الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: 91 ـ 100
(91)
من الصحة بل لو كانوا واقفين عليها
ولو على واحدة منها لما أجمعوا على تركها فيرويها متحروا الزوايا ، ونباشة
الدفاين ، فيبرزوها إلى الملأ من تحت غبار الهجر ، أو وراء نسج عناكب النسيان ،
فيرشدنا ذلك إلى أن مواليد هذه الروايات متأخر تاريخها عن عهد أرباب الصحاح
وحسبها ذلك مهانة وضعة.
كما أن ما في الصحاح من النزر
اليسير ولائد متأخرة عن عهد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله.
على أن الخليفة نفسه لو كان على
ثقة من صدور شيء من تلكم الأحاديث ولو يسيرا منها من قائلها صلى الله عليه
وآله لما كان يرى مثل أبي عبيدة الجراح حفار القبور أولى منه بالخلافة ، ولما
قدمه على نفسه ، ولما ترك الاحتجاج بها يوم كانت حاجته إليه مسيسة ، ويوم كان
الحوار في أمر الخلافة قائما على قدم وساق ، وطفق كل ذي فضل يدلي بحججه ، وقد
احتدم الجدال حتى كاد أن يكون جلادا ، واستحر الحجاج حتى عاد لجاجا ، لكن الرجل
لم يكن عنده حجة ولا لزبانيته إلا أنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله
وثاني اثنين إذ هما في الغار ، وأنه أكبر القوم سنا وكان أبوه أكبر منه لا
محالة وقد اختارته الجماعة وانعقدت له البيعة بعد هوس وهياج ركونا إلى أمثال
هذه مما لا تثبت بها حجة ، ولا يخضع لها ذو مسكة ، ولا يصلح بها شأن الأمة ، ولا
يجمع بها شمل.
ولا يتم بها الأمر.
نعم : روي عن أبي بكر أنه ذكر في
الحجاج له أشياء حذفتها الرواة ولم يذكروا منها إلا أنه أول من
أسلم.
أو : أول من صلى.
عن أبي سعيد الخدري قال : قال
أبو بكر : ألست أحق الناس بها ؟ ألست أول من أسلم ؟ ألست صاحب كذا ؟ ألست صاحب
كذا ؟ (1) وعن أبي نضرة قال : لما أبطأ الناس عن أبي بكر قال : من أحق بهذا
الأمر مني ؟ ألست أول من صلى ؟ ألست ؟ ألست ؟ ألست ؟ فذكر خصالا فعلها مع
النبي صلى الله عليه وسلم (2)1 ـ أخرجه الترمذي ،
والبزار ، وابن حبان ، وأبو نعيم في المعرفة ، وابن مندة في غرائب شعبة ، وسعيد
بن منصور ، وأبو داود كما في كنز العمال 3 ص 125 ، وذكره ابن الأثير في أسد
الغابة 3 : 209 ، وابن كثير في تأريخه 3 : 27.
2 ـ أخرجه ابن سعد
في الطبقات الكبرى ط ليدن 3 : 129 ، وخيثمة الطرابلسي في فضائل الصحابة كما في
كنز العمال 3 : 126.
(92)
ونحن لا نعرف شيئا مما حذفوه من
فضائله المزعومة أو اختلقوا نسبته إليه إذ من الممكن ـ بل المحقق ـ أنه لم
يقل شيئا ، وإنما اصطنعوا له هذه الصورة لإيهام أنه كانت له يوم ذاك فضائل
مسلمة ، لكن نعطف النظرة على المذكور من تلك المناقب وهو كون الخليفة أول من
أسلم.
أو : أول من صلى ، ولم يكن
كذلك.
والقول به يخالف رأي النبي
الأعظم ونصوص الصحابة ، وقد فصلنا القول فيه في الجزء الثالث ص 219 ـ 243 ط 2
وذكرنا مائة نص عن النبي الأقدس وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما ،
وعن الصحابة الأولين والتابعين لهم بإحسان على أن أول من أسلم وأول من صلى من
ذكر هو مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.
وأوضحنا هنالك أن أبا بكر ليس
أول من أسلم. أو : صلى بل في صحيحة الطبري : إنه أسلم بعد أكثر من خمسين رجلا.
فراجع.
ولو كانت الصحابة الأولون
يعرفون شيئا من تلكم الموضوعات الجمة لما تركوا الاحتجاج به يوم ذاك يوم
إخضاع الناس بدلا عن إشفاع الدعوة بالإرهاب والترعيد ، و لما يقتصر عمر بن
الخطاب يوم السقيفة بقوله : من له مثل هذه الثلاث : ثاني اثنين إذ هما في الغار
إذ يقول لصاحبه لا تحزن.
إن الله معنا.
وبقوله : إن أولى الناس بأمر نبي
الله ثاني اثنين إذ هما في الغار. أبو بكر السباق المسن.
وبقوله يوم بيعة العامة : إن أبا
بكر صاحب رسول الله. وثاني اثنين إذ هما في الغار (1).
ولما قال سلمان
للصحابة.
أصبتم ذا السن منكم ولكنكم
أخطأتم أهل بيت نبيكم (2) ، ولما يكتفي عثمان بن عفان في الدعوة إلى أبي بكر
بقوله : إن أبا بكر الصديق أحق الناس بها ، إنه لصديق وثاني اثنين وصاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم (3)1 ـ سيرة ابن هشام 4 :
340 ، الرياض النضرة 1 : 162 ، 166 ، تأريخ ابن كثير 5 : 247 248 ، شرح ابن أبي
الحديد 2 : 16 ، السيرة الحلبية 3 : 388.
2 ـ شرح ابن أبي
الحديد 1 : 131 ، ج 2 : 17.
3 ـ أخرج
الأطرابلسي في فضائل الصحابة كما في كنز العمال 3 : 140.
(93)
ولما فاه المغيرة بن شعبة بمقاله لأبي
بكر وعمر : تلقوا العباس فتجعلوا له في هذا الأمر نصيبا فيكون له ولعقبه
فتقطعوا به من ناحية علي ويكون لكم حجة عند الناس على علي إذا مال معكم
العباس.
ولما دخل أبو بكر وعمر وأبو
عبيدة والمغيرة على العباس ليلا ، ولما قال أبو بكر له : لقد جئناك ونحن نريد
أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا يكون لك ويكون لمن بعدك من عقبك ، إذ كنت عم
رسول الله (1).
ولما تم الأمر له ببيعة اثنين
فحسب : عمر وأبي عبيدة.
أو : ببيعة أربع : هما مع أسيد
وبشر.
أو بخمسة : هم مع سالم مولى أبي
حذيفة كما يأتي تفصيله.
ولما تخلف عن بيعته رؤس
المهاجرين والأنصار : علي وابناه السبطان. والعباس وبنوه في بني هاشم. وسعد بن
عبادة وولده وأسرته. والحباب بن المنذر وتابعوه. والزبير وطلحة. وسلمان.
وعمار. وأبو ذر. والمقداد. وخالد بن سعيد. وسعد بن أبي وقاص. وعتبة بن أبي
لهب. والبراء بن عازب. وأبي بن كعب. وأبو سفيان بن حرب. وغيرهم (2).
ولما كان مجال لقول محمد بن
إسحاق : كان عامة المهاجرين وجل الأنصار لا يشكون أن عليا صاحب الأمر بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله. شرح ابن أبي الحديد 2 : 8.
ولما قال عتبة بن أبي لهب يوم
ذاك بملأ من مدعي الفضائل :
ما كنت أحسب أن
الأمر منصرفعن أول الناس
إيمانا وسابقةوآخر
الناس عهدا بالنبي ومنمن فيه ما
فيهم ؟ لا يمترون بهماذا الذي
ردكم عنه ؟ فنعلمه
عن هاشم ثم منهم عن أبي حسنوأعلم الناس بالقرآن والسننجبريل عون له في الغسل والكفنوليس في القوم ما فيه من الحسنها إن بيعتكم من أول الفتن (3)
1 ـ الإمامة والسياسة 1 :
15 تأريخ اليعقوبي 2 : 103 ، 104 شرح بن أبي الحديد 1 : 132.
2 ـ تأريخ
اليعقوبي 2 : 103 ، الرياض النضرة 1 : 167 تأريخ أبي الفدا ج 1 : 156 ، روضة
المناظر لابن شحنة هامش الكامل 7 : 164 شرح ابن أبي الحديد 1 : 134.
3 ـ تأريخ
اليعقوبي 2 : 103 ، رسائل الجاحظ 22 ، أسد الغابة 4 ص 40 ، تأريخ أبي الفدا ج 1 ص
164 ، شرح ابن أبي الحديد 3 : 259 ، الغدير 3 : 232. تعزى هذه الأبيات
إلى عدة شعراء راجع المصادر المذكورة.
(94)
ولما قال قصي يوم ذاك :
بني
هاشم لا تطمعوا الناس فيكمفما
الأمر إلا فيكم وإليكمأبا حسن
فاشدد بها كف حازموإن امرءا
يرمي قصيا وراءه
ولا سيما تيم بن
مرة أو عديوليس لها إلا
أبو حسن عليفإنك بالأمر الذي
يرتجى مليعزيز الحمى والناس من غالب
قصي (1)
يهمنا النظر إلى ملكات الخليفة وما
انحنت عليه أضالعه من علوم أو نفسيات حتى نعلم أنها هل تجعل له صلة بفضيلة ؟
أو تقرب مبوأه من التأهل لهاتيك المرويات ؟ أو تعين له حدا يكون التفريط منه
إجحافا به ، وبخسا بحقه ، وتحطيما لمقامه ؟ أو يعرف الغلو بالإفراط فيه ؟ أما
هو قبل الاسلام فلا نفيض عنه قولا لأن الاسلام يجب ما قبله ، فلا التفات إذن
إلى ما جاء به عكرمة رضي الله تعالى عنه من قوله : كان أبو بكر رضي الله عنه
يقامر أبي بن خلف وغيره من المشركين وذلك قبل أن يحرم القمار.
ذكره الإمام الشعرائي في كتابه
كشف الغمة ج 2 : 154.
وقال الإمام أبو بكر الجصاص
الرازي الحنفي المتوفى 370 في أحكام القرآن 1 : 388 : لا خلاف بين أهل العلم في
تحريم القمار وإن المخاطرة من القمار ، قال ابن عباس : إن المخاطرة قمار وإن
أهل الجاهلية كانوا يخاطرون على المال والزوجة وقد كان ذلك مباحا إلى أن ورد
تحريمه ، وقد خاطر أبو بكر الصديق المشركين حين نزلت : آلم غلبت الروم.
كما لا يلتفت إلى ما ذكره أبو
بكر الاسكافي في الرد على الرسالة العثمانية للجاحظ (1) من أن أبا بكر كان قبل
إسلامه مذكورا ورئيسا معروفا ، يجتمع إليه كثير من أهل مكة فينشدون الأشعار ،
ويتذاكرون الأخبار ، ويشربون الخمر ، و قد سمع دلائل النبوة وحجج الرسالة ،
وسافر إلى البلدان ، ووصلت إليه الأخبار.
وأخرج الفاكهي في كتاب مكة
بإسناده عن أبي القموص قال : شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية (2) فأنشأ يقول :
1 ـ رسائل الجاحظ ص 34 ، شرح ابن أبي الحديد 3 ص 264.
2 ـ هذه الكلمة دخيلة في الرواية ، وذيل الرواية يكذبها أيضا وسنوقفك على التاريخ الصحيح.
فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقام يجر إزاره حتى دخل فتلقاه عمر وكان مع أبي بكر فلما نظر إلى وجهه محمرا
قال : نعوذ بالله من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لا يلج لنا رأسا
أبدا ، فكان أول من حرمها على نفسه.
وذكره الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول ص 66 فقال : هو مما تنكره القلوب.
فكأن الحكيم وجد الحديث دائرا
سائرا في الألسن غير أنه رأى القلوب تنكره.
وذكره ابن حجر في الإصابة 4 : 22
فقال : واعتمد نفطويه على هذه الرواية فقال : شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرم
ورثى قتلى بدر من المشركين.
وحديث أبي القموص هذا أخرجه
الطبري في تفسيره 2 : 203 وفي طبعة 211 عن ابن بشار (1) عن عبد الوهاب (2) عن
عوف (3) عن أبي القموص زيد بن علي (4) قال : أنزل الله عز وجل في الخمر ثلاث
مرات ، فأول ما أنزل قال الله : يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير
ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما (5) قال : فشربها من المسلمين من شاء الله
منهم على ذلك حتى شرب رجلان فدخلا في الصلاة فجعلا يهجران كلاما لا يدري عوف
ما هو فأنزل الله عز وجل فيها : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكارى حتى تعلموا ما تقولون (6) فشربها من شربها منهم وجعلوا يتقونها عند
الصلاة حتى شربها فيما زعم أبو القموص رجل فجعل ينوح على قتلى بدر :
تحيي
بالسلامة أم عمروذريني
أصطبح بكرا فإنيوود بنو
المغيرة لو فدوه
وهل لك بعد رهطك من سلام ؟رأيت الموت نقب عن هشامبألف من رجال أو سوام
1 ـ الحافظ أبو بكر محمد
بن بشار العبدي البصري. من رجال الصحاح الست.
2 ـ ابن عبد
المجيد البصري. من رجال الصحاح الست.
3 ـ ابن أبي جميلة
العبدي البصري. من رجال الصحاح الست.
4 ـ ثقة كما في
تهذيب التهذيب 3 ص 420.
5 ـ سورة البقرة
آية : 219.
6 ـ سورة النساء.
آية : 43.
قال : فبلغ ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم فجاء فزعا يجر رداءه من الفزع حتى انتهي إليه فلما عاينه الرجل
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا كان بيده ليضربه قال : أعوذ بالله من
غضب الله ورسوله والله لا أطعمها أبدا فأنزل الله تحريمها : يا أيها الذين
آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس (1) إلى قوله : فهل أنتم
منتهون.
فقال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه : إنتهينا. إنتهينا (2).
وأخرج البزار عن أنس بن مالك
قال : كنت ساقي القوم تينا وزبيبا خلطناهما جميعا وكان في القوم رجل يقال له :
أبو بكر فلما شرب قال :
أحيي أم
بكر بالسلاميحدثنا
الرسول بأن سحتا
وهل لك بعد قومك من سلام ؟وكيف حياة أصل أو هشام (3)
فبينا نحن كذلك والقوم يشربون إذ دخل
علينا رجل من المسلمين فقال : ما تصنعون ؟ إن الله تبارك وتعالى قد نزل تحريم
الخمر. الحديث.
وقال ابن حجر في فتح الباري 10 :
30 ، والعيني في عمدة القاري 20 : 84 : من المستغربات ما أورده ابن مردويه في
تفسيره من طريق عيسى بن طهمان (4) عن أنس أن أبا بكر وعمر كانا
فيهم.
وهو منكر مع نظافة سنده ، وما
أظنه إلا غلطا.
وقد أخرج أبو نعيم في الحلية في
ترجمة شعبة من حديث عائشة قالت : حرم أبو بكر الخمر على نفسه فلم يشربها في
جاهلية ولا إسلام.
ويحمل أن كان محفوظا أن يكون
أبو بكر وعمر زارا أبا طلحة في ذلك اليوم
1 ـ سورة المائدة. آية : 91.
2 ـ لا يخفى على القارئ أن الطبري حرف اسم أبي بكر وجعل مكانه : رجل. وحرف كلمة ( أم بكر ) في
الشعر وبدلها بأم عمرو. صونا للكرامة.
3 ـ مجمع الزوائد 5 : 51.
4 ـ وثقه أحمد. وابن
معين. وأبو حاتم. ويعقوب بن سفيان. وأبو داود. والحاكم. والدار قطني. تهذيب
التهذيب 8 ص 216.
(98)
ولم يشربا معهم (1) ثم وجدت عند البزار
من وجه آخر عن أنس قال : كنت ساقي القوم وكان في القوم رجل يقال له : أبو بكر
فلما شرب قال :
تحيي بالسلامة أم بكر
......
فدخل علينا رجل من المسلمين
فقال : قد نزل تحريم الخمر. الحديث.
وأبو بكر هذا يقال له : ابن شغوب
فظن بعضهم أنه أبو بكر الصديق وليس كذلك ولكن قرينة ذكر عمر تدل على عدم
الغلط في وصف الصديق فحصلنا تسمية عشرة.
قال الأميني : ترى ابن حجر
يتلعثم في ذكر الحديث ، فلا يدعه حبه للخليفة أن يقبله ، ولا تخليه صحته أن
يصفح عنه ، فجاء يستغرب أولا ثم يستنكره مع الحكم بنظافة سنده ، ويظنه غلطا
تارة ويراه محفوظا أخرى ، وبالأخير يأخذه صدق النبأ و صحته فيتخلص منه بالحكم
بأن المذكور فيه هو أبو بكر الصديق بقرينة عمر ، فيعدهما من أحد عشر الذين
كانوا يشربون الخمر في دار أبي طلحة.
وابن حجر يعلم بأن ما أخرجه أبو
نعيم في الحلية من حديث عايشة لا يقاوم هذا النبأ الثابت المروي بالطرق
الصحيحة عن رجال الصحاح ، ذكر أبو نعيم حديثه في الحلية.
7 ص 160 من طريق عباد بن زياد
الساجي عن ابن عدي عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن أبي الرجال عن أمه عمرة عن
عائشة.
وقال : غريب من حديث شعبة لم
نكتبه إلا من من حديث عباد بن أبي عدي.
وفيه : عباد بن زياد الساجي ،
يتهم بالقدر.
قال موسى بن هارون : تركت حديثه ،
و قال ابن عدي : هو من أهل الكوفة الغالين في التشيع له أحاديث مناكير في
الفضائل.
( تهذيب التهذيب 5 : 294 )
وفيه : شعبة عن محمد بن عبد
الرحمن أبي الرجال قال الخطيب : هذا وهم شعبة لم يرو عن أبي الرجال شيئا ،
وكذلك من قال فيه عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة.
( تهذيب التهذيب 9 : 295 )
وقال ابن حجر والعيني : وقع عند عبد الرزاق عن معمر بن ثابت
وقتادة وغيرهما
1 ـ هنا ينتهي كلام
العيني والبقية كلمة ابن حجر فحسب.
(99)
عن أنس : إن القوم كانوا أحد عشر رجلا (1).
نادي الخمر هذا كان عام الفتح
سنة ثمان من الهجرة بالمدينة المشرفة في دار أبي طلحة زيد بن سهل وكانت
السقاية لأنس كما في صحيح البخاري كتاب التفسير في سورة المائدة في آية
الخمر ، وفي صحيح مسلم في كتاب الأشربة باب تحريم الخمر وقال السيوطي في الدر
المنثور 2 : 321 : أخرجه عبد بن حميد. وأبو يعلى. وابن المنذر ، وأبو الشيخ.
وابن مردويه عن أنس.
وأخرجه أحمد في المسند 3 : 181 ،
227 والطبري في تفسيره 7 : 24 ، والبيهقي في السنن الكبرى 8 : 286 ،
290.
وابن كثير في تفسيره 2 : 93 ، 94.
وكان عدة الحضور في ذلك النادي
كما مرت عن معمر وقتادة أحد عشر رجلا ذكر منهم ابن حجر في فتح الباري 10 : 30
عشرة أنفس وقال كما مر ص 98 : فحصلنا تسمية عشرة وهم :
1 ـ أبو بكر بن أبي قحافة. وكان يوم
ذاك ابن ثمان وخمسين سنة.
2 ـ عمر بن الخطاب. وكان يوم
ذاك ابن خمس وأربعين سنة.
3 ـ أبو عبيدة الجراح. وكان ابن
ثمان وأربعين سنة.
4 أبو طلحة زيد بن سهل صاحب
النادي ، وكان له أربع وأربعون سنة ، قال ابن الجوزي في الصفوة 1 : 191 : توفي
سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة.
5 ـ سهيل بن بيضاء. توفي بعد القضية
بسنة وهو كبير السن.
6 ـ أبي بن كعب.
7 ـ أبو دجانة سماك بن خرشة.
8 ـ أبو أيوب الأنصاري.
9 ـ أبو بكر بن شغوب.
10 ـ أنس بن مالك ساقي القوم ،
كان يوم ذاك ابن ثمانية عشر عاما على الأصح وفي صحيحة مسلم في الأشربة في باب
تحريم الخمر ، والبيهقي في السنن 8 : 29 عن أنس أنه قال : إني لقائم أسقيهم وأنا أصغرهم.
1 ـ فتح الباري 10 ص 30 ، عمدة القاري 10 ص 84.
(100)
وقد عزب عن ابن حجر حادي عشر القوم وهو : معاذ بن جبل.
كما ورد في حديث قتادة عن أنس ، أخرجه ابن جرير في تفسيره 7 : 24 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 5 52 ، والعيني في عمدة القاري 8 : 589 ، والسيوطي في الدر المنثور 2 : 321 نقلا عن ابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه ، والنووي في شرح مسلم هامش إرشاد القسطلاني 8 : 232.
وكان معاذ يوم ذاك ابن ثلاث
وعشرين سنة إذ توفي سنة 18 وله 33 عاما كما ذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة.
وهؤلاء المذكورين من الذين
كانوا يشربون الخمر بعد نزول الآيتين فيها بتأويل فيهما كما مر في الجزء
السادس 251 ط 2 ، إلى أن نزل آية المائدة : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر
والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان. إلى قوله تعالى : فهل أنتم
منتهون.
وكان ذلك في عام الفتح فلما
رأوا غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلموا من الآية الثلاثة التحذير
والوعيد إنتهوا وقال عمر : إنتهينا إنتهينا.
قال الآلوسي في تفسيره 2 : 115 :
شربها كبار الصحابة رضي الله عنهم بعد نزولها ( يعني آية الخمر في البقرة ) وقالوا : إنما نشرب ما ينفعنا ولم يمتنعوا حتى نزلت آية المائدة.
وأخرج ابن أبي حاتم من حديث أنس
أنه قال : كنا نشرب الخمر فأنزلت : يسألونك عن الخمر والميسر.
الآية.
فقلنا : نشرب منها ما
ينفعنا.
فأنزلت في المائدة : إنما الخمر
والميسر والأنصاب والأزلام رجس. الآية.
فقالوا : أللهم قد انتهينا (1).
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء أنه
قال : أول ما نزل في تحريم الخمر ( يسألونك عن الخمر والميسر ) الآية فقال بعض
الناس : نشربها لمنافعها التي فيها.
وقال آخرون لا خير في شيء فيه
إثم ثم نزل ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) الآية ،
فقال بعض الناس : نشربها ونجلس في بيوتنا.
وقال آخرون : لا خير في شيء يحول
بيننا وبين الصلاة مع المسلمين.
فنزلت ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر الآية ) فانتهوا (2).
1 ـ الدر المنثور 1 :
252 ، تفسير الشوكاني 1 : 197.
2 ـ تفسير الآلوسي 7 ص
17.
الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء السابع ::: فهرس