الاعتقادات ::: 31 ـ 45
(31)
    وكما قال عزوجل : ( يقولون لو كان لنا من من الأمر شيء ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ). (1)
    وقال تعالى : ( ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) (2)
    وقال جل جلاله : ( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا ) (3).
    وقال تعالى : ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) (4).
    وقال عزوجل : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) (5).
    وقال الله تعالى : ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم ) (6). وقال تعالى : ( يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ) (7).
    وقال : ( يريد الله أن يخفف عنكم ) (8).
    وقال تعالى : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) (9).
    وقال عزوجل : ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات
1 ـ آل عمران 3 : 154.
2 ـ الأنعام 6 : 112.
3 ـ الأنعام 6 : 107.
4 ـ السجدة 32 : 13.
5 ـ الأنعام 6 : 125.
6 ـ النساء 4 : 26.
7 ـ آل عمران 3 : 176.
8 ـ النساء 4 : 28.
9 ـ البقرة 2 : 185.


(32)
أن تميلوا ميلا عظيما ) (1).
    وقال : ( وما الله يريد ظلما للعباد ). (2).
    فهذا اعتقادنا في الإرادة والمشيئة ومخالفونا يشنعون علينا في ذلك ويقولون :
    إنا نقول إن الله تعالى أراد المعاصي وأراد المعاصي وأراد قتل الحسين بن علي عليهما السلام وليس هكذا نقول.
    ولكنا نقول : إن الله تعالى أراد أن يكون معصية العاصين خلاف طاعة المطيعين.
    واردا أن تكون المعاصي غير منسوبة إليه من جهة الفعل وأراد أن يكون موصوفا بالعلم بها قبل كونها.
    ونقول : أراد الله أن يكون قتل الحسين معصية خلاف الطاعة (3).
    ونقول : أراد الله أن يكون قتله (4) منهيا عنه غير مأمور به.
    ونقول : أراد الله تعالى أن يكون قتله مستقبحا غير مستحسن.
    ونقول : أراد الله تعالى أن يكون قتله سخطا لله غير رضي.
    ونقول أراد الله ألا يمنع من قتله بالجبر والقدرة (5) كما منع منه بالنهي. (6).
1 ـ النساء 4 : 27
2 ـ غافر 40 : 31
3 ـ العبارة في ق : على معصية له خلاف الطاعة ، وفي ر : معصية له ...
4 ـ في م : القتل
5 ـ في هامش م ، ر : والقهر
6 ـ في ق زيادة : والقول لا ندفع القتل عنه ـ عليه السلام ـ كما دفع ... ، والسقط واضح فيها. وفي ج : والقول ، ولو منع منه بالجبر والقدرة كما منع منه بالنهي والقول لا ندفع القتل عنه ـ عليه السلام ـ كما اندفع. وكأن الإضافة هنا لتدارك السقط في ق.


(33)
    ونقول : أراد الله أن لا يدفع القتل عنه ـ عليه السلام ـ كما دفع الحرق عن إبراهيم ، حين قال تعالى للنار التي ألقي فيها : ( يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم ) (1).
    ونقول : لم يزل الله تعالى عالما بأن الحسين سيقتل (2) ويدرك بقتله سعادة الأبد ، ويشقى قاتله شقاوة الأبد.
    ونقول : ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن.
    هذا اعتقادنا في الإرادة والمشيئة دون ما نسبه (3) إلينا أهل الخلاف والمشنعون علينا من أهل الالحاد.
1 ـ الأنبياء 21 : 69.
2 ـ في هامش ر : بالجبر ، وفي ج زيادة : جبرا.
3 ـ في ر ، ج : ينسبه.


(34)
    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ اعتقادنا في ذلك قول الصادق ـ عليه السلام ـ لزرارة حين سأله فقال : ما تقول ـ يا سيدي (1) ـ في القضاء والقدر ؟ قال :
    ( أقول إن الله تعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما قضى عليهم ) (2).
    والكلام في القدر منهي عنه ، كما قال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ لرجل قد سأله عن القدر ، فقال : ( بحر عميق فلا تلجه ).
    ثم سأله ثانية فقال : ( طريق مظلم فلا تسلكه ) ، ثم سأله ثالثة فقال : ( سر الله فلا تتكلفه ) (3).
    وقال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ في القدر : ( ألا إن القدر سر من سر الله ) وستر من ستر الله ، وحرز من حرز الله ، مرفوع في حجاب الله ، مطوي عن خلق الله ، مختوم
1 ـ أثبتناها من ر.
2 ـ رواه مسند المصنف في التوحيد : 365 / باب القضاء والقدر ج 2.
3 ـ المصدر السابق ، ح 3 وفي ق ، س : سر الله فلا تتكلمه ، وفي هامش ر : ... تكشفه ، وفي التوحيد ... تكلفه.


(35)
بخاتم الله ، سابق في علم الله ، وضع الله عن العباد علمه (1) ورفعه فوق شهاداتهم ، لأنهم لا ينالونه بحقيقته الربانية ، ولا بقدرته الصمدانية ولا بعظمته النورانية ، ولا بعزته الوحدانية (2) لأنه بحر زاخر مواج خالص لله تعالى ، عمقه ما بين السماء والأرض ، عرضه ما بين المشرق والمغرب ، أسود كالليل الدامس ، كثير الحيات والحيتان ، يعلو مرة ويسفل أخرى ، في قعره شمس تضيء لا ينبغي أن يطلع إليها إلا الواحد الفرد ، فمن تطلع عليها (3) فقد ضاد الله في حكمه ، ونازعه في سلطانه ، وكشف عن سره وستره ، وباء بغضب من الله ، ومأواه جهنم وبئس المصير (4).
    وروي أن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ عدل من عند حائط مائل إلى مكان آخر ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، تفر من قضاء الله ؟ فقال ـ عليه السلام ـ : ( أفر من قضاء الله إلى قدر الله ) (5).
    وسئل الصادق ـ عليه السلام ـ عن الرقي ، هل تدفع من القدر شيئا ؟ فقال :
    ( هي من القدر ) (6).
1 ـ العبارة في ر : ( وضع العباد عن علمه ) وفي باقي النسخ والتوحيد : ( وضع الله العباد عن علمه ) ، وفي هامش التوحيد : هكذا في كل النسخ إلا ج ففيها : ( ومنع الله العباد عن علمه ) وما أثبتناه هي عبارة البحار 5 : 97 كما أوردها عن كتابنا هذا.
2 ـ العبارة في ق ، ر : ( لأنه لا ينالونه بحقيقته الربانية ، ولا بقدرة / بقدر الصمدانية ، ولا بعظمة / بالعظمة النورانية ، ولا بعزة الوحدانية ).
3 ـ كذا في النسخ ، وفي التوحيد : ( إليها ) والظاهر أنها الأنسب.
4 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 383 باب القضاء والقدر ح 32.
5 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 369 باب القضاء والقدر ح 8
6 ـ المصدر السابق ، ص 382 ح 29.


(36)
    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمه الله ـ اعتقادنا في ذلك أن الله تعالى فطر جميع الخلق على التوحيد ، وذلك قوله تعالى : ( فطرت الله التي فطر الناس عليها ) (1).
    وقال الصادق ـ عليه السلام ـ في قول الله تعالى : ( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون ) قال : ( حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه ).
    وقال في قوله تعالى : ( فألهمها فجورها وتقواها ) قال : ( بين لها ما تأتي وما تترك ).
    وقال في قوله تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) قال ( عرفناه إما آخذا وإما تاركا ).
    وفي قوله تعالى : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ) قال : ( وهم يعرفون ) (2).
1 ـ الروم 30 : 30.
2 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 11 4 باب التعريف والبيان والحجة ح 4 ، والكليني في الكافي 1 : 124 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة ح 3.
    والآيات الكريمة على التوالي في التوبة 9 : 15 ، الشمس 91 : 8 ، الإنسان 76 : 3 ، فصلت 41 : 17.
    وصيغة تفسير الآية الثانية في م هي : ( يبين لها ما أتى وما ترك ).
    وصدر تفسير الآية الأخيرة في المصدرين هو : ( عرفناهم فاستحبوا العمى على الهدى وهم ... ).


(37)
    وسئل الصادق ـ عليه السلام ـ عن قول الله عزوجل : ( وهديناه النجدين ) قال : ( نجد الخير ونجد الشر ) (1)
    وقال ـ عليه السلام ـ : ( ما حجب الله علمه عن العباد فهو ، وضوع عنهم ) (2).
    وقال ـ عليه السلام ـ : ( إن الله احتج على الناس بما آتاهم وعرفهم ) (3).
1 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 411 باب التعريف والبيان والحجة ح 5 ، والكليني في الكافي 1 : 124 باب البيان والتعريف ح 4.
    و الآية الكريمة في سورة البلد 90 : 10.
2 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 413 باب التعريف والبيان ح 9 ، والكليني في الكافي 1 : 125 باب حجج الله على خلقه ح 3.
3 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 410 باب التعريف والبيان والحجة ح 2 ، والكليني في الكافي 1 : 124 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة ح 1.


(38)
    قال الشيخ ـ رحمه الله ـ اعتقادنا في ذلك ما قاله موسى بن جعفر ـ عليه السلام ـ حين قال له : أيكون العبد مستطيعا ؟
    قال : ( نعم ، بعد أربع خصال : أن يكون مخلى السرب (1) ، صحيح الجسم ، سليم الجوارح ، له سبب وارد من الله تعالى. فإذا تمت هذه فهو مستطيع ).
    فقيل له : مثلي أي شيء ؟.
    قال : ( يكون الرجل مخلى السرب صحيح الجسم سليم الجوارح لا يقدر أن يزني إلا أن يرى امرأة ، فإذا وجد المرأة فأما أن يعصم فيمتنع كما امتنع يوسف ، وأما أن يخلى بينه وبينها فيزني فهو زان ، ولم يطع الله بإكراه ، ولم يعص بغلبة ) (2).
    وسئل الصادق ـ عليه السلام ـ عن قول الله تعالى : ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون ) قال ـ عليه السلام ـ : ( مستطيعون يستطيعون الأخذ بما أمروا به ،
1 ـ السرب : الطريق مجمع البحرين 2 : 82 مادة سرب.
2 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 348 باب الاستطاعة ح 7 عن أبي الحسن الرضا ـ عليه السلام ـ والكليني في الكافي 1 : 122 باب الاستطاعة ح 1.


(39)
والترك لما نهوا عنه ، وبذلك ابتلوا ) (1)
    قال أبو جعفر ـ عليه السلام ـ : ( في التوراة مكتوب : يا موسى ، إني خلقتك واصطفيتك وقويتك ، وأمرتك بطاعتي ، ونهيتك عن معصيتي ، فإن أطعتني أعنتك على طاعتي ، وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي ، ولي المنة عليك في طاعتك لي ، ولي الحجة عليك في معصيتك لي ) (2).
1 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 349 باب الاستطاعة ح 9. وتنفرد نسخة م بصيغة للحديث كالتالي : ( ... لأخذ ما أمروا به ، وترك ما نهوا .. ).
    والآية الكريمة في سورة القلم 68 : 43.
2 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 406 باب الأمر والنهي ح 2 ، وفي أماليه : 254 المجلس الحادي والخمسون ح 3. وفي م : ( في التوراة مسطور ).


(40)
    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ : إن اليهود قالوا إن الله قد فرغ من الأمر.
    قلنا : بل هو تعالى كل يوم هو في شأن ، لا يشغله شأن عن شأن ، يحيي ويميت (1) ، ويخلق ويرزق ، ويفعل ما يشاء.
    وقلنا : يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ، وإنه لا يمحوا إلا ما كان ولا يثبت إلا ما لم يكن.
    وهذا ليس ببداء ، كما قالت اليهود وأتباعهم (2) فنسبتنا اليهود في ذلك إلى القول بالبداء ، وتابعهم على ذلك من خالفنا من أهل الأهواء المختلقة (3).
    وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : ( ما بعث الله نبيا قط حتى يأخذ عليه الاقرار بالعبودية ، وخلع الأنداد ، وإن الله تعالى يؤخر ما يشاء ويقدم ما يشاء ) (4).
1 ـ العبارة : لا يشغله شأن ... ويميت ، ليست في ق ، س. وفي ر : يحيي ويميت.
2 ـ السطر بأكمله ليس في ق ، س.
3 ـ في م زيادة : من المخالفين.
4 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 333 باب البداء ح 3 ، والكليني في الكافي 1 : 114 باب البداء ح 3. وفي كلا المصدرين : ( يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ).


(41)
    ونسخ الشرايع والأحكام بشريعة نبينا محمد (ص) من ذلك ، ونسخ الكتب بالقرآن من ذلك.
    وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : ( من زعم أن الله بدا ( له ) في شيء اليوم لم يعلمه أمس فابرؤوا منه ). (1)
    وقال ـ عليه السلام ـ : ( من زعم أن الله بدا له في شيء بداء ندامة ، فهو عندنا كافر بالله العظيم ).
    وأما قول الصادق ـ عليه السلام ـ : ( ما بدا لله في شيء كما بدا له في ابني إسماعيل ) فإنه يقول : ما ظهر لله سبحانه أمر في شيء كما ظهر له في ابني إسماعيل ، ( إذ اخترمه قبلي ، ليعلم أنه ليس بإمام بعدي ) (2).
1 ـ رواه مسندا المصنف في كمال الدين : 69 باب اعتراض الزيدية على الإمامية. وفي ق ، س ، ر : ( من زعم أنه يريد الله عزوجل في شيء ) وما أثبتناه في المتن من م وهامش ر. وفي م : ( أنا بريء ) بدلا عن ( فابرؤوا ).
2 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 336 باب البداء ح 10.


(42)
    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ : الجدل في الله تعالى منهي عنه ، لأنه يؤدي إلى ما لا يليق به.
    وسئل الصادق ـ عليه السلام ـ عن قول الله عزوجل : ( وأن إلى ربك المنتهى ) قال : ( إذا انتهى الكلام إلى الله تعالى فأمسكوا ) (1).
    وكان الصادق ـ عليه السلام ـ يقول : ( يا بن آدم ، لو أكل قلبك طائر ما أشبعه ، وبصرك لو وضع عليه خرق أبرة لغطاه ، تريد أن تعرف بهما ملكوت السماوات والأرض : إن كنت صادقا فهذه الشمس خلقا من خلق الله ، إن قدرت أن تملأ عينك منها فهو كما تقول ) (2).
    والجدل في جميع (3) أمور الدين منهي عنه.
1 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 456 باب النهي عن الكلام والمراء ح 9 ، والكليني في الكافي 1 : 72 باب النهي عن الكلام في الكيفية ح 2. والآية الكريمة في سورة النجم 53 : 42.
2 ـ المصدرين السابقين ، الأول ص 455 ح 5 ، والثاني ص 73 ح 8.
3 ـ ليست في م ، س.


(43)
    وقال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : ( من طلب الدين بالجدل تزندق ).
    وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : ( يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون ، إن المسلمين هم النجباء ) (1).
    فأما الاحتجاج على المخالفين (2) بقول الأئمة أو بمعاني كلامهم لمن يحسن الكلام فمطلق ، وعلى من لا يحسن فمحظور محرم.
    وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : ( حاجوا الناس بكلامي ، فإن حاجوكم كنت أنا المحجوج لا أنتم ).
    وروي عنه ـ عليه السلام ـ أنه قال : ( كلام في حق خير من سكوت على باطل ).
    وروي أن أبا هذيل العلاف قال لهشام بن الحكم : أناظرك على أنك إن غلبتني رجعت إلى مذهبك ، وإن غلبتك رجعت إلى مذهبي.
    فقال هشام : ما أنصفتني ! بل أناظرك على أني إن غلبتك رجعت إلى مذهبي ، وإن غلبتني رجعت إلى إمامي.
1 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 458 باب النهي عن الكلام والمراء ح 22.
2 ـ في ر ، ح زيادة : بقول الله تعالى وبقول رسوله و.


(44)
    قال الشيخ أبو جعفر ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في اللوح والقلم أنهما ملكان.

    قال أبو جعفر ـ رحمه الله ـ : اعتقادنا في الكرسي أنه وعاء جميع الخلق من (1) العرش والسماوات والأرض ، وكل شيء خلق الله تعالى في الكرسي.
    وفي وجه آخر (2) هو العلم.
    وقد سئل الصادق ـ عليه السلام ـ عن قوله تعالى : ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) ؟
    قال : ( علمه ) (3).
1 ـ في ق ، س : و.
2 ـ في م زيادة : الكرسي.
3 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 327 باب معنى ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) ح 1.
    والآية الكريمة من سورة البقرة 2 : 255.


(45)
    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمه الله ـ اعتقادنا في العرض أنه جملة جميع الخلق.
    والعرض في وجه آخر هو العلم.
    وسئل الصادق ـ عليه السلام ـ عن قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) ؟
    فقال : ( استوى من كل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء ) (1).
    فأما العرش الذي هو جملة جميع الخلق فحملته ثمانية من الملائكة ، لكل واحد منهم ثمانية أعين ، كل عين طباق الدنيا :
    واحد منهم على صورة بني آدم ، فهو يسترزق الله تعالى لولد آدم. واحد منهم (2) على صورة الثور ، يسترزق الله للبهائم كلها ، وواحد منهم على صورة الأسد ، يسترزق الله تعالى للسباع ، وواحد منهم على صورة الديك ، فهو يسترزق الله للطيور.
    فهم اليوم هؤلاء الأربعة ، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية.
1 ـ رواه مسندا المصنف في التوحيد : 315 باب معنى ( الرحمن على العرش استوى ) ح 1 ، والكليني في الكافي : 1 : 99 باب الحركة والانتقال ح 6. والآية الكريمة في سورة طه 20 : 5.
2 ـ في م. والآخر ، بدلا عن : واحد منهم ، وكذا في الموضعين الآتيين.
الاعتقادات ::: فهرس