الامام المهدي ( عليه السلام ) بين التواتر وحساب الاحتمال ::: 31 ـ 48
(31)
ليعلّموا شيعتهم ، ومِنْ تعبيرهم بالحجة فقط يعلم مدى حالة الكتمان والتكتم ، حتى أنّ الوارد في الدعاء المتقدم « اللّهم كن لوليك فلان ابن فلان » كتماناً للاسم المبارك.
    هذه جملة من الاحاديث ، وهي بهذا الصدد كثيرة ، رواها الكليني في الكافي والشيخ في الغيبة وغيرهما ، وهي تشكّل في الحقيقة مئات الاحاديث في هذا المجال.
    وبعد هذه الكثرة فهي من حيث السند متواترة لا معنى للمناقشة فيها ، وهي واضحة غير قابلة للاجتهاد ، وإلاّ لكان ذلك اجتهاداً في مقابل النص.
    هذا هو العامل الثاني من عوامل نشوء اليقين بولادة الامام المهدي سلام الله عليه.


(32)

(33)
    العامل الثالث
    رؤية بعض الشيعة للامام المهدي ( عليه السلام ) ، كما حدّثت به مجموعة من الروايات الاخرى ، وهذه الروايات التي سأذكرها هي غير الروايات التي ذكرها الشيخ الصدوق في كمال الدين.
    فرغم التعتيم الاعلامي بالنسبة الى اسم الامام وولادته ( عليه السلام ) الذي قام به الائمة ( عليهم السلام ) ، السلطة اطلعت من خلال إخبار النبي وأهل البيت أنّه سوف يولد شخص من ذرّية الامام العسكري يملا الارض قسطاً وعدلاً وتزول على يده المباركة السلطات الظالمة ، انهم كانوا مطلعين ويراقبون الاوضاع ، كما اطلع فرعون على مثل هذه القضية وكان يراقب الاوضاع ويراقب النساء ويراقب القوابل ، ونفس القضية اتبعها بنو العباس في زمان المعتمد العباسي ، فكانوا يراقبون الاوضاع ، ولذلك كانت القضيّة تعيش كتماناً شديداً من هذه الناحية.
    حتى أنّ الامام الهادي سلام الله عليه يروي عنه الثقة الجليل أبو القاسم الجعفري داود بن القاسم الرجل العظيم الثقة الجليل ويقول : سمعت أبا الحسن ـ يعني الامام الهادي ( عليه السلام ) ـ يقول : « الخلف من بعدي الحسن ابني ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ » فقلت : ولم جعلني


(34)
الله فداك ؟ فقال : « إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه » ، فقلت : فكيف نذكره ؟ قال : « قولوا الحجة من آل محمّد » (1).
    على اي حال ، رغم هذا التعتيم الاعلامي الذي حاول الائمة ( عليهم السلام ) أن يقوموا به رأى الامام المهدي ( عليه السلام ) جماعة من الشيعة.
    ينقل الشيخ الكليني عن محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى جميعاً عن عبد الله بن جعفر الحميري.
    وهذا السند في غاية الصحة والوثاقة ، فالشيخ الكليني معروف إذا حدّث هو مباشرة بكلام يحصل من نقله اليقين ، ومحمد بن عبد الله هو محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري من الثقات الاجلّة الاعاظم ، ومحمّد بن يحيى العطار هو استاذ الشيخ الكليني من الاعاظم الاجلّة ، فاثنان من أعاظم مشايخ الكليني الكبار ينقل عنهم ، وعبد الله بن جعفر الحميري معروف بالوثاقة والجلالة.
    يقول عبد الله بن جعفر الحميري : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو (2) ( رحمه الله ) عند احمد بن اسحاق (3) ، فغمزني أحمد بن اسحاق أن أساله عن الخلف ، فقلت له : يا ابا عمرو إني أريد أن أسالك عن شيء وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه ، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الارض لا تخلو من حجّة ، .... ولكن أحببت أن أزداد يقيناً ، فانّ إبراهيم ( عليه السلام ) سأل ربه عزوجل أن يريه كيف يحيي الموتى فقال : أولم تؤمن ؟ قال : بلى ولكن
1 ـ الكافي 1 : 328 ، كمال الدين : 381 ح 5.
2 ـ عمرو بن عثمان بن سعيد العمري السمّان.
3 ـ احمد بن اسحاق القمي الاشعري المعروف بالوثاقة.


(35)
ليطمئنّ قلبي ، وقد أخبرني أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن ـ يعني عن الامام الهادي ( عليه السلام ) ـ قال : سألته وقلت : من أعامل ؟ وعمّن آخذ وقول من أقبل ؟ فقال : « العمري ثقتي ، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي ، وما قال لك عنّي فعنّي يقول ، فاسمع له وأطع ، فإنه الثقة المأمون » ، وأخبرني أبو علي أنّه سأل ابا محمّد ( عليه السلام ) ـ يعني الامام العسكري ( عليه السلام ) ـ عن مثل ذلك ؟ فقال : « العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما ، فإنهما الثقتان المأمونان » ، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك ، قال : فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى ثم قال : سل حاجتك ، فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد ؟ ـ يعني من بعد العسكري ـ فقال : إي والله .... فقلت له : فبقيت واحدة ، فقال لي : هات ، قلت : الاسم ؟ قال : محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، وليس لي أن أحلّل ولا أحرم ، ولكن عنه ( عليه السلام ) ، فإنّ الامر عند السلطان أنّ أبا محمد مضى ولم يخلّف ولداً وقسّم ميراثه ... فاتقوا الله وامسكوا عن ذلك » (1).
    فهل هذه الرواية قابلة للاجتهاد من حيث الدلالة ؟
    انها من حيث الدلالة صريحة ، ويتمسّك بها الاصوليّون في مسألة حجيّة خبر الثقة ، وقد ذكر السيد الشهيد الصدر في أبحاثه أنّ هذه الرواية لوحدها تفيدنا اليقين ـ وقد ذكر ذلك لا بمناسبة الامام المهدي ، بل بمناسبة حجية خبر الثقة ـ اذ هناك إشكال يقول ان هذه الرواية هي خبر واحد فكيف نستدل بها على حجيّة خبر الواحد ؟ ما هذا إلاّ دور في هذا
1 ـ الكافي 1 : 329 ح 1 ، الغيبة للطوسي : 243 ح 209.

(36)
المجال ، وكان السيد الشهيد يريد أن يثبت أنّ هذه الرواية تفيد اليقين ، لانّ الشيخ الكليني كلّما ينقل ويقول : أخبرني ، فلا نشك في اخباره ، والذي أخبره هو محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى العطار ، وهما من أعاظم الشيعة لا نحتمل في حقّهم أنّهم كذبوا أو أخطأوا ويحصل القطع من نقلهما ، وهما ينقلان عن عبد الله بن جعفر الحميري الذي هو من الاعاظم ، وهو ينقل مباشرةً عن السفير الاول للامام سلام الله عليه ، والسفير يقول : أنا رأيت الخلف بعيني.
    فهذه الرواية لوحدها يمكن أن يحصل منها اليقين ، وهي واضحة في الدلالة على أنّه قد رئي الامام صلوات الله وسلامه عليه.
    وهناك رواية أخرى تنقل قصة حكيمة بنت الامام الجواد سلام الله عليه ، وهذه القصة مشهورة ، ولكن لا بأس أن أشير إلى بعض مقاطعها ، وهي مذكورة في كتاب كمال الدين وغيره.
    تنقل حكيمة : بعث إليّ أبو محمد سلام الله عليه سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال : يا عمّة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإنّ الله عزوجل سيسرّك بوليّه وحجّته على خلقه خليفتي من بعدي ، قالت حكيمة : فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي عليّ وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد ( عليه السلام ) وهو جالس في صحن داره وجواريه حوله ، فقلت : جعلت فداك يا سيدي الخلف ممّن هو ؟ قال : من سوسن ـ في بعض الروايات سوسن ، وفي بعضها نرجس ، وفي بعضها شيء آخر ـ وقلت أنّ هذه الاختلافات لا يمكن أن يتشبّث بها شخص ويقول هذه الروايات مردودة لانّها مختلفة ، فان هذا


(37)
ليس له أثر ـ فأدرتُ طرفي فيهنّ فلم أرَ جارية عليها أثر غير سوسن ، قالت حكيمة : فلمّا صلّيت المغرب والعشاء أتيت بالمائدة فأفطرت أنا وسوسن وبايتّها في بيت واحد ، فغفوت غفوة ثم استيقظت ، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبو محمد من أمر ولي الله ، فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كلّ ليلة للصلاة ، فصلّيت صلاة الليل حتى بلغت الى الوتر ، فوثبت سوسن فزعة وخرجت فزعة واسبغت الوضوء ، ثم عادت ـ يعني امّ الامام المهدي ( عليه السلام ) ـ فصلّت صلاة الليل وبلغت الوتر ، فوقع في قلبي أنّ الفجر قد قرب ، فقمت لانظر فإذا بالفجر الاول قد طلع ، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد ( عليه السلام ) فناداني من حجرته : « لا تشكّي وكأنّك بالامر الساعة » ، قالت حكيمة : فاستحييت من أبي محمد وممّا وقع في قلبي ورجعت إلى البيت خجلة ، فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة ، فلقيتها على باب البيت فقلت : بأبي أنت وأمي هل تحسّين شيئاً ؟ قالت : نعم يا عمّة إنّي لاجد أمراً شديداً ، قلت : لا خوف عليك إن شاء الله ، وأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت وأجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة ، فقبضت على كفي وغمزت غمزةً شديدة ثم أنّت أنّة وتشهّدت ونظرت تحتها فإذا أنا بولي الله صلوات الله عليه متلقّياً الارض بمساجده (1).
    ونقل الشيخ الطوسي أيضاً في الغيبة حديثاً ظريفاً فقال :
    جاء أربعون رجلاً من وجهاء الشيعة اجتمعوا في دار الامام العسكري ليسألوه عن الحجة من بعده ، وقام عثمان بن سعيد العمري
1 ـ الغيبة للطوسي : 234 ح 204.

(38)
فقال : يابن رسول الله أريد أن أسالك عن أمر أنت أعلم به منّي ، فقال له : إجلس يا عثمان ، فقام مغضباً ليخرج ، فقال : لا يخرجنّ أحد ، فلم يخرج منّا أحد ، إلى أن كان بعد ساعة فصاح ( عليه السلام ) بعثمان فقام على قدميه فقال : أخبركم بما جئتم ؟ قالوا : نعم يا بن رسول الله ، قال : جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي ؟ قالوا : نعم ، فاذا غلام كأنّه قطعة قمر أشبه الناس بأبي محمد ، فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، ألا وانّكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتمّ له عمر ، فاقبلوا من عثمان ما يقوله ، وانتهوا الى أمره ، واقبلوا قوله ، فهو خليفة إمامكم والامر إليه » (1).
    هذه اربع روايات نقلتها لكم ، والروايات في هذا الصدد كثيرة جدّاً ، وحسبنا ما روي في رؤية الامام الذي هو في الحقيقة يمكن أن يشكّل مقدار التواتر.
1 ـ الغيبة للطوسي : 357 ح 319.

(39)
    العامل الرابع
    وضوح فكرة ولادة الامام المهدي ( عليه السلام ) بين الشيعة ، فالذي يقرأ التاريخ ويقرأ الروايات يفهم أنّ الشيعة من الزمان الاول كانوا يتداولون فكرة الامام المهدي وأنّه يغيب ، وكانت قضية واضحة فيما بينهم ، ولذلك نرى أنّ الناووسية ادعت أنّ الامام الغائب هو الامام الصادق ( عليه السلام ) ، ولكن بعد وفاة الامام الصادق اتضح بطلان هذه العقيدة ، والواقفيّة ادعوا أنّ الامام المهدي الذي يبقى هو الامام موسى بن جعفر سلام الله عليه ، والفت النظر الى ان هذا لا ينبغي سبباً لتضعيف فكرة الامام المهدي ، بل بالعكس ، هذا عامل للتقوية ، لانّ هذا يدل على أنّ هذه الفكرة كانت فكرة واضحة بين الاوساط ، ولذلك ينسبون إلى بعض الائمة نسبة غير صحيحة وان هذا هو الامام المهدي أو ذاك.
    وإذا راجعنا كتاب الغيبة للشيخ الطوسي نجده يذكر بعنوان الوكلاء المذمومين عدّة ، منهم : محمد بن نصير النميري ، أحمد بن هلال الكرخي ، محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني ، وغير ذلك إلى عشرة أو أكثر من الذين أدعوا الوكالة والسفارة عن الامام كذباً وزوراً وخرجت عليهم اللعنة وتبّرأ منهم الشيعة.


(40)
    وهذا العامل أيضاً لا يكون سبباً لتضعيف فكرة الامام المهدي وولادته وغيبته ، بل هذا في الحقيقة عامل للتقوية ، اذ يدلّ على أنّ هذه الفكرة كانت واضحة وثابتة ، لذلك ادعى هؤلاء الوكالة كذباً وزوراً ، وخرجت البراءة واللعنة في حقهم.
    إذن هذا العامل الرابع من عوامل حصول اليقين بفكرة الامام المهدي ( عليه السلام ).


(41)
    العامل الخامس
    ان قضية السفراء الاربعة وخروج التوقيعات بواسطتهم قضيته واضحة في تاريخ الشيعة ، ولم يشكك فيها أحد من زمان الكليني الذي عاصر سفراء الغيبة الصغرى ووالد الشيخ الصدوق علي بن الحسين والى يومنا ، انه لم يشكك أحد من الشيعة في جلالة هؤلاء السفراء ولم يحتمل كذبهم ، وهم أربعة :
    الاول : عثمان بن سعيد أبو عمرو ، الذي قرأنا الرواية المتقدمة عنه ، وكان عثمان بن سعيد السمّان يبيع السمن في الزقاق ، وكانت الشيعة توصل له الكتب والاموال فيضعها في الزقاق ، حتى يخفي القضية ثم يوصلها الى الامام ، وكان هذا وكيلاً عن الامام الهادي وعن الامام العسكري وبعد ذلك عن الامام الحجة صلوات الله عليهم.
    الثاني : محمد بن عثمان بن سعيد.
    الثالث : الحسين بن روح.
    الرابع : علي بن محمد السمري.
    هؤلاء أربعة سفراء أجلّة ، خرجت على أيديهم توقيعات ـ استفتاءات ـ كثيرة ، نجد جملة منها في كمال الدين ، وفي كتاب الغيبة ،


(42)
وكتب أخرى.
    ان هذه السفارة والسفراء الذين ما يحتمل في حقّهم الكذب ، وخروج هذه التوقيعات الكثيرة بواسطتهم هو نفسه قرينة قويّة على صحة هذه الفكرة ، أي : فكرة ولادة الامام المهدي ، وعلى أنّه غائب صلوات الله وسلامه عليه.


(43)
    العامل السادس
    تصرّف السلطة ، فان تاريخ الاماميّة وغيرهم ينقل أنّ المعتمد العباسي بمجرّد أن وصل إلى سمعه أنّه ولد للامام مولود أرسل شرطته إلى دار الامام وأخذوا جميع نساء الامام واعتقلوهنّ حتى يلاحظوا الولادة ممّن ؟ طبيعي بعض التاريخ ينقل أنّ القضية كلها كانت بإرشاد جعفر عمّ الامام المهدي ، وهذا غير مهمّ ، فان نفس تصرّف السلطة قرينة واضحة على أنّ مسألة الولادة ثابتة ، وإلاّ فهذا التصرف لا داعي إليه.


(44)

(45)
    العامل السابع
    ان كلمات المؤرّخين وأصحاب التاريخ والنسب من غير الشيعة واضحة في ولادة الامام المهدي ، منهم :
    ابن خلكان قال : أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري ، ثاني عشر الائمة الاثني عشر على اعتقاد الامامية ، المعروف بالحجة ، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين (1).
    والذهبي قال : وأما ابنه محمد بن الحسن الذي تدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة ، فولد سنة ثمان وخمسين ، وقيل : سنة ست وخمسين (2).
    وابن حجر الهيتمي قال : ولم يخلّف ـ يعني الامام العسكري ـ غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين (3).
    وخير الدين الزركلي قال : ولد في سامراء ، ومات أبوه وله من العمر خمس سنين (4).
1 ـ وفيات الاعيان 4 : 176 رقم : 562
2 ـ تاريخ الاسلام 19 : 113 رقم : 159.
3 ـ الصواعق : 255 و 314.
4 ـ الاعلام 6 : 80.


(46)
    إلى غير ذلك من كلمات المؤرخين العامة ، وهي تشكّل قرينة على صحة هذه القضية.


(47)
    العامل الثامن
    تباني الشيعة واتفاقهم من زمان الكليني ووالد الشيخ الصدوق وإلى يومنا هذا على فكرة الامام المهدي ( عليه السلام ) وغيبته ، وفي كل طبقات الشيعة لم نجد من شكك في ولادة الامام وفي غيبته ، وهذا من أصول الشيعة وأصول مذهبهم.


(48)
    هذه عوامل ثمانية لنشوء اليقين ، وقبل أن أختم محاضرتي أقول :
    نحن إمّا أن نسلّم بكثرة الاخبار وتواترها ووضوح دلالتها على الغيبة ، ومعه فلا يمكن لاحد أن يجتهد في مقابلها ، لانّه اجتهاد في مقابل النص.
    أو لا نسلّم التواتر ، ولكن بضميمة سائر العوامل إلى هذه الاخبار ـ التي منها : تباني الشيعة ، وكلمات المؤرخين ، ووضوح فكرة الامام المهدي وولادته بين طبقات الشيعة من ذلك التاريخ السابق ، وتصّرف السلطة ، ومسألة السفارة والتوقيعات ، وغير ذلك من العوامل ـ يحصل اليقين بحقانية القضية.
    إذن نحن بين أمرين :
    امّا التواتر ، على تقدير التسليم بكثرة الاخبار وتواترها.
    أو اليقين ، من خلال ضم القرائن على طريقة حساب الاحتمال.
    نسأل الله عزّوجلّ بحقّ محمّد وآل محمّد أن يهدينا إلى الصراط المستقيم.
الامام المهدي ( عليه السلام ) بين التواتر وحساب الاحتمال ::: فهرس