الغذاء دواء ::: 361 ـ 375
(361)
ظاهرة النعاس.
    وعنصر النوم يُوفر للأفراد بشكل فيزيولوجي غير إرادي ، وإن كان للإرادة دورٌ محددٌ في تأخيره عن وقته أو التسريع في الشعور به من خلال المكابرة والصبر وتناول المنبهات والمنومات التي لا تحمد عقباها جميعاً لمخالفتها لسنن وقوانين الحياة التي فطر الله مخلوقاته عليها ، لأن المنبهات تؤدي إلى زيادة فترة صحوة الخلايا العصبية وارهاق وكلل الجهاز العصبي بصورة مبكرة وإصابة الافراد بالعديد من الامراض العصبية ، في حين يؤدي تناول المنومات إِلى خدر وخمول الخلايا العصبية وضعف عملية تأثرها ونقلها للمؤثرات التي يتعرض لها الافراد إلى الجهات المعينة في الجسم بما يعرض الافراد للتهلكة دون شعور منهم ، فضلاً عن تحول الاعتياد على تناولها إلى نوع من الإِدمان. ( الشفاء من كل دواء ص 40 ).


(362)
( حرف الهاء )
الهضم
    الهضم : العملية التي يتحطم بها الطعام الذي نأكله ويتحلل إلى مغذيات بسيطة يُمكِنُ الجسم الإفادة منها.
    يتم الهضم داخل الجهاز الهضمي. ( موسوعة جسم الإنسان ص 107 ).

    حامض الكلور الذي يساعد في عملية هضم الاطعمة ، في معدة الإنسان ، هو مادة قارضة قوية لدرجة أنها تستطيع ان تثقب حتى معدن هيكل سيارة ، مع هذا ، لا تستطيع هذه المادة ان تثقب جوانب المعدة المحمية بغشاء لا صق. ( سين جيم ج 15 ص 3327 ).

    ـ ثبت أن عضلات المعدة لكي تقوم بواجبها في عملية الهضم .. فإنه لا بد أن تكون تقلصاتها (1) متزنة مع الكمية التي تحتويها من الأطعمة ... فإذا زادت نسبة الأطعمة وكميتها ، فإنها ترهق المعدة ، وبالتالى لا تستطيع عضلاتها أن تتقلص لتفتت الأكل وتجعله عجينة لينة ثم سائلة.
1 ـ التقلص : هي الحركة التي يضيق أو يقصر بها العضل ، تساعد حركة التقلص عضلات الرحم في دفع وولادة الوليد ( مرشد العناية الصحية ص 380 ).

(363)
    وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ يقول : « ما ملأَ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ».
    ـ ثبت أن المدة التي يحتاج إليها سير الطعام في المعدة تتراوح بين ست ساعات وعشر ساعات. ( ثبت علمياً ص 110 ).

    يدخل الغذاء لقمة بعد اُخرى إلى الفم ، وهناك تقطعه الاسنان ويرطبه اللعاب لتهيئته لعملية الهضم ، واسنان الإنسان حين كمال عددها ( 32 ) ، ستة عشر منها في الفك الأعلى وستة عشر أُخرى في الفك الأسفل. وهي مختلفة في أشكالها ووظائفها واسمائها. فالامامية منها تسمى ( القواطع ) واسمها يدل على وظيفتها ثم يليها الناب ، فالضواحك ، واخيراً الطواحن. والإِنسان بحكم أسنانه وأشكالها من الحيوانات آكلة اللحوم وآكلة النبات في آن واحد. وفي فم الإِنسان اللسان ، وهو يحمل في قاعدته حبيبات الذوق التي تحس ( بطعم ) الغذاء. ولذلك فاللسان عضو حاسة الذوق. وعلاوة على هذه الوظيفة يحرك اللسان المواد المغذية داخل الفم ويدفع بها عند البلع إلى الوراء. وتصب الغدد اللعابية ما تفرزه من لعاب إلى داخل الفم ليمتزج باللقمة فيه فيسهل مضغها وبلعها وفي اللعاب أيضاً قوة هاضمة للمواد الكاربوهيدراتية تبدأ عملها في الحال. فعملية الهضم اذاً تبدأ في الفم عند مضغ اللقمة بداخله. ويحد الفم من الاعلى ما يسمى ( بقبة الحنك ) وهى قسمان : الامامي منها صلب والخلفي عضلي مرن يسمى ( شراع الحنك ). وهو يرتفع وينخفض ويتقلص ، كشراع السفينة. وذلك كيما يسد البلعوم الذي ينفتح عليه الأنف حين بلع الطعام والسوائل. وإذا اُصيب شراع الحنك هذا بالشلل أو توقف عن الحركة لسبب من الأسباب دخل الطعام والشراب عند بلعهما إلى قناة الانف وظهرا من فتحتي المنخر إلى الخارج. هذا ويوجد في منتصف شراع الحنك زائدة عضلية صغيرة مستورة بالجلد المخاطي تسمى ( اللهاة ). ويلي الفم إلى الداخل البلعوم الذي ينفتح عليه الانف كما اسلفنا. ويتصل البلعوم فى أسفله من الخلف بالمريء ، ومن الامام


(364)
بالحنجرة. وللحنجرة غطاء غضروفي يسمى ( لسان المزمار ) يسد الفتحة عند البلع ليمنع وصول الطعام والشراب إلى الحنجرة فالصدر ، كما يفتحها للتنفس. والمرىء أنبوب عضلي مبطن من الداخل بطبقة مخاطية. وهو يتصل من الأعلى بالبلعوم ويسير أمام العمود الفقاري وراء الحنجرة ثم يدخل الصدر ويسير خلف القلب إلى أن يخترق الحجاب الحاجز ويصل إلى التجويف البطني لينتهي في المعدة. ويبقى المريء اثناء الراحة ساكناً أما حين البلع فانه يتقلص من الأعلى إلى الأسفل وعن طريق هذا التقلص يتم دفع محتويات المريء إلى المعدة. والمعدة هي كيس بيضاوي الشكل يتصل من أعلاه بالمريء ، وتسمى نقطة اتصاله ( بالفؤاد ) كما تتصل نهايته السفلى بالامعاء وتسمى نقطة الاتصال معها ( بالبواب ) (1) وتلامس المعدة عند قبتها العليا الحجاب الحاجز ، ثم تنحرف إلى الاسفل والايمن إلى أن يتم اتصالها بالأمعاء. وجدار المعدة مكون من طبقات ثلاث : الداخلية منها طبقة مخاطية ، وهي التي تفرز عصارة المعدة الهاضمة .. والطبقة الوسطى عضلية تنتشر فيها ألياف مرنة وأعصاب وحركتها غير إِرادية. أما الطبقة الثالثة والخارجة فمصلية.
    والأمعاء قناة طويلة يتكون جدارها من الطبقات الثلاث التي ذكرناها في المعدة. والأمعاء تبتدئ عند بواب المعدة وتنتهي في الشرج. وهي تنقسم من حيث حجمها ووظيفتها في الهضم إلى قسمين : أمعاء دقيقة يبلغ طولها عند الإنسان نحو (5) أمتار ، وأمعاء غليظة. وتسير الأمعاء الدقيقة منذ اتصالها بالمعدة نحو اليمين ا لأعلى ، ثم تنحني بشكل قوس ، لتعود فتقترب من المعدة ولتظهر تحت منتصفها. ويسمى هذا القسم من الأمعاء الدقيقة ( الاثنى عشر ) لأن طوله يعادل عرض اثنتي عشر اصبعاً من أصابع اليد ، ويمتاز الاثنى عشر عن سائر الأمعاء بانفتاح القناة التي
1 ـ البواب : هو مجرى اسفل المعدة إلى الامعاء ، وسمي بذلك ، لانه ينغلق على الطعام ، إلى ان ينهضم ، او يفسد ، ثم ينفتح حتى يصبُّ ما فى المعدة إلى الامعاء. ( مفتاح الطب : ص 16 ).

(365)
تنقل المرارة ( الصفراء ) وعصارة الغدة البنكراسية ، فيه. وتمتد الأمعاء الدقيقة بعد الاثنى عشر وتتعرج وتلتوي التواءات عديدة داخل تجويف البطن ، ناجمة عن التصاق رباط كبير يربطها بالعمود الفقاري. وتنتهي الأمعاء الدقيقة عند نهايتها السفلى بالجانب الأيمن من الحوض الكبير ، حيث تنفتح على الأمعاء الغليظة بفتحة تسمى ( صمام بوهيني ). ويسمى القسم الأول من الامعاء الدقيقة ( باللفائفي ) والثاني ( بالصائم ).
    أما الأمعاء الغليظة : فتبتدىء من الجانب الأيمن للحوض الكبير بشكل كيس تمتد من أسفله زائدة معوية مسدودة يتكون جدارها من مثل طبقات الامعاء. أما حجمها فهو يعدل قلم الرصاص الرفيع كما يقرب طولها من طول الاصبع. وهذه ما تسمى بالزائدة الدودية. وتنفتح على جدار هذا الكيس وبارتفاع نحو خمسة سنتيمترات عن الزائدة الدودية المعى الدقيقة كما مر. ثم يستمر المعي الغليظ في سيره صعداً حتى يبلغ الكبد. ويسمى هذا القسم من المعي الغليظ ( بالقولون الصاعد ) ، ثم ينحني بشكل زاوية ويسير مستعرضاً حتى يبلغ الجانب الأيسر من أعلى التجويف البطني ، ويسمى هذا القسم ( بالقولون المستعرض ) ثم ينعطف وينحدر إلى الاسفل ليصل إلى الحوض الكبير ، ويسمى هذا القسم بالقولون النازل. ثم يهبط إلى الحوض الصغير ويلتوي التواءين يشكلان حرف ( S ) الافرنجي ، ويسمى هذا القسم ( بالسين الحرقفي ). ويستمر سائراً في الحوض الصغير سيراً مستقيماً ، ويسمى هذا القسم بالمستقيم .. الذي ينتهي بفتحة الشرج (1).
1 ـ الشرج : هو انبوب قصير يمتد من المستقيم إلى خارج الجسم ، وهو مغلق بواسطة حلقة من العضلات ( او العضلة العاصرة ) والاضطراب الاكثر شيوعياً الذي يؤثر في هذه المنطقة هو الانتفاخ أو الانسداد من جراء تجلط الشرايين حول الشرج ( داء البواسير ) ، وينشأ ذلك عادة عن الامساك المؤلم. ( دليل الاسرة الصحي ج 3 ص 93 ).

(366)
    هو العملية التي يتم فيها جعل المواد الغذائية صالحة لأن يمتصها الجسم ، وذلك بحلها إلى عناصرها الأساسية وتكوين مواد جديدة منها يحتاجها الجسم لإدامة الحياة ، وللنشاط ، ولترميم ما يبلى أو يضعف من أجزائه. وتبتدئ عملية الهضم في الفم .. حيث تطحن المواد المغذية وترطب باللعاب ، ( الحاوي على مادة هاضمة ) ، ثم تدفع إلى المعدة .. حيث يتم طحنها وتنعيمها. وتفرغ عليها المعدة عصارتها الهاضمة حتى تصبح نصف مائعة. ثم تنقل إلى الاثني عشر فتبتل هناك بالصفراء وبمفرزات البنكراس ، حتى تصل إلى الامعاء الدقيقة. وفي اثناء مرورها بما سبق تكون قد تحولت وأصبح القسم الغذائي منها صالحاً للامتصاص. فتمتصه الأمعاء بواسطة العروق اللمفاوية والأوردة الدموية. أما القسم الباقي من المواد الغذائية وغير الصالح للتغذية ، فيدفع الى المعى الغليظ حيث يمتص منه الماء ويأخذ شكلا نصف مرناً هو شكل ما يسمى ( البراز ) ومن ثم تدفعه الأمعاء الى الخارج ، ويتم انتقال المواد الغذائية داخل المعدة والأمعاء بفعل التقلصات الدودية التي تقوم بها المعدة والأمعاء من الأعلى إلى الأسفل. والآن .. إن نشاط هذه التقلصات بسبب من الأسباب يُحدث الإسهال ، ور كودها أو كسلها يحدث القبض. اما انعكاس اتجاهها فهو الذي يسبب القيء.

    1 ـ سبق وذكرنا ان اللعاب يهضم المواد الكاربوهيدراتية ، إذ يحوّل جزءاً منها إلى ( دكسترين Dextrin ) وهو مقدمة للسكر.
    2 ـ عصارة ( المعدة ) ويبلغ مقدار ما يفرز منها في اليوم الواحد ( 1 ـ 2 ) ليتر. وتحتوي هذه العصارة على ( الببسين Pepsin ) وحامض ( كلوردريك ) وهي تفكك المواد الزلالية ( اللحم ، البيض ، الحليب ومشتقاته ) وتحولها إلى ( ببتون Pepton ) و ( ألبوموز Albumos ) المنحلّين بالماء. وأما المواد الكاربوهيدراتية فلا تتأثر بعصارة


(367)
المعدة إلا اذا كانت تحتوي على مواد زلالية تفصلها عصارة المعدة وتفككها على انفراد. ومدة بقاء الغذاء في المعدة يتراوح حسب نوع الغذاء وسهولة تفكيكه أو صعوبته بين ( 1 ـ 5 ) ساعات. أما المشروبات والسوائل فلا تمكث في المعدة إلا مدة وجيزة .. إذ تفرغ المعدة كل محتوياتها السائلة على دفعات متتابعة الى الأمعاء.
    3 ـ عصارة الكبد ، المرارة : تفكك هذه العصارة المواد الدهنية وتحولها بالاشتراك مع عصارة البنكراس القلوية الى ( صابون ) قابل للامتصاص.
    4 ـ عصارة البنكراس : وتحوي خميرة ( التربسين Trypsin ) ، وهي تكمل تفكيك المواد الزلالية الذي ابتدأ في المعدة وتحولها الى عناصرها الاساسية ( حوامض الامين ). وفي عصارة البنكراس مادة ( الدياستاز Diastase ) التي تحول المواد الكاربوهيدراتية الى سكر. وكذلك مادة ( الستابسين Steapsin ) التي تفكك المواد الدهنية إِلى ( حامض الدهن والجليسرين ) ، وتتعاون مع المرارة في تحويل حامض الدهن الى الصابون.
    هذا وتفرز الأمعاء الدقيقة أنواعاً متعددة من الافرازات تقوي مفعول عصارات الهضم الاساسية السابق ذكرها. ويتضح مما سبق ، ان عملية الهضم تبلغ منتهاها في الامعاء الدقيقة ، وان ما تصبه الأمعاء الدقيقة في الأمعاء الغليظة ليس إلا رواسب غير قابلة للهضم بعصارات الجهاز الهضمي ووسائله. ومن هذه الرواسب مادة ( السللوز Cellulose ) التي تتحلل في الأمعاء الغليظة ، بفعل ما تحتويه من جراثيم ( كولي Kolibazill ) الى سكر وحامض الفحم.
    ويمكث الغذاء في الأمعاء الدقيقة مدة خمس ساعات تقريباً إلى ان يتم تفريغه كبراز في الأمعاء الغليظة.
    البراز (1) : هو آخر ما تبقى في الأمعاء الغليظة من رواسب ( نفايات ) الغذاء.
1 ـ البراز ( الغائط ) : المادة التي تحتوي اوساخ الجسم ، والتي يفرزها إلى الخارج من باب البدن. ( مرشد العناية الصحية ص 380 ).

(368)
    وهو مكون من بعض ألياف اللحم وألياف نسيج ليفي غير مهضومة مع بقايا مواد ( خشبية Cellulose ) تخلفت من الأغذية النباتية ، مع مختلف أنواع الاملاح والجراثيم ، وكمية من المياه تكثر أو تقل. ويساعد فحص الخروج من حيث كميته ولونه ورائحته وشكله وقوامه ومحتوياته على تشخيص ما قد يكون في المعدة أو الامعاء من أمراض. ولنأت الآن الى كميته.
    تختلف كمية البراز باختلاف نوع الغذاء وفعالية عصارات الهضم التي سبق وصفها. فكسل الصفراء وافرازات البنكراس يؤدي إلى زيادة كمية البراز .. لوفرة ما تبقى من الغذاء دون هضم. كذلك فإِن وفرة النباتات في الغذاء تزيد في كمية البراز وعلى الاخص في حال النباتات الغنية بمادة السللوز كالخس والملفوف والجزر واللفت. وتتراوح كمية البراز اليومية في التغذية المختلطة بين ( 150 ـ 250 ) غراماً ، منها ( 30 ـ 40 ) غراماً من النواشف ، والباقي من الماء. وتقل كمية البراز كثيراً عند تناول اغذية مركزة كاللحم والدهن والمعجنات المصنوعة من دقيق أبيض ثم السكر والعسل ، والشحم والزيت والجبن والحليب ... الخ.
    والبراز لا ينعدم حتى في حالات الجوع أو الصيام أو الانقطاع كلياً عن تناول الغذاء لسبب من الاسباب ، لكنه يكون في هذه الحالات مكوّناً من افرازات الامعاء نفسها ورواسب الجراثيم فيها. ويتبع لونُ البراز نوع الغذاء. ففي الغذاء باللحوم يكون لونه اسمر غامقاً ، بينا هو في الغذاء النباتي اسمر فاتحاً. أما في الغذاء اللبني الصرف فهو أصفر ذهبي كما هو عند الأطفال الرضع. والسبانخ في الغذاء يكسب البراز لوناً أخضر ، كما يسوّد لونه في الغذاء بالكبد ومقانق الدم وبعض أنواع التوت أو شرب الخمر (1) ( النبيذ ) الأحمر. ويفقد البراز لونه فيصبح ترابياً أو رمادياً ، أو حتى أبيض ،
1 ـ ( إِنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ).
( سورة المائدة : 90 و 91 )

(369)
أو يصبح قوامه طينياً ورائحته شديدة الكراهية اذا توقف انصباب المرارة في الامعاء لسبب من الأسباب المرضية. وفي بعض أمراض الامعاء كالتيفوس والتهاب الامعاء الدقيقة مثلاً ، يزداد قوام البراز رخاوة ويكتسب لوناً أخضر ( كشوربة البازيلا ). والنزيف الشديد في المعدة أو في القسم الأعلى من الأمعاء يلون البراز بلون ( تفل القهوة ) ، أما الدم الأحمر المختلط مع البراز فيكون مصدره الأمعاء الغليظة ( دوسنتاريا ) ( زحار ) بخلاف الدم الأحمر السائل الذي يغلف كتل البراز من الخارج أو يظهر بعد التبرز فمصدره بواسير في الشرج ، داخلية مستترة أو خارجية ظاهرة.
    والبراز في حالة انتظام الهضم لا تكون له رائحة شديدة ، أما رائحته اصلاً فهي ناتجة عن مواد عفنة فيه تدعى ( سكاتول Skatol ) و ( ايندول Indol ). والرائحة الكريهة الشديدة في البراز ، الحامضة أو العفنة ، تدل دائماً على اضطراب في الهضم من تخمر المواد الكاربوهيدراتية أو تعفن المواد الزلالية. وقوام البراز يمكن ان يكون جافاً ومتقطعاً كبعر الجمال أو الماعز ، أو طرياً أسطوانياً ، أو رخواً ، أو سائلاً. بالنسبة لنوع الغذاء. فالقوام الصلب نتيجة للاقتصار في الغذاء على اللحوم. والقوام الطري ينتج عن الغذاء الذي تكثر فيه الخضار. اما المرن والسائل فنتيجة لاستعمال مسهل حمل الأمعاء على تفريغ محتوياتها قبل ان تنتهي من عملية الهضم. أو لاضطراب في عملية الهضم نفسها ، نتج عنه تجمع سوائل كثيرة أو مواد مخرشة للامعاء.
    ويدل وجود مواد مخاطية تشاهد بالعين المجردة في البراز ، على مكوث المواد البرازية مدة طويلة في الامعاء الغليظة أو إصابة هذه الأمعاء بالتهاب. وعلى الاخص إذا كانت المواد المخاطية على شكل كتل شفافة أو رافقتها قطع جلدية.
    واختلاط البراز بفقاقيع غازية .. يدل على وجود تخمر أو تعفن في الأمعاء. ولا ننسى هنا أن نذكر ان وجود شيء من الغازات في الأمعاء يعتبر طبيعياً ، إذ انه ينتج عن تفاعلات كيماوية تتم للغذاء في الأمعاء. وقد تمتص الامعاء هذه الغازات أو تطردها من الدبر إلى خارج الجسم لكن ازدياد هذه الغازات إلى درجة ينتفخ فيها


(370)
البطن وترفع الحجاب الحاجز إلى الاعلى وتضغط على القلب وتسبب حدوث اضطرابات فيه تشبه اضطرابات الذبحة الصدرية .. فأمر غير طبيعي البتة ، وهو يدل على وجود اضطراب عنيف في عملية الهضم مما يستلزم الرجوع إلى الطبيب. ( شباب في الشيخوخة ص 216 ـ 225 ).


(371)
( حرف الواو )
الوعاء الدموي
    وعاء دموي : أُنبوب يحمل الدم عبر الجسم.
    الاوعية الدموية الرئيسية : هي الشرايين والاوردة والاوعية الشعرية. ( موسوعة جسم الإنسان ص 107 ).

    الابتسامة علاج وقائي :
    توصلت دراسة قام بها عدد من علماء النفس والاجتماع الأمريكيين مؤخرا إلى أن الابتسامة تحفظ للإنسان صحته النفسية والبدنية ، كما أنها نوع من العلاج الوقائي ضد أمراض العصر ... فقد أكدت التجارب التي قام بها عالم النفس الأمريكي د. « جيمس أريكسون » والتي شملت حوالي 3500 شخص من مختلف الطبقات الاجتماعية ، تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات .. المجموعة الأُولى التي لا تبتسم إطلاقاً ... والثانية التي تبتسم عند الضرورة ، أو عند وجود مناسبة .. والثالثة التي تبتسم بصفة مستمرة .. فوجد أن المجموعة الأخيرة أكثرها نشاطاً وصحة وثقة بالنفس .. وقد انتهى د. « أريكسون » من ذلك إلى أن الابتسامة هي سبب من أسباب النجاح والسعادة .. وأن الشخص الدائم الابتسام هو أكثر الاشخاص جاذبية وقدرة على إقناع


(372)
الناس ، كما أنه أكثرهم ثقة بالنفس .. كما ثبت طبيا أن الشخص الذي يبتسم بصفة دائمة يتمتع بنبض سليم ومتزن ، وأن الابتسامة عنده تساعده على تخفيف ضغط الدم ، فضلا عن أنها تنشط الدورة الدموية (1) عنده بصورة مستمرة .. كما أن لها آثارًا إيجابية على وظيفة القلب (2) والكبد (3) والمخ (4) ، وذلك لأنها تجعل المخ يحتفظ بكمية أكبر من الأُكسجين (5) ، أي أنها نوع من العلاج الوقائي للمخ. ( ثبت علمياً ص 134 ).

    المرأة الحامل تفرز مادة تساعد على تحمل آلام الولادة.
    أوضحت دراسة معملية أُجريت مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية أن جسم المرأة الحامل يفرز مادة مخدرة طبيعية مثل « المورفين » تساعدها على تحمل آلام الوضع.
1 ـ الدورة الدموية : دورة جريان الدم في الجسم ، في الاوردة والقلب والشرايين. ( مرشد العناية الصحية ص 381 ).
2 ـ القلب : هو عضو صنوبري في الجانب الايسر من الصدر ، يُرسل الدم منه إلى جميع اعضاء البدن واجزائه بالشرايين ، ثم يعيده بالاوردة من الأعضاء إليه ، فهو دائماً في قبض وبسط وتقلُّب ، ولا شيء من اعضاء البدن يكون في تقلب بالاصالة مثله ، ولهذا يسمى بالقلب.
3 ـ الكبد : غدة مُحْمرَّة تزن كيلوغرام ونصف وتعمل خلاياه بما يصل إلى السبعين وظيفة من وظائف الجسم الهامة والتي بدونها لا يعيش الجسم اكثر من ساعات محدودة معدودة.
4 ـ المخ : الجزء الرئيسي من الدماغ ، يُمكِّنُكَ المخ المُجعَّدُ من الشعور والتفكير والكلام والرؤية ، ويُمكِّنُ جسمك من الحركة ( موسوعة جسم الإنسان ص 106 ).
5 ـ الاُكسجين : غاز يكون في الهواء ، وهو ضروري للحياة.
    نتنفس الاوكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام. ( موسوعة جسم الإنسان ص 104 ).


(373)
    وقد أثبتت التجارب أن المرأة الحامل تتحمل الألم بنسبة أكبر من المرأة غير الحامل ، بسبب هذه المادة الكيميائية التي ثبت أن مصدرها هو العمود الفقري (1) ( ثبت علمياً ص 188 ).
1 ـ يتكون العمود الفقري من ثلاث وثلاثين عظمة أو فقرة ، وقد تجد من يقول بأن عددها ست وعشرون فقط ، والسبب في ذلك ان الفقرات السفلى من العمود الفقري غير منفصلة تماماً ، إذ يتحد خمس منها في عظم واحد يسمى العجز ، ويلي ذلك اربع متحدات في عظم واحد آخر يسمى العصعص ( كل شيء عن جسم الإنسان ج 4 ص 72 ).

(374)
( حرف الياء )
أهمية اليود
    [ قال الدكتور د. س. جارفيس : ]
    بطريقة ما ، عرف ان هناك علاقة بين عنصر اليود Yod ، وبين قوة المقاومة ضد الأمراض.
    لا غنى للغدة الدرقية ـ ( غدة صماء في الرقبة ) ـ عن اليود وبدونه لا تستطيع أن تؤدي عملها كاللازم; ودم الجسم كله يجتاز الغدة الدرقية هذه في مدة ( 17 ) دقيقة. وبما أن للخلايا التي تتكون الغدة منها علاقة كيميائية مع اليود ، فإن الجراثيم الضعيفة التي قد وصلت إلى الدم عن طريق إصابة في الجلد أو الغشاء المخاطي أو الأنف أو الحلق ، أو بواسطة الغذاء عن طريق الأمعاء ، تموت أثناء مرور الدم من الغدة الدرقية بتأثير ما تفرزه خلايا الغدة من عنصر اليود المطهر ، أي المبيد للجراثيم ، وأما إذا كانت هذه الجراثيم قوية ، فإن اليود يضعفها المرة تلو المرة كلما اجتاز الدم في مدة ( 17 ) دقيقة الغدة الدرقية إلى أن يقضي اليود عليها نهائياً. وهذا لا يمكن أن يتم ، إلا إذا كانت الغدة الدرقية محتوية على ما يلزمها من عنصر اليود ، فإذا فقد هذا العنصر المطهر منها ، عجزت الغدة عن إبادة جراثيم الدم عند مرورها منها.
    ويعلمنا الطب الشعبي أن للغدة الدرقية واجبات أُخرى تقوم بها إلى جانب إبادة الجراثيم في الدم وتطهيره منها ، ومن هذه الواجبات ـ وفي مقدمتها ـ إعادة بناء


(375)
الطاقة التي نحتاج إليها للقيام بأعمالنا اليومية.
    وهناك بكل تأكيد علاقة بين قوى الجسم وما يتجهز به هذا الجسم من عنصر اليود ، فإذا ظهر وهن في القوى الجسدية ، يكون اول سؤال يتبادر عندئذ الى الفكر ما إذا كان الشخص الواهن القوى يعيش في منطقة تفتقر ارضها إلى اليود ـ وإذا كان الامر كذلك ـ فإذا كان بالإمكان تلافي هذا النقص بإضافة غذاء إضافي خاص إلى الغذاء اليومي المعتاد ، وإذا وهنت القوى في إداء الاعمال اليومية وضعفت درجة الاحتمال لها ، فلا بد من توجيه الاهتمام إلى موضوع تجهيز الجسم بعنصر اليود.
    ولليود في الجسم عمل آخر هو مكافحة التوتر العصبي فيه وإِزالته ، ومن دلائل هذا التوتر العصبي سرعة الإثارة ( عصبية ) والارق ، والاضطراب المستمر ، كل هذه الاعراض تدل على حاجة الجسم إلى المزيد من اليود للاسترخاء والتهدئة ، ولجمع الاحتياطي لأوقات الحاجة ، وبفضل اختباراتي في الطب الشعبي أعرف ان الاطفال دون العاشرة من العمر القليلي الصبر ، الدائمي الحركة والإثارة ، يمكن تحويلهم في مدة ساعتين إلى اطفال هادئين صبورين ( عاقلين ) باعطائهم نقطة واحدة من محلول اليود ، مع ملعقة صغيرة من الخل في قدح من عصير الفواكه أو الماء القراح ، وقد أُعطيت هذه الوصفة لاُمهات اطفال عصبيين ، ـ اناثاً وذكوراً ـ ليعشن مع اطفالهن بهدوء وسلام ، ولم يحصل ابداً ان اخطأت هذه الوصفة هدفها.
    والعمل الثالث لليود : يتعلق بجلاء الفكر ، فالفكر ، يعمل بصورة افضل إذا كان الجسم مزوداً بالقدر الكافي من عنصر اليود.
    وهناك ايضاً موضوع تراكم الشحم ( السمنة ) غير المرغوب فيه ، فاليود احد افضل ( الكاتاليزاتورات Katalysator ) المؤكسدة والكاتاليزاتور هو الثقاب الذي يشعل النار التي تحرق الغذاء الذي نتغذى به يومياً ، فإذا لم يحترق هذا الغذاء احتراقاً كاملاً ، يرسب ما يتبقى منه ويبقى في الجسم دهنا ( السمنة ) غير مرغوب فيه ، فكما تأخذ الغدة الدرقية اليود من الدم الذي يتم اجتيازه للغدة الدرقية كل ( 17 )
الغذاء دواء ::: فهرس