اللآلئ العبقرية في شرح العينيّة الحميرية ::: 361 ـ 375
(361)
المحسنين.
    معاشر الناس حجّوا البيت بكمال الدين والتفقّه ولا تنصرفوا عن المشاهد ، إلاّ بتوبة وإقلاع.
    معاشر الناس أقيموا الصّلاة وآتو الزكاة كما أمركم اللّه عزّوجلّ ولئن طال عليكم الأمد فقصّرتم أو نسيتم فعليّ وليّكم والمبيّن لكم الذي نصبه اللّه عزّ وجلّ بعدي ومن خلّفه اللّه منّي وأنا منه ، يخبركم بما تسألون عنه و يُبيّن لكم ما لا تعلمون.
    ألا إنّ الحلال والحرام أكثر من أن أُحصيهما أو أُعرّفهما فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد ، فأُمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن اللّه عزّ وجلّ في عليّ أمير المؤمنين والأئمة من بعده الذين هم منّي ومنه أئمّة قائمة منهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق.
    معاشر النّاس وكلّ حلال دللتكم عليه أو حرام نهيتكم عنه فإنّي لم أرجع عن ذلك ولم أُبدل ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وعوه وافهموه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيّروه.
    ألا وإنّي أُجدّد القول ألا فأقيموا الصّلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، ألا وإنّ رأس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تنتهوا إلى قولي وتبلّغوه من لم يحضر وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته فإنّه أمر من اللّه عزّ وجلّ ومنّي ، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلاّ مع إمام.
    معاشر الناس القرآن يعرّفكم أنّ الأئمّة من بعده ولده وعرّفتكم أنّهم منّي ومنه حيث يقول اللّه عزّ وجلّ في كتابه : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً في عَقِبِهِ ) (1) وقلت :
1 ـ الزخرف : 28.

(362)
لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما.
    معاشر الناس التقوى التقوى ، احذروا الساعة ، كما قال اللّه تعالى : ( إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَة شَيءٌ عَظِيمٌ ) (1).
    معاشر الناس اذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي ربّ العالمين ، والثواب والعقاب فمن جاء بالحسنة أُثيب ، ومن جاء بالسَّيئة فليس له في الجنان نصيب.
    معاشر الناس إنّكم أكثر من أن تصافقوني بكفّ واحدة وقد أمرني اللّه عزّ وجلّ أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقّدت لعليّ من إمرة المؤمنين ومن جاء بعده من الأئمة منّي ومنه على ما أعلمتكم أنّ ذرِّيّتي من صلبه.
    فقولوا بأجمعكم : إنّا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلّغت عن ربّنا وربّك في أمر عليّ وأمر ولده من صلبه من الأئمّة ؛ نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا ، على ذلك نحيى ونموت ونبعث لا نغيّر ولا نبدّل ولا نشكّ ولا نرتاب ولا نرجع عن عهد ولا ننقض الميثاق ، ونطيع اللّه ونطيعك وعليّاً أمير المؤمنين وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذرّيتك من صلبه بعد الحسن والحسين ، اللّذين قد عرّفتكم مكانهما منّي ومحلّهما عندي ومنزلتهما من ربّي عزّ وجلّ ، فقد أدّيت ذلك إليكم وإنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة وإنّهما الإمامان بعد أبيهما عليّ وأنا أبوهما قبله.
    وقولوا : أطعنا اللّه بذلك وإيّاك وعليّاً والحسن والحسين والأئمّة الذين ذكرت عهداً وميثاقاً مأخوذاً لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ومصافقة أيدينا ، من أدركهما بيده وأقرّ بهما بلسانه ، لا نبتغي بذلك بدلاً ولا نرى من أنفسنا
1 ـ الحج : 1.

(363)
عنه حولاً أبداً ، أشهدنا وكفى باللّه شهيداً وأنت علينا به شهيد ، وكلّ من أطاع ممّن ظهر واستتر ، وملائكة اللّه وجنوده وعبيده ، واللّه أكبر من كلّ شهيد.
    معاشر الناس ما تقولون فإنّ اللّه يعلم كلّ صوت وخافية كلّ نفس ( فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها ) (1) ومن بايع فإنّما يبايع اللّه ( يَدُ اللّه فَوقَ أَيْدِيهِمْ ) (2).
    معاشر الناس فاتّقوا اللّه وبايعوا عليّاً أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمّة من ولده كلمة باقية ، يهلك اللّه من غدر ، ويرحم من وفى : ( وَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ ) (3) الآية.
    معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم ، وسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين وقولوا : ( سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصير ) (4) وقولوا : ( الحَمْدُ للّهِ الّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَولا أَنْ هَدانَا اللّهُ ) (5).
    معاشر الناس إنّ فضائل عليّ بن أبي طالب عند اللّه عزّوجلّ وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أُحصيها في مكان واحد ، فمن أنبأكم بها وعرّفكم إيّاها فصدّقوه.
    معاشر الناس من يطع اللّه ورسوله وعليّاً والأئمّة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزاً عظيماً.
    معاشر الناس السابقون السابقون إلى مبايعته وموالاته ، والتسليم عليه بإمرة المؤمنين ، أُولئك الفائزون في جنّات النعيم.
1 ـ الزمر : 39.
2 و 3 ـ الفتح : 10.
4 ـ البقرة : 285.
5 ـ الأعراف : 43.


(364)
    معاشر الناس قولوا ما يرضى اللّه به (1) عنكم من القول ، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنّ اللّه غنيّ عن العالمين فلن تضرّوا اللّه شيئاً ، اللّهمّ اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين ، والحمد للّه ربّ العالمين.
    فناداه القوم بأجمعهم : نعم سمعنا وأطعنا على أمر اللّه وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا ، وتداكّوا على رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) وعلى عليّ ( عليه السَّلام ) وصافقوهما بأيديهم ، فكان أوّل من صافق رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : الأوّل والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار ، وباقي الناس على طبقاتهم وقدر منازلهم منذ الظهيرة إلى أن غاب الشفق الأحمر ، إلى أن صلّيت العشاء والعتمة في وقت واحد ، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً ورسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) يقول كلّما بايع قومٌ : الحمد للّه الذي فضّلنا على جميع العالمين ، وصارت المصافقة سنّة ورسماً يستعملها من ليس له حقّ فيها.
    روي عن الصادق ( عليه السَّلام ) أنّه قال : لمّا فرغ رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) من هذه الخطبة رُئي في الناس رجل جميل بهيّ (2) طيّب الرائحة فقال : تاللّه ما رأيت محمداً (3) كاليوم ، ما أشد ما يؤكّد لابن عمّه ! وإنّه يعقد له عقداً لا يحلّه إلاّ كافر باللّه العظيم وبرسوله ، ويل طويل لمن حلّ عقده.
    قال : فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ، ثمّ التفت إلى النبيّ ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) وقال : أما سمعت ما قال هذا الرجل قال كذا وكذا ؟ فقال النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : يا عمر أتدري من ذاك الرجل ؟ قال : لا ، قال : ذلك الروح الأمين جبرئيل فإيّاك أن تحلّه ، فإنّك إن فعلت فاللّه ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء (4).
    هذا تمام لفظ ما رواه الطبرسي رحمه اللّه في الاحتجاج.
1 ـ « به » : من المصدر.
2 ـ « بهيّ » : من المصدر.
3 ـ « محمداً » : من المصدر.
4 ـ أحمد بن عليّ الطبرسي : الاحتجاج : 1 / 133 ح 32 عنه البحار : 37 / 201 ح 86.


(365)
    وقد روى الشيخ الإمام الشهيد محمد بن أحمد الفارسي رضوان اللّه عليه في كتاب « روضة الواعظين » (1) هذه الحكاية بتمامها مرسلة كما هو دأبه ، من الخطبة وما قبلها وما بعدها إلاّ أنّ في الألفاظ اختلافاً في موارد كثيرة من الخطبة وغيرها لا يضرّ بالمعنى.
    وكذلك رواها السيد الإمام العلاّمة رضي الملّة والحق والدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووسي العلوي الفاطمي في كتاب « اليقين باختصاص مولانا عليّ ( عليه السَّلام ) بإمرة المؤمنين » عن كتاب أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليل ؛ بأجمعها من الخطبة وما قبلها وما بعدها ، إلاّ أنّ في الألفاظ اختلافاً في موارد كثيرة لا يضرّ بالمعنى.
    وهذا لفظ كتاب الطبري على ما حكاه عنه رحمه اللّه : حدّثنا أحمد بن محمد الطبريّ ، قال : أخبرني محمد بن أبي بكر بن عبدالرحمن ، قال : حدّثني الحسن بن علي أبو محمد الدينوري ، قال : حدثنا محمد بن موسى الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن خالد الطيالسيّ ، قال : حدثنا سيف بن عميرة ، عن عقبة ، عن قيس بن سمعان ، عن علقمة بن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السَّلام قال : حجّ رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ). ثم ساق الحديث إلخ (2).
    وروى رحمه اللّه في كتاب « التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين » (3) عن كتاب « نور الهدى والمنجي من الردى » تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاواني (4) ، خطبة رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) وحدها بمضمون ما رواه صاحب الاحتجاج إلاّ أنّ بينهما اختلافاً ما في الألفاظ والزيادة والنقصان والتقدّم
1 ـ روضة الواعظين : ص 100 ـ 116.
2 ـ اليقين : ص 343 ـ 361 الباب 127.
3 ـ التحصين : ص 578 ـ 590 الباب 29.
4 ـ « الجاواني » أو « الجاوابي » والمضبوط بخط ابن طاووس بالباء. كما جاء في هامش « التحصين » ص 535.


(366)
والتأخّر من غير اختلاف في أصل المقصود ولا في المعنى غالباً.
    ولفظ كتاب « نور الهدى » على ما حكاه رحمه اللّه هكذا : أبو الفضل محمد بن عبد اللّه الشيباني ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وهارون بن عيسى بن السكين البلدي ، قالا : حدثنا حميد بن الربيع الخزاز ، قال : حدثنا علي بن حماد (1) ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدّثنا نوح بن مبشر ، قال : حدثنا الوليد بن صالح (2) عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، عن زيد بن أرقم ، قال :
    لمّا أقبل رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) من حجّة الوداع جاء حتى نزل بغدير خم بالجحفة بين مكّة و المدينة ، ثمّ أمر بالدوحات يقمّ ما تحتهنّ من شوك ، ثمّ نودي بالصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) في يوم شديد الحرّ ، وإنّ منّا من يضع رداءه تحت قدميه من شدّة الحرّ والرمضاء ، ومنّا من يضعه فوق رأسه ، فصلّى بنا ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ثمّ التفت إلينا فقال : الحمد للّه (3) إلى تمام الخطبة.
    وقال رحمه اللّه في « ربيع الشيعة » (4) في الفصل الّذي عقده لحجّة الوداع : فلمّا
1 ـ لم يذكره في « التحصين » ضمن السند.
2 ـ في التحصين « صافح ».
3 ـ التحصين : 578 الباب 29.
4 ـ قال الآقا بزرك الطهراني في « الذريعة » : 10 / 75 عند ذكر الكتاب : « ربيع الشيعة » المنسوب إلى السيد رضي الدين ابن طاوس ( المتوفّى 664 هـ ) انّه موافق بعينه ومتّحد مع كتاب « إعلام الورى » تأليف أمين الإسلام الطبرسي المفسر ( المتوفى 548 هـ ) ».
وذكر تفصيله في ج 2 ص 240 عند ذكر كتاب « إعلام الورى بأعلام الهدى » للطبرسي قائلاً : « ومن غريب الاتفاق مطابقة ( كتاب ربيع الشيعة ) المنسوب إلى السيد ابن طاووس مع هذا الكتاب وتوافقهما حرفاً بحرف إلاّ اختصارات قليلة في بعض الفصول وزيادات في الخطبة ، قال العلاّمة المجلسي في أوّل البحار : « وهذا مما يقضي منه التعجب » ( أقول ) ـ والكلام لصاحب الذريعة ـ : الممارس لبيانات السيد ابن طاووس لا يرتاب في أنّ « ربيع الشيعة » ليس له والمراجع لا يشكّ في اتحاده مع « إعلام الورى » للطبرسي » ـ و يذكر بعد ذلك احتمالات منشأ هذه الشبهة ـ.
وللمزيد من التفصيل راجع « الذريعة ».


(367)
قضى نسكه وقفل إلى المدينة ، وانتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم ، وليس بموضع يصلح للنزول ؛ لعدم الماء فيه والمرعى ، نزل عليه جبرئيل ( عليه السَّلام ) وأمره أن يقيم عليّاً ( عليه السَّلام ) وينصّبه إماماً للناس ، فقال : « ربّ إنّي حديث عهد بالجاهلية » فنزل عليه : أنّها عزيمة لا رخصة فيها ، فنزلت الآية : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (1).
    فنزل رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بالمكان الذي ذكرناه ونزل المسلمون حوله ، وكان يوماً شديد الحرّ ، فأمر رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع الرحال في المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثمّ أمر مناديه فنادى في الناس بالصلاة ، فاجتمعوا إليه وإنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء ، وصعد رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا علياً ( عليه السَّلام ) فرقى حتى قام عن يمينه ثمّ خطب الناس فحمد اللّه وأثنى عليه ، ووعظ ونعى إلى الأُمّة نفسه فقال : « إنّي دعيت ويوشك أن أُجيب ، وقد حان منّي خفوقٌ من بين أظهركم ، وإنّي مخلف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».
    ثمّ نادى بأعلى صوته : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟
    فقالوا : اللّهمّ بلى.
    فقال لهم على النسق وقد أخذ بضبعي (2) علي ( عليه السَّلام ) فرفعهما حتى رُئي بياض إبطيهما وقال : فمن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
1 ـ المائدة : 67.
2 ـ الضبع : العضد. ( الصحاح : « ضبع ) ».


(368)
    ثمّ نزل ( عليه السَّلام ) وكان وقت الظهيرة فصلى ركعتين ، ثمّ زالت الشمس فأذّن مؤذّنه لصلاة الظهر فصلّى بالنّاس وجلس في خيمته ، وأمر عليّاً ( عليه السَّلام ) أن يجلس في خيمة له بازائه ، ثمّ أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنّوه بالإمامة ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، ففعل الناس ذلك كلّهم.
    ثمّ أمر أزواجه وجميع نساء المؤمنين معه أن يدخلن معه ويسلّمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن ، وكان ممّن أطنب في تهنئته في ذلك المقام عمر بن الخطاب وقال فيما قال : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
    وأنشأ حسّان يقول :
يناديهم يَومَ الغديرِ نبيّهم وقال فمن مَولاكُمُ وَ وَليُّكُمْ إلهك مولانا وأنتَ وليّنا فقالَ له قُمْ يا عليّ فإنّني فََمنْ كُنتُ مولاه فهذا وليُّهُ هناكَ دَعا اللّهمّ والِ ولَيَّهُ بخم وأكرم بالنبيّ مناديا فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا ولن تَجِدَن منّا لك اليوم عاصيا رَضِيتُكَ من بَعدي إماماً وهاديا فَكُونوا له أنصارَ صِدق مَواليا وَكُنْ لِلّذي عادى علِيّاً مُعاديا


(369)
    فقال رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : « لا تزال يا حسان مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ويدك ».
    ولم يبرح رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) من المكان حتى نزل ( الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ). (1) فقال : « الحمد للّه على كمال الدين وتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعليّ من بعدي » (2).
    وقد روي حديث يوم الغدير من طرق العامة خاصة بما يزيد على التواتر ، فقد أفرد له محمد بن جرير الطبري صاحب « التاريخ » كتاباً سمّاه : كتاب الولاية ، وقد طرقه من نيف وسبعين طريقاً.
    وأفرد له أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة كتاباً وطرقه من مائة وخمس طرق.
    وطرقه أبو بكر الجعابي (3) من مائة وخمس وعشرين طريقاً.
    وقد صنف علي بن هلال المهلبي (4) كتاب الغدير.
1 ـ المائدة : 3.
2 ـ لعدم وجود « ربيع الشيعة » في المتناول ، تمّ إخراجه من « إعلام الورى بأعلام الهدى » للشيخ الطبرسي : 1 / 261 ـ 263 ، والفصول المختارة للشيخ المفيد : ص 290 ، دارالمفيد بيروت.
3 ـ هو محمد بن عمر بن محمد بن سالم ، أبوبكر الجعابي ، الحافظ القاضي كان من حفاظ الحديث وأجلاّء أهل العلم. قال في ميزان الاعتدال : أحد الحفاظ الموجودين .. وهو شيعيّ ما شاهدنا أحفظ منه ، قال لغلامه حين ضاعت كتبه : لا تغتم فإن منها مائتي ألف حديث لا يَشْكل عليّ منها حديث لا اسناداً ولا متناً ، مات سنة 355 هـ ، رجال النجاشي : 281 ، ميزان الاعتدال : 3 / 670.
4 ـ ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست : 96 ، ط. ق ، قائلاً : علي بن بلال المهلبي ، له كتاب الغدير ، وله كتاب المسح على الرجلين وكتاب في إيمان أبي طالب ، وغير ذلك.


(370)
    وأحمد بن محمد بن سعد كتاب « من روى غدير خم ».
    ومسعود الشّجري كتاباً فيه روا ة هذا الخبر ، وطرقها.
    واستخرج منصور الرازي في كتابه أسماء رواته على حروف المعجم.
    ونقل عن أبي المعالي الجويني المعروف عندهم بإمام الحرمين ، أنّه كان يقول : شاهدت مجلّداً ببغداد في يد صحّاف فيه روايات هذا الحديث مكتوباً عليه : المجلّد الثامن والعشرون من طرق قوله : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ويتلوه المجلّد التّاسع والعشرون (1).
    وقال ابن كثير الشامي المؤرّخ في ترجمة محمد بن جرير الطبري : إنّي رأيت كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلّدين ضخمين (2).
    وبالجملة فهذا النصّ من النبيّ ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ممّا لا يمكن إنكاره.
    قال الفقيه ابن المغازلي الشافعي : هذا حديث صحيح عن رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) وقد روى حديث غدير خم نحو مائة نفر ، منهم العشرة ، وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة تفرّد عليّ بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد.
    قلت : ولكن الأكثر اختصروا على جملة النصّ على الولاية اقتصروا أو ذكروا غيره ممّا اشتملت عليه القصة على سبيل الإجمال ، أو ذكروا بعضاً من القصة وتركوا بعضاً ، والتفصيل ما نقلته ، عن الاحتجاج.
    إلاّ أنّ الصدوق أبا جعفر بن بابويه القمي قال في آخر المجلس السّادس والخمسين من أماليه : حدّثنا أبي رحمه اللّه قال : حدثنا سعد بن عبد اللّه قال : حدثنا
1 ـ زين الدين علي بن يوسف بن جبير : نهج الإيمان : 134.
2 ـ الشيخ القمي : الكنى والألقاب : 2 / 242.


(371)
أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال :
    إنّ رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) لمّا أُسري به إلى السّماء انتهى به جبرائيل إلى نهر يقال له « النور » ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ « خَلَقَ الظُّلُمات وَالنُّور » (1) فلمّا انتهى به إلى النهر قال له جبرئيل : يا محمد اعبر على بركة اللّه فقد نوّر اللّه لك بصرك ومدّ لك امامك ، فإنّ هذا نهرٌ لم يعبره أحد ولا ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، غير أنّ لي في كلّ يوم اغتماسة فيه ثمّ أخرج منه فأنفض أجنحتي ، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلاّ خلق اللّه تبارك وتعالى منها ملكاً مقرّباً ، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان ، كلّ لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللّسان الآخر.
    فعبر رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) حتى انتهى إلى الحجب والحجب خمسمائة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ، ثمّ قال : تقدّم يا محمد ، فقال له يا جبرئيل : ولم لا تكون معي ؟ قال : ليس لي أن أجوز هذا لمكان ، فتقدم رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ما شاء اللّه أن يتقدّم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى : أنا المحمود وأنت محمّد ، شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلتُه ، ومن قطعك بَتَكته (2) ، إنزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إيّاك وإنّي لم أبعث نبيّاً إلاّ جعلت له وزيراً وإنّك رسولي وإنّ عليّاً وزيرك.
    فهبط رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) فكره أن يحدّث الناس بشيء كراهيّة أن يتّهموه ، لأنّهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية ، حتى مضى لذلك ستة أيّام ، فأنزل اللّه تبارك وتعالى
1 ـ اقتباس من سورة الأنعام الآية 1 : ( الحمْدُ للّهِ الّذي خَلَقَ السَّمواتِ وَالأَرْض وَجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّور ... ).
2 ـ « بتلته » إحدى نسخ المصدر ، والبتك : القطع.


(372)
( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحَى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) (1) فاحتمل (2) رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ذلك حتى كان يوم الثامن فأنزل اللّه تبارك و تعالى عليه : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالتهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (3) فقال رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : تهديد بعد وعيد لأمضينَّ أمر اللّه عزّوجلّ فإن يتّهموني ويكذّبوني فهو أهون عليّ من أن يعاقبني اللّه العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة ، قال : وسلَّم جبرائيل على عليّ بإمرة المؤمنين فقال علي ( عليه السَّلام ) : يا رسول اللّه أسمع الكلام ولا أُحس الرؤية! فقال : يا عليّ هذا أخي جبرائيل أتاني من قبل ربّي بتصديق ما وعدني ، ثمّ أمر رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) رجلاً فرجلاً من أصحابه حتى سلّموا عليه بإمرة المؤمنين ثمّ قال : يا بلال ناد في الناس أن لا يبقى غداً أحدٌ إلاّ خرج إلى غدير خم.
    فلمّا كان من الغد خرج رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بجماعة من أصحابه ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال : يا أيّها الناس إنّ اللّه تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة وإنّي ضقت بها ذرعاً ؛ مخافة أن تتّهموني وتكذّبوني حتى أنزل اللّه عليّ وعيداً بعد وعيد ، فكان تكذيبكم إيّاي أيسر عليّ من عقوبة اللّه إيّاي ؛ إنّ اللّه تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال : يا محمد أنا المحمود وأنت محمّد ، شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته ، ومن قطعك بتكته ؛ إنزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إيّاك ، وأنّي لم أبعث نبيّاً إلاّ جعلت له وزيراً وإنّك رسولي ، وإنّ عليّاً وزيرك. ثمّ أخذ عليه الصلاة والسّلام بيدَي علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) فرفعهما حتى (4) نظر الناس إلى
1 ـ هود : 12.
2 ـ « فاحتمى » الأصل ، و ما أُثبت من المصدر.
3 ـ المائدة : 67.
4 ـ من المصدر ، وفي الأصل : « ثم ».


(373)
بياض إبطيهما ولم ير قبل ذلك ، ثمّ قال :
    أيّها الناس ، إنّ اللّه تبارك و تعالى مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله.
    فقال الشُّكّاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ : نبرأ إلى اللّه من مقالة ليس بحتم ، ولا نرضى أن يكون عليّ وزيره ، هذه منه عصبيّة.
    فقال سلمان والمقداد وأبو ذر ، وعمّار بن ياسر : واللّه ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية ( اليَوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) (1) فكرّر رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ذلك ثلاثاً ثمّ قال : إنّ كمال الدّين وتمام النعمة ورضا الربّ بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعليّ بن أبي طالب. (2)
    ولنتفرغ الآن لبيان دلالة هذا الكلام المتّفق على صدوره عن سيّد الأنام صلوات اللّه عليه وآله الغر الكرام على كون عليّ صلوات اللّه عليه إماماً وخليفة :
    أمّا إذا نظرت إلى تمام الخطبة على ما حكيناه عن الاحتجاج ، فلا شكّ أنّه لا نصّ أقوى من هذا النصّ على ذلك.
    وأمّا إذا نظرت إلى مجرّد الجملة المشتملة على الولاية لما قد اقتصرت عليه الأكثر ، فنقول : قد عرفت ما ذكروه من معاني المولى ، ومن البيّن لديك أنّه لا صحّة لأن يكون المراد به إلاّ الأولى بهم ، أو الإمام السيّد المطاع ، أو الناصر ، أو المنعم ، أوالمنعَم عليه ، أو المحبّ.
1 ـ المائدة : 3.
2 ـ جعفر بن محمد بن بابويه ( الصدوق ) : الأمالي : المجلس السادس الخمسون ، ح 10.


(374)
    ثمّ إذا نظرت إلى مكان تلك الخطبة وزمانها ، وذلك الاهتمام الذي كان للنبيّ ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بذلك حتى أنّه وقف في وسط الطريق وجمع النّاس وحبس أوائلهم على أواخرهم في اليوم الشديد الحر ، الذي كان بعضهم يلفّ رداءه على رجليه وبعضهم يضعه على رأسه ، لم يشكّ أنّه لم يكن إلاّ لأمر عظيم لم يجز إهماله ولا تأخيره بوجه ، وما ذلك إلاّ لأمر لا يسع الناس جهله وليس ذلك إلاّ الإمامة ، التي من مات ولم يعرفها مات ميتة جاهليّة ، وذلك يعني أن يكون المراد به الأولى بهم أو الإمام السيّد المطاع.
    ثمّ إذا نظرت إلى تفريع ذلك على ما قاله أوّلاً من قوله : « ألست أولى بكم من أنفسكم » ، وما أجابوا به عنه من قولهم : « بلى » ، تعيّن لديك أن يكون بمعنى الأولى بهم ، ولا تشكّ في ذلك إن كنت ممّن له أدنى تتبّع لأساليب الأقاويل عربية كانت أو غيرها ، فإنّه طريق مستمرّ بين جميع المتكلّمين من آية أنّه كانوا كما لا يرتاب في أنّه إذا أقبل رجل على جماعة فقال : ألستم عارفين بعبدي زيد. ثمّ قال : فاشهدوا أنّ عبدي حرّ لوجه اللّه انصرف إلى ذلك العبد الذي أشهدهم عليه أوّلاً لا غير ، وإلاّ كان سفيهاً ملغزاً معمياً.
    ولا شبهة أيضاً أنّه يفهم من غير توقّف أنّ كلّ ما به يكون الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) أولى بالمؤمنين من أنفسهم يكون عليّ صلوات اللّه عليه أولى به بهم منهم (1) ، من غير افتقار إلى إثبات عموم للأولوية.
    وكلّ ما ذكرناه ممّا لا شبهة فيه عند من له أدنى رؤية في الكلام إذا أنصف ولم يتعنّت.
1 ـ قوله : « اولى به بهم منهم » و « به » هنا كما اشارت إليه الجملة السابقة كل ما به يكون الرسول « اولى » ، و و أما « بهم » فكما فيما سبق من قوله « ألست أولى بكم » ، واما « منهم » فالمقصود « من أنفسكم ».

(375)
    فما أورده المخالفون من منع كون المولى هنا بمعنى الأولى بهم ، لجواز أن يكون بمعنى الناصر أو المحبّ أو السيّد ، وعلى تقدير الترك من منع عموم الأولوية إلى غير ذلك من الوجوه الركيكة لم يصدر إلاّ عن جهل بمعاني الأقاويل ، أو عن تعنّت وعناد وانهماك في الأضاليل ، والاستقصاء في ذلك لا يناسب هذا الكتاب فلنكله إلى الكتب المبسوطة لأصحابنا في الإمامة.
    إلاّ أنّنا لا نرى بأساً بأن نورد في كتابنا هذا شيئاً من عبارة الشافي ؛ لسيّدنا المرتضى رضي اللّه عنه ، ممّا ذكره لتقرير أصل الاستدلال بهذا الخبر ، على الإمامة ، تبرّكاً وتيمّناً ، قال سلام عليه :
    إنّ النبيّ ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) استخرج من أُمّته في ذلك المقام الإقرار بفرض طاعته ووجوب التصرّف بين أمره ونهيه بقوله ( عليه السَّلام ) : « ألست أولى بكم منكم بأنفسكم ؟ » وهذا القول وإن كان مخرجه مخرج الاستفهام ، فالمراد به التقرير وهو جار مجرى قوله تعالى : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) (1) فلمّا أجابوه بالاعتراف والإقرار رفع بيد أميرالمؤمنينعليه السَّلام وقال عاطفاً على ما تقدّم : « فَمَنْ كُنْتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ » وفي روايات أُخر : (2) « فهذا مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله » فأتى ( عليه السَّلام ) بجملة يحتمل لفظها معنى الجملة الّتي قدّمها وإن كان محتملاً لغيره ، فوجب أن يريد بها المعنى المتقدّم الّذي قرّرهم به على مقتضى الاستعمال من أهل اللغة ، وعرفهم وخطابهم.
    وإذا ثبت أنّه ( عليه السَّلام ) أراد ما ذكرناه من إيجابه كون أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) أولى بالأُمّة من أنفسهم ؛ فقد أوجب الأحكام لأنّه لا يكون أولى بهم من أنفسهم
1 ـ الأعراف : 172.
2 ـ ابن كثير : البداية والنهاية : 7 / 383.
اللآلئ العبقرية في شرح العقينيّة الحميرية ::: فهرس