الغذاء دواء ::: 196 ـ 210
(196)
    ( الكافي ج 6 ص 354 حديث 13 ، والمحاسن ج 2 ص 356 حديث 2235 ، وبحار الانوار ج 66 ص 160 حديث 30 ).
    قال الحارث بن المغيرة. شكوت إِلى ابي عبد الله ( عليه السلام ) ثقلاً اجده في فؤادي ، وكثرة التخمة من طعامي.
    فقال : تناول من هذا الرمان الحلو ، وكُلهُ بشحمه ، فإِنه يدبغ المعدة دبغاً ، ويشفي التخمة ، ويهضم الطعام ، ويُسَبِّح في الجوف.
    ( طب الائمة لا بني بسطام ص 134 ، وبحار الانوار ج 66 ص 164 حديث 49 ).
    قال الإِمام الكاظم ( عليه السلام ) : من اكل رمانة يوم الجمعة على الريق نوَّرت قلبه اربعين صباحاً; فإِن اكل رمانتين فثمانين يوماً ، فإن اكل ثلاثاً فمئة وعشرين يوماً وطردت عنه وسوسة الشيطان ، ومَن طُردت عنه وسوسة الشيطان لم يَعصِ الله عزوجل ، ومَن لم يعَصِ اللهَ ادخلهُ اللهُ الجنة. ( الكافى ج 6 ص 355 حديث 16 ، والمحاسن ج 2 ص 358 حديث 2244 ، ومكارم الاخلاق ج 1 ص 370 حديث 1222 ، وبحار الانوار ج 66 ص 162 حديث 39 ).
    وعنه ( عليه السلام ) : مما اوصى به آدم ( عليه السلام ) هبة الله ان قال له :
    عليك بالرمان ، فإِنك إِن اكلته وأنت جائع اجزأكَ ، وإن اكلته وأنت شبعانُ أمرَأكَ. ( الكافى ج 2 ص 352 حديث 4 ، والمحاسن ج 2 ص 351 حديث 2213 ، وبحار الانوارج 66 ص 156 حديث 11 ).
    قال الإِمام الرضا ( عليه السلام ) : مُصَّ من الرمان الإمليسي (1) ; فإنه يقوي النفس ، ويحيي الدم. ( طب الإمام الرضا ص 61 ، وبحار الانوار ج 62 ص 320 ).
1 ـ في بحار الانوار وبعض نسخ المصادر : « المز » بدل « الإمليسي » والمز من الرمان : ما كان طعمه بين حموضة وحلاوة ( لسان العرب ج 5 ص 409 ).

(197)
    قال الإمام العسكري : كل الرمان بعد الحجامة رماناً حلواً; فإنه يسكن الدم ويصفي الدم في الجوف. ( طب الأئمة لابني بسطام ص 59 ، وبحار الانوار ج 62 ص 123 حديث 52 ).
    وقال ( عليه السلام ) : شيئان صالحان لم يدخلا جوف واحد قط فاسداً إلاّ اصلحاه ، وشيئان فاسدان لم يدخلا جوفاً قط صالحاً إلاّ افسداه.
    فالصالحان : الرمان والماء الفاتر (1).
    والفاسدان : الجبن والقديد.
    ( الكافى ج 6ص 314 حديث 5 ، والمحاسن ج 2 ص 253 حديث 1796 ، وامالى الطوسي ص 369 حديث 790 ، وبحار الانوارج 66 ص 64 حديث 32 وص 65 حديث 35 ).
    قال جالينوس : الرمان جميعه طعمه قابض ، ولكن الاكثر فيه لا محالة القبض ، وذلك لأن منه حامضاً ، ومنه حلو ومنه قابض فيجب ضرورة ان تكون منفعة كل نوع بحسب الطعم الغالب عليه.
    وحب الرمان اشد قبضاً من عصارته وأشد تجفيفاً.
    وقشوره اكثر في الامرين جميعاً من حبه.
    وجنبذ (2) الرمان الذي يتساقط عن الشجرة إِذا هو سقط عقد وردة اكثر من القشر في ذلك بكثير.
    قال ديسقوريدوس : الرمان كله جيد الكيموس (3) جيد للمعدة قليل الغذاء ،
1 ـ الماء الفاتر : بين الحار والبارد. ( لسان العرب ج 5 ص 43 ).
2 ـ الجنبذ : الورد قبل ان ينفتح ، وخص به الجلنار. ( معجم النبات والزراعة ج 1 ص 258 ).
3 ـ الكيموس : هو المادة والخلط الذي يتولد في البدن ، يقال هذا الطعام يولد كيموساً جيداً أو ردياً ، يراد به ما يولده ذلك الطعام في البدن من الخلط الجيد أو الرديء. ( مفتاح الطب : ص 163 الفصل 11 ).


(198)
والحلو منه اطيب طعماً من غيره من الرمان غير أنه يولّد حرارة ليست بكثيرة في المعدة ونفخاً; ولذلك لا يصلح للمحمومين ، والحامض ، انفع للمعدة الملتهبة وهو أكثر إِدراراً للبول من غيره من الرمان ، غير أنه ليس بطيب الطعم وهو قابض.
    وأما ما كان منه فيه مشابهة من طعم الخمر فإن قوته متوسطة.
    وحب الرمان الحامض إذا جُفِّف في الشمس ودق وذر على الطعام أو طُبخ معه منع الفضول (1) من أن تسيل إِلى المعدة والأمعاء ، وإذا أُنقع في ماء المطر وشُرِب نفع مَن كان ينفث الدم ، ويوافق إِذا استعمل في المياه التي يُجلس فيها لقرحة الأمعاء وسيلان الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة.
    وعصارة حب الرمان وخاصة الحامض منه إِذا طُبخ وخُلط بالعسل كان نافعاً من القروح التي في الفم والقروح التي في المعدة ، والداحس (2) والقروح الخبيثة واللحم الزائد ووجع الآذان والقروح التي في باطن الأنف.
    والجلنار (3) قابض مجفف يشد اللثة ويلزق الجراحات بحرارتها ويصلح لكل ما يصلح له الرمان وقد يتمضمض بطبيخه للثة التي تدمي كثيراً والأسنان المتحركة ،
1 ـ الفضول : ما زاد عن حاجة البدن من رطوبات ومواد فاسدة يحدث بقاؤها مضرة ، فيلزم لذلك صرفها وقطع أسبابها. الاغذية والادوية : باب تفسير الألفاظ الطبية ومافي معناها بحسب مفهوم الاقدمين.
2 ـ الداحس : بثرة تظهر بين الظفر واللحم فينقلع منها الظفر ، وهو نوع من الورم في الانملة. ( المعجم الوسيط ).
    الداحس : ورم يعرض في أصل الظفر ، وربما نتأ منه اللحم. ( الأغذية والأدوية ).
    الداحس : ورم يأخذ في الأظافر ويظهر عليها شديد الضربان وأصله من الدحس وهو ورم يكون في أطرة حافر الدابة. ( فقه اللغة ).
    الداحس : ورم ملتهب في اُصول الأظافر. مفتاح الطب : ص 130 الفصل الخامس في الامراض.
3 ـ الجلنار : ورد الرمان. تذكرة أُولي الألباب.


(199)
وقد يهيأ منه لزوق للفتق (1) الذي يصير فيه الأمعاء إِلى الانثيين (2).
    وقد يزعم قوم ان من ابتلع ثلاث حبات صحاحاً من اصغر ما يكون من الجلنار لم يعرض له في تلك السنة رمد ، وقد تستخرج عصارة الجلنار كما تستخرج عصارة الهيوفاقسطنداس.
    وقوة قشر الرمان قابضة توافق كل ما يوافقه الجلنار.
    وطبيخ اصل شجرة الرمان إِذا شرب قتل حب القرع وأخرجه.
    قال روفس : الرمان الحلو : ليس بسريع الهضم ، والحامض رديء للمعدة يجرد الامعاء ويكثر الدم.
    قال ابن سرانيون : الحلو والحامض إِن اعتصرا مع شحمهما وشُرب من عصيرهما مقدار نصف رطل (3) مع خمسة وعشرين درهماً (4) من السكر : أسهل البلغم والمرة الصفراء وقوى المعدة وأكثر ما يؤخذ منه من خمسة عشر أواقي مع خمسة عشر درهماً سكراً ، فإِن هذا يقارب الهليلج الأصفر.
    قال اسحاق بن عمران قوي على إحدار الرطوبات المُرِّية العفنة من المعدة وينفع من جميع حميات الغب (5) المتطاولة.
1 ـ الفتق : إِنشقاق الصفاق ، وعلامته أن تكون بالإنسان نتوّ في مراق بطنه ، فإِذا هو استلقى ، وغمزه إِلى داخل ، غاب ، وإِذا هو استوى عاد. ( مفتاح الطب : 128 ).
2 ـ الاُنثيان : الخصيتان.
3 ـ الرطل : اثنا عشر اُوقية وهي مائة وثمانية وعشرون درهماً وأربعة أسباع درهم ، الرطل : 12 أُوقية. ( الصيدلية الشعبية ).
    الرطل : نصف مناً. ( مفتاح الطب : 165 ).
4 ـ الدرهم : نصف مثقال وخمسة. ( مفتاح الطب ص 163 ، الدرهم : ستة دوانيق. ( قراباذين القلانسي ).
5 ـ حمى الغب : مرض حار مع مادة صفراوية. ( مفتاح الطب : ص 120 ، الفصل الخامس في الأمراض ).


(200)
    قال ابن سينا في الادوية القلبية : الحلو منه معتدل موافق لمزاج الروح بحلاوته وخصوصاً لروح الكبد.
    وقال أيضاً في الثاني من القانون : جميع أصنافه جلاء مع القبض حتى الحامض أيضاً والحامض يخشن الحلق والصدر وآلتهما. والحلو يلينهما ويقوي الصدر والمز (1) منه ينفع من جميع الحميات والتهاب المعدة ولأن يمتص المحموم منه بعد غذائه فيمنع صعود البخار أولى من أن يقدمه فيصرف المواد إِلى أسفل والحلو موافق للمعدة لما فيه من قبض لطيف وجميعه ينفع من الخفقان والحلو منه يجلو الفؤاد.
    وإن طُبخت الرمانة الحلوة كما هي بالشراب (2) ثم دُقت كما هي وضُمد بها الاذن نفع من ورمها منفعة جيدة.
    وعصارة الحامض منه تنفع الظفرة (3) إِذا أُكتحل بها ، وسوِيقه مصلح لشهوة الحبالى ، وكذا رُبُّه (4) وخصوصاً الحامض.
    قال هارون : عصارة الحلو منه إِذا وضعت في قارورة في شمس حارة حتى
1 ـ المُزُّ بضم الميم : الشيء بين الحامض والحلو. ( معجم مقاييس اللغة ).
2 ـ الشراب : ماء الفاكهة وغيرها إذا طُبخ مع السكر أو العسل حتى يكون له قوام ، مثل : السكنجبين ، وشراب التفاح ( اقراباذين السمرقندي ).
3 ـ الظفرة : زيادة عصبية تبتدي من المآق الذي يلي الأنف ، فتغشِّي بياض العين ، وتمتد إِلى سوادها. ( مفتاح الطب : ص 124 ).
4 ـ الرُّب : بتشديد الراء وضمها : من جميع الثمار هو ماؤه المعتصر إِذا عُقد بالنار أو الشمس. ( المعتمد في الأدوية ).
    الرب : ما يجلب من الشيء أو يعصر ، ثم يطبخ حتى يغلظ. ( مفتاح الطب ).
    الرب وجمعه الربوب : وهو ما يعتصر مما يمكن عصره وطبخ غيَّره إِلى ذهاب صورته وهذا يكون في الفواكه. ( تذكرة أُولي الألباب ).


(201)
تغلظ تلك العصارة واكتحل بها أحدَّت البصر وكلما عتقت كانت أجود.
    قال الشريف : عصير الرمانين إِذا طبخا في إِناء نحاس إِلى أن يثخنا واكتحل بهما أذهبا الحكة والجرب والسلاق (1) وزادا في قوة البصر.
    وإِذا فرغت رمانة من حبها ومُلئت بدهن ورد وفترت على نار هادئة وقطّر منه في الاذن الوَجِعة سكَّن وجعها ومع دهن البنفسج للسعال اليابس.
    وإِذا طبخ قشر الرمان وجلَس فيه النساء نفعهن من النزف ، وإِذا أُجلس فيه الأطفال نفعهم من خروج المقعدة.
    وإِذا طبخ قشر الرمان في ماء إِلى ان يتهرّى وأُخذ منه قدر أربعة دراهم مع الماء الذي طبخ فيه وأُظيف إِليهما أُوقيتان من دقيق حواري وصُنع منه عصيدة حتى يكمل نضجها ثم اُنزلت ووضع عليها زيت قح (2) وأُطعم ذلك من به إِسهال ذريع قطعه وحيا وإِن شرب طبيخه من به استرسال البول أمسكه.
    وإِذا أُخذ قشر الرمان الحامض وخلط بمثله عفصاً وسُحِقا ثم طبخا بخل ثقيف حتى ينعقد ثم حُبِّبَ منهما على قدر الفلفل وشُرب منهما من سبع عشرة حبة إِلى خمس وعشرين حبة نفع ذلك من السحج (3) وإِسهال البطن وحيا ونفعا من قروح الأمعاء والمقعدة.
    وإِذا حُرق قشر الرمان وعُجن بعسل وضمد به اسفل البطن والصدر نفع من
1 ـ السلاق : غلظ في الأجفان مع حمرة وانتثار من شعر الأهداب. ( مفتاح الطب : ص 125 ).
2 ـ زيت قح : يعني زيت زيتون خالص.
3 ـ السحج : تقشر أو سلخ يعرض من تلاقي فخذي الرِّجِل.
    وسحج الامعاء : تقشرها ، وأصل السحج : القشر ، ويُوقِعُه الاطباء على قشر المعى في وقت الاسترسال إِذا قالوه مطلقاً ، فإِن ارادوا غيره قيَّدوه كسحج الخُفّ للرِّجِل ، وسحج الحائط وغير ذلك لما صاكه في الاعضاء الظاهرة. ( الاغذية والادوية ص 557 ).


(202)
نفث (1) الدم.
    وإِذا سُحق قشر الرمان أو سقيط عقده ثم خلط بعسل وطلي به آثار الجدري وغيرها أياماً متوالية أذهب أثرها.
    قال الاسرائيلي : وأما قشر الرمان فبارد يابس أرضي إِذا أُحتقن بمائه المطبوخ مع الاُرز والشعير المقشور المحمص نفع من الإِسهال وسحوج الأمعاء.
    وإِذا تمضمض بمائه قوّى اللثة ، وإِذا اُستنجي به قوى المقعدة وقطع الدم المنبعث من افواه البواسير.
    قال ابن زهر في اغذيته : في الرمانين خاصة محمودة بديعة وهي أنهما إِذا أُكلا بالخبز منعا أن يفسد في المعدة.
    واما الحامض فإِنه يقطع بلغم المعدة وسائر البلغم وإِن طبخ به طعام لم يكن الطعام يفسد في المعدة ، وكذا يفعل الرُّب المتخذ من الحلو منه وفي الشراب المتخذ من كليهما خاصية في منع أخلاط البدن من التعفن.
    قال المنصوري : الرمان الحلو يعطش ، والحامض يطفئ ثائرة الصفراء والدم ، ويكسر ثائرة الخمار ويقطع القيء.
    قال اسحاق بن سليمان : يؤخذ رمانة فيقوَّر رأسها قدر درهم ويصب عليه من دهن البنفسج مقدار ما يملأ تخلخل الرمانة ويحمل على دقاق جمر نقي حتى يغلى ويُشرب الدهن ويزاد عليه دهن آخر حتى إِذا شربه زيد عليه غيره حتى يروى دهناً ويمنع من ان يشرب شيئاً ثم ينزل عن النار ويفرك ويمتص حبه ويرمى ثفله (2) فإِن
1 ـ النفث : أقل من التفل ، لأن التفل لا يكون إلاّ معه شيء من الريق ، والنفث شبيه بالنفخ ، ( لسان العرب ).
2 ـ الثُّفل : بتشديد الثاء وضمه وسكون الفاء ما استقر تحت الماء من كدر وما تبقى من المادة بعد عصرها.
    الثفل جمعه اثفال : هو ما استقر في اسفل الآنية من كدرة وفضالة. ( فقه اللغة : ص 371 ).


(203)
ذلك يفيده معونة على تليين الصدر ويكسبه من القوة على إِدرار البول ما لم يكن فيه قبل ذلك.
    قال الغافقي : وعصارة الحلو منه إِذا طبخت في إِناء من نحاس كانت صالحة للقروح والعفن والرائحة المنتنة في الانف.
    وعصارة الحامض منه بالغة لقروح الفم الخبيثة منها.
    قال ابن البيطار : الرمان ينفع من الحكة والجرب ويدبغ المعدة من غير أن يضر بعضها وشرابه ورُبُّه نافعان من الخمار.
    قال عن التجربتين : الدم المتولد من الحلو منه رقيق إِلا أنه إِذا أُمتص وتُمودي عليه مع الطعام خصب البدن بتلذيذه الغذاء واجتذاب الأعضاء له وبقلّة ما يتحلل منه ويسكن الأبخرة الحارة في البدن ويعدّلها.
    والرمان الحامض في هذا خاصيته أقوى والرُّب المتخذ من الرمانين يقوي المعدة الحارة ويقطع العطش والقيء والغثيان (1) والمنعنع (2) منه أقوى في ذلك ، وإِذا أُعتصر الرمانان بشحمهما وتُمضمض بمائهما نفع من القلاع (3) المتولد في أفواه الصبيان.
1 ـ الغثيان : هو ضعف أعالي المعدة والاحساس بالقيء دون خروج شيء ويطلق الغثيان على ما ذكر إِن كان بارد السبب ، وإِلاسُّمِيَ وجع الفؤاد عند أبقراط ، والعامة لقربه من القلب ، وسمّاه بعضهم القلق والكرب. ( تذكرة اُولي الالباب ).
2 ـ المنعنع : الذي اُضيف إِليه النعناع.
3 ـ القلاع : بثور تخرج في الفم. ( مفتاح الطب ص 126 ).
    القلاح : بثور في اللسان. ( فقه اللغة : ص 127 ).
    القلاع : بثور تكون في الفم. ( الاغذية والادوية ).
    القلاع : مرض يصيب الصغار ، ونادراً الكبار ، ومظهره نقط بيض في الفم والحلق ، وسببه العدوى بفطر خاص. ( المعجم الوسيط ).


(204)
    ورُبَّ الرمان الحلو إِذا اخذه المسلول (1) بالماء عند العطش رطب بدنه وكذا يفعل امتصاص الطري منه للغذاء ، وإِذا شويت الرمانة الحلوة وضمد بها العين الرمدة سكّن وجعها وحط رمدها.
    وزهر الرمان إِذا ضمدت به المعدة مع عيون الكرم الرخصة الغضة قطع القيء الذريع المفرط عنها ، وإِذا استخرجت عصارة الرمان الحامض الساقط عند العقد بالطبخ في الماء مع زهره وعقدت حتى تغلظ قوّة الاعضاء ومنعت من انصباب المواد إِليها ، لا سيما العينان الرمدتان. ويجب أن يحل العينان بماء الورد.
    وإِذا حلت بماء عنب الثعلب أو ماء لسان الحمل نفعت من سحوج الخف محلولة بالماء ومن ابتداء الداحس.
    وإِذا احتقن بها بماء قد اُغلي فيه عيدان الشبث (2) جففت الرطوبات السائلة من الرحم.
    قال الرازي في الحاوي : وقشر الرمان إِذا سُحق واقتمح (3) منه صاحب الدود وزن خمسة عشر (4) وشرب عليه ماء حاراً فإِنه يخرجها بقوّة.
    وقال في دفع مضار الأغذية : وأما الحلو منه فينفخ قليلاً حتى انه ينعظ ويحط الطعام عن فم المعدة إِذا امتص بعده وليس يحتاج إِلى إِصلاح; لأن نفخه سريع التفشي.
    واما الحامض فإِنه طويل الوقوف ، وينفخ ، ويبرد الكبد تبريداً قوياً ، ولا سيما إِن أُدمن وأُكثر ، ويعظم ضرره للمبرودين ويبرد أكبادهم ويمنعها من جذب الغذاء
1 ـ المسلول : المبتلى بمرض السل.
2 ـ الشبث : يسمى عند العراقيين الشبنت.
3 ـ القميحة : ما يؤكل من الأدوية يابساً ويكون مقداره لقمة. ( اقراباذين السمرقندى ).
4 ـ خمسة عشر درهم.


(205)
فيورثهم لذلك إسهالاً ، ويهيج فيهم الرياح ، ويذهب شهوة الباه ، ولذلك ينبغي ان يتلاحقوه بالزنجبيل المربى ، والشراب القوي (1).
    قال الأنطاكي : الرمان يدرك بأيلول ، الحلو بارد في الدرجة الاُولى رطب في آخر [ الدرجة ] الثانية ، والحامض بارد يابس في آخر الثانية ، والمز معتدل ، وقشره بارد يابس ، وسائر أجزاء الشجرة إِلى القبض إِلا ماء الحلو في الأصح.
    والرمان كله جلاّء مقطّع يغسل الرطوبات وخمل المعدة ويفتح السدد ويزيل اليرقان و [ وجع ] الطحال ويحمر الألوان مجرب ويدر [ البول ] ، وحبه قابض مسدد رديء وماؤه إذا غلظ في الشمس أو بالطبخ في النحاس وشيِّف أحدَّ البصر كحلاً ونفع من الدمعة والسبل والجرب والسلاق والظفرة عن تجربة خصوصاً إِن طبخ نحاس.
    والحلو يزيل السعال المزمن وخشونة الحلق وأوجاع الصدر ويجلو القصبة (2) بالسكر والنشا والصمغ ودهن اللوز إِذا شرب حاراً مجرب.
    والحامض يقمع الصفراء (3) ويقطع العطش واللهيب والحرارة ولشدة جلائه قد يوقع في السحج.
    وإِذا مرس بشحمه وشرب بالسكر أسهل كيموساً (4) رديئاً ، وإِن طبخ قشره خصوصاً مع العفص حتى ينعقد قطع الإسهال المزمن والدم شرباً وألحم القروح
1 ـ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 2 ص 142 ـ 144.
2 ـ القصبة : قصبة الرئة : هي الحلقوم وهي مجرى النفس ( مفتاح الطب ).
3 ـ الصفيرة ( اليرقان ) : ترمز إِلى إِصفرار لون الجلد والعينين ، وقد تكون ناتجة عن مرض الكبد أو المرارة أو البانكرياس أو الدم. ( مرشد العناية الصحية ص 382 ).
4 ـ الكيموس : هو المادة والخلط الذي يتولد في البدن ، يقال هذا الطعام يولّد كيموساً جيداًرديئاً ، يرار به ما يولده ذلك الطعام في البدن من الخلط الجيد أو الرديء. ( مفتاح الطب ص 163 الفصل 11 ).


(206)
والجراح والسحج طلاء وشرباً ، وأصل شجره إذا شرب (1) مطبوخاً أسهل الديدان ( تذكرة أُولي الألباب : ج 1 ص 169 ).
الرمان
Grenadier
    الرمان هو إِحدى الفواكه المغرقة في القدم ، فقد عرفتها الاقوام السالفة ، واكتشفت كثيراً من خصائها وفوائدها ، وذكرت ذلك على جدران معابدها وبين دفات كتبها ، ونقشت صورتها في تماثيلها ورسومها.
    والمعتقد أن الموطن الاصلي للرمان هي بلاد إيران والشمال الغربي من بلاد الهند ، ومن هذين البلدين انتقل الرمان إِلى شمالي افريقيا ومصر وحوض البحر الابيض وأُوروبة.
    والرمان ثلاثة انواع : حلو وحامض ومعتدل (2) ، وتختلف ميزاته وخصائصه باختلاف نوعه ، ولاختلاف نسبة المواد السكرية الموجودة فيه.
    فالنوع الحلومنه يحتوى على : حمض الليمون بنسبة 1 بالمائة ، والسكر بنسبة 7 بالمائة ، ودسم بنسبة 3 بالمائة وماء بنسبة 3 ، 81 بالمائة ، وفيه مقادير ضئيلة من الاملاح المعدنية وخاصة الحديد ، الفيتأمين ( ث ).
    اما في الجزء الصلب من لب الرمان ـ وهو بذره ـ فترتفع نسبة البروتين الى 9 بالمائة ، والمواد الدهنية إِلى 7 بالمائة.
    يؤكل الرمان كفاكهة في فصل الصيف ، ويضاف إِلى بعض الاطعمة الاُخرى على شكل خشاف ، او « حبوب » أو « سليقة » ، كما يضاف الى بعض المواد المطبوخة
1 ـ إذا شرب : يعنى إذا أُكل مطبوخاً ، صحة وعافية.
2 ـ وهو الذي يكون بين الحلو والحامض.


(207)
لتزيينها بحبوبه الحمراء اللؤلؤية ، ويصنع منه نوع من ( الدبس ) (1) يستعمل في ايام الشتاء كحمض.
    ويبدو أن العامة قد أدركت إِحدى الفوائد الرئيسية في الرمان وهي خاصيته الهاضمة ، وبخاصة بالنسبة للشحم والدهن ، فهم يستعملونه مع بعض المآكل الثقيلة ، وخاصة الكبة المشوية ، وبهذا يساعد على هضمها ، وعلى تخلص الأمعاء الغليظة منها.
    أما قشور الرمان ، فإنها لا تقل فائدة عن لبابه فهي تحتوي على نسبة 38 بالمائة من حامض « الغلوتانيك » وعلى « البليترين » ، فيفيد مغلي القشور في حالات الاسهال وله مفعول قوي في طرد الدودة الوحيدة من الأمعاء ، ويستفاد من خواص القشور في تثبيت الألوان ، فتستخدم في دباغة الجلود وفي التخضيب بالحناء ( الغذاء لا الدواء : ص 83 ـ 85 ).
    التمرينات الرياضية لها فوائد لا نعلمها :
    أظهرت دراسات علمية نشرت مؤخراً أن التمرينات الرياضية تحسن من حالة القلب ، وتخفض من ضغط الدم ، وتزيد من اللياقة البدنية .. وأيضاً تزيد من معدلات الذكاء.
    كما أثبتت التجارب أن هناك تحسناً في نفسية ممارس الرياضة ، إِذ انه يصبح أكثر استقرارا من الناحية العاطفية ، وأقل توتراً من الناحية النفسية.
    والتفسير الذي يورده العلماء لهذه الظواهر ، هو أن الرياضة تتسبب في دفع كمية أكبر من الدم إِلى المخ ، الأمر الذي يحرك الجزء المختص بالذكاء بصورة أكثر ، ويجعله أكثر تفاعلاً (2).
1 ـ يسمى رُب الرمان.
2 ـ خبر منشور في باب حياتك بالمجلة العربية نوفمبر 1984 ( بتصرف ).


(208)
    كما أثبتت الأبحاث الحديثة أن ممارسة الرياضة تؤدي إِلى انخفاض معدل الإِصابة بسرطان الثدي عند المرأة ، وذلك من خلال عينة مكونة من 5400 طالبة جامعية بجامعة « بوسطن » الأمريكية ، حيث تبين أن معدل الإصابة يصل إلى 86% بالنسبة للاتي لا يمارسن الرياضة بالجامعة ، في حين ينخفض معدل الإِصابة بمرض سرطان الثدي عند الرياضيات بالذات (1) ... ودللت تلك الأبحاث على أن الرياضة ـ كنشاط حيوي ـ تؤدي إِلى حسن الاستفادة من الطاقة المخزونة بالجسم ، وفي نفس الوقت تنشط الأجهزة الهامة فتدفعها إِلى العمل بكفاءة عالية جدا ، نتيجة لحسن التمثيل الغذائي للعناصر الغذائية المختلفة ، إِلى جانب ان الرياضة تمنع الترهل الذي يصاحب حالات كثيرة من أورام الثدى ... حيث ثبت علميا أن الأورام لها علاقة باختلال التوازنات الهرمونية (2) الموجودة بالجسم ، التي تقلل منها الرياضة نتيجة لحسن التمثيل الغذائي (3).
    ومما يؤكد دور الرياضة في سلامة الإنسان النفسية والعقلية ، والدراسات التي اُجريت على 16 بطلاً من أبطال الألعاب الأوليمبية ، حيث دلت نتائج هذه الدراسات على أن هؤلاء الأبطال أكثر ذكاءً ، واستقراراً عاطفيا ، وثقة بالنفس ، وتفوقاً فكريا من الأشخاص الذين لا يمارسون الألعاب الرياضية.
    وتشير نتائج دراسات أُخرى إلى ان الاشخاص الرياضيين يتمتعون بصفات قيادية ، وقدرات فائقة في تكوين علاقات اجتماعية سريعة مع الآخرين ، كما يتميزون بصفات قياسية من النضج الفكري والاجتماعي والصفاء الذهني
1 ـ صحيفة الأخبار الصادرة في 3/12/1987 ( بتصرف ).
2 ـ الهرمونات : رسائل كيميائية تفرزها غدد خاصة مثل الغدة النخامية والپَنكرياس تنتقل الهرمونات مع الدم حاملة إِلى اجزاء من الجسم تعليمات بالعمل. ( موسوعة جسم الإنسان ص 107 ).
3 ـ صحيفة الأخبار الصادرة في 3/12/1987 ( بتصرف ).


(209)
والثقة بالنفس.
    وتبين الدراسات التي أُجريت على العديد من الرياضيين أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية عالية ، هم أكثر متعة بعملهم من غيرهم ، وأكثر تفاعلاً واستجابة مع ما يدور حولهم من مواقف وأحداث. وتؤكد نتائج بعض الدراسات أهمية الرياضة في التحصيل الفكري ، حيث تبين أن الطلاب الذين يتميزون بلياقة بدنية عالية ويستذكرون دروسهم بانتظام يحصلون على درجات عالية في الامتحانات ، وذلك إذا ما قورنت درجاتهم بدرجات الطلاب الذين لا يمارسون الألعاب الرياضية.
    كما تبين أن الرياضة تساعد في علاج مرضى الوهم ، الذين تنتابهم حالات من الذعر والقلق والخوف من عواقب الاُمور ، حيث عولجت تلك الحالات بممارسة رياضة الهرولة والتمرينات السويدية التي كانت تستغرق ساعة ونصف الساعة يومياً ، بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع ، ثم التحول بعد شهور إِلى الألعاب العنيفة ، مما ادى في النهاية إِلى ازالة المخاوف والقلق من نفوس تلك الحالات ، مما اتضح أنه كلما ارتفع مستوى اللياقة البدنية للأشخاص ازدادت ثقتهم بأنفسهم وتفاؤلهم واطمئنانهم للحياة ، وتمتعهم بعلاقات طيبة مع الآخرين. ( ثبت علمياً ص 35 ـ 37 ).


(210)
( حرف الزاي )
الزبيب
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « عليكم بالزبيب (1) فإنه يكشف المرة ويُذهب بالبلغم ويشد العصب ويذهب بالإعياء ويحسن الخُلُقَ ويطيب النفس ويذهب بالغم » (2).
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : مَن ادمنَ اكلَ الزبيب على الريق ، رُزقَ الفهم والحفظ والذهن ونقصَ مِنَ البلغم. ( بحار الانوار ج 62 ص 271 حديث 70 ، نقلاً عن كتاب الجنة للكفعمي.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « نعم الإِدام (3) الزبيب » (4).
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « من أكل كل يوم إحدى وعشرين زبيبة منزوعة العَجَم (5) على الريق لم يمرض الا المرض الذي يموت فيه » (6).
1 ـ قال أبو حنيفة الدينوري : الزبيب هو جفيف العنب وهو العنجد. ( الجامع لمفردات الادوية والاغذية : ج 2 ص 152 ).
2 ـ الخصال ج 2 ص 343 حديث 9 ، وكنز العمال ج 10 ص 41 حديث 28265.
3 ـ الإِدام : مايؤكل مع الخبز لتطييبه ، الإدام : هو مايجعل مع الخبر فيطيبه ، وجمعه : آدام وأُدُم.
4 ـ طب النبي : ص 28.
5 ـ العجم بفتح العين والجيم : النوى. ( النهاية في غريب الحديث والاثر ).
    العجم : نوى كل شيء من تمر ونبق. ( تاج العروس ).
6 ـ دعائم الإسلام : ج 2 ص 148.
الغذاء دواء ::: فهرس