ادب الطف الجزء الاول ::: 331 ـ 339
(331)
    8 ـ الصقر الموصلي :
لا تـذكرنّ لـي الـديار بلا قعا ومرابعا أقوت وكـانـت للورى أودى الزمـان بها وودت مهجتي يا مـن بـه امـتحن الإله عباده اني لاعجب من معاشـر عصبةٍ أخشى على قلبي يسيل مدامعا مأوى النزيل مصايفاً ومرابعا منها وفيها لـو تـقيم أضالعا مَن كان منهم عاصيا أو طائعا جعلوك في عدد الخلافة رابعا
    ومنها خطاب للنبي صلى الله عليه واله وسلم :
لو أن عينك عاينت بـعض الذي أما ابـنـك الحـسن الـزكي فانه هروا به كـبداً لديك كـريـمـة وسقوا حسيناً بالطفوف على ظماء قـتـلوه عطشانا بعرصة كربلاء جـسـدا بلا رأس يمد على الثرى ببنيك حلّ اذاً رأيت فظـائعا لما مضيت سقوه سـماً ناقعا منه واحـشاءً بـه وأضـالعا كأس المنية فاحتساها جارعا وسبوا حلائله وخُلّف ضائعا رجلا له ويلم اُخرى فـازعا
    ابو العباس محمد بن احمد الصقر الموصلي :
    توفي في حدود 305 في الموصل. ذكره في المعالم بعنوان ابي الصقر وفي المناقب بعنوان : الصقر كما في معجم الادباء.


(332)
    9 ـ القاسم بن يوسف الكاتب :
سلّم على قبر الحسين وقل له وسقاك صوب الغـاديات ولا يابن النـبي وخـيـر أمتـه أصـبـحت مغتربا بمختـلف ونأيـت عن دار الاحـبة بل جـنة الفردوس تـسكنها مـاذا تحـمل قاتلـوك مـن خرجـوا من الاسـلام ضاحية كتبـوا اليك وأرسلـوا رسـلاً أعطوك بيـعتهم وموثـقـهم حـتى اذا أصرختَ دعـوتهم وخرجـت محتسـباً لتحيي ما ختروا مواثـقهم وعهـدهم ركـنوا الى الدنيا فـلم يئـلوا جعلوا سـمـية منـكم خلفـاً قـتلوك واتخـذوهم ستـراً فأبادهم سيف الفـناء بأ يجدون بالمـرصـاد ربـهم أبنـي سمـية أنتـم نـفر صلى الإله عليك من قبرِ زالت عليك روائح تسري بعد النبي مقال ذي خبـر للرامسات وواكفٍ القطـر واستوطنتَ دار البعد والقفر جار النبي ورهطه الزهـر الآصار والاعـباء والوزر واستبدلوا بدلا من الكفـر تترى بما وعدوا من النصر بالله بين الركن والحجـر طلباً لوجه الله والاجـر قدمات من سنن الهدى الدثر لا يرهبون عواقب الختـر فيها الى حظٍّ ولا وفـر وبنى أمية حاملي الإصـر ما دون علم الله مـن ستـر الظالمين بذلك الـوتـر يـدي بعدا لأهل النكث والغـدر ولدُ البغايا غير ما نكـر


(333)
قـلتم عبيـد لا نـقرُّ بـه منكـم بـشط الزاب مجـترز ولكم مـصارع مثل مصرعه وبنـو أُميـة سـومـروا تلفاً هشـموا بها شـمة وحاق بهم ولهم فـلا فوت ولا عجـلُ في محكـمات الذكـر لعّنـهم منهم معاوية اللعـين ومروان والابـتر السهـمي رابـعهم إنـي لأرجـو أن تـنالـهم بالقـائم المـهدي إن عاجـلاً أو ينقـضي من دونـه أجلي ولـكل عـبد غيـب نـيَّته ما تنقضـي حسرات ذي ورعٍ ودمـاء إخوتـه وشـيعـته خذلـوا وقل هنـاك ناصرهم مستقـدمين علـى بصائرهم يأبـون أن يـعطوا الدنيَّة أو البـرُّ ذخرهـم وكـنزهـم آل الرسـول وسـر أُسـرته حلـو الشرف اليفاع على فابكِ الحـسين بمضـمر فرح حـق البكاء له وحـق لـه ونـقـرّ بالـعيّاب والعـهر للغاسـلات الـعبس والبسر ما حَـنّ ذو وكـر الى وكر بالمشرفية والقنـا السـمر ما قدموا من سـيء المكـر أمثالـها فـي غـابر الدهر فيها روى العلـماء من ذكر الضنـين وشـارب الخمـر عمرو وكل الشر في عمـر مني يدُ تُشفـي جوى الصدر أو آجلا إن مدّ فـي العمر فـالله أولـى فـيه بالـغدر في الخير مسطور وفي الشر ودمُ الحسين على الثرى يجري مسـتلحـمون بجانـب النهر فاسـتعصموا بالله والصبـر لا ينكـصون لروعة الـذعر يرضوا مـهادنةً علـى قسر خير الكنـوز وأفضـل الذخر والطـاهرون لطـيّبٍ طـهر علياء بيـن الغـفر والنسر وابـكٍ الحسين بمدمـع غزر حسـن الثناء وطـيّب النشر


(334)
لايـبلغ المثـنى مداه ولا مأوى اليـتامى والأرامل لا مانعاً حق الصديق ولا كم سائلٍ أعطى وذي عُدُم وتخال في الظلمـاء سنَّته لا تنطق العوراء حضرته ومبرأ من كـل فاحشـةٍ يحويى الـمديح مـقالة المطري والأضياف في اللزبـات والعسر يخفـى عـليه مبيـت ذي الفقر أغنى وعـان فـكَّ مـن أسـر قمراً توسـط ليـلـة الـبدر عـفّ يعاف مقـالـة الـهجر برّ السريـرة طـاهـر الـجهر


(335)
الشاعر
    هو ابو محمد القاسم بن يوسف بن القاسم بن صبيح القبطي الأصل مولى بني عجل من أهل الكوفة جاء في ص 163 من اوراق الصولي قسم الشعراء : كان القاسم بن يوسف أسنَّ من أخيه أبي جعفر أحمد بن يوسف و أكثر شعراً منه وأفصح في شعره وأشعر في فنه الذي أعجبه من مراثي البهائم من جميع المحدثين حتى أنه لرأس فيه متقدم جميع من نحاه وما ينبغي أن يسقط شيء من شعره لأنه كله مختار وللناس فيه فائدة ولا يوجد مجموعاً كما نورده وأنا أذكره على القوافي. وكان القاسم جميل المذهب أحد متكلمي الشيعة. وفي ص 206 قال : لما تولى الوزارة للمأمون أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح ولى اخاه القاسم بن يوسف خراج السواد فجباه فضلاً مما جباه غيره في أيام المأمون.
    وفي معجم الشعراء للمرزباني 335 القاسم بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب القبطي مولى بني عجل وأخوه أحمد بن يوسف الكاتب وزير المأمون ، والقاسم شاعر حسن الافتنان في القول وهو أشعر من أخيه أحمد وأكثر شعراً.
    وفي تاريخ بغداد للخطيب ج 5 ص 216 أحمد بن يوسف بن القاسم ابن صبيح من أفاضل كتاب المأمون ، مات سنة 213 هـ. يقول الصولي في الأوراق ورثاه أخوه القاسم بن يوسف (1). أقول فالمترجم له أكبر
1 ـ ذكر صاحب معجم الأدباء بعض مرثية القاسم لأخيه أحمد ، منها :
رماك الدهر بالحدث الجليل أترجو سـلوة وأخـوك ثاو ومثل أخـيك فلتبك الـبواكي فعز النفس بالصـبر الـجميل ببطن الأرض تحت ثرى مهيل لمعضلة من الخطب الجـليل

(336)
من أخيه أحمد وعاش أكثر من أخيه ورثاه بقصيدة ، ولم نقف على تاريخ وفاته ولكنه عاش في أواخر القرن الثاني و أوائل القرن الثالث كما أن السيد الأمين قد فاته ترجمة هذا الرجل في الأعيان ولكنه عندما ذكر مراثر الحسين عليه السلام في الجزء الرابع ذكر أبياتاً من قصيدته التي ذكرناها وقال : وممن رثاه من قدماء الشعراء القاسم بن يوسف الكاتب أحد متكلمي الشيعة وشعرائهم ، ذكره المرزباني فقال من قصيدة طويلة انتهى.
    نعم ذكر السيد الأمين ترجمة مطولة لأخيه أحمد بن يوسف بن صبيح الكاتب في الجزء 10 من الأعيان ص 355.
    ومن شعره كما رواه الصولي في الأوراق ص 180 :
أيها السائل عن خير الورى وقريش ذروة المـجد وفي مغرس طاب فأثرى محتداً هاشم فخر قصـيّ كلهـا لهم أيد طـوال في العـلى لهم الوحـي وفـيهم بعده وهم أولى بـأرحـامهم ما بعـيد كـقريب نسبا إنما تجري على أحسـابها ليس من أخـره الله كـمن ما الموالي كموالـيهم وإن خسر الآخذ ما ليـس لـه ولفيـف ألّـفوا بـينـهم ورسـول الله لم يدفـن فما خير من تحت السماوات نزار هاشـم أرست فمثـوى وقرار واستطال الفـرع والعود نضار أين تيـم وعـدي والـفخار ولمن سامـاهم أيـد قـصار آمر الحق وفـي الحـق منـار في كـتاب الله إن كـان إعتبار لا ولا يعدل بالطـرف الحمـار عنـق الخيـل وللغير الغـبار قـدَّم الله ، ولله الـخـيـار أنـبت الدهر لهم ريشاً فـطاروا عمدعين والشـريك المـستشـار بيعـة فيـها اختلاط وانتـشـار القوم اعتـمام وانـتظار


(337)
    10 ـ علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف :
    قال علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، يرثي شهداء الطف (1) :
إن الكرام بني الـنبي مـحمدٍ قوم هدى الله العبـاد بجدهم كـانوا إذا نـهل القنا بأكفهم ولهم بجنب الطف أكرم موقف حول الحسين مصرعين كأنما خـير البريـة رائـح أو غـادِ والمـؤثرون الضـيـف بالأزواد سكبوا السيـوف أعالـي الأغماد صـبروا على الريب الفظيع العادي كانـت منايـاهم عـلى ميـعاد

1 ـ عن معجم الشعراء المرزباني ص 139.

(338)
    قال المرزباني في معجم الشعراء ص 139 :
    علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو القائل لعلي بن عبد الله الجعفري ـ وكان عمر بن فرج الرُخجي حمله من المدينة.
صبراً أبا حسن فالصبرُ عادتكم أنتم كرام وأرضى الناس كلهم واعلم بأنك مـحفوظ إلى أجلٍ إن الكرام على ما نابهم صبر عن الإله بما يجري به الـقَدر فلن يضرّك ما سدّى به عُـمر
    وذكر الداودي في عمدة الطالب في سلسلة النسب فقال :
    أما أبو الحسن علي العسكري بن الحسن بن علي الاصغر وفي ولده البيت والعدد فأعقب من ثلاثة رجال : أبو علي أحمد الصوفي ـ لأنه كان يلبس الصوف ـ الفاضل المصنف ، وأبو عبد الله الحسين الشاعر المحدث ، وأبو محمد الحسن الناصر الكبير الاطروشي وهو إمام الزيدية ملك الديلم ، صاحب المقالة ، اليه ينتسب الناصرية من الزيدية ، وكان مع محمد بن زيد الداعي الحسني بطبرستان ، توفي بآمل سنة أربع وثلثمائة.
    أقول ولما كان الولد قد توفي بعد القرن الثالث بقليل جاز لنا أن نعتبر الوالد من القرن الثالث.


(339)
    11 ـ محمد بن علي الجواليقي الكوفي :
    قال المرزباني : في المعجم ص 405 كان يتشيع ، قال يرثي الحسين بن علي :
أمـن رسوم المنـازل الـدُرُس هتكت سجف العزاء عن طربٍ وسجعُ ورقٍ سجعن في الغلس شاقـتك معتـاده إلـى أنـسِ
    وفيها يقول :
أبك حسيـناً ليوم مصرعه تعدو عليه بسـيـف والده تالله ما إن رأيـتُ مثـلهـم أحسنَ صبراً على البلاء وقد أضحى بنات الـنبي إذ قتلوا بالطف بـين الكتائب الخُرُس أيد طـوال لمـعشرٍ نُـكـس في يـوم ضَنْك قماطر عبس ضيّقت الحربُ مجرع النفس في مأتم والسـباع في عرس
توفي سنة 384.
ادب الطف الجزء الاول ::: فهرس