عبقـرية مبكـرة لأطفالنا ::: 61 ـ 75
(61)
    أولاً : استحباب التسمية والاستعاذة وطلب الولد الصالح السوي عند الرغبة في الجماع.
    فعن عبدالرحمن بن كثير قال : « كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالساً فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى أفزعني قلت : جعلت فداك فما المخرج من ذلك ؟ فقال : إذا أردت الجماع فقل : بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو بديع السموات والأرض ، اللهم إن قضيت عني في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً ولا حظاً واجعله مؤمناً مخلصاً من الشيطان ورجزه جل ثناؤك » (1).
    ثانياً : استحباب إكثار المداعبات بين الزوجين قبل الجماع.
    عن أبي عبدالله عن أسيد قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة من الجفاء : أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته ، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب ، وأن يجيب فلا يأكل ، ومواقعة الرجل أهله قبل المداعبة » (2) .
    ثالثاً : استحباب المكث واللبث وترك التعجيل عند الجماع ، بل يتريث حتى ينتهي الطرف المقابل.
    فعن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال : « إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجلها فإن للنساء حوائج ».
1 ـ س : 136.
2 ـ س : 119.


(62)
    رابعاً : أرض الطرف المقابل بكل وجه ممكن ما لم يتعدى حدود الجسد.
    عن عبيد عن زرارة قال : « كان لنا جار شيخ له جارية فارهة قد أعطي بها ثلاثين ألف درهم ، وكان لا يبلغ فيها ما يريد وكانت تقول : اجعل يدك كذا بين شفري ؛ فإني أجد لذلك لذة وكان يكره أن يفعل ذلك فقال لزرارة ؛ سل أباعبد الله عليه السلام عن هذا ؛ فسأله ، فقال : لا بأس أن يستعين بكل شيء من جسده عليها ، ولكن لا يستعين بغير جسده عليها » (1).
    وذلك ـ والله العالم ـ حتى لا يكون عند المرأة أو الرجل حالة من الشذوذ والزهد في الطرف المقابل ، لذا نبه الإمام صلوات الله عليه بقوله : « من جسده عليها ولكن لا يستعين بغير جسده ».
1 ـ س : 111.

(63)
    وإذا انعقدت النطفة أذن بخلق مخلوق جديد. وهنا تجب أمور كثيرة على الأم بالخصوص ؛ لأنها صارت مستودعاً لهذا المخلوق ، ولأن الآثار التي ستظهر عليها ستنعكس سلباً أو إيجاباً على الطفل مما يلزم على الأم ما يلي :
    أولاً : أن تضع نصب عينيها أن هذا المولود سيكتب له السعادة أو الشقاء في هذه الفترة ؛ فعليها أن تبتعد عن المحرمات بـل والمكروهـات فالله سبحانه وتعالـى يقـول : « وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا » (1).
    فالله عزوجل يقول للوالدين حتى لا تخافا على ذريتكما يجب أن تقيما حدود الله سبحانه وتعالى ، وأن تقولا قولاً سديداً ؛ فعملكما له انعكاسات على ذريتكما وتظهر هذه الانعكاسات منذ بداية النطفة ؛ لأنه كان لها حظ من الموجود المرتبط بالوالدين. وهنا يوجد تعليق للسيد الطباطبائي في معرض تعليقه على هذه الآية الشريفة يقول : « من هذه الآيات أن هذا الانعكاس إنما هو من عمل الإنسان إلى نفسه ، إلا أن هناك آيات دالة على أن الأمر أوسع من ذلك وأن عمل الإنسان خيراً أو شراً ربما عاد إليه في ذريته وأعقابه.
    قال الله تعالى : « وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك » (2).
1 ـ النساء : 9.
2 ـ الكهف : 82.


(64)
    فظاهر الآية أن لصلاح أبيهما دخلاً فيمـا أراده الله ورحمـة بهمـا ، وقـال تعالى : « وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً » ، وعلى هذا فأمر انعكاس العمل أوسع وأعم ، والنعمة أو المصيبة ربما تحلان بالإنسان بما كسبت يدا شخصه أو أيدي آبائه » (1).
    فكما أن تناول دواء من غير استشارة الطبيب قد يؤدي إلى تشوه الطفل ويكون عندها مشوهاً ـ لا سمح الله ـ فكذلك الإقدام على الأفعال القبيحة والمحرمة ـ والعياذ بالله ـ يؤثر على نفسية الطفل وتشوه روحه فيجعلها غير قابلة للكمالات والاستعدادات الروحية ؛ لأن الأفعال لها تجسمات فإن أكل مال اليتيم هو حقيقة عن أكل النار لقوله تعالى : « إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا » (2).
    والغيبة حقيقة عن أكل لحم أخيه ميتاً ؛ فإن هذا الطعام الذي يتغذى عليه الطفل مشوه وله آثار جانبية حتماً ستنعكس هذه الآثار على الطفل.
    ففي الرواية عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « لقد خلقنا الإنسان في كبد » يعني منتصباً في بطن أمه مقاديمه إلى مقاديم أمه ومواخيره إلى مواخير أمه ، غذاؤه مما تأكل أمه ويشرب مما تشرب تتنسمه تنسيماً .. الخ » (3).
    نقل العلامة المظاهري في كتابه ( تربيت فرزند در نظر إسلام ) هذه القصة التي حصلت لولد العلامة المجلسي وهو ابن سبع سنوات.
1 ـ تفسير الميزان : ج 4 ، ص 202.
2 ـ النساء : 9.
3 ـ البحار : ج 60 ، ص 343.


(65)
    « ذات ليلة وهو في صحن المسجد أخذ يلعب هنا وهناك ، فوقع نظره على قربة ممتلئة في فناء المسجد ، أخذ إبرة في يده ووضعها في القربة ، فصب الماء على الأرض ... شيئاً فشيئاً وصلت الحادثة إلى مسامع العلامة فأغضبته كيف أن ولده تصرف هذا التصرف ذهب إلى بيته وأخذ يحاسب نفسه ، وزوجته عن هذا الفعل فيقول : ما هو الشيء الذي لم أراعيه جيداً ؟
    الأمور التي قبل انعقاد النطفة عملتها .. والامور التي أثناء انعقاد نطفته عملتها .. من حيث الغذاء كنت مواظباً. وأخذ يحاسب نفسه ويتذكر ممن مورد التقصير ليرجع إليه سر فعل الطفل. فلم يجد حينئذ جواباً. وجه حديثه إلى زوجته وقال لابد أن يكون التقصير تقصيرك ... فكري جيداً فيما فعلت ؟ زوجته قالت : تذكرت .. نعم ، إنه تقصيري وقتما كنت حاملاً ذهبت إلى بيت جارتنا لأمر عندي وعندما رجعت كان في مزرعتهم توجد شجرة رمان ولما رأيتها جاء في مخيلي أن الرمان حامض ، ولأني كنت حاملاً لدي ميلان إلى الأشياء الحامضة ، أخذت رمانة واحدة وفتحتها فوجدتها حلوة غير حامضة ولم أخبر صاحبة المنزل. هذا الذي فعلته ».
    فانظر يا عزيزي القارئ كيف أن لقمة واحدة وتذوقها ظهر أثرها بعد سبع سنوات !
    ولو لا أن العلامة المجلسي كان حريصاً على ذلك لربما زاد الأثر. فما عقوق الوالدين وضربهما والتجني على حقوقهما وحقوق الآخرين إلا نتيجية لمثل هذه الامور.
    لذا عليك أيتها الأم العزيزة أن تراعي هذه الجوانب ، وتعطيها من الأهمية ما يلزم ، أن تكوني في حالة حذر وحرص من الأمور المحرمة والأكل المحرم. أما الأكل المشتبه به يجب أن يسمي عليه الله سبحانه وتعالى ، وأن


(66)
يدعو أن يرفع عنه آثاره السلبية مع دفع الصدقة في ذلك حتى ترفع الآثار إن شاء الله.

    الأمر الثاني : يجب أن تأخذ المرأة على عاتقها مضاعفة الأمور المستحبة ، وعدم ترك الواجب لأي عذر من الأعذار ، ولتقوي علاقتها بالله سبحانه وتعالى ؛ فلتكن على طهارة دائماً لأن الله سبحانه وتعالى يحب المتطهرين. قال تعالى : « يحب التوابين ويحب المتطهرين » (1) فإن البقاء على الطهارة ليس بالأمر الصعب ولا بشاق بل هو أمر سهل يسير. فإذا أحبك الله فإنه سيكافئك برحمته ونظره إليك ؛ فإن نظر الله إليك ظهرت عليك الإشراقات الربانية مما تنعكس هذه الأنوار على الجنين فيكون سعيداً في بطن أمه.
    ومن الأمور التي لها أثر واضح هو قراءة القرآن ، ويكفيك أن تعلم أن السيد محمد حسين الطباطبائي علم الهدى هذا الطفل المعجزة ما خرج بهذه الصورة إلا ببركة أن والديه يومياً يقرءان جزءاً من القرآن ؛ فكانت هكذا حالتهما منذ بداية زواجهما حتى الآن فكافأهما الله بهذا الولد الذي يعد معجزة في قرننا هذا ، زاده الله توفيقاً إلى توفيقاته.
    فكما أن القرآن دافع إلى المزيد من التوفيقات والإفاضات كذلك رافع للأمور السيئة والآثار القبيحة في نفس الطفل ولوالديه. قال الله تعالى : « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما » (2).
    حدثني أحد المشايخ اللبنانيين ( حفظه الله ) أن زوجته كانت حاملاً فذهب بصحبتها إلى طبيبة للكشف على وضع الجنين .. فلما كشف عليها
1 ـ البقرة : 222.
2 ـ الفرقان : 70.


(67)
قالت لهما الطبيبة : إن الجنين سيولد مشوهاً ؛ لأنه توجد على الجنين جرثومة من شأنها أن تخلف تشوهاً فيه.
    فتلقيا الخبر بحالة يرثى لها .. فما كان من أمه إلا أن أخذت بقراءة القرآن وبالخصوص سورة يوسف ؛ ليخرج جميلاً معافى وسورة مريم ؛ ليكون عفيفا مع توسلاتها بأهل البيت رضوان الله عليهم. وبحمد الله بدل الله خوفها أمنا. فخرج الولد جميلاً معافى من كل سوء ، ومن كل تشوه ؛ فقد رأيته بأم عيني كذلك.
    ومن لطيف ما يذكر أني تشرفت بزيارة الإمام الرضا عليه السلام فرأيت مولاي الشيخ بهجت ( روحي فداه ) هناك وكنت بصحبته لما خرج من الحرم المطهر ، فالتفت إلي وقال : أامر أهلك بأن تكثر من قراءة القرآن ؛ فإنه يؤثر في روحية الطفل وأمرها أيضاً أن تشرب ماء زمزم مع قليل من التربة الحسينية.
    فسألته : هل قراءة سورة يوسف تؤثر في جمال الطفل وسورة مريم في عفافه ؟
    فأجاب بقوله : خذ من القرآن ما شئت لما شئت ؛ فقراءة القرآن للعفاف والتقوى وللجمال وما أشبه ذلك.
    والخلاصة : فكل أمر من شأنه أن يقرب إلى الله يجب أن يعمل ويكون في نيته طلب التوفيق للجنين.

    الأمر الثالث : كثرة الدعاء للولد وفي هذه الفترة يستحب أن يدعو الزوجان ـ وبالخصوص الزوج ـ أن يرزقه الله الولد الصالح ، وأن يطلب من الله نوع الولد ذكراً كان أو أنثى ، وليكن ذلك ما قبل الشهر الرابع من الحمل وفي أثنائه بالخصوص ؛ فإنه يحدد كونه ذكراً أو أنثى في الشهر الرابع على بعض الروايات من قبل الله.


