ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 31 ـ 45
(31)
انا في ذاك لاسوى فعسـى الله عـن ذاك اسعى واكـدح ذنوبي يعفو ويصفح
    وقال كما في المجموع الرائق :
يا حـادي الركب أنخ يـا حـادي يعتادني شوقي الى الطــف فكن لله ارض الـطف ارضــاً انـها أرض يحار الطـرف فـي حايرها حـيى الحيا الـطف وحيّـا اهـله حـتى تــرى أنــواره موشـية زهـوي بحـب المصطـفى وآله قــوم علـى مــنهـم وابناء أ هم الأولى لـيس لهم في فخـرهم يا دمع اسـعدني ولسـت منصفي ما انس لا انـسى الحسين والاولى لـما رآهم أشرعوا صـم القــنا نـازعهم ارث ابيــه قــائـلا أنا الـحسين بن علي أســد الـروح فاضمـروا الـصدق له واظهروا ففـــارق الدنيا فدينــاه وهل ولم يـرم زادا ســوى الماء فما اروى الــتراب ابن علي من دم تلك الصفـايا من بنات المصطفى قريـــحة اكــبادها يملكــها ما غـير وادي الـطف لي بـواد مشــاركي في سومـي المعـتاد ارض الهدى المعبود فيـها الهادي مـهما بـدى فالـنور مـنه بـاد من رائح من الحــيا أو غــاد تزهي علـى موشــية الابـراد على الأعـادي وعلى الحــساد فديـهم بآبـائي وبـالأجـــداد نـد وحاشــاهـم من الأنــداد يا دمع ان قـصرت في اسـعادي بـاعوا به الاصــلاح بالافسـاد وجردوا البـيض مــن الاغمـاد أليــــس ارث الاب لــلا ولاد الـذي يعلـو على الاسـاد قـول مصـرّين علـى الاحقــاد لذايــق كـاس الــمنايـا فـاد ان زودوه مـنه بــعض الــزاد أي دم وابـــن علــي صــاد في مـلك أوغــاد بنــي أوغاد عـصابة غلــيظة الاكبــــاد


(32)
لذا غدت أيامنا مأتماً وكنّ كالاعراس والاعياد
    وقوله كما في المجموع الرائق :
سر راشــداً يا أيها السـائر ما حار من زار إمام الـهدى مَن جده أطهــر جـد ومَن مقاسم النار ، له المسـلم المؤ دان بـدين الحق طـفلاً وما الوارد الكـهف على فــتية حـتى اذا سـلّم ردوا وفـي اذكر شـــجوى ببني هاشم اذكرهم ما ضحك الروض أو يوم الحـسين ابتز ضبري فما لهفي على مـولاي مستنصرا حتــى إذا دار بمـاسـاءنا خرّ يضاهي قــمرا زاهرا وأم كـلـثوم ونســوانـها يسارق الطـرف إلـيها وقد فالـدمع من مقلـته قاطـر يا من هم الصفوة من هاشم ذا الشاعر الضبي يلقى بكم ما حار مَن مقصــده الحائر خـير مـزور زاره الزايـر أبـوه لا شـك الاب الطاهر من مـــنا ، ولها الـكافر ان دان لابـاد ولا حـاظـر لا وارد مـنهم ولا صــادر ردّهـم ما يخـبر الخابــر شجوى الذي يشجى به الذاكر ما ناح فيه وبـكى الطائــر منى لا الصـبر ولا الـصابر غـيب عن نصـرته الناصر على الحسـين الـقـدر الدائر واين منه القمـر الزاهـــر بمـنظر يـكـبره النـاظـر انحى عـلى منحـره الناحـر والـدمع من مـقلتها قاطــر يـعــرفـها الاول والآخـر ما ليـس يلقى بـكم شــاعر


(33)
    وقوله فيهم عليهم السلام من قصيدة اولها :
عوجا على الطـف الحـنايا فهـناك مثـوى الاصــفياء لم ترع لا الموصي ولا ابــن الـــنبي مـعـفر خيــر الـبرايـا ، رأسـه لــم ادر للــصـبيان أذرف تـالله لا تخـفى شجونــي ويـزيد قــد وضع القضيـب فهبوه ما اســتحيى النــبي مـا طوره أطــر الحنايـا ء المــنتمين الـى الصفايا الــموصى اليه ولا الـوصايا وبـنات فاطـمـة سبــايا يـهدى الى شـر الــبرايا ف أدمعـي أم لـلصـبـايا لا وعــلام الــخفـايـا ـبَ من الحسين على الثنايا ولا الـوصي أما تحايــا


(34)
    بعض الشعراء الكوفيين :
ايها العينان فيضا لم أمرّضه فاسـلو واستهلا لا تغيضا لا ولا كان مريضا
    روى المفيد رحمه الله في الامالي عن النيسابوري أن ذرة النائحة رأت فاطمة الزهراء عليها السلام فيما يرى النائم وأنها وقفت على قبر الحسين عليه السلام تبكي وأمرتها أن تنشد :
ايها العينان فيضا وابكيا بالطف ميتا لم أمرضه قتـيلا واسـتهلا لا تـغيضا ترك الصدر رضيضا لا ولا كـان مريضـا (1)

1 ـ المناقب لابن شهر اشوب ج 2 ص 189.

(35)
    قال السيد الامين في ( الاعيان ) ج 17 ص 320
عليّ بن أصدق الحائري
عصره بين المائة الثالثة والرابعة
    عن كتاب المحاضرة وأخبار المذاكرة للتنوخي انه ان بالحائر من كربلاء رجل يدعى ابن اصدق ينوح على الحسين عليه السلام فبعث ابو الحسن الكاتب الى هذا المنشد أبا القاسم التنوخي علي بن محمد بن داود والد مؤلف النشوار ـ لينوح على الحسين بقصيدة لبعض الشعراء الكوفيين وأولها :
ايها العينان فيضا لم امرضه فاسلو واستهلا لا تغيضا لا ولا كان مريضا
    قال ابو القاسم وكان هذا في النصف من شعبان والناس اذ ذاك يلقون جهدا جهيدا من الحنابلة اذا ارادوا الخروج الى الحائر فلم ازل اتلطف حتى خرجت فكنت في الحائر ليلة النصف من شعبان.
    وولد ابو القاسم هذا سنة 278 ومات سنة 342.


(36)
    السري الرفاء الموصلي بمدح أهل البيت ويذكر الحسين عليه السلام (1) :
نطوي الليالي علما أن سـتطوينا وتـوجّـي بكؤوس الراح ايدينا قامت تـهز قوامـا ناعما سرقت تحث حمـراء يلقاها المزاج كما فلسـت أدري اتسقينا وقد نفحت قد ملـكتنا زمام العيش صافيـة ومخطف القد يرضينا ويسخطنا لما رأيت عيون الدهر تلحظـنا نمضي ونترك من الـفاظنا تحفا وما نبـالي بـذم الاغبيـاء اذا ورب غـراء لم تنظـم قلائدها الوارثون كــتاب الله يمنـحهم والسابقون الى الخيرات ينجدهم قوم نصلي عليهـم حين نذكرهم اغنتهم عن صفات المادحين لهم فشعشعيها بماء المزن واسقيـنا فانمـا خلقـت للراح ايدينــا شمائل البـان من اعطافه اللينا القيت فوق جنّي الورد نسـرينا روائح المسك منها أم تحييــنا لو فاتنا الملك راحت عنه تسلينا حسـنا ويـقتلنا دلا ويحــيينا شزرا تيقــّنتُ أن الدهر يردينا تنسي رياحينها الشرب الرياحينا كان اللبيب من الاقـوام يطرينا إلا ليُحـمد فيـها الفاطــميونا ارث النبي عـلى رغم المعادينا عتق النجار اذا كل المجارونـا حُبّا ونلـعن اقواما والعـرانينا مدائـح الله في طـاها وياسينا

1 ـ القصيدة في ديوانه المطبوع بالقاهرة سنة 1355.

(37)
فـلست أمدحـهـم الا لأرغـم في أقام روح وريـحـان علـى جدث كأن أحشـاءنـا مـن ذكـره أبـدا مهـلا فما نقـضـوا آثـار والـده آل الـنبي وجدنا حـبكـم سببــا فمـا نـخاطبكم إلا بـسـادتــنا فكم لنـا من معـاد فـي مـودتكم ( وكم لـنا من فخـار فـي مودتكم ومن عدو لكـم خــف عداوتـه إن اجر في مدحكم جري الجواد فقد وكيف يعـدوكـم شعري وذكـركم مـديحهم انف شانيهـم وشـانـينـا ثـوى الحسيــن بـه ظـمآن آمينا تطوى على الجمر او تحشى السكاكينا وانـما نـقضـوا فـي قتـله الدينا يرضى الالـه به عنا ويـرضـيـنا ولا ننـاديـكـم إلا مــوالـيــنا يزيدكـم في سواد القلب تـمـكـيـنا يزيدها في سـواد القــلب تمـكينا ) الله يرمـيه عـنا وهـو يـرميــنا أضحت رحاب مساعيكـم مـياديـنا يزيـد مستحسن الاشـعـار تـحسينا


(38)
    أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي المعروف بالسري الرفاء. والرفاء من الرفو والتطريز ، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بالموصل قال السيد الأمين في الاعيان : توفي سنة 344 ببغداد ودفن بها كان شاعراً مطبوعا كثير الافتتان في التشبيهات والأوصاف ، وعده ابن شهر اشوب من شعراء اهل البيت المتقين وله ديوان مشهور وفيه مدح لسيف الدولة وبني حمدان إذ كان على اتصال به وبهم وكان شاعر سيف الدولة الحمداني وتغنى الركبان بشعره فحسده من حسده من الشعراء كالخالديين الشارعين الموصليين المشهورين ، وكان يتهمهما بسرقة شعره واثنى عليه المؤرخون وارباب الأدب.
    وقال الشيخ القمي في ( الكنى والالقاب ) : وكان مغرى بنسخ ديوان ابي الفتح كشاجم الشاعر وهو اذ ذاك ريحان الأدب ، والسري الرفاء في طريقه يذهب وعلى قالبه يضرب ، وله ديوان شعر. كانت وفاته في نيف وستين وثلثمائة ببغداد. وقال في مقدمة ديوانه : انه كان في ضنك من العيش فخرج الى حلب واتصل بسيف الدولة واستكثر من المدح له فطلع سعده بعد الافول وحسن موقع شعره عند الأمراء من بني حمدان ورؤساء الشام والعراق.
    وفي الديوان قال : وكانت وفاته بعيد سنة 360 هـ.


(39)
    فمن شعر السري ابيات يذكر فيها صناعته رواها ابن خلكان :
وكانت الابرة فيما مضى فأصبح الرزق بها ضيقا صائنة وجهي وأشعـاري كأنه من ثقبهــا جاري
    ومن شعره في النسيب :
بنفسي مَن أجود له بنفسي‏ وحتفي كـامن في مقلتيه ويبخل بالتحــية والسـلام كمون الموت في حد الحسام
    وجاء في نهاية الارب للنويري من شعره :
اذا العبء الثقيل توزّعته أكفّ القوم هان على الرقاب
    وقوله :
فانك كلما استودعت سرا أنمّ من النسيم على الرياض
    وقوله :
الى كم احبّر فيك المديح ويلقى سواي لديك الحبورا
    أقول واكثر شعره في مدح سيف الدولة والوزير المهلبي وآل حمدان وفيه أهاج في الخالديين وغيرهما وقصائد وصفية يصف بها صيد السمك وشبكته والنار وكلاب الصيد.


(40)
    الشاعر كشاجم أبو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك :
اجل هـو الرزء جلّ فادحـه لا ربــع دار عفا ولا طـل فجائـع لو درى الجنيـن بها يا بؤس دهر حيـن آل رسو إذا تفكـّرت في مصـابـهم بعضـهم قـرّبـت مصارعه أظلم في كربـلاء يومهــم لا يبرح الغـيث كل شارقـة على ثـرى حلّه غريب رسو ذلّ حـماه وقـلّ نـاصـره وسيق نسوانه طلائح أحزان وهنّ يُمنعن بالوعيد من النـ عـادى الأسـى جدّه ووالده لو لم يُرد ذو الجلال حربهم وهو الذي اجتاح حين ما عقر يا شيع الغـيّ والضلال ومَن غششـتم الله فــي أذيّة مَن عفرتم بــالثـرى جبين فتّى باكــره فـاجـع ورائـحه أوحـش لمّا نأت مـلاقـحه لعـاد مبيـضة مـسـالـحه ل الله تجتـاحهم جوائـحـه أثقب زند الـهمــوم قادحه وبعضهـم بوعدت مـطارحه ثــمّ تجلّـى وهــم ذبائحه تحـصى غواديـه أو روائحه ل الله مجـروحـة جـوارحه ونال أقصـى منـاه كاشـحه تـــهادى بـهم طلائحــه ـوح وغرّ الـعلى نوائــحه حين اسـتغـاثتـهما صرائـحه به لضاقت بهـم فســـائحه ت ناقته إذ دعــاه صالـحه كلّهم جمــّة فــضائــحه إليكـم أدّيــت نصـــائحه جبريل قـبل النبي ماســحه


(41)
سيّان عنــد الالـه كلــكـم عــلى الذي فاتـهم بحـقّهـم جهلـتم فيـهم الذي عرف البيـ إن تصمتوا عن دعــائهم فلكم في حيث كبش الردى يناطح مَن وفي غد يعرف المـخالف مـن وبين أيديــكم حريق لــظى إن عبتموهم بجهـلكم سفهــا أو تكتموا فالقــرآن مشــكله ما أشرق المـجد من قـبورهم قوم أبي حــد سـيف والدهم وهو الذي اسـتأنس النـبي به حاربه القوم وهـو ناصــره وكم كسى منـهم السـيوف دما ما صفح الـقوم عندما قـدروا بل مـنحـوه الـعناد واجتهدوا كـانوا خـفافــا الى أذيّـته منخفض الطرف عـن حطامهم بحر علوم اذا العـلوم طـمت وان جروا في الـعفاف بـذّهم يا عترة حبهــم يـبـيـن به مغالق الشر أنتم يـا بني أحمـد طبتم فان مرّ ذكـركـم عرضا أكاتم الــحزن فـي محـبتكم خـاذلــه منـكـم وذابـحه لعـن يـغاديه أو يــراوحه ـت وما قابـلت أبـاطــحه يوم وغى لا يجــاب صائحه أبـصر كبش الـوغى يناطحه خــاسر دين منـكم ورابـحه يلفـح تـلك الوجــوه لافـحه ما ضر بدر السـما نـابحــه بفضلـــهم ناطق وواضـحه إلا وســكّانـها مــصابـحه للديـن أو يسـتقــيم جامحـه والديـن مذعــورة مسـارحه قدما وغشـــّوه وهو نـاصحه يوم جـــلاد يطــيح طائحـه لمّا جــــنت فـيهـم صفائحه أن يمـنعــوه والله مــانحـه وهو ثقـــيل الوقـار راجـحه وهـو الى الـصالحات طـامحه فهي بتــيارها ضحــاضـحه بالسبق عــود الـجران قارحه صالح هذا الـــورى وطـالحه اذ غـيركم مـــفاتــحه فاح بروح الجــنــان فـائحه والحزن يعيا بـــه مكــادحه


(42)
ليس سـوى الدمـع والاناء بما لو كنت في عصر دعبل عبدت يكون فيه لا بدّ راشحه مدائحي فـيكم مدائحـه
    وقال :
بكاء وقلّ غـنــاء البكـاء لئن ذل فـيه عـزيز الـدمو اعاذلتــي إن بـرد التـقى سفـينة نوح فمـن يعـتـلق لعمري لـقد ضل رأي الهوى واوصى الـنبي ولـكن غدت ومن قبــلها أمر الميــتون ولم ينشر القـوم غلّ الصدور ولو سـلّمـوا لامـام الـهدى هلال الى الرشد عالي الضياء وبـحر تـدفـق بالمعجـزات عـلوم سـماويـة لا تنــال وكم موقف كان شخص الحمام جلاه فــان انكـروا فضلـه أراه العجاج قـبيل الصبـاح وان وتر القـوم فـي بدرهم مطايا الخطايا خذي في الظلام لقد هتكـت حـرم المصطفى وســاقوا رجالـهم كالعبيـد فلو كـان جــدهم شاهــدا علـى رزء ذريـة الانـبـيـاء ع لــقد عز فهي ذليل الـعزاء كسانـيه حـبي لاهل الــكساء بحبّـهـم مـعلـق بـالنـجـاء بافــئدة مـن هـواها هـوائي وصـايـاه مـنـبذة بالعــراء بـرد الأمـور الـى الاوصـياء حـتـى طـواه الردى في رداء لقـوبل مـعـوجهـم باسـتراء وسيف على الكفر ماضي المضاء كـمــا يتـدفـق يـنبـوع ماء ومَــن ذا يــنـال نجوم السماء من الخوف فيــه قـليل الخـفاء فقد عرفت ذاك شـمس الضــحاء وردت علـيه بــعيد الـمـسـاء لقد نقــض الـقـوم فـي كربلاء فما هـمّ ابلــيس غيــر الـحداء وحلّ بـهن عـــظيـم البــلاء وحـازوا نســاءهـم كــالامـاء لـــتبــع ظعـنـهـم بالـبكـاء


(43)
حــقـود تـضرم بـدريـة تراه مع الموت تـحت الـلواء غداة خمــيس إمـام الهـدى وكم انفس في سـعير هـوت بضرب كما انقد جيب القميص اخـيـرة ربي من الخيّـرين طهــرتم فكنتم مديح الـمديح قـضيت بحــبكم ما عـليّ وايقـنـت ان ذنـوبـي بـه فصلى علـيكـم آلـه الـورى وداء الـحقود عـزيز الـدواء والله والــنصر فـوق اللواء وقد عـاث فـيهم هزبر اللقاء وهام مطـيرة فـي الهــواء وطعن كـما انـحل عقد السقاء وصفوة ربي مــن الاصـفياء وكان سواكم هـجاء الـهـجاء اذا ما دعـيت لفصل القضـاء تساقط عــني سقـوط الـهباء صلاة تـوازي نـجوم السمـاء
    وقال :
له شـغل عن سؤال الطلل فما ضـمنته لحاظ الـظبا ولا تستفز حـجاه الخـدود كـفـاه كفاه فـلا تـعذلاه طوى الغيّ منتشرا في ذراه له في البكاء على الطاهرين فكم فيهــم من هلال هوى هم حجـــج الله في خلقه ومَن انزل الله تفــضيلهم فجـدهم خاتــم الانبيـاء ووالـدهم سـيـد الأوصياء اقام الخـليط بـه أم رحل تطالعه من سجـوف الكلل بمصفرة واحمرار الـخجل كرّ الجديديـن كرّ الـعذل تطفى الصبـابة لما اشتعل مندوحة عـن بكاء الـغزل قبـيل التـمام وبـدر أفل ويوم المـعاد على من خذل فردّ علـى الـله ما قد نزل ويعرف ذاك جـمـيع الملل معطى الفقـير ومردى البطل


(44)
ومن علّم السمر طعن الكـلا ولو زالت الأرض يوم الهياج ومن صـدّ عن وجـه دنياهم وكان إذا مـا اضــيفوا اليه سماء أضفت اليها الحضيض وجود تعلّم منــه الـسحاب وكـم شبهة بهـداه جلــى وكم أطـفأ الله نار الضـلال وكم ردّ خـالقـنا شـمسـه ولو لـم تعـد كـان في رأيه ومن ضرب الناس بالمرهفات وقد علموا أن يـوم الــغدير فيا مـعشر الـظالمين الذيـن اتردي الحـسين سيوف الطغاة ثوى عطشا وتـنال الـرمـاح ولم يخسف الـله بالـظالمـين لقد نشطـت لعـناد الـرسـول فلا بـوعـدت أعين من عمـى ويا رب وفق لي خيـر الـمقال ولا تقـطعـن املـي والـرجاء لدى الروع والبيض ضرب القلل فمن تـحت اخـمصه لـم تـزل وقد لبـست حليــها والـحـلل أرفعــهم رتــبة فـي مثــل وبحـر قـرنـت الـيه الوشـل وحـلم تـولـّد مــنه الــجبل وكـم خـطة بحــجاه فـصـل به وهي ترمي الهـدى بالشــعل عليه وقــد جـنحـت للــطفل وفي وجهــه من سـناهـا بـدل على الدين ضرب غريـب الابـل بغدرتـهم جـرّ يـوم الجـــمل اذاقوا الـنبي مضيـض الــثكل ظـمآن لم يطـف حـر الغــلل من دمـه عَلّــها والنــهــل ولكـنه لا يـخاف الـعـجــل أناس بها عــن هـداهـا كسـل ولا عوفـيت أذرع مـن شــلل اذا لـم أوفــّق لخـير العــمل فانت الرجـاء وأنـت الامـــل


(45)
كشاجم
    ابو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك الرملي المعروف بكشاجم. نسبة الى الرملة من أرض فلسطين. وإنما لقب بكشاجم اشارة بكل حرف منها الى علم : فبالكاف الى انه كاتب ، وبالشين الى انه شاعر ، وبالالف الى انه اديب ، وبالجيم الى انه منجم ، وبالميم الى انه متكلم. فكان كاتباً شاعراً اديبا جامعا منجما ، وكان مؤلفا صنف في افانين العلوم. ذكره ابن شهر اشوب في شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين وله قصائد في مدح آل محمد (ع) ، وجمع ديوانه ابو بكر محمد بن عبد الله الحمدوني مرتبا على الحروف والحق به بعد ما تم جمعه زيادات اخذها عن ابي الفرج بن كشاجم سماه ( الثغر الباسم من شعر كشاجم ) مطبوع.
    ذكر صاحب شذرات الذهب انه توفي سنة 360.
    اما الزر كلي في الاعلام فيقول : انه توفي سنة 350.
    قال الشيخ القمي في الكنى أقول : كانت عمة والد كشاجم اخت السندي من المحبين لاهل البيت (ع) وكانت تلي خدمة موسى بن جعفر (ع) لما كان في محبس السندي. قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد اخبرنا الحسن بن محمد العلوي قال : حدثني جدي حدثني عمار بن ابان قال : حبس ابو الحسن
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس