كتاب الرجال ::: 1 ـ 15

كتاب الرجال
لتقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلى قدس سره
المولود سنة 647 ه‍ والمتوفى بعد سنة 707 ه‍
حققه وقدم له
العلامة الكبير السيد محمد صادق آل بحرالعلوم


(4)
بسم الله الرحمن الرحيم


(5)
    ترجمة حياة المؤلف :
بقلم : العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم            
    الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي ، وقد يسمى في بعض المعاجم الرجالية الحسن بن داود نسبة إلى الجد ، وهو متعارف.
    ولد ( رحمة الله ) خامس جمادى الآخرة سنة ( 647 ) كما أرخ هو بذلك في ترجمة نفسه في القسم الاول من كتابه ـ هذا.
    كان عالما فاضلا جليلا فقيها صالحا محقق متبحرا أديبا موصوفا في الاجازات وفي المعاجم الرجالية بسلطان العلماء والبلغاء وتاج المحدثين والفقهاء.
    نشأ نشأة صالح وتربى في أحضان العلماء الفطاحل في عصره من أساطين الحلة يوم صارت الحلة مركزا علميا لشيعة تشد إليها الرحال من كل حدب وصوب الارتواء من منهلها الصافي العذب وبنيت فيها المدارس العلمية ، حتى برز من عالي مجلس الشيخ نجم الدين الحلي صاحب ( الشرايع ) أكثر من أربعمائة مجتهد جهابذة ، وفيها بيوت خرج منها علماء فضلاء أعلام ، مثل بني طاووس وبني نما وبني سعيد وبني المطهر وآل معية ، وغيرهم ، فلا غرو أن صار المترجم له خريج هذه المدارس العالية علما من الاعلام يشار إليه بالبنان واشتهر صيته ونبغ في عصره ووصف في المعاجم بكل وصف جميل ، فقد برع في كل العلوم والفنون كالفقه والاصول والتفسير والادب والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والعروض براعة متخصص فنان في كل واحد منها.
    كان المترجم له معاصرا للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر ، وشريكا له في الدرس عند المحقق الحلي صاحب ( الشرايع ) جعفر بن


(6)
سعيد ( رحمة الله ) والعلامة الحلي أصغر منه بسنة فان العلامة ـ كما ذكر في ترجمة نفسه في الخلاصة ـ ولد تاسع وعشرين شهر رمضان سنة 648 ه‍ ، وابن داود ولد ـ كما عرفت ـ في خامس جمادى الآخرة سنة 647 ه‍ ، ويعبر عنه ابن داود في رجاله ـ عند انتقاده له ـ في بعض التراجم بقوله : ( بعض أصحابنا ) ولم يصرح باسمه.
    ومن الغريب أن ابن داود ترجم للعلامة الحلي في كتاب رجاله في القسم الاول منه ولكن العلامة لم يذكره في ( خلاصته ) مع انه معاصره وشريكه في الدرس عند المحقق الحلي ـ كما عرفت ـ وذلك مما يستدعي الغرابة. ولم يذكر أرباب المعاجم أسبابا لذلك ، ولعلهم لا يعرفونها.
    مشايخه :
    تلمذ على السيد جمال الدين أحمد ابن طاووس ( رحمة الله ) كما ذكر هو نفسه في ترجمته من القسم الاول فقال : ( أحمد بن موسى ابن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني ، سيدنا الطاهر الامام المعظم. فقيه أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل مات سنة 673 ه‍ ، مصنف مجتهد ، كان أورع فضلاء زمانه ، قرأت عليه أكثر ( البشرى ) و ( الملاذ ) وغير ذلك من تصانيفه ورواياته. رباني وعلمني وأحسن إلي ، واكثر فوائد هذا الكتاب ـ يعني كتاب الرجال ـ ونكته من إشاراته وتحقيقاته ) ويريد بالبشرى ( بشرى المحققين ) في الفقه ست مجلدات ، وبكتاب ( الملاذ ) الذي هو في الفقه أربع مجلدات.
    وتلمذ أيضا على ولده السيد عبد الكريم ابن السيد أحمد ابن طاووس. صاحب كتاب ( فرحة الغرى ) ، وقد ترجم له في كتابه في


(7)
القسم الاول منه ، فمما قال : ( وكان أوحد زمانه ، حائري المولد ، حلي المنشأ ، بغدادي التحصيل ، كاظمي الخاتمة ، ولد في شعبان سنة 648 ه‍ ، وتوفي شوال سنة 693 ه‍ ، وكان عمره خمسا وأربعين سنة وشهرين وأياما كنت قرينه طفلين إلى أن توفى ـ قدس الله روحه ـ ما رأيت قبله ولا بعده كخلقه وجميل قاعدته ثانيا ، ولا لذكائه وقوة حافظته مماثلا. ، ما دخل في ذهنه شيء فكاد ينساه ، حفظ القرآن في مدة يسيرة وله إحدى عشرة سنة ، استقل بالكتابة ، واستغنى عن المعلم في أربعين يوما ، وعمره إذ ذاك أربع سنين ولا تحصى مناقبه وفضائله ... ).
    وتلمذ ـ أيضا ـ على الامام نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن ابن يحيى بن سعيد الحلي ( رحمة الله ) وقد ترجم له في كتابه وقال : ( قرأت عليه ورباني صغيرا. وكان له علي إحسان عظيم والتفات ، وأجازني جميع ما صنفه وقرأ ورواه. وكل ما تصح روايته عنه ، توفى في شهر ربيع الآخر سنة ( 676 ) .. )
    وعلى الشيخ مفيد الدين محمد بن علي بن محمد بن جهيم الاسدي ، كما صرح به عند ذكر طرقه في اول كتابه ـ هذا ـ.
    تلامذته الراوون عنه :
    يروي عنه : رضي الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن يحيى المزيدي الحلي المتوفى سنة 757 ه‍ ، والشيخ زين الدين علي بن أحمد بن طراد المطارابادي المتوفى بالحلة سنة 762 ه‍ يوم الجمعة اول رجب ، كما ذكره الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة للشيخ حسين بن عبد الصمد ـ والد اليشخ البهائي ـ التي ذكرها المجلسي في كتاب الاجازات الملحق بآخر كتاب بحار الانوار ( ص 84 ) وذكرها أيضا الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ( ج 2 ـ ص 201 ) من طبع النجف الاشرف ، ويروي عنه


(8)
ـ أيضا ـ السيد تاج الدين أبو عبد الله محمد ابن السيد جلال الدين أبي جعفر القاسم بن الحسين العلوي الحسني الديباجي الحلي المعروف بابن معية ، الذي عبر عنه الشهيد الاول ( رحمة الله ) في بعض إجازاته بأنه أعجوبة الزمان في جميع الفضائل والماثر ، قال الشيهد الاول في ( مجوعته ) التي هي بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي ( جد الشيخ البهائي ) : ( إن هذا السيد المذكور مات في ( 8 ) ربيع الثاني سنة ( 776 ) ه‍ ، بالحلة وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام )
    وتوجد في ( مكتبة دانشكاه بطهران ) نسخة من كتاب ( بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية ) التي هي للجاحظ ، ونقضها السيد جمال الدين أبو الفضل أحمد بن موسى ابن طاووس الحسني الحلي ـ طاب ثراه ـ المتوفى سنة 673 ه‍. كتب هذه النسخة بخط الجيد تلميذه ابن داود الحلي ( المترجم له ) وقد فرغ من كتابتها في شوال سنة 665 ه‍. وكان قد قرأها على أستاذه ابن طاووس المذكور وعلى ظهر النسخة وآخرها قصائد بخطه أيضا لاستاذه المذكور في أهل البيت ( عليهم السلام ) منها قصيدتي التي أنشأها عند عزمه مع تلميذه ابن داود على التوجه إلى مشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لعرض كتابه ( بناء المقالة العلوية ) على الامام ( عليه السلام ) مستجديا سبب يديه ، وهي ثمانية أبيات ، مطلعها :
أتينا تباري الريح منا عزائم إلى ملك يستثمر الغوث آمله
    ومنها : قصيدته التي أنشأها حين تأخرت السفينة التي يتوجه فيها إلى الحضرة المقدسة الغروية ، وهي سبعة أبيات مطلعها :
لئن عاقني عن قصد ربعك عائق فوجدي لانفاسي إليك طريق
    وكتب ابن داود ـ أيضا في آخر النسخة التي بخطه ما هذا نصه :
    « ومما سطره ـ أجل الله به أولياءه ـ عند قراءتنا هذا الكتاب ـ


(9)
يعني ( بناء المقالة العلوية ـ لدى الضريح المقدس عند الرأس الشريف ـ صلى الله عليه ـ لما قصدنا مشهد مولانا أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ إبان الزيارة الرجبية النبوية عرضنا عليه هذا الكتاب قارئين له بخدمته ، لائذين بحرم رأفته. مستهطلين سحاب إغاثته ، في خلوة من الجماعات ، المتكاثراث الشاغلات ، وأنشد مجده بعض من كان معنا ما اتفق من مخاطباتنا ومناقشاتنا ، وغير ذلك من كلام يناسب حالنا في مقام حاثين عزائمه على مبراتنا ، واجابة دعواتنا ولجأنا إليه إلتجاء الجدب الداثر إلى السحاب ، والمسافر المبعد إلى الاقتراب ، والمريض إلى زوال الاوصاب. وذي الحريض إلى إماطة مخاطر الفناء والذهاب ، ومن فعل ذلك من بعض أتباع مولانا ـ صلوات الله عليه ـ خليق باقتطاف ثمرات البغية من دوح يديه ، فكيف وهو الاصل الباذخ ، والملك العدل السامق الشامخ ، غير مستغش في خيبة سائلية ، وإجاء رجاء آمليه ، بل البناء على أن المسائل ناجحة وإن تأخرت ، والفواضل سانحة لدينه وإن تبعدت :
يلوح بافاق المناجح سعدها كما الغيث يزجي في زمان وتارة وإن قذفت بالبعد عنها العوائق تخاف عزاليه الدواني الدوافق »
    أقوال العلماء فيه :
    قال الخوانساري في روضات الجنات ـ بعد إطرائه ـ : « يروي عنه الشهيد بواسطة الشيخ علي بن أحمد المزيدي وابن معية وأمثالها ».
    وفي أمل الآمل للحر العاملي ! « الحسن بن علي بن داود الحلي. كان عالما فاضلا جليلا صالحا محقق متبحرا من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي يروي عنه الشهيد بواسطة ابن معية ».
    وقال الشهيد الثاني في إجازته للحسين بن عبد الصمد العاملي ( والد الشيخ البهائي ) عند ذكر ابن داود : « الشيخ الفقيه الاديب


(10)
النحوي العروضي ، ملك العلماء والشعراء والادباء ، تقي الدين الحسن ابن علي ابن داود الحلي. صاحب التصانيف الغزيرة ، والتحقيقات الكثيرة التي من جملتها ( كتاب الرجال ) سلك فيه مسلكا لم يسبقه أحد من الاصحاب. ومن وقف عليه علم جلية الحال فيما أشرنا إليه ، وله من التصانيف في الفقه نظما ونثرا مختصرا ومطولا. وفي العربي والمنطق والعروض وأصول الدين نحو من ثلاثين مصنفا كلها في غاية الجودة ».
    وقال الشهيد في إجازته للشيخ محمد بن عبد علي بن نجدة ـ عند ذكره ـ : « الشيخ الامام سلان الادباء. ملك النظم والنثر المبرز في النحو والعروض ».
    وقال الشيخ علي بن عبد العالي الكركي في إجازته الكبيرة للقاضي صفي الدين عيسى « الشيخ الامام سلطان الادباء والبلغاء. تاج المحدثين والفقهاء تقي الدين الحسن بن داود ، صاحب كتاب الرجال وغيره ».
    وذكره السيد مصطفى التفريشي في ( نقد الرجال ) فقال : « الحسن بن علي بن داود من أصحابنا المجتهدين شيخ جليل من تلاميذ الامام المحقق نجم الدين أبي القاسم الحلي ، والامام المعظم ، فقيه أهل البيت ، جمال الدين ابن طاووس رحمة الله ، له أزيد من ثلاثين كتابا نظما ونثرا ، وله في علم الرجال كتاب معروف حسن الترتيب إلا أن فيه أغلاطا كثيرة ، غفر الله له » ونقل الميرزا محمد الاسترابادي في ( الوسيط ) عن التفريشي عين ما ذكره ولم يزد عليه.
    وذكره المحقق الكركي أيضا في إجازته للشيخ الجليل الشيخ علي ابن عبد العالي الميسي. وولده الشيخ إبراهيم بن علي. ونعته بالشيخ الامام سلطان الادباء والبلغاء ، تاج المحدثين والفقهاء تقي الدين الحسن ابن داود ، أنظر الاجازة المذركوة في كتاب الاجازات الذي ألحقه المجلسي في آخر كتابه البحار ص ( 56 ) وانظر العبارة المذكورة في نعته ( ص 51 )


(11)
وفي مستدرك الوسائل للحاج ميرزا حسين النوري ( رحمة الله ) في الخاتمة ( ص 442 ) : « الفاضل الاديب تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي ، المعروف بابن داود ، صاحب التصانيف الكثيرة التي منها كتاب الرجال ( الخ ). ».
    وفي رياض العلماء للميرزا عبدالله أفندي : « الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي. الفقيه الجليل ، رئيس أهل الادب ، ورأس أرباب الرتب العالم الفاضل الرجالي النبيل المعروف بابن داود صاحب كتاب الرجال. وقد يعبر عنه بالحسن بن داود اختصارا ، من باب النسبة إلى الجد ، وهذا الشيخ حاله في الجلالة أشهر من أن يذكر ، وأكثر من أن يسطر ، وكان شريكا ، في الدرس مع السيد عبد الكريم ابن جمال الدين أحمد بن طاووس الحلي عند المحقق وغيره ، وله سبط فاضل وهو الشيخ أبو طالب بن رجب ».
    وأبو طالب ـ هذا ـ يقال : هو العالم الذي ينقل عنه دعاء الجوشن الكبير وشرحه ، كذا ذكره شيخنا العلامة المحدث الشيخ عباس القمي ( رحمة الله ) عند ترجمته. في الكنى والالقاب.
    وفي سماء المقال في تحقيق علم الرجال. للعلامة أبي الهدى الكلباسي الاصفهاني ( ص 91 ) : « قطب دائرة العلم والكمال. ومركز محيط الفضل والافضال ، مالك أزمة الفاضل بالقض والقضيض ، وممتد الباع في السجع والقريض ، الفاتح لباب الفضل المسدود ، الحسن بن علي بن داود ».
    وفي الكنى والالقاب لشيخنا العلامة المتبحر ( ج 1 ـ ص 271 ) : « تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي. الشيخ العالم الفاضل الجليل الفقيه المتبحر صاحب كتاب الرجال ونظم التبصرة وغيرهما مما ينوف على الثلاثين ».


(12)
    وأطراه جل أهل المعاجم الرجالية ، ونعتوه بالعلم والفضل والادب.
    مؤلفاته :
    ذكر جملة من مؤلفاته في ترجمة نفسه من الكتاب ، ولولاها لضاعت أسماؤها كما ضاعت هي نفسها ، فانه لا يعرف منها اليوم غير كتاب الرجال ، قال : منها في الفقيه ( تحصيل المنافع ) ، قال صاحب ( رياض العلماء ) : « لعله شرح على الشرايع أو المختصر النافع ، وسماه سبط الشيخ علي الكركي في رسالة اللمعة في تحقيق أمر الجمعة ـ إيضاح المنافع » قال سيدنا المحسن الامين ( رحمة الله ) في أعيان الشيعة : توجد نسخته في مكتبة السد اسد الله باصفهان.
    ثم ذكر المؤمن بقية مؤلفاته في ترجمة نفسه ، فراجعها ، ولعل له تآليف أخرى بعد تاريخ تأليفه لكتاب الرجال.
    قال سيدنا المحسن الامين ( قدس سره ) « وجدنا له منظومة في الامامة وهي حسنة الاسلوب جيدة النظم ، سهلة الفهم ، ويمكن أن تكون الواقعة المذكورة فيها حقيقية ، ويمكن أن تكون خيالية تصويرية. ولعلها إحدى المنظومات التي ذكرها في مؤلفاته. قال فيها ـ بعد الحمد والصلاة والشكر على نعمة مجاورة قبر أمير المؤمنين عليه السلام :
وقد جرت لي قصة غريبة فاعتبروا فيها ففيها معتبر حضرت في بغداد دار علم في كل يوم لهم مجال لابد أن يسفر عن جريح لما اطمأنت بهم المجالس قد نتجت قضية عجيبة يغني عن الاغراق في قوس النظر فيها جبال نظر وفهم تدنو به الاوجال والآجال بصارم الحجة أو طريح ووضعت لاماتها الفوارس


(13)
واجتمع المدرسون الاربعة حضرت في مجلسهم فقالوا ماذا ترى أحق بالتقدم فقلت فيه نظر يحتاج وكلنا ذووا عقول ونظر فلنفرض الآن قضي النبي وأنتم مكان أهل العقد فالتزموا قواعد الانصاف لما قضي النبي قال الاكثر وقال قوم ذاك للعباس ذاك علي والجميع مدعي فهل ترون أنه لما قضى ترتيبه بعد إلى الرعايا في خلوة اراؤهم مجتمعة أنت فقيه وهنا سؤال بعد رسول الله هادي الامم أن يترك العناد واللجاج وفكرة صالحة ومعتبر واجتمع الدني والقصي والحل بل فوقهم في النقد فانها من شم الاشراف إن أبا بكر هو المؤمر وانقرضوا وقال باقي الناس أن سواه للمحال يدعي نصل على خليفة أم فوصنا ليجمعوا على الامام رايا
    إلى ( 108 ) بيتا في المحاججة برهن فيها على رأيه في إمامة علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ورد مخالفيه ، راجعها في أعيان الشيعة ( ج 22 ـ ص 323 ـ 349 ).
    التعريف بكتاب الرجال :
    قد عرفت قول الشهيد الثاني ( رحمة الله ) في إجازته للشيخ حسين ابن عبد الصمد العاملي ـ عند ذكره رجال ابن داود ـ : « سلك فيه مسلكا لم يسبقه أحد من الاصحاب ».
    وقال صاحب أمل الآمل : « سلوكه في كتاب الرجال أنه رتبه على الحروف الاول فالاول في الاسماء وأسماء الآباء والاجداد ، وجمع جميع


(14)
ما وصل إليه من كتب الرجال مع حسن الترتيب وزيادة التهذيب ، فنقل ما في فهرستي الشيخ والنجاشي ، والكشي ، وكتاب الرجال للشيخ ، وكتاب ابن الغضائري ، والبرقي والعقيقي ