أنت سمعته من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : أي وربّ الكعبة ، أي وربّ
الكعبة ، أي وربّ الكعبة.
2 ـ حدثني أبو محمّد بن عبد الرحيم البزار ، قال :
و أنا شبابة أخبرني أبو عمرو بن العلاء ، حدثنا ابن سيرين ، عن عبيدة ، عن علي ،
قال : و الله لولا أن تبطروا لحدّثتكم على لسان نبيّكم ، الذين يقتلونهم علامتهم
رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد ، قال : فقلت : أنت سمعته من رسول الله
( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : نعم سمعته من
النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) غير مرّة و لا
مرّتين و لا ثلاث و لا أربع.
3 ـ حدثني عبيدالله بن عمر القواريري ، حدثنا حماد
بن زيد ، حدثنا أيوب ، عن محمّد بن سيرين ، عن عبيدة ، قال ذكر علي أهل النهروان
فقال : فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد ، أو مخدج اليد ، لولا أن تبطروا
لنبّأتكم بما وعد الله الذين يقاتلونهم على لسان محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال قلت : أنت سمعته منه؟ قال : أي
وربّ الكعبة.
4 ـ حدثني إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، حدثنا
وكيع ، حدثنا جرير بن حازم ، عن أبن سيرين ، عن عبيدة ، عن علي قال : قال رسول
الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : (إنّه سيخرج
قوم فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد ، و لولا أن تبطروا لأنبأتكم
بما وعد الذين يقتلونهم على لسان نبيّه ، قال عبيدة : قمت إلى علي فقلت : أنت
سمعته من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال : أي وربّ الكعبة ، أي وربّ الكعبة. قال وكيع : مودن اليد : ناقص اليد ، و
المخدج : ضامره ، و مثدون اليد : فيها شعرات زائدة.
5 ـ حدثني أبي و أبو خيثمة قالا : حدثنا إسماعيل
بن إبراهيم ،
(482)
حدثنا أيّوب ، عن محمّد ، عن عبيدة ، عن علي قال :
ذكر الخوارج فقال : فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد ، لولا أن
تبطروا لحدّثتكم بما وعد الله الذين يقاتلونهم على لسان محمّد ، قلت : أنت سمعته
من محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : أي
وربّ الكعبة ، أي وربّ الكعبة.
6 ـ حدثني أبي ، حدثني وكيع ، حدثنا جرير بن حازم
وأبو عمرو بن العلاء سمعاه من ابن سيرين ، فذكر الحديث إلاّ أنّه قال : مثدون.
7 ـ حدثني سويد بن سعيد ، حدثنا عبد الوهاب بن عبد
المجيد الثقفي ، عن أيوب ، عن محمّد ، عن عبيدة ، عن علي قال : لولا أن تبطروا
لأخبرتكم بما أعدّالله لمن قتلهم ، فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج
اليد ، قال عبيدة : أنت سمعتها من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : أي وربّ الكعبة ، أي وربّ الكعبة ثلاثاً.
8 ـ حدثني محمّد بن أبي بكر بن علي المقدمي ،
حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب و هشام ، عن محمّد ، عن عبيدة : انّ عليّاً ذكر أهل
النهروان فقال : فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد ، لولا أن تبطروا
لنبّأتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمّد ، فقلت لعلي : أنت سمعته؟
قال : أي وربّ الكعبة.
9 ـ حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا
إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سويد بن غفلة ، عن علي قال : قال رسول
الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : « يكون في آخر
الزمان قوم يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من
الرميّة ، قتالهم حقّ على كل مسلم ».
10 ـ حدثني أبي ، حدثنا محمّد بن أبي عدي أبو عمرو
دكين من الرجال ما أشبهه بالشيوخ ، عن ابن عون ، عن محمّد قال : قال عبيدة : لا
اُحدّثك إلاّما
(483)
سمعته منه ، قال محمّد : فحلف لي عبيدة ثلاث مرار
و حلف له علي قال : لولا أن تبطروا لنبّأتكم بما وعد الله الذين يقاتلونهم على
لسان محمّد. قلت أنت سمعته منه؟ قال : أي وربّ الكعبة ، أي وربّ الكعبة ، أي ورب
الكعبة ، فيهم رجل مخدج اليد أو مثدون اليد ، قال : قال محمّد : فطلب ذاك الرجل
فوجدوه في القتلى رجل عند أحد منكبيه كهيئة الثدي عليه شعرات.
11 ـ حدثني محمّد بن أبي بكر المقدمي : قال حماد
بن يحيى ـ يعني الأبح ـ قال : حدثنا ابن عون ، عن محمّد ، عن عبيدة ، قال : لمّا قتل
علي أهل النهروان ، قال : التمسوا في القتلى رجلاً مخدج اليد ، فالتمسوه فوجدوه في
حفرة تحت القتلى فاستخرجوه ، فأقبل علي على أصحابه ، فقال : لولا أن تبطروا
لأخبرتكم بما وعد الله من يقتل هؤلاء على لسان محمّد ، قلت : أنت سمعته من رسول
الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : أي وربّ
الكعبة ، أي وربّ الكعبة ثلاث مرات.
12 ـ حدثني أبي ، حدثنا محمّد بن أبي عدي ، عن
سليمان ، عن التيمي ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : انّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ذكر قوماً يكونون في اُمّته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق و هم شرّ الخلق أو من شرّ الخلق يقتلهم
أذى الطائفتين من الحق ، قال : فضرب لهم النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) مثلاً أو قال قولاً : الرجل يرمي
الرميّة أو الغرض فينظر في الفصل فلا يرى بصيرة ، و ينظر في النضي فلا يرى
بصيرة ، و ينظر في الفوق فلا يرى بصيرة قال : قال أبو سعيد : و أنتم قتلتموهم يا أهل العراق.
13 ـ حدثني أبو معمّر الهذلي إسماعيل بن إبراهيم
بن معمّر الهروي ، حدثنا عبد الله بن إدريس ، انا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، قال كنت
جالساً عن علي إذ جاء رجل عليه ثياب السفر فاستأذن على علي و هو يكلّم الناس
فشغل
(484)
عنه ، فأقبلنا فسألناه من أين قدمت؟ ما خبرك؟
قال : خرجت معتمراً فلقيت عائشة ، فقالت ما هؤلاء الذين خرجوا من بلادكم يسمّون
حروراً؟ قال : قلت : خرجوا من أرضنا إلى مكان يسمّى حروراء به يدعون ، قالت طوبى
لمن قتلهم ، أما و الله لوشاء ابن أبي طالب لخبرهم خبرهم ، قال : فأهلّ علي و كّبر
ثمّ أهلّ وكّبر ثم أهل وكّبر ، فقال لي : إني دخلت على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وعنده عائشة فقال لي « كيف أنت و
قوم كذا وكذا » قال عبد الله بن ادريس : وصف صفتهم ، قلت : الله و رسوله أعلم ، قال :
« قوم يخرجون من قبل المشرق يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما
يمرق السهم من الرميّة ، فيهم رجل مخدج اليد كأنّ يده ثدي حبشيّة ، أنشدكم الله
هل أخبرتكم أنّه فيهم فاتيتموني فأخبرتموني أنّه ليس فيهم ، فحلفت بالله لكم
إنّه فيهم ، فأتيتموني تسحبونه كما نعت لكم؟ قالوا : اللّهمّ نعم ، قال : فأهلّ علي و كّبر.
14 ـ حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمّد بن
فضيل ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، قال : كنت جالساً عن علي و هو في بعض أمر الناس
إذ جاء رجل عليه ثياب السفر ، ثمّ قال علي : كنت عند رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وليس عنده إلا عائشة فقال : « ياعلي » كيف ، مرتين أو ثلاثة ، فذكر الحديث بطوله.
15 ـ حدثني زهير بن حرب أبو خيثمة ، حدثنا القاسم
بن مالك المزني ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، قال : كنت جالساً عند علي فقال : إنّي
دخلت على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وليس عنده أحد إلاّ عائشة ، فقال : « يا ابن أبي طالب كيف أنت و قوم كذا وكذا » قال : قلت : الله و رسوله أعلم ، قال : « قوم يخرجون من المشرق يقرأون القرآن
لايجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة ، فيهم رجل مخدج
اليد كأنّ يده ثدي حبشية ».
(485)
16 ـ حدثني علي بن حكيم الأودي ، حدثنا شريك ، عن
الأعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة ، قال : خطبنا علي ، فقال : قال رسول
الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : « يخرج في آخر
الزمان شباب أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من قول خير البرّية ، يمرقون
من الدين كما يمرق السهم من الرميّة ، فمن لقيهم فليقتلهم فإنّ قتلهم أجر لمن
قتلهم عند الله يوم القيامة ».
17 ـ حدثني أبي و أبو خيثمة قالا : حدثنا أبو
معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة قال : قال علي : ما حدّثتكم عن
رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) حديثاً
فلأن أخرّ من السماء أحب إليّ من أن أكذب عليه و إذا حدّثتك عن غيره فإنّما أنا
محارب و الحرب خدعة سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) يقول : « يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ،
سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البريّة ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما
لقيتموهم فاقتلوهم ، فإنّ قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ».
18 ـ حدّثني محمّد بن عبد الله بن نمير الهمداني ،
حدثنا يعلى و وكيع ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة ، عن علي ، قال : إذا
حدّثتكم عن رسول الله حديثاً ، سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) يقول : « سيخرج قوم في آخر الزمان قوم أحداث الاسنان » ، فذكر الحديث.
19 ـ حدّثني أبو كامل الجحدري فضيل بن الحسين بن
كامل ، حدثنا إبراهيم بن حميد الكوفي الرواسي بالبصرة جاء إلى عبادان ، عن
الأعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة قال : علي : إذا حدّثتكم فيما بيني و بينكم
فإنّ الحرب خدعة ، و إذا حدّثتكم عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) فإنّي و الله لأن أخرّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبّ إليّ من أن أكذب عليه ، وإنّي
سمعته يقول : « سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث
(486)
الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول
البريّة ثم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة ، فمن لقيهم فليقتلهم
فإنّ قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة.
20 ـ حدثني أبو كريب محمّد بن العلاء الهمداني ،
حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق عن أبي قيس الأودي ،
عن سويد بن غفلة ، عن علي عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : « يخرج في آخر الزمان قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة قتالهم حقّ
على كلّ مسلم ».
21 ـ حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا
إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سويد بن غفلة ، عن علي قال : قال رسول
الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : « يكون في آخر
الزمان قوم يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم
من الرميّة ، قتالهم حقّ على كلّ مسلم ».
22 ـ حدّثني أبي ، حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش : قال
أبي و عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة قال : قال
علي : إذا حدّثتكم عن رسول الله حديثاً فلأن أخرّ من السماء أحبّ إليّ من أن
أكذب عليه و إذا حدّثتكم فيما بيني و بينكم فإنّ الحرب خدعة ، سمعت رسول
الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) يقول : « يخرج
قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء » ، و قال عبد الرحمن في آخر حديثه : أسفاه
الأحلام ، فذكر الحديث بطوله إلى آخره.
23 ـ حدثنا أحمد بن جميل أبو يوسف ، حدثنا يحيى بن
عبد الملك بن حميد بن أبي غنية ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سلمة بن كهيل ،
عن زيد بن وهب قال : لمّا خرجت الخوارج بالنهروان قام علي في أصحابه فقال : إنّ
هؤلاء القوم قد سفكوا الدم الحرام ، و أغاروا في سرح الناس ، و هم أقرب
العدو
(487)
إليكم و إن تسيروا إلى عدوّكم فأنا أخاف أن
يخلفكم هؤلاء في أعقابكم أنّي سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يخرج خارجة من اُمّتي ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، و لا قرآنكم إلى قرآنهم
بشيء ، يقرأون القرآن يحسبون أنّه لهم و هو عليهم ، لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من
الإسلام كما يمرق السهم من الرمّية ، و آية ذلك إنّ فيهم رجلاً له عضد و ليس له
ذراع عليها مثل حلمة الثدي عليها شعرات بيض ، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم
مالهم على لسان نبيّهم ، لاتّكلوا عن العمل فسيروا على اسم الله و الله إنّي
لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، قال : فما زال أبو سليمان يسيّرنا منازل على
منزلاً منزلاً حتى قال : أخذنا على قنطرة الديزجان ، قال فلمّا التقينا قام فيهم
أميرهم عبد الله بن وهب الراسبي قال : إنّي اُذكّركم بالله الاّ القيتم رماحكم و
أشرعتم السيوف و حملتم حملة رجل واحد لا تناشدوا كما تناشدتم يوم حروراء
فترجعوا ، قال : فحملوا علينا حلمة رجل واحد فشجرهم الناس برماحهم فقتلوا بعضهم
قريباً من بعض و لم يقتل من الناس يومئذ إلاّ رجلان ، فقال علي : التمسوا هذا
الرجل ، قال فالتمسوه فلم يجدوه ، قال : فقام علي وأنّا لنرى على وجهه كآبة حتى
أتى كبكبة منهم قد ركب بعضهم بعضاً ، فأمر بهم ففرجوا يميناً و شمالاً فوجدوه
ممّا يلي الأرض فقال : الله أكبر ، صدق الله و بلّغ رسوله ، فقام إليه عبيدة
السلمان فاستحلفه ثلاثة ايمان : أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ؟ و كل ذلك يحلف له علي.
24 ـ حدثني محمّد بن عبيد بن محمّد المحاربي
بالكوفة ، حدثنا أبو مالك الختلي عمرو بن هاشم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، حدثني
عمرو بن قيس ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش أنّه سمع علياً يقول : أنا فقأت
عين الفتنة ، و لولا أنا ما قوتل أهل النهر و لا أهل الجمل ، و لولا أنّي أخشى أن
(488)
تتركوا العمل لأخبرتكم بالذي قضى الله على لسان
نبيّكم لمن قاتلهم مبصراً لضلالتهم عارفاً للهدى الّذي نحن فيه.
25 ـ حدّثني أبي ، حدّثنا أسود بن عامر ، حدّثنا
حماد بن سلمة ، عن معاوية بن قرة ، قال : هلكت الخوارج و الأهواء.
26 ـ حدّثني أبي ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا
الأعمش ، عن زيد بن وهب قال : لمّا كان يوم النهر لعن علي الخوارج ، فلم يبرحوا
حتى شجروا بالرماح ، فقتلوا جميعاً ، فقال علي : ما كذّبت و لا كذّبت اُطلبوا ذا
الثدية ، قال : فطلبوه فلم يجدوه ، فقال علي : ما كذبت و لا كذّبت اطلبوه ، فوجدوه
في وهدة من الأرض عليه ناس من القتلى ، فإذا رجل على ثديه مثل سبلة السنور ، قال :
فكبّر علي و أعجبه ذلك و الناس. و قال أبو معاوية مرة : وكّبر علي و كّبر الناس.
27 ـ حدّثني عباد بن زياد بن موسى الأسدي ، حدثنا
شريك ، عن محمّد بن قيس ، عن أبي موسى شيخ لهم شهد مع علي قال : قال علي يوم
النهر : اطلبوا ذا الثدية ، فطلبوه فلم يجدوه ، فجعل يعرق جبينه و يقول : و الله ما
كذبت و لا كّذبت ، قال : فوجد فاستخرج من ساقية من تحت قتلى فسجد سجدة الشكر.
28 ـ حدّثني أبي ، حدّثنا القاسم بن الوليد
الهمداني ، حدّثنا إسرائيل ، حدّثنا إبراهيم ـ يعني ابن عبد الأعلى ـ عن طارق بن
زياد قال : خرجنا مع علي إلى الخوارج فقتلهم ، ثم قال : انظروا فإنّ نبي
الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : سيخرج قوم
يتكلّمون بالحق ولا يجوز حلقهم ، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرميّة ،
سيماهم انّ منهم رجلاً أسود مخدج اليد ، في يده شعرات سود ، إن كان هو فقد قتلتم
شرّ الناس ، و إن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس ، فبكينا ، ثمّ قال : اطلبوا ،
فوجدنا المخدج فخررنا سجوداً و خرّ علي معنا
(489)
ساجداً غير أنّه قال : يتكلّمون بكلمة الحقّ.
29 ـ حدّثني عبد الله بن عمر القواريري ، حدثنا
عبد الرحمن بن العريان الحارثي ، حدثنا الأزرق بن قيس ، عن رجل من عبد القيس قال :
شهدت علياً يوم قتل أهل النهروان قال : قال علي حين قتلوا : عليَّ بذي الثدية أو
المخدوج ، ذكر شيئاً من ذلك لا أحفظه قال : فطلبوه فإذا هم بحبشي مثل البعير في
منكبه مثل ثدي المرأة عليه. قال عبد الرحمن : أراه شعراً و لو تخرج روح انسان من
الفرح لخرج روح علي يومئذ ، قال : صدق الله و رسوله من حدّثني من الناس أنّه رآه
قبل مصرعه هذا فإنّه كذّاب.
30 ـ حدّثني علي بن حكيم الأودي ، حدّثنا شريك ، عن
عثمان بن أبي زرعة ، عن زيد بن وهب ، قال قدم علي على قوم من أهل البصرة من
الخوارج فيهم رجل يقاله له الجعد بن بعجة ، فقال له : أتّق الله يا علي فإنّك
ميّت ، فقال علي : بل مقتول قتلاً ضربة على هذا يخضّب هذه ـ يعني لحيته من رأسه ـ
عهد معهود و قضاء مقضي و قد خاب من افترى ، و عاتبه في لباسه ، فقال : مالكم و
للباسي هو أبعد من الكبر و أجدر أن يقتدي بي المسلم.
31 ـ حدّثني أبي حدثنا يزيد بن هارون ، أنا هشام
عن محمّد ، عن عبيدة ، قال : قال علي لأهل النهر : فيهم رجل مثدون اليد ، أو مخدج
اليد ، و لولا أن تبطروا لأنبأتكم بما قضى الله على لسان نبيّه لمن قتلهم ، قال
عبيدة : فقلت لعلي : أنت سمعته؟ قال : نعم وربّ الكعبة ، يحلف عليها ثلاثاً.
32 ـ حدّثني أبي ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي
زائدة ، عن عاصم الأحول ، عن عون بن عبد الله ، قال : بعثني عمر بن عبد العزيز إلى
الخوارج اُكلّمهم فقلت لهم : هل تدرون ما علامتكم في وليّكم الّتي إذا لقيكم بها
أمن بها عندكم و كان بها ولّيكم ، و ما علامتكم في عدوّكم الّتي إذا لقيكم بها
خاف عندكم و كان بها
(490)
عدوّكم؟ قالوا : ما ندري ما تقول؟ قلت : فإنّ
علامتكم عند وليّكم الّتي إذا لقيكم بها أمن بها عندكم و كان بها وليكم أن
يقول : أنا نصراني أو يهودي أو مجوسي ، و علامتكم عند عدوّكم الّتي إذا لقيكم بها
خاف بها عندكم و كان بها عدوّكم أن يقول : أنا مسلم.
33 ـ حدثني وهب بن بقية الواسطي ، حدثنا خالد بن
عبد الله ، عن عطاء بن السائب ، عن ميسرة ، قال : قال أبو جحيفة : إنّ عليّاً حين
فرغ من الحرورية قال : إنّ فيهم رجلاً مخدج اليد ليس على عضده عظم ، في عضده حلمة
كحلمة الثدي عليها شعرات طوال عقف ، فالتمس فلم يوجد ، ثمّ التمس فلم يوجد ، قال :
و أنا فيمن يلتمس فما رأيت عليّاً جزع قط أشدّ من جزعه يومئذ ، قالوا : ما نجده
يا أمير المؤمنين. قال : ما اسم هذا المكان؟ قالوا : النهروان. قال كذبتم انّه
فيهم فالتمسوه ، قال : فثورنا القتلى فلم نجده ، فعدنا إليه فقلنا : يا أمير
المؤمنين ما نجده ، فسأل عن المكان ، فاُخبر ، فقال : صدق الله و رسوله و كذبتم
انّه لفيهم فالتمسوه ، فالتمسناه فوجدناه في ساقية فجئنا به فنظرت إلى عضده ليس
فيها عظم عليها حلمة كحلمة ثدي المرأة عليها شعرات طوال عقف.
34 ـ حدّثني أبي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا
أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني أبو عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر ، عن مقسم أبي
القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال خرجت أنا و تليد بن كلاب الليثي
حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص و هو يطوف بالبيت معلّقاً نعله بيده
فسألته : هل حضرت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) حين كلّمه التميمي يوم حنين؟ قال : نعم ، أقبل رجل من بني تميم يقال له ذي
الخويصرة فوقف على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) و هو يعظ الناس ، فقال : يا محمّد قد رأيت ما