|
|||
(211)
اُهدي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طبق مغطى فكشف الغطاء عنه ، ثم قال : « كلوا بسم الله ، نعم الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب بالوصب ، ويطفئ الغضب ، ويرضي الرب ، ويذهب بالبلغم ، ويطيب النكهة ، ويصفي اللون » (1).
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « إحدى وعشرون زبيبة حمراء في كل يوم على الريق تدفع جميع الأمراض إلا مرض الموت » (2). قال أبو حنيفة الدينوري : هو جفيف العنب خاصة ، ثم قيل لما جفف من سائر الثمر قد زبب إلاّ التمر ، فإنه يقال تمر الرطب ، ولا يقال زبب ، والزبيب هو العنجد. قال جالينوس : اما زبيب العنب فقوته قوة تنضج وتحلل تحليلاً معتدلاً ، وعجم الزبيب يجفف في الدرجة الثانية ويبرد في الدرجة الاُولى ، وجوهره جوهر غليظ ارضي ، كما قد يُعلم ذلك من طعمه إِذ كان يوجد عياناً عفص المذاق ، والمحنة والتجربة يدلان ايضاً على ذلك منه إِذ كان نافعاً غاية المنفعة لاستطلاق البطن. وقال ايضاً : قياس الزبيب عند العنب قياس التين اليابس عند الطري. والزبيب يكون في اكثر الحالات حلواً وقلما يكون زبيب قابض عفص. فأما خل الزبيب فنجده مختلطاً بين الحلاوة والقبض مع ان في الحلو منه ايضاً طعم قبض خفي وفي القابض منه طعم حلاوة خفية. والزبيب القابض ابرد مزاجاً ، والحلو أحر مزاجاً ، والقابض يقوي المعدة ، ويعقل البطن والعفص ابلغ في ذلك من القابض. فاما الزبيب الحلو فحاله في هذه الوجوه حال وسط ، وذلك لأنه لا يرخي 1 ـ الاختصاص : ص 124 ، تاريخ دمشق ج 21 ص 60 حديث 4724 ، والفردوس بمأثور الخطاب ج 4 ص 265 حديث 6780 ، وكنز العمال ج 10 ص 41 حديث 28266. 2 ـ المحاسن ج 2 ص 363. (212)
المعدة ارخاء بيناً ولا يضعفها إضعافاً بيناً ، ولا يطلق البطن إِلا ان فيه على كل حال تقوية وجلاء معتدلاً فهو بهاتين القوتين يسكن ما يكون في فم المعدة من التلذيع اليسير.
فأما التلذيع الكثير فيحتاج له إِلى اشياء اقوى من الزبيب الحلو. وأفضل أنواع الزبيب وأجوده اكثره لحماً وادقه قشراً. وبعض الناس يعمد إلى الزبيب الكبار الحلو فيخرج عنه عجمه قبل ان يأكله ، والفاعل لذلك محسن في فعله. واما مقدار الغذاء وكميته فإِنه من الزبيب الحلو اللحيم يكون كثيراً ، ومن الزبيب القابض المهزول يكون قليلاً ، وإن أنت قست مقداراً من الزبيب الحلو اللحيم المنقى من العجم بمقدار من العنب مساو له : وجدت الزبيب يغذو اكثر من العنب ، وما كان من الزبيب كذلك جلاؤه اقل من جلاء التين اليابس واطلاقه للبطن اقل من اطلاقه غير انه موافق للمعدة ، والجودة لها ابلغ من التين اليابس. قال في الميامن : اما الزبيب فعسى ان يستهان به من قبل الْفته ، وهذا هو الذي جعله انفع أعني إنا قد الِفْناه ومع هذا فإِن فيه قبضاً بمقدار ما تحتاج إِليه الكبد العليلة ويمكن فيه أيضاً مع هذا ان ينضج الاخلاط التي لم تنضج ويعدل الاخلاط الرديئة ويصلح مزاجها ، وهو في طبيعته كثيراً ما يقبل العفونة وجملة جوهره مُشاكِل للكبد. قال ديسقوريدوس : والابيض من الزبيب هو اشد قبضاً ، ولحم الزبيب إِذا اُكل وافق قصبة الرئة (1) ، ونفع من السعال ونفع الكلى والمثانة ، وإذا أُكل الزبيب وحده نفع من قرحة الأمعاء (2). 1 ـ قصبة الرئة : هي الحلقوم وهي مجرى النفس. ( مفتاح الطب ). 2 ـ الامعاء مفردها معا : وهو عبارة عن ظرف المأكول والمشروب وما تحيَّز من الفضلات. ( تذكرة أُولي الالباب : ج 2 ص 23 ). (213)
وإذا اُخذ لحم الزبيب وخلط بدقيق الجاورس (1) وبيض وقلي بعسل واُكل هكذا أو خلط به ايضاً فلفل : جلب من الفم بلغماً.
قال البصري : جرم الزبيب حار رطب في الدرجة الاُولى. قال مسيح : في جميع أنواعه كلها قوة جالية غسالة ، ولذلك قد يتولد منها مغص (2). قال الرازي : حار باعتدال يغذو غذاءً صالحاً ولا يسدد كما يفعل التمر إلا أن التمر أغذى منه وأحمره احلاه وأعراه من القبض ، صالح للصدر والرئة والمعدة ويخصب البدن والكبد الحَشِفَةَ (3) ويسمنها وليس يتأذى به من الناس إلا المحرورون جداً ، ويصلح ذلك منه بالسكنجبين (4) ، وأدنى شيء من الفواكه الحامضة يؤكل عليه وهو ينفع المبرودين ولا يحتاجون له إِلى إِصلاح إلا لنفخ يهيج منه إن أُكثر شرب الماء عليه ، وهو أيضاً نفخ ينحل ويخرج سريعاً ولا يتجاوز جرم الأمعاء إِلى طبقاتها ، فلذلك ليست له نفخة رديئة مؤلمة عسرة الخروج ، بل سهلة الخروج سهلة الانحلال. قال ابن ماسة : خاصة الزبيب إِذا أُكل بعجمه : النفع من أوجاع الأمعاء ، والحلو 1 ـ الجاورس : هو الذرة وهو ثلاثة أصناف. ( تذكرة أُولي الألباب : ج 1 ص 102 ). الجاورس : هو الذرة : ( طب الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ص 48 ). الجاورس : صنف من الدخن وقيل الدخن نفسه وقيل الدخن جنسان ، والجاورس فارسي والدخن عربي. ( الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 1 ص 156 ). 2 ـ المغص : وجع في الأمعاء والتواء فيها ، ج : أمغاص. 3 ـ القشفة : بدل الحشفة في نسخة اُخرى. 4 ـ السكنجبين : هو الشراب المركب من الخل والعسل. ( مفتاح الطب : ص 157 ، الفصل 9 فى اسماء الأدوية المفردة والمركبة ). (214)
منه ، وما لاعجم له : نافع لاصحاب الرطوبات جيد الكيموس (1) (2).
من اسمائه : الجادى والجاد والريهقان والكركم أيضاً. قال ديسقوريدس : أقواه فعلاً في الطب ما كان من البلاد التي يقال لها فروقس وكان حديثاً حسن اللون وعلى شعرته بياض يسير يستطيل ، ضخماً ليس بمتفتت هش ممتلئ ، وإِذا دِيْفَ (3) صبغ اليد سريعاً من ساعته ليس بمتكرج ولا ندى ساطع الرائحة حادَّها ، وما لم يكن على هذه الصفة : فإِنه إما أن يكون عتيقاً أو قد أُنقِع. وقوة الزعفران منضجة ملينة قابضة مدرَّة للبول وتحسن اللون ، وتذهب بالخمار إذا شرب بالميبختج ويمنع الرطوبات التي تسيل إلى العين إن لطخت واُكتحل به بلبن امرأة وقد ينتفع به أيضاً إذا خلط بالادوية التي تشرب للاوجاع الباطنية والفرزجات والضمادات المستعملة لاوجاع الارحام والمقعدة ويحرك شهوة الجماع. ويسكن الحمرة وينفع الاورام العارضة للآذان وقد يقال : انه يقتل إذا شُرب منه وزن ثلاثة مثاقيل بماء. وينبغي ان يوضع في الشمس أو على خرقة جديدة حارة ويحرك في كل 1 ـ الكيموس : الخلاصة الغذائية وهي مادة لبنية بيضاء صالحة للامتصاص تستمدها الأمعاء من المواد الغذائية في أثناء مرورها بها. الكيموس : هو المادة والخلط الذي يتولد في البدن ، يقال هذا الطعام يولد كيموساً جيداً أو رديئاً ، يراد به ما يولده ذلك الطعام في البدن من الخلط الجيد أو الردي. ( مفتاح الطب : ص 163 ، الفصل 11 في ذكر أسام غريبة للعلل ). 2 ـ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 2 ص 152 و 153. 3 ـ يعنى : خلط أو اُذيب في الماء وضرب فيه ليخثر. (215)
وقت ليجف ويهون سحقه.
وأصله إِذا شرب بالطلاء ادر البول. قال جالينوس : في الزعفران شيء قابض يسير وهذا منه ارضي بارد; ولكن الأغلب عليه الكيفية الحارة فتكون جملة جوهره من الإِسخان في الدرجة الثانية ، ومن التجفيف في الدرجة الاُولى. ولذلك صار ينضج بعض الانضاج ، ومما يعينه على ذلك القبض اليسير الموجود في ذلك ، لأن ما كان من الأدوية لايسخن اسخاناً قوياً وكان فيه قبض فهو في قوّته مساو للادوية التي تغرى وتلحج إذا كان معهما حرارة موجودة وليست بالشديدة وهي ادوية تنضج ، وقال في المسامر : قابض منضج مصلح للعفونة. قال ابن سينا في الادوية القلبية : حار في الثانية ، يابس في الاُولى ، وفيه قبض وتحليل قويان يتبعهما لا محالة الانضاج ، وله خاصيَّة شديدة عظيمة في تقوية جوهر الروح وتفريحه ، بما يحدث فيه من نورانيته وانبساطه مع متانة وتعينها العطرية الشديدة مع الطبيعة المذكورة ، فإذا أُستكثر منه : أفرط في بسطه للروح وتحريكه إِلى خارج حتى يعرض منه انقطاعه عن المادة المغذية ويتبعه الموت وقد قدر لذلك وزن فالاولى أن لايدكر. قال مسيح : الزعفران يهضم الطعام ويجلو غشاوة البصر ويقوى الأعضاء الباطنة الضعيفة لما فيه من القوة القابضة إذا شرب أو وضع من ظاهر عليها ويفتح السدد التي تكون في الكبد والعروق باعتدال لما كان فيه من الحرافة والمرارة إلا انه يملأ الدماغ (1). قال حنين في كتاب الترياق : الزعفران يسهل النفس ويقوي آلات النفس جداً وخاصيته أن يقل شهوة الطعام ، ويملأ الدماغ ويظلم البصر والحواس ، ويبطل 1 ـ احذر الزعفران ففيه خطر. (216)
الحموضة التي تكون في المعدة التي بها خاصية تكون شهوة الطعام.
قال الرازي في الحاوي : جربت فوجدت الزعفران مسقطاً لشهوة الطعام مقيئ. قال في المنصوري : الزعفران رديء للمعدة مغث مصدع يثقل الرأس ويجلب النوم ، وقال في كتاب خواصه في الأشياء الطبيعيات أَن سام أبرص (1) لا يدخل بيتاً فيه زعفران. قال البصري : إن سُحق الزعفران وعُجن واتُخذت منه خرزة كالجوزة وعُلِّقت على المرأة بعد الولادة أخرجت المشيمة بسرعة وكذا إن علق على اناث الافراس. وورق الزعفران : يدمل الجراح ويقبض وينفع من الشوصة إِذا شم واستعط به. قال ابن البيطار : قوله وينفع من الشوصة إلى آخر الكلام : هو من منافع دهنه. قال الجوزي : إنه لا يغير خلطاً البتة بل يحفظ الاخلاط بالسوية وله تقوية. قال إسحاق بن سليمان : خاصيته تحسين لون البشرة إذا أُخذ منه بقصد واعتدال والإكثار من شربه والإدمان عليه مذموم جداً; لأن فيه كيفية تملأ الدماغ والعصب وتضر بهما إِضراراً بيِّناً. قال إسحاق بن عمران : دابغ للمعدة بيسير عفوصة مقو لها وللكبد وينقي المثانة والكليتين وإِذا طبخ وصب ماؤه على الرأس نفع السهر الكائن من البلغم المالح ، وأسدر وأرقد. قال مجهول : نافع للطحال جداً. ( الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 2 ص 162 ). قال الأنطاكي : « الزعفران زهره كالباذنجان فيها شعر إِلى البياض إِذا فرك : فاحت رائحته وصبغ ، وهذا الشعر هو الزعفران يدرك باكتوبر (2) ، ولا يَعْدُو أصله في 1 ـ سام أبرص : يسميه البعض : ابو بريص ، وقد يسمى جربوع. 2 ـ اكتوبر : هو شهر تشرين الاول وهو الشهر العاشر من الاشهر الرومانية. (217)
الأرض خمس سنين ، وهو لا يقيم ايضاً وافر القوة أكثر منها ، ويُغَشُّ مطحوناً بالعصفر والسكر ، ويُعرف بالطعم والغسل وقبل الطحن بشعر العصفر مصبوغاً به ، وهو حار في [ الدرجة ] الثالثة ، يابس في آخر [ الدرجة ] الثانية ، يفرح القلب ويقوي الحواس ويهيج شهوة الباه ، ولو شماً ويُذهب الخفقان في الشراب (1) وفي دهن اللوز المر يسكن اوجاع الاذن قطوراً.
وإن حشيت تفاحة وأَدمن شمها صاحب الشوصة والبرسام والخناق برئ ، وبلا تفاحة يؤثر في ذلك تأثيراًقوياً ، ويحبس الدم ذروراً ، ويلين الصلابات ، ويعدل الرحم طلاء ، وبصفار البيض يفجر الدبيلات ، ويقوي المعدة والكبد ، ويذيب الطحال شرباً بنحو الكفرس ، ويسكن ألم السموم. وبالعسل يفتت الحصى ويحلل ، ويدر الفضلات. ولا يجوز مزجه بزيت ، ولا كلخ فيضعف ، ومع الفربيون يسكن النقرس وأوجاع المفاصل والظهر طلاء. ومتى طبخ وتنطل بمائه مصروع أو كثير السهر شفى. ومن خواصه : ان عشرة دراهم منه محررة الوزن إِذا عجنت خرزة وعلقت على المرأة اسرعت الولادة واسقطت المشيمة ومنعت الحمل. وهو يصدع ويملأ الدماغ بالبخار ، ويضعف شهوة الغذاء ويصلحه السكنجبين ، ويضر الرئة ويصلحه الانيسون. ( تذكرة اُلي الالباب ج 1 ، ص 178 ).
وثلاثة مثاقيل منه تقتل بالتقريح.
1 ـ الشراب : بفتح الشين : كل مائع رقيق يندفع إِلى الجوف من غير مضغ. الشراب : ماء الفاكهة وغيرها إذا طبخ مع السكر أو العسل حتى يكون له قوام مثل : السكنجبين وشراب التفاح. ( اقراباذين ). (218)
الزعفران Safran
قال د صبري القباني : يطلق على الزعفران ايضاً اسم « السعفران » وهو ثمرة نبات ذي لب يشبه بعض أنواع النباتات السامة التي تنبت في البراري مع فصل الخريف. والحصول على بذور الزعفران ليس أمراً بالسهولة التي قد تتصورها ، فأنت بحاجة إلى مائة زهرة منه لكي تحصل على غرام واحد من حبوبه الجافة. يستعمل الزعفران أكثر ما يستعمل في بلاد البحر الابيض المتوسط وذلك بإضافته إلى الطعام لتحسين طعمه ولإعطائه منظراً بهيجاً ـ فسكان حوض البحر المتوسط يحبون الالوان الزاهية في الوان طعامهم ـ كما أن الزعفران يسهل هضم الأطعمة ، وهذا ما لا يعرفه كل الناس ، فالحساء الذي يخلو من الزعفران لا يكون حساء بالمعنى الصحيح; لأنه يكون مفتقراً إلى الطعم واللون وسهولة الهضم. والهولنديون لا يحفظون جبنهم بدون زعفران ، فإذا كنت من هواة ( الجبن المذاب ) فلا تتناوله دون أن تضيف إليه بعض الزعفران الذى يسهل هضمه ويجعله خفيفاً على المعدة الحساسة. ويستعمل مغلي الزعفران في تهدئة بعض آلام المعدة; ولكن بعض الذين يستعملونه في هذا السبيل يجهلون النسب الصحيحة للكمية المستعملة فيه ، ويمكن تحديد هذه النسبة بغرام واحد في خمس كؤوس [ من الماء ]. ويستعمل الزعفران خارجياً في التدليك ، كلوسيون ، في حالة التهاب المفاصل ، بأن يغلي غرامان منه في لتر من الماء ويستعمل في التدليك ، كما يفيد هذا « اللوسيون » في تخفيف آلام اللثة لدى الاطفال عند بدء التسنين. ويمكن إضافة الزعفران إلى العسل بأن يمزج فيه جيداً. أما في الطب : فيستعمل الزعفران كمطمث ( لإكثار كمية دم الطمث ) ومقاديره الكبيرة قد تسبب الإجهاض. ( الغذاء لا الدواء ص 389 ). (219)
الزغابات : نتوءات إصْبَعية دقيقة تصطف داخل المعى الدقيق ، تسمح الزغابات للمغذبات ، بعد إِكمال عملية الهضم بالمرور إِلى مجرى الدم بسرعة.
( موسوعة جسم الإنسان ص 105 ).
لكلِّ شيء حي وسائلُهُ في التكاثرِ. وفي الأزهار يجري التكاثُر على الوجه التالي : إنَّ الزهرة النموذَجِيَّة لها أربعةُ أقسام. فهناك « الكأسُ » الخارجيّةُ الخضراءُ المكوَّنةُ من السَبَلات شبهِ الورقيّةِ. وداخلُها « التُّوَيْج » وهو « البثَلاتُ » التي تقعُ داخلَها أعضاءُ التّكاثُرِ اللازمة لإنتاج البذور (1). وفي قلبِ الزهرة تماماً توجدُ « مِدَقَّةٌ » واحدةٌ أو أكثر. والمدقّاتُ هي أعضاء التأنيث وفي أسفلها يقع « المبيضُ » (2) الذي يحتوي على البُذَيْراتِ التي تصيرُفيما بعد بذوراً ، ولكنْ بعد أن تتخصَّبَ بحُبَيْبات اللقاح التي تنتِجُها « الأسْدِيَةُ ». ويتم التلقيحُ بسقوط حُبيبات اللقاحِ أولاً على « الميسم » ، وهو الجزءُ الأعلى من « المدقَّة » وانتقاله إِلى المبايِض في الأسفل. وفي « الميسم » تمتص الحبيباتُ الرطوبة من الرحيق الذي فيه. وعندئذ تنتفِخُ وتنمو.ثم تنفَذُ حُبَيْبَةُ اللقاح في المدقة وتصبح أُنبوبةً. وتبقى الاُنبوبةُ في حالةِ نمو داخلَ سُوَيْقِ المدقَّةِ ثم داخلَ جدارِ المبيضِ قبلَ أن تصلَ إِلى البُوَيْضَة حيث تفرّغُ محتوياتُهاالبُوَيضَةِ وتخصِبُها. ويمكنُ لعدةِ حُبيبات 1 ـ البذر للحنطة والشعير وسائر الحبوب : كالبزر للرياحين والبقول ( فقه اللغة ب 2 الفصل 5 ص 56 ). 2 ـ المبيض في علم النبات : هو الجزء الاسفل من مِدَقَّة الزهرة ، حامِل البُيَيْضات. (220)
أن يصبحَ كلُّ منها اُنبويةً تنفذُ إلى بويضة لتخصيبها. على أنَّ اللقاحَ الذي يصيرُ أنبويةً هو فقط اللقاحُ الآتي من نفسِ صنفِ النبتةِ. ويسمى الجزءُ من « السَّداةِ » الذي ينتجُ اللقاحَ « المئبر ». والتلقيحُ على طريقتين : ما يجري في نفسِ النبتةِ ويسمَّى « التلقيحَ الذاتي » وما يجري بين نبتة ذكرية ونبتة أُنثى ويسمى « التلقيح القِراني ». ويتمُ التلقيحُ القرانيُّ بواسطةِ الريحِ والحشراتِ والطيورِ وحيوانات معينة أُخرى. ( غرائب جسم الإنسان وعجائبه ج 4 ص 324 و 325 ).
(221)
( حرف السين )
السِدرة : شجرة النبق ، فلفظ السدرة هو اسم للشجرة ، والنبق اسم لثمر تلك الشجرة ، الواحدة : سدرة ، والجمع سِدرات وسِدَر.
السِدر والنبق قال ابو حنيفة : السدر لونان فمنه غبري ومنه ضال ، واما الغبري فما لاشوك له إلا ما يطير ، فأما الضال فهو ذوشوك. والسدر ورقه عريضة مدورة ، وشوكه الضال حجناء حديدة ، وربما كانت السدرة محلاً لا دوحة ، والدوحة العريضة الواسعة ، وللسدر برمة ونبق. قال الطبري : النبق فيه اختلاف في رطبه ويابسه وعذبه وحامضه وغضه ونضيجه. فيابسه : فيه قوّة قابضة تحبس البطن ، والرطب الغض ايضاً بتلك المنزلة والنضيج منه العذب اقل قبضاً وهو سريع الانحدار عن المعدة. قال مسيح : الغض منه يدبغ المعدة ، والغذاء المتولد منه يسير والخلط المتولد منه غليظ وينفع من الإِسهال الذريع. قال البصري : النبق بطيء الانهضام وليس برديء الكيموس. قال ابن سراينون : ماء النبق الحلو يسهل المرة الصفراء (1) المجتمعة في 1 ـ المرة الصفراء : سائل في كيس المرارة ، وهي موضوعة على الكبد وفعلها تسخين المعدة والكبد وهضم ما فيها وتصفية دم العروق وتلطيفه وفتح مجاري الجسد. ( فردوس الحكمة في الطب ). (222)
المعدة والامعاء ويقمع ايضاً الحرارة والشربة منه ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع سكر.
قال ابن ماسويه : النبق بارد يابس في وسط الدرجة الاُولى واليبس فيه اقل من يبس الزعرور ، وهو نافع للمعدة عاقل للطبيعة ، ولا سيما إذا كان يابساً وأكله قبل الطعام احمد. قال اسحاق بن عمران : لأنه يشهي الاكل ، وهو مثل الزعرور في البرد وأفرط منه في اليبس. قال ابن البيطار : وهذه الاشياء الباردة المفرطة اليبس إذا صادفت رطوبة في المعدة والمعى عصرتها فأطلقت البطن كفعل الهليلج الذي يفعل بالبرد والعفوصة (1). ما ينبت من السدر في البر فهو الضال ، وما ينبت على الانهار فهو الغبري ونبق الضال صغار وتسميه بعض العرب الدوم وشجره دان من الارض. وللسدر خشب قضيف خفيف وليس له صمغ. ( الجامع لمفردات الادوية والاغذية : ج 3 ، ص 4 ). قال الانطاكي : السدر : شجر معروف ينبت في الجبال والرمل ، ويستنبت فيكون اعظم ورقاً وثمراً وأقل شوكاً ، ولا ينثر ورقه ، ويقيم نحو مائة عام وهو مختلف الاجزاء طبعاً. ورقه حار في الدرجة الاُولى ، وثمره بارد فيها وحطبه في [ الدرجة ] الثانية ، 1 ـ العفوصة : هي المرارة والقبض اللذان يعسر معهما الابتلاع. (223)
وكله يابس فيها ، إذا غُلي وشُرب قتل الديدان وفتح السدد وأزال الرياح الغليظة.
ونشارة خشبه تزيل [ وجع ] الطحال والاستسقاء وقروح الاحشاء ، والضال منه اغنى منه اعني الشائك اعظم فعلاً. وسحيق ورقه يلحم الجراح ذروراً ، ويقلع الاوساخ ، وينقي البشرة وينعمها ويشد الشعر. ومن خواصه : انه يطرد الهوام ، ويشد العصب ويمنع الميت من البلاء ومن ثم تغسل به الاموات (1). وثمره : هو النبق إذا اُعتصر الحلو النضيج اللحم منه وشُرب بالسكر ازال اللهيب والعطش وقمع الصفراء ، وكذا يفعل سويقه ، إلا انه يقطع الإسهال. ونواه : إذا درس ووضع على الكسر جبره ، وكذا الرض مطلقاً مجرب. وإن طبخ حتى يغلظ ولطخ على مَن به رخاوة ، والطفل الذي ابطأ نهوضه اشتد سريعاً. وهو ضار بالمبرودين [ اي النبق ] وتصلحه المصطكي والزنجبيل (2) ، وكثيره ينقلب في المحرورين مرة ويصلحه السكنجبين (3). ( تذكرة اُولي الالباب ج 1 ص 186 ). قال الدكتور محمد رفعت : السدر ( شجر النبق ) : وهو شجر معمِّر ، وخشبه سريع التسوس ، ويعالج هذا بتجفيفه وتعطينه الماء 1 ـ قال العلامة الحلي ( ره ) : يجب تغسيل الميت ثلاث مرات : الاُولى : بماء السدر والثانية : بماءِ الكافور والثالثة : القراح [ بالماء ] كغسل الجنابة ، ويستحب غسل رأسه وجسده برغوة السدر ، وفرجه بالاشنان ، وأن يُوَضّأ. ( تبصرة المتعلمين في احكام الدين كتاب الطهارة الفصل الخامس في غسل الاموات ). 2 ـ الزنجبيل يسمى عند العراقيين : عرك حار. 3 ـ السكنجبين : هو الشراب المركب من الخل والعسل. ( مفتاح الطب ص 157 الفصل 9 ). (224)
المملح قبل استخدامه.
وثمر السدر يسمى « النبق » يعطى الجاف منه علفاً للحيوانات ، والبدو يتخذون من دقيقه عصيدة مقوية ، وشراباً قامعاً للعطش ، ويصنع منه مطبوخ قابض يفيد في علاج الاسهال. ( قاموس التداوي بالاعشاب ص 121 ) عن إِبراهيم بن النظّام قال : اخذني اللصوص وجعلوا في فمي الفالوذج (1) الحار حتى نضج ، ثم حشّوه بالثلج بعد ذلك فتساقطت (2) اسناني وأضراسي ، فرأيت الرضا ( عليه السلام ) في النوم فشكوت إِليه ذلك ، فقال : استعمل السُعْد ، فإن اسنانك تثبت. فلما حُمِلَ إِلى خراسان بلغني انه مارٌّ بنا فاستقبلته وسلّمت عليه وذكرت له حالى وإني رأيته في المنام وأمرني باستعمال السُعْد ، فقال : « وأنا آمرك به في اليقظة » ، فاستعملته فعادت اسناني وأضراسي كما كانت. ( مكارم الأخلاق ج 1 ص 416 حديث 1412 ، وعيون اخبار الرضا ج 2 ص 211 حديث 16 ، ومناقب ابن شهر آشوب ج 4 ص 344 ). قال ديسقوريدوس : فيقارس وهو السعد ، ويسميه بعضهم اروسيسقيطون ويسمي بعضهم بهذا : الدارشيشغان. له ورق شبيه بالكرات غير انه اطول منه وأدق وأصلب. وله ساق طولها ذراع أو اكثر ، وساقه ليست مستقيمة بل فيها اعوجاج على 1 ـ الفالوذج : نوع من الحلواء ( المعرَّب ص 247 ). 2 ـ لعل المراد انها شارفت على السقوط ، ويؤيده ما في الطبعات الاُخرى للكتاب حيث جاءَ فيها : « فتخلخلت » بدل « فتساقطت ». (225)
زوايا شبيهة بساق الاذخر على طرفه اوراق صغار ثابتة وزر.
واُصوله كأنها زيتون ومنه طوال ومنه مدوَّر مشتبك ، يعني ان اصوله شبيهة بثمر الزيتون بعضها مع بعض طيبة الرائحة سود فيها مرارة. وينبت في اماكن غامرة وأرض رطبة وأجود السعد ما كان منه ثقيلاً كثيفاً عسراً غليظ الرض ، فيه خشونة ، طيب الرائحة مع شيء من حدَّة ، والسعد الذي من قليصا والذي من سوريا والذي من الجزائر التي يقال لها قويلادس هو على هذه الصفة. وقوّته مسخنة مفتحة لأفواه العروق. وإذا اشرُب يدر البول لمن به حصاة وحبن (1) ، وينفع من سم العقرب وهو صالح إذا تُكمد به لبرد الرحم وانضمام فمها ويدر الطمث (2). وهو نافع من القروح (3) اللواتي في الفم والقروح المتأكلة إذا اُستعمل يابساً مسحوقاً. وقد يقع في المراهم المسخنة وقد يُحتاج إليه في بعض الادهان المطيبة. وقد يقال ان بالهند نوعاً آخر من السعد شبيهاً بالزنجبيل ، إذا مُضغ صار لونه مثل لون الزعفران ، وإذا لطخ على الشعر والجلد حلق الشعر على المكان. قال جالينوس : الذي يُنتفع به من السعد إنما هو اصله خاصة واُصول السعد تسخن وتجفف بلا لذع فهو لذلك ينفع منفعة عجيبة من القروح التي قد عسر إِنْدِمالها بسبب رطوبة كثيرة لأن فيها مع هذا شيئاً من قبض ، ولذلك صار ينفع من القروح التي تكون في الفم وينبغي أيضاً ان يشهد لاُصول السعد بأن فيها قوة قطّاعة ، 1 ـ الحبن : الاستسقاء. 2 ـ تُعطى الحلبة للفتيات في فترة البلوغ لمفعولها المنشط للطمث. ( الغذاء لا الدواء : ص 328 ). 3 ـ فساد اللثة : تغسل 3 أو 4 أوراق زيتون وتمضغ لمدة ربع ساعة وتلفظ ، مرتين كل يوم ، يداوم على استعمال هذه الوصفة حتى الشفاء. ( التداوي بزيت الزيتون : ص 73 ). |
|||
|