عبقـرية مبكـرة لأطفالنا ::: 106 ـ 120
(106)
    وقد ثبت علمياً أنه لحالة الأم أثر في بكاء الطفل زيادة ونقصاً ، ولذلك يلاحظ أن الولد البكر يكون بدرجة أكبر من البكاء بين إخوته وأخواته ؛ وذلك لأن الأم تكون غير مجربة لتربية الأطفال فتقلق ولقلقها يبكي وليدها. بخلاف إذا كانت هادئة الأعصاب مرتاحة المزاج ، فإنه يهدأ. « وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ».
    نعم ، إن البكاء ـ كما قلنا ـ حالة إيجابية ، أما إن أخذت منحى آخر يجب أن يلاحظ الطفل ويسعى لكشف سر بكائه ورفعه ، وقد تتحدث الأم عن سر بكاء ولدها فلا تعرف للبكاء سراً عندها فتلتجئ إلى الله وتطلب منه أن يسكت ابنها ويرتاح ، ولذلك روي عن أميرالمؤمنين أنه إذا كثر بكاء الطفل ولمن يفزع بالليل وللمرأة إذا سهرت من وجع حرارة الأنين أن تقرأ « فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً » (1).
1 ـ الكهف : 11 ـ 12.

(107)
    هناك بعض المعارف والعلوم التي لم يطلع عليها أحد أو لم يتلفت انتباه أحد وذلك لغفلة ، أو لعد هذا الأمر عادياً وما تميزت العلماء عن غيرها إلا بما أدركته ولم يتلفت إليه الجاهلون ؛ فهذا نيوتن الذي اكتشف الجاذبية لسقوط تفاحة. كم هم الملايين الذين شاهدوا سقوط جداران ، وصخور فضلاً عن تفاحة ولم يلتفتوا إلى ذلك ؟!
    ومن هذه الأمور الريق الخارج من في الطفل ؛ فقد قال الإمام جعفر بن محمد عليه السلام في حديثه مع تلميذه المفضل ـ ونحن نعرضه عليك لتعمم الفائدة ـ :
    « فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريقة ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقت في أبدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة ، كما تراه قد غلبت عليه الرطوبة فأخرجته إلى حد البله والجنون ، والتخليط إلى غير ذلك من الأمراض المتلفة كالفالج واللقوة وما أشبههما ، فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم فتفضل على خلقه بما جهلوه ونظر لهم بما لم يعرفوه ... ». (1)
    و ( الريق ) هو عبارة عن سائل مائي تفرزه الغدد اللعبابية التي في الفم ، لغاية ترطيب الفم واللسان ولتندية الكتلة الغذائية وتليين الطعام.
    يقول محسن عقيل في كتابه ( طب الإمام الصادق ) معلقاً على هذه المسألة ما يلي : « لنعرف أن الطفل لما كان رطب الأعضاء لين الأطراف عند ولادته لزم
1 ـ البحار : ج 60 ، ص 280.

(108)
أن يكون غذاؤه مناسباً لأعضائه رقيقاً في قوامه بزيادة مائية ، فإذا تغذى الطفل وجب فصل تلك المائية فتذهب إلى الغدد لتخرج إلى الخارج فتراه يبول كثيراً ويسيل من فمه الريق كثيراً ، وإذا لم تسل هذه المائية التي سماها الإمام ( رطوبة ) وبقيت في البدن رجعت إلى نفس الدم واختلطت معه ، أو أنها تبقى في العضو مختلطة مع غذائه. وإذا استمر ذلك استرخى العضو وهذا بلا ريب يحدث في البدن أمراضاً عظيمة ، وأحداثاً جسيمة لا يستهان بها مثل البله والجنون والتخلي ، ومثل الفالج الذي يبطل فيه الحس والحركة ، ومثل اللقوة التي يعوج منها الشق إلى أحد جانبي العنق وأمثالها ، لكنها إذا سالت جفت الأعضاء وأخذ البدن بالنمو المطرد واكتسب القوة والنشاط ) (1).
1 ـ ص 511.

(109)
    في عصورنا الحاضرة قد استغني بشكل واضح عن المرضعات في حالة عجز الأم عن إرضاع ابنها ، واستبدل هذا بالحليب المجفف أو غيره سواء كان لبن غنم أو بقر أو غيره ، ولا شك أن فقد الوليد الحليب الطبيعي له من الأثر الواضح الذي لا يخفى على أحد من الناحية الصحية والمعنوية ؛ إذ من خلال الحليب المجفف لن يحصل إلا على الغذاء المادي فقط ، وأما الكمالات الروحية فانه سيفقدها.
    وهنا خطر في روعي أن أسأل الأستاذ آية الحق والعرفان آية الله العظمى الشيخ بهجت حفظه الله تعالى عن هذه القضية. فسألته : هل يوجد أثر على الطفل في مثل الحليب المجفف إذا لوحظت فيه الشرائط الروحية من ذكر الله وغيرها ؟
    فأجاب بقوله : ولماذا لا يعطى الحليب الطازج ( من البقر ) ؟
    فقلت له : إن مثل هذا الحليب لا يصح للطفل.
    قال : إذا أكثر فيه الماء يصح. ثم أردف أن الحليب المجفف غير معلوم المنشأ. انتهى الحوار الذي جرى بيني وبينه.
    أقول : إن منشأ تردد الشيخ ( أدام الله وجوده ) هو كون هذا الحليب غير معلوم المنشأ فلا يترتب عليه الأثر الروحي ؛ فيكون حاله حال الغذاء المطروح في سوق المسلمين. وإن كان التردد هو أن المصنع الفلاني لا يدفع حقوق الله من الخمس ، فيكون فيه غصب يمكن للوالدين إخراج خمس ما يشترون من الغذاء لأبنائهم وإن لم يجب شرعاً. فيعطى الولد


(110)
الحليب بعد أن يخرج خمسه ويضاف إليه ذكر الله والتوسل إليه والدعاء ، إلى غير ذلك فيكون غذاء حلال المأكل طيب المشرب وان قلت الآثار الروحية التي يكسبها الطفل والله العالم.

    ملاحظات ابن سينا :
    ذكر ابن سينا في ( القانون ) ملاحظات لا بأس بذكرها في المرحلة الأولى من ولادة الطفل.
    الملاحظة الأولى :
    وإذا أردنا نقمطه فيجب أن تبدأ القابلة وتمس أعضاءه برفق فتعرض ما يستعرض ، وتدق ما يستدق ، وتشكل كل عضو على أحسن شكله كل ذلك بغمز لطيف بأطراف الأصابع ويتوالي في ذلك معاودة متوالية ... تفرش يديه تلصق ذراعيه بركبته وتعميمه بقلنسوة.
    أقول : قد يولد المولود وفيه أثر التغير من الولادة ، فقد يضغط عنق الرحم على رأس الوليد فيخرج مستطيلاً أو عريضاً إلى غير ذلك ؛ فمن هنا يجب التدارك لإصلاح هذا الأمر لا سيما أن أعضاء الولد ما زالت طرية قابلة للتشكيل والتغير.
    وعملية التمهيد التي تمهد الطفل بشد أعضائه إلى البعض قد ثبتت فائدتها وإن حاول البعض التشكيك فيها وفي إيجابيتها. إن الطفل الرضيع قد يجلس من النوم فيرى يديه وهو لم يتعرف عليها بعد فيفزع ، كما يساعد على عدم تخميش وجهه وما شابه ذلك.
    الملاحظة الثانية :
    ويدغدغ دبره بالخنصر لينفتح.


(111)
    الملاحظة الثالثة :
    يجب أن يكون البيت ( الذي فيه الطفل ) إلى الظل والظلمة ، وأن لا يسطع فيه شعاع غالب ، وأن يكون رأسه في مرقده أعلى من سائر جسده.
    الملاحظة الرابعة :
    فإنه من الواجب أن يلزم الطفل شيئين نافعين أيضاً لتقوية مزاجه ( الطفل ) أحدهما التحريك اللطيف ، والآخر الموسيقى التلحين الذي جرت العادة لتنويم الأطفال وبمقدار قبوله ، لذلك يتوقف على تهيئته للرياضة والموسيقى أحدهما بدنه والآخر بنفسه.
    أقول : لا شك أن تحريك الطفل بشكل بسيط هو عبارة عن التدليك ، وهنا التدليك يعد من العوامل المحركة للدورة الدموية والمنشطة لها ويعطي حيوية للجسد والروح.
    أما الموسيقي الكلاسيكية الخالية من الغناء على رأي كثير من الفقهاء جائزة لا إشكال فيها والموسيقى لها انعكاسات على النفس ، إذ بها تغير الأمزجة من حال إلى حال ، وأبرز آثارها تهدئة الأعصاب. ويجب أن يلاحظ في حال استماعها أن تكون خالية من ضجة عالية ، ويستحب التغني بالقرآن أي تحسين القراءة بصوت حزين يؤثر في المستمع.
    وقد التفتت أمهاتنا ـ رضوان الله عليهن ـ إلى هذا الفن فأخذن بالأناشيد والأراجيز عند إرضاع الطفل أو عند إرادة تنويمه بخلاف الضوضاء ؛ فإنها تولد في نفسيته أثراً سلبياً.


(112)

(113)


(114)

(115)
    امتاز الإسلام عن غيره بأن جعل لكل شيء آداباً وضوابط ، ولهذه الأمور فوائد قد يعرفها الإنسان وقد يجهلها ، ولكن لكل شيء مصلحة وأثراً على الفاعل ؛ حيث إن الله لا يأمر أمراً عبثياً وهوائياً ـ والعياذ بالله ـ فهو الحكيم الذي لا يصدر منه إلا الحكمة ، والعالم الذي لا يصدر منه إلا العلم. فقد تطرقنا سابقاً إلى الآداب التي تخص اليوم الأول بل الساعة الأولى للطفل والآن نتعلم مراسيم خاصة باليوم السابع وهي كالآتي :
    الحسن الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) قال : قال عليه السلام : « سبع خصال في الصبي إذا ولد من السنة : أولاهن يسمى ؛ والثانية يحلق رأسه ؛ الثالثة يتصدق بوزن شعره ورقاً أو ذهباً إن قدر عليه ؛ الرابعة يعق عنه ؛ الخامسة يلطخ رأسه بالزعفران ؛ السادسة يطهر بالختان ؛ السابعة يطعم الجيران من عقيقته » (1).
    ولكل أمر من هذه الأمور أداب خاصة به نتحدث عنها بشكل مختصر وعلى الله الاتكال.

    وهي عبارة عن إطلاق لفظة خاصة لمعنى خاص يراد به المسمى ، وهي من الأمور الملازمة للإنسان في جميع العوالم التي يذهب إليها من الدنيا إلى القيامة ، والاسم يؤثر تكوينياً على المسمى وله دخل في حياته من حيث السعادة والشقاء. فالأبراج من إحدى طرقها عبارة عن معرفة اسم الشخص
1 ـ الوسائل : ص 21.

(116)
واسم أمه وتجمع بطريقة خاصة تحد بها كثير من التصرفات التي يريد أن يعملها كل ذلك بهذه النقطة أو العلامة التي يطلق عليها اسم الشخص ، فإذا كانت لها هذه الأهمية يجب أن تلاحظ وتراعى بهذا المستوى. نعم ، قد تطور الزمان وتفتحت العقول إلى الأمور الجمالية ؛ فنشدت للبحث عن أسماء جميلة لأبنائها ، وتشعر بسعادة في أثناء البحث ، إلا أنه وللأسف ما زالت شريحة من الناس حتى على مشارف الظهور القرن الواحد والعشرين تسمي ابناءها بأسماء قبيحة المعاني وأعرف شخصاً رزق ابنة أسماها ( مصيبة ) !!
    أتعرف كم هي الكارثة على هذه البنت ؟ أو مقدار العذاب النفسي الذي ولده لها أبوها بسبب هذا الإسم ؟ لذا تعال معنا لنطرق باب بيت النبوة وننظر كيف ينظرون إلى هذه المسألة :

    الجانب الأول : وقت التسمية :
    يوجد لوقت التسمية اتجاهان :
    الاتجاه الأول : يسمي الولد قبل ولادته ، قال أميرالمؤمنين عليه السلام : « سموا أولادكم قبل أن يولدوا فإن لم تدروا أذكر أم أنثى سموهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى ؛ فإن اسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه : الا سميتني وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محسناً قبل أن يولد ».
    الاتجاه الثاني : وتميل إليه كثير من الروايات : وهو أن يسمى الولد في اليوم السابع بعد الميلاد.
    عن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « وسألته عن العقيقة عن المولود كيف هي ؟ قال : إذا أتى للمولود سبعة أيام سمي بالاسم الذي سماه الله عزوجل به » (1).
1 ـ الوسائل ج 21.

(117)
    أما وجه الجمع بين الخبرين فإنه عند الولادة أو قبل الولادة يسمى الولد بمحمد والبنت بفاطمة سبعة أيام فإن شاء غيرها وإن شاء أثبتها ، وأما العلة من التسمية حتى يطرح الله فيه البركة ويتشرف بهذا الاسم المعظم أو تتشرف بهذا الاسم العظيم.
    عن أبي عبدالله عليه السلام : قال « لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمداً فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا ».

    الجانب الثاني : اختيار أحسن الأسماء :
    يسعى كل إنسان أن لا يوصف بأي وصف قبيح يدل على الاشمئزاز ، أو النقيصة لذا يطمح إلى الكمال في كل ما ينسب إلى ذاته. ومن الامور التي تنسب إلى ذات الشخص اسمه واسم أبنائه. فمن الضروري حينئذ أن تكون جميلة في غاية الجمال ؛ لأنها تعطي صاحبها السعادة والاطمئنان ، إن كانت تبعث إلى البهجة وتعطي الشؤم إذا كانت منفرة. فما أحسن أن يكون الشخص اسمه حسناً! فيقول له الغير أحسن الله أيامك أو أخلاقك ، وما أقبح أن يكون اسم الشخص كلباً أو حماراً ويشتم بمجرد ذكر أسمه!
    لذا نجد الإسلام يركز على هذه المسألة فيأمر الأب أن يختار الاسم الحسن. بل يراه من حقوق الابن على الأب اختيار الاسم الجميل.
    عن ابي عبدالله عليه السلام قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان بن فلان قم إلى نورك وقم يا فلان بن فلان لا نور لك ».
    وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأدبه ».


(118)
    الجانب الثالث : تغيير الأسماء القبيحة :
    قد يصاب الشخص بأب لم ينل الوعي الكافي ، أو الإدراك المطلوب فتنعكس هذه الثقافة والوعي على حياته ؛ فيختار ما لا يناسب ، أو لا يحسن الانتقاء ، يجعل لابنه اسماً غير لائق فهنا يلزم على الولد أن يغير اسمه الذي سماه أبوه به ، ويحسن هو الاختيار وليس عليه حرج ولا ضرر. بل حتى عائلته إن كان لقبها مقززاً كما حال بعض العوائل.
    بل كانت عادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته صلوات الله عليهم يغيرون الأسماء القبيحة بأخرى حسنة.
    جاء رجل نصراني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له رسول الله : « ما اسمك ؟ فقال : اسمي عبدالشمس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بدل اسمك فإني أسميك عبدالوهاب ».
    وفي قصة أخرى : « أن رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما اسمك ؟ قال : حزن ؟ قال له الرسول : بل سهل. أجاب ذلك الرجل بقوله : بل اسمي حزن ولا حاجة لتغير اسمي.
    فما زالت الحزون والشدائد في عقبه حتى لعنوه لأنه لم يسمع كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
    وعندما ينهى الإسلام أن يسمي الإنسان نفسه باسم غير جيد ينهى أيضاً أن يطلق الإنسان على نفسه بعض المسميات المضحكة أو الجالبة للاستهزاء به أو الاستهتار من قبل الآخرين ؛ فإن الاسلام يحرم على الإنسان أن يجعل نفسه سخرية للآخرين فهو أول مراتب الحقارة الذاتية التي تؤثر على نفس الشخص.


