الاعتقادات ::: 61 ـ 75
(61)
تعالى إليه : ( أفتحب أن أحييهم لك ؟ ). قال : ( نعم ). فأحياهم الله وبعثهم معه.
    فهؤلاء ماتوا ورجعوا إلى الدنيا ، ثم ماتوا بآجالهم.
    وقال تعالى : ( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ). (1)
    فهذا مات مائة سنة ورجع إلى الدنيا وبقي فيها ، ثم مات بأجله ، وهو عزير (2).
    وقال تعالى في قصة المختارين من قوم موسى لميقات ربه : ( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ). (3)
    وذلك أنهم لما سمعوا كلام الله ، قالوا : لا نصدق به (4) حتى نرى الله جهرة ، فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا ، فقال موسى ـ عليه السلام ـ : ( يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم ؟ ). فأحياهم الله له فرجعوا إلى الدنيا ، فأكلوا وشربوا ، ونكحوا النساء ، وولد لهم الأولاد ، ثم ماتوا بآجالهم.
    وقال الله عزوجل لعيسى ـ عليه السلام ـ : ( وإذ تخرج الموتى بإذني ) (5).
    فجميع الموتى الذين أحياهم عيسى ـ عليه السلام ـ بإذن الله رجعوا إلى الدنيا
1 ـ البقرة 2 : 259.
2 ـ في ر زيادة : وروي أنه ارميا.
3 ـ البقرة 2 : 56.
4 ـ أثبتناها من م.
5 ـ المائدة 5 : 110.


(62)
وبقوا فيها ، ثم ماتوا بآجالهم.
    وأصحاب الكهف ( لبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا ) (1).
    ثم بعثهم الله فرجعوا إلى الدنيا ليتساءلوا بينهم ، وقصتهم معروفة.
    فإن قال قائل : إن الله عزوجل قال : ( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ) (2).
    قيل له : فإنهم كانوا موتى ، وقد قال الله تعالى : ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) (3). وإن قالوا كذلك فإنهم كانوا موتى. ومثل هذا كثير.
    وقد صح أن الرجعة كانت في الأمم السالفة ، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( يكون في هذه الأمة مثل ما يكون في الأمم السالفة ، حذوا النعل بالنعل ، والقذة بالقذة (4).
    فيجب على هذا الأصل أن تكون في هذه الأمة رجعة.
    وقد نقل مخالفونا أنه إذا خرج المهدي نزل عيسى بن مريم فيصلي خلفه ، ونزوله إلى الأرض رجوعه إلى الدنيا بعد موته (5) لأن الله تعالى قال : ( إني متوفيك ورافعك إلي ) (6).
    وقال : ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) (7).
    وقال تعالى : ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا ) (8).
1 ـ الكهف 18 : 25.
2 ـ الكهف 18 : 18.
3 ـ يس 36 : 52.
4 ـ رواه مرسلا المصنف في كتاب الفقيه 1 : 130 باب فرض الصلاة ح 609.
5 ـ في م : الموت.
6 ـ آل عمران 3 : 55.
7 ـ الكهف 18 : 47.
8 ـ النمل 27 : 83.


(63)
    فاليوم الذي يحشر فيه الجميع (1) غير اليوم الذي يحشر فيه فوج.
    وقال تعالى : ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) (2) يعني في الرجعة ، وذلك أنه يقول تعالى (3) : ( ليبين لهم الذي يختلفون فيه ) (4) والتبيين يكون في الدنيا لا في الآخرة.
    وسأجرد في الرجعة كتابا أبين فيه كيفيتها والدلالة على صحة كونها إن شاء الله.
    والقول بالتناسخ باطل (5) ومن دان بالتناسخ فهو كافر ، لأن في التناسخ إبطال الجنة والنار.
1 ـ في ق ، س : الجمع.
2 ـ النحل 16 : 38.
3 ـ في ج ، وهامش ر زيادة : بعد ذلك.
4 ـ النحل 16 : 39.
5 ـ العبارة في م : ونقول في التناسخ باطل.


(64)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في البعث بعد الموت أنه حق.
    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا بني عبد المطلب ، إن الرائد لا يكذب أهله. والذي بعثني بالحق نبيا ، لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، وما بعد الموت دار إلا جنة أو نار.
    وخلق جميع الخلق وبعثهم على الله عزوجل كخلق نفس واحدة وبعثها (1) ، قال تعالى : ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ) (2).
1 ـ ليست في م. والعبارة في ر : كخلق واحد وبعث نفس واحدة.
2 ـ لقمان 31 : 28.


(65)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في الحوض أنه حق ، وأن عرضه ما بين أيلة وصنعاء ، وهو حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن فيه من الأباريق عدد نجوم السماء (1) وأن الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.
    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ليختلجن قوم من أصحابي دوني وأنا على الحوض ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأنادي : يا رب ، أصحابي. فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) (2).
1 ـ في م : النجوم.
2 ـ روى نحوه المصنف في عيون أخبار الرضا ـ عليه السلام ـ 2 : 87 باب ما ذكر ما جاء عن الرضا ـ عليه السلام ـ من العلل ح 33. وفي ر زيادة : ( فأقول : سحقا ، سحقا ، لمن بدل بعدي ). وقال صلى الله عليه وآله : ( ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني ، حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي رؤوسهم اختلجوا ، فأقولن : أي رب ، أصحابي ، أصحابي. فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ).


(66)
    قال الشيخ رحمه الله ـ اعتقادنا في الشفاعة أنها لمن ارتضى الله دينه من أهل الكبائر والصغائر ، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.
    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي ) (1).
    وقال ـ عليه السلام ـ : ( لا شفيع أنجح من التوبة ) (2).
    والشفاعة للأنبياء والأوصياء والمؤمنين والملائكة.
    وفي المؤمنين من يشفع في مثل ربيعة ومضر ، وأقل المؤمنين (3) شفاعة من يشفع لثلاثين إنسانا.
    والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك ، ولا هل الكفر والجحود ، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد.
1 ـ رواه المصنف مسندا في أماليه : 16 المجلس الثاني ح 4 ، وعيون أخبار الرضا ـ عليه السلام 1 : 136 ح 35.
2 ـ رواه المصنف في كتاب الفقيه 3 : 376 باب معرفة الكبائر ح 1779.
3 ـ في ر زيادة : المحقين.


(67)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ اعتقادنا في الوعد والوعيد أن من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ، ومن أوعده (1) على عمل عقابا فهو فيه بالخيار ، فإن عذبه فبعدله ، وإن عفا عنه فبفضله (2) ، وما الله بظلام للعبيد.
    وقد قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) (3).
1 ـ في ر زيادة : الله.
2 ـ العبارة في ر : وإن عفا فهو بفضله وكرمه.
3 ـ النساء 4 : 48.


(68)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ اعتقادنا في ذلك أنه ما من عبد إلا وله (1) ملكان موكلان به يكتبان عليه (2) جميع أعماله.
    ومن هم بحسنة ولم يعملها كتب له حسنة ، فإن عملها كتب له عشر حسنات ، وإن هم بسيئة لم تكتب عليه (3) حتى يعملها ، فإن عملها (4) كتب عليه سيئة واحدة.
    والملكان يكتبان على العبد كل شيء حتى النفخ في الرماد (5).
    قال تعالى : ( وإن عليكم لحافظين ، كراما كاتبين ، يعلمون ما تفعلون ) (6).
    ومر أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ برجل وهو يتكلم بفضول الكلام ، فقال :
    ( يا هذا ، إنك تملي على ملكيك كتابا إلى ربك ، فتكلم بما يعنيك ، ودع ما لا
1 ـ له ، ليست في ق ، س.
2 ـ أثبتناها من م.
3 ـ أثبتناها من م.
4 ـ في ج زيادة : أجل سبع ساعات ، فإن تاب قبلها لم تكتب عليه ، وإن لم يتب.
5 ـ في م : الرمال.
6 ـ الانفطار 82 : 10 ـ 12.


(69)
يعنيك (1).
    وقال ـ عليه السلام ـ : ( لا يزال الرجل المسلم يكتب محسنا ما دام ساكتا ، فإذا تكلم كتب إما محسنا أو مسيئا ) (2).
    وموضع الملكين من ابن آدم الترقوتان (3). صاحب اليمين يكتب الحسنات ، وصاحب الشمال يكتب السيئات. وملكا النهار يكتبان عمل العبد بالنهار ، وملكا الليل يكتبان عمل الليل.

    قال الشيخ أبو جعفر ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا أن الله تبارك وتعالى أمرنا بالعدل ، وعاملنا بما هو فوقه ، وهو التفضل ، وذلك أنه عزوجل يقول : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ) (4).
    والعدل (5) هو أن يثيب على الحسنة ، ويعاقب على السيئة.
    قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يدخل الجنة رجل (6) برحمة الله عزوجل ).
1 ـ رواه مسندا المصنف في الأمالي : 36 المجلس التاسع ح 4.
2 ـ رواه مسندا المصنف في ثواب الأعمال : 212 باب ثواب الصمت ح 3 ، والخصال : 15 باب الواحد ح 53.
3 ـ في ق ، س : النمرقان ، وفي بحار الأنوار 5 : 327 : الشدقان.
4 ـ الأنعام 6 : 160.
5 ـ من هنا إلى نهاية الباب ليس في ق ، س. والعبارة في ر ، ج : والعدل هو أن يثيب على الحسنة الحسنة ، ويعاقب على السيئة السيئة.
6 ـ في ر ، ج زيادة : ( بعمله ).


(70)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في الأعراف أنه سور بين الجنة والنار ، عليه رجال يعرفون كلا بسيماهم (1) والرجال هم النبي وأوصياؤه ـ عليهم السلام ـ لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.
    وعند الأعراف المرجون لأمر الله ، إما يعذبهم ، وإما يتوب عليهم.

    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في الصراط أنه حق ، وأنه جسر جهنم ، وأن عليه ممر جميع الخلق.
    قال تعالى : ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) (2).
    والصراط في وجه آخر اسم حجج الله ، فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم أعطاه الله جوزا على الصراط الذي هو جسر جهنم يوم القيامة (3).
    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : ( يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط ، فلا يجوز على الصراط إلا من كانت معه براءة بولايتك ) (4).
1 ـ إشارة إلى الآية 46 من سورة الأعراف.
2 ـ مريم 19 : 71.
3 ـ في م ، ر زيادة : ويوم / يوم الحسرة والندامة.
4 ـ وفي م : بولايتكم وفي المطبوعة : براة.


(71)
    قال الشيخ ـ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا في ذلك أن هذه العقبات أسم كل عقبة منها على حدة اسم فرض (1) ، أو أمر ، أو نهي.
    فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة اسمها فرض ، وكان قد قصر في ذلك الفرض ، حبس عندها وطولب بحق الله فيها.
    فإن خرج منه بعمل صالح قدمه (2) أو برحمة تداركه ، نجا منها إلى عقبة أخرى. فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة ، ويحبس عند كل عقبة ، فيسأل عما قصر فيه من معنى اسمها.
    فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء ، فحيي حياة لا موت فيها أبدا ، وسعد سعادة لا شقاوة معها أبدا ، وسكن (3) جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده.
1 ـ العبارة في م : وأما العقبات التي على طريق المحشر فاسمها على حدة اسم فرض ... وفي هامشها : اعتقادنا في ذلك أن هذه العقبات اسم كل عقبة منها اسم فرض ... ومتن ق ، س كهامش م بزيادة : اسمها ، بعد : اسم كل عقبة منها. بينما أثبتت عبارة : فاسمها على حدة ، بعد عنوان الباب. وما أثبتناه من ر.
2 ـ في ر : قد عمله.
3 ـ في ر : ويسكن في.


(72)
    وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه ، فلم ينجه عمل صالح قدمه ، ولا أدركته من الله عزوجل رحمة ، زلت قدمه عن العقبة فهوى في (1) جهنم نعوذ بالله منها.
    وهذه العقبات كلها على الصراط.
    اسم عقبة منها : الولاية ، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده ـ عليهم السلام ـ فمن أتى بها نجا وجاز (2) ، ومن لم يأت بها بقي فهوى (3) ، وذلك قوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) (4).
    واسم عقبة منها : المرصاد ، وذلك قوله تعالى (5). ( إن ربك لبالمرصاد ) (6).
    ويقول تعالى : ( وعزتي وجلالي لا يجوز بي ظلم ظالم ).
    واسم عقبة منها : الرحم.
    واسم عقبة منها : الأمانة.
    واسم عقبة منها : الصلاة.
    وباسم كل فرض أو أمر أو نهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل.
1 ـ في ر ج زيادة : نار.
2 ـ في م ، ق : جاوز.
3 ـ في م ، س : فبقي يهوي.
4 ـ الصافات 37 : 24.
5 ـ في ق ، س : وهو قول الله عزوجل.
6 ـ الفجر 89 : 14.


(73)
    قال الشيخ رضي الله عنه ـ : اعتقادنا فيهما أنهما حق (2).
    منه ما يتولاه الله تعالى ، ومنه ما يتولاه حججه. فحساب الأنبياء والرسل (3) والأئمة ـ عليهم السلام ـ يتولاه الله عزوجل ، ويتولى كل نبي حساب أوصيائه ، ويتولى الأوصياء حساب الأمم.
    والله تعالى هو الشهيد على الأنبياء والرسل ، وهم الشهداء على الأوصياء ، والأئمة شهداء على الناس (4).
    وذلك قوله عزوجل : ( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) (5).
    وقوله عزوجل : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) (6).
1 ـ في ق ، وهوامش النسخ : الموازين.
2 ـ العبارة في ق ، وهامش ر : اعتقادنا في الحساب أنه حق.
3 ـ ليست في ق ، س وفي م غير واضحة.
4 ـ العبارة في م : وهم الشهداء على الأمم.
5 ـ البقرة 2 : 143.
6 ـ النساء 4 : 41.


(74)
    وقال عزوجل : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) (1).
    والشاهد أمير المؤمنين.
    وقال عزوجل : ( إن إلينا إيابهم ، ثم إن علينا حسابهم ) (2).
    وسئل الصادق ـ عليه السلام ـ : عن قول الله : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ) قال : ( الموازين الأنبياء والأوصياء ) (3).
    ومن الخلق من يدخل الجنة بغير حساب.
    فأما السؤال فهو واقع على جميع الخلق ، لقوله تعالى : ( فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين ) (4) يعني عن الدين.
    وأما الذنب (5) فلا يسأل عنه (6) إلا من يحاسب.
    قال تعالى : ( فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان ) (7) يعني من شيعة النبي والأئمة ـ عليهم السلام ـ (8) دون غيرهم ، كما ورد في التفسير (9).
    وكل محاسب معذب ولو بطول الوقوف.
    ولا ينجو من النار ، ولا يدخل الجنة أحد بعلمه (10) ، إلا برحمة الله
1 ـ هود 11 : 17.
2 ـ الغاشية 88 : 25 ، 26.
3 ـ رواه مسندا المصنف في معاني الأخبار : 31 : باب معنى الموازين ح 1. والآية الكريمة في سورة الأنبياء 21 : 47.
4 ـ الأعراف 7 : 6.
5 ـ في بحار الأنوار 7 : 251 : وأما غير الدين.
6 ـ أثبتناها من م.
7 ـ الرحمن 55 : 39.
8 ـ في ر زيادة : خاصة.
9 ـ رواه مسندا المصنف في فضائل الشيعة : 76 ح 43.
10 ـ في م ، س : بعلمه.


(75)
تعالى (1).
    والله تعالى يخاطب عباده من الأولين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبة واحدة ، يسمع منها كل واحد قضيته دون غيرها ، ويظن أنه المخاطب دون غيره ، ولا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة ، ويفرغ من حساب الأولين والآخرين في مقدار (2) ساعة من ساعات الدنيا.
    ويخرج الله لكل إنسان كتابا يلقاه منشورا ، ينطق عليه بجميع أعماله ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها (3) فيجعله الله حسيب نفسه (4) والحاكم عليها ، بأن يقال له : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) (5).
    ويختم الله تبارك وتعالى على أفواههم (6) ، وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارحهم بما كانوا يعملون (7) ، ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون * وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعلمون ) (8).
    وسأجرد كيفية وقوع الحساب في كتاب حقيقة المعاد.
1 ـ العبارة في ق : ولا يدخل الجنة أحدا إلا بعمله وإلا برحمة الله تعالى.
2 ـ في هامش م ، ر زيادة : نصف.
3 ـ في الفقرة هذه إشارة إلى الآية 13 من سورة الإسراء ، والآية 49 من سورة الكهف.
4 ـ العبارة في م : فيجعل الله له محاسب نفسه ، وفي البحار 7 : 251 و س : فيجعله الله حاسب نفسه.
5 ـ الاسراء 17 : 14.
6 ـ في هامش ر : أفواه قوم.
7 ـ في النسخ يكتمون ، وما أثبتناه من هامش م ، ر ، وبلحاظ الآية 65 من سورة يس ، والآية 20 من سورة فصلت.
8 ـ فصلت 41 : 21 ، 22.
الاعتقادات ::: فهرس