الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: 51 ـ 60
(51)
فنادى ونادى الموت بالخطب خاطب يسائلهم : هل تعرفوني ؟ مسائلا فقالوا : نعم أنت الحسين بن فاطم وأنت سليل المجد كهلا ويافعا فقال لهم : إذا تعلمون فما الذي فقالوا : إذا رمت النجاة من الردى ! وإلا فهذا الموت عـب عبابه (1) فقال : ألا بعدا بما جئتـم به فضرب لهشم الهام تترى بنظمه فهل سيد قد شيد الفخر بيته وما عذر ليث يرهب الموت بأسه إذا سام منا الدهر يـوما مذلة وتأبى نفوس طاهرات وسـادة لها الدم ورد والنفوس قنائص ليوث وغى ظل الرماح مقيلها حماة عن الأشبال يوم كريهة إذا افتخروا في الناس عز نظيرهم أيادي عطاهم لا تطاول في الندى مطاعيم للعافي مطاعين في الوغى وطير الفنا يشدو وحادي الردى يحدو وسائل دمع العين سال به الخد وجدك خير المرسلين إذا عدّوا إليك إذا عد العلى ينتهي المجد دعاكم إلى قتلي فما عن دمي بد ؟ فبايع يزيدا إن ذاك هو القصد فخض ظاميا فيه تروح ولا تغدو ومن دونه بيض وخطية ملد (2) فمن عقده حل وفي حله عقد حذار الردى يشقى لعبد له عبد ؟ يذل ويضحـى السيد يرهبه الأسد ؟ فهيهات يأبى ربنا وله الحمد مواضيهم هام الكماة لها غمد لها القدم قدم والنفوس لها جند (3) معاوير طعم الموت عندهم شهد (4) بدور دجى سادوا الكهول وهم مرد ملوك على أعتابهم يسجد المجد وأيدي علاهم لا يطاق لها رد مطاعين إن قالوا لهم حجج لد (5)

1 ـ عبد عبابه : كثر موجه وارتفع.
2 ـ الملد بالفتح : الناعم اللين.
3 ـ الورد : الماء الذي يورد. قنائص : الصيود. القدم بفتح القاف : الشرف القديم. القدم بكسر القاف : الزمان القديم.
4 ـ الوغى : الحرب. المغيل : موضع النوم والراحة. مغاوير جمع المغوا : كثير الغارة.
5 ـ لد بضم اللام جمع الألد : الخصم الشديد الخصومة.


(52)
مفاتيح للداعي مصابيح للهدى نزيلهم حرم منازلهم لقى فضائلهم جلت فواضلهم جلت مرابعهم تسقى مرابعهم تلقى كرام إذا عاف عفى منه معهد وآملهم راج وأم لهم رجا زكوا في الورى أما وجدا ووالدا بأسمائهم يستجلب البر والرضا ومال إلى فتيانه ورجاله فسار لأخذ الثار كل شمردل وكل كمي أريحي غشمشم (5) إذا ما غدا يوم الـندا أسر العدى ليوث نزال بل غيوث نوازل إذا طلبوا راموا وإن طلبوا رموا فوارس أسد الغيل منها فـرائس وجوههم بيض وخـضر ربوعهم إذا ما دعوا يوما لدفع ملمة بها كل ندب يسبق الطرف طرفه معاليم للساري بها يهتدي النجد (1) منازلهم أمن بهم يـبلغ القصد مدايحهم شهد منايحهم ند (2) مطالعهم يكفي مطالعهم سعد وصوح من خضرائه السبط والجعد (3) وحل بناديهم أحل له الرفد وطابوا فطاب الأم والأب والجد بذكرهم يستدفع الضر والجهد يقول : لقد طاب الممات ألا اشتدوا إذا هاج قدح للهـياج له زند (4) تجمع فيه الفضل وانعدم الضد ولما بدا يوم الندى أطلق الوعد سراة كاسد الغاب لإبل هم الأسد وإن ضـُربوا صدوا وإن ضَربوا قدوا وفتيان صدق شأنها الطعن والطرد وبيضهم حمر إذا النقع مسود غدا الموت طوعا والقضاء هو العبد جواد على ظهر الجواد له أفد (6)

1 ـ النجد : الدليل الماهر.
2 ـ الند بفتح النون وكسرها : عود يتبخر به.
3 ـ العافي : الوارد. الضيف. كل طالب فضل أو رزق. عفى : درس وبلى. صوح : جفف يبس. السبط ضد الجعد. الجعد : القبض خلاف المسترسل.
4 ـ الشمردل بالمهملة والشمرذل بالمعجمة : الفتى السريع من الإبل وغيره. هاج : ثار و تحرك. القدح : الفولاذة التى تقدح بها النار. الهياج : الحرب. زند النار قدحها وأخرجها من الزند.
5 ـ الكمى : الشجاع أو لابس السلاح : الغشمشم : المغشم وهو والشجاح الذى يركب رأسه فلا يثنيه شيئ عما يريد.
6 ـ الندب : السريع إلى الفضائل : الظريف النجيب. الطرف بكسر المهملة مر ص 16. الأفد : العجلة والسرعة.


(53)
كأنهم نبت الربى في سروجهم لباسهم نسج الحديد إذا بدوا إذا لبسوا فوق الدروع قلوبهم يخوضون تيار الحمام ظواميا يرون المنايا نيلها غاية المنى إذا فللت أسيافهم في كريهة فمن أبيض يلقى الأعادي بأبيض يذبون عن سبط النـبي محمد يخال بريق البيض برقا سجاله إلى أن تدانى العمر واقترب الردى أعدوا نفوسا للفناء وما اعتدوا أحلوا جسوما للمواضي وأحرموا أمام الإمام السبط جـادوا بأنفس شروا عندما باعوا نفوسا نفائسا قضوا إذ قضوا حـق الحسين وفارقوا فلما رأى المولى الحسين رجاله غدا طالبا للموت كالليث معضبا وإن جمعوا سبعين ألفا لقتله إذا كر فروا من جريح وواقع ينادي : ألا يا عصبة عصت الهدى فبعدا لكم يا شيعة الغدر إنـكم لشدة حزم لا بحزم لها شدوا (1) جبالا وأقيالا تقلهم الجرد (2) وصالوا فحر الكر عندهم برد وبحر المنايا بالمنايا لها مد إذا استشهدوا مر الردى عندهم شهد غدا في رؤس الدارعين لها حد ومن أسمر في كفه أسمر صلد وقد ثار عالي النقع واصطخب الوقد الدماء وأصوات الكماة لها رعد وشأن الليالي لا يدوم لها عهد فطوبى لهم نالوا البقاء بما عدوا فحلوا جنان الخلد فيها لهم خلد بها دونه جادوا وفي نصره جدوا ففي هجرها وصل وفي وصلها نقد وما فـرقوا بل وافقوا السعد يا سعد وفتيانه صرعى وشادي الردى يشدو يحامي عن الأشبال يشتد إن شدوا فيحمل فيهم وهو بينهم فرد ذبيح ومهزوم به طوح الهد (3) وخانت فلم يرع الذمام ولا العهد كفرتم فلا قلب يلين ولا ود

1 ـ الربى جمع الربوة : ما ارتفع من الأرض. الحزم بفتح المهملة : ضبط الأمر. الحزم بضم الأول والثاني جمع الحزام بالكسر : ما يشد به وسط الدابة.
2 ـ أقيال ج القيل : الرئيس. تقلهم من قل الشئ قلا : أي حمله. وقله عن الأرض : رفعه. الجرد ج الأجرد : السباق من الخيل.
3 ـ طوح به : حمله على ركوب المهالك وقذفه. الهد : الكسر. الصوت الغليظ.


(54)
ولايتنا فرض على كل مسلم فهل خائف يرجو النجاة بنصرنا ويرنو لنحو الماء يشتاق ورده فيحمل فيهم حملة علوية كفعل أبيه حيدر يوم خيبر إذا ما هوى في لبة الليث عضبه وعاد إلى أطفاله وعياله يقول : عليكن السلام مودعا ألا فاسمعي يا أخت إن مسني الردى وإن برحت فيك الخطوب بمصرعي فارضي بما يرضي إلهك واصبري وأوصيك بالسجاد خيرا فإنه فضج عيال المصطفى وتعلقوا فقال وكرب المـوت يعلو كأنه : ألا قد دنى الترحال فالله حسبكم وعاد إلى حرب الطغاة مجاهدا إلى أن غدا ملقى على الترب عاريا وشمر شمر الذيل في حز رأسه فواحزن قلبي للكريم علا على وعصياننا كفر وطاعتنا رشد ويخشى إذا اشتدت سعير لها وقد ؟ إذا ما مضى يبغي الورود له رد بها للعوالي في أعالي العدى قصد كذلك في بدر ومن بعدها أحد فمن نحره بحر ومن جزره مد وغرب المنايا لا يفل لها حد (1) فها قد تناهى العمر واقترب الوعد فلا تلطمي وجها ولا يخمش الخد وجل لديك الحزن والثكل والفقد فما ضاع أجر الصابرين ولا الوعد إمام الهدى بعدي له الأمر والعهد به واستغاث الأهل بالندب والولد ركام ومن عظم الظما انقطع الجهد (2) وخير حسيب للورى الصمد الفرد وللبيض والخرصان في قده قد يصافح منه إذ ثـوى للثرى خد ألا قطعت منه الأنامل والزند سنان سنان والخيول لها وخد (3)

1 ـ العرب يوصف به السيف أي قاطع حديد. المنايا ج المنية : الموت. الفل : الثلمة في حد السيف. الحد من السيف : مقطعه.
2 ـ الركام : المتراكم بعضه فوق بعض. الجهد : الطاقة.
3 ـ الوخد من وخد البعير أي أسرع وصار يرمى بقوائمه كالنعام. وهذا البيت في نسخة :
فوالهف نفسي للمحيا علا على سنان سنان والخيول به تعدو

(55)
تـزلزلت السبع الطباق لفقده وأرجف عرش الله من ذاك خيفة وناحت عليه الطير والوحش وحشة وشمس الضحى أمست عليه عليلة فيالك مقتولا بكته السما دما شهيدا غريبا نازح الدار ظاميا بروحي قتيلا غسله من دمائه ترض خيول الشرك بالحقد صدره (2) ومذ راح لما راح للأهل مهـره برزن حيارى نادبات بذلة فحاسرة بالردن تستر وجهها ومن ذاهل لم تدر أين معزها وزينب حسرى تندب الندب عندها تنادي : أخي يا واحدي وذخيرتي ربيع اليتامى يا حسين وكافل أخي بعد ذاك الصون والخدر والخـبا بناتك يا بن الطهر طاها حواسر لقد خابت الآمال وانقطع الرجا وأضحت ثغور الكفر تبسم فرحة وصوح نبـت الفضل بعد اخضراره تجاذبنا أيدي العـدا فضلة الردا فأين حصوني والأسود الأولى بهم وكادت له شـم الشماريخ تنهد (1) وضجت له الأملاك وانفجر الصلد وللجن إذ جن الظلام به وجد علاها اصفرار إذ تروح وإذ تغدو وثل سرير العز وانهدم المجد ذبيحا من قاني الوريد له ورد سليبا ومن ساقي الرياح له برد وترضخ منه الجسم في ركضها جرد خليا يخد الأرض بالوجه إذ يعدو وقلب غدا من فارط الحزن ينقد وبرقعها وقد ومدمعها رفد تضيق عليها الأرض والطرق تنسد من الحزن أوصاب يضيق بها العد وعوني وغوثي والمؤمل والقصد الأيامى رمانا بعد بعدكم البعد يعالجنا علج ويسلبنا وغد ورحلك منهوب تقاسمه الجند بموتك مات العلم والدين والزهد وعين العلى ينخد من سحها الخد وأصبح بدر التم قد ضمه اللحد كأن لم يكن خير الأنام لنا جد يصال على ريب الزمان إذا يعدوا ؟

1 ـ الشمراخ : رأس الجبل. تنهد : تقع وتنهدم. الأوصاب جمع الوصب : المرض والوجع الدائم ونحول الجسم.
2 ـ الرض : الدق والجرش. الرضخ : الكسر. الجرد راجع ص 24.
3 ـ ينخد : ينشق. الشحب : الصب المتتابع الغزير.


(56)
إذا غربت يا بن النـبي بدوركم ولا سحبت سحب ذيولا على الربى وساروا بآل المصطفى وعياله وتطوي المطايا الأرض سيرا إذا سرت تأم يزيدا نجل هند إمامها فيا لك من رزء عظيم مصابه أيقتل ظمآنا حسين بكربلا وتضحى كريمات الحسين حواسرا فليس لأخذ الثار إلا خليفة هو القائم المهدي والسيد الذي يشيد ركن الدين عند ظهوره وغصن الهدى يضحـى وريقا ونبته لعل العيون الرمد تحظى بنظرة إليك انتهى سر النبيين كلهم بني الوحي يا أم الكتاب ومن لهم إليكم عـروسا زفها الحزن ثاكلا لها عبرة في عشر عـاشور أرسلت رجا ( رجب ) رحـب المقام بها غدا بذلت اجتهادي في مديحكم وما ولي فيكم نظم ونـثر غناؤه مصابي وصوب الدمع فيكم مجدد تذكرني يا بن النبي غدا إذا فأنتم نصيب المادحين وإنني إذا أصبح الراجي نزل ربوعكم فلا طلعت شمس ولا حلها سعد ولا ضحك النوار وانبعق الرعد (1) حيارى ولم يخش الوعيد ولا الوعد تجوب بعيد البيد فيها لها وخد ألا لعنت هند وما نجلت هند يشق الحشا منه ويلتدم الخد ومن نحره البيض الصقال لها ورد يلاحظها في سيرها الحر والعبد هو الخـلف المأمول والعلم الفرد إذا سار أملاك السماء له جند علوا وركن الشرك والكفر ينهد أنيقا وداعي الحق ليس له ضد إليه فتجلى عندها الأعين الرمد وأنت ختام الأوصياء إذا عدوا مناقب لا تحصى وإن كثر العد تنوح إذا الصب الحزين بها يشدو إذا أنشدت حادي الدموع بها تحدو إذ ما أتى والحشر ضاق به الحشد قدار مديحـي بعد أن مدح الحمد فقير وهذا جهد من لا له جهد وصبري وسلواني به أخلق الجهد غدا كل مولى يستجير به العبد مدحت وفيكم في غد ينجز الوعد فقد نجحت منه المطالب والقصد

1 ـ سحبت من السحب : الجر على وجه الأرض. النوار : الزهر أو الأبيض منه. انبعق : انبعج المطر.

(57)
فإن مال عنكم يا بني الفضل راغـب فيا عدتي في شدتي يوم بعثتي عبيدكم ( البرسي ) مولى فخاركم عليكم سلام الله ما سكب الحيا يظل ويضحـى عند من لا له عند بكم غلتي من علتي حرها برد كفاه فخارا أنه لكم عبد دموعا على روض وفاح لها ند
    وله في رثاء الإمام السبط الشهيد صلوات الله عليه قوله :
دمع يبدده مقيم نازح والعين إن أمست بدمع فجرت أظهرت مكنون الشجون فكلما وعلي قد جعل الأسى تجديده وشهود ذلي مع غريم صبابتي أوهى اصطباري مطلق ومقيد فالجفن منسجم غريق سائـح والخد خدده طليق فـاتر أصبحت تخفضني الهموم بنصبها حلت له حلل النحول فبرده وخطيب وجدي فوق منبر وحشتي ومحرم حزني وشوال العنا ومد يد صبري في بسيط تفكري ساروا فمعناهم ومغناهم عفا درس الجديد جديدها فتنكرت ودم يبدده مقيم نازح فجرت ينابيع هناك موانح شج الأمون سجا الحرون الجامح (1) وقفا يضاف إلى الرحيب الفاسح كتبوا غرامي والسقام الشارح غرب وقلب بالكآبـة بائح (2) والقلب مضطرم حريق قادح والوجد جدده مجد مازح والجسم معتل مثال لائح برد الذبول تحل فيه صفائح لفراقهم لهو البليغ الفاصح والعيد عندي لاعج ونوايح هزج ودمعي وافر ومسارح (3) واليوم فيه نوايح وصوايح ورنا بها للخطب طرف طامح (4)

1 ـ الشج من شج المفازة. قطعها. الأمون من الناقة : وثيقة الخلق القوية. سجا يسجو سجوا : مد حنينه. الحرون من الدابة الذي لا ينقاد ، وإذا استدبر جريه وقف. الجامح : المتغلب على راكبه والذاهب به وهو لا ينثني.
2 ـ بائح من باح يبوح بوحا بسره : أظهره كأباحه.
3 ـ إشارة إلى أنواع الشعر.
4 ـ رنا إليه وله : أدام النظر إليه بسكون الطرف. الطامح من طمح البصر : ارتفع ونظر شديدا.


(58)
نسج البلى منه محقق حسنه فطفقت أندبه رهين صبابة وأقول والزفرات تذكي جذوة لا غرو إن غدر الـزمان بأهله فلقد غوى في ظلم آل محمد وسطى على البازي غـراب أسحم وتطاول الكلب العقور فصاول وتواثبت عرج الضـباع وروعت (3) آل النبي بنو الوصي ومنبع خزان علم الله مهبط وحيه التائبون العابدون الحامدون الصائمون القائمون المطعمون عند الجدى سحب وفي وقت الهدى هم قبلة للساجدين وكعبة طرق الهدى سفن النجاة محبهم ما تبلغ الشعراء منهم في الثنا نسب كمنبلج الصـباح ومنتمي ففناءه ماحي الرسوم الماسح عدم الرفيق وغاب عنه الناصح بين الضلوع لها لهيـب لافح وجفا وحان وخان طرف لامح وعوى عليهم منه كلب نابح وشبا على الأشبال زنج ضابح (1) الليث الهصور وذاك أمر فادح (2) والسيد أضحى للأسود يكافح الشرف العلي وللعلوم مفاتح وبحار علم والأنام ضحاضح (4) الذاكرون وجنح ليل جانح المؤثرون لهم يد ومنايح سمت وفي يوم النزال جحاجح (5) للطائفين ومشعر وبطأيح ميزانه يوم القيامة راجح والله في السبع المثاني مادح زاك له يعنو السماك الرامح (6)

1 ـ البازي من طيور الصيد وله أنواع كثيرة. الأسحم : الأسود. شبا : علا. الزنج : قوم من السودان. الضابح : المتغير اللون كلون الضبح أي الرماد.
2 ـ صاوله : واثبه. الهصور من الأسد الذى يهصر فريسته أي يكسرها كسرا. الفادح : الصعب المثقل.
3 ـ تواثبت من وثب وثبا : نهض وقام. عرج ج الأعرج : المصاب في رجله الماشي مشية غير متساوية. الضبع. الضباع ج الضبع.
4 ـ الضحضاح : الماء اليسير أو القريب القعر.
5 ـ الجدى : العطية. السمت : المحجة والطريق. الجحاجح ج الجحجح : السيد المسارع إلى المكارم. المبادر.
6 ـ يعنو : يذل ويخضع. السماك الرامح : نجم معروف يسمى بذلك لأنه يقدمه كوكب يقولون : هو رمحه.


(59)
الجد خير المرسلين محمد الهادي هو خاتم بل فاتح بل حاكم هو أول الأنوار بل هو صفوة هو سيد الكونين بل هو أشـ لولاك ما خلق الزمان ولا بدت والأم فاطمة البتول وبضعة حورية إنسية لجلالها والوالد الطهر الوصي المرتضى مولى له النبأ العظيم وحبه مولى له بغدير خم بيعـة القسور البتاك والفـتاك والس أسد الإله وسيفه وولـيه وبعضده وبعضبه وبعزمه يا ناصر الاسلام يا باب الهدى يا ليت عينك والحسين بكربلا والعاديات صواهل وجوائل والبيض والسمر اللدان بوارق يلقى الردى بحر الندى بين العدى أفديه محزوز الوريد مرملا والماء طام وهو ظام بالعرا الأمين أخو الختام الفاتح بل شاهد بل شافع بل صافح الجبار والنشر الأريج الفايح رف الثقلين حـقا والنذير الناصح للعالمين مساجد ومصابح الهادي الرسول لها المهيمن مانح وجمالها الوحي المنزل شارح علم الهداية والمنار الواضح النهج القويم به المتاجر رابـح خضعت لها الأعناق وهي طوامح فاك في يوم العراك الذابح وشقيق أحمد والوصي الناصح حقا على الكفار ناح النايح يا كاسر الأصنام فهي طوامح (1) بين الطغاة عن الحريم يكافح بالشوس في بحر النجيع سوابح (2) وطوارق ولوامع ولوائح (3) حتى غدا ملقى وليس منافح (4) ملقى عليه الترب ساف سافح (5) فرد غريب مستظام نازح

1 ـ مر حديث كسره عليه السلام الأصنام في صفحة 9 ـ 13 من هذا الجزء.
2 ـ الشوس ج الأشوص. راجع ص 24. النجيع الدم المسائل إلى السواد. سوابح ج سابح : السريع الغير المضطرب في جريه.
3 ـ البيض ج الأبيض : السيف. السمر : الرمح. اللدان ج لدن بفتح اللام : اللين.
4 ـ المنافح : المدافع.
5 ـ ساف من سفى يسفى سفيا : التاب تذرى وتبدد. سافح : المصبوب الذى لا يحبسه شيء.


(60)
والطاهرات حـواسر وثواكل في الطف يسحبن الذيول بذلة يسترن بالأردان نور محاسن لهفي لزينب وهي تندب ندبها تدعو : أخي يا واحدي ومؤملي من لليتامى راحم ؟ من للأيامى حزني لفاطم تلطم الخدين من أجفانها مقروحة ودموعها تهوى لتقبيل القتيل تضمه تحنو على النحر الخضيب وتلثم أسفي على حرم النبوة جئن يندبن بدرا غاب في فلك الثرى هذي أخي تدعو وهذي يا أبي والطهر مشغول بكرب الموت من ولفاطم الصغرى نحيب مقرح علج يعالجها لسلب حليها بالردن تستر وجـهها وتمانع تستصرخ المـولى الإمام وجدها : يا جد قد بلغ العدا ما أملوا يا جد غاب ولينا وحمينا بين العدا ونوادب ونوائح والدهر سهم الغدر رام رامح (1) صونا وللأعداء طـرف طامح في ندبها والدمع سار سارح (2) من لي إذا ما ناب دهر كالح ؟ (3) كافل ؟ من للجفاة مناصح ؟ عـظم المصاب لها جوى وتبارح (4) مسفوحة والصبر منها جامح بفتيل معجرها الدماء نواضح الثغر التريب لها فؤاد قادح مطـروحا هنالك بالعتاب تطارح (5) وهزبر غاب غيبته ضرائح تشكو وليس لها ولي ناصح رد الجواب وللمنية شابح (6) يذكي الجوانح للجوارح جارح فتطل في جهد العفاف تطارح (7) الملعون عن نهب الردا وتكافح وفؤادها بعد المسـرة نازح فينا وقد شمت العدو الكاشح وكفيلنا ونصيرنا والناصح

1 ـ يسحبن من سحب سحبا : جر على وجه الأرض. الرامح : الطاعن بالرمح.
2 ـ السارح : الجاري جريا سهلا.
3 ـ ناب : نزل. الكالح من كلح وجهه : عبس وتكشر فهو كالح.
4 ـ الجوى شدة الوجد من حزن أو عشق. داء في الصدر. التبارح من البرح : الأذى والعذاب الشديد والمشقة.
5 ـ تطارح : تجاوب.
6 ـ الشابح من شبح شبحا الجلد : مده بين أوتاد. الرجل مده كالمصلوب.
7 ـ تطارح : تباعد.
الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: فهرس