كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: 401 ـ 410
(401)
    27 ـ أبو الحسين بن بشران العدل أخذ عنه الحديث ببغداد.
    28 ـ المبارك بن محمد الشعطي.
    29 ـ ركن الأئمة عبد الحميد بن ميكائيل.
    30 ـ أبو القاسم منصور بن نوح الشهرستاني أخذ منه الحديث في رجوعه من حجه سنة 544 بشهرستان.
    31 ـ أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد الكرماني.
    32 ـ أبو داود محمود بن سليمان بن محمد الهمداني ، يروي عنه وبينهما مكاتبة.
    33 ـ سديد الدين محمد بن منصور بن علي المقري المعروف بالديواني.
    34 ـ أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي يروي عنه إملاء.
    35 ـ الإمام مسعود بن أحمد الدهستاني يروي عنه بالمكاتبة.
تلامذته والرواة عنه
    1 ـ برهان الدين أبو المكارم ناصر بن أبي المكارم عبد السيد المطرزي الخوارزمي الحنفي المولود 538 والمتوفى 610 ، قرأ على المترجم وأخذ منه كما في ( بغية الوعاة ) ص 402 و ( مفتاح السعادة ) 1 ص 108 ويروي عنه كما في ( فرائد السمطين ) وفي إجازة العلامة الحلي الكبيرة لبني زهرة ، والاجازة الكبيرة لصاحب المعالم.
    2 ـ مسلم بن علي بن الأخت يروي عنه كتابه ( المناقب ) كما في إجازة أحد تلامذة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي المتوفى 689 للسيد شمس الدين محمد بن جمال الدين أحمد استاد الشهيد الأول (1) .
    3 ـ الشيخ أبو الرضا طاهر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي الخوارزمي يروي عنه كتابه ( المناقب ) كما في الإجازة المذكورة الأخيرة.
    4 ـ الشيخ أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الحسيني يروي عنه كتابه ( المناقب ) كما في الإجازة التي أوعزنا إليها.
    5 ـ أبو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني المتوفى 588
1 ـ استظهر العلامة المجلسي في كتاب إجازات البحار ص 30 : إن الإجازة المذكورة للسيد محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا العلوي.

(402)
كما في ( المقابيس ) وكانت بينه وبين المترجم مكاتبة كما في أول مناقبه.
    6 ـ جمال الدين ابن معين يروي عنه كتاب مقتله كما ذكره الحموي في ( فرائد السمطين ).
    7 ـ أبو القاسم ناصر بن أحمد بن بكر النحوي المتوفى سنة 607 قرأ على المترجم كما في ( بغية الوعاة ) ص 402.
    تآليفه إن تضلع الرجل في الفقه والحديث والتاريخ والأدب إلى علوم متنوعة أخرى وكثرة شهرته في عصره ومكاتبته مع أساتذة الفنون تستدعي له تآليف كثيرة ، وأحسب أن الأمر كان كذلك لكن ما اشتهر منها إلا كتبه السبعة التي قضت على أكثرها الأيام وهي : 1 ـ كتاب مناقب الإمام أبي حنيفة المطبوع في حيدر آباد سنة 1321 في مجلدين.
    2 ـ كتاب رد الشمس لأمير المؤمنين علي عليه السلام ذكره له معاصره والراوي عنه أبو جعفر ابن شهر آشوب في ( المناقب ) ج 1 ص 484.
    3 ـ كتاب الأربعين في مناقب النبي الأمين ووصيه أمير المؤمنين [ صلوات الله عليهما وآلهما ] كما في مقتله يرويه عنه أبو جعفر ابن شهر آشوب وقال : كاتبني به مؤلفه الخوارزمي ، وينقل عنه كثيرا في ( المناقب ) ، ونحن راجعنا الأحاديث المنقولة عنه في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام كتاب مناقبه الدائر السائر وما وجدناها فيه فاحتمال اتحاد كتابه هذا مع مناقبه في غير محله.
    4 ـ كتاب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام ذكره له ابن شهر آشوب في مناقبه ج 1 ص 484 5 ـ كتاب مقتل الإمام السبط الشهيد سلام الله عليه يرويه عنه جمال الدين ابن معين كما في الإجازات رتبه على خمسة عشر فصلا في مجلدين وإليك فهرست فصوله :
    1 ـ في ذكر شيء من فضائل النبي صلى الله عليه وآله.
    2 ـ في فضائل أم المؤمنين خديجة بنت خويلد.
    3 ـ في فضائل فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام.


(403)
    4 ـ نماذج من فضائل أمير المؤمنين وذريته الطاهرة صلوات الله عليهم.
    5 ـ في فضائل الصديقة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله.
    6 ـ في فضائل الحسن والحسين عليهما الصلاة والسلام.
    7 ـ في فضائل الحسين خاصة.
    8 ـ في إخبار النبي صلى الله عليه وآله عن الحسين وأحواله.
    9 ـ في ما جرى بينه وبين الوليد ومروان حال حياة معاوية وبعد وفاته.
    10 ـ في أحواله مدة مقامه بمكة وبيان ما ورد عليه من كتب أهل الكوفة وإرساله مسلم بن عقيل إلى الكوفة ومقتله بها.
    11 ـ في خروجه من مكة إلى العراق وما جرى عليه في طريقه ونزوله بالطف ومقتله بها.
    12 ـ في عقوبة قاتله وخاذله صلى الله عليه ولعن قاتله.
    13 ـ في ذكر المصيبة به ومرثيته عليه السلام.
    14 ـ في ذكر زيارة تربته.
    15 ـ في انتقام مختار بن أبي عبيد الثقفي من قاتليه وخاذليه.
    6 ـ ديوان شعره قال الچلبي في كشف الظنون ج 1 ص 524 : ديوانه جيد وكان في الشعر في طبقة معاصريه.
    7 ـ كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام المعروف بالمناقب المطبوع سنة 1224.
    وهذا الكتاب يرويه عن المؤلف غير واحد من أئمة الحديث كما مر الايعاز إليه ، منهم :
    1 ـ الشيخ مسلم بن علي بن الأخت.
    2 ـ الشيخ أبو الرضا طاهر بن أبي المكارم عبد السيد الخوارزمي.
    3 ـ السيد أبو محمد عبد الله بن جعفر الحسيني.
    4 ـ الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي المتوفى 689 قال : قرأت كتاب المناقب للخوارزمي على الشيخ أبي محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الحسيني في سنة 593.
    5 ـ برهان الدين أبي المكارم ناصر بن أبي المكارم المطرزي.


(404)
    6 ـ قال الأميني : وأنا أروي هذا الكتاب عن فقيه الطائفة في علوية الشيعة آية الله الحاج آقا حسين القمي (1) المتوفى 14 ربيع الأول 1366 ، عن العلامة الأكبر السيد مرتضى الكشميري المتوفى 1323 ، عن السيد مهدي القزويني المتوفى 1300 ، عن عمه السيد محمد باقر بن أحمد القزويني المتوفى 1246 ، عن خاله السيد محمد المهدي بحر العلوم المتوفى 1212 ، عن الأستاذ الأكبر البهبهاني المتوفى 1208 ، عن والده الأكمل البهبهاني ، عن جمال الدين الخوانساري المتوفى 1125 ، عن العلامة التقي المجلسي المتوفى 1070 ، عن الشيخ جابر بن عباس النجفي عن المحقق الكركي الشهيد 940 ، عن الشيخ زين الدين علي بن هلال الجزائري ، عن الشيخ أبي العباس أحمد بن فهد الحلي المتوفى 841 ، عن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحلي الأسدي المتوفى 826 ، عن شيخنا الشهيد الأول المستشهد 786 ، عن رضي الدين أبي الحسن علي المزيدي الحلي المتوفى 757 ، عن آية الله العلامة الحلي المتوفى 726 ، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد الحلي المتوفى 689 ، عن السيد أبي محمد عبد الله بن جعفر الحسيني عن المؤلف الخوارزمي.
1 ـ هو الفقيه من آل محمد ، وجماع الفضل الكثار من مآثر أولئك الصفوة ، بطل المسلمين والفقيه المقدم الورع الزاهد والمجاهد الناهض الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، ومنبثق مكارم الأخلاق إلى فضائل جمة يفوتها حد الاحصاء ، وقصارى القول : إنه لو كانت لهذه المناقب شخصية ماثلة لما عدته ، أنا لا أحاول سرد القول عن فقاهته وتقواه وزهادته وقداسته وكرامته على الدين وعند المؤمنين فإنها حقايق جلية وأنما أنوه بكلمة لا أكثر منها عن بطولته وشجاعته وشممه وإباءه ، وهو ذلك البطل الناهض المدافع عن الدين وعن شرعة جده الأمين من دون أن تأخذه في الله لومة لائم ، هذه حقيقة عرفها الملاء الديني السابر صحيفته البيضاء في مناوئته جبابرة الوقت و طواغيت الزمن بجاش طامن ، وقلب مطمأن ، وجنان ثابت ، وروح قوية ، ومثابرة جبارة ، نعم يقابل هذا اليفن الكبير بعزمه الفتى أقوى العوامل الفعالة ، يقابل عدتها والعتاد ، يقابل غلوائها بشخصية عزلاء إلا عن الشجاعة الدينية ، وقوة الإيمان. وأبهة العلم والتقوى ، وعز المجد و الشرف ، ومنعة السودد والخطر ، فكانت من جراء هاتيك كلها أعمال مبرورة ومساع مشكورة حتى انتهت إلى هجرته من خراسان لبث المعروف واكتساح المنكر وإقامة عمد الدين حتى ألقى عصا السير في كربلاء المشرفة وهو رابض فيها بحمى عمه الإمام الشهيد ينتظر آونة الوثبة مرة أخرى إلى أن أتيحت له بعد أن كبت بمناوئه بطنته ، وأجهز عليه أمله ، ولم يبق منه إلا البدع والمخازي ، فقفل سيدنا المترجم إلى ايران ولم يبرح بها حتى اكتسح تلكم المعرات ، ولقي من حفاوة المؤمنين به ما لا يوصف ، وعرج على العراق تعريجه الفاتح الظافر ، ولم يزل بها حتى أهاب به داعي ربه فأجابه.

(405)
    وبطريق آخر للعلامة الحلي عن برهان الدين أبي المكارم ناصر بن أبي المكارم عن أبي المؤيد المؤلف الخوارزمي.
    وهذا الكتاب [ المناقب ] نسبه إليه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) ج 3 ص 20 في ترجمة محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان وقال : لقد ساق خطيب خوارزم من طريق هذا الدجال ابن شاذان أحاديث كثيرة باطلة سمجة ركيكة في مناقب السيد علي رضي الله عنه (1) .
    وذكره له الچلبي في ( كشف الظنون ) 2 ص 532 وقال : مناقب علي بن أبي طالب لأبي المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي.
    وينقل عنه من عصره حتى اليوم جمع من حملة الحديث منهم :
    1 ـ الحافظ مفتي الحرمين صاحب [ كفاية الطالب المطبوع في مصر والعراق وإيران ] الكنجي الشافعي المتوفى 658 ، ينقل عنه في الكتاب ص 120 ، 124 و 148 و 182 و 191 و 152 ط النجف الأشرف ونص بنسبة الكتاب إلى المترجم في غير واحد من تلكم المواضع.
    2 ـ سيد الأصحاب رضي الدين ابن طاووس المتوفى 664 ينقل عن الكتاب في تأليفه [ اليقين في أن عليا أمير المؤمنين ] في غير واحد من أبوابه ، وقال في الباب السادس والعشرين : الخوارزمي صاحب ( المناقب ) من أعظم علماء الأربعة المذاهب وقد أثنوا عليه وذكروا ما كان عليه من المناقب.
    وقال في موضع آخر : هو الذي أثني عليه ومدحه محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد وزكاه.
    3 ـ العلامة يوسف بن أبي حاتم الشامي ينقل عنه كثيرا في [ الدر النظيم في الأئمة اللهاميم ] مصرحا بنسبة الكتاب إليه.
1 ـ لقد اندفع الذهبي في قيله هذا إلى ما هو شنشنة كثير من قومه ( وهو بمقربة منه ) من تحري الوقيعة في الصالحين والسباب من غير سبب والتحكم بالباطل لا عن موجب له ، فحسب ابن شاذان دجالا وهو ذلك العبد الصالح ، والعالم المتبحر ، والراوية النيقد ، وحسب أحاديثه أباطيل سمجة ركيكة على حين أنه لم ينفرد بروايتها إنما خرجها قبله محدثوا أهل السنة في مسانيدهم وهي مما أطبق على روايته الفريقان. نعم : التصقت بها الركة والسماجة في مزعمة الذهبي لأنها فضايل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.

(406)
    4 ـ بهاء الدين علي بن عيسى الأربلي المتوفى 692 نقل عنه كثيرا في كتابه ( كشف الغمة ) مصرحا بنسبة الكتاب إليه.
    5 ـ شيخ الاسلام أبو إسحاق الشيخ إبراهيم الحموي المتوفى 722 ; يروي عنه في كتابه ( فرايد السمطين ) مصرحا بنسبة الكتاب إليه.
    6 ـ آية الله العلامة الحلي المتوفى 726 ، ينقل عنه في كتابه ( كشف اليقين ) 7 ـ نور الدين ابن الصباغ المكي المالكي المتوفى 855 ، قد أكثر النقل عنه قائلا بأن الخوارزمي روى في ( المناقب ).
    8 ـ الشيخ علي بن يونس العاملي النباطي البياضي المتوفى 877 ; ينقل عنه في كتابه [ الصراط المستقيم ].
    9 ـ ابن حجر العسقلاني المتوفى 973 ، روى عن الخوارزمي حديث زفاف الزهراء سلام الله عليها والحديث موجود في [ المناقب ].
    10 ـ السيد هاشم بن سليمان التوبلي البحراني المتوفى 1107 ، ينقل عنه في [ غاية المرام ] وغيره.
    11 ـ شيخنا أبو الحسن الشريف المتوفى 1138 ، ينقل عنه كثيرا في كتابه [ ضياء العالمين ] في الإمامة الموجود عندنا قائلا في بعض مواضعه : رواه الخطيب الخوارزمي المشهور الموثوق به عندهم بنص جماعة منهم في كتاب مناقبه.
    2 ـ السيد الشبلنجي الشافعي نص في كتابه [ نور الأبصار ] على نسبة الكتاب إلى الخوارزمي وينقل عنه.
    13 ـ القاضي القندوزي الشافعي ينقل عنه في كتابه [ ينابيع المودة ] معبرا عن الكتاب بفضائل أهل البيت.
    14 ـ السيد أبو بكر بن شهاب الدين الحضرمي الشافعي ، ينقل عنه في ( رشفة الصادي ) معبرا عنه بكتاب المناقب.
شعره وخطبه    ولادته ووفاته
    قال الصفدي كما في ( بغية الوعاة ) : إن للمترجم خطب وشعر. ولم نقف على شيء من خطبه وكلمه وشعره غير ما في كتابيه : ( المناقب ) و ( مقتل الإمام السبط )


(407)
إلا القليل ، مع أن له ديوان شعر كما ذكره الچلبي ; ويوجد شطر من شعره في ( المناقب ) لابن شهر آشوب ، و ( الصراط المستقيم ) للبياضي ، و ( معجم الأدباء ) للحموي ج 3 ص 41 في ترجمة أبي العلاء الهمداني المتوفى 567.
    ولد المترجم في حدود سنة 484 كما في ( بغية الوعاة ) و ( طبقات الحنفية ) لمحيي الدين الحنفي ، وديباجة كتابه مناقب أبي حنيفة عن القفطي ، و ( الوافي بالوفيات ) للصفدي ، وفي ( الفوايد البهية ) إن مولده سنة 484.
    وتوفي سنة 567 كما في ( بغية الوعاة ) عن القفطي ، وفي ( الفوايد البهية ) عن الصفدي ، والتقي الفارسي مؤلف ( العقد الثمين ) في تاريخ البلد الأمين عن الذهبي في ( تاريخ الاسلام ) وهكذا أرخها الچلبي في كشف الظنون ، والخوانساري في روضات الجنات ، فما في الفوايد البهية عن القفطي : إنه توفي سنة 596 تصحيف واضح ، وقد نقله عنه صحيحا السيوطي وغيره ، كما أن ما في الفوائد من 569.
    وما في تاريخ آداب اللغة من أنه توفي سنة 567 بعيدان عن الصواب ( والله العالم ).


(408)
القرن السادس
52
الفقيه عمارة
ولد 513
قتل 569
ولاءك مفـروض على كل مسلم إذا المرء لم يكرم بحبك نفسه ورثت الهدى عن نص عيسى بن حيدر وقال : أطيعـوا لابن عمي فإنه كـذلك وصـى المصطفى وابن عمه على مستـوى فيه قديم وحادث ملكت قلوب المـسلمين بـبيعة وأوتيت ميراث البسيطة عن أب لك الحـق فيها دون كل منازع ولو حـفظوا فيك الوصية لم يكن وحبك مفـروط وأفضل مغنم غدا وهـو عند الله غير مكرم وفاطمة لا نص عيسى بن مريم أميني على سـر الإله المكتم إلى منجد يوم ( الغدير ) ومتهم وإن كان فضل السبق للمتقدم أمدت بعقد من ولائك مبرم وجد مضـى عنها ولم يتقسم ولو أنه نال السماك بسلم لغيرك في أقطارها دون درهم (1)
    وله من قصيدة تأتي يرثي بها أهل القصر قوله :
والأرض تهتز في يوم ( الغدير ) كما يهتـز ما بين قصريكم من الأسل
( الشاعر )
    الفقيه نجم الدين أبو محمد عمارة بن أبي الحسن علي بن زيدان بن أحمد الحكمي اليمني ، من فقهاء الشيعة الإمامية ومدرسيهم ومؤلفيهم ومن شهداء أعلامهم علي التشيع ، وقد زان علمه الكامل وفضله الباهر أدبه الناصع المتقارب من شعره المتألق ،
1 ـ يمدح بها الخليفة الفائز بن الظافر.

(409)
وإنك لا تدري إذا نظم شعرا هل هو ينضد درا ؟ أو يفرغ في بوتقة القريض تبرا ؟ فقد ضم شعره إلى الجزالة قوة ، وإلى السلاسة رونقا ، وفوق كل ذلك مودته المتواصلة لعترة الوحي وقوله بإمامتهم عليهم السلام حتى لفظ نفسه الأخير ضحية ذلك المذهب الفاضل ; وقد أبقت تآليفه القيمة وآثاره العلمية والأدبية له ذكرا خالدا مع الأبد منها : النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية. وتاريخ اليمن.
    وكتاب في الفرايض ، وديوان شعره ، وقصيدة كتبها إلى صلاح الدين سماها : [ شكاية المتظلم ونكاية المتألم ].
    قال في كتابه ( النكت العصرية ) (1) ص 7 عند ذكر نسبه : فأما جرثومة النسب فقحطان ثم الحكم بن سعد العشيرة المذحجي ، وأما الوطن فمن تهامة باليمن مدينة مرطان من وادي وساع وبعدها من مكة في مهب الجنوب أحد عشر يوما ، وبها المولد المربى وأهلها بقية العرب في تهامة ، وكانت رئاستهم وسياستهم تنتهي إلى المشيب بن سليمان وهو جدي من جهة الوالدة ، وإلى زيدان بن أحمد وهو جدي لأبي ، وهما ابنا عم ، وكان زيدان يقول : أنا أعد أسلافي أحد عشر جدا ما منهم إلا عالم مصنف في عدة علوم ، ولقد أدركت عمي علي بن زيدان ، وخالي محمد بن المشيب ، ورئاسة حكم بن سعد العشيرة تقف عليهما وتنتهي إليهما.
    إلى أن قال : قلت لأخي يحيى يوما : من القائل في جديك : المشيب بن سليمان وزيدان بن أحمد :
إذا طرقتك أحداث الليالي وأعوز من يجيرك من سطاها هما ردا علي شتيت ملكي وقاما عنه خذلاني بنصري ولم يوجد لعلتها طبيب فزيدان يجيرها والمشيب ووجه الدهر من رغم قطوب قياما تستـكين به الخطوب
    فقال : هو السلطان علي بن حبابة الفرودي كان قومه قد أخرجوه من ملكه وأفقروه من ملكه وولوا عليهم أخاه سلامة فنزل بهما فسارا معه في جموع من قومهما حتى عزلا سلامة ووليا عليا وأصلحا له قومه ، وكان الذي وصل إليه من برهما وأنفقاه
1 ـ طبع مع مختار ديوانه في 399 صحيفة في ( شالون ) على نهر ( سون ) بمطبع مرسو سنة 1897 المسيحية.

(410)
على الجيش في نصرته ، وحملا إليه من خيل ومن إبل ما ينيف على خمسين ألفا من الذهب ، قال يحيى : وفي أبي وخالي يقول مدبر الشاعر الحكمي من قصيدة طويلة :
أبـواكما ردا على ابن حبابة كفل المشيب على الحسام بعوده وبنيتما ما شيدا من سؤدد ملكا تبـدد شمله تبـديدا مذ صال زيدان به فاعيدا قدما فأشبه والد مولودا
    وحدثني أبي قال : مرض عمك علي مرضا أشرف فيه على الموت ثم أبل منه فأنشدته لرجل من بني الحارث يدعى سلم بن شافع كان قد وفد عليه يستعينه في دية قتيل لزمته فلما شغلنا بمرض صاحبنا ارتحل الحارثي إلى قومه وأرسل إلى بقصيدة منها :
إذا أودى ابن زيدان علي ولا اشتمل النساء على جنين على الدنيا وساكنها جميعا فـلا طلعت نجومك يا سماء ولا روى الثرى للسحب ماء إذا أردى أبو الحسن العفاء
    قال فبكى عمك وأمرني بإحضار الحارثي ودفع له ألف دينار وساق عنه الدية بعد ستة أشهر ، وكان إذا رآه أكرمه ورفع مجلسه ، وبسط القول في جود عمه علي ابن زيدان وسعة ثروته وعظم شجاعته. ثم قال ما ملخصه : أدركت الحلم سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، وفي سنة إحدى وثلاثين بعثني والدي إلى زبيد مع الوزير مسلم ابن سخت فنزلت فيها ولازمت الطلب فأقمت أربع سنين لا أخرج عن المدرسة إلا لصلاة يوم الجمعة ، وفي السنة الخامسة زرت الوالدين وأقمت في زبيد ثلاث سنين وجماعة من الطلبة يقرؤون عندي مذهب الشافعي والفرائض في المواريث ، ولي في الفرائض مصنف يقرأ في اليمن ، وفي سنة تسع وثلاثين زارني والدي وخمسة من أخوتي إلى زبيد وأنشدت والدي شيئا من شعري فاستحسنه ثم قال : تعلم والله إن الأدب نعمة من نعم الله عليك فلا تكفرها بذم الناس واستحلفني أن لا أهجو مسلما قط ببيت شعر فحلفت له على ذلك ، وحججت مع الملكة الحرة أم فاتك ملك زبيد ، وخرجت مرة أخرى إلى مكة سنة تسع وأربعين وخمس مائة وفي موسم هذه السنة مات أمير الحرمين هاشم بن فليتة وولي الحرمين ولده قاسم بن هاشم فألزمني السفارة عنه والرسالة المصرية فقدمتها في شهر ربيع الأول سنة خمسين وخمسمائة والخليفة بها يومئذ الإمام الفائز بن الظافر ، والوزير
كتاب الغدير ـ الجزء الرابع ::: فهرس