ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 1 ـ 15

    جواد شبر
ادب الطف
او
شـعراء الحسيـــن ( عليه السلام )
من القرن الاول الهجري حتى القرن الرابع عشر
الجزء الثاني
دار المرتضى


(5)
بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله القائل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا والصلاة على سيدنا الصادق بالحق والصدق والقائل :
    إن من الشعر لحكمة ، وإن من البيان لسحرا.
    وعلى آله واصحابه المنتجبين.
    وبعد فهذا هو الجزء الثاني من ( ادب الطف ) يقتصر على القرن الرابع الهجري والخامس من شعراء الحسين عليه السلام ، وارجو ان يكون مقبولا ومشمولا بعناية الله انه سميع مجيب.
المؤلف


(6)

(7)
شعراء القرن الرابع الهجري
    منصور بن سلمة الهروي
    ابو بكر محمد بن الحسن بن دريد
    احمد بن محمد بن الحسن الصنوبري
    علي بن اصدق الحائري
    ابو الحسن السري بن احمد الرفاء الموصلي
    محمود بن الحسين بن السندي كشاجم
    طلحة بن عبيد الله العوني المصري
    علي بن اسحاق الزاهي الشاعر
    الامير ابو فراس الحمداني
    محمد بن هاني الاندلسي
    الناشي الصغير ابو الحسن علي بن عبد الله بن الوصيف
    الامير محمد بن عبد الله السوسي
    سعيد بن هاشم الخالدي
    الامير تميم بن الخليفة
    علي بن احمد الجرجاني الجوهري
    الصاحب اسماعيل بن عباد
    محمد بن هاشم الخالدي
    الحسين بن الحجاج
    علي بن حماد العبدي
    احمد بن الحسين بديع الزمان الهمداني
    الشريف الرضي


(8)

(9)
    روي الشيخ نجم الدين محمد بن جعفر بن ابي البقا هبة الله المعروف بابن نما الحلي المتوفى سنة 645 هـ. في كتابه ( مثير الأحزان ).
    قال : قال الهروي الكاتب سمعت منصور بن سلمة الهروي ينشد ببغداد في شهر رمضان سنة احدى عشر وثلثمائة شعرا من جملته.
تصان بنت الدعــي فـي كـلل‏ يرجى رضى المـصطفى فوا عجبا الملك ، وبنت الرسول تبتذلُ تقتـل اولاده ويـحـتــمل


(10)
    قال السيد احمد العطار في المجموع الرائق : هذه قصيدة لابي بكر بن دريد الأزدي في أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وهي من أغرب ما جاء في معناها لأن أبا بكر بصري المنشأ والمولد ، وعامة أهل البصرة يدينون بغير هذا المعتقد ، وقد اشتملت من الغرائب ما تتهذب بحفظه السنة المتعلمين والشادين وتتنبه بمثله قرائح المبتدين والمستفيدين وأورد ابن شهر اشوب ثمانية أبيات منها وهي التي تقع بين قوسين. أقول والنسخة المنقولة عنها هذه القصيدة من الخطوط القديمة ولعلها ترجع إلى أول القرن الثامن الهجري :
سـدكـت به عـنتا تُـفنّده طورا تهــازله لترضـيه وتقـــول أبق فانـه نشب فييءُ وما خـوّلتِ فاحتجـبـي ان الـذي تـدرين عـرتـه ما المـال إلا ما نعـشت به أو مائـلا يحـوى برغبـته مستصـفداً ضاقت مـذاهبه وغنـاء مـال المرء عنه اذا تالـله افتأ ســائـلا طـللا مقو وما اقـوى فؤادي مـن ذكرى تزال لها على كبـدي وتظل بالاقتـار تـوعـده وتـجد احيـانا فتصــمده قد شـف طارفه ومـتلـده المــال ايسـره مـبـدده لا تستـطيف بـه مقــرّده ذا عثـرة لهفـان أرفــده مستـشكدا للعرف اشــكده فعلي يحب أن أصــفــده ارضى الصفيح عـليه ملحده بالجزع دعـدعـه تأبــده ذكرى تهــيجه وتـكمـده لذع يُضــرّمـه ويوقــده


