الاعتقادات ::: 76 ـ 90
(76)
    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمه الله ـ : اعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء ودار السلامة (1). لا موت فيها ، ولا هرم ، ولا سقم ولا مرض ، ولا آفة ، ولا زوال (2) ، ولا زمانة ، ولا غم ، ولا هم ، ولا حاجة ، ولا فقر.
    وأنها دار الغنى ، والسعادة ، ودار المقامة والكرامة ، ولا يمس أهلها فيها نصب ، ولا يمسهم فيها لغوب (3) لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، وهم فيها خالدون (4).
    وأنها دار أهلها جيران الله ، وأولياؤه ، وأحباؤه ، وأهل كرامته. وهم أنواع (5) مراتب :
    منهم المتنعمون بتقديس الله وتسبيحه وتكبيره في جملة ملائكته.
1 ـ في س : والسلامة ، وفي هامش ر : دار السلام.
2 ـ ليست في ق ، س.
3 ـ في م ، س : لغوب. والعبارة إشارة إلى الآية 35 من سورة فاطر.
4 ـ إشارة إلى الآية 71 من سورة الزخرف.
5 ـ في م زيادة : على والعبارة في ر قد تقرأ : وهم على مراتب.


(77)
    ومنهم المتنعمون بأنواع المآكل والمشارب والفواكه والأرائك والحور العين ، واستخدام الولدان المخلدين ، والجلوس على النمارق والزرابي ، ولباس السندس والحرير.
    كل منهم إنما يتلذذ بما يشتهي ويريد (1) على حسب ما تعلقت عليه (2) همته ، ويعطى ما عبد (3) الله من أجله.
    وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : ( إن الناس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أصناف :
    صنف منهم يعبدونه رجاء ثوابه ، فتلك عبادة الحرصاء. وصنف منهم يعبدونه خوفا من ناره ، فتلك عبادة العبيد. وصنف منهم يعبدونه حبا له ، فتلك عبادة الكرام ) (4).
    واعتقادنا في النار أنها دار الهوان ، ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان ، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك. وأما المذنبون من أهل التوحيد ، فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم ، والشفاعة التي تنالهم.
    وروي أنه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها ، وإنما تصيبهم الآلام عند الخروج منها ، فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم ، وما
1 ـ في ق : ويزيد.
2 ـ في ر : به.
3 ـ أثبتناها من م ، وفي النسخ : عند.
4 ـ رواه مسندا المصنف في أماليه : 41 المجلس العاشر ح 4 ، والخصال 1 : 188 باب الثلاثة ح 259. وفي م ، ر : ( ويعبدونه شوقا إلى جنته ورجاء ثوابه ). والحرصاء أثبتناها من ق ، وفي س : الخدام ، وفي م ، ر : الخدام الحرصاء. وتمام الحديث في ج ، وهامش ر ، والمصدرين ، هو : ( وهو الآمن / وهم الأمناء ، لقوله عزوجل : ( وهم من فزع يومئذ آمنون ). ( النمل 27 : الآية 89).


(78)
الله بظلام للعبيد.
    وأهل النار هم المساكين (1) حقا ، ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ) (2) و ( لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * إلا حميما وغساقا ) (3) وإن استطعموا أطعموا من الزقوم ، وإن استغاثوا ( يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) (4).
    وينادون من مكان بعيد (5) : ( ربنا أخرجنا نعمل صالحا ) (6) ، ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) (7) فيمسك الجواب عنهم أحيانا ، ثم قيل لهم : ( اخسؤوا فيها ولا تكلمون ) (8) ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ) (9).
    وروي (10) ( أنه يأمر الله تعالى برجال إلى النار ، فيقول لمالك : قل للنار لا تحرقي لهم أقداما ، فقد كانوا يمشون بها إلى المساجد. ولا تحرقي لهم أيديا ، فقد كانوا يرفعونها إلي بالدعاء. ولا تحرقي لهم ألسنة ، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن.
    ولا تحرقي لهم وجوها ، فقد كانوا يسبغون الوضوء. فيقول مالك : يا أشقياء ، فما كان حالكم ؟ فيقولون : كنا نعمل لغير الله ، فقيل لهم : خذوا ثوابكم ممن عملتم
1 ـ في هامش ر : المشركون.
2 ـ فاطر 35 : 36.
3 ـ النبأ 78 : 24 ، 25.
4 ـ الكهف 18 : 29.
5 ـ العبارة في ر : وينادون من كل مكان بعيد ويقولون.
6 ـ فاطر 35 : 37. والاستشهاد بهذه الآية الكريمة أثبتناه من.
7 و 8 ـ المؤمنون 23 : 107 ، 108.
9 ـ الزخرف 43 : 77.
10 ـ في ر زيادة : بالأسانيد الصحيحة.


(79)
له (1).
    واعتقادنا في الجنة والنار أنهما مخلوقتان ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد دخل الجنة ، ورأى النار حين عرج به.
    واعتقادنا أنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة أو من النار ، وأن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له الدنيا كأحسن ما رآها ويرى (2) ، مكانه في الآخرة ، ثم يخير فيختار الآخرة ، فحينئذ تقبض روحه.
    وفي العادة أن يقال (3) : فلان يجود بنفسه ، ولا يجود الإنسان بشيء إلا عن طيبة نفس ، غير مقهور ، ولا مجبور ، ولا مكروه (4).
    وأما جنة آدم ، فهي جنة من جنان الدنيا ، تطلع الشمس فيها وتغيب ، وليست بجنة الخلد ، ولو كانت جنة الخلد ما خرج منها أبدا.
    واعتقادنا أن بالثواب يخلد أهل الجنة في الجنة (5) وبالعقاب يخلد أهل النار في النار (6).
    وما من أحد يدخل الجنة حتى يعرض عليه مكانه من النار ، فيقال له : هذا مكانك الذي لو عصيت الله لكنت فيه. وما من أحد يدخل النار حتى يعرض عليه مكانه من الجنة ، فيقال له : هذا مكانك الذي لو أطعت الله لكنت فيه.
1 ـ رواه مسندا المصنف في ثواب الأعمال : 266 باب عقاب من عمل لغير الله ، وعلل الشرائع : 465 باب النوادر ح 18. وفي ق ، س : ( لتأخذوا ثوابكم ).
2 ـ أثبتناها من م ، ج. وفي النسخ : ويرفع.
3 ـ في ق ، س : نقول ، وفي ر ، ج : يقول الناس.
4 ـ في ر وبحار الأنوار 8 : 200 : مكره.
5 ـ في ر : بالجنة ، بدلا عن : في الجنة.
6 ـ في ر : بالنار ، بدلا عن : في النار.


(80)
    فيورث هؤلاء مكان هؤلاء ، وهؤلاء مكان هؤلاء (1) وذلك قوله تعالى : ( أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) (2).
    وأقل المؤمنين منزلة في الجنة من له مثل (3) ملك الدنيا عشر مرات (4).
1 ـ وهؤلاء مكان هؤلاء ، أثبتناها من م. وراجع تفسير القمي 2 : 89.
2 ـ المؤمنون 23 : 10 ، 11.
3 ـ في م : فيها ، وفي ر قد تقرأ : فيها مثل.
4 ـ في ر زيادة نصها :
    واعتقادنا أنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى ويعلم ويتيقن أي المنزلتين يصير إليهما ، إلى الجنة أم إلى النار ، أعدو الله أم ولي الله.
    فإن كان وليا لله ، فتحت له أبواب الجنة ، وشرعت له طرقها ، وكشف الله عن بصره عند خروج روحه من جسده ما أعد الله له فيها ، قد فرغ من كل شغل ، ووضع عنه كل ثقل.
    وإن كان عدوا لله ، فتحت له أبواب النار ، وشرعت طرقها ، وكشف الله عزوجل عن بصره ما أعد الله له فيها ، فاستقبل كل مكروه ، وترك كل سرور.
    وكل هذا يكون عند الموت ، وعندكم يكون بيقين ( كذا ، ولعلها : يقين ) وتصديق هذا في كتاب الله عزوجل على لسان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلم عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) ( النحل 16 : 32).
    ويقول ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ) ( النحل 16 : 28 ، 29).


(81)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في ذلك أن بين عيني إسرافيل لوحا ، فإذا أراد الله تعالى أن يتكلم بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل ، فينظر (1) فيه فيقرأ ما فيه ، فيلقيه إلى ميكائيل ، ويلقيه ميكائيل إلى جبرائيل ، فيلقيه جبرئيل إلى الأنبياء.
    وأما الغشوة التي كانت تأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنها كانت تكون عند مخاطبة الله إياه حتى يثقل ويعرق (2).
    وأما جبرئيل فإنه كان لا يدخل عليه حتى يستأذنه إكراما له ، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد (3).
1 ـ في ق ، س : فنظر.
2 ـ في م ، ق ، س : حتى ينقل ويعرف.
3 ـ في ر : العبيد.


(82)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في ذلك أن القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور (2) ثم نزل من البيت المعمور في مدة عشرين سنة (3) وأن الله عزوجل أعطى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم العلم جملة (4).
    وقال له : ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) (5).
    وقال تعالى : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ، إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه ) (6).
1 ـ الباب بأكمله ليس في ق ، س ، إذ عنون الفصل بهذا العنوان ، ولكنه تضمن ما يأتي في باب الاعتقاد في القرآن.
2 ـ العبارة في م : في ليلة واحدة إلى البيت المعمور.
3 ـ عبارة : ثم أنزل من البيت المعمور في مدة عشرين سنة ، أثبتناها من ج وتصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد : 102 ، وبحار الأنوار 18 : 250. وراجع أصول الكافي 2 : 460 باب النوادر ح 6. وبدلها في م : ثم فرق في مدة أربعة وعشرين سنة ، وكذا في متن ر ، ولكن كتب في هامشها ـ بشكل يصعب قراءته ـ ما أثبتناه في المتن.
4 ـ في بحار الأنوار زيادة : واحدة.
5 ـ طه 20 : 114.
6 ـ القيامة 75 : 16 ـ 19.


(83)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في القرآن أنه كلام الله ، ووحيه ، وتنزيله ، وقوله ، وكتابه.
    وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (1).
    وأنه القصص الحق (2). وأنه قول فصل ، وما هو بالهزل (3).
    وأن الله تعالى محدثه ، ومنزله ، وحافظه ، وربه (4).
1 ـ في ج ، ر زيادة : تنزيل من حكيم عليم. العبارة إشارة إلى الآية 42 من سورة فصلت.
2 ـ إشارة إلى الآية 62 من سورة آل عمران.
3 ـ إشارة إلى الآية 13 من سورة الطارق.
4 ـ في ج ، ر زيادة : والمتكلم به.


(84)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة.
    وعندنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، ولايلاف وألم تر كيف سورة واحدة (1).
    ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب.
    وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن ، وثواب من ختم القرآن كله (2) ، وجواز قراءة سورتين في ركعة نافلة ، والنهي عن القرآن بين سورتين في ركعة فريضة ، تصديق لما قلناه في أمر القرآن وأن مبلغه ما في أيدي الناس.
    وكذلك ما روي من النهي عن قراءة القرآن كله في ليلة واحدة ، وأنه لا يجوز أن يختم في أقل من ثلاثة أيام ، تصديق لما قلناه أيضا (3).
    بل نقول : إنه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن ، ما لو جمع إلى القرآن لكان
1 ـ في ر زيادة : والأنفال والتوبة سورة واحدة.
2 ـ راجع : ثواب الأعمال : 125 ـ 157.
3 ـ راجع : عيون أخبار الرضا ـ عليه السلام ـ 2 : 181 ، والكافي 2 : 451 باب في كم يقرأ القرآن ويختم.


(85)
مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية.
    وذلك مثل قول جبرئيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله تعالى يقول لك : يا محمد ، دار خلقي ) (1).
    ومثل قوله : ( اتق شحناء الناس وعداوتهم ) (2).
    ومثل قوله : ( عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه. وشرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزه كف الأذى عن الناس ) (3).
    ومثل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أدرد وأحفر (4) ، وما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ، وما زال يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها ، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلا يعتق به ) (5).
    ومثل قول جبرئيل ـ عليه السلام ـ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حين فرغ من غزوة الخندق : ( يا محمد إن الله يأمرك أن لا تصلي العصر إلا ببني قريظة ).
    ومثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض ) (6).
1 ـ رواه مسندا الكليني في الكافي 2 : 95 باب المداراة ح 2. وفي ج ، وهامش م زيادة مثلما أداري.
2 ـ رواه مسندا الكليني في الكافي 2 : 228 باب المراء والخصومة ح 9. والحديث بتمامه أثبتناه من ج ، ر.
3 ـ رواه مسندا المصنف في أماليه : 194 المجلس الحادي والأربعين ح 5 ، والخصال : 7 باب الواحد ح 20 باختلاف يسير.
4 ـ في بعض النسخ : ( حتى ظننت أنه فريضة ) مكان ( حتى خفت ... ).
5 ـ روى نحوه مسندا المنصف في أماليه : 349 ، المجلس السادس والستين ح 1.
6 ـ رواه مسندا الكليني في الكافي 2 : 96 باب المداراة ح 4.


(86)
    ومثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن لا نكلم الناس إلا بمقدار عقولهم ) (1).
    ومثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن جبرئيل أتاني من قبل ربي بأمر قرت به عيني ، وفرح به صدري وقلبي ، يقول : إن عليا أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ).
    ومثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( نزل علي جبرئيل فقال : يا محمد إن الله تعالى قد زوج فاطمة عليا من فوق عرشه ، وأشهد على ذلك خيار ملائكته ، فزوجها منه في الأرض ، وأشهد على ذلك خيار أمتك ).
    ومثل هذا (2) كثير ، كله وحي ليس بقرآن ، ولو كان قرآنا لكان مقرونا به ، وموصلا إليه غير مفصول عنه (3) كما كان أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ جمعه ، فلما جاءهم به قال : ( هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم ، لم يزد فيه حرف ، ولم ينقص منه حرف ).
    فقالوا : لا حاجة لنا فيه ، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول : ( فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ) (4).
    وقال الصادق ـ عليه السلام ـ : ( القرآن واحد ، نزل من عند واحد على واحد ، وإنما الاختلاف من جهة الرواة ) (5).
1 ـ رواه مسندا الكليني في الكافي 1 : 18 كتاب العقل والجهل ح 18 ، والمصنف في أماليه : 341 ، المجلس الخامس والستين ح 6 ، باختلاف يسير في اللفظ.
2 ـ في م : ذلك.
3 ـ في م ، ق ، س : منه.
4 ـ آل عمران 3 : 187.
5 ـ رواه الكليني في الكافي 2 : 461 باب النوادر ح 12 باختلاف يسير. وصيغة الحديث في ر : ( أنزل من واحد على واحد ، وإنما الاختلاف وقع من جهة الرواية ).


(87)
وكل ما كان في القرآن مثل قوله : ( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) (1) ومثل قوله تعالى : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) (2) ومثل قوله تعالى : ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ) (3) وما أشبه ذلك ، فاعتقدنا فيه أنه نزل على (4) إياك أعني واسمعني يا جارة.
    وكل ما كان في القرآن ( أو ) فصاحبه فيه بالخيار.
    وكل ما كان في القرآن : ( يا أيها الذين آمنوا ) فهو في التوراة : يا أيها المساكين.
    وما من آية أولها : ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا ابن أبي طالب قائدها ، وأميرها ، وشريفها ، وأولها.
    وما من آية تسوق (5) إلى الجنة إلا وهي في النبي والأئمة ـ عليهم السلام ـ ، وفي أشياعهم وأتباعهم.
    وما من آية تسوق (6) إلى النار إلا وهي في أعدائهم والمخالفين لهم.
    وإن كانت الآيات (7) في ذكر الأولين فإن كل ما كان فيها (8) من خير فهو
1 ـ الزمر 39 : 65.
2 ـ الفتح 48 : ، 2.
3 ـ الاسراء 17 : 74 ، 75.
4 ـ ليست في م ، ق.
5 ـ في بعض النسخ : تشويق.
6 ـ في بعض النسخ : تخوف من.
7 ـ في م : الآية.
8 ـ العبارة في م ، ر : فإن / فما كان فيها.


(88)
جار في أهل الخير (1) وما كان فيها من شر فهو جار في أهل الشر (2).
    وليس في الأنبياء خير من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا في الأوصياء أفضل من أوصيائه ، ولا في الأمم أفضل من هذه الأمة الذين هم شيعة أهل بيته في الحقيقة دون غيرهم ، ولا في الأشرار شر من أعدائهم والمخالفين لهم (3).
1 ـ في ر : الجنة.
2 ـ في ر : النار.
3 ـ العبارة في ر : والمخالفين من سائر الناس في الأمة.


(89)
    قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والحجج صلوات الله عليهم أنهم أفضل من الملائكة.
    وقول الملائكة لله عزوجل لما قال لهم : ( إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) (2) هو التمني فيها لمنزلة آدم ـ عليه السلام ـ ، ولم يتمنوا إلا منزلة فوق منزلتهم ، والعلم يوجب فضله (3).
    قال الله تعالى : ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) (4).
    فهذا كله يوجب تفضيل آدم على الملائكة ، وهو نبي لهم ، بقول الله تعالى :
1 ـ ليست في ق ، س.
2 ـ البقرة 2 : 30 وفي ر وهامش م أكملت الآية بقوله تعالى : ( قال إني أعلم ما لا تعلمون ).
3 ـ في ج وهامش م : الفضيلة.
4 ـ البقرة 2 : 31 ـ 33.


(90)
( أنبئهم بأسمائهم ).
    ولما ثبت (1) تفضيل آدم على الملائكة (2) أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم ، لقوله تعالى : ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) (3).
    ولم يأمرهم الله بالسجود إلا لمن هو أفضل منهم ، وكان سجودهم لله تعالى عبودية وطاعة لآدم (4) إكراما لما أودع الله صلبه من (5) النبي والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.
    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، ومن جميع الملائكة المقربين ، ومن حملة العرش وأنا خير البرية ، وأنا سيد ولد آدم (6).
    وأما قوله تعالى : ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ) (7) فليس ذلك بموجب لتفضيلهم على عيسى. وإنما قال تعالى ذلك ، لأن الناس منهم من كان يعتقد الربوبية لعيسى ويتعبد له وهم صنف من النصارى ، ومنهم من عبد الملائكة وهم الصابئون وغيرهم ، فقال الله عزوجل لن يستنكف المسيح والمعبودون دوني أن يكوا عبادا لي.
    والملائكة روحانيون ، معصومون ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما
1 ـ في بعض النسخ : ومما يثبت.
2 ـ العبارة في م ، ج ، ق ، س : ومما / ولما يثبت تفضيل آدم على تفضيل ( ليست في م ، ج ) الملائكة.
3 ـ الحجر 15 : 30.
4 ـ العبارة في م : عبودية ولآدم طاعة ، وفي ر : عبودية وطاعة لآدم ، وفي ق ، س أسقطت كلمة العبودية ، وأثبتت في الأولى : وطاعة ، وفي الثانية : طاعة. وما أثبتناه هو الأنسب.
5 ـ في بعض النسخ : في صلبه من أرواح النبي و ...
6 ـ راجع : كمال الدين 1 : 261 ح 7 ، أمالي الصدوق : 157 ، المجلس الخامس والثلاثين ح 1. ( ومن حملة العرش ) أثبتناها من ر.
7 ـ النساء 4 : 172.
الاعتقادات ::: فهرس