(119)
    الجانب الرابع : أثر التسمية :
    قلنا سابقاً : إن التسمية الحسنة لها أثر إيجابي ؛ فهل يقتصر هذا الأثر على عدم الاستهزاء أو الاحترام فقط أو هناك آثار أخرى ؟ لا يمكن لأحد أن يجيب على هذا السؤال غير مدرسة واحدة هي مدرسة أهل البيت عليهم السلام وذلك لأن علمها مستفاد من علم الله ، والله العالم بحقائق الامور.
    عن ربعي بن عبدالله قال : « قيل لأبي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك إنا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك ؟ فقال : أي والله وهل الدين إلا الحب! قال الله : « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ».
    وإن من أول آثار المنفعة معرفة الموالي من خلال اسمه ؛ فإذا كان اسمه علي بن حسين بن محمد بن مهدي فإن هذا أول الاستدلال على كونه من أهل الولاية ؛ فيسكن الفؤاد عند سماع هذا النسب المشمول بأسماء الأنوار الإلهية. كما سكن فؤاد القاسم ابن الكاظم عليه السلام عندما سمع تلك الجارية تقسم بحق صاحب بيعة الغدير على صاحبها آلاف التحية والسلام.
    وأما ما يسعى إليه بعض الآباء من تسمية أبنائهم بأسماء أعداء أهل البيت ـ وللأسف ـ حتى لا تكون العين على أبنائهم ، وحتى ينالوا الوظائف هنا أو هناك ، وغيرها فهذا من ضعف الإيمان وقلة البصيرة وتلبس الأمر عليهم بالمتشابهات هداهم الله إلى حقائق الامور.
    ونحن سنتحدث باختصار شديد عن آثار بعض الأسماء وما لها من الأحكام.
    أولاً : محمد :


(120)
    1 ـ من المستحب الأكيد تسمية أحد الأبناء بمحمد. قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم : « من ولد له أربعة فلم يسم بعضهم باسمي فقد جفاني ».
    2 ـ يجلب الخير لأهله ويقدس من قبل الملائكة.
    عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « ما من مائدة وضعت فقعد عليها من اسمه محمد أو أحمد إلا قدس ذلك المنزل في كل يوم مرتين ».
    3 ـ يكون حاجباً عن النار موجباً لدخول الجنة.
    عن أبي جعفر بن محمد عن آبائه عن ابن عباس قال : « إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ألا ليقم كل من اسمه محمد فليدخل الجنة لكرامة سميه محمد صلى الله عليه وآله وسلم »
    وفي رواية أخرى.
    للقطب الرواندي : أن رجلاً يؤتى في القيامة اسمه محمد فيقول الله له :
    « ما استحيت أن عصيتني وأنت سمي حبيبي وأنا أستحي أن أعذبك وأنت سمي حبيبي ».
    4 ـ ما من قوم كانت لهم مشورة حضر معهم اسم أحمد أو محمد فأدخلوه في مشروتهم إلا خير لهم.
    5 ـ إذا نذر أن يسمى الجنين الذي في بطن المرأة محمداً كان ذكراً.
    قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « من كان له حمل فنوى أن يسميه محمداً أو علياً ولد له غلام ».
    أما الأحكام التي يجب أن تراعى عندما يسمي الشخص ولده باسم محمد ، أو عندما يتعامل مع شخص اسمه محمد ، أو أحمد يجب أن يكرمه بجميع أنواع الإكرام ويحترمه يوقره ويوسع له في المجالس إلى غير ذلك.
عبقـرية مبكـرة لأطفالنا ::: فهرس