ادب الطف الجزء التاسع ::: 1 ـ 15

    جواد شبّر
ادب الطف
او
شعراء الحسين ( عليه السلام )
من القرن الاول الهجري حتى القرن الرابع عشر
الجزء التاسع


(5)
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة على أفضل من علِم وعلّم سيد الخلق والصادق بالحق وعلى آل الميامين.
    بهذا الجزء وهو التاسع من موسوعة ( ادب الطف ) أحسست بأن عملي قد تحقق نجاحه وأن البذرة قد أثمرت وآتت أكلها ، فكثيراً ما سألني الادباء والعلماء عن عدد أجزاء هذه الفكرة وعندما يكون الجواب انها عشرة كاملة يستبطئ البعض تحقيق هذا الأمل وصعوبة انجاز العمل ولهم الحق بذلك إذ كثيراً ما نوى الباحثون والمؤلفون القيام بمهام كثيرة كبيرة وعندما واجهوا الحقيقة واصطدموا بالواقع تراجعوا أو وقفوا.
    ولكن اليوم وقد أتمت هذه الموسوعة أجزاءها التسعة ورمت عن كاهلها ما كنت تنوء به من أثقال السنين الماضية وأدت رسالتها بأمانة واخلاص ولم يبق لها إلا جزء واحد يختص بالمعاصرين الذين ما زالوا على قيد الحياة فقد أحرزت نجاحها وحققت مستقبلها وبدأ الباحثون يحرصون على اقتنائها والاعتزاز بها والحمد لله أولاً وآخرا.
المؤلف




(6)
    تقريض سماحة العلامة السيد حسين نجل المغفور له السيد محمد هادي الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
    فضيلة الاخ الكريم الخطيب الكبير البحاثة السيد جواد شُبّر المحترم
    تحياتي وأشواقي ودعائي. وبعد فإن أبسط ما تفرضه عليّ أعراف الاخاء الصادق هو أن أبعث اليك بهذه السطور لاهنئك وأُهنئ بك. اهنيك بهذا الجهد الأدبي الضخم الذي بذلته في موسوعتك النفيسة ( أدب الطف ) فجاءت بتوفيق الله وتسديده فريدة الفصول رائعة البنود متكاملة الحلقات ، نقية اللون ، حلوة البيان ، غزيرة المادة ، عذبة الاسلوب. وهذا ما تستحق عليه التهنئة.
    وإني لأثمّن وأُقدّر ما عانيت في هذا السبيل من متاعب وصعاب لم تثنك عن مواصلة السير حتى قاربت نهاية الشوط بصبر عجيب ، وجلد نادر ، وعزيمة ماضية ، والمهم عندي ان عناءك المتواصل وأتعابك المضنية قد انصبت على موضوع هو في غاية الخطورة والأهمية ، وهل هناك شيء أثمن من أن يجنّد المرء طاقاته وإمكاناته ويصل الليل بالنهار ليطلع على الامة بموسوعة جليلة كموسوعتك لا تستهدف إلا خدمة الحسين عليه السلام وقضيته ولا تعنى إلا بنفض الغبار المتراكم على تراث ولائي ثمين حجب عن رواد المعرفة والأدب هو في سُداه ولحمته انتصار للحق والفضيلة وتعظيم لأئمة الهدى والرشاد ، ودعوة صريحة لانتهاج خط حياتي مشرق يستمد ينابيعه وأصوله من سيرة أبي الأحرار الحسين الشهيد عليه السلام ، ولست مبالغاً إذا قلت أن التهنئة لا تصلح إلا على مثل هذا العمل الهادف الجبار.
    ثم أن كتابك الفريد هذا صدر من أهله ووقع في محله على حدّ تعبير الفقهاء


(7)
وهذا ما يدعونا إلى أن نهنئ بك ، فالمكتبة العربية كانت تفتقر إلى كتاب يتسم بلون من الاستيعاب والشمول لتراث شعراء العصور عبر امتداداتها الطويلة وعَبر الركام الهائل من انتاج أبنائها ينتقي اللآلئ من الفرائد والقصائد جاعلاً قضية الطف غرضه الرئيس ومطمحه الوحيد ، وحين وفقتَ لذلك فقد ملأت فراغاً كبيراً وأسديت للمعنيين بقضايا الطف يداً لا تنسى تضاف إلى بيض أياديك وخدماتك الدينية المشكورة. وهناك شيء آخر لا بد أن أقف عنده قليلاً ، ذلك أنك اخترت ( ادب الطف ) موضوعاً لموسوعتك ومن أولى منك بالنهوض بهذا العبء ، فما تملكه من القدرات والامكانات لا يملكه الكثيرون من غيرك لممارستك المنبرية الطويلة وخبرتك العريضة.
    وشيء جميل والعصر عصر الاختصاص أن يعكف المختصون من رجالنا كل في حقله وميدانه على موضوعات حيوية نافعة ليخرجوا لنا مثل هذه الروائع ، لأن ذلك مما يتناغم مع اختصاصاتهم أولاً ومع روح العصر ثانياً ولا أملك في الختام إلا أن أشكرك جزيل الشكر على هديتك الثمينة ضارعاً اليه سبحانه أن يمدّك بكل ألوان التأييد لا كمال هذه الموسوعة القيمة.
    واليك ازجي هذه القصيدة تقديراً لجهودك وجهادك :
( عطاء الجواد )
ضمـخت مـنك بالهدى الابرادُ ان تـكن عـدتَ باحـثاً ألمعياً وتساميت مصدراً ( ادب الطف ) روضة تزدهي بعطر المروءات وينابـيـعك الاصيلـة رفـّت قد ملكت القلوب بالادب السمح إن موسوعـة الطفوف عطاءٌ وزكت همـة وطاب جهاد فبعلـياك تنطـق الاعـواد فـراق الاصـدار والايراد فتـندى الاغصان والاوراد فاستقى من معينها الـوراد فـباهـت بجهـدك الـنقّادُ ليس يقوى عليه إلا ( الجواد )


(8)
موّن الدين بالخلود ( حسين ) فدماء الحسين أرسته صرحاً وفصول الفداء خطّت مساراً صورٌ تـجتلى فتمتلئ النفسُ وبطـولات كـربلاء نـشيد لوّن الطف صفحة الدهر ألواناً وبـلألائـه اسـتنار العباد وهي من شامخ البناء عماد بفـتوحـاتـه انتشت أمجاد رواءً ويـستـطاب الـزاد كـل يـوم لحـونه تستعاد وللـظالمـين منهـا السواد
* * *
في حـنايا التاريخ ألف أُوارٍ محـن الطف تستبيح البرايا وجراح الطفوف تدمي ومنها ليس يخبو لجمره إيقاد فتذوب القلوب والاكباد عبرة إثر عبرة تستفاد
* * *
للحسين الشهيد في كل عصر يُستثارون والـملاحـم غـرّ ولآلي الـبيان تـلمـع كالنجم لـم يـريقوا دماً زكـياً ولكن ولـقد ضمّهـم كتاب « جوادٍ » شعراء عن نهجه الحق ذادوا ويـصوغـون والنثار رشاد وضـيئاً ويـخلد الانـشـاد قـد يصون الدم الزكيّ مداد فغـدا حافـلاً بـما يُسـتجاد

بغداد ـ الكرادة الشرقية حسين السيد
29 شوال 1397 ه‍. محمد هادي الصدر


(9)
    قالت في رثاء الامام سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) من قصيدة :
أيـها الـمدلج فـي زيافـة إن توصلت إلى حامي الحمى قـل له إن حسينا قـد قضى قـصدت في سائـقيها النجفا فـي الـغريين فأبدي الأسفا في شفار الكفر محزوز القفا
    هناك جملة من النساء النابهات والأديبات الشهيرات اللاتي ترجمت لهن الكاتبة عائشة تيمور في ( طبقات ربات الخدور ) أما اللاتي هنّ في عصرنا أو قريبات من عصرنا ولهن المكانة المرموقة بالأدب والشعر والكتابة من بينهن صاحبة الترجمة العلوية ( غزوة ) المتوفاة سنة 1331 ه‍. والحاجة هداية بنت العلامة الكبير الشيخ محمد حسن كبّة المتوفى سنة 1336 وقد ترجمنا له سابقاً له وذكرنا شهرة هذا البيت الرفيع الذي خدم الأدب والعلم أكثر من قرن ، والحاجة هداية هي والدة الشاعرة ( سليمة الملائكة ـ ام نزار ) المتوفاة سنة 1373 ه‍. والمصادف 1953 م. وجدة الشاعرة نازك الملائكة ، والحاجة هداية تعيش اليوم في بغداد وتنظم الشعر العالي وقد وقفت على باقة فواحة من شعرها مدّ الله في حياة سليلة الأمجاد وسلالة الكرماء الأجواد.
    والأديبة المصونة ( آمنة الصدر ) المعروفة ب‍ ( بنت الهدى ) فهي ما زالت


(10)
تتحف المكتبة العربية بمؤلفاتها القيّمة وقد طبعت لها ما أنتجه قلمها وبيانها مما يستحق الدراسة.
    أما الشاعرة غزوة فهي بنت السيد راضي ابن السيد جواد ابن السيد حسن ابن السيد أحمد القزويني ، وجدها السيد جواد هذا هو أخو العلامة الكبير والمجتهد الشهير السيد مهدي الحلي القزويني صاحب التصانيف الكثيرة المتوفى سنة 1300 ه‍. وامها العلوية نازي بنت السيد مهدي المذكور.
    ولدت في الحلة في حدود سنة 1285 ه‍. ونشأت في كنف أخوالها الأعلام وأنكبت على الدراسة فدرست العلوم العربية الفقهية وتتبعت مصادر الأدب والشعر بحكم بيئتها وتربيتها ، فكانت تحفظ من أخبار العرب وقصصهم الشيء الكثير وتربّت بتربيتها جملة من نساء الاسرة وما يتعلق بها ، وقد اقترنت بابن خالها السيد أحمد بن الميرزا صالح القزويني وهو عالم فاضل وأديب شاعر فوجهها بصورة أعمق وجعلها قابلة لهضم محاوراته العلمية في شتى المجالات.
    وغزوة شاعرة مقبولة سريعة البديهة مشهود لها بطرافة الأدب وكان لها بذلك كل الفخر إذ أنها عاشت في عصر أشبه بالعصر الجاهلي وحكمه على المرأة ومما أعتقد أنها لم تشاهد في بلدها ومحيطها مَن تحسن الكتابة والقراءة ولا واحدة ، وعزّت الكتابة والقراءة على الرجال آنذاك فما حال النساء.
    توفيت رحمها الله في شعبان 1331 ه‍. ودفنت في مقبرة الاسرة وأبّنها الشعراء بما يليق بها.


(11)
    السيد عيسى ابن السيد جعفر ابن السيد محمد ابن السيد حسن ابن السيد محسن صاحب المحصول الحسيني الاعرجي الكاظمي ، ترجم له في اعيان الشيعة فقال :
    توفي في أواخر شوال سنة 1333 ه‍. في الكاظمية ودفن بها في بعض حجر الصحن الشريف. كان فاضلاً أديباً شاعراً فمن شعره قوله من قصيدة حسينية طويلة :
إلـى كـم أُمـني بالطلا والغلاصم وحتى متى أطوي على الضيم أضلعاً ألسـت إلـى الـبيت الـمشيد رواقه فـإن لـم أثب في شزّب الخيل وثبة فلست الذي في دوحة المجد والـعلى وإن لم أثرها في العجاج ضوامـراً فلـست قـديماً بالـذي راح ينتمي هـم القوم إما ان دعـوا لـفضيلة ومهما ترى في الدهر منهم مسالماً بنـي هاشم أبـناء حـرب ببغيها عـطاشى الـقنا والمرهفات الصوارم وأغضي وفي كفّي رمـحي وصارمي نمـتني ابـاة الضيـم مـن آل هاشم مدى الدهر يبقى ذكرها في المواسـم تـفرّع قـدمـاً مـن عـلي وفـاطم عـليها مـثار النقـع مـثل الـغمائم لـعبد مـناف فـي العـلى والمكارم فـما لهـم في فـضلهم مـن مزاحم فـما لابـن حـرب فيهم من مسالـم قـد ارتكبـت مـنكم عـظيم الجرائم


(12)
نسيتم غداة الـطف أبناء أحـمد فقوموا غضاباً واشرعوها أسنّة على الأرض صرعى من علي وقاسم تلـوّى عـلى الاكـتاف مثل الاراقم (1)
    قال الشيخ السماوي في ( الطليعة ) : وهي طويلة وله غيرها ، توفي في أواخر شوال سنة الف وثلثمائة وثلاث وثلاثين في الكاظميين ودفن بها عند جده المحسن.
    وفي مخطوطنا ( سوانح الافكار في منتخب الأشعار ) جزء ثالث صفحة 51 قصيدة في الزهراء فاطمة عليها السلام وهي للسيد عيسى الكاظمي ، وأولها :
خطب يذيب من الصخور صلابها ويزيل من شمّ الجبال هضابها
    ويقول الشيخ في كتابه ( الطليعة ) : انه كان فاضلاً خفيف الروح أديباً ، رأيته واجتمعت به فرأيت منه الرجل الحصيف الرأي العالي الهمة المنبسط الوجه واليد وكان شاعراً في الطبقة الوسطى ، فمن شعره قوله :
تراءت بلـيل مشـرقات كواكبه مهفهفة الاعطاف عقرب صدغها فـبتّ أبـث الـعتب بيني وبينها أمخـجـلة الارام في لفـتاتـها فـكم لـجّ قلبي يوم بنت بزورة بصبح محياها تجلّت غـياهبـه على ملعب القرطين تبدو عجائبه وإن هي لا تصغي لما أنا عاتبه سألتك هل أت من العيش ذاهبه إذا أفـلس الـمديون لجّ مطالبه
    وللشيخ عبد الحسين اسد الله المتوفى 1336 ه‍. والآتية ترجمته مؤرخاً وفاة السيد عيسى إبن السيد جعفر الاعرجي الكاظمي قال :
لله طـارقـة في الدين ما طرقت مذ أقبلـت رجـّت الغبراء زلزلةٌ قالوا قضى نحبه عيسى قفلت لهم ارخـته ( بأبـي حـياً بهـيكـله سمع امرئ في الورى إلا وقد فزعا منها وكـادت بها الخضراء أن تقعا كـلا لـقد أخطأوا مرأى ومستمعـا عيسى بـن مريم روح الله قد رفعا )

1 ـ عن الطليعة من شعراء الشيعة.

(13)
قال من قصيدة في رثاء الامام الحسين عليه السلام :
رزء تصاغـرت الـرزايا دونه والمقـربات عـلى تنوّع جنسها تالله في صدري من الأحزان ما المجد يندب والمكارم تعول تبكي خواشع عينهنّ وتهمل عنه الجبال الراسيات تزلزل
    هو الشيخ حسين بن ملا عبد الله بن محمد بن أحمد الشمّري نسبة إلى العشيرة المعروفة ب‍ ( شمّر ) الحنفي المذهب البغدادي المولد.
    أديب فاضل له نظم في أغراض متعددة طريفة ، وله مؤلفات جليلة في مباحث متفرقة. منها متن في النحو كتبه لولده علاء الدين ووسمه ب‍ ( العلائية ) كما له رسائل في الفقه مختصرة رأيت بعض أوراقها الخطية.
    ولد ببغداد سنة 1270 ه‍. ونشأ على يد والده المرحوم وكانت له دروس فيما أتقن من المباحث والعلوم يمليها على طلابه ، وقد توفي بمسقط رأسه بغداد سنة 1334 ودفن في مسجد الشيخ الشبلي في الاعظمية ، ومن شعره ما قاله في غرض لطيف :
ذهـبنا نـبتغي والقـوم مالاً ففـاز القـوم فـي مال كثير وما ذنبي سوى اني ( حسين ) فـلا تعـجب لأيام رمـتني لنـقضي للـمعالـي بعض دين واني عـدتُ في خـفيّ حـنين ( يزيد ) الـدهر ظلماً في ( حسين ) فأهـل الفـضل اقذى كل عين (1)

1 ـ عن كتاب الرجال ، حـ 1 ( المخطوط ) للباحث السيد جودت القزويني.

(14)
ما للعـيون قـد استـهلّت بالدم حـيّا بطلـعته الـورى نعياً وقد ينعـى هـلالاً بالطفوف طلوعه يـوم به سبط الرسول استرسلت أدّى مـناسكـه وأفـرد عـمرة ومن الحطـيم وزمـزم زمّت به في فـتية بيض الوجوه شعارهم يتحجبـون ظـلال سمرهـم إذا يتلـمضون تلـمض الأفعى متى بلغـوا بهـا أوج العلا فكأنـها متـماوجي حـلـق الدروع كأنها مـن كـل مفتول الذراع تراه في جـعلـوا قسيّ النبل من أطواقهم وتسنّموهـا شـمائلاً مـا إن بـدا ان أوخـدت زفـّت زفيف نعامة حفـوا وهـم شهب السماء بسيد حتى اذا ركـزوا اللوى في نينوى أفهلّ ـ لا أهلاً ـ هلال محرم ردوا عـليـه تحيـة بالـمأتم قد حفّ في فلك الوغى بالانجم نحو العـراق به ذوات المنسم ولعـقد نـسك الحج لما يحرم الأيام وهو ابن الحطيم وزمزم سمـر القـنا ودثارهم بالمخذم ما الشمس ابيض وجهها للمحرم نفـثت اسـنتهم بشهب الانجم لصعـودهـم كانت مراقي سُلّم ماء تـزرد بالـصبا الـمتنسم وثـباتـه وثباتـه كالـضيغـم وبروا من الاهداب ريش الأسهم بـرق تعـنّ لـه ولـمّا يعلـم واذا خدت سفّت سفيف القشعـم بـدر بأنـوار الإمـامة مـعلم وإلـى الـنوى حنّوا حنين متيم


(15)
وحمى الوطيس فأضرموا نار الوغى وتـقـلـّدوا بـيض الـضبا هـندية والـى الـفنا هـزوا قـناً خـطـية فـكأن فـي طـرق السنان لسمرهم وثنوا خميس الجيش وهـو عـرمرم حتى ثـوت تحت الـعجاج كأنها الأ نـشوانـة بـمـدام قانـيـة الـدما والعـالـمان تقاسـما فـرؤوسـهم فـثنى ابـن حـيدرة عـنان جواده وسمـا بـعزمتـه على هـام العلا ان سـلّ مـتن الـمشرفي تتابعـت ذا الشـبل مـن ذاك الهـزير وإنما فسقاهـم صاب الـردى وسقوه من حـتى إذا ما الـمطمـئنة نـفسـه أضحـى يـجود بنفسـه ، وفـؤاده فـتنـاهـبـوه فلـلظـبا أشـلاؤه مـلقى ثـلاثاً في الـهجير تـزوره وأجال جـري الصافـنات رحىً بها بأبـي عقـائـله الهـواتـف نوّحاً سلبـت رداهـا واللـثام أُميط عـن ومـن الحديـد عـن الحليّ استبدلت وتصــيح يا للـمسلـمين ألا فـتى مـسبية مـسلـوبـة مـهتـوكـة فـتخال أوجـهها الـشموس وإنـما ومـن الطفـوف لارض كوفان إلى وهـووا عليها كالـطيور الـحوّم وبـغير قـرع الـهام لـم تـتثلّم بسوى صدور الشوس لم تتحطّـم سـراً بغـير قـلوبهـم لم يكتـم بخميس بأس في النزال عـرمرم قـمار تحجب بالـسحاب المظلم لـغــلـيل أفـئـدة صواد أوّم تنحو السما والارض دامي الاجسم طلقا محـياه ضحـوك المبسـم بـسنابك المهـر الاغـرّ الادهم لـعداه صاعقة الـبلاء الـمبرم تلـد الـضياغم كل لـيث ضيغم راح الـدماء عن الفرات المفعـم بالـوحي ناداها الجلـيل أن اقدمي بمشعّب السهم الـمحدد قـد رُمي وحشا الفـؤاد لسمرها والاسهـم الاملاك بـين مقـبـّل ومسلّـم من صدره طحنت دقيق الاعظـم مـا بـين ثاكـلة واخـرى أيـّم وجـه بـأنوار الجـلال مـلثـّم طـوقاً لـجيد أو سـوار المعصم يحمـي الذمار ولا ترى من مسلم حملت عـلى عجف النياق الرسّم صبغـت بحـمر مـدامع كالعندم نادي دمـشق بها الـمطايا ترتمي
ادب الطف الجزء التاسع ::: فهرس