عبقـرية مبكـرة لأطفالنا ::: 121 ـ 135
(121)
    عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه وأوسعوا له في المجالس ولا تقبحوا له وجهاً ». وفي رواية أخرى : « ولا تضربوه ولا تسموا أبناءكم محمد ثم تلعنوهم ».

    ثانياً : أثر اسم علي على الشخص :
    1 ـ من الآثار التكوينية لاسم علي أنه يطيل العمر لصاحبه :
    ففي حديث طويل عن الرضا عليه السلام أنه قال : « سمه علياً فإنه أطول لعمره ».
    2 ـ إذا نذر أن يسمي الجنين علياً يكون غلاماً ولداً.
    ثالثاً : آثار من تسمى بأسماء أهل البيت :
    1 ـ إذا وجد شخص في بيت بأسمائهم ينتفي عن هذا البيت الفقر.
    عن سليمان الجعفري قال : « سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبدالله أو فاطمة من النساء ».
    أقول : والمراد منه الفقر الحقيقي لا الظاهري إذ الظاهري ربما قد يحصل في بعض الأحيان وفي الروايات : « أن الرجل ما دام عنده ولاية أهل البيت وهو متمسك بها ليس بفقير » ، وإن كان ظاهره الفقر المادي. هذا والله العالم.
    الجانب الخامس : الأسماء المنهية عنها :
    هناك بعض الأسماء التي نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التسمي ، أو التكني بها ونحن نوردها من غير سرد الروايات حتى لا يطول المقام إذا اقتضت الحاجة. هي كالآتي : همام والحارث ومبارك وبشير وميمون ؛ لئلا يقال : ثم مبارك ثم بشير ثم ميمون. وقال : لا تسموا شهاباً فإن شهاب اسم من أسماء النار وفي


(122)
رواية أبغض الأسماء إلى الله حارث ومالك وخالد. وأيضاً الحكم وحكيم وضرار ومرة وحرب وظالم. وفي الكنى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ولا يكنيه بعيسى ولا بالحكم ولا بالحارث ولا بابي القاسم إذا كان الاسم محمداً.
    هذا كله في الرجال أما النساء فلا يسمى بالحميراء.


(123)
    الحلق من الأمور التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية حتى وردت أكثر من سبعة وثلاثين رواية تؤكد على حلق الذكر والأنثى على حد سواء ، والبعض يتصور أن بشرة الطفل ما زالت رقيقة لا تتحمل ، أو يخاف من حلق رأس الطفل فيتغير نعومته ، ولكن الحق والإنصاف هو خلاف ذلك. فالمتأمل لبعض الأطفال يجد أن شعره في تساقط ثم يتراجع من جديد. فعند الحلق يوفر الوقت للطفل وستعمل الاستحباب المؤكد فلم يأمر المولى إلا بما هو صلاح للطفل ولوالديه.
    عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في المولود قال : « يسمى في اليوم السابع ويعق عنه ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعره فضة ». وفي رواية أخرى « أو ذهب ».
    وقد يخطر على بال الشخص تساؤل عن العلة الموجبة للحلق ؟
    عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « سئل ما العلة في حلق شعر رأس المولود ؟ قال تطهيره من شعر الرحم ».
    كما يلزم عند حلق الطفل أن لا يلعب برأسه فيحلق من جهة ويترك من أخرى.
    قال أميرالمؤمنين : « لا تحلقوا للصبيان القزع ، والقزع أن يحلق موضعاً ويترك موضعاً ».
    وهناك نكتة ـ الله ورسوله أعلم بها ـ وهي أنه إذا تجاوز المولود أكثر من سبعة أيام لا يحلق له. أما ما هي أسرار القضية ؟ يحتاج إلى بحث أكثر.


(124)
    سأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليه السلام عن مولود لم يحلق رأسه يوم السابع فقال : « إن مضي سبعة ايام فليس عليه حلق » (1).
1 ـ البحار 104 ، ص 133.

(125)
    وهو من الأمور اللازمة والواجبة شرعاً على الصبي وقد ثبت علمياً أنه يفيد الولد من إزالة الجراثيم والبكتريا عن المنطقة المخصوصة كما يفيد نبات اللحم وسرعته في جسد الصبي.
    عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : « اختنوا أولادكم يوم السابع فإنه أطهر وأسرع لنبات اللحم ». وقال : « الأرض تنجس ببول الأغلف أربعين صباحاً ».
    ومن الأمور التي تجب أثناء الختان قراءة دعاء خاص وهو ما روي عن أبي عبدالله عليه السلام في الصبي إذا ختن قال : يقول : « اللهم هذه سنتك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم ، واتباع منا لك ولدينك بمشيتك وبإرادتك لأمر أردته وقضاء حتمته وأمر أنفذته ، فأذقته حر الحديد في ختانه وحجامته لأمر أنت أعرف به مني. اللهم فطهره من الذنوب وزد في عمره وادفع الآفات عن بدنه والأوجاع عن جسمه وزده من الغنى وادفع عنه الفقر ؛ فإنك تعلم ولا نعلم ».
    قال أبو عبدالله عليه السلام : « من لم يقله عند ختان ولده فليقلها عليه من قبل أن يحتلم فإن قالها كفى حر الحديد من قتل وغيره » (1).
    ومن الطريف ما نقل أنه جرت محاورة بين الإمام أبي عبدالله وزنديق وذلك عن الختان.
    قال الزنديق : أخبرني هل يعاب شيء من خلق الله ؟
    قال أبو عبدالله : لا.
1 ـ الوسائل : ج 21.

(126)
    الزنديق : فإن الله خلق خلقه غلفاً غير تم خلق الله ، وجعلتم فعلكم في قطع الغلفة أصوب مما خلق الله ، وعبتم الأغلف والله خلقه ، ومدحتم الختان وهو فعلكم أم تقولون : إن ذلك كان من الله خطأ غير حكمة ؟
    فقال ابو عبدالله : ذلك من الله حكمة وصواب غير أنه سن ذلك وأوجبه على خلقه. كما أن المولود إذا خرج من بطن أمه وجدتم سرته متصلة بسرة أمه المولود ، كذلك أمر الله الحكيم فأمر العباد بقطعها وفي تركها فساد بين المولود والأم ، وكذلك أظفار الإنسان أمر إذا طالت أن تقلم وكان قادراً يوم دبر خلقة الإنسان أن يخلقه خلقة لا يطول ، وكذلك الشعر في الشارب والرأس يطول ويجز ، وكذلك الثيران خلقها فحولة وإخصاؤها أوفق وليس في ذلك عيب في تقدير الله عزوجل ».
    هذا الحديث كله في ختان الصبي.
    أما ختان الفتاة فإن الإسلام جعل ذلك مكرمة أي هبة ان فعلت كانت حسنة وإن لم تفعل لا ضير فيها. وفي زماننها هذا قل ختان الفتيات. نعم ، في أفريقيا ما زال هذا العمل قائماً وإن كان بطريقة خاطئة ؛ إذ المعمول به هناك هو استئصال البظر كاملاً ، وهذا الذي نهي عنه الإسلام ، وحث على المرأة التي تريد ختان ابنتها أن تبقي منه شيئاً حتى تحس مما يجب عند الزواج. وفي قصة طويلة خلاصتها : أنه كانت هناك امرأة تسمى أم حبيبة وكانت خافظة هاجرت إلى المدينة رآها الرسول فسألها عن بقائها في عملها ؟ فأجابت بالإيجاب. فقال لها رسول الله : « إذا أنت فعلت فلا تنهكي أي لا تستأصلي وأشمي ؛ فإنه أشرق للوجه وأحظى عند الزوج ».
    وفي رواية عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام قال : « يا معشر الناس إذا خفضت بناتكن فبقين من ذلك شيئاً ، فإنه أتقى لألوانهن وأحظى لهن ».


(127)
    العقيقة من الأمور الضرورية التي يجب عملها عن الطفل ويستحب تماثل الذكر بالذكر والأنثى بالأنثى من الشاة. ويفضل أن تكون سمينة وهي لازمة على الأغنياء والفقراء إذا تيسروا. فإذا لم يعق عن الولد يعق عن نفسه حتى مع الكبر ، والعقيقة لا تعطى إلا لأهل الولاية ؛ فإن أراد أن يوزعها فليوزعها على الفقراء وعلى الأغنياء على السواء لا فرق ، وإن أراد أن يقيم عليها وليمة.
    عن ابي عبدالله عليه السلام قال : « كل امرئ مرتهن يوم القيامة بعقيقة والعقيقة أوجب من الأضحية ».
    وكما يلزم من ذبح العقيقة ولا يكفي التصرف بثمنها. كما جاءت الرواية عن ابي جعفر لما عسرت أن يجد العقيقة لا يذبحها فسألة زيد بن علي بقوله : قسرت علي الأخرى فأتصدق بثمنها ؟ قال : لا أطلبها فإن الله عزوجل يحب إهراق الدماء وإطعام الطعام.
    أقول : والظاهر أن لزوم العقيقة ، وأن الله يحب الدماء أنها لأمرين ؛ أولها لسلامة المولود عن المخاطر ؛ فهو عند الذبح يقول : « لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه اللهم اجعله وقاء لفلان بن فلان ».
    ويمكن أن يقال في الأمر الثاني : إن الروح قبل أن تلج في المولود كانت في عالم الأرواح تعيش معها ، وتأنس بها ، كما جاءت الرواية : « أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ». فهي تعيش في ذلك العالم وعند ولوجها في بدن الإنسان فارقت ذلك العالم مما أوجدت مكانا خالياً فاستوحشت الأرواح لفقدانها ، وعند ذبح العقيقة. روح العقيقة تكون هي مكانها في ذلك العالم حتى تعود إليه. والله العالم.
    كما يلزم عند ذبح العقيقة أن يدعو بما هو المأثور ومنها :


(128)
    عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يقال عند العقيقة : « اللهم منك ولك ما وهبت وأنت أعطيت اللهم فتقبله منا على سنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم ».
    وتستعين بالله من الشيطان الرجيم وتسمي وتذبح وتقول : « لك سفكت الدماء لا شريك لك ، والحمد لله رب العالمين اللهم اخسئ الشيطان الرجيم ».
    ويعطي من الذبيحة القابلة ربعها ، أو الرجل والورك كما يكره للاب ، أو أحد عياله ـ وخصوصاً الأم ـ أن يأكل من العقيقة. فإن أكلت الأم من العقيقة لا ترضع ولدها ؛ لأنه يؤثر سلباً على الطفل. وقد تكلمنا بما فيه الكفاية عن أثر الأكل على المرأة الحامل وولديها فلا نعيد.
    وعن الصدوق في المقنع وفي فقه الرضا عليه السلام يقول : « وإذا أردت أن تعق عنه فليكن عن الذكر ذكراً وعن الأنثى أنثى ، وتعطي القابلة الورك ولا يأكل منه الأبوان. فإن أكلت منه الأم فلا ترضعه ، وتفرق لحمها على قوم مؤمنين محتاجين ، وإن أعددته طعاماً ودعوت عليه قوماً من إخوانك فهو أحب إلي ، وكلما أكثرت فهو أفضل ، وحدة عشره أنفس وما زاد. وأفضـل ما يطبـخ به ماء وملح » (1).

    وهو أن يؤتى بماء يوضع فيه زعفران ويأخذ هذا الماء ويغسل رأس الطفل بهذا الماء. وأما ثمرة هذا الفعل وأثره فالله ورسوله أعلم.
1 ـ البحار : ج 104 ، ص 116.

(129)
    يوم الولادة :
    هذا اليوم والذي يعد أول يوم لمخلوق جديد على بسيطة الأرض والذي يترقب الوالدان ، بل الأهل أجمعون يترقبون اليوم الذي يولد فيه بل الساعة بفارغ الصبر. هل خطر على بال أحد من الوالدين ، أو الأهل أن اليوم الذي يولد فيه يكون له أثر على المولود من حيث السعادة أو الشقاء فتكتب له السعادة.
    نعم ، فقد يولد في يوم سعيد وطالع سعيد حسن ، وقد يولد في يوم شؤم فيكتب له الشقاء إلا أن يشاء الله ويمحو وعنده أم الكتاب.
    في رواية طويلة جداً تتحدث عن الأيام من حيث سعادتها وشقاوتها ، وما يصلح فيها ، ذكرها العلامة المجلسي في البحار وكذلك النوري في مستدركه للوسائل ونحن نوردها لتعم الفائدة أكثر.
    عن الصادق عليه السلام أنه قال في اليوم الأول من الشهر : هو يوم مبارك محمود فيه خلق الله آدم ، ومن يولد فيه كان محبوباً مقبولاً مرزوقاً مباركاً.
    الثاني : يوم محمود خلق الله تبارك وتعالى فيه حواء ، ومن ولد فيه كان مباركاً ميموناً.
    الثالث : يوم نحس فيه قتل هابيل قتله أخوه قابيل ( عليه اللعنة والعذاب السرمد ) ، ومن ولد فيه كان منحوساً ، وفي رواية أخرى : « ومن ولد فيه كان مرزوقاً طويل العمر ».
    الرابع : يوم متوسط صالح لقضاء الحوائج فيه ولد هبة الله شيث ابن آدم ... ومن ولد فيه كان مباركاً.


(130)
    الخامس : يوم نحس فيه لعن إبليس وهاروت وماروت ... ومن ولد فيه كان مشؤوماً ثقيلاً عسير الرزق.
    السادس : يوم صالح ولد فيه نوح عليه السلام ، ومن ولد فيه كان مباركاً موسعاً عليه في حياته.
    السابع : يوم سعيد مبارك فيه ركب نوح عليه السلام السفينة ... ومن ولد فيه كان مباركاً ميموناً على نفسه وأبوه خفيف النجم موسعاً عيشه.
    الثامن : ومن ولد فيه كان متوسط الحال طويل العمر. ( إنه يوم مبارك ).
    التاسع : يوم صالح محمود فيه ولد سام بن نوح عليه السلام ، ومن ولد فيه يكون محبوباً مقبولاً عند الناس يطلب العلم ويعمل عمل الصالحين.
    العاشر : يوم محمود رفع الله فيه إدريس مكاناً علياً ... ومن ولد فيه كان مباركاً حليماً صالحاً عفيفاً.
    الحادي عشر : ومن ولد فيه كان مباركاً صالح التربية ( يكون مباركاً مرزوقاً في حياته طويل العمر ولا يفتقر أبداً ).
    الثاني عشر : يوم مبارك ... ومن ولد فيه كان عفيفاً ناسكاً صالحاً.
    الثالث عشر : يوم نحس ... ومن ولد فيه كان مشؤوماً عسير الرزق كثير الحقد نكر الخلق.
    الرابع عشر : يوم صالح ... ومن ولد فيه عاش سليماً سعيداً وكان في أموره مسدداً محموداً مرزوقاً.
    وفي رواية أخرى : « من ولد فيه يكون في آخر عمره كثير المال يكون حسن الكمال مشغوفاً ( شدة الحب ) بطلب العلم ويعمر طويلاً ويكثر ماله في آخر عمره ويكون غشوماً ظلوماً ».


(131)
    الخامس عشر : ومن ولد فيه يكون ألتغ اللسان أو أخرس. ( يوم المبارك ). وفي رواية أخرى : « يوم محذور ».
    السادس عشر : يوم نحس رديء مذموم لا خير فيه .. ومن ولد فيه يكون مشؤوماً عسر التربية منحوساً في عيشه وفي رواية أخرى : « ومن ولد فيه في صبيحته إلى الزوال كان مجنوناً ومن ولد فيه بعد الزوال أعمال صالحة ( يكون مخبلاً ) ».
    السابع عشر : من ولد فيه كان مباركاً سعيداً في كل أمره.
    الثامن عشر: من ولد فيه كان حسن التربية محمود العيش.
    التاسع عشر : يوم مختار مبارك ... ومن ولد فيه كان ثانياً مباركاً مرزوقاً.
    العشرون : يوم جيد محمود صالح مسعود مبارك .. ومن ولد فيه كان طويل العمر ملكاً يملك بلداً أو ناحية منه.
    وفي رواية أخرى : « يوم متوسط .. ومن ولد فيه عاش في صعوبة ».
    الحادي والعشرون : يوم نحس مذموم ... ومن ولد فيه كان ضيق العيش نكد الحياة ( ومن يولد فيه يكن محتاجاً فقيراً في أكثر أمره ودهره ).
    الثاني والعشرون : يوم سعيد مبارك ... من ولد فيه كان مباركاً ميموناً سعيداً.
    الثالث والعشرون : يوم سعيد ... ومن ولد فيه كان سعيداً وعاش عيشاً طيباً ( يكون مباركاً صالحاً ).
    الرابع والعشرون : يوم نحس مستمر ... ومن ولد فيه كان منحوساً. وفي رواية أخرى : « ولد فيه فرعون والمولود يقتل في آخر عمره إذا حرص على طلب الرزق أو يغرق ».


(132)
    الخامس والعشرون : يوم نحس مكروه ثقيل نكد ... ومن ولد فيه يكون ثقيل التربية نكد الحياة.
    السادس والعشرون : يوم صالح ... ومن ولد فيه كان متوسط الحال. وفي رواية أخرى : « المولود يطول عمره ».
    السابع والعشرون : يوم صاف مبارك من النحوس ، ومن ولد فيه كان مباركاً خفيف التربية. ( إنه يكون طويل العمر كثير الخير ).
    الثامن والعشرون : يوم مبارك ... ومن ولد فيه يكون مباركاً خفيف التربية. ( إنه يكون طويل العمر كثير الخير ).
    وفي رواية أخرى أنه يوم مبارك ... ومن ولد فيه يكون مباركاً مقيداً ( إن يعقوب ولد فيه ومن ولد فيه ، يكون محزوناً طويلاً عمره ويصيبه الغم ويبتلى في بدنه ).
    ( ومن يولد فيه يكون مرزوقاً محبباً إلى الناس وإلى أهله ، محسناً إليهم ، إلا أنه تصبيه الهموم والغموم ويبتلى في آخر عمره ولا يؤمن عليه من ذهاب بصره ).
    التاسع والعشرون : يوم مبارك ... ومن ولد فيه كان مباركاً ( الذي يولد فيه يكون حليماً ).
    الثلاثون : يوم مبارك مسعود ... ومن ولد فيه كان مباركاً ميموناً مقبلاً حسن التربية موسعاً عليه. (1)
    وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خصوص من يولد في يوم الثلاثين :
1 ـ مستدرك الوسائل : ج 8 ، ص 146.

(133)
    « ومن ولد فيه يكون حكيماً حليماً صادقاً مباركاً مرتفعاً أمره ويعلو شأنه ، ويكون صادق اللسان صاحب وفاء » (1).
    أقول أولاً : إن معنى السعادة والنحوسة بلحاظ الآثار الواقع فيها لا بخصوص نفس الأيام. فاليوم بما هو أربع وعشرون ساعة لا نحس فيه ولا سعادة. وكما قال الإمام علي عليه السلام : « كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد » ، وعلى هذا لقي الخير في أيامه والحوادث الحسنة ويتخلص من الشؤم والنحوسة ، كما قال آية الله مظاهري بالتوكل على الله وبواسطة الدعاء وقراءة القرآن والصدقة حتماً سيزول الحزن ، وانتهى كلامه على فرض وجودها.
    ويقسم العلماء سعادة الأيام ونحوستها على قسمين :
    القسم الأول : يقول بوجود سعادة وشقاوة مستدلاً بقوله تعالى : « فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات » (2).
    هذا في النحس.
    القسم الثاني : لا سعادة ولا شقاوة في الأيام.
    وذلك أولاً : لأن لحاظها بالآثار الواقعة فيها وهو ما ذهبنا إليه.
    ثانياً : قد يحصل في أيام النحوسة ولادة إمام طاهر مثل ميلاد الإمام علي ابن أبي طالب في الثالث عشر ، والحسين في الثالث من شعبان ، وزين العابدين في الخامس منه إلى غير ذلك. وهذا لا يدل على نحوستهم ـ والعياذ بالله ـ بل قد يظهر في واقع المصاب فرحة عظيمة تغطي نحوسة ذلك
1 ـ مستدرك الوسائل : ج 8 ، ص 169.
2 ـ فصلت : آية 15.


(134)
اليوم ؛ فمثلاً : قد يحدث أن شخصاً يركب سيارته ثم يحدث له حدث عظيم فهو عليه نحس وفي نفس الوقت يكون سعيداً لخروجه حياً من الموت المحقق فخروجه أنساه النحوسة.
    ثالثاً : مع تسليم وجود أيام سعادة وأيام نحوسة فإنه إرشاد الإمام ، وإن من يولد فيها يكون كذا أو كذا ما هو إلا إشارة إلى قابليته واستعداده لذلك. وقد تقدم إيضاح ذلك في مقدمة النكاح فراجع.


(135)
عبقـرية مبكـرة لأطفالنا ::: فهرس