ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 46 ـ 60
(46)
موسى بن جعفر عند السندي فسألته اخته ان تتولى حبسه وكانت تتدين ـ ففعل ، فكانت في خدمته ، فحكى لنا انها قالت : كان اذا صلى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه فلم يزل كذلك حتى يزول الليل فاذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ثم يذكر قليلاً حتى تطلع الشمس ثم يقعد الى ارتفاع الضحى ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ثم يرقد الى قبل الزوال ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة. فكان هذا دأبه ، فكانت اخت السندي اذا نظرت اليه قالت : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل وكان عبدا صالحا.
( انتهى )

(47)
    ابو محمد العوني المصري يرثي الحسين عليه السلام :
فيا بضعـة من فواد النبي‏ ويا كبداً مـن فواد البتول قتلت فابكيت عين الرسول بالطف أضحت كثيبا مهيلا بالطف شُلّت فأضحت أكيلا وأبكيت من رحمة جبرئيلا
    وقال :
لم انس يوما للحسين وقد ثوى‏ ظمآن من ماء الفرات معطّشا يرنو الى مـاء الفرات بطرفه بالطف مسلــوب الرداء خليعا ريّان من غصص الحتوف نقيعا فيراه عنه مــحرما ممــنوعا
    وقال :
غصن رسول الله أحكم غرسه‏ والله ألبســه المهابة والحجى ما زال يـغذوه بديـن محـمد فعلا الغصون نضارة وتمامـا وربا به أن يعبـد الاصنامـا كهلا وطفلا ناشـئا وغلامـا
    وقال :
يا قمرا غـاب حين لاحا‍‍ يا نوب الدهر لم يدع لي أبعد يوم الحسين ويحيى أورثني فـقدك الــمناحا صرفك من حادث صلاحا أستعذب اللهو والمـزاحـا ؟!


(48)
كربت كي تهتدي البـرايا فالدين قد لــفّ بـردتيه فصار ذاك الـصباح ليلا فجـاء إذا جاءهم تنحّـوا حتـى إذا جـاءهم تنحّوا وأنبتوا البـيد بالعوالـي فدافعـت عـنه أولــياه سبـعون في مـثلهم ألوفا ثم قـضوا جملة فلاقـوا فشد فــيهم أبـو علـي يا غيــرة الله لا تغيثـي ثم انثـنى ظـامئـا وحيدا ولم يزل يــرتقي الى ان دونكـم مهجــتي فـاني فكلكلـوا فـوقـه ، فـهذا يا بأبي أنفـســا ظـماء يا بـأبـي أجسـما تعرّت يا سادتـي بـا بـني عليّ أو حشتم الحِجر والـمساعي أو حشتـم الذكر والمـثاني لا سامـح الله مَن قَلاكــم به وتلقـى بـه الـنجاحـا والشرك القى لــها جنـاحا وصار ذاك الـدجـى صباحا لكي يريها الهدى الصـراحـا لا بل نحو قتله اجــتيـاحا والقضب واستعـجلوا الكفاحا وعانقوا البيـض والرمـاحـا فـاثخـنوا بينـهم جـراحـا هـناك سـهم الـقضا المتّاحا وصافحت نفــسه الصفـاحا منهـم صياحـا ولا ضـباحا كـما غـدا فيـهـم وراحـا دعاه داعي اللقـا فصاحــا دُعيت أن أرتـقي الـضراحا يقـطع رأسا وذا جـناحــا ماتـت ولم تـشرب المـباحا ثم اكتست بالدمـها وُشـاحـا بـكى الهـدى فقـدكم وناحـا آنـستم الـقـفـر والبـِطاحا والسور الـطوال الفصـاحـا وزاد أشيــاعكم ســماحـا


(49)
    أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن محمد بن أبي عون الغساني (1) المعروف بالعوني المصري :
    توفي حوالي سنة 350 بمصر.
    عدّه ابن شهر اشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين قال وقد نظم أكثر المناقب ويسمونه بالغلو قال السيد الأمين في الاعيان : قلت ذكروا في احوال أحمد بن منير الاطرابلسي انه كان في اول أمره ينشد شعر العوني في أسواق طرابلس.
    وعن العمدة لأبن رشيق هو أول من نظم الشعر المسمى بالقواديسي وأورد له في المناقب قوله من أبيات :
ولولا حجة في كـــل وقت‏ وحار الناس في طـخياء منها لاضحى الدين مجهول الرسوم نجونا بـالأهلـة والـنجـوم
    وله :
يا صاحبيّ رحلتما وتركتما أبكـي وفاءكما وأندبه كما قلبي رهين تصبر وتصابي يبكي المحب معاهد الأحباب
    أخذهما المتنبي منه ـ كما عن العميدي في الابانة عن سرقات المتنبي فأشكل
1 ـ غسان : ماء باليمن تنسب اليه قبائل. وما بالشلل قريب من الجحفة :

(50)
معنا هما بقوله :
وفاؤكمـا كالربع اشجاء طاسمه بأن تسعدا والدمع أسقاه ساجمه
    حتى ان الناظر لا يفهم معنى هذا البيت الا بعد سماعهما.
    وله في الائمة عليهم السلام أكثر من عشرة آلاف بيت.
    قال الشيخ الأميني سلمه الله : وشعره في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا مبثوت في ( المناقب ) لابن شهر اشوب و ( روضة الواعظين ) لشيخنا الفتال و ( الصراط المستقيم ) لشيخنا البياضي.
    وقد جمعنا من شعره ما يربو على ثلثمائة وخمسين بيتا ، وجمعه ورتّبه العلامة السماوي في ديوان ، ومما رتبه قصيدته المعروفة بالمذهبة توجد في ( مناقب ابن شهر اشوب ) ناقصة الأطراف. انتهى.


(51)
    ابو القاسم الزاهي الشاعر ، رواها ابن شهر اشوب في المناقب :
اعاتب نفسـي اذا قـصّـرت لذكراكم يا بـني المــصطفى لكم وعليكم جفـت غمـضـها أمثل اجسـامكـم بالعــراق أمثلكـم في عـراص الطفوف غدت ارض يثرب من جمعكم واضحى بكم كربلاء مغـربـا كأني بزينب حول الحـسيـن تمرّغ فـي نـحـره شـعرها وفاطـمة عقـلهـا طـائــر وللـسبط فوق الثـرى شـيبة ورأس الحسيــن امام الرماح وأفنى دموعي اذا ما جـرت دموعي على الخد قد سُطّرت جفوني عن النوم واستشعرت وفيها الأسنـة قد كسّــرت بدوراً تكسـّف إذ أقــمرت كخط الصحيـفة إذ أقــفرت لزهر النجـوم اذا غــورت ومنها الـذوائب قد نــشرت وتبدي من الوجد ما أضمـرت اذا الـسوط في جنبها أبصرت بفيض دم الـنحر قد عـفرت كغُـرّة صـبح اذا أســفرت
    وله يرثيه عليه السلام :
لست أنسى الحسين في كربلاء‏ ساجد يـلثم الـثرى وعلــيه يطلب الماء والــفرات قريب وحسين ظام فريـد وحيد قضب الهند ركع وسـجود ويرى الماء وهو عنه بعيد


(52)
    وقال :
يا آل احمـد مـاذا كان جـرمـكم تلفى جموعـكـم شتّى مـُفرّقــة وتـستـباحون أقـمـارا منكّـسة ألسـتم خيـر من قام الـرشاد بكم ووُحّد الصـمد الاعلـى بهـديكـم ما للحوادث لا تـجري بظـالمـكم ؟ منكم طريد ومـقتول علـى ظـمأ وهارب في أقاصي الغرب مغترب ومقصد من جـدار ظـل منـكدرا ومن محرّق جـسم لا يُـزار لـه وإن نسيت فلا أنسى الحسين وقـد فجسمه لحوامي الخـيل مطــرّد فكل أرواحـكـم بالـسيف تنتزع بين العباد وشـمـل الناس مجتمع تهوى وأرؤسها بالـسمر تقـترع وقوّضت سنن الـتضليل والبـدع ؟! إذ كنتم عـلما للرشـد يـتـّبـع ؟ ما للمصائب عنكم ليـس ترتـدع ومنكم دنف بالسمر مُنـــصرع ودارع بـدم الــلـبات منـدرع وآخر تحــت ردم فوقه يـقـع قبر ولا مـشهد يـأتـيه مـرتدع مالت إلـيه جنـود الشرك تقترع ورأسـه لسنـان السـمر مرتـفع
    وله في رثائهم سلام الله عليهم قوله :
بنو المصطفى تفنون بالسيف عنوة‏ ظلمتم وذُبّحتـم وقسـّم فــيثـكم فما بقعة في الأرض شرقا ومـغربا ويسلمني طيف الهجوع فأهجع ؟ وجار عليكم من لكم كان يخضع وإلا لكم فيه قتـيل ومصــرع
    وقال :
إبكي يا عين ابـكي آل رسول وتقلّب يا قلب في ضَرم الحزن فهم النخل باسقـات كما قـال وهم في كتاب زيتـونة النـور الله حتـى تخد منك الخدود فما في الشــجا لهم تفنيد سوام لـهن طلـع نضـيد وفيها لكـل نــار وقـود


(53)
وبأسمـائـهـم إذا ذكـر الله غادرتهم حوادث الدهر صرعى لست أنسى الحسين في كربلاء ساجد يلـثم الـثرا وعـلـيه يطلب الماء والفـرات قـريب يا بني الغدر مَن قتلتم ؟ لعمري بأسمـائـه اقتـران أكــيـد كل شـهم بالنفس منـه يـجود وهو ظام بين الأعادي وحيــد قضـب الهـند رُكـّع وسجـود ويرى المـاء وهـو عـنه بعيد قد قتلتم مَن قــام فيه الـوجود


(54)
عليّ بن اسحاق الزاهي الشاعر
    ابو القاسم علي بن اسحاق بن خلف البغدادي المعروف بالزاهي الشاعر المشهور.
    ولد يوم الاثنين لعشر بقين من صفر سنة 318 وتوفي يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادي الآخرة سنة 352 ببغداد ودفن في مقابر قريش.
    والزاهي نسبة الى قرية ( زاه ) من قرى نيسابور وبعضهم قال إنما لقب الزاهي لأنه أول من زها في شعره (1) وذكره ابن شهر اشوب في شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين فقال : ابو القاسم الزاهي الشامي وصاف ، وذكره عميد الدولة ابو سعيد بن عبد الرحيم في طبقات الشعراء قال : وشعره في أربعة اجزاء واكثر شعره في أهل البيت ومدح سيف الدولة والوزير المهلبي وغيرهما من رؤساء وقته وذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان فقال : كان وصّافا محسنا كثير الملح ، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأشار الى انه كان قطاناً وروى له السيد الأمين في الأعيان بعض اشعاره في الغزل والوصف.
    فمن شعره قوله :
فوجهك نزهة الابصار حسنا‏ رنا ظبياً وغـنّى عـندليـباً وصوتـك متعة الاسماع طيبا ولاح شقائقـا ومـشى قضيبا

1 ـ وهو الاصوب لأنه بغدادي ، وقرية الزاه بنيشابور ، فأين هو منها.

(55)
    وقوله :
ارى الليل يمضي والنجوم كأنها وقد لاح فجر يغمر الجو نـوره عيون الندامى حين مالت الى الغمض كما انفرجت بالماء عين على الارض
    ومن شعر الزاهي في مدح امير المؤمنين :
دع الـشناعات ايهـا الخـدعـة مَـن وحّــد الـله أولا وأبـى مَن قال فيه النبي : كان من الـ مَـن سلّ سيــف الإله بينـهم مَن هزم الجيـش يـوم خيبرهم مَن فرض المصطفى ولاه عـلى أشـهد أن الـذي نقـول بــه واركـن الى الحق واغد متّبعه إلا النـبي الامــيّ وأتـّبـعه ـحق عليّ والحق كـان مـعه سيفا من النور ذو العلـى طبعه وهزّ باب القموص فاقتـلعــه الخـلق بيوم « الغدير » إذ رفعه يعلم بطلانـه الـذي سمعــه
    وقال يمدحه :
أُقـيم نـجم لـلخـلافـة حـيدر غداة دعـاه المصطفى وهو مزمع فقال : أقــم عنّى بطيبة واعلمن ولمّا مضى الطهر النبيّ تظاهرت فقالوا : عليّ قـد قـلاه مــحمد فأتبـعه دون الـمعرس فـانثنـى ولمّا أبـان الـقول عـمّن يـقوله فقـال : أما ترضى تكون خليفتي وعلاه خـير الـخلق قدرا وقدرة وقال رسـول الله : هـذا إمامكم ومن قبل قال الطهر ما ليس ينكر لقصد تبوك وهو للسـير مضـمر بأنك للـفجـّار بالـحق تـــهر عليه رجال بالمـقال وأجـهـروا وذاك مـن الأعـداء إفك ومنكـر وقالوا : عـليّ قـد أتى فتأخـروا وأبدى له ما كان يبـدي ويضمـر كهارون من مـوسى ؟ وشأنك أكبر وذاك مــن الله الـعليّ مـقـدّر لـه الله نـاجـى أيـها الـمـتحيّر


(56)
    ومن شعر الزاهي في الامام امير المؤمنين عليه السلام رواها الأميني في الغدير :
لا يهتدي الى الرشـاد مـن فحص ولا يـذوق شـربة من حوضـه ولا يشــم الـرَوح من جـنـانه نفس النبي المصطفى والصنو والـ مَن قد أجـاب سابقـا دعـوتـه ما عرف اللات ولا العــزّى ولا مَن ارتقى مـتن الـنبي صاعـدا وطهّر الكعبة مـن رجـس بـها مَن قد فدا بــنفسـه محــمدا وبات من فــوق الـفراش دونه مَن كان في بـدر ويـوم أحــد فقال جـبريـل ونـادى : لا فتى مَن قدّ عمــرو العامـريّ سيفه وراءهـا صـاح : ألا مـبـارز مَن أعطى الرايـة يـوم خيـبر وراح فيها مـبصرا مستبـصرا فاقـتلع الــباب ونـال فتحـه من كـسح البــصرة من ناكثـها وفرق الــمال وقـال : خمسة وقال في ذي اليـوم يـأتي مدد ومّن بصفّـيـن نـضا حسامـه إلا إذا والـى عليّا وخـلـص من غمس الولا عليـه وغمص مَن قال فيه مَن عداه وانتـقص ـخليفة الـوارث لـلعلم بنص وهو غـلام والى الله شـخص انثنى اليهما ولا حـب ونـص وكسّر الأوثان في أولى الفرص ثمّ هـو للأرض عنها وقـمص ولم يكن بنفـسه عـنه حرص وجاد فيما قد غلا وما رخـص قطّ من الأعناق ما شاء وقـص إلا عليّ عمّ في الـقول وخص فخرّ كالـفيل هوى ومـا قحص فالتوت الأعناق تشكو من وقص (1) من بعد ما بها أخو الدعوى نكص وكان أرمدا بعيـنيه الرمــص ودكّ طود مرحـب لــمّا قعص وقصّ رجل عسكر بـمـا رقص لواحد. فساوت الجنـد الحصص وعـدّه فلـم يـزد وما نـقـص ففلق الهـام وفـرّق الـقصـص (2)

1 ـ الوقص : الكسر.
2 ـ عظام الصدر.


(57)
وصدّ بن عمـرو وبـسر كرمـاً ومن أسـال ( النهـروان ) بـالدما وكـذّب القـائل أن قــد عبروا ذاك الـذي قـد جـمع القرآن في ذاك الذي آثـر فـي طعـامــه فأنـزل الله تـعالى هـل اتــى ذاك الـذي أسـتوحش منـه أنس إذ قال : مَن يشـهد بالغديـر لي فقال : أنسـيت. فقـال : كاذب يا بن أبي طـالب يـا من هو من فضلـك لا ينـكـر لـكن الـولا فذكـره عـنـد مـواليـك شـفا كالطير بعض في رياض أزهرت إذ لقيا بالسوأتيـن مـن شـخص وقطّع الـعرق الذي بـها رهـص وعدّ مَن يـحصد مـنهم ويحـص أحكامه الواجـبات والـرُخــص على صيامـه وجـاد بالقــُرص وذكر الجــزاء في ذاك وقـص أن يشهد الحــق فشـاهد البرص فبادَر الـسامع وهـو قـد نـكص سـوف ترى مالا تواريه القـمص خاتم الانبــياء في الحكـمة فص قد ساغه بعض وبـعض فيه غص وذكره عند معــاديك غُــصص وابتسم الورد وبـعض في قـفص
    وله في مدح أهل البيت عليهم السلام قوله : رواها الأميني في الغدير :
يا لائـمي في الولا هل أنت تعتبر قوم لو أن البـحار تـنـزف بالأ والإنس والجــن كتّاب لـفضلهم لم يكتبوا العـشر بل لم يعد جهدهم أهل الفخار وأقطـاب المـدار ومن هم آل أحمد والصيد الجحاجحة الز والبيض من هاشم والأكرمون أولوا فافطن بعقلك هل في القدر غيرهم اعطوا الصفا نهلا أعطوا البنوة من وتوجوا شرفــا ما مثـله شـرف بـمن يـوالـي رسـول الله أو يذر ؟ قلام مـشقا وأقــلام الدنـا شـجر والصحف ما احتوت الآصـال والبكر في ذلك الفـضل إلا وهـو محـتقر أضحت لأمـرهـم الايـام تـأتمـر هر الغـطارفة الــعلـويّة الـغرر الفضل الجليل ومن سادت بهم مضر قوم يكـاد إليــهم يرجـع الـقدر قبل الـمزاج فـلم يلحق بـهم كـدر وقلّـدوا خـطرا مـا مثـله خـطر


(58)
حسبي بهم حجـجاً لله واضـحة هم دوحة المجد والأوراق شيعتهم يجري الصلاة عليهم أينما ذكروا والمصطفى الاصل والذريّة الثمر
    وقوله :
يا سـادتـي يا آل يـاسيــن فقط لولاكـم لـم يقــبل الـفرض ولا أنتم ولاة الـعهد فـي الذر ومــن ما أحد قايــسكـم بغـــيـركم إلا كمن ضاهى الجبـال بـالحصا علـيكم الوحي مـن الله هـبط رحـنا لبحر العفو من أكرم شط هـواهم الله عـلينا قــد شرط ومازج السلسـل بالشرب اللمط أو قايس الأبحـر جهـلا بالنقط
* * *
صنو النبيّ المصطفى والكاشف الـ‏ أوّل من صـام وصـلّى ســـابقاً ـغمّاء عنه والحسام المخترط إلى المعالي وعلى السبق غبط
* * *
وكلّم الشمـس ومـَن رُدّت له وراكض الأرض ومن أنبع للعـ بحر لديه كـل بحـر جـدول وليث غاب كل ليـث عنـده باسط علم الله في الأض ومَن سيف لو أن الطفل يلقى سيفه يخطو إلى الحرب به مدرّعاً ببابل والغرب مـنهـا قد قـبط سكر ماء العين في الوادي للقحط يـغرف من تيـّاره إذا اغـتمط ينـظره العـقـل صغيرا إذ قلط بحبّه الرحـمـن للرزق بســط بكفّه فـي يـوم حـرب لشـمط فكم به قـد قـدّ مـن رجس وقط
    وللزاهى :
توليت خير الخلق بدء وآخرا والقيت رحلي في حماهم مجاورا


(59)
هم الآل آل الله والقـطـب الـذي أئمة حق خـاتم الرسـل جدهـم علي امير الـمؤمنين الذي اغتدى وأمـهم الـزهـراء أكـرم بـرّة فمنهـم قتـيل السـم ظلما ومنهم قتيل بأرض الطـف أروت دماؤه ومنهم أخو الـمحراب سجاد لـيله وسـادسهم ياقـوته العـلم جعفـر وسابعهم موسى ابـو العلم الرضا وثامنـهم مرسي خراسان مَن بـه وتاسـعهم زيـن الانـام مـحمد ومــنهم امام سر من را محـلّه وآخـرهـم مـهدي آل مـحـمد علـيهم سـلام الله لا زال ممسيا ولا زالت الاكبـاد منــا اليـهم وأعيننا تــجري دموعا عـليهم وسوف يـديـل الله من كل ظالم وانا لنرجو الله بالحـزن والبـكا ويرزقنا فيهم شفاعـة جـدهـم بهم فلك الـتوحـيد اصـبـح دائرا ووالدهم من كـان للحق نـاصـرا الى قرنه بالســيف لا زال بـاترا غدا قلبها مضنى على الوجد صابرا امام له جــبريل يــكدح زائـرا رماح الأعـادي والسـيوف البواترا وباقــر بـطن الـعلم افديـه باقرا إمـام هـدى تـلقاه بالـعدل آمـرا ومن لم يزل بالفـضل للخلق غامرا طفقت حزينـا للهمـوم مســاورا أبو علم للـقوم اصـبـح عاشــرا اقام لــحادي العـشر منهم مجاورا فكان لـعقـد الـفاطمـيـن آخـرا يواصل اجـداثـا لـهم ومبـاكـرا تحن حنيــن الفـاقـدات زوافـرا لما كابدوا تلـك الـملوك الـجبابرا بقائم عدل يـعلن الحـق ظـاهـرا لهم ان يحط السيئـات الكـبائــرا فانا اتخــذناهـا لتـلك ذخائــرا
    قال السيد الامين في الاعيان : وله في امير المؤمنين عليه السلام :
ما زلت بعد رسول الله منفردا‏ أمواجه العلم والبرهان لـجتّه بحراً يفيض على الوراد زاخره والحلم شطاه والتقوى جواهـره


(60)
    وله في مدح الإمام عليه السلام :
وآل عليا واستضيء مـقـباسـه فمن تولاه نجــا ومـَن عــَدا أول مـن قد وحّـد الله ومـــا فدى النبي المصـطفـى بنفسـه بات علـى فـرش النــبي آمنا حتى إذا مـا هجم القـوم علــى ثــار إلـيهـم فتولـّوا فـرقـاً مكسّـر الأصـنام في البيت الذي رقى على الكاهل من خير الورى ونكّس الـلات والـقى هَـــبَلا وقام مولاي علـى الـبيـت وقـد تدخل جنانـاً ولتسقى كـأسه ما عرف الـديـن ولا أساسه ثنى إلى الأوثـان يوما رأسـه إذ ضيقـت أعـداؤه أنفـاسه والليل قد طافت بـه أحـراسه مستيقظ بـنصله أشـمــاسه يمنعهم عن قربه حمـاســه ازيح عن وجه الهدى غمـاسه والدين مقرون بـه أنـبـاسه مهشماً يقلــبه انتكــاسـه طهّره إذ قد رمـى أرجاسـه
وفي ديوان ابي القاسم علي بن اسحاق
ابن خلف الزاهي البغدادي المخطوط
    قصائد هذه أوائلها وكلها في اهل البيت عليهم السلام.
1 ـ قد تركتني مصـائبي حِرضا‏ 2 ـ ســاقـهـا شـوق الى طو 3 ـ يا ابـا السبطين وجدي عليكم 4 ـ ايا صاحبي قد قطعنا الطريقا ما سغت ريقا بها ولا جرضا س ومـَن تـحميـه طـوس في مسائي مضرم وابـتكاري وانت تحـاول مـا لـن يليقا
    ونتف تتألف من خمسة أبيات واقل وأكثر قد جمعها المرحوم الشيخ محمد السماوي ونضدّها بخطه :
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس