ادب الطف الجزء السادس ::: 316 ـ 333
(316)
مــن كـل مـخترق العجاج تخالـه ليـث قـد اتـخذ الـقنـا غيلاً كمـا ورئوا طوال السمر حـيـن تـبـوئت عشقوا القصـار البيض لمـا شاهدوا حـفظوا ذمـام مـحـمد إذ لم يـروا بـأبي بـأفـلاك الـطـفوف أهـله وبقى الحسين الطـهر في جيش الـعدا يسـطو بـعـضب كالشـهاب فتنثني عـذراً إذا نـكصوا فـراراً مـن فتى هذاك أطـعمـهم بــبدر مـمـقراً يا من أباح حـمى الطفـوف بعزمـة وأعـاد أعـطاف الــسيوف كسيرة كيف افترشت عرى البسيطة هل ترى أو زلـزلـت لمـا قـتلـت وأرسيت لـم لا وقـاك الـدهر مولاك الـذي هلا تـرى الـدنيا بـأنـك عيــنها مـا للـردى لـم لا تـخطاك الردى أتـرى درى صـرف الـزمان وريبه أتـرى لــه تـرة علـيك وللـردى قـل للـمثقفة الـجيـاد تـحـطمي والجـاريـات تـجر فـضل لجامها مـن ذا يـوم هيـاجهـا ، من ذا يثير لا يـطلب الوفد الـثرى وعلى الثرى يا مـحكمات البـينـات تـشـاكـلي فيـما أثـار من الـعجاجة كوكبا كانـت له بـيض الصوارم مخلبا عطـفا فظنوهـا الحسان إلا كعبا بـدم الـفوارس خـدهن مخضبا عـن آلـه يوم الـحفيظة مـذهبا كـانت لـها تلع البسيـطة مغربا كالـبدر فـي جـنح اظلام تحجبا مـن باسه كالـضان وافت أشهبا قـد كان حيـدرة الكـمي لـه أبا وبـكـربلا هــذا أغص المشربا مـا كان فـي خـلد اللقا أن تغلبا يـوم الضراب وفل منها المضربا أن الحضيض عـلا فنال الأخشبا بك إذ يخاف على الورى أن يقلا مـا فيه مـن سبـب فمنك تسببا لـم لا وقـت عـنها لـئلا تذهبا والـخطب هـلا عن علاك تنكبا مـا ذاك حـجبه المـنون وغيبا وتـراً فـراقبـه وذاك تـطـلبا وتـبوئي بالـكسر يا بيض الضبا قـد آن بعد صهـيلها أن تـنحبا عجـاجها ، مـن ذا يـقود المـقنبا مثـواك قـد مـلأ التراب المتربا قد أمـسك الداري الخبير عن النبا


(317)
قد أظلم النادي وضل عن الهدى مـن أيـن للساري النجا ودليله رزء متى استنهضت سلواني له وحصان خدر ما تعودت الأسى قامـت تـردد رنـة لـو أنها منـهلة الـعبرات لـو لا أنها تدعو وقد طافت بمصرع ماجد سارنحـى منهـاجـه وتشـعبـا فـي الـهالكين ونجمه الهادي خبا والصـبر ذاك أبـا ، وهــذا أنبا من قبل أن يلج الحصان المضربا فـي القاسيات الصم كانت كالهبا جـمر لقام بها الكلا واخصوصبا أبـت الـمعالي أن تـراه مـتربا


(318)
بعد سنة 1250
هـلا وفيـت بأن قضيت كما وفى قـوم تـرى لسيـوفهـم وأكفهـم من كـل وضـاح الفخـار لهاشم تـخـذ المـواضـي حلية وثباته وإذا هـم سمعوا الصريخ تواثبوا نفر قضـوا عطشـاً ومن أيمانهم أسفي على تلـك الجسوم تقسمت قد جل بأس ابن النبي لدى الوغى إذ هــد ركنهـم بكـل مهـنـد ينحـو العـدى فتفـر عنه كأنهم ويسل أبيض فـي الهيـاج كـأنه قد كاد يفني جمعهم لـولا الـذي حتى إذا ضـاق الفضـاء بعزمه سهم رمى أحشاك يابن المصطفى يا ثم زولي يا صفـاح تثـلمـي يا نفس ذوبي يا جفـون تـقرحي صحب ابـن فاطمـة بشهر محرم فـي الخصم والعافين واضح ميسم يعـزى عـلا ولآل غالـب ينتمي ثقـة لـه عـن صـارم أو لهـذم ما بيـن سـابـق مهـره أو ملجم ري العطاش يجنب نهـر العلقمـي بيد الظبا وغـدت سهـام الأسهـم عـن أن يحيـط بـه فـم المتكلم وأقـام مائلـهـم بـكـل مقـوم حمر تنافر عن زئـير الضـيـغم صل تلوى فـي يميـن غشمشـم قد خط في لوح القـضاء المحكـم ألوى بـه للحشـر غـيـر مذمـم سهـم كبـد الهـدايـة قـد رمـى يا فعـم غـوري يـا رماح تحطم يا عين جودي يا مدامعـنـا اسجـم


(319)
لم أنس زينب وهي تدعو بينهم إنا بنـات المصطفـى ووصيه ما دار في خلدي مجاذبة العدى قد أزعجوا أيتامنـا قـد أججوا يا قوم ما في جمعكم من مسلم ومخدرات بني الحطيم وزمزم مني رداي ولا جرى بتو همي بخيامنا لهب السعير المضـرم
    الشيخ ابراهيم بن محمد بن حسين آل نشرة الماحوزي البحراني أصلاً النجفي مسكناً ومدفناً كتب عنه في ( شعراء الغري ) فقال : ذكره حفيده الشيخ محمد علي التاجر البحراني في كتابه ( منتظم الدرين في تراجم أعيان القطيف والاحساء والبحرين ) فقال : كان عالماً فاضلاً وأديباً كاملاً وشاعراً قديراً ، ورعاً صالحاً وجل شعره في أهل البيت عليهم السلام ، ولم أعثر له على ذكر في الكتب إلا ما يوجد من شعره في بعض المجاميع الخطية المحتكرة لدى مالكيها ، وقد وقفت له على قصيدتين واحدة في الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والثانية في سيد الشهداء أبي عبدالله عليه السلام انتهى.


(320)
المتوفى 1251
هذه كربـلاء ذات الكـروب ههنا نسكب الدمـوع دمـاء ههنا مصرع الكرام من الآل الحسين الإمـام وابـن علي لهف نفسي عليـه حين ينادي ظاميا يشتكـي غـليـل أوام بأبي من ظفـرن فيـه ذئاب بأبي من بكت عليه السماوات بأبي آله على الترب صرعى يا لها فجعة لـرزء عظيـم ليس يشفـى غليل وجدي إلا فاسعداني على البكـا والنحـيـب ونشـق القـلوب قبـل الجيـوب ومثوى الشهيد مثـوى الغـريـب والبتول الزهراء وسبـط الحبـيب مستغيثا ولا يـرى مـن مجيـب فسقوه حـد القـنـا الـمـذروب ذاك وهو الهـزبر ليـث الحروب بـدمـع من الـدمـا مسـكـوب قد كستهم ريـح الصبـا والجنوب أذكت النار فـي الحشـى والقلوب عند فـوزي بـنصـرة المحجوب


(321)
الشيخ حسين بن الحاج نجف
    ولد سنة 1159 وكتب حفيده الحجة الشيخ محمد طه نجف رسالة مستقلة في أحواله ، جاء في كتاب دار السلام : الحبر الجليل والراسخ في علمي الحديث والتنزيل الذي لم ير لعبادته وزهده نظير ولا بديل ، المولى الصفي الوفي. وفي الطليعة : كان فاضلاً أديباً مشاركاً بالعلوم فقيهاً ناسكاً وكان من أصحاب السيد بحر العلوم ذا كرامات باهرة.
    له شعر كثير وكلمة في أئمة أهل البيت عليهم السلام وليس له في غيرهم مدحاً ولا رثاءاً ، من آثاره : الدرة النجفية في الرد على الأشاعرة في الحسن والقبح العقليين وقد شرحها بعض معاصريه ونقلها تلميذه السيد صاحب ( مفتاح الكرامة ) في كتاب له في الأصول.
    توفى ليلة الجمعة ثاني محرم الحرام 1251 رثته الشعراء من العلماء منهم الأديب العلامة الشيخ عبدالحسين محي الدين بقصيدة عامرة الأبيات.
    ونورد للقارئ نماذج من شعر المترجم له فمن روائعه قصيدته الشهيرة في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام التي يقول في مطلعها :
أيا علة الإيجاد حار بك الفكـر وقد قال قوم فيك والستر دونهم حباك إله العرش شطر صفاتـه وفي فهم معنى ذاتك التبس الأمر بأنك رب كيف لو كشف الستـر رآك لها أهلا وهـذا هـو الفخر


(322)
    وهي تزيد على 400 بيتاً. وله أخرى مطلعها :
لعلـي منـاقـب لا تـضـاهى من ترى في الورى يضاهي علياً فضله الشمـس للأنـام تجـلت وهو نـور الإله يـهـدي إليـه وإذا قسـت فـي المعـالي عليا خير مـن كـان نفسـه ولهـذا لا نبـي ولا وصـي حـواها أيضاهي فتى بـه الله بـاهـا كل راء بناضـريـه يـراهـا فاسـأل المهتـدين عمن هداها بسـواه رأيتـه فـي سماهـا خصه دون غيـره بـإخاهـا
    وقال من قصيدة في الإمامين العسكريين عليهما السلام :
بك العيس قد سارت إلى من له تهوى وتجـري الريـاح العاصفات وراءها تروم حمى فيه منـازل قـد سمـت إذا هـاج فيهـا كامـن الشوق هزها إلى بقع فيهـا الذيـن اصطـفـاهم إلى قـبــة فيهـا قبـور أئـمـة إلى بقعـة كانـت كمـكـة مقصداً على حافتيها أينعت دوحـة الـتـقى فأضحى بساط الأرض في سبرها يطوى تـروم لحـوق الخطـو منها ولا تقوى علـواً وتشـريفـاً إلـى جنـة المأوى فتحسبـهـا من هـز أعطـافهـا نشوى على الناس طراً عالم السـر والنجـوى بهم وبها يستدفـع الضـر والبلـوى وأمناً ومثوى حبـذا ذلـك المـثـوى فما بـرحـت أغصـانها تثمر التقوى
    ومن قصيدة في الإمام الحسين يقول :
خطب تذل له الخطوب وتخضع الله أكبـر يـا لـه مـن فـادح فوق الأسنة راس من في وجهـه ثغـر يقبلـه النبـي وفـاطــم وأسى تذوب له القلـوب وتجـزع منه الجبال الراسيات منه تضعضع نور النبـوة والإمـامـة يـسطـع وأبـوه حيـدرة البطيـن الأنـزع


(323)
أضحـى يقلبـه يزيد شماتة صدر حوى علم النبي محمد تطاً الجوانح في سنابك خيلهم ويعود في عود عليه يقرع والوحي والتنزيل فيه مودع وترض منه المغار الأضلع

ماذا تقول أميـة لنـبـيهـا وغداً إليه إيابها وحسـابهـا فإذا دعاهم للخصومة في غد وهم الذين استأصلوا أبنـاءه يوماً بـه خصمـاؤهـا تتـجمع وله يكون مصيـر بهـا والمرجع ياليت شعري ما الجواب إذا دعوا ذبحاً كما خانـوا العهود وضيعوا


(324)
المتوفي سنة 1251
سرى البارق المفتض ختم المحاجر فيـا رب مخمـور الجنان وما به وأين علو الجـاه منـي ولـم أكن فحسبي أبو السبطين حسـبي فإنما وإن امرءاً باهـى بـه الله قـدسه إمـام بـه آخــا الإلـه نبـيـه إذا لم تكـن شرط الامامة عصمة وان زعم الأقـوام نـاموس مثله فلا سيـف إلا ذوالفقـار ولا فتى فيا ليته لا غاب عن يـوم كربلا ومما شجاني يا لقومـي حـرائر أيجـمـل يـالله ابـراز أهـلـه وجوه كما الروض النضير وإنها ولكنها الأقمار غبن شمـوسهـا على حاجر ، وآها لأوطار حاجر (1) جنون ولكـن رب داء مخـامر لغيـر أميـرالمـؤمنيـن بشاعر هو الغابة القصوى لبـاد وحاظر ليخسـأ عـن عليـاه كل مفاخر على رغم أنصاريهـا والمهـاجر فما الفرق فيما بيـن بـر فـاجر فأين هم عن مرحب وابن عامـر كحيدرة الكـرار مـردي القساور فتـلـك لعـمـرو الله أم الكبـائر هتكن ، فيا لله هـتـك الحـرائـر حـواسـر والهفـا لها من حواسر ليغضي حياءاً دونهـا كـل ناظر فاشرقن من أرزائها فـي ديـاجر

1 ـ عن رياض المدح والرثاء. وقد اسماه عبدالله بن سلطان سهواً.

(325)
محمد بن سلطان
    جاء في أنوار البدرين : ومن شعراء القطيف الشاعر الكبير اللبيب وهو من العجيب محمد بن سلطان القطيفي كان أمياً ، له القصيدة الرائية العجيبة ، مدح بها أمير المؤمنين علياً عليه السلام مدحاً حسناً بليغاً ثم تخلص للرثاء على الحسين عليه السلام ، وأولها :
سرى البارق المفتض ختم المحاجر على حاجر ، واهاً لا وطار حاجر
    وقصيدة رائية أيضاً في رثاء الحسين عليه السلام ، أولها :
    آليت أخلع للزمان عذاري.
    وأخرى أيضاً في رثاء الحسين (ع) أولها :
    مرابعنا نعم تلك المرابع
    وله قصيدة ميمية في مدح رحمة بن جابر. وأشعار أخرى.
    وقال الشيخ علي مرهون في ( شعراء القطيف ) : له شعر كثير أشهره رائيته العصماء ، وابن سلطان رجل لا يقرأ ولا يكتب ، عبقري فذ ، وشاعر مفلق وهو أحد أعلام القرن الثالث عشر توفى سنة 1251.


(326)
المتوفي 1253
سهـام المنـايـا للأنـام قـواصد أنأمل أن يصفو لنا العيـش والردى ألم تر أنـا كـل يـوم إلـى الثرى وحسبـك بالأشـراف من آل هاشم وقفـت بهـا مستنـشقاً لعبـيـرها مهابط وحي طامسـات رسـومهـا وعهدي بها للوفـد كعبـة قـاصـد وأين الأولي لا يسـتضـام نـزيلهم ذوي الجبهات المستنيرات فـي العلى سما بـهم فـي العـز جـد ووالـد ومـا قصبـات السـبق إلا لمـاجد وأعظـم أحـداث الـزمـان بـلية وفي القلب أشجان وفي الصدر غلة أيمسي حسيـن في الطفوف مؤرقا ويمسي صريعاً بالعراء على الثرى وليس لها إلا النفـوس مصـائد لـه سائـق لـم يـلو عنا وقائد نشيع مولوداً مضـى عنـه والد فقد أقفرت أبياتهـم والمـعاهـد ودمعي مسكوب وقلبـي واجـد معاهد ذكر اوحشت ومسـاجـد فذا صـادر عنهـا وذلـك وارد إليهم وإلا لـيس تلـقـى المقالد تقاصر عنها المشتـري وعطارد ومجد طـريـف في الأنام وتالد نمته إلى العليـا كـرام أمـاجـد بكتها الصخور الصم وهي جلامد إذا رمـت إبـراداً لـهـا تتزايد وطرفي ريان من النـوم راقـد وتوضع لي فوق الحشايا الوسائد


(327)
فلا عذب الماء المعيـن لشـارب ولم ير مكـثور أبيـدت حمـاته بأربط جأشا منه في حومة الوغى همام يرد الجيـش وهو كتـائب إذا ركع الهندى يــومـاً بكفـه يلوح الردى في شفـرتيـه كأنه وإن ظمأ الخطـي بـل أوامـه وقـد منعـت ظلـماً عليه الموارد وعز مواسيه وقـل المـسـاعـد وقـد أسلمتـه للمـنـون الشـدائد بسطوته يوم الوغى وهـو واحـد لدى الحرب فالهـامات منه سواجد شهاب هـوى لمـا تطـرق ما رد لدى الروع من دم الطلا فهو وارد
    إلى أن يقول :
ولم أر يوماً سيم خسفاً به الهدى كيوم حسيـن والسبـايا حواسر تسير إلى نحو الشئام شواخصاً وتضرب قسراً بالسياط متونها وهدت به أركانـه والقـواعد تشاهد من أسر العدى ما تشاهد على قتب تطـوى بهن الفدافد وتنزع أقراط لهـا وقـلائـد

فدونكمـوها من عتيـق ولائكم جواهر لم تعلق بها كف نـاظم ولولاكم ما فاه بالشعر مقـولي عليكم سلام الله ما اهتزت الربى قواف علـى جيد الزمان فرائد ولا لامسـتهن الحسان الخرائد ولا شاع لـي بين الأنام قصائد وسحت عليها البارقات الرواعد


(328)
    الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ابن الشيخ خضر المالكي النسب الجناجي المحتد النجفي المولد والمنشأ والمسكن.
    توفى في كربلاء فجأة في رجب سنة 1253 وحمل إلى النجف الأشرف فدفن في مقبرتهم. المالكي نسبة إلى آل مالك من قبائل عرب العراق. ذكره سبط أخيه الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى أخي المترجم في كتابه ( طبقات الشيعة ) فقال : كان عالماً فاضلاً ورعاً زاهداً عابداً فقيهاً أصولياً مجتهداً محققاً مدققاً وله صدارة التدريس بعد أخيه الشيخ موسى ومجلس الإفتاء.
    تخرج على يده من مشاهير الفقهاء : الشيخ مشكور الحولاوي والشيخ مرتضى الأنصاري والشيخ جعفر التستري. وكتب عنه الكثير وعددوا زعامته الدينية والزمنية ونضدوا مآثرة وفواضله وإليك ما جاء في كتاب ماضي النجف :
    الشيخ علي ابن الشيخ الكبير أحد أنجال الشيخ الأربعة الأعلام الذين نهضوا بأعباء الزعامة ، كان عالماً فاضلاً تقياً ورعاً زاهداً مجتهداً ثقة عدلاً جليل القدر عظيم المنزلة إليه انتهت الرياسة العلمية ورجعت إليه الفتيا والقضاء بعد أبيه وأخيه الشيخ موسى من كافة الأقطار الشيعية لا تأخذه في الله لومة لائم كثير الذكر دائم العبادة.
    كان والده الشيخ الكبير يعظمه كثيراً ويفديه بنفسه كما تشعر بذلك


(329)
رسالته الحق المبين في رد الاخباريين التي كتبها في أصفهان باستدعاء ولده هذا وكان يصحبه معه في أسفاره.
    قال في التكملة : كان شيخ الشيعة ومحي الشريعة أستاد الشيوخ الفحول الذين منهم العلامة الشيخ الانصاري فإنه كان عمدة مشايخه في الفقه وكان محققاً متبحراً دقيق النظر جمع بين التحقيق وطول الباع ، إليه انتهت رياحة الامامية في عصره بعد موت أخيه الشيخ موسى وكان يحضر درسهما يزيد على الألف من فضلاء العرب والعجم ، منهم المير فتاح الذي جمع تقريرات شيخه المذكور في الدرس وسماها العناوين وهي مشحونة بالتحقيق والتدقيق كما لا يخفى وقل نظيره في تربية العلماء وتخريج الأفاضل ، وقال في الطليعة : كان بحر علم زاخراً رجراجاً ومصباح فضل وهاجاً إذا ارتقى منابر العلوم أحدقت به الفضلاء إحداق النجوم ببدرها وإذا أفاد تاناثر اللؤلؤ المنظوم من فيه وكان شاعراً ماهراً ـ إلى آخر ما قال ـ ولما توفى أخوه الشيخ موسى إلتبس الأمر واشكل الحال فيمن يرجع إليه في الفتيا ( التقليد ) فاجتمع النابهون من أهل العلم والمبرزون من أهل الفضل ممن لهم لياقة وأهلية الاختيار على تعيين المرجع فاختاروا المترجم له وقلدوه الزعامة وأكثر الشعراء في هذه الحادثة ونظموا فيها الأشعار.
    مدحه جماعة من شعراء عصره كالشيخ ابراهيم قفطان والسيد حسن الأصم والشيخ صالح التميمي ، وكتب له عبد الباقي أفندي العمري يطلب منه ديوان السيد صادق الفحام فقال :
يا من تفرد فـي دواويـن العلا يرجوك تتحف عبدك العمري في لا زلت بيت قصيد كل نظام ديوان حضرة صادق الفحام
    فأجابه الشيخ علي :
يا ايها العلم الذي قد أذعنت لسنا فضايله أولو الأعلام


(330)
إني عجبت لجوهري رام أن ينشو بنشوة صادق الفحام
    ( تخرجه ) :
    تفقه على أبيه العلامة الكبير وكان ملازماً لدرس أخيه الشيخ موسى تخرج عليه كثير من العلماء المشاهير الذين حازوا الرياسة الدينية والزعامة العلمية منهم المير فتاح ( صاحب العناوين ) ومنهم شريف العلماء والسيد صاحب الضوابط والشيخ الانصاري والسيد مهدي القزويني والشيخ مشكور الحولاوي والآخوند زين العابدين الكلبا يكاني وله منه إجازة والشيخ جعفر التستري والشيخ أحمد الدجيلي والشيخ حسين نصار والشيخ طالب البلاغي والفقيه الشيخ راضي والسيد علي الطباطبائي والسيد حسين الترك والحاج ملا علي الخليلي وأخوه الحاج ميراز حسين.
    له كتاب في الخيارات طبع في طهران ورسالة في حجية الظن مفصلة والقطع والبراءة والاحتياط على الطريقة التي تابعه عليها تلميذه العلامة الأنصارى وله رسائل كثيرة متفرقة وله تعليقة على رسالة والده بغية الطالب لعمل المقلدين.
    ومن آثاره الخالدة مسجدهم المعروف المتصل بمقبرتهم ومدرستهم فإن أخاه الشيخ موسى أقام أساسه ومات فأكمله هو رحمه الله ، كان عفيفاً أبيا مترفعاً عن الحقوق ولا يتناول منها درهماً واحداً. كما أخبر بذلك وكيله الحاج ابراهيم شريف وعيشته ونفقة عياله مما يرد عليه من الأنعام والهدايا وما تدره عليه بعض الأراضي الزراعية التي هي من عطايا الولاة لهم ولم يزل بعضها باقياً حتى اليوم.
    وله شعر كثير وهو من جيد الشعر ونفيسه وقد نظم في أغلب أنواع الشعر من الغزل والنسيب والمدح والرثاء والتهاني ، وله مراسلات ومكاتبات مع


(331)
الادباء نظماً ونثراً.
    توفى في كربلاء فجأة ، خرج من داره قاصداً الحرم الحسيني فلما دخل الصحن الشريف سقط ميتاً وذلك سنة 1253 فحمل على الأعناق إلى النجف الأشرف ودفن مع آبائه في مقبرتهم وأعقب خمسة أولاد وهم الشيخ مهدي والشيخ محمد والشيخ جعفر والشيخ حبيب والشيخ عباس. ورثته الشعراء بمراث كثيرة.
    وله قصائد عامرة في الامام الحسين عليه السلام منها قصيدته التي أولها :
مررت بكربلاء فهاج وجدي مصارع فتية غر كرام
    والتي أولها :
رحل الخليط جزعت أم لم تجزع وحبست أم أطلقت حمر الأدمع
    وثالثة مطلعها :
إلى كم يروع القلب منك صدوده وسالف عيش كل يوم تعيده


(332)
المتوفي 1254
    ذكره البحاثة الشيخ علي الشيخ منصور المرهون في كتابه ( شعراء القطيف ) فقال : علامة شهير وأديب فذ ، معروف بالتقى والروع والصلاح ، وهو أحد علمائنا الأعلام في القرن الثالث عشر.
    والشويكي نسبة إلى بلده ومحل توطنه ( الشويكة ) مدخل مدينة القطيف من الجهة الجنوبية معاصر للمشهدي ـ الآتي ذكره ـ ومجارياً له في أدبه.
    أثبت قصيدته التي أولها :
مررت على تلك الديار البلاقع فناديت هل لي من مجيب وسامع
    ورأيت في بعض المخطوطات له قصائد منها التي أولها :
يا عين فابكي مدى الأيام والزمن على الحسين غريب الدار والوطن
    وهي تزيد على الخمسين بيتاً. وأخرى رائية مطولة يقول كاتبها إنها للشيخ محمد ابن الشيخ عبدالله الشويكي.


(333)
المستدركات
    المقنع من بني ضرار بن غوث بن مالك بن سلامان بن سعد هذيم.
    ذكره العسقلاني في ( الإصابة في تمييز الصحابة ) ج 6 ص 135 وقال : ذكره ابن الكلبي في ترجمة ولده طارق بن المقنع أنه رثى الحسين بن علي لما قتل ، قال : وقد شهد بعض آبائه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشاهده وعداده في الأنصار.

ألا يا قبور الطف من بطن كربلا ولا برحت تسقي عراصك ديمة ففيكنّ لي حزن وفيكنّ لي جويً اصاب المنايا سادتي فتخرّموا دهي ذكرهم قلبي فبت مسهدا عليكن من بين القبور سلام يجود بها سحّا عليك غمام وفيكنّ لي بين الضلوع ضرام وللدهر احداث لهنّ عرام ولم يده اولاد الحرام فناموا (1)

1 ـ حماسة الظرفاء من اشعار المحدثين والقدماء لابي محمد عبدالله بن محمد العبد لكاني الزوزني المتوفي سنة 431.
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس