عسر على المرأة ولدها فاكتب لها في رق « بسم الله الرحمن الرحيم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا غشية أو ضحاها ، إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً » ثم اربطه بخيط وشده على فخذها الأيمن فإذا وضعت فانزعه (4).
1 ـ مريم : 23 ، 24 ، 25.
2 ـ البحار : ج 104 ، ص 117 ، ح 45.
3 ـ البحار : ج 104 ، ص 118 ، ح 46.
4 ـ البحار : ج 104 ، ص 120 ، ح 49.


(77)


(78)

(79)
    بعد أن يرزق الله الأم الولد سليماً ويخرج حياً يكون الطفل قد انتقل من دار إلى دار ومن حال إلى حال ؛ فيكون اتصاله بعالم الدنيا بالمباشرة والواسطة أيضاً وإن اختلفت درجتها وأثرها عما قبل. ويكون دور الأب بشكل أكبر مما سبق ومن هذه الأمور التي يجب أن يلاحظها الأب ويقوم بعملها خصوصاً في اليوم الأول من الولادة ما يلي :

    الأمر الأول : السؤال عن استواء الخلقة :
    عندما يسمع الأب صياح الطفل فأول ما يسأل عنه هو سلامته من التشوهات الخلقية سواء كانت بزيادة أو نقيصة ؛ فإن جاء الولد معافى صحيحاً من كل سوء حمد الله وشكره على فضله ومنه ، وإن جاء مشوهاً بزيادة أو نقص ولم يمكن التدارك والمعالجة ـ لا سمح الله ـ صبر واحتسب ذلك عند الله عزوجل ومع ذلك لا ييأس من رحمة الله ، وليكثر التوسل بالله وليدعوه بأحب خلقه إليه محمد وآله الطيبين عليهم السلام أجمعين.
    ومن الطريف ما ينقل أن رجلاً رزقه الله ولداً غير واضح المعالم أي ممسوح الخلقه ، فجاءه الأطباء وقالوا له : إن من مصلحة الطفل أن يموت الآن خير له من البقاء فيتعذب في هذه الدنيا. لذا نريد أن نعطيه حقنة تميته فماذا تقول ؟
    أجابهم بالنفي وقال : هذا عطاء الله وأنا راض به.
    أخذ طفله مصطحباً معه زوجته الباكية ، وفي طريق عودته بقدرة قادر ظهرت على الطفل الملامح وأصبح ولداً جميلاً.


(80)
    أقول : وليس هذا بغريب ولا مستبعد فلا محذور عقلي ولا شرعي ولا شيء آخر ، ولكن هو امتحان امتحن الله عبده فوجده صابراً محتسباً فكافأه على صبره وثباته والله العالم.
    وكان علي بن الحسين عليه السلام إذا بشر بولد لم يسأل ذكر أم أنثى حتى يقول : أسوي ؟ فإن كان سوياً قال : الحمد لله الذي لم يخلق شيئاً مشوهاً.

    الأمر الثاني : لا يفرق بين الذكر والأنثى :
    إذا بلغه أن المولود كان أنثى يجب عليه أن لا يغتم ولا يظل وجهه مسوداً وهو كظيم لما بشر به ؛ فإن هذه عادة الكفار وأهل الجاهلية. بل ليفرح وليشكر الله على العطية والهبة ، وليعلم أن الفتاة قد تكون خيراً له من ألف ولد ذكر. ويكفيك فخراً أنه من يمن المرأة أن يكون أول مولود لها بنتاً. ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسمى أبو البنات.
    فلا موجب لأن يحزن الرجل عندما يجد أن زوجته ولدت بنتاً أو لا تلد إلا بناتاً. فقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « خير أولادكم البنات ».
    عن الحسين بن سعيد اللخمي قال : « ولد لرجل من أصحابنا جارية فدخل على أبي عبدالله عليه السلام فرآه متسخطاً فقال له : أرأيت لو أن الله أوحى إليك أن اختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول ؟
    قال : كنت أقول : يا رب تختار لي.
    قال : فإن الله عزوجل قد اختار لك.
    ثم قال : إن الغلام الذي قتل العالم الذي كان مع موسى عليه السلام وهو قول الله عزوجل : « فاردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً » أبدلهما الله عزوجل به جارية ولدت سبعين نبياً ». (1)
1 ـ الوسائل : 21 ، ص 264.

(81)
    فالوالدان لا يريدان من أبنائهما إلا أن يبروهما. ومن غير المعلوم أن يكون الذكر هو الأقرب لذلك. بل عبر الله سبحانه وتعالى عن المبدل أنه خير من البدل وهي البنت.
    وما يصوره البعض أن البنت لا تحمل اسم أباها فقد ثبت خلاف ذلك ؛ فمن أصدق وأوضح الصور السيدة فاطمة الزهراء حيث كان منها الامتداد لنسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي ملأ الخافقين وهي من بنت واحدة رضوان الله عليها.
    فلا ضير حينئذ من أن لا يكون عندك إلا البنات ؛ لأنهن موجبات لدخول الجنة ، والمغفرة كما جاءت به كثير من الروايات.

    الأمر الثالث : أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم في اليسرى ويقرأ بعض السور :
    من الأمور المؤكدة في الإسلام تأكيداً كبيراً عند ولادة الطفل أن يؤذن في أذنه اليمنى ، ويقام في أذنه اليسرى وذلك لكي يعصم من الشيطان الرجيم. فإذا كان أول ما يطرق مسامع الطفل نداء الحق ، وذكر الله يكون أثرها على الطفل أثراً واضحاً وجلياً.
    عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « من ولد له مولود فليؤذن في أذنه اليمنى وليقيم في اليسرى ، فإن ذلك عصمة من الشيطان ، وإنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر أن يفعل ذلك بالحسن والحسين وأن يقرأ مع الأذان في آذانهما فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص والمعوذتان ».
    فقد ثبت علمياً أن الأصوات تؤثر على الجنين في بطن أمه فضلاً عن كونه خارج بطن أمه ، ينقل التاريخ : أن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما كان يدخل على


(82)
خديجة رضوان الله عليها وهي حامل بالسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام يجدها تتحدث مع شخص. فيقول لها : مع من كنت تتحدثين ؟ فتقول مع ابنتي.
    وهناك قصة يتداولها الناس بينهم من شخص مسيحي اعتنق الإسلام وكان سر اعتناقه هو الأذان والإقامة والقصة هي كالتالي :
    في وسط أوربا تقطن عائلة ثرية محافظة على تعاليم الدين المسيحي رزقهم الله ولداً في ظروف كانت أفراد العائلة في حالة من الاشتغال الشديد ، مما أدى إلى أن يسلموا ولدهم إلى الخادم المسلم الذي يعمل في بيتهم من أجل أن يأخذه إلى الكنيسة ليقوم البابا بالصلوات والدعاء للطفل.
    أخذ الخادم الطفل وخرج من البيت وما هي إلا سويعة حتى عاد به إلى أمه ، وظل حتى أصبح شاباً ، وهو ينفر من الطقوس الدينية ويحس بصدى في الداخل يناديه من غير أن يعرف ما هو هذا الصدى .. كان يشعر بشعور غريب اتجاه الحياة التي يحياها ، وهكذا استمر به الحال حتى شاهد مصادفة أحد المسلمين وتعرف عليه وجرت بينهما الأحاديث وتبادل الأفكار .. فتعمقت علاقتهما حتى اصطحبه إلى المسجد وهناك أحس بشعور يجذبه إلى هذه التعاليم تشابه ذلك الإحساس الغريب الذي ينتابه بين الحين والآخر .. اشتاق إلى هذا الدين فأسلم .. سبب إسلامه ضجة كبيرة في أسرتهم مما حدا بوالديه الاستنجاد بالكنيسة علهم يردوا ولدهم عن هذا الدين ...
    سأل البابا أفراد العائلة هل يحيط بكم مسلمون ؟
    أجابوا بالنفي.
    هل يتردد عليكم مسلمون في البيت ؟
    كذلك كانت الإجابة بالسلب.


(83)
    وكلما سألهم عن ارتباط بالمسلمين لا يجدون رابطة .. نعم ، تذكرنا لدينا خادم مسلم يعمل في البيت ولكن لا خوف منه.
    البابا : هل تركتم الولد بمفرده ؟
    الجواب كان لا ..
    وبعد التحقيق تبين أن ذلك الخادم الذي يعمل عندهم بدل أن يأخذ الولد إلى الكنيسة .. ذهب به بعيداً وأقام المراسيم الدينية للمسلمين من آذان في اليمنى وإقامة في اليسرى. وكان هذا السر في إسلام الشاب والله العالم.
    وكيفما كان فلا شك أن للأذان وللإقامة للطفل في ساعته الأولى من الولادة أنه حرز من الشيطان ، وأنه أمن من مرض يعتري الأطفال يعرف قديماً بأم الصبيان.
    عن يحيى الرازي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا ولد لكم المولود أي شيء تصنعون به ؟ قلت : لا أدري ما يصنع به. قال : خذ عدسة جا وشير فديفه بماء ، ثم قطر في أنفه في المنخر الأيمن قطرتين وفي الأيسر قطرة وأذن في أذنه اليمنى ، وأقم في اليسرى يفعل ذلك به قبل أن تقطع سرته ؛ فإنه لا يفزع أبداً ولا تصيبه أم الصبيان ».
    قوله : ( عدسة ) أي مقدار عدسة واحدة فديفه أي بللها بالماء واستخدام الماء للقطر في أنف الطفل. نعم ، في مثل هذه الأيام التي قد لا يستطيع أن يقام له هذه المراسيم في أول دقائق حياته لكون المرأة تلد في المستشفى ، فلا يبعد في أقرب وقت بعد التمكن كأن يخرج الطفل إلى الحضانة ، أو أن تقوم الأم بنفسها بإجراء هذا الأمر لأنها الوحيدة التي توجد مع الطفل في مكان الولادة. وأيضاً يمكن أن يستفاد من بعض الروايات أنه في الساعات الأولى.


(84)
    الأمر الرابع : التحنيك :
    التحنيك بماء الفرات ، أو بماء السماء مع تربة الحسين ، أو بالتمر.
    أصل التحنيك هو ( الحنك ) من الإنسان والدابة باطن أعلى الفم من الداخل وقيل الأسفل. والتحنيك بالتمر أن تمضغ التمر ثم تدلكه بحنك الصبي داخل فمه.
    والتحنيك من الأمور المستحبة أيضاً والمؤكد عليها وكان الرسول يحنك بريقه وبالتمر.
    عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « فقال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : حنكوا أولادكم بالتمر هكذا فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحسن والحسين عليهما السلام ».
    وفي رواية أخرى : « حنكوا أولادكم بماء الفرات وبتربة قبر الحسين عليه السلام وإن لم يكن فبماء السماء ».
    وأما التحنيك بماء الفرات أو غيره فيأخذ قليلاً من الماء ويسقى به الطفل.
    وفي رواية أخرى عن الحسين بن أبي العلا ، قال : « سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول حنكوا أولادكم بتربة الحسين عليه السلام فإنه أمان ».

    الأمر الخامس : لف الطفل في خرقة بيضاء :
    ومن الثابت علمياً أن للألوان تأثيراً على سلوك ونفسية الإنسان حتى إنه وجد مؤخراً معاهد ومدارس تسمى ( Colour Therapy ) تختص بتدريس تأثير اللون وقدرته على العلاج فقد استخدمت بعض الدراسات الألوان كوسيلة فعالة للعلاج ، وبالخصوص على النساء اللواتي يعانين من الأرق ، ومشاكل الدورة الشهرية ، وما شابه ذلك. ولا يقتصر معرفة أن للألوان أثراً على نفسية للباحثين فقط ، بل حتى الناس العاديين فتراهم يردون لك ـ مثلاً ـ


(85)
ثلاثة يذهبن الحزن الخضرة والماء والوجه الحسن. فتجدهم يشيرون عليك بالطرق التي تؤثر على نفسيتك فيعدون منها الخضرة التي تحمل اللون الأخضر.
    وحقيقة اللون ـ كما عليه العلماء ـ أنه ينتج طاقات مختلفة ؛ فاللون مكون من ترددات من الضوء وكل تردد يجعل الهواء يهتز عند سرعات معينة ؛ فمثلاً اللون الاحمر يبعث ترددات بشكل سريع بحيث يولد في النفسية الغضب والانفعال نحو هذا اللون. بخلاف اللون الأزرق الذي يرسل ترددات أقل مما يؤثر على هدوء الأعصاب إلى غير ذلك. ومن الثابت علمياً أنه يوجد تفاوت في التعامل مع اللون من مرحلة إلى أخرى ومن الطفولة إلى الكبر ؛ فلكل مرحلة ألوان خاصة يؤثر فيها سلباً أو إيجاباً ، ومن المؤكد في الروايات ذلك أيضاً فالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حين يأمر بأن يلف الطفل بالخرقة البيضاء ، وينهى عن اللون الأصفر ، لا بد من خصوصية لهذا الأمر والنهي. أما اللون الأبيض فله أثر الصفاء على النفس البشرية ، وهو أقرب الألوان له فيؤثر في نفسية الطفل ويفيض عليها هذا الإحساس مع الأثر الذي يولده من الترددات الصادرة منه على عيني الطفل الذي ستظل محاطة به ليلاً ونهاراً لمدة أشهر فضلاً عن أيام. بخلاف اللون الأصفر الذي قد يسبب الخوف في نفسية الطفل ويبعث فيها الرعب ويؤثر على العينين على ما جاءت به بعض الدراسات العلمية. ولذلك تجد أن روضات الأطفال والأماكن المخصصة لهم يعتنى بها بشكل كبير ، من حيث تلوين الجدران وصباغتها وملئها بالرسوم المختلفة التي تدعو الطفل إلى اكتشافها وفهمها والتعامل معها.
    وليزداد القارئ اطلاعاً ، ففي السجون والتي يراد منها التأثير على نفسية السجين يصبغ السجن باللون الأسود أو الرمادي ويوضع انفرادياً فيؤثر هذا الوضع على نفسية السجين.


(86)
    عن زيد بن علي عليه السلام عن أبيه قال : « لما ولدت فاطمة الحسن عليه السلام أخرج إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في خرقة صفراء فقال : ألم أنهكم أن تلفوه في خرقة صفراء ؟ ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها » (1).

    الأمر السادس : إطعام المرأة في نفاسها بالتمر :
    ويستحب استحباباً مؤكداً أن تتناول المرأة في شهرها الذي تلد فيه وبعد الولادة التمر ؛ لما فيه من الفوائد الجمة التي تضاهي بقية الأطعمة من الفواكه والبقولات والخضروات. فكان التمر يعد أنه ( منجم ) أي غني بالمعادن والفيتامينات.
    قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم « إذا ولدت امرأة فليكن أول ما تأكل الرطب والتمر ؛ فإنه لو كان شيء أفضل منه لأطعمه الله تعالى مريم حين ولدت عيسى ».
    فالتمر يشتمل على كثير من الفيتامين ( آ ) وهذا الفيتامين يساعد على زيادة وزن الأطفال ، ولذلك يطلق عليه الأطباء ( عامل النمو ) كما أن التمر غني بالفوسفور بنسبة عالية. الفوسفور يدخل في تركيب العظام والأسنان.
    ويقول الدكتور صبري القباني في كتابه ( الغذاء لا الدواء ) في أن من يأكل بعض التمر كـ ( ان من شراب الحديد او زرقة إبرة كالسيوم .. ) ص 125.
    لأن الغذاء الذي تتغذى منه الأم يتحول إلى غذاء الطفل من خلال الحليب الذي يشربه من ثدي أمه.
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ليكن أول ما تأكله النفساء الرطب فإن الله قال لمريم « وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ».
    قيل : يا رسول الله وإن لم يكن أيام الرطب ؟
1 ـ البحار : ج 104 ، ص 109.

(87)
    قال : سبع تمرات من تمر المدينة فإن لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم فإن الله عزوجل يقول : وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل نفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاماً إلا كان حليماً ( حكيماً ) وإن كانت جارية كانت حليمة ».
    وهذا الذي يثبته العلم الحديث ويؤكد عليه أن من خصائص التمر أن يفيض عليه الحلم ويهدئ أعصابه. يقول الدكتور صبري القباني : « هناك صفة نفسية هامة للتمر قل من ينتبه إليها وهو أنه يضفي السكينة والدعة على النفوس القلقة المضطربة .. ويرد الطب الحديث المزاج العصبي إلى نشاط الغدة الدرقية الرابضة في مقدم العنق وإلى مفرزاتها.
    وقد عرف أخيراً بأن بعض النباتات والثمار لها خاصية ( ضد الدرقية ) تحد نشاطها وتلجم مفرزاتها وفي طليعة هذه النباتات التمر ... ويعلل الطب الحديث هذه الأغذية باحتوائها على الفيتامين ( آ ) الذي يلعب دوراً هاماً مضاداً للدرق ».
    فانظر عزيزي القارئ إلى أي مدى كانت الإرشادات النبوية وأهل البيت صلوات الله عليهم تطابق الواقع والحقيقة. وكيف لا تكون كذلك وهي من العلم صلوات الله عليهم تطابق الواقع والحقيقة. وكيف لا تكون كذلك وهي من العلم الإلهي ؟! رزقنا الله وإياكم من هذا العلم الصافي بصفاء نياتنا إن شاء الله.


(88)

(89)


(90)
عبقـرية مبكـرة لأطفالنا ::: فهرس