(68)
    فعن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا كان بامرأة أحدكم حمل وأتى عليها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ ( آية الكرسي ) وليضرب على جنبها وليقل ( اللهم إني قد سميته محمداً ) ، فإن الله عزوجل يجعله غلاماً. فإن وفي بالاسم بارك الله له فيه ، وإن رجع عن الاسم كان لله فيه الخيار إن شاء أخذه وإن شاء تركه ».
    وهناك روايات أخرى تحث على الدعاء في أي وقت ، ومن غير تحديد للشهور الأربعة الأولى بل حتى مع خروج الجنين من الرحم يستحب الدعاء أثناء ذلك.
    عن محمد عمرو بن سعيد عن أبيه قال : « كنت عند أبي عبدالله عليه السلام حيث دخل عليه داود الرقي ، فقال : جعلت فداك إن الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته. فقال أبو الحسن عليه السلام : يا داود أدع ولو بشق الصفاء.
    فقلت : وأي شيء الصفاء ؟
    قال : ما يخرج مع الولد فإن الله عزوجل يفعل ما يشاء ».


(69)
    الأمر الرابع :
    اختيار الغذاء الذي تتغذى به المرأة الحامل ؛ لأن الطعام يتحول بعد عملية الهظم إلى ذرات صغيرة تجري في الرحم بحيث يكون قوامه الغذاء ، والغذاء بجميع أنواعه من البروتينات أو الدهنيات أو النشويات يصب كله في خدمة الإنسان من حيث السلامة والضعف ، فالجنين يتأثر بغذاء الأم باعتباره عضواً منها ، له ما لها وعليه ما عليها ، وذلك لأن الجنين يتغذى من مجرى الدم عبر جذور أو حبيبات مغذية تنمو في بطانة الرحم حتى تعرف هذه الجذور بالمشيمة التي من خلالها ينساب دم الجنين ومن هناك إلى دم الأم يمتص المواد من دم أمه.
    وهكذا يكون تأثير الغذاء واضحاً على الجنين سواء كان إيجابياً أو سلبياً ؛ فهناك بعض الأطعمة إذا تناولتها المرأة الحامل كان أثرها واضحاً على جنينها ، فكل ثمرة لها أثر خاص ينعكس على شكل الطفل. وقبل أن نستعرض هذه الأغذية يجب أن يفهم القارئ العزيز أن تناولها يلزم أن يكون بشكل مستمر ، لا مرة واحدة فقط بل تلزم المداومة عليها ما دامت المرأة حاملاً ، وهي كالتالي :
    1 ـ إن أكل السفرجل يؤثر إيجابياً في إظهار الطفل بمظهر الجمال وأن يصفي لونه ويطيب رائحته ويحسن.
    عن مسلم أنه قال في المرأة الحامل : « تأكل السفرجل فإن الولد يكون أطيب ريحاً وأصفى لوناً ».
    وفي رواية أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : « أطعموا حبالاكم السفرجل فإنه يحسن أخلاق أولادكم ».


(70)
    قد ذكر علماء التغذية أن السفرجل يتركب منه الأملاح الكلسية وحامض التفاح والبسين أي الهضمين فهو يتألف من 62,2% من ماء و 7,9% سكر و 9% بروتين و 2% مواد دهنية و 8,12% أليافاً و 14,9% رماد. وأما مواده المعدنية فهي 6% كبريت و19% فوسفور و 14% كلس و 2% كلور و 2% صودا و 12% بوتاس كما أنه غني بالفيتامين ( آ ) و ( بـ ).
    2 ـ إن أكل اللبان يجعل الطفل أشد ذكاء ويفيض عليه الشجاعة إن كان ولداً ، وإن كان أنثى يحسن شكلها ويحسن أخلاقها.
    عن الحسن بن علي عليه السلام قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أطعموا حبالاكم اللبان فإن الصبي إذا غذي في بطن أمه باللبان اشتد عقله فإن يكن ذكراً كان شجاعاً ، وإن ولدت أنثى عظمت عجيزتها فتحضى عند زوجها بمكانة ».
    ( اللبان ) : عبارة عن مواد صمغية يستخرج من الأشجار وهي في بادئ خروجها بيضاء اللون تميل إلى الاصفرار ، من فوائدها أنها تنفع لكثير النسيان فالطب القديم يقول : إن أنقع منه مثقال في ماء وشرب كل يوم نفع المبلغمين وزاد في الحفظ ، وجدا في الذهن وذهب بكثرة النسيان.
    وكذا قال أيضاً ابن سينا في القانون ( الكندر ) : « إن اللبان مقوي للروح الذي في القلب والذي في الدماغ فهو لذلك نافع من البلادة والنسيان ». انتهى كلامه.
    كما يوجد في اللبان كثير من الفيتامينات.
    3 ـ أكل الهندباء يزيد في جمال الولد ويساعد أن يكون الولد ذكراً.
    عن السياري يرفعه قال : « عليك بالهندباء فإنه يزيد في الماء ويحسن الولد وهو حار لين يزيد في الولد الذكورة ».
    وأما بالنسبة للهندباء فقد ذكر علماء التغذية أنها غنية بالحديد والكلس والصوديوم والبوتاس ، ولها خاصية منشطة للهضم وذات أثر في التشنجات


(71)
الكبدية. ويقول الدكتور صبري القباني : « وقد اكتشف الطب الحديث ان فوائد الهندباء لا تقتصر على كل تلك الفوائد ، بل تمتد إلى الجسم عامة فتقويه بسبب وجود الحديد فيها ».
    4 ـ أكل التمر ، وخاصة التمر البراني يزيد في كون الولد حليماً. وقد ورد استحبابه أيضاً بشكل مؤكد أن تأكله النفساء عند الولادة.
    عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر ؛ فإن ولدها يكون حليماً نقياً » (1).
    وفي رواية أخرى عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام يقول : « ما تأكل الحامل من شيء ولا تتداوى به أفضل من الرطب ». قال الله عزوجل لمريـم عليهـا السـلام : « وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا ».
    5 ـ إن أكل البطيخ يؤثر في إفاضة الجمال على الوجه ويحسن الخلق.
    قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ لا يكون مولودها إلا حسن الوجه والخلق » (2).
    أما بالنسبة للبطيخ فهو غني بالفيتامين ( ث ) وفيه نسبة ضئيلة جداً من حمض النيكوتنيك ويحتوي أيضاً على الكبريت والفسفور والكلور والسودا والبوتاس ويقول الدكتور ( ينسلي ) أن عصير البطيخ يقي من التيفوئيد كما يفيد المصابين بالرماتيزم.
    6 ـ شرب السويق يوجب أن يكون الولد قوياً.
1 ـ مكارم الأخلاق : ص 265.
2 ـ مستدرك الوسائل : ج 2 ، ص 632.


(72)
    عن بكير بن محمد قال : « كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل : يا بن رسول الله يولد لي الولد فيكون فيه البله والضعف. فقال ما يمنعكم السويق اشربه وأمر أهلك به ، فإنه ينبت اللحم ويشد العظم ولا يولد لكم إلا القوي ».
    7 ـ الرمان ثلاثة أنوع : حلو وحامض ومعتدل وتختلف ميزاته وخصائصه باختلاف نوعه ولاختلاف نسبة المواد السكرية الموجودة فيه ، ويحتوي الرمان على فيتامين ( ث ) أيضاً ويحتوي الرمان على نسبة كبيرة من عنصر الحديد مما يساعد على تكوين الكريات الحمراء.
    وقد ذكرت الروايات أن الرمان يساعد الأطفال على النطق بصورة أسرع ويؤدي إلى الشباب.
    ومن إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي عليه الرحمة : أطعموا صبيانكم الرمان فإنه أسرع لألسنتهم (1).
1 ـ مكارم الأخلاق : 271.

(73)
    الأمر الخامس
    يلزم على الأم أن تراعي حالة الهدوء ، وبرودة الأعصاب ؛ لأن حالتها تنعكس على وضع الجنين. فمن المطلوب أن لا تفكر في الأمور التي تجلب لها القلق ، وتثير عندها الخوف ، والاضطراب ، فمثل هذا الظرف يؤثر على ضربات قلب الأم ومنه إلى جريان الدورة الدموية عندها ؛ فيكون هذا إخلالاً بالمعدل الطبيعي للجنين من حيث الزيادة والنقيصة مما يسبب وضعاً خاطئ له فيؤثر عليه سلباً.
    فالإسلام عندما يراعي الجنبة الروحية للوالدين حتى يخرج ولداً متكاملاً ، ومن هنا نلاحظ التحذير من الجماع أثناء حدوث الآيات السماوية من زلازل وخسوف وكسوف والريح الشديدة ؛ لأنها لا تجعل الزوجين في حالة من الاستقرار ، فتخرج النطفة في وضع الاضطراب والقلق ، فيخرج ولد معقد ، أو يخاف من كل شيء بسبب عدم استقرار نفسه التي منشؤها استقرار نفس الأم.
    وهنا أذكر غلاماً صغيراً في العراق كان جميل المنظر لكنه متخلف عقلياً وفيه نوع التشوه ... وحينما سألت عائلته عن منشأ هذا التخلف والتشوه هل هو مرض وراثي أو ماذا ؟
    أجاب أحدهم : أن أمه كانت حاملاً به أثناء حرب الخليج حينما كانت الطائرات تقصف مدنهم ، وما أدراك ما هي الأحداث آن ذاك من الخوف والهلع والاضطراب وعدم الاستقرار ، مما أثر سلباً على نفسية الطفل ووضعه! فهكذا خرج الغلام مشوهاً ومتخلفاً ضحية الاضطراب النفسي للأم. وقد ثبت علمياً أنه إذا حدث للمرأة في أيام الحمل حادث مخيف ، فإنه يتغير لونها ويقشعر بدنها لكن تظهر على جسم الجنين آثار افتتاح اللون تسمى بالخسوف.


(74)
    لذا يجب على الأم أن لا تفكر إلا في نفسها ، وفي طفلها. وكل الخلافات العائلية والزوجية يجب أن لا تحمل حيزاً من تفكيرها ، وكذلك يجب على الزوج أيضاً أن يهيء جواً مناسباً لزوجته ، وأن يتغاضى عن تقصيراتها وأخطائها من أجل طفلها إذا لم يكن من أجلها.


(75)
    الأمر السادس
    عند الولادة وعند ساعة الطلق والتي تطلق فيها المرأة أذاناً بقرب الولادة تكون المرأة في حالة من الخوف بسبب تصورها لشدة ألم الطلق والولادة ، والذي قد يساعد في هذه التصورات بعض النساء المحيطات بالمرأة الحامل حيث تأخذ كل امرأة ـ وللأسف ـ بإعطاء صورة مبالغة فيها ، أو تصور لها واقعاً صعباً بحيث يؤثر سلباً على حالتها. يجب على الزوج أن يكون عامل مهدئ لزوجته ويبين لها أنها مجرد ساعة وينتهي فيها كل شيء ، ويأتي المولود الذي دام انتظاره تسعة أشهر ، ويحاول أن يخفف عنها الألم بإيحائه لها أن كثيراً من نساء العالم في كل لحظة يولد فيها مولود جديد ، ولو كان كما يصور لما شهدنا الإقدام على الإنجاب ، وهكذا وليقدم لها الأمثال والصور الحية القريبة منها حتى تسكن نفسها ويطمئن قلبها ؛ فتقبل على الولادة بروح عالية ومتفائلة لتسهل عليها الولادة.
    كما ورد عن أهل بيت النبوة بعض الأدعية والأذكار التي تسهل على المرأة عند الولادة ومنها :
    أولاً : صالح بن ابراهيم ، عن ابن فضال ، عن محمد بن الجهم ، عن المنخل ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، أن رجلاً أتى أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام فقال : يا ابن رسول الله أغثن. فقال : وما ذاك ؟ قال : امرأتي قد أشرفت على الموت من شدة الطلق. قال : اذهب واقرأ عليها « فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا * فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا * وهزي إليك بجذع
عبقـرية مبكـرة لأطفالنا ::: فهرس