أدَبُ الطّفّ ـ المجلد الثالث ::: 211 ـ 225
(211)
وقوله في مدح أمير المؤمنين علي عليه السلام. (1)
صـنـو النبي رأيـت قـافيـتي فجعلت مدحي الصمت عن شرف مـاذا أقـول وكــل مـقـستـم أوصاف ما أوتيت لا تسع (2) كـل المـدائح دونـه يقع بين الأفاضل فيـك مجتمع
    ومن شعره قوله في الافتخار :
خذوا من ذمامي عـدة للـعواقـب لواني زمامي بالـمرام ، وربَّـمــا على حين ما ددت الصبا عن صبابة ورضت بأخـلاق المشيـب شبيبـةً عـقـائل عـزم لا تـباح لضارع ولله مقذوف بـــكــلّ تَنُــوفةٍ أغـرَّ الأعـادى انني بــتّ مُقتراً رويدكــم إنـي مـن المجد موسرٌ هـل لنــال إلا خادم شـهوة الفتى فلا تطلبن منــه ســوى سَدَّ خلة سرهت (3) بادماني سرى كل حادث فلا تصطلوهـا ، انــها دار ميــة فيا قرب ما بيني وبين المطـالـب نقاضيته بالمرهفـــات لقواضب ذياد المطايــا عن عذاب المشارب معـــاصيـة لا تستكـين لجاذب وأســرار حـزم لاتذاع للاعـب رأى العز أحلى من وصال الكواعب وربَّ خلـوٍّ كــان عـوناً لوائب وإن صـفرت عـما أفدتم حقائبي وهــل شـهوة إلا لجلب المعاطب فـإن زاد شـيئـاً فليـكم للمواهب ولا كحـل إلا مـن غبـار المواكب مواقدها هـام الملوك الأغــالـبٍ

1 ـ رواها العماد الاصفهاني في كتابه خريدة القصر وجريدة العصر ) مطبعة المجمع العلمي العراقي.
2 ـ الصنو : الأخ الشقيق.
3 ـ مرهت عينه. خلت من الكحل.


(212)
سأضرمها حمراء ينزو شرارها بكـل تميمي كـأنّ قميــصه على جنبات القاع نزو الجنادب (1) يلاثُ بغصن الـبانة المتعاقب (2)
    ومنها :
إذا كـذب الـبرق اللموع لشائم فوارس باتوا مجمعين فأصبحوا إذا شرعوا الأرماح للطعن خلتهم أسود إذا شـب الخميس ضرامه فبرق ظباها صادق غير كاذب وآثـار عقد الرأي عقد السبائب (3) بدوراً تجارى في طلاب كواكب أسالوا نفوس الأسد فوق الثعالب (4)
    ومنها :
وركب كأنَّ العيس ايان ثوَّروا خفاف على أكوارها ، فكأنهم تسـاوق أعناق الصبا والجنائب (5) من الوبر المأنوس عند الغوارب (6)
[ هذه مبالغة في خفة الرجال على الرحال ] كأنهم بعض أوبار الاباعر
إذا أضمرتهم ليلة أظهرتهم صبيحتهـا بيـن المنى والمــآرب
    ومنها :
وبي ظمأ لم أرضَ ناقع حرَّه سواك فهل في الكأس فضل لشارب ؟

1 ـ الجنادب. جمع جندب ، حيوان صغير يشبه الجراد كثير القفز والوثوب.
2 ـ يلاث. يدار ويعصب.
3 ـ السبائب : جمع سبيبة ، وهي الخصلة من الشعر.
4 ـ الخميس : الجيش الجراو ، والضرام : لهب النار ، والثعالب : جمع ثعلب ، وهو طرف الرمح الداخل في جبة السنان
5 ـ الجنائب. جمع جنوب ، وهي ريح تخالف الشمال.
6 ـ الغوارب ، جمع غار ، وهو من البعير بين السنام والعنق.


(213)
وقوله في الافتخار :
يا رواة الشعر ، لا ترووه لي [ ودعوه لـضعاف عُيُّـهم وردوا الفضل ، وما بلوا به فبغير الشعر شيدت رُتَــبي مانعٌ عنهم ( زُهَير ) المـكسب (1) ] مسمعاً والشّرب غير المشرب
    ومنها :
لست بالقاعد عن مكرُمةٍ عفّروا للسلم من أوجهكم قبل يومٍ هامه في صعد يعسل الذئب الى معركة وأبو رغوان (2) ذو المجد أبي إنها خـيلُ حـكيم العــرب حيث مـا أبــدانه في صبب شائم الأرزاق عنـد الثـعلب (3)
    وقوله :
اذا شوركت فــي أمر بدونٍ تشارك فـي الحياة بغير خلف فلا يغشاك عارُ او نفـور أرسطاليس والكلب العقور
    وقوله :
وجوه لا يحمرها عتابٌ فما دان اللئام لغير بأس جدير أن تصفر بالصغار ولا لان الحديد لغير نار

1 ـ وزهير ، يريد به زهير بن ابي سلمى احد اصحاب المعلقات من شعراء الجاهلية.
2 ـ رغوان ، لقب مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، لقب به لفصاحته وجهارة صوته.
3 ـ عسل الذئب. اضطرم في عدوه فخفق برأسه ، شائم الأرزاق ، ناظرها وفعل شام خاص بالبرق ، يقال ، شام البرق اذا نظر الى سحابته اين تمطر.


(214)
    وقوله :
يلين في القول ويحنو على كشوكة العقرب في شكلها سامعـه وهو له يقصم لها حنو وهي لا ترحم
    وقوله :
لا تلطفن بذي لؤم فتطغيه إن الحديد نلين النار شدته واغلظ له يأت مطواعا ومذعا ولو صببت عليه الماء ما لانا
    ومن قوله :
هنا رجب الشهور وما يليه له البركات لكن كل حول بقاؤك انت يا رجب الرجال وانت مبـارك في كل حال
    وله من قصيدة في مدح الوزير محمود بن أبي توبة المروزي ، قلده السلطان سنجر بن ملكشاه السلجوقي الوزارة سنة 521.
كُفّي مقـالك عن لومـي وتفنيدي أطلت حتى حسبت المجد منقصةً لمـا رأيت غرامـاً جل عن عذلٍ لا والرواقص في الأنسـاع يبعثها إذا ونين من الإرقال ، واضطرمت أزمـَّةَ العيس من همّ وتسهيد ما حن قلبي الى الحسناء من علقٍ صبابتي بالعلى لا الخرد الغيد كلا ولو أنـه حتف المماجيد حسبته بهوى الحسـانة الرود رجر الحداة بإنشـادٍ وتغريدِ (1) من اللُّغوب خلطن البيد بالبيد (2) يحملن شعثاً على الأكوار تحسبهم لكنني بالمعالي جدُّ معمـود (3)

1 ـ العواسل ، الرماح التي تهتز لينا ، وولغها ، مجاز في دخولها في الاجسام.
2 ـ مذال : مبتذل بالانفاق. واللغاديد : جمع لغدود : لحمة في الحلق او كالزوائد من اللحم في باطن الاذن.
3 ـ المعمود ، هو الذي هده العشق.


(215)
صبـابتي دون عـقد زانه عنــقٌ أميس تيهـاً عــلى الأحياء كلّـهمُ كــيف الاجـادةُ في نظمٍ وقافيـةٍ كــم قـد قَـريتُ هنيّ العزم نازلةً تبصـَّروَّهــا مراحاً فـي أعنتَّهـا تكــرُّ فـي ليـلةٍ ليلاء من رَهَـجٍ تنزو بحُمس هـفت أضغــانهم بهم كان فرط تـوالـي الــطعن بينهم الواهب الحتف والعيش الخصيب معاً الى لـواءٍ أمـام الجيـش معقود علمـاً بـأن نظيري غيرُ موجود عن خاطر بصروف الدهر مكدود ؟ والخطب يجلب في ساحات رعديد بجفـن ما بيـن مقتـولٍ مطـرود (1) على نـجيع لـخيل الله مــورود (2) فـحطَّموا فـي التـراقي كلَّ أُملود (3) ولغ العـواسـل أو معروف محمود (4) فالموت بالبأس ، والإحيــاء بالجود
    ومنها :
إن أمسك الغيث لم يحبس مكارمه مال مـذال وعـرضٌ دون بذلته أرق مـن خلق الصهبـاء شيمته طول المطال ولا خـلف المواعيد خـوض الأسنـة في ماء اللغاديد (5) فإن يهج فـهو كـاس خلق جلمود
    وقوله :
إلى م أمني النفس كل عظيمة ودهري عنها دافع لي وذائد

1 ـ الرواقصى ، الابل المسرعة في سيرها. والانساع ، حبال من ادم عريض تشدّ به الرحال ، واحدها نسع بكسر النون.
2 ـ الارقال ، الاسراع ، والاضطمار ، الضمور ، وهو الهزال. وللغوب ، التعب والاعياء الشديد.
3 ـ وجف البعير والفرس بجف ، عدواً وسار العنق.
4 ـ الهج ، ما اثير من الغبار. والنجيع ، دم الجوف خاصة.
5 ـ تنزو ، تثب. والحمس ، الشجعا ـ والاضغان ، الاحقاد الشديدة. والتراقي جمع ترقوة وهو العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق. والاملود ، هنا وصف للرمح المهتز.

(216)
وأستوكف المعروف أيدي معشرٍ ذا أنـا بالغـر القوافي مدحتهم تموت الأماني عندهم والمحامد لغذرٍ ، هجتني بالمديح القصائد!
    وله في الحكمة :
لا تلبس الدهر على غرة ولا يخادعك طويل البقا ينفـد مـا كـان له آخر فمـا لموت الحي من بد فتحسب الطول من الخلد ما أقرب المهد من اللحد!
    وله من قصيدة :
بنـي دارمٍ إن لــم تُغيروا فبدّلوا فإن القُرى والمـدنَ حيزت لأعبـُدٍ ربطتـم بـأطناب البيوت جياد كُم اذا ما شببتم نار حــربٍ وقودها ضـمنت لكم أن ترجمعوها حميدةً أنا المرء لا أوفي المنى عن ضراعة ولا أطـرقُ الحيَّ اللئام بمدحة ولو تغانيت عـن مـال البـخيل لأنّني عمـائمـكـم يــوم الكـريهة بالخُمر (1) وما سلـمـت أفـحوصـةٌ لفتى حـرَّ (2) وخـيـل العـدى في كلِّ ملحمةٍ تجري صدور المواضي البيض والأسل السُمرِ تـواجـفُ غــبِّ الرَّوع بالنَّعَمِ الحمرِ (3) ولا أستفـيـد الأمن إلا مــن الدُعـر عــرقتـنـي شِــدَّةُ الأزم الغُبــر (4) رأيت الـغنى بـالُّذلِّ ضـرباً من الفقر

1 ـ الخمر ، جمع خمار ـ بكسر الخاء ـ وهو ما تغطي به المرأة رأسها.
2 ـ الافحوص ، مجثم القطاة.
3 ـ تواجف تتواجف ، أي تعدو وتسير العنق ، وغب كل شيء عاقبته.
4 ـ الطروق. المجيء ليلاً ، وعرق العظم ، اذا أخذ عنه معظم اللحم وهبره وبقي عليه لحوم رقيقة والازم الغبر ، سنوات القحط الشداد.


(217)
    وله في المدح :
مُسمهّرُ البـاس مـن مضر تـطرَبُ الألباب مصـغية كلمـا أوسعــت مبتليـاً تُهـــزم الأحداث كالحة واذا مـا أجـــدبت سنةٌ هــو بحرٌ مـن فضائله شرفُ الدين الذي وضحت يقشعرُّ الموت من حـذره (1) لحديث المجـد من سيـره خبـره أربى على خُبـره بارتجــال الرأي لا فكره كـان سقيا الحي من مطره ومديحـي فيـه من درره ظُلـم الأحداث من غرره (2)
    وله من قصيدة نظمها بمرو :
اقـول لـقلب هــاجه لاعج الهوى (3) وضاقت خراسان على معرق الهوى أعنِّي على فـعل التــصبر ، إنني فلمـا أبى إلا غرامـاً وصبــوة وأجـريت دمـعاً لو أصاب بسحه هبوني أمــرت القلب كتمان حبكم وكنت أمرت العزم أن يخذل الهوى فكيـف التسلـي بعد عشر وأربع ؟ بصحراء مرو واستشاطت بلابلـه كمـا أحرزت صيد الفلاة حبـائله رأيـت جميل الصبر يـحمد فاعله أطعت هواكـم ، واستمرت شواغله ربا المحل يوماً أنبت العشب هاطله فكيـف بجسم بـاح بالوجد ناحله ؟ وكيف اعتزام المرء والقلب خاذله ؟ أبي لي وفاء لا تذب جـحــافله
    وقوله :
أداري المرء ذا خلق نكير وأعرض صافحاً عن ذنب خلي

1 ـ اسمهر الرجل في القتال فهو مسمهر ، اشتد.
2 ـ الغرر. جمع الغرة ، وهي من كل شيء اوله واكرمه.
3 ـ هوى لاعج ، أي محرق والبلابل ، الهموم والوساوس.


(218)
وأجـعل خـوص أفكـاري حلياً وأغدو ـ من غنى نفسي ـ غنياً ولا أرضـى اللئيـم لكشف ضُرٍ وكـم ضحـكٍ كتمت به دموعاً فأغبطه ، وكم طوقٍ كـغُلَّ عن الدنيا ، ولي حال المقلّ ولـو أسلمت للموت المذلِّ ليسلم عنده سري وعقلـي
    وقوله :
علمي بسـابقــة المقسـوم الزمني لو نيل بالقول مطلوب ، لما حرم الـ وحكمة العقل إن عزّت وان شرفت صبري وصمتي ، فلم أحرص ولم أسل ـكليم موسى ، وكــان الحـظ للجبل جـهـالة عنـد حـكم الرزق والأجل
    وقوله :
إن شارك الادوانُ أهلَ العلى فمـا علـى أهل العلى سُبّةٌ صاحب أخا الشرَّ لتسطو به والرّمـحُ لا يُـرهَبُ أنبوبه إصبر على الشدّة نحو العلى ما لقي الضّامِرُ من جوعه أُشجُع وجُدِّ تحـظ بفخريهما لـو نـفع البخل وذُلُّ الفتى والمجد في تسميــة باللِّسـان إن بخـور العود بعضُ الدُّخان يوماً على بعض شـرار الزَّمان إلا إذا رُكـِّب فــيـه السَّنان فكلُّ قاصٍ عند ذي الصّبر دان حــوى له السَّبقَ بيوم الرِّهان فـكلُّ مـا قـد قـدِّر الله كان ما افتـقر الكـزُّ ومات الجبان

1 ـ الكز ، اليابس المنقبض وقرأها بعضهم الكنز.

(219)
بفنا الغريِّ وفي عراص العلقمي قبـران : قـبرٌ للوصيّ وآخـر هذا قتيل بالطفــوف على ظماً وإذا دعا داعي الحجيـج بـمكة فاقصـدهـما وقل السلام عليكما أنتـم بنـو طـه وقافٍ والضحى وبنو الأباطح والمحصّب والصفا بكـم الـنجاة مـن الجحيم وأنتم أنتـم مصابيح الدجى لمن اهتدى وإليكـم قـصـد الــوليّ وأنتم بكم يفـوز غـداً إذا ما أضرمت من مثلكم في العـالمين وعنـدكم جبريـل خـادمكـم وخادم جدكم أبنـي رسـول الله إن أبـاكــم آخـاه مـن دون البـرية أحمـد نـص الـولايـة والخـلافة بعده ودعـا لـه الـهـادي وقال ملبياً تمحى الذنوب عن المسيء المجرمِ فيـه الحسيـن فـعج عليه وسلّم وأبوه في كوفـان ضـرِّج بالدم فإليهما قصـد التـقيّ الـمسلـم وعـلى الأئـمة والنبـيّ الأكرم وبنو تبــارك والكتـاب المحكم والركـن والبيت الـعتيق وزمزم خيـر الـبريــة من سلالة آدم والعــروة الوثقى التي لم تفصم أنصاره في كـل خـطب مـؤلم في الحشـر للعـاصين نار جهنم علم الكتاب وعلم مـا لـم يعلـم ولـغيركــم فيما مضى لم يخدم من دوحة فيهــا النبـوة ينتمـي واختصه بالأمـر لـو لـم يظلـم يوم الغديـر لـه بـرغـم اللـوم يـا رب قـد بـلغت فاشهد واعلم


(220)
حتى اذا مرّ الزمان وأصبحـوا طلبـوا ثؤرهـم ببدر فاقتضوا غصبـوا عليـاً حـقه وتحكموا نبذوا كتاب الله خلـف ظهورهم واتـوا علـى آل النبـي باكبد بـئس الـجزاء جزوه في أولاده مثل الذباب يلوب حول المطعم بالطف ثارهــم بحدِّ المخـذم ظلمـا بـدين الله أيَّ تحــكم ثم استـحلوا منـه كل مـحرم حـرّى وحقـد بعـد لم يتصرّم تـالله مـا هذي فــعائل مسلم
* * *
يـا لائمي في حـب آل مـحمد كيـف النجـاة لمن علي خصمه وهو الدليل الى الحقايق عارضت واختـاره المختـار دون صحابه سل عنه في بـدر وسل في خيبر يـا مـن يجـادل في علي عاندا هـم آل يـاسين الذيـن بـحبهم لـولاهـم مـا كان يعرف عاندا لهـم الشفـاعة في غـدٍ واليـهم مــولاكم الـعودي يرجو في غد أقصر هبلت عن الملأمة أو لم يـوم القيامـة بين أهل الموسم فيها الشكوك من الضلال المظلم صنـواً وزوجّـه الآله بفـاطم والخـيل تعثـر بالقنـا المتحطم هـذي المناقب فـاستمـع وتقدم نرجو النجاة من السعير المضرم لله بـالديـن الحنيـف القيــم في الحشر كشف ظلامة المتظلم بكـم الثـواب مـن الآله المنعم


(221)
    ابن العودي اسماعيل بن الحسين العودي العاملي المعروف بشهاب الدين ابن شرف الدين.
    قال الشيخ محمد السماوي في ( الطليعة ) كان فاضلاً متضلعاً في العلم والفضل الجم ، وكان أديباً شاعراً. دخل العراق وزار المشاهد وحضر على علماء الحلة ثم رجع الى بلدة جزّين من بلاد عاملة وله نظم الياقوت ، ارجوزة نظم بها الياقوت لابن نوبخت في علم الكلام وله شعر كثير أورده معاصره ابن شهراشوب في مناقبه. توفّي في بلده سنة 580 ثمانين بعد الخمسمائة وله ذرية بها. وقد أورد هذه القصيدة بتمامها السيد العالم الكامل المحدّذث العابد السيد هبة الله ابن ابي محمد الحسن الموسوي رحمه الله في كتابه ( المجموع الرائق ) الذي ألّفه سنة 703 (1).
    أما السيد الأمين رحمه الله فقد نسب هذه القصيدة الى الشيخ بها الدين فقال : الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني. كان حياً سنة 975.
    قرأ على الشهيد الثاني من عاشر ربيع الأول سنة 945 الى أن سافر الى خراسان عاشر ذي القعدة سنة 962.
    والمعروف أنه هو المدفون فوق قرية ( كفر كلا ) في جبل عامل وعليه قبة في مكان نزه مشرف عال والناس يسمونه ( العويذي ) والصحيح العودي. له شعر في رثاء استاذه الشهيد الثاني.
1 ـ عن الشذور الذهبية مخطوط السيد صادق بحر العلوم ص 225.

(222)
ابن التعاويدي
أرقـتُ للمـع بـرقٍ حاجريِّ أضاء لنا الاجــارع مسبطراً كـأن ومـيضه لـمع الثنـايا فاذكرنـي وجـوه الغيد بيضاً أتيـه صبـابـة وتتيـه حسنا وعصر خلاعـة أحـمدت فيه وليلـى بعدما مـطلت ديـوني منعَّمة شقيت بـها ولـولا الـ تزيـد الـقلب بلـبالا ووجـداً إذا استشفيتها وجـدي رمتنـي ولولا حبَّهـا لـم يصـب قلبي أجاب وقد دعاني الشوق دمعي وقفتُ على الديار فما اصاخت أروي تربـها الصادي كـأني ولـو أكرمت دمعك يا شؤوني تألق كاليماني الـمشرفـيّ (1) سناه وعاد كالنبض الخفيَّ اذا ابتسمت ورقراق الحليّ سوالفها ولـم أكُ بـالنسي فويل للشجيّ مـن الـخلي شبابي صحبة العيش الرخي وقد حالت عن العهد الوفي ـهوى ما كنتُ ذا بال شقي اذا نظـرت بـطرف بابلي بداء من لـواحظهـا دوي سنا برق تـألق فـي دجي وقدماً كنتُ ذا دمـع عصي معـالمها لمحـزون بـكي نزحت الدمع فيها مـن ركي بكيت علـى الامام الفـاطميَّ

1 ـ عن الديوان المطبوع بمطبعة المقتطف بمصر سنة 1903 م وذكرها صاحب نسمة السحر.

(223)
علـى المـقتـول ظـمآناً فـجودي على نـجم الهدى السناري وبحر الـ على الحـامي بـأطـراف الـعوالي على الباع الـرحيـب اذا ألـمـّت علـى أنـدى الانـام يـداً ووجهـاً وخـيـر العـالميــن أبـاً وامـاً فـما دفعـوه عـن حسـب كـريم لئـن دفـعـوه ظلماً عن حقوق الـ فما دفعوه عن حسب كريم لقـد فصمــوا عرى الاسلام عودا ويـوم الـطـف قـام لـيوم بـدر فـثنـوا بـالامـام أما كـفاهــم رمــوه عـن قـلـوب قـاسيات وأسـرى مـقدمـاً عـمر بن سعد سفوك للـدمـاء علـى انتهاك الـ أتاه بـمحنقـين تجيـش غــيظاً أطـافوا مـحدقين بـه وعـاجـوا وكـل مثـقـف لــدن وعـضب فـأنحـوا بـالصـوارم مشرعـات وجـوه الـنار مظــلـمة أكبَّـت فيا لك مـن إمـام ضرَّ جـوه الـد بـكـته الارض إجــلالاً وحـزناً وغـودرت الخيام بغيــر حــام فـما عطف البغـاة على الفتاة الـ ولا بــذلـوا لخـائـفـةٍ أمـانـاً على الظمآن بـالدمع الرويّ ـعلوم وذروة الشرف العليّ حمى الاسلام والبطل الكميّ يد الازمات والكـف السخي وأرجحهم وقـاراً في النديّ وأطهرهم ثـرى عرق زكيّ ولا ذادوه عـن خلق رضي ـخلافة بالـوشيج السمهري ولا ذادوه عن خلق رضي وبـدأ في الحسين وفي علي بـأخـذ الثأر مـن آل النبي ضلالاً ما جنوه على الوصي بـأطراف الاسنـة والقسـيّ الـيه بـكل شـيطان غـوي ـمحارم جـد مقـدام جـريّ صـدورهـم بجـيش كالآتي علـيه بكل طـرف أعـوجي سـريجـيّ ودرع سـابـري عـلى البرّ التـقي ابن التـقي على الوجـه الهـلاليَّ الوضي مَ الـقاني بخـرصان الـقـُني لـمصـرعه وأمـلاك السمـيِّ ينـاضـل دونـهن ولا ولــي ـحصان ولا على الطفل الصبيَّ ولا سمـحـوا لظــمآن بـري


(224)
ولا سفـروا لـثاماً عـن حيـاء وساقـوا ذود أهـل الحـق ظلماً تذودهـم الرمـاح كما تـذاد الر وساروا بـالكـرائم مـن قـريش فـيا لله يـوم نـعــوه مــاذا ولو رام الحيـاة سعـى اليـهـا ولكـنم المنية تـحت ظـلّ الـر فيا عصب الضلالة كيـف جرتم وكيف عـدلتم مـولود حجر النـ فـألقيـتم ـ وعهـدكم قريب ـ وأخفـيتم نـفـاقـكـم إلـى أن وأبـديـتم حقـودكـم وعـدتـم ولولا الضغن ما ملتم على ذي الـ كفى حـرباً ضمـانكم لقتـل الـ وبـيعكـم لاخـراكـم سـفاهـا وحسبكـم غـداً بـأبيـه خصمـاً صـليتـم حـربه بـغيـاً فـانتم وحــرمـتـم عـليه الـماء لؤما وأوردتـم جــيـادكـم واظـمأ وفـي صـفيـن عـاندتـم أبـاه وخـادعـتـم إمامـكـم خداعـاً إماما كـان يـنصف فـي القضايا فأنكرتـم حـديث الشمـس ردت ولا كـرم ولا أنـف حـمي وعـدواناً إلى الـورد الـوبي كـاب عـن الموارد بالعصي سبايـا فـوق أكـوار المطي وعى سمع الرسول من النعـي بعـزمته نجـاء الـمضرحي (1) قـاق البيـض أجـدر بالأبي عـناداً عن صـراطكم السوي ـبوة بالغـوي ابـن الغـويّ وراء ظهـوركم عـهـد النبي وثبتـم وثبة الليـث الـضري الـى الديـن القـديـم الجاهلي ـقـرابـة للـبعيـد الأجنـبّي ـحسين جوائـز الرفـد السني بـمنزور مـن الدنيـا بـلـيّ اذا عـرف السقيم مـن البري لنـار الله أولـى بـالـصـلي وإقبـالا عـلى الخـلق الدنـي تمـوه شربتـم غـيـر الهـني وأعـرضتـم عـن الحق الجلي أتيـتم فـيه بـالأمـر الفـري ويـأخـذ للضعيـف من القوي لـه وطـويتـم خـبر الطـويِّ

1 ـ الضرحي ، النسر الطويل الجناح.

(225)
فجـوزيـتم لبغـضكم عـلـياً سأهـدي للأئـمة مـن سلامي سـلامـاً اتبع الـوسمـيَّ منه واكسو عـاتـق الأيـام مـنها حسـانـا لا اريـد بـهـنَّ إلا يضـوع لها اذا نشرت أريـج كأنفـاس النسيـم سـرى بليلا لطـيـبة والبقـيع وكـربـلاء وزوراء العراق وأرض طـوس فحيا الله مـن وارتـه تلك الـ وأسبل صـوب رحمـته دراكا فـذخـري للمـعاد ولاء قـوم كـفاني علمـهـم أني مـعـاد عذاب الخلد في الدرك القصي وغـرّ مدئحي أزكى هـدي عـلى تلك المشاهد بالـولي حبائر كـالرداء العـبقـري مسـاءة كل بـاغٍ خـارجي كنـشر لطائم المسك الـذكي بهـن ذوائب الورد الـجـني وسـامراء تغـدو والـغري سقاها الغيث مـن بلد قصي ـقباب البيض مـن حبر نقي عليها بالغــدوِّ وبـالعشـي بهم عـرف السعيد من الشقي عـدوهـم مـوالٍ للـولـي

أدب الطف ـ م (15)

أدَبُ الطّفّ ـ المجلد الثالث ::: فهرس