|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(61)
اسمه : إسماعيل. وكنيته : أبو هاشم ، على ما قاله سيّدنا الأجل الشريف المرتضى علم الهدى سلام اللّه عليه ، في آخر شرح بائيّته التي مطلعها :
وفي كتاب « الرجال » لشيخ الطائفة المحقّة ورئيسها أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضوان اللّه عليه : أنّ كنيته أبو عامر. (3) وأمّا « السيد » فهو ممّا لقّبوه به للتعظيم ، قيل : إنّ أوّل من لقّبه به : حمّال كان 1 ـ الشريف المرتضى : شرح القصيدة الذهبية ( للسيد الحميري ) : ص 1. يقول الشريف المرتضى قدَّس سرَّه في مقدّمته بعد الحمد والصلاة على النبي وآله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : سأل السيد الوالد ـ أطال اللّه بقاءه ـ تفسير قصيدة أبي هاشم إسماعيل بن محمد الحميري الملقّب ب « السيد » ـ رضي اللّه عنه ـ البائية ... وإيضاح معانيها ومشكل ألفاظها ، وأنا أُُجيب إلى ذلك. و كُبكُب : جبل مطلّ على عرفات. 2 ـ بشارة المصطفى : 278. 3 ـ رجال الطوسي : ص 148 رقم 108 ، في أصحاب الصادق ( عليه السَّلام ). (62)
يسأل عن حمل بعيره فيقول : ميمات السيّد. (1)
وفي بعض الأخبار أنّه ممّا سمّته به أُمّه ، فقد قال الشيخ الصدوق أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتابه « الرجال » : وروي أنّ أبا عبداللّه عليه السَّلام (2) لقي السيد ابن محمد الحميري فقال : سمّتك أُمّك سيّداً ووُفّقت في ذلك وأنت سيّد الشعراء ، ثمّ أنشد السيد في ذلك :
1 ـ يأتي نص الحديث في ص 63 عن كشف الغمة. 2 ـ الإمام جعفر الصادق ( عليه السَّلام ). 3 ـ في المصدر : « الفقهاء ». 4 ـ رجال الكشي : 2 / 569 ـ 574 رقم 505. (63)
يمشي بحمل ثقيل ، فقيل : ما معك ؟ فقال : ميمات السيّد. (1)
وعن الأصمعي أنّه قال : لولا أنّه يسبّ الصحابة في شعره ما قدّمتُ عليه أحداً في طبقته. وقد كان في بادئ الأمر كيسانياً (2) فرجع إلى الحقّ بهداية الإمام الهمام أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السَّلام ). وممّا قاله وهو كيسانيّ :
1 ـ علي بن عيسي الإربلي : كشف الغمّة : 1 / 548. 2 ـ الكيسانيّة : يدّعي أصحاب المقالات أنّ عدة من الشيعة التفّوا حول محمد ابن الحنفيّة وكان اسمه « كيسان » ـ بادعاء بعض الكيسانيّة ـ واتّخذوه قائداً ( في حياة الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) ). والشيعة تعتقد بأنّه مذهب مختلق في حينه من جانب الأعداء ملصق بشيعة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) لتشويههم آنذاك أولاً وتحطيم سمعة الثائر المختار بن أبي عبيدة ثانياً. ( انظر بحوث في الملل والنحل للعلاّمة السبحاني : 7 / 27 ـ 44. 3 ـ يعني بالسبط الذي لا يذوق الموت محمد ابن الحنفية. (64)
وقوله :
1 ـ محمد بن بابويه ( الصدوق ) : كمال الدين وإتمام النعمة : 32. وفي « الأغاني » لأبي الفرج الاصفهاني ( 7 / 245 ) وذكر رواية السيد : أنّه حضر يوماً وقد ناظره محمد بن عليّ بن النعمان فغلبه محمد في دفع ابن الحنفيّة عن الإمامة ؛ فقال السيد ـ و ذكر الأبيات ـ. 2 ـ الخوارزمي : مقتل الحسين ( عليه السَّلام ) : 2 / 129. (65)
1 ـ أضرّ بي فلان ، أي دنا منّي دنوّاً شديداً ، وكلّ ما دنا دنوّاً مضيّقاً فقد أضرّ ، وأضرّ السيل من الحائط : دنا منه ( لسان العرب : « ضرر ) ». 2 ـ الصدوق : كمال الدين : 32 و 33. (66)
حيّان السرّاج (1) قال : سمعت السيد ابن محمد الحميري يقول : كنت أقول بالغلوّ وأعتقد غيبة محمد بن علي ابن الحنفية ، قد ظللت في ذلك زماناً فمنّ اللّه عليّ بالصادق جعفر بن محمد عليهما السَّلام وأنقذني به من النّار وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صحّ عندي بالدلائل الّتي شاهدتها منه أنّه حجّة اللّه عليّ وعلى جميع أهل زمانه وأنّه الإمام الّذي فرض اللّه طاعته وأوجب الاقتداء به ، فقلت له : يا ابن رسول اللّه قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السَّلام في الغيبة وصحّة كونها فأخبرني بمن تقع؟
قال ( عليه السَّلام ) : إنّ الغيبة ستقع بالسّادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و آخرهم القائم بالحقّ بقيّة اللّه في الأرض وصاحب الزّمان ، واللّه لو بقي في غيبته ما بقي نوح في الأرض في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. قال السيّد : فلمّا سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السَّلام تبت إلى اللّه تعالى ذكره على يديه ، وقلت قصيدتي التي أوّلها :
1 ـ حيّان السرّاج : من الكيسانية القائلين بأنّ محمد بن الحنفية إمام وهو حيّ لم يمت ، وقد ذكر الكشي في ذلك عدّة روايات. ( السيد الخوئي قدَّس سرَّه : معجم رجال الحديث : 6 / 308 رقم 4120 ). (67)
(68)
إلى آخر القصيدة وهي طويلة ، وقلت بعد ذلك قصيدة أُخرى :
1 ـ الجَسْرُ : ـ بالفتح ـ : العظيم من الإبل وغيرها ، والأُنثى جَسْرَة. العَذافِرة : الناقة العظيمة. والناقة الشديدة. الأمينة الوثيقة الظهيرة. وجَمَل عُذافر وعَذَوْفَر : صلب عظيم شديد. السبسب : المفازة ، والأرض المستوية البعيدة ( لسان العرب : « جسر » ، « عذفر » و « سبسب » ). (69)
1 ـ مَكت بالمكان : أقام ، كَمَكَد. ( لسان العرب : « مكت » ). (70)
ثمّ قال رحمه اللّه (3) : وفي اخبار السيد أنّه ناظر معه مؤمن الطاق في ابن الحنفية فغلبه عليه ، فقال : 1 ـ الصدوق : كمال الدين : ص 33 ـ 35. 2 ـ ابن شهر اشوب : مناقب آل أبي طالب : 4 / 245. 3 ـ أي صاحب الكتاب. (71)
تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر ـ إلى قوله : ـ 1 ـ الكلَف : الوُلوع بالشيء مع شغل قلب ومَشقّة. ووَمِقَ : أحبَّ ، والوِماق : محبة لغير رِيبة. ( لسان العرب : « كلف » ، « ومق » ). (72)
وحكى أيضاً في القصيدة الأُخرى التي صدرها : ( أيا راكباً نَحوَ المَدينةِ جَسْرَةً ) بعض أبياتها ، بمخالفة ما في الألفاظ والترتيب. ـ ثم قال : ـ و أنشد فيه :
1 ـ نص البيت من المصدر ، وفي الأصل : « ولست مغال ما حييت » البيت إلاّ ان عجزه وأظهر. وهو غير مستقيم. (73)
(74)
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السَّلام ) : أسرجوا له ، فركب ومضى ومضيت ومعه حتى دخلنا على السيّد وإنّ جماعة محدقون به ، فقعد أبو عبد اللّه ( عليه السَّلام ) عند رأسه وقال : يا سيّد! ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد اللّه ( عليه السَّلام ) ولا يمكنه الكلام (2) ، وإنّا لنتبيّن فيه أنّه يريد الكلام ولا يمكنه. فرأينا أبا عبد اللّه ( عليه السَّلام ) حرَّك شفتيه فنظر السيّد (3) فقال أبو عبد اللّه ( عليه السَّلام ) : قل بالحقّ يكشف اللّه ما بك ويرحمك ويدخلك جنّته التي وعد أولياءه ، فقال في ذلك : ( تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر ). فلم يبرح أبو عبد اللّه ( عليه السَّلام ) حتى قعد السيّد 1 ـ ابن شهر اشوب : مناقب آل أبي طالب : 4 / 246 ـ 247. 2 ـ « وقد اسودّ وجهه ، فجعل يبكي وعينه إلى أبي عبد اللّه ( عليه السَّلام ) ولا يمكنه الكلام » : ( رجال الكشي ). 3 ـ « فنطق السيد فقال : جعلني اللّه فداك أبأوليائك يفعل هذا! » بدل : « فنظر السيد » : ( رجال الكشي ). (75)
على استه. (1)
وفي كتاب « كشف الغمة في معرفة الأئمّة » للشيخ الإمام علي بن عيسى الإربلي رحمه اللّه : روى الحسين بن عون قال : دخلت على السيّد ابن محمد الحميري عايداً في علّته التي مات فيها فوجدته يساق به ، ووجدت عنده جماعة من جيرانه ، وكانوا عثمانية ، وكان السيّد جميل الوجه رحب الجبهة عريض مابين السالفين ، فبدَت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ، ثمّ لم تزل تنمو وتزيد حتى طبّقت وجهه بسوادها ، فاغتمّ لذلك من حضره من الشيعة ، وظهر من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك إلاّ قليلاً حتّى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء ، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمى حتى اسفر (2) وجهه وأشرق وأفتر السيد ضاحكاً وقال :
1 ـ الكشي : الرجال : ص 572 ـ 573. 2 ـ « اسفرّ » : المصدر. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|