الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء الثامن ::: 381 ـ 390
(381)
هلك في تسييره ، إلى مضروب كسرت أضالعه ، إلى مهان توجهت إليه لسبات الألسن.
    وقبل هؤلاء مولانا أمير المؤمنين صالح الأمة ، يراه عثمان أحق بالنفي من أولئك كما يأتي حديثه ، وأخرجه إلى ينبع مرة بعد أخرى ليقل هتاف الناس باسمه للخلافة ، وقال لابن عباس : اكفني ابن عمك. وقال ابن عباس : ابن عمي ليس بالرجل يرى له ولكنه يرى لنفسه فأرسلني إليه بما أحببت. قال : قل له : فليخرج إلى ماله بالينبع فلا اغتم به ولا يغتم بي. فأتى عليا فأخبره فقال : ما اتخذني عثمان إلا ناضحا ثم أنشد يقول :
فكيف به إني أدواي جراحه فيدوى فلا مل الدواء ولا الداء
    وقال : يا ابن عباس ! ما يريد عثمان إلا أن يجعلني جملا ناضحا بالغرب (1) أقبل وأدبر بعث إلي أن أخرج ، ثم بعث إلي أن أقدم ، ثم هو الآن يبعث إلي أن أخرج والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثما. (2)
    فهلا كان ابن سبا وأصحابه بمرأى من الخليفة ومسمع وقد طغوا في البلاد و أكثروا فيها الفساد ؟ وكيف بهضة أمر أولئك الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولا يهمه قمع تلكم الجرثومة الخبيثة باجتثاث أصلها ؟ بإعدام عبد الله بن سبا ، أو صلبه على جذوع النخل ، أو قطع يده ورجله من خلاف ، أو نفيه من الأرض.
    هلا كان واجب الخليفة أن يشاور صلحاء الصحابة في الرجل الضال المضل بدل ما شاور أبناء بيته الساقط في أبي ذر العظيم بقوله القارص : أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب إما أن اضربه أو أحبسه أو اقتله ، فإنه قد فرق جماعة المسلمين ، أو أنفيه من أرض الاسلام ؟ (3)
    نعم : كان عبد الله بن سبا من جراثيم العيث والفساد ، وجذوم الكفر والالحاد ، ولم يفتأ يتقلب بين المسلمين بنواياه السيئة وإن لم يثبت عنه المبدأ الشيوعي قط ، ولا
1 ـ نضح الجمل حمله من بئر أو نهر ليسقى به الزرع فهو ناضح. والغرب بالفتح فسكون : الدلو العظيمة ، والكلام تمثيل للتسخير.
2 ـ نهج البلاغة 1 : 468 ، العقد الفريد 2 : 274.
3 ـ راجع ما مر ص 298 ، 306 من هذا الجزء.


(382)
إثارة الثائرين على عثمان إلا بمكتوبة السري عن شعيب عن سيف المكذوبة الساقطة التي لا قيمة لها في سوق الاعتبار (1) فإن المسلمين خصوصا الثائرين على عثمان والمتجمهرين عليه وهم جل الصحابة لو لم نقل كلهم ( كما يأتي تفصيله في الجزء التاسع بإذن الله ) و خصوصا من لاث بمولانا أمير المؤمنين من علية الصحابة كأبي ذر وعمار ومالك الأشتر وابني صوحان وأمثالهم ما كان يقيمون وزنا لنعرات أي ابن انثى تجاه ما اتخذوه من مستقى الوحي فضلا عن مثل ابن سبا المعروف عندهم ملكاته ونزعاته في أمسه ويومه ذاك ، فأنى يصيخون إلى ماله من هلجة وهم رجال الفكرة الصالحة في المجتمع الديني ولم يثبت التاريخ الصحيح اتصال أحد منهم بهذا الرجل فضلا عن تأثيره في نفسياتهم وإثارة الفتن في المجتمع الديني بأيديهم ، وهلا كان خليفة الوقت أراح المسلمين من شره بتشتيت شمله وتمزيق جمعه ؟ كما فعله مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، فقطع عن أديم الأرض أصول تلك النزعات الوبيلة بإلقاء الدخان على حامليها كما مر في الجزء السابع ص 156 ط 2 ، وذكره ابن حزم في الفصل 4 : 186.

    كلمتنا الأخيرة
    لو درست الأساتذة حقيقة الشيوعية وما يهتفون به من أصولها وحقيقة أبي ذر العالم الصحابي ونظراءه وما يؤثر عنهم من قول وعمل وأحاديث جاءت فيهم عرفوا البون الشاسع بين المبدأين ، وإن مثل أبي ذر لا يكون شيوعيا مهما أسف من أوج عظمته وانكفأ عن صهوة علمه ، وتنازل عن مبادئه المقدسة ، وإنه لا يعتنق ذلك المذهب عالم وإن قلت بضاعته ، وضعفت منته العلمية.
    أنى يهتف بالشيوعية ويعتنقها من وقف واطلع على ما جاء به الاسلام المقدس في تأمين مؤن الفقراء وسد عيلتهم ، وما وطد من مشارع تخفف عنهم ما يبهضهم من عمبء حزانتهم ، وما شرع لهم من منابع الحياة المادية في أموال الأغنياء ، بقدر ما يسعهم كما أخبر به النبي الأعظم بقوله : إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ، ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا وعروا إلا بما يصنع أغنياؤهم ، ألا و
1 ـ راجع ص 328326 من هذا الجزء.

(383)
إن الله يحاسبهم حسابا شديدا ويعذبهم عذابا أليما (1). فبعد ترصيف السياسة المالية على أحسن نظام وأرقى منهج وتعبية ما يسد خلة الفقراء ، سد عليهم أبواب السؤال و التكدي وشدد النكير عليهما بمثل قوله صلى الله عليه وآله : إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث : لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع (2) ورغبهم إلى الاستعفاف والاستغناء عن الناس بكل ما تيسر من العمل بقوله صلى الله عليه وآله : لإن يأخذ أحدكم حبلا فيأتي الجبل فيجئ بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيستغني بها خير له من أن يسأل الناس اعطوه أو منعوه (3) وقرر على أهل اليسار للفقراء والمساكين حقوقا محدودة من شتى النواحي بعناوين مختلفة كرواتب سنوية أو كجراية شهرية تتعلق على الأنعام والغلات والنقدين وأرباح المكاسب والركاز والمعادن والأنفال وغيرها من الواجب المالي المقرر ، مضافا على ما قد يجب على الانسان حينا بعد حين لموجب هنالك كالكفارات والنذور والمظالم.
    وأما التطوع بالصدقات والانفاق مما فضل وهو الذي كاد أن يعد من فروض الانسانية فحدث عنه ولا حرج ، وقد بالغ الصادع الكريم في الحث عليه ومر شطر من أحاديثه ، وأخرج مسلم والترمذي وغيرهما من طريق أبي أمامة مرفوعا : يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك ، وإن تمسكه شر لك ، ولا تلام على كفاف. الترغيب والترهيب 1 : 232 ، 252.
    وأخرج مسلم من طريق أبي سعيد الخدري مرفوعا : من كان معه فضل من ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان عنده فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له. سنن البيهقي 4 : 182.
    وفي صحيح مر في ص 354 قوله صلى الله عليه وآله وسلم : على كل نفس يوم طلعت فيه الشمس صدقة عنه على نفسه.
1 ـ أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير كما في الترغيب والترهيب 1 : 213 ، وروى موقوفا على أمير المؤمنين كما مر ص 256.
2 ـ الترغيب والترهيب 1 : 233 نقلا عن أبي داود والبيهقي.
3 ـ صحيح البخاري 3 : 34 ، صحيح مسلم 3 : 97 ، سنن البيهقي 4 : 195 ، الترغيب والترهيب 1 : 233.


(384)
    وللاسلام وراء هذه كلها آداب وسنن تعرب عن حرمة من قتر عليه رزقه وعن كرامته في الملأ الديني تصديقا للإنكار الوارد في قوله تعالى : فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. كلا (1). فأمر كتابه المقدس بالإنفاق من جيد المال ونفيسه بقوله : يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون. الآية (2) وقوله تعالى : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم (3) ونهى عن نهر السائل وإبطال الصدقات بالمن والأذى ورياء الناس فقال عز من قائل : وأما السائل فلا تنهر (4) وقال : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا (5). وقال : الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (6). وقال : قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم (7).
    وقال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله : لا يقبل الله من مسمع ولا مراء ولا منان والمتحدث بصدقته يطلب السمعة ، والمعطي في ملأ من الناس يبغي الرياء (8).
    وأخرج مسلم في صحيحه مرفوعا : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المنان بما أعطى .. سنن البيهقي 4 : 191.
    وذكر ابن كثير مرفوعا : لا يدخل الجنة عاق ، ولا منان ، ولا مدمن خمر. تفسير ابن كثير 1 : 318.
1 ـ سورة الفجر آية 15 ، 16.
2 ـ سورة البقرة آية 267.
3 ـ سورة آل عمران آية 92.
4 ـ سورة الضحى آية 10.
5 ـ سورة البقرة آية 264.
6 ـ سورة البقرة آية 262.
7 ـ سورة البقرة آية 263.
8 ـ إحياء العلوم 1 : 222.


(385)
    ولقطع أصول المن بالاعطاء وتنزيه نفوس أهل اليسار عن الاستعلاء والترفع والعجب بإعطياتهم ، ومن كان غنيا فليستعفف ، وتطهير قلوب الفقراء الشريفة عما يعتريها من ذل المسكنة ، وتطييب خواطرهم من هوان بسط يد الأخذ إلى الأغنياء ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الصدقة تقع بيد الله عزوجل قبل أن تقع في يد السائل (1).
    وفي صحيح أخرجه مسلم 3 : 85 من طريق أبي هريرة مرفوعا : ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمان بيمينه وإن كانت تمرة ، فتربو في كف الرحمان حتى تكون أعظم من الجبل. الحديث.
    فيرى المعطي المسلم وجهه إلى الله وهو محسن إنه مسلم إلى الله جلا وعلا حقه مما خوله سبحانه بمنه إياه. والفقير يرى أنه آخذ من الله وباسط كفه إلى الله و يد الله هي مدر الأنعم ، وهي اليد العليا ، وهي الوسيطة بين المعطي والآخذ ، وله المن عليهما ، والله الغني وأنتم الفقراء (2) ! إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما (3).
    فالشيوعي لا يكون شيوعيا إلا ويغمره تيار الجهل الهائج ، وإن سماسرة الشيوعية يمنعون قبل كل شيء عن تحري العلم الصحيح ويسوقون الملأ إلى مستوى الجهل والبساطة ، ولعلك لا تشك في ذلك متى جست خلال الديار في المملكة ( السوفيتية ) ومن جنح إليها من أقطار الأرض ، فإنك لا تجد من يهملج إلى الغاية الشيوعية إلا الرجرجة الدهماء الذين لم يعطوا من العلم شيئا ، لكن البلاد الخصبة بالعلم والعلماء كلها من إسلامي وغيره في منتأى عن تلك الخسة ، وكذلك كل من أوتي نصيبا من العلم لا تدعه عقليته أن يسف إلى تلكم الهوة الوبيئة وكيف بأبي ذر ( وعاء العلم ) وأمثاله ؟.
    نعم : للبلاد الإسلامية خاصتها في الابتعاد عن هاتيك السفاسف لوجود العلم الصحيح الناجع عند علمائها ( لا ما جاءت به اللجنة الحاكمة ) والمواد الحيوية المبثوثة في دينها الاسلامي الحنيف ، فهي وهم سدان قويان لدفع ذلك السيل الآتي ، فليس لمجابهة الشيوعية ومكافحتها شيء أقوى من العلم والدين ، وتنوير فكرة الشعب الاسلامي
1 ـ أخرجه الدار قطني والبيهقي في شعب الإيمان.
2 ـ سورة محمد آية 38.
3 ـ سورة النساء آية 135.


(386)
بهما ، فمن واجب الدول الإسلامية ( وقد شعرت هي بهذا الواجب ) توسيع نطاق العلم ، وبث نواميس الدين ، وإحياء ناشئة الانسان الذي خلق جهولا بروح الثقافة الدينية وتربية أبناء الوطن العزيز في صفوف المدارس الابتدائية إلى العالية بدراسة العلوم الناجعة ، والتحفظ على حقوق ضعفاء الأمة ، والأخذ بناصر أخي عيلة العائل بإجراء مقررات الدين المبين ، وتعظيم العلماء الصالحين ، وتقدير رجالات الوعظ والخطابة لتستمر طهارة البلاد عن تلكم الرجاسة ، فحيا الله العلماء العاملين ، وحيا الله الحكومات الإسلامية الناهضين بكلاءة العباد والبلاد.
فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهوائهم ، وقل : آمنت
بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم ، الله ربنا لنا
أعمالنا ولكم أعمالكم ، لا حجة بيننا وبينكم ، الله
يجمع بيننا وإليه المصير

سورة الشورى آية : 15.
الحمد
لله أولا وآخرا
إنتهى الجزء الثامن
من كتاب ( الغدير ) ويتلوه الجزء التاسع
يبتدأ فيه بتتمة هذه المباحث إن شاء الله فتربص حتى حين
ولا تعجل بالقران من قبل أن يقضى إليك وحيه


(387)
التقاريظ المنضدة
لجمع من شعراء اليوم وللجميع الشكر المتواصل
ـ 1 ـ
    للعلامة السيد محمد الهاشمي قصيدة غديرية نشرتها مجلة البيان النجفية الغراء في عددها ال‍ 80 من سنتها الرابعة الصادر في 19 محرم سنة 1370 مطلعها :
يحتفي الخلد فيك مجدا وفخرا واقتحم ساحة الحياة بعزم لك من روحك العظيمة جيش والذي يغمر الليالي ألطافا فتطاول على السماكين قدرا يهرب الموت منه خوفا وذعرا يهزم الحادثات كرا وفرا سيحيى في صفحة الأفق فجرا
    ومنها بعد 75 بيتا في ختامها قوله :
الغدير الغدير ، ذلك سفر دبجته يراعة الناقد الفحل أظهرت ما اختفي وأخفت عيوبا إن يكن يصلح الخلود وساما خالد في الحياة ، قدس سفرا فلم تبق فيه للب قشرا قدست في الورى خداعا ومكرا ( فالأميني ) فيه أولى وأحرى
    ونذكر تمام القصيدة وترجمة عاقد سمطها في شعراء القرن الرابع عشر إنشاء الله تعالى.
ـ 2 ـ
    للخطيب الشهير الشيخ كاظم آل علي خطيب عفك :
كانوا ثلاثة بالعصور الماضيه غير الأولى في مالهم وسيوفهم هذا الفرزدق أولا في مكة نصروا عليا نصرة متماديه حفظوا الوصي كلائة متواليه نصر الأئمة في بيوت ساميه


(388)
والثاني الاقساس في منظومة وأبو فراس نصره بقصيدة والرابع المعروف ما بين الورى وهو ( الأميني ) الأمين مؤلف كتب تقاعست الورى عن مثلها روض ترى فيه مغارس للهدى كانت مآثر دونها ستر العمى أنت الذي أنقذتنا وتركتنا أنت الذي أتعبت نفسك هاديا يا صاحب السفر الكريم الا استمع أولاك رب العالمين مثوبة أبياته للحشر فينا باقيه ميمية طعن الأسنة شافيه (1) كالشمس رائعة النهار الضاحيه كتب ( الغدير ) فما لها من ثانيه تدع العدى أعجاز نخل خاويه وقطوفها في كل آن دانيه أظهرتها فينا فعادت هاديه أحلاف مجد بالحضارة راقيه بك أمة المختار اضحت ناجيه مدحا تهادى نحو قدسك زاهيه عن عدها زمر الخلائق نابيه
ـ 3 ـ
    لشاعر أهل البيت المكثر الشيخ محمد رضا الخالصي الكاظمي عافاه الله ما بلي به من المرض.
( الأميني ) فقيه نيقد زانه الله بأيراد التقى كم غدير يا له بين الورى ماله في عصرنا من مشبه حق أن يفتخر الشرق به طافح تروي الملأ من عذبه
    له كلمات ضافية وشعر كثير في تقريظ الكتاب نذكر شطرا منها في ترجمته
ـ 4 ـ
    للأستاذ الفذ السيد شمس الدين الخطيب الموسوي البغدادي :
الفظ ؟ أم لئال ؟ أم عقود ونور ؟ أم سطور ؟ أم علوم ( غدير ) والبحور تفيض منه يقيم من الخصوم له جنودا تنظم ؟ أم هو الدر النضيد ؟ يميط لثامها العلم النجيد ؟ ببرهان به يعيى الجحود وللحق الخصوم هي الجنود

1 ـ الشافية اسم قصيدة أبي فراس الحمداني راجع ما أسلفناه في الجزء الثالث ص 399 ط 2

(389)
ويقرع بالدليل هراء إفك ويحدوه لذاك غزير علم وحق قد أراد الله حقا أراد القوم أن يمحى عنادا وقد زعموا بأن : ما نص طاها وما زعموا بشرع العقل زور لأنَّ النقل جاء بأن طاها تخير من صحابته كريما وما من غزوة أو جمع صحب فكيف لربه يمضي ولما وهذا النص يوم ( غدير خم ) غداة رقى على الأحداج هاد وقال لهم : ألا من كنت مولى ونص الذكر أوضح في بيان فقد جعل الولاية بعد طاها ليكشف عنه ما أخفى الحسود وإيمان يفل به الحديد بأن يبقى فكان له الخلود ويأبى الله إلا ما يريد وإن الناس تنصب من يسود وبالمنقول بهتان أكيد إذا ما همه سفر بعيد يقوم مقامه حتى يعودوا ولم يك فيهم لهم عميد يعين من تقام به الحدود ؟ جلي لا يغطيه الجحود وحيدر دونه وهم شهود له فعلي مولاه الرشيد لذي عقل له رأي سديد لمن صلى ويركع إذ يجود
ـ 5 ـ
    للشاعر المكثر المجيد الحاج الشيخ محمد الشيخ بندر ـ عفك ـ
أ ( عبد الحسين ) جمعت الغدير تتبعت آثار أهل الحديث ورحت بمنظارك المستنير فنلت بسعيك شأو الكرام فجاء ( غديرك ) فصل الخطاب هتفت به عن لسان الهدى فلله درك من نيقد بعزم يجل عن الواصف تتبع ذي حكمة عارف تميز الصحيح من الزائف وحزت التليد مع الطارف ينير المحجة للعاسف فبوركت للحق من هاتف ولله درك من قائف (1)

1 ـ القائف : الذي يتتبع الاثار ويعرفها.

(390)
فإن يجحد الحق بعد ( الغدير ) ولا تعجبن إذا أمعنوا فإن لكل أناس هوى فبشراك ( عبد الحسين ) الأمين فأجرك عند إمام الهدى وبشرى لشيعته بالنجاة فلا تعجبن من الحائف (1) فرقص الطروب من العازف (2) وذا ديدن الجاهد الآنف بنور هدى سفرك الكاشف ومثواك في ظله الوارف فمحض ولاه حمى الخائف
ـ 6 ـ
    للفاضل البارع الحاج الشيخ محمد الباقر الهجري نزيل النجف الأشرف :
فكر من الحق المبين اضاءا وزها به جو الحقيقة والهدى منحته اوسمة الخلود عقيدة إيه أمين الحق خلفك أمة هذا ( غديرك ) والصواب ممازج يا صاحب القلم الذي بسموه صور من الأوهام ضاق بها الفضا وكشفت عن وجه الحقائق أسدلا وبعيني التنقيب ثم غشاوة خلدت في صحف الزمان مآثرا يا صاحب القلم الذي ببيانه أبرزتها لهبا يجول فيرتمي وجلوتها دررا يروق سناءها ونثرتها وتروم أنت بنثرها فسموت عن مدح القصائد رفعة زانت به دنيا العلوم رواءا مذ شع في أفق الجلال ضياءا وضعته في لوح العلا طغراءا ترنو إليك تحاول الاصغاءا لنميره يشفي الصدور ظماءا زاد البيان مكانة وعلاءا زيفتها فجعلتهن جفاءا بصحائف التاريخ كن سناءا فكشفت عنها بالحجاج غشاءا تبقى على مر العصور ثناءا قد أعجب البلغاء والفصحاء حرقا على قلب العتي عناءا ونظمتها فكرا يشع بهاءا جمع القلوب تآخيا وصفاءا وفم الزمان يثيبك الاطراءا

1 ـ حاف حيفا فهو حائف : جار وظلم.
2 ـ العازف : المغني.
الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ الجزء الثامن ::: فهرس