الغدير ـ الجزء العاشر ::: 151 ـ 160
(151)
    عن الحق ، وخبط في التيه ، وغير الله نعمته ، وأحل به نقمته ، فنفسك نفسك ، فقد بين الله لك سبيلك ، وحيث تناهت بك أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر ومحلة كفر وإن نفسك قد أولجتك شرا ، وأقحمتك غيا ، وأوردتك المهالك ، وأوعرت عليك المسالك. نهج البلاغة 2 : 36 ، 37.
    22 ـ من كتاب له عليه السلام إلى الرجل جوابا : أما بعد : فإنا كنا نحن وأنتم على ما ذكرت من الألفة والجماعة ، ففرق بيننا وبينكم أمس إنا آمنا وكفرتم ، واليوم إنا استقمنا وفتنتم ، وما أسلم مسلمكم إلا كرها ، وبعد أن كان أنف الاسلام كله لرسول الله صلى الله عليه وآله حربا.
    ومنه : وعندي السيف الذي أعضضته بجدك وخالك وأخيك في مقام واحد ، و إنك والله ما علمت لأغلف القلب ، المقارب (1) العقل ، والأولى أن يقال لك : إنك رقيت سلما أطلعك مطلع سوء عليك لآلك ، لأنك نشدت غير ضالتك ، ورعيت غير سائمتك ، وطلبت أمرا لست من أهله ولا في معدنه ، فما أبعد قولك من فعلك ، وقريب ما أشبهت من أعمام وأخوال حملتهم الشقاوة وتمنى الباطل على الجحود بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فصرعوا مصارعهم حيث علمت ، لم يدفعوا عظيما ، ولم يمنعوا حريما بوقع سيوف ما خلا منها الوغى ، ولم تماشها الهويني (2).
    نهج البلاغة 2 : 124.
    23 ـ من كتاب له عليه السلام إلى الرجل جوابا : وأما قولك : إنا بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل ، فلعمري إنا بنو أب واحد ، ولكن ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب.
    ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ، ولا المحق كالمبطل ، ولا المؤمن كالمدغل ، ولبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوى في نار جهنم (3)
1 ـ مقارب العقل : ناقصه ضعيفه.
2 ـ أي لم ترافقها المساهلة.
3 ـ راجع ج 3 : 224.


(152)
    قال ابن أبي الحديد في شرح ذيل هذا الكلام ج 3 : 423 : هل يعاب المسلم بأن سلفه كان كفارا ؟ قلت : نعم إذا تبع آثار سلفه ، واحتذى حذوهم ، وأمير المؤمنين عليه السلام ما عاب معاوية بأن سلفه كفار فقط ، بل بكونه متبعا لهم.
    24 ـ من كتاب له عليه السلام إلى الرجل : ما أنت والفاضل والمفضول ؟ والسائس و المسوس ؟ وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأولين ، وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم ؟ هيهات لقد حن قدح ليس منها ، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها ، ألا تربع أيها الانسان على ظلعك ، وتعرف قصور ذرعك ؟ وتتأخر حيث أخرك القدر ، فما عليك غلبة المغلوب ، ولا لك ظفر الظافر ، وإنك لذهاب في التيه ، رواغ عن القصد.
    نهج البلاغة 2 : 30 ، صبح الأعشى 1 : 229 ، نهاية الأرب 7 : 233.
    25 ـ من كتاب له عليه السلام إلى مخنف بن سليم : إنا قد هممنا بالسير إلى هؤلاء القوم الذين عملوا في عباد الله بغير ما أنزل الله ، واستأثروا بالفئ ، وعطلوا الحدود ، وأماتوا الحق ، وأظهروا في الأرض الفساد ، واتخذوا الفاسقين وليحة من دون المؤمنين ، فإذا ولي الله أعظم أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه ، وإذا ظالم ساعدهم على ظلمهم أحبوه وأدنوه وبروه ، فقد أصروا على الظلم ، وأجمعوا على الخلاف ، وقديما صدوا عن الحق ، وتعاونوا على الإثم وكانوا ظالمين. شرح ابن أبي الحديد 1 : 282.
    26 ـ من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاصي : لا تجارين (1) معاوية في باطله ، فإن معاوية غمص (2) الناس ، وسفه الحق.
    كتاب صفين ص 124 ، نهج البلاغة 2 : 56 ، شرح ابن أبي الحديد 1 : 189 ، و ج 4 : 114.
    27 ـ من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاصي : أما بعد : فإنك تركت مروءتك لامرئ فاسق مهتوك ستره ، يشين الكريم بمجلسه ، ويسفه الحليم بخلطته ، فصار قلبك
1 ـ في شرح النهج : لا نشرك.
2 ـ غمص الناس : احتقرهم ولم يرهم شيئا.


(153)
لقلبه تبعا كما قيل : وافق شن طبقه ، فسلبك دينك وأمانتك ودنياك وآخرتك.
    راجع الجزء الثاني من كتابنا هذه ص 118 وفيه قوله : فإن يمكن الله منك ومن ابن آكلة الأكباد ألحقتكما بمن قتله الله من ظلمة قريش على رسول الله ، وإن تعجزا وتبقيا بعدي فالله حسبكما ، وكفى بانتقامه انتقاما ، وبعقابه عقابا.
    28 ـ من كتاب له صلوات الله عليه إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر : إياكم ودعوة الكذاب ابن هند ، وتأملوا واعلموا أنه لا سواء إمام الهدى ، وإمام الردى ، ووصي النبي وعدو النبي ، جعلنا الله وإياكم ممن يحب ويرضى. شرح ابن أبي الحديد 2 : 26 ، جمهرة الرسائل 1 : 541.
    29 ـ من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر وقد بعث إليه عليه السلام ما كتبه معاوية وعمرو إليه وسيوافيك نصه : قد قرأت كتاب الفاجر ابن الفاجر معاوية ، والفاجر ابن الكافر عمرو ، المتحابين في عمل المعصية ، والمتوافقين المرتشيين في الحكومة ، المنكرين (1) في الدنيا ، قد استمتعوا بخلاقهم كما استمتع الذين من قبلهم بخلاقهم ، فلا يضرنك إرعادهما وإبراقهما. تاريخ الطبري 6 ، 58 ، شرح ابن أبي الحديد 2 : 32.
    30 ـ من كتاب له عليه السلام إلى أهل العراق : فأيقظوا رحمكم الله نائمكم ، وأجمعوا على حقكم ، وتجردوا لحرب عدوكم ، قد أبدت الرغدة عن الصريح ، وبان الصبح لذي عينين ، إنما تقاتلون الطلقاء وأبناء الطلقاء ، وأولي الجفاء ، ومن أسلم كرها وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنف الاسلام كله حربا ، أعداء الله والسنة والقرآن ، وأهل الأحزاب والبدع والأحداث ، ومن كانت بوائقه تتقى ، وكان على الاسلام مخوفا ، أكلة الرشا وعبدة الدنيا ، لقد أنهي إلي أن ابن النابغة لم يبايع معاوية حتى أعطاه ، وشرط عليه أن يعطيه إتاوة هي أعظم مما في يديه من سلطانه ، ألا صفرت يد هذا البايع دينه بالدنيا ، وتربت يد هذا المشتري نصرة غادر فاسق بأموال المسلمين ، وإن منهم لمن قد شرب فيكم الخمر وجلد حدا في الاسلام (2) يعرف بالفساد في الدين والفعل السئ ، وإن فيهم
1 ـ المنكرين بصيغة المفعول ، وفي شرح ابن أبي الحديد : والمتكبرين على أهل الدين.
2 ـ يعني الوليد بن عقبة.


(154)
    من لم يسلم حتى رضخ له على الاسلام رضيخة (1) فهؤلاء قادة القوم ، ومن تركت ذكر مساوئه من قادتهم مثل من ذكرت منهم بل هو شر وأضر ، وهؤلاء الذين ذكرت لو ولوا عليكم لأظهروا فيكم الكبر والفخر والفجور والتسلط بجبرته ، والتطاول بالغضب ، والفساد في الأرض ، ولاتبعوا الهوى ، وما حكموا بالرشاد [ إلى قوله : ] أفلا تسخطون وتهتمون أن ينازعكم الولاية عليكم سفهاؤكم والأشرار والأراذل منكم فاسمعوا قولي وأطيعوا أمري ، فوالله لئن أطعتموني لا تغوون ، وإن عصيتموني لا ترشدون خذوا للحرب أهبتها ، وأعدوا لها عدتها ، فقد شبت نارها ، وعلا سنانها ، وتجرد لكم فيها الفاسقون كي يعذبوا عباد الله ، ويطفئوا نور الله ، ألا إنه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والمكر والجفاء بأولى في الجد في غيهم وضلالتهم من أهل البر والزهادة والاءخبات في حقهم وطاعة ربهم ، والله لو لقيتهم فردا وهم ملء الأرض ما باليت ولا استوحشت ، وإني من ضلالتهم التي هم فيها ، والهدى الذي نحن عليه ، لعلى ثقة وبينة ويقين وبصيرة ، وإني إلى لقاء ربي لمشتاق ، ولحسن ثوابه لمنتظر ، ولكن أسفا يعتريني وحزنا يخامرني أن يلي أمر هذه الأمة سفاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا ، و عباد الله خولا ، والصالحين حربا ، والقاسطين حزبا. الإمامة والسياسة 1 : 113 ، شرح ابن أبي الحديد 2 : 37.
    31 ـ من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه : إن معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، فاحذره ثم احذره ثم احذره ، والسلام. شرح ابن أبي الحديد 4 : 68.
    32 ـ من خطبة له عليه السلام حين أمر أصحابه بالمسير إلى حرب معاوية قال : سيروا إلى أعداء الله ، سيروا إلى أعداء السنن والقرآن ، سيروا إلى بقية الأحزاب قتلة المهاجرين والأنصار.
    كتاب صفين ص 105 ، جمهرة الخطب 1 : 142.
    33 ـ من خطبة له عليه السلام في الدعوة إلى جهاد الرجل : نحن سائرون إنشاء الله إلى من سفه نفسه ، وتناول ما ليس له وما لا يدركه ، معاوية وجنده الفئة الباغية الطاغية ،
1 ـ يعني معاوية. راجع جمهرة الرسائل 1 : 551.

(155)
    يقودهم إبليس ويبرق لهم ببارق تسويفه ، ويدليهم بغروره. كتاب صفين ص 126.
    34 ـ من خطبة له سلام الله عليه يوم صفين : ثم أتاني الناس وأنا معتزل أمرهم فقالوا لي : بايع.
    فأبيت عليهم ، فقالوا لي : بايع فإن الأمة لا ترضى إلا بك ، وإنا نخاف إن لم تفعل أن يفترق الناس.
    فبايعتهم ، فلم يرعني إلا شقاق رجلين قد بايعاني ، وخلاف معاوية إياي الذي لم يجعل الله له سابقة في.
    الدين ، ولا سلف صدق في الاسلام ، طليق ابن طليق ، وحزب من الأحزاب لم يزل لله ولرسوله وللمسلمين عدوا هو وأبوه حتى دخلا في الاسلام كارهين مكرهين ، فعجبنا لكم (1) ولإجلابكم معه ، وانقيادكم له ، وتدعون أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم الذين لا ينبغي لكم شقاقهم ولا خلافهم ، ولا أن تعدلوا بهم أحدا من الناس ، إني أدعوكم إلى كتاب الله عزوجل وسنة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ، وإماتة الباطل ، وإحياء معالم الدين.
    كتاب صفين ص 227 ، تاريخ الطبري 6 ص 4 ، جمهرة الخطب 1 : 161.
    35 ـ من خطبة له عليه السلام يوم صفين : إنهدوا إليهم ، عليكم السكينة والوقار ، وقار الاسلام ، وسيمى الصالحين ، فوالله لأقرب قوم من الجهل قائدهم ومؤذنهم معاوية وابن النابغة وأبو الأعور السلمي وابن أبي معيط شارب الخمر ، المجلود حدا في الاسلام ، وهم أولى من يقومون فينقصونني ويجذبونني وقبل اليوم ما قاتلوني ، وأنا إذ ذاك أدعوهم إلى الاسلام ، وهم يدعونني إلى عبادة الأصنام ، الحمد لله قديما عاداني الفاسقون ، فعبدهم (2) الله ، ألم يفتحوا ؟ (2) إن هذا لهو الخطب الجليل ، إن فساقا كانوا غير مرضيين ، وعلى الاسلام وأهله متخوفين ، خدعوا شطر هذه الأمة ، واشربوا قلوبهم حب الفتنة ، واستمالوا أهواءهم بالإفك والبهتان ، قد نصبوا لنا الحرب في إطفاء نور الله عزوجل ، اللهم فافضض خدمتهم (4) وشتت كلمتهم ، وأبسلهم بخطاياهم ، فإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت.
1 ـ عند ابن أبي الحديد : فيا عجبا لكم. الطبري : فلا غرو إلا خلافكم معه.
2 ـ أي ذللهم. المعبد : المذلل.
3 ـ الفتح : القهر والغلبة والتذليل.
4 ـ أي : فرق بينهم.


(156)
    تاريخ الطبري 6 : 24 ، كتاب صفين ص 445.
    36 ـ من خطبة له عليه السلام بصفين : وقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله عهدا ، فلست أحيد عنه ، وقد حضرتم عدوكم ، وعلمتم أن رئيسهم منافق ابن منافق يدعوهم إلى النار ، وابن عم نبيكم معكم وبين أظهركم يدعوكم إلى الجنة وإلى طاعة ربكم ، والعمل بسنة نبيكم ، ولا سواء من صلى قبل كل ذكر ، لا يسبقني الصلاة مع رسول الله أحد وأنا من أهل بدر ، ومعاوية طليق ابن طليق ، والله إنا على الحق وإنهم على الباطل ، فلا يجتمعن على باطلهم ، وتتفرقوا عن حقكم حتى يغلب باطلهم حقكم ، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ، فإن لم تفعلوا يعذبهم بأيدي غيركم.
    كتاب صفين ص 355 ، شرح ابن أبي الحديد 1 : 503 ، جمهرة الخطب 1 : 178.
    37 ـ من خطبة له عليه السلام : أما بعد : فإن الله قد أحسن بلاءكم ، وأعز نصركم فتوجهوا من فوركم هذا إلى معاوية وأشياعه القاسطين ، الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون. الإمامة والسياسة 1 : 110 ، تاريخ الطبري 6 : 51 ، مروج الذهب 2 : 38 ، شرح ابن أبي الحديد 1 : 179 ، جمهرة الخطب 1 : 231.
    38 ـ من خطبة له عليه السلام يستنفر الناس لقتال معاوية : يا أيها الناس استعدوا لقتال عدو في جهادهم القربة إلى الله عزوجل ودرك الوسيلة عنده ، قوم حيارى عن الحق لا يبصرونه ، موزعين بالجور والظلم لا يعدلون به ، جفاة عن الكتاب ، نكب عن الدين ، يعمهون في الطغيان ، ويتسكعون في غمرة الضلال ، فأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ، وتوكلوا على الله وكفى بالله وكيلا.
    كتاب صفين ، تاريخ الطبري 6 : 51 ، الإمامة والسياسة 1 : 110 ، شرح ابن أبي الحديد 1 : 179.
    39 ـ من خطبة له عليه السلام لما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح : عباد الله إني أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، إني أعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالا ، وصحبتهم رجالا ، فكانوا شر أطفال وشر رجال ، إنها كلمة حق يراد بها الباطل ،


(157)
    إنهم والله ما رفعوها إنهم يعرفونها ويعملون بها ، ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة ، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، ولم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا.
    كتاب صفين ص 560 ، تاريخ الطبري 6 : 27 ، الكامل لابن الأثير 3 : 136 ، 40 ـ قيل لعلي ( سلام الله عليه ) يوم صالح : أتقر أنهم مؤمنون مسلمون ؟ فقال علي : ما أقر لمعاوية ولا لأصحابه أنهم مؤمنون ولا مسلمون ، ولكن يكتب معاوية ما شاء بما شاء لنفسه ولأصحابه ، ويسمي نفسه بما شاء وأصحابه.
    كتاب صفين ص 584 ، شرح ابن أبي الحديد 1 : 191.
    41 ـ كان علي عليه السلام إذا صلى الغداة يقنت فيقول : اللهم العن معاوية ، وعمرا ، وأبا الأعور السلمي ، وحبيبا ، وعبد الرحمن بن خالد ، والضحاك بن قيس ، والوليد.
    وكانت عائشة تدعو في دبر الصلاة على معاوية. مر الحديث بتفصيله في ج 2 : 120 ، 121 ط 1.
    42 ـ كتب معاوية كتابا إلى أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبر بذلك عليا عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ! إن معاوية كهف المنافقين كتب إلي بكتاب.
    شرح ابن أبي الحديد 2 : 280.
    43 ـ من كتاب لقيس بن سعد بن عبادة أمير الخزرج إلى معاوية مر في ج 2 : 89 ط 1 ، أما بعد : فإنما أنت وثن ابن وثن ، دخلت في الاسلام كرها ، وخرجت منه طوعا ، لم يقدم إيمانك ، ولم يحدث نفاقك.
    ومنه : ونحن أنصار الدين الذي خرجت منه ، وأعداء الدين الذي دخلت فيه.
    وفي لفظ : أما بعد : فإنما أنت وثني ابن وثني ، دخلت في الاسلام كرها ، وأقمت فيه فرقا.
    وخرجت منه طوعا ، ولم يجعل الله لك فيه نصيبا لم يقدم إيمانك ، ولم يحدث نفاقك ، ولم تزل حربا لله ولرسوله ، وحزبا من أحزاب المشركين ، وعدوا لله ولنبيه وللمؤمنين من عباده.. الخ.
    44 ـ من كلام لقيس لما بويع معاوية : يا معشر الناس ؟ لقد اعتضتم الشر من الخير ، واستبدلتم الذل من العز ، والكفر من الإيمان ، فأصبحتم بعد ولاية أمير المؤمنين


(158)
وسيد المسلمين ، وابن عم رسول رب العالمين ، وقد وليكم الطليق ابن الطليق ، يسومكم الخسف ، ويسير فيكم بالعسف ، فكيف تجهل ذلك أنفسكم ؟ أم طبع الله على قلوبكم وأنتم لا تعقلون ؟. راجع ج 2 : 93 ط 1.
    45 ـ من كتاب آخر لقيس إلى الرجل : تأمرني بالدخول في طاعتك طاعة أبعد الناس من هذا الأمر ، وأقولهم للزور ، وأضلهم سبيلا ، وأبعدهم من رسول الله وسيلة ، ولديك قوم ضالون مضلون ، طاغوت من طواغيت إبليس.
    راجع ج 2 : 88 ط 1 46 ـ كتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية : بسم الله الرحمن الرحيم.
    من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي معاوية بن صخر.
    سلام على أهل طاعة الله ممن هو مسلم لأهل ولاية الله.
    أما بعد : فإن الله بجلاله وعظمته وسلطانه وقدرته خلق خلقا بلا عنت ولا ضعف في قوته ؟ ولا حاجة به إلى خلقهم ، ولكنه خلقهم عبيدا ، وجعل منهم شقيا وسعيدا ، و غويا ورشيدا ، ثم اختارهم على علمه ، فاصطفى وانتخب منهم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فاختصه برسالته ، واختاره لوحيه ، وائتمنه على أمره وبعثه رسولا مصدقا لما بين يديه من الكتب ودليلا على الشرائع ، فدعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، فكان أول من أجاب وأناب ، وصدق ووافق ، وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام ، فصدقه بالغيب المكتوم ، وآثره على كل حميم ، فوقاه كل هول ، وواساه بنفسه في كل خوف ، فحارب حربه ، وسالم سلمه ، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل (1) ومقامات الروع ، حتى برز سابقا لا نظير له في جهاده ، ولا مقارب له في فعله ، وقد رأيتك تساميه وأنت أنت ، وهو هو ، المبرز السابق في كل خير ، أول الناس إسلاما ، وأصدق الناس نية ، وأطيب الناس ذرية ، وأفضل الناس زوجة ، وخير الناس ابن عم ، وأنت اللعين ابن اللعين ثم لم تزل أنت وأبوك تبغيان الغوائل لدين الله ، وتجهدان على إطفاء نور الله ، وتجمعان على ذلك الجموع ، وتبذلان فيه المال ، وتحالفان فيه القبائل ، على ذلك مات أبوك ، و على ذلك خلفته ، والشاهد عليك بذلك من يأوي ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤس النفاق والشقاق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والشاهد لعلي مع فضله المبين ، وسبقه القديم ، أنصاره
1 ـ الأزل : الضيق والشدة.

(159)
الذين ذكروا بفضلهم في القرآن ، فأثنى الله عليهم من المهاجرين والأنصار ، فهم معه عصائب وكتائب حوله ، يجالدون بأسيافهم ويهريقون دماءهم دونه ، يرون الفضل في اتباعه ، والشقاء في خلافه ، فكيف ـ يا لك الويل ـ تعدل نفسك بعلي ؟ وهو وارث رسول الله ووصيه وأبو ولده ، وأول الناس اتباعا ، وآخرهم به عهدا ، يخبره بسره ، و يشركه في أمره ، وأنت عدوه وابن عدوه ؟ فتمتع ما استطعت بباطلك ، وليمدد لك ابن العاصي في غوايتك ، فكأن أجلك قد انقضى ، وكيدك قد وهى ، وسوف يستبين لمن تكون العاقبة العليا ، وأعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت كيده ، وأيست من روحه ، وهو لك بالمرصاد ، وأنت منه في غرور.
    وبالله وأهل رسوله عنك الغناء ، والسلام على من اتبع الهدى.
    مروج الذهب 2 : 59 ، كتاب صفين ص 132 ، شرح ابن أبي الحديد 1 : 283 جمهرة الرسائل 1 : 542.
    47 ـ من كتاب آخر لمحمد بن أبي بكر إلى معاوية : أنا أرجو أن تكون الدائرة عليكم ، وأن يهلككم الله في الوقعة ، وأن ينزل بكم الذل ، وأن تولوا الدبر ، وإن تؤتوا النصر ويكن لكم الأمر في الدنيا ، فكم لعمري من ظالم قد نصرتم ، وكم من مؤمن قد قتلتم ومثلتم به ، وإلى الله مصيركم ومصيرهم وإلى الله مرد الأمور ، وهو أرحم الراحمين. تاريخ الطبري 6 : 58 ، شرح ابن أبي الحديد 2 : 32.
    48 ـ قال معن بن يزيد بن الأخنس السلمي الصحابي ممن شهد بدرا لمعاوية : ما ولدت قرشية من قرشي شرا منك. الإصابة 3 : 450.
    49 ـ من كتاب الإمام السبط أبي محمد الحسن عليه السلام إلى معاوية : فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية ! على أمر لست من أهله ، لا بفضل في الدين معروف ، ولا أثر في الاسلام محمود ، وأنت ابن حزب من الأحزاب ، وابن أعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكتابه ، والله حسيبك فسترد وتعلم لمن عقبى الدار ، وبالله لتلقين عن قليل ربك ثم ليجزينك بما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد.
    مقاتل الطالبيين ص 22 ، شرح ابن أبي الحديد 4 : 12 ، جمهرة الرسائل 2 : 9


(160)
    50 ـ لما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فخطب وقال : من ابن علي ؟ ومن علي ؟ فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله عزوجل لم يبعث بعثا إلا جعل له عدوا من المجرمين ، فأنا ابن علي وأنت ابن صخر ، وأمك هند وأمي فاطمة ، وجدتك قتيلة وجدتي خديجة ، فلعن الله ألأمنا حسبا ، وأخملنا ذكرا ، وأعظمنا كفرا ، وأشدنا نفاقا ، فصاح أهل المسجد : آمين آمين. فقطع معاوية خطبته ودخل منزله (1).
    وفي لفظ : خطب معاوية بالكوفة حين دخلها ، والحسن والحسين رضي الله عنهما جالسان تحت المنبر ، فذكر عليا عليه السلام فنال منه ثم نال من الحسن ، فقام الحسين ليرد عليه ، فأخذه الحسن بيده فأجلسه ثم قام فقال : أيها الذاكر عليا ! أنا الحسن وأبي علي ، وأنت معاوية ، وأبوك صخر ، وأمي فاطمة ، وأمك هند ، وجدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدك عتبة بن ربيعة ، وجدتي خديجة ، وجدتك قتيلة ، فلعن الله أخملنا ذكرا ، وألأمنا حسبا ، وشرنا قديما وحديثا ، وأقدمنا كفرا ونفاقا. فقال طوائف من أهل المسجد : آمين (2).
    51 ـ أرسل معاوية إلى الحسن ( السبط الزكي ) يسأله أن يخرج فيقاتل الخوارج فقال الحسن : سبحان الله تركت قتالك وهو لي حلال لصلاح الأمة وألفتهم ، أفتراني أقاتل معك ؟.
    شرح ابن أبي الحديد 4 : 6 ، 52 ـ كتب الإمام السبط أبو عبد الله عليه السلام إلى معاوية : أما بعد : فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عني أمور لم تكن تظنن بها رغبة بي عنها ، وإن الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلا الله تعالى ، وأما ما ذكر أنه رقي إليك عني ، فإنما رقاه الملاقون المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الجمع ، وكذب الغاوون المارقون ، ما أردت حربا ولا خلافا ، وإني لأخشى الله في ترك ذلك منك ومن حزبك القاسطين المحلين ، حزب الظالم ، وأعوان الشيطان الرجيم.
    ألست قاتل حجر وأصحابه العابدين المخبتين الذين كانوا يستفظعون البدع ، و
1 ـ المستطرف 1 : 157 ، الإتحاف ص 10.
2 ـ شرح ابن أبي الحديد 4 : 16.
الغدير ـ الجزء العاشر ::: فهرس