(11)
كـم إثر ذكراهـم لـه نـفس إنّ اللواتي يــوم ذي شجُـبٍ فسلا فلا سُـعدى تـساعــده وتنـكّرت ريـا وجـارتــها ربما يـرقـن اذا سـمعـن به والمرء خـدن الغـانـيات اذا والشــيب عيب عندهـن اذا عاود عـزاك ولا تكـن رجلا وأرى الأسى خـلقت معارضه وفتى كنصل الـسيف منصلتا صـافحـته لا فاحشا حرجـا ولقد مُنـيت من الرجال بمـن فــملاين لا يـستلن شطـطا يا صاح ما ابصرت من عجب أألى الضلال تـحيد عـن نهج ( إن البـرية خــيرها نسـبا ( نســب محـمده مـعـظمه ( نـسب إذا كبـت الزنـاد فما ( واخو الـنبي فريـد محـتـده ( حل العـلاء به علـى شرف أو ليس خامس من تضمــنّه إذ قال أحــمدها ولاؤهــم يا رب فاضـممهم الى كـنف ( أو لم يَبت لـيلا أبو حــسن ( مـــتلففا ليـرد كـيدهــم يدمي مســالكه تصعّـده اضنين جسمك هـنّ عوّده مـالا ولا هـند تـهـنّده وتهددت بالهـجر مهـدده دمعا يــمار عليه أثمـده غصن الشباب اهـتز أملده ما لاح في فـوديه يُكسـده بـيد المنى والـعجز مروده لغلـيـل حزن المرء تُبرده يعلو الخـطوب فلا تُـكأده والحُــلق ألأمُـه مُرّنـده غمر القـبائل مـنه سودده ومخاشــن لا بد أضهـده بالحق زاغت عــنه عّنّده يـهدى الى الجنات مرشـده إن عـد أكـرمه وأمجـده ) وكفـاك تعظـيما مُحـمّده ) تكـبو إذا مانـضّ أزنـده ) لم يُكـبه في الـقدح مُصلده ) يـتكأد الراقيـن مَـصعـده ) عن أمر روح القـدس بُرجده أهلي وأهـل الــمرء وددّه لا يسـتطيع الكـيد كيّــده والمشركون هناك رُصّـده ) ومهاد خير الـناس مَمهـده )


(12)
( فوقى النـبي ببـذل مهـجته وهـو الذي أتبع الـهدى يفعاً كهـل الـتاله وهـو مقتـبل والشرك يُعــبـد عـزياه به ومـنازل الاقران قـد عـلموا خواض غـمرة كل معتـرك فسقى الولـيد بكاس منصـله فهوى يمـج نجيـع حشـرته وسـما بأحد والقــنا قصـد فأباد أصـحاب اللــواء فلم ثـم ابن عـبد يــوم أورده جــزع الـمداد فذاده بـطل وحصون خيبـر إذ أطاف بها ونجم قد عــقـد الـولاء له ما نال فـي يوم مدى شـرف من ذا يسـاجل أو يُـناجب في أبــناء فاطــمة الذيـن اذا فـذراهم مرعـى هــوامـله والمـجـد يعلـم أن أيديــهم لولاهـم كـان الورى همـجا لولاهـم حـار السبــيل بنا لولاهم استولى الضــلال على هم حـجـة الله التـي كـندت هـم ظـل ديــن الله مـدّده وهــم قـوام لا يزيــغ اذا وبأعـين الكـفار منــجده ) لم يستملـه عـن الـتقـى دده في الشرخ غض الغصن أغيده جهـلا دعـائــمه وجلمـده والــنقع مُطـرّق تـــلبّده سيـــان أليـسه ورعــدده كأسـا توهلـه وتـــصخده والمـوت يلفتـه ويـقــصده كاللـيث أمكـنــه تصــيّده يتـرك لــه كـفّا تُــسـنّده شربـا يذوق الـمــوت وُرّده لله مــرضـاه ومـعــتـده لم يثـــنه عــن ذاك صُدّده عقدا يُقَلـــقَل مـنه حُــسّده إلا أبــر فـــزاده غـــده نسـب رســول الله محتــده مجد اشــار بـه مــــُعدّده ولديـه منـــشأه ومــولـده عنــها اذا قــادته مـــقوده كالبــهم فــرّقــه مــشرّده عما نـحاولــه ونقــصــده منهاجـــنا واشــتد موصـده والله يـنــعـم ثـم تـكــنده أمناً على الــدنـــيا ممــدده ما مال ركن الــدين يعـــمده


(13)
وهم الغيوث الهـامـيات اذا وهم الحبال المانعــات اذا كم من يد لهم ينــوء بـها كم منة لـهــم مــورثة وإخــال ان الوقت شاملنا اذ سار جنـد الكـفر يقدمه في جحفل يُسجى الفضاء به طلاب ثار الـشرك آونـة لو أن صنديد الهضاب بـه حتى اطافوا بالحسين وقـد صفا كما رص البنا وعلى قرنين مضـطغن ومكتسب فرموه عن غرض وليس له وصميم اســرته وخُلصته لو أن حمزتــه وجعـفره ما رامت الطلقاء حــوزته منعوه ورد الـمـاء ويلـهم خمسا أديم عليه ســـرمده حتى إذا حــامت مناجـزة ثاروا إليه فـــثار لا وكلا كالقـوم ردد فـي لغــادده والخيل ترهـقه فيــرهقها حتى إذا القــتل استحر بهم ضن الغمام وجف مورده ما الياس اطـلقه مصفده فتهد حاملـــها وتُلهده آثار طول لـيس تفـقده فمسيمه منـا وموعـده متسربلاً غدراً يُـجنـده كرهاء بحر فاض مزبده تحتثه طـورا وتـحشده يرمى لزلزل منه صندده عطف البلاء وقل منجده ميدانه بالسـيد (1) مُرهده ومكاتم للوغــم يـحقده من ملــجأ الا مهــنده ونأى فلم يشهــده أحمده وعـليّه اذ ذاك يَــشهده بل عمّهـا بالذعر مـنهده وحمـاه لم يمــنع تورّده وأشـد وقع الشـر سرمده في صدر يوم غاب أسـعده وأمــامه عزم يـــؤيّده هدرا يــردده ويرعــده ضربا يفـض البيض اهوده في مأزق ضـنك مقـصّده

1 ـ السِيد هو الاسد.

(14)
وتـخرمت أنصاره وخـلا ثبت الجـناب على بصيرته وتعاورتـه ضبى سيوفهم حتى هوى فهـوى بناء علا طمسوا بمقتله الهدى طُمست وتروا النبي به وقد وتـروا فبكاه قبر المصطفى جزعا وتسربلت أفق السمــاء له وتبجست صم الصخور دما وأتيح للـماء الــغؤر به ومن الفجـيعة أن هـامته تهدى الى ابن العلج محملها عبد يُجاء براس سيــده يجرى براس ابن النبي لقد لعن الإله بني امـية مـا فيهم يحكّم لا ينهنه فــي كالـليث لم ينـكل تجـلّده والـعزم لم ينقـص تأكده فتـقيمه طورا وتقــعده واجتث منتزعا موطــده عنـهم مناهجه وأنــجده الروح الامين غداة يشهده وبكاه منـبره ومســجده قـتما يخالـطـه تـورده لـما عـلاه دم يجســّده والغور ينضبه ويثــمده للرمح تــأطــره تأوده وافى طلوع الجـبت اجعده لما أذيل وضــاع سيـده لعن المــراد بـه وروّده غنّى علــى فـنن مغرده الاسلام عابــثه ومـفسده


(15)
    ابن دريد هو ابو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدري القحطاني البصري الشيعي الإمامي عالم فاضل أديب حفوظ ، شاعر نحوي لغوي ، أخذ عن الرياشي وأبي حاتم السجستاني وغيرهما ، وكان واسع الرواية لم ير أحفظ منه ، يحكى أنه كان إذا قرئ عليه ديوان شعر مرة واحدة حفظه من أوله الى آخره. قال المسعودي ، وكان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا هذا في الشعر وانتهى في اللغة وقام مقام الخليل بن أحمد فيها ، وأورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين وكان يذهب في الشعر كل مذهب ، فطورا يجزل وطورا يرق وشعره أكثر من أن نحصيه أو يأتي عليه كتابنا هذا ، فمن شعره قصيدته المقصورة أو لها :
يا ظبية أشبه شيء بالمـها‏ أما ترى رأسي حاكى لونه واشتعل المبيض في مسوّده ترعى الخزامـى بين أشجار النقى طرّة صبح تحت أذيـال الدجـى مثل اشتعال النار في جزل الغضا
( انتهى )
    له مصنفات منها كتاب الجمهرة وهو من الكتب المعتبرة في اللغة ، حكي أنه أملاها من حفظه سنة 297 فما استعان عليها بالنظر في شيء من الكتب إلا في الهمزة واللفيف ، واشتهرت مقصورته غاية الاشتهار وقد اعتنى بشرحها خلق كثير وعارضه فيها جماعة من الشعراء منهم ابو القاسم علي التنوخي الانطاكي وعد ابن شهر اشوب ابن دريد من شعراء أهل البيت (ع) ومن شعره :
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس