الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: 31 ـ 40
(31)
وبات يفديه خير الخلق حيدرة (1) فأدبروا إذ رأوا غير الذي طلبوا فرابهم عنكب في الغار إذ جعلت حتى إذا ردهم عنه الإله مضى فحل دار رجال بايعوه على في كل يوم لمولى الخلق واقعة يمشي إلى حربهم والله ناصره في فتية كالأسود المحذرات لها عافوا المعاقل للبيض الحسان فما فالحق في فرح والدين في مرح حتى استراح نبي الله قاضية يا من به أنبياء الله قد ختموا إن كنت في درجات الوحي خاتمهم قد بشرت بك رسل الله في أمم شهدت أنك أحسنت البلاغ فما حتى دعاك إلهي فاستجبت له وقد نصبت لهم في دينهم خلفا لكنهم خالفوه وابتغوا بـدلا على الفراش وفي يمناه ذو شطب (2) وأوغـلوا لرسول الله في الطلب تسدي وتلحم في أبرادها القشب ذاك النجيب على المهرية النجب أعداؤه فدماء القوم في صبب منه على عابدي الأوثان والصلب مشي العفرناة في غاب القنا السلب براثن (3) من رماح الخط والقضب معاقل أقوم غير البيض واليلب (4) الشرك في ترح والكفر في نصب بهم وراحتهم في ذلك التعب فليس من بعده في العالمين نبي فأنت أولهم في أول الـرتب خلت فما كنت فيما بينهم بغبي (5) تكون في باطل يوما بمنجذب حبا ومن يدعه المحبوب يستجب وكان بعدك فيهم خير منتصب تخيروه وليس النبع كالغرب (6)
    ويقول فيها :
1 ـ مر حديث ليلة المبيت في الجزء الثاني ص 47 ط 2.
2 ـ الشطب ج الشطبة بضم الأول وكسره. الخط في متن السيف.
3 ـ البرثن من السباع والطير بمنزلة الإصبع من الانسان. ج : براثن.
4 ـ المعقل : الملجا. البيض جمع بيضاء : السيف. اليلب : الترس أو الدروع اليمانية من الجلود. خالص الحديد.
5 ـ المستور : المجهول.
6 ـ النبع : خروج الماء من العين. الغرب : الماء المقطر من الدلو بين الحوض والبئر.


(32)
يا راكب الهوجل المحبوك تحمله (1) إذا قضيت فروض الحج مكتملا وزرت قبر رسول الله سيدنا قف موقـفي ثم سلم لي عليه معا واثن السلام إلى أهل البقيع فلي وبثهم صبوتي طول الزمان لهم : يا قدوة الخلق في علم وفي عمل وصلت حبل رجائي في حبائلكم دنوت في الدين منكم والوداد فلو مديحكم مـكسبي والدين مكتسبي فإن عدتني الليالي عن زيارتكم قد سيط لحمي وعظمي في محبتكم هجري وبغضي لمن عاداكم ولكم فتارة أنظم الأشعار ممتدحا حتى جعلت مقال الضد من شبه أعملت في مدحكم فكري فعلمني فهل أنال مفازا في شفاعتكم فيا مغامس ! احبس في مدائحهم إلى زيارة خير العجم والعرب ونلت إدراك ما في النفس من إرب وسيد الخلق من ناء ومقترب حتى كأني ذاك اليوم لم أغب بها أحبة صب دائـم الوصب وقل بدمع على الخدين منسكب وأطهر الخلق في أصل وفي نسب كما تعلق في أسبـابكم سببي لا دان لم يدن من أحسابكم حسبي ما عشت والظن في معروفكم نشبي فإن قلبي عنكم غير منقلب وحبكم قد جرى في المخ والعصب صدقي وحبي وفي مدحي لكم طربي وتارة أنثر الأقوال في الخطب إذ صغت فيكم قريض القول من ذهب نظم المديح وأوصاني بذاك أبي مما احتقبت له في سائر الحقب ؟ تلك القوافي وأجر الله فاحتسب

1 ـ الهوجل : الناقة التي بها هوج من سرعتها. المحبوك : مشدود الوسط.

(33)
القرن التاسع
74
الحافظ البرسي الحلي
هو الشمس ؟ أم نور الضريح يلوح ؟ وبحر ندا ؟ أم روضة حوت الهدى ؟ وداود هذا ؟ أم سليمان بعده ؟ وأحمد هذا المصطفى ؟ أم وصيه محيط سماء المجد بدر دجنة حبيب حبيب الله بل سـر سره له النص في ( يوم الغدير ) ومدحه إمام إذا ما المرء جاء بحـبه له شيعة مثل النجـوم زواهر إذا قاولت فالحق فيما تقـوله وإن جاولت أو جادلت عن مرامها عليك سلام الله يا راية الهدى هو المسك ؟ أم طيب الوصي يفوح ؟ وآدم ؟ أم سر المهيمن نوح ؟ وهارون ؟ أم موسى العصا ومسيح ؟ علي ؟ نماه هاشم وذبيح وفلك جمال للأنام ويوح (1) وجثمان أمر للخلائـق روح من الله في الذكر المبين صريح فميزانه يوم المعاد رجيح لها بين كل العالمين وضـوح به النور باد واللسان فصيح تولى العدو الجلد وهو طريح سلام سليم يغتدي ويروح
    وتأتي له قصيدة منها قوله :
مولى له بغدير خم بيعة خضعت لها الأعناق وهي طوايح
( الشاعر)
    الحافظ الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي ، من عرفاء علماء الإمامية وفقهائها المشاركين في العلوم ، على فضله الواضح في فن الحديث ، وتقدمه في الأدب وقرض الشعر وإجادته ، وتضلعه من علم الحروف وأسرارها واستخراج
1 ـ يوح : الشمس.

(34)
فوائدها ، وبذلك كله تجد كتبه طافحة بالتحقيق ودقة النظر ، وله في العرفان والحروف مسالك خاصة ، كما أن له في ولاء أئمة الدين عليهم السلام آراء ونظريات لا يرتضيها لفيف من الناس ، ولذلك رموه بالغلو والارتفاع ، غير إن الحق أن جميع ما يثبته المترجم لهم عليهم السلام من الشئون هي دون مرتبة الغلو غير درجة النبوة ، وقد جاء عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قوله : إياكم والغلو فينا ، قولوا : إنا عبيد مربوبون.
    وقولوا في فضلنا ما شئتم (1) وقال الإمام الصادق عليه السلام : اجعل لنا ربا نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم ، وقال عليه السلام : وقال عليه السلام : إجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا (2).
    وأنى لنا البلاغ مدية ما منحهم المولى سبحانه من فضائل ومآثر ؟ وأنى لنا الوقوف على غاية ما شرفهم الله به من ملكات فاضلة ، ونفسيات نفيسة ، وروحيات قدسية ، وخلائق كريمة ، ومكارم ومحامد ؟ فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام ؟ أو يمكنه اختياره ؟ هيهات هيهات ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون ، وتصاغرت العظماء ، وتحيرت الحكماء ، وتقاصرت الحلماء ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الألباء ، وكلت الشعراء ، وعجزت الأدباء ، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه ، وفضيلة من فضائله ، وأقرت بالعجز والتقصير ، وكيف يوصف بكله ؟ أو ينعت بكنهه ؟ أو يفهم شيء من أمره ؟ أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه ؟ لا.
    كيف ؟ وأنى ؟ فهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين ، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ (3).
    ولذلك تجد كثيرا من علمائنا المحققين في المعرفة بالأسرار يثبتون لأئمة الهدى صلوات الله عليهم كل هاتيك الشئون وغيرها مما لا يتحمله غيرهم ، وكان في علماء قم من يرمي بالغلو كل من روى شيئا من تلكم الأسرار حتى قال قائلهم : إن أول مراتب الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله إلى أن جاء بعدهم المحققون وعرفوا الحقيقة فلم يقيموا لكثير من تلكم التضعيفات وزنا ، وهذه بلية مني بها كثيرون من أهل الحقائق
1 ـ الخصال لشيخنا الصدوق.
2 ـ بصائر الدرجات للصفار.
3 ـ من قولنا : فمن ذا الذي يبلغ. إلى هنا مأخوذ من حديث رواه شيخنا الكليني ثقة الاسلام في أصول الكافي ص 99 عن الإمام الرضا صلوات الله عليه.


(35)
والعرفان ومنهم المترجم ، ولم تزل الفئتان على طرفي نقيض ، وقد تقوم الحرب بينهما على أشدها ، والصلح خير.
    وفذلكة المقام أن النفوس تتفاوت حسب جبلاتها واستعداداتها في تلقي الحقائق الراهنة ، فمنها ما تبهظه المعضلات والأسرار ، ومنها ما ينبسط لها فيبسط إليها ذراعا و يمد لها باعا ، وبطبع الحال أن الفئة الأولى لا يسعها الرضوخ لما لا يعلمون ، كما أن الآخرين لا تبيح لهم المعرفة أن يذروا ما حققوه في مدحرة البطلان ، فهنالك تثور المنافرة ، وتحتدم الضغائن ، وتحن نقدر للفريقين مسعاهم لما نعلم من نواياهم الحسنة وسلوكهم جدد السبيل في طلب الحق ونقول :
على المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقا
    ألا إن الناس لمعادن كمعادن الذهب والفضة (1) وقد تواتر عن أئمة أهل البيت عليهم السلام : أن أمرنا ، أو حديثنا.
    صعب مستصعب لا يتحمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب ، أو مؤمن امتحن الله قلبه بالايمان (2) إذن فلا نتحرى وقيعة في علماء الدين ولا نمس كرامة العارفين ، ولا ننقم من أحد عدم بلوغه إلى مرتبة من هو أرقي منه ، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
    وقال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لو جلست أحدثكم ما سمعت من فم أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم لخرجتم من عندي وأنتم تقولون : إن عليا من أكذب الكاذبين (3).
    وقال إمامنا السيد السجاد عليه السلام : لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ، ولقد آخا رسول الله صلى الله عليه وآله بينهما فما ظنكم بسائر الخلق (4) وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ، وإلى هذا يشير سيدنا الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام بقوله :
إني لأكتم من علمي جواهره كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا

1 ـ حديث ثابت عند الفريقين.
2 ـ بصائر الدرجات للصفار ص 6 ، أصول الكافي ص 216.
3 ـ منح المنة للشعراني ص 14.
4 ـ بصائر الدرجات للصفار ص 7 آخر الباب الحادي عشر من الجزء الأول. أصول الكافي لثقة الاسلام الكليني ص 216.


(36)
وقد تقدم في هذا أبو حسـن فرب جوهـر علم لو أبوح به ولا ستحل رجال مسلمون دمي إلى الحسنين وأوصى قبله الحسنا لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا يرون أقبـح ما يأتونه حسنا (1)
    ولسيدنا الأمين في أعيان الشيعة 31 : 193 ـ 205 في ترجمة الرجل كلمات لا تخرج عن حدود ما ذكرناه ومما نقم عليه به اعتماده على علم الحروف والأعداد الذي لا تتم به برهنة ولا تقوم به حجة ، ونحن وإن صافقناه على ذلك إلا إن للمترجم له ومن حذا حذوه من العلماء كابن شهر آشوب ومن بعده عذرا في سرد هاتيك المسائل فإنها أشبه شيء بالجدل تجاه من ارتكن إلى أمثالها في أبواب أخرى من علماء الحروف من العامة كقول العبيدي المالكي في عمدة التحقيق ص 155 : قال بعض علماء الحروف : يؤخذ دوام ناموس آل الصديق وقيام عزته إلى انتهاء الدنيا من سر قوله تعالى : في ذريتي.
    فإن عدتها بالجمل الكبير ألف وأربعمائة ي مظنة تمام الدنيا كما ذكره بعضهم فلا يزالون ظاهرين بالعزة والسيادة مدة الدنيا ، وقد استنبط تلك المدة عمدة أهل التحقيق مصطفى لطف الله الرزنامجي الديوان المصري من قوله تعالى : لا يلبثون خلافك إلا قيلا ، قال ما لفظه : إذ أسقطنا مكررات الحروف كان الباقي ( ل ا ي ب ث ون خ ف ك ق ) أحد عشر حرفا عددهم بالجمل الكبير ألف وثلثمائة وتسعة وتسعين زدنا عليه عدد الحروف وهو أحد عشر صار المجموع وهو ألف وأربعمائة عشرة وهو مطابق لقوله تعالى : ذريتي.
    وسمعت ختام الأعلام الشيخ يوسف الفيشي رحمه الله يقول : قال محمد البكري الكبير : يجلس عقبنا مع عيسى بن مريم على سجادة واحدة وهذا يقوى تصحيح ذلك الاستنباط. ه‍.
    ونحن لا ندري ماذا يعني سيدنا الأمين بقوله : وفي طبعه شذوذ وفي مؤلفاته خبط وخلط وشيء من المغالات لا موجب له ولا داعي إليه وفيه شيء من الضرر وإن أمكن أن يكون له محل صحيح ؟ ليت السيد يوعظ إلى شيء من شذوذ طبع شاعرنا الفحل حتى لا يبقى قوله دعوى مجردة.
    وبعد اعترافه بإمكان محمل صحيح لما أتى به المترجم له فأي داع إلى حمله على الخبط والخلط ، ونسيان حديث : ضع أمر أخيك على أحسنه ؟ و
1 ـ تفسير الآلوسي 6 : 190.

(37)
أي ضرر فيه على ذلك تقدير ؟ على أنا سبرنا غير واحد من مؤلفات البرسي فلم نجد فيه شاهدا على ما يقول ، وستوافيك نبذ ممتعة من شعره الرائق في مدائح أهل البيت عليهم السلام ومراثيهم وليس فيها إلا إشادة إلى فضائلهم المسلمة بين الفريقين أو ثناء جميل عليهم هو دون مقامهم الأسمى ، فأين يقع الارتفاع الذي رماه به بعضهم ؟ وأين المغالاة التي رآها السيد ؟ والبرسي لا يحذو في كتبه إلا حذو شعره المقبول ، فأين مقيل الخبط والضرر والغلو التي حسبها سيد الأعيان ؟.
    وأما ما نقم به عليه من اختراع الصلوات والزيارة بقوله : ( واختراع صلاة عليهم وزيارة لهم لا حاجة إليه بعد ما ورد ما يغني عنه ولو سلم أنه في غاية الفصاحة كما يقول صاحب الرياض ) فإنه لا مانع منه إلا ما يوهم المخترع إنها مأثورة ، وأي وازع من إبداء كل أحد تحيته بما يجريه الله تعالى على لسانه وهو لا يقصد ورودا ولا يريد تشريعا ؟ وقد فعله فطاحل العلماء من الفريقين ممن هو قبل المترجم وبعده ، ولا تسمع أذن الدنيا الغمز عليهم بذلك من أي أحد من أعلام الأمة ، وأما قول سيدنا : ( وإن مؤلفاته ليس فيها كثير نفع وفي بعضها ضرر ولله في خلقه شؤون سامحه الله وإيانا ) فإنه من شطفة القلم صدر عن المشظف (1) سامحه الله وإيانا.
    تآليفه القيمة
    1 ـ مشارق أنوار اليقين في حقايق أسرار أمير المؤمنين.
    2 ـ مشارق الأمان ولباب حقايق الإيمان ألفه سنة 813.
    3 ـ رسالة في الصلوات على النبي وآله المعصومين.
    4 ـ رسالة في زيارة أمير المؤمنين طويلة قال شيخنا صاحب الرياض : في نهاية الحسن والجزالة واللطافة والفصاحة معروفة.
    5 ـ رسالة اللمعة من أسرار الأسماء والصفات والحروف والآيات والدعوات فيها فوائد ولا تخلو من غرابة كما قاله شيخنا صاحب الرياض.
    6 ـ الدر الثمين في خمسمائة آية نزلت في مولانا أمير المؤمنين باتفاق أكثر
1 ـ المشطف كمنبر : من يعرف بالكلام على غير القصد.

(38)
المفسرين من أهل الدين ، ينقل عنه المولى محمد تقي الزنجاني في كتابه : طريق النجاة.
    7 ـ أسرار النبي وفاطمة والأئمة عليهم السلام.
    8 ـ لوامع أنوار التمجيد وجوامع أسرار التوحيد في أصول العقايد.
    9 ـ تفسير سورة الاخلاص.
    10 ـ رسالة مختصرة في التوحيد والصلوات على النبي وآله.
    11 ـ كتاب في مولد النبي وعلي وفاطمة وفضائلهم .
     12 ـ كتاب في فضائل أمير المؤمنين غير المشارق.
    13 ـ كتاب الألفين في وصف سادة الكونين.

    شعره الرائق
    الحافظ البرسي شعر رائق وجله بل كله في مدائح النبي الأقدس وأهل بيته الطاهر صلوات الله عليهم ويتخلص في شعره ب‍ ( الحافظ ) من شعره يمدح به النبي الأعظم صلى الله عليه وآله قوله :
أضاء بك الأفق المشرق وكنت ولا آدم كائنا ودان لمنطقك المنطق لأنك من كونه أسبق
    أشار بهذا البيت إلى ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قوله : كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث. أخرجه ابن سعد في الطبقات.
    والطبري في تفسيره 21 : 79 ، وأبو نعيم في الدلائل 1 : 6 وذكره ابن كثير في تأريخه 2 : 307 ، والغزالي في المضنون الصغير هامش الانسان الكامل 2 : 97 ، والسيوطي في الخصايص الكبري 1 : 3 ، والزرقاني في شرح المواهب 3 : 164 وفي حديث الاسراء : إنك عبدي ورسولي وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا (1) وجاء عنه صلى الله عليه وآله : أول ما خلق الله نوري (2) وتواتر عنه صلى الله عليه وآله من طرق صحيحة : كنت نبيا وآدم بين الماء والطين. أو : بين الروح والجسد. أو : بين خلق آدم ونفخ الروح فيه.
1 ـ مجمع الزوائد 1 ص 71.
2 ـ السيرة الحلبية 1 ص 159.


(39)
ولولاك لم تخلق الكائنات ولا بان غرب ولا مشرق
    أشار به إلى ما أخرجه الحاكم في المستدرك 2 : 615 والبيهقي ، والطبراني ، و السبكي ، والقسطلاني ، والعزامي ، والبلقيني ، والزرقاني وغيرهم من طريق ابن عباس قال : أوحى الله إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى آمن بمحمد وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به ، فلو لا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خالقت الجنة ولا النار.
    ومن طريق عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله : يا آدم ! وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال : يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك.
    فقال الله : صدقت يا آدم ! إنه لا حب الخلق إلي ادعني بحقه قد غفرت لك. ولولا محمد ما خلقتك.
فميمك مفتاح كل الوجـود تجليت يا خاتم المرسلين فأنت لنا أول آخر وميمك بالمنتهى يغلق بشـأو من الفضل لا يلحق وباطن ظاهرك الأسبق
    في هذه الأبيات إشارة إلى أسمائه الشريفة : الفاتح ، الخاتم. الأول : الآخر. الظاهر. الباطن ، راجع المواهب للزرقاني 3 ص 163 ، 164.
تعاليت عن صفة المادحين فمعناك حول الورى داره وروحك من ملكوت السماء ونشرك يسري على الكائنات إليـك قلوب جميع الأنام وفيض إياديك في العالمين وآثار آياتك البينات فموسى الكليم وتوراته وعيسى وإنجيله بشرا وإن أطنبوا فيـك أو أغمقوا على غيب أسرارها تحدق تنزل بالأمر ما يخلق فكل على قدره يـعبق تحن وأعناقها تعنق بأنهار أسرارها يدفق على جبهات الورى تشرق يدلان عنك إذا استنـطقوا بأنك أحمد من يخلـق


(40)
فيا رحمة الله في العالمين لأنك وجه الجلال المنير وأنت الأمين وأنت الأمان أتى رجب لك في عاتق ومن كان لولاه لم يخلقوا ووجه الجمال الذي يشرق وأنت ترتق ما يفتق ثقيل الذنوب. فهل تعتق ؟
    وله يمدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله :
العقل نور وأنت معناه والخلق في جمعهم إذا جمعـوا أنت الولي الذي مناقبه يا آية الله في العباد ويا تناقض العالمـون فيك وقد فقال قوم : بأنه بشر يا صاحب الحشر والمعاد ومن يا قاسم النار والجنان غدا ! كيف يخاف البرسي حر لظى لا يختشي الـنار عبد حيدرة والكون سر وأنت مبداه الكل عبد وأنت مولاه ما لعلاها في الخلق أشباه سر الذي لا إله إلا هو ! حاروا عن المهتدى وقد تاهو وقال قوم : بأنه الله مولاه حكم العباد ولاه! أنت ملاذ الراجي ومنجاه وأنت عند الحساب غوثاه ؟ إذ ليس في النار من تولاه
    وله في مدح مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه قوله :
أيها اللائم دعني كلما ازددت مديحا وإذا أبصرت في الحق آية الله التي في وصفهـ كم إلى كم أيها العاذ يا عذولي في غرامي رح إلى من هو ناج إن حبي لوصي المصـ واستمع من وصف حالي فيه قالوا : لا تغال يقينا لا أبالي ا القول حلالي ل أكثرت جدالي ؟ خلني عنك وحالي واطرحني وضلالي ـطفى عين الكمال (1)

1 ـ
إن حبي لعلي المر تضى عين الكمال خ ل
الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: فهرس