ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 91 ـ 105
(91)
نجاة ولكن أيـن مـنك مـرامهـا إمام له مما جهلــت حقــيقـة من الخطل المعـدود إن قيل ماجد وهل جائز فيـه عـميد سـميدع مدائحه عـن كـل هــذا بمعزل ومعلومها في كــل نفــس جبلّة أغير الذي قد خـط ّ في اللوح أبتغي وما يستوي وحي مــن الله منزل ولكن رأيت الشعـر سـنّة من خلا شـكرت ودادا ان مــنك سجـية فـان يـك تقـصير فمني وإن أقل وان الذي سمّاك خــير خلــيفة لك البر والـبحر الـعظيم عبـابه أما والجواري المنشآت التي سرت قباب كما تزجى القباب على المها ولله مـمّا لا يـرون كــتائـب اطاع لـها ان الــملائك خلـفها وان الريـاح الـذاريـات كتائب وما راع مـلك الروم الا اطلاعها عليها غمــام مكــفهر صبيرُه مواخر في طامـي الـعباب كأنها أنافت بها اعــلامها وسما ، لها وليس بأعلى شـاهق وهو كوكب من الراسيات الشـم لولا انتقالها من الـطير إلا انهــنّ جوارح وحوض ولكن اين مـنـك ورود وليس له ممـا علـمت نـديـد ومادحه المثـني علـيه مـجـيد وسائله ضخم الدســيع عمـيد عن القول إلا مـا أخـل نشـيد بها يستهل الطـفل وهـو ولـيد مـديحـا له إنـي اذا لعـنـود وقـافية فـي الغـابرين شـرود له رَجَز ما ينــقضي وقصـيد تقبـّل شـكر الـعبـد وهو ودود سـدادا فمـرمى الـقائلين سـديد لمجري القضاء الحتم حـيث تريد فسيّان اغمار تخـاض وبــيـد لقـد ظـاهرتها عدّة وعــديـد ولكن مَن ضمـّت عـليه أسـود مسوّمة تــحـدو بهـا وجنـود كما وقفـت خلف الصفوف ردود وان النجوم الطـالعـات سعـود تنــشرّ اعـلام لـهـا وبنـود له بارقـات جـمّـة ورعــود لعزمك بـأس أو لكـفـك جـود بناء على غـير الـعراء مـشيد وليس من الصفـاح وهو صلـود فمنـهـا قـنان شـمخ وريـود فليـس لـها إلا الـنفوس مصيد


(92)
من القادحات النار تضــرم للصلى اذا زفرت غيـظا ترامـت بـمارج فافواههنّ الـحاميات صــواعـق تــشب لآل الجاثليـق سعــيرها لهـا شُـعَلٌ فـوق الغــمار كأنها تعانق مـوج البحـر حتـى كأنـه ترى المـاء فيهـا وهـو قان عبابه فليس لهــا إلا الريـاح اعـــنّة وغيرَ المذاكي نجـرها غيـر أنّها ترى كل قـوداء التليـل اذا انثنت رحيبة مد الباع وهـي نـضيجـة تكبرّن عـن نقـع يـثار كــأنها لها من شفوف العبقـري مـلابس كما اشتملت فوق الأرائـك خـرّد لبؤس تكفّ المـوج وهو غطامط فـمنه دروع فوقـها وجــواشن ألا في سبـيل الـله تبذل كل ما فلا غرو ان اعزرت ديـن محمد وباسمك تدعـوه الأعـادي لأنهم غضبت له ان ثـُلّ بالشام عرشه فبتّ لـه دون الانـام مسـهـدا برغمهـم إن أيـّد الحـق أهـله فللوحي منهم جاحـد ومـكـذّب وما ساءهم ما سـرّ ابـناء قيصر وهم بعدوا عنهم على قرب دارهم فليس لها يوم اللقـاء خلـود كما شبّ من نار الجحيم وقود وانفاسهـنّ الزافـرات حـديد وما هي من آل الطريد بـعيد دماء تلقتها ملاحــف سـود سليط لها فيه الذبـال عــتيد كما باشرت ردع الخلوق جلود وليس لها الا الـحباب كـديد مسومّة تحت الفوارس قــود سوالف غيد بالمهـا وقــدود بغير شوى عذراء وهـي ولود موال وجرد الصافنات عبـيـد مفوّفة فيـها النضـار جـسيد او التفعت فوق المـنابر صـيد وتدرأ بـاس الــيمّ وهو شديد ومنها خفاتيـن لـها وبــرود تضن به الانـواء وهـي جمود فأنت له دون الملـوك عقيــد يقرّون حتما والمـراد جحــود وعادك من ذكر العواصم عـيد ونام طليق خـائن وطـــريد وان باء بالفعل الحميـد حـميد وللدين منهم كاشـح وحســود وتلك ترات لم تـزل وحقــود وجحفلك الداني وأنت بـــعيد


(93)
وقـلت انـاس مـا الدمستـق شكره وتقبيلـه الترب الـذي فـوق خـده تناجـيك عنه الكـتب وهي ضراعة اذا أنـكرت فـيها الـتراجم لفـظه ليالي تـقفو الرسل رسـل خواضع وما دلـــفت إلا الـهمـوم وراءه ولكـن رأى ذلاّ فهـانـت منــيّة وعـرّض يستجدي الحـمام لنـفـسه فـان هز أســياف الهـرقل فإنها أفـي النوم يستام الـوغى ويشـبّها ويعطي الجزا والسلم عن يد صاغر يقـرّب قربانا علـى وجـل فـإن ألـيس عجيبا ان دعاك الى الوغى ويـا رب مـن تعليمه وهو منافس فان لم تكن الا الـغواية وحـدهـا كدأبك عـزم للـخطوب مــوكـل إذا هـجروا الأوطـان ردّهـم إلى وان لم يـكن الا الديـار ورعـيهم ألا هل أتـاهم أنّ ثغـرك مـوحد وليس سـواء فـي طريـق تريدها فعزمك يـلقى كل عزم مــملـّك وفلكك يلقى الفـلك في اليم من عل فليـت ابا السبطيـن والتربُ دونه اذا جاءه بالعفـو مـنـك بـريد الى ذفرتـيه من ثـراه صعـيد ويأتيك عنـه القـول وهو سجود فأدمعه بـين الـسـطور شهـود ويأتيك مـن بعـد الوفـود وفود وإن قـال قـوم انــهن حـشود جـرّب خُـطبانا فـلُـذّ هبـيـد (1) وبعض حمام المـستريـح خـلود اذا شـئت اغـلال لـه وقـيـود ففيـم اذاً يلقـى الفـتى فيــحيد ويقضى وصدر الرمح فيه قصـيد (2) تقبّلتـه مـن مـثـله فـســعيد كما حرّض الليث المـزعفـر سـيد وتـسدي إليه العرف وهو كـنـود فـان غـرار الــمشرفيّ رشـيد عليهم وسيف للنـفـوس مــبيـد مصارعهم أن لـيس عـنك مـحيد فتلـك نواويــس لـهـم ولحـود وليــس له الا الـرمـاح وصـيد حـدور الى ما يبـتغى وصــعود كما يتلاقـى كــائد ومـكــيـد كمـا يــتـلاقـى سيـد ومسـود رأى كـيف تـبدي حـكمه وتـعيد

1 ـ الخطبان : الحنظل ، واراد به شدة الحرب. الهبيد : الحنظل.
2 ـ القصيد : المتكسر.


(94)
وملكك ما ضـمـّت علـيه تهائـم وأخذك قسرا من بني الاصفر الذي اذاً لـرأى يمناك تـخضـب سيفه شهدت لقد أُعطيت جامع فـضلـه ولو طلبت في الغيث منك سجـيّة اليك يفر المسـلمون بامـرهـم فأن امــير الـمؤمنين كـعهدهم وملكك ما ضمّت عـليه نجود تذبذب كسرى عنه وهـو عنيد وانت عن الدين الحـنيف تذود وانت على علمي بذاك شهـيد لقد عز موجود وعــز وجود وقد وُتروا وترا وانـت مـقيد وعند امـير المؤمـنين مـزيد
    وقال يمدح المعز ويفدّيه بشهر الصيام :
الحب حيث المـعشر الاعـداء ما للمـهـارى الناجيات كأنـها ليس العجيب بأن يبارين الصبا يدنو منـال يد المـحب وفوقها بانت مـودعة فجـيد معـرض وغدت مــمنّعة القباب كـأنها حُجبَت ويُحجب طيفها فكـأنما ما بانة الـوادي تـثنّى خوطها لم يبق طرف أجـرد الا أتـى ومفـاضة مـسرودة وكـتيبة ماذا أُسـائل عن مـغاني اهلها لله احدى الـدوح فـاردة ولا باتت تثنى لا الريـاح تـهزها فكأنما كانت تـذكر بيــنكـم كل يهيج هـواك اما أيكــة فانظر أنـار باللوى إم بـارق والصبر حـيـث الكلة السيراء حتم عليها البـين والـعـدواء والعذل في اسماعهـن حـداء شمس الظهيرة خدرها الجوزاء يـوم الوداع ونظرة شـزراء بيـن الحـجال فريدة عصماه منهم على لحظـاتها رقبــاء لـكنـها اليزنـيـّة السمـراء من دونها وطـمّـرة جـرداء ملمومـة وعـجاجة شهبــاء وضميـري المأهول وفي خفاء لله محـنـية ولا جـرعــاء دونـي ولا أنـفاسي الـصعداء فتميد في اعطــافها البـرحاء خـضراء أو أيـكيـّة ورقـاء متـألـق أو رايــة حمـراء


(95)
بالغور تـخــبو تـارة ويـشبـّها ذم الليـالي بـعـد ليلتنــا الـتـي ليست بياض الـصبح حـتى خلتها حتى بدت والفــجر فـي سـربالها ثم انتحى فيهـا الصـديع فــادبرت طويـت ليَ الأيـام فــوق مكايـد ما كان أحـسـن مـن اياديـها التي ما تحـسن الـدنيا تديـم نعـيمـها تشأى الـنـجاز علـيّ وهي بفتكها ان الـمكارم كــنّ سـربا رائـدا وطفقـت اسـأل عـن اغر محجّل حتى دفعـت الـى الـمعز خلـيفة جــود كأن الــيم فـيـه نفـاثة ملـك إذا نـطقت عــلاه بـمدحه هو علة الدنـيا ومـن خلقـت لـه من صفو ماء الـوحـي وهو مجاجة من أيـكة الفـردوس حيـث تفتقت من شـعلة القبس التي عرضت على من معدن التقديـس وهـو سلالـة من حيث يقـتبس الـنهار لـمبصر النـاس اجمـاع علـى تفـضيـله فـاسـتيقظـوا مـن غفلة وتنبّهوا ليست سمـاء الله ما تـرأونـهـا تـحت الدُجـنة مـندل وكباء سلفت كما ذم الفــراق لقـاء فـيه نجاشــيا عليـه قـباء فكـأنهـا خيـفـانة صـدراء وكأنـهــا وحشـية عـفراء ما تنطـوي لـي فوقها الأعداء تـولـيك الا انهــا حسـناء فـهي الصناع وكفـها الخرقاء ضرغامة وبـلونـهـا حربـاء (1) حتى كنسـن كأنهـن ظــباء فاذا الانــام جـُـبُلّة دهـماء فعلمت أن الـمطلب الخلفــاء وكأنما الدنــيا علــيه غثـاء خرس الوفود وأفحـم الخطبـاء ولعلـةٍ مـا كـانـت الاشـياء من حوضه الينبوع وهو شفـاء ثمـراتهـا وتفيــأ الأفيــاء موسى وقـد جـازت به الظلماء فخـرت بـه الأجـداد والآبـاء من جوهر الملكـوت وهو ضياء وتشـق عن مكنـونهـا الانبـاء ما بالصبـاح على العـيون خفاء لكـنّ أرضـا تحـتويـه سمـاء

1 ـ تشأى : تسبق. النجاز : القتال.

(96)
أمّـا كواكـبها لـه فخواضـع والشمس ترجع عن سناه جفونها هـذا الشفيـع لأمـةٍ تأتي بـه هـذا اميـن الله بيـن عبــاده هذا الذي عطـفت عـليه مكـّة هذا الاغرّ الازهر المـتدفق الـ فعليـه من سيمـا النبي دلالــة ورث المقيم بيثرب فالمنبر الــ والخطبة الزهراء فيها الحكمة الـ للنـاس اجمــاع على تفصيـله واللكن والفصحاء والبعداء والــ خرّاب هام الـروم منتقمـا وفـي تجـري ايـاديه التـي اولاهـم لولا انبعاث السـيف وهو مسـلط كانـت ملـوك الاعجـمين أعزةً لـن تصغر العظماء في سلطانها جـهل الـبطارق أنـه الملك الذي حتـى رأى جُهّالـهم من عزمـه فتقاصروا من بـعد ما حكم الردى والسيل ليس يـحيد عـن مستِنّه لم يشـركوا في أنه خير الـورى واذا أقـرّ المشـ ركـون بفضله في الله يسـري جـودُه وجنـوده أو مـا ترى دولَ المـلوك تطيعه نـزلت ملائكة السمـاء بـنصره تخفي السجود ويظهر الايماء وكـأنها مطروفـة مرهـاء وجـدوده لجـدودها شفعـاء وبـلاده ان عـدّتِ الامنـاء وشعابها والركـن والبطحـاء ـمتألّق المتـبلّج الوضــّاء وعلـيه من نـور الإله بهاء أعلـى لـه والترعة العليـاء ـغرّاء فيها الحـجة البيضاء حتى استوى اللؤماء والكرمـاء ـقرباء والخصماء والشـهداء اعناقهـم من جـوده اعبـاء فكأنـها بيـن الدمـاء دمـاء فـي قتلـهم قَتَلتـهم النعمـاء فـأذلـها ذو الـعـزّة الأبـّاء الا اذا دلـفـت لهـا العظماء أوصى البـنين بسلمه الآبـاء غبّ الذي شهدت به العلمـاء ومضى الوعيد وشُبّت الهيجاء والسهم لا يـدلى بـه غلـواء ولـذي البرية عندهم شركـاء قسـراً فمـا ادراك ما الحُنفاء وعــديـده والعـزم والآراء فكــأنها خـَوَلٌ لـه وإمـاء وأطـاعه الاصبـاح والامساء


(97)
والمـلك والـفلك المـدار وسـعده والـدهر والايـام فـي تـصريفها اين المفــرّ ولا مفـر لـهـارب ولك الجـواري المنشآت مـواخرا والـحامـلات وكلـها مـحمـولة والاعـوجيّـات التي ان سوبـقت والطائـرات السـابقات السـابحا فالبأس في حَـمس الوغى لكمـاتها لا يصدرون نحورها يـوم الوغـى شـمّ العوالي والانــوف تبـسموا لـبسوا الحديد على الحديد مظاهرا وتقنعوا الفـولاذ حتى المـقلة الـ فكـأنمـا فـوق الأكـف بـوارق من كـل مسرود الدخارص فـوقه وتعـانقـوا حتــى ردينيّاتـهـم أعــززت ديـن الله يا ابن نبـيّه فأقـل حـظ العرب مـنك سـعادة فاذا بعـثت الجـ يش فـهو منيـة يكسـو نـداك الـروض قبل أوانه وصفات ذاتك منك يأخذها الـورى قد جالت الافهـام فيك فـدقت الـ فعنت لك الابصار وانقـادت لك الـ وتجمّعت فيك القلوب على الـرضى انت الذي فصـل الخطاب وانمــا وأخـصّ منزلة من الشعراء فــي والغزو في الدأمـاء والدهمـاء والناس والخضـراء والغـبراء ولك البسيطان الـثرى والمـاء تجري بأمرك والريـاح رخـاء والناتجـات وكلهــا عـذراء غلبت وجري المذكـيات غلاء ت الناجيات اذا اسـتحثّ نجاء والكـبرياء لــهنّ والخيـلاء إلا كما صبغ الخـدود حيــاء تحت العبوس فأظلموا وأضاءوا حتـى اليلامق والـدروع سواء ـنجلاء فـيها المقلة الخوصاء وكأنما فـوق الـمتون إضـاء حـُبك ومصقـول عليه هـباء عطشى وبيضـهم الرقاق رواء فاليـوم فـيه تخمـط وإبــاء وأقل حـظ الروم منـك شقـاء واذا رأيـت الرأيَ فـهو قضاء وتحـيد عـنك اللزبـة اللأواء في المكرمات فكـلّها أسـمـاء أوهـام فـيك وجـلّـت الآلاء أقـدار واستـحيت لك الأنـواء وتشـعّبت في حبـّك الاهـواء بك حكّمت في مدحـك الشعراء أمثالهـا الـمضروبة الحـكماء


(98)
أخـذ الكلام كـثيره وقليلـه دانوا بأن مـديحهم لك طاعة فاسلم اذا راب البرية حـادث فيـه تنزّل كل وحـي منزل فتـطول فيه اكـفّ آل محمد ما زلت تقضي فرضَه وامامه حسبي بمدحك فيه ذخـرا انه هيهات منّا شكر ما تولى فقد والله فـي علياك أصدق قائل لا تسألـن عن الزمـان فانه قـسمـين ذا داء وذاك دواء فرض فليس لهم عليك جزاء واخلد اذا عـمّ النفـوس فناء فلأهل بيت الـوحي فيه سناء وتغل فيه عـن الندى الطلقاء ووراءه لـك نائـل وحبـاء للنسك عـند الناسكين كفـاء شكرَتكَ قبل الألسن الأعضاء فكأن قـول القائـلين هـذاء في راحتيك يدور حيث تشاء
    وقال يمدح المعز ويصف انتصاراته على الروم في البر والبحر :
أقـوى المحصّب من هـاد ومـن هـيد ذا موقف الصب من مرمى الجمار ومـن مـا أنسى لا انـَس جـفال العـجيج بنا وموقـف الفتيـات الناسـكات ضحـىً يحرمن في الريـط من مـثنىً وواحـدةٍ ذوات نيـل ضـعاف وهــي قاتـلـة قـد كنـت قناصـها أيـام اذعـرهـا اذ لا تـبيت ظبـاء الـحـيّ نـافـرة لا مـثل وجـدي بريعـان الشباب وقد والشيـب يضـرب فـي فـوديّ بارقه ورابنــي لـون رأسـي انه اخـتلفت إن تــبكِ أعيــننا للحـادثـات فقـد وودّعودنـا لطيـات عبـاديد مساحب البدن قفرا غير معهود والراقصات من المهرية القـود يعثرن في حبرات الفتية الصيد وليس يحرمن إلا في المـواعيدِ وقد يصيب كمـيّا سهم رعـديد غـيد السوالف في أيـامنا الغيد ولا تراع مـهاة الرمل بـالسيد رأيت أملود عيشي غـير املود والدهر يقدح في شملي بتبديـد فيه الغمائم من بيض ومن سود كحلننا بـعد تغـميض بتسهيد


(99)
وليس ترضى الليالـي في تـصرّفها لا عرقـن زمـانــا راب حادثـة لله تصديق ما فـي النفس مـن امل الواهـب البدرات النـجل ضـاحية مـؤيد الـعزم في الجلى اذا طرقت لكـل صـوت مجال في مـسامعه وعند ذي التاج بيض المكرمات وما أتبعـته فكـري حـتى إذا بـلغت رأيـت مـوضع برهان يـبين وما وكـان منـقذ نفسي مـن عمايـتها فـمن ضمير بجـد القول مشتمـل ما أجـزل الله ذخـري قبل رؤيـته لله مـن سبب بالمـجـد متـصـل هـادي رشـاد وبـرهان وموعظة ضيـاء مظـلمة الايــام داجـية تـرى أعاديـه فـي أيـام دولتـه قد حاكمـته ملوك الروم في لجـب إذ لا تـرى هبرزيـا غيـر منعفر قضيت نحب العوالي مـن بطارقـهم ذمّـوا قنـاك وقد ثـارت أسـنّتها طعـن يكوّر هـذا في فريـسة ذا حويت اسلابهم من كل ذي شـطب وكـل درع دلاص المـتن سابـغة إلا إذا مزجت صاباً بقـنديد (1) اذا استـمر فالقـى بالمـقاليد وفي المـعز معز الدين والجود امثال اسنـمة البزل الجلاعـيد مندد السمع في النادي اذا نودي غير العنـيفين مـن لؤم وتفنيد عندي لـه غير تمـجيد وتحميد غايـاتها بـين تصويب وتصعيد رأيت موضـع تكييف وتحديـد فقـلت فـيه بعلـم لا بـتقلـيد ومـن لسان بحر المدح غـريد ولا انتفعـتُ بإيمـان وتوحـيد وظل عـدل على الآفاق مـمدود وبـيـنات وتـوفـيق وتسديـد وغيث ممحـلة الاكناف جـارود ما لا يرى حاسد في وجه محسود وكـان لله حـكم غـير مـردود منهم ولا جاثليقا غـير مصفـود وللدمـاسق يـوم غـير مشـهود فمـا تركن وريـدا غير مـورود كأن في كل شـلو بـطن ملحـود مـاض ومـطرّد الكعـبين أمـلود تطوى على كل شافي النسج مسرود

1 ـ القنديد : عسل قصب السكر اذا جمد.

(100)
لـم يعلموا أن ذاك الـعزم منصـلت حتـى اتـوك على الاقتاب من بـُهم وفـوق كـل قـتـود بـَز مستـلب توجـت منهـا القنـا تيجان ملحـمة كأنها فـي الـذرى سـحق مكمّـمة سود الغَدائـر فـي بيض الأسنه في أشهدتهم كل فضفاض القميص ضحى كـأن أرمـاحـهم تتلو اذا هزجت لـو كان للـروم علم بـالذي لـقيت لـم يبق في أرض قسطنطين مشركة أرض اقمـت رنيـنا فـي مآتمـها كـأنـما بـادرت منهـا مـلوكهـم ما كـل بارقة في الجـو صاعـقة القى الدمسـتق بالصـلبان حين رأى فقل لـه حال من دون الخلـيج قنـاً أهـل الجـلاد اذا بانـت أكفـهـم فرسـان طعن تؤام في الفرائص لا ذا أهرت كـشدوق الأسد قد رجـفت أعيـا عليه أيرجـو أم يـخاف وقـد وقـائـع كـظمتـه فانـثنى خرسـا حميـته الـبر والبـحر الفضاء معـا يـرى ثغورك كالـعين التي سمـلت يا رب قـارعـة الأجيـال راسـية وأن تـلـك المنايـا بـالمراصـيـد خـزر الـعيون ومن شوس مـذاويد وفـوق كل قنـاة رأس صنــديـد من كـل محلول سلـك النظم معقود من كل مخضود أعلى الطلع منضود حمـر الانـابيب فـي ردع وتجسيد في كـل سـرج تحلّى ظهر قـيدود زبـور داود فـي مـحـراب داود ما هنئـت ام بــطريق بمـولـود الا وقـد خصـّهـا ثكـل بمفقـود يغني الحمـائم عـن سجع وتـغريد مصـارع القتل أو جاءوا بموعـود تسـري ولا كـل عفريـت بمريّـدِ ما أنـزل الله مـن نـصر وتـأييد سـمـر وأدرع أبـطال مناجــيد يـجمعن بـين العوالـي واللغاديـد ينمى وضرب دراك فـي الـقماحيد (1) زأرا وهـذا غـموس كـالأخاديـد رآك تـنجـز من وعـد وتوعـيد كأنما كَعَـمَـت فـاه بـجـلـمود فمـا يـمر ببـات غـير مسـدود بيـن المرورات منهـا والـقراديد منها وشـاهقة الأكـناف صيـخود

1 ـ القماحيد ، الواحدة قمحودة : مؤخر القذال ، خلف الأذنين.

(101)
دنــا لـيمنع ركـنيهـا بغـاربه قد كـانت الـروم محذورا كتائـبها ملك تأخر عهـد الدهـر مـن قـدم حل الـذي أحكـموه في العزائم من وشاغـبوا اليـم ألفي حـجة كمـلا فاليـوم قد طمست فـيه مــسالكهم لو كنت سألتهــم في اليم ما عرفوا هيهات لو راعهم في كـل معـترك من ليس يمسح عن عرنين مضطهد ذو هيبـة تـتقى في غـير بائـقة مـن معشـر تسـع الدنيا نـفوسهم لو أصحروا في فضاء من صدورهم اولئك النـاس إن عـدوا بأجمعهـم والفرق بين الورى جمعا وبينهم إن كـان للجـود باب مرتج غـلق كأن حلمك أرسى الأرض أو عقدت لـك المواهـب اولاهـا وآخـرها فأنت سيّرت ما في الـجود من مثل لـو خلّد الدهر ذا عـز لــعزتـه تُبلـى الـكرام وآثـار الكرام ومـا فبات يدعم مــهدوداً بمهـدود تدني البلاد على شحط وتـبعيد عنه كأن لم يكن دهرا بمـعهود عقد وما جربوه في الــمكاييد وهم فوارس قاريّـاته الســود من كل لاحب نهج الفلك مقصود سُفح السفـائن من غير الملاحيد ليث الليوث وصـنديد الصناديد ولا يبيت عـلى أحنـاء مفؤود وحكمة تُجتنى مـن غير تعقيد والناس ما بين تـضييق وتنكيد سـدّوا عليـك فروج البيد بالبيد ومـن سواهم فلغو غـير معدود كالفرق ما بين معدوم وموجـود فـأنت تدني اليـه كـل اقـليد بـه نواصي ذرى أعلامها القود عطاء رب عطاء غـير محدود باق ومن أثر في النـاس محمود كنت الأحـق بتعميـر وتـخليد تزداد في كل عصر غير تجديد


(102)
بني احـمد قلـبي لكـم يتقـطع فما بقعة في الأرض شرقا ومغربا ظلمتـم وقـتلتم وقُـسّم فـيئـكم جسوم على البوغاء ترمى وأرؤس نـوارون لـم تأوِ فـراشاً جنوبكم بمثل مصابي فيكـم ليـس يـسمع وليس لكم فيهـا قتـيل ومـصرع وضاقت بكم أرض فلم يحم موضع على أرؤوس اللدن الــذوابل تُرفع ويسلمني طيـب الـهجوع فـاهجع
    وذكر السيد الأمين في الدر النضيد هذه الأبيات للناشي :
مصائب نسل فاطمة البتول ألا بابي البدور لقين خسفاً الا يا يوم عاشورا رمـاني كأني بابن فاطمـة جديـلا وقد قطع العداة الرأس منه وفاطمة الصـغيرة بع عز تنادي جدهـا يـا جـد إنا نكت حسراتها كبد الرسول وأسلمها الطلوع الى الأفول مصابي مـنك بالداء الدخيل يلاقي الترب بالوجه الجميل وعلّوه علـى رمـح طويل كساها الحـزن أثواب الذليل طلبنا بعد فقـدك بالـدخول


(103)
    وللناشي في أهل البيت عليهم السلام :
رجائـي بعيـد والمـمات قـريب متـى تأخذون الثـأر ممن تالـبوا فذلك قد أدمـى ابـن ملجم شيـبه وذاك تولى السـم عـنه حشـاشة وهذا توزعن الصوارم جــسـمه قتيل عـلى نهر الفرات عـلى ظما كـأن لـم يـكن ريحـانة لمـحمد ولم يك من أهل الكسـاء الاولى بهم اناس علوا أعلى المعالـي من العلى اذا انتسبوا جازوا التناهي بجدهــم هـم البحر أضحـى دره وعـبابـه تــسير بـه فـلك النجــاة وماؤه هـم البحر يغدو من غـدا في جواره يمـد بـلا جـزر عـلومـاً ونائـلاً هـم سـبب بيـن العـبـاد وربهـم حــووا علم ما قد كـان أو هو كائن هـم حسـنات العالميــن بفـضلهم وقد حفظـت غيب العـلوم صدورهم فان ظلمـت أو قتـّـلت أو تهضمت وسوف يـديـل الـله فيـهم بـأوبة ويخطئ ظني فـيكـم ويـصيـب عليكم وشبوا الحرب وهي ضروب فخر على المحراب وهو خضـيب وأنشبن أظفـار بـهـا ونـيـوب فخرّ بـارض الـطف وهـو تريب تطوف بـه الاعـداء وهـو غريب وما هو نجل لــلوصي حــبـيب يـعاقـب جبـّار السـماء ويـتوب فليس لهم فــي العالمـين ضـريب فما لهم فـي الأكـرميـن نســيب فلـيس له من مبــتغـيه رسـوب لشـرّابـه عـذب المذاق شــروب وساحله ســهل المجال رحــيـب إذا جاء مــنه الـمرء وهو كـسوب فراجيهُم في الـحشر لـيس يخــيب وكـل رشـاد يـبتـغـيه طـلـوب وهو للاعادي فـي المـعـاد ذنـوب فما الغيب عن تـلك الصـدور يغيب فما ذاك مـن شأن الزمـان عجـيب وكـل إلـى ذاك الــزمان يــؤب
    وفي الأعيان :
    قال وحدثني الخالع : قال اجتزت بالناشي يوما وهو جالس في السراجين فقال لي قد عملت قصيدة وقد طلبت وأريد أن تكتبها بخطك حتى اخرجها


(104)
فقلت أمضي في حاجة وأعود وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح فقال لي أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فانا قد نحنا بها البارحة بالمشهد ، وكان هذا الرجل قد توفي وهو عائد من الزيارة فقمت ورجعت اليه وقلت : هات البائية حتى أكتبها ، فقال من أين علمت أنها بائية وما ذاكرت بها أحدا فحدثته بالمنام فبكى وقال : لا شك ان الوقت قددنا ، فكتبتها فكان أولها :
رجائي بعيد والممات قريب ويخطئ ظني والمنون نصيب


(105)
    الناشي الصغير مولده سنة 271 ومات يوم الأثنين لخمس خلون من صفر سنة 365 هو ابو الحسن علي بن عبد الله بن الوصيف الناشي الصغير الاصغر البغدادي :
    من باب الطاق ، نزيل مصر ، المعروف بالحلاء كان ابوه يعمل حلية السيوف فسمّي حلاّء. ويقال له : الناشي لأن الناشي يقال لمن نشأ في فن من فنون الشعر كما قال السمعاني في الانساب.
    وفي الطليعة : كان من علماء الشيعة ومتكلميها ومحدثيها وفقهائها وشعرائها له كتب في الامامة ومدائحه في أهل البيت صلوات الله عليهم لا تحصى كثرة روى الحموي في معجم الادباء قال : حدثني الخالع قال : كنت مع والدي في سنة ست وأربعين وثلاثمائة وأنا صبي في مجلس الكبودي في المسجد الذي بين الوارقين والصاغة وهو غاص بالناس واذا رجل قد وافى وعليه مُرقعة وفي يديه سطيحة وركوة (1) ومع عُكاز ، وهو شِعث فسلّم على الجماعة بصوت يرفعه ، ثم قال أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها ، فقالوا مرحبا بك وأهلا ورفعوه فقال : أتعرّفون لي أحمد المزوق النائح ، فقالوا : ها هو جالس ، فقال : رأيت مولاتنا عليها السلام في النوم فقالت :
    امضي الى بغداد واطلبه وقل له : نح على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه :
بني احمد قلبي بكم يتقطع بمثل مصابي فيكم ليس يُسمع

1 ـ المرقعة : الثوب المرقع ، والسطيحة ، المزادة ، والركوة : الدلو الصغير.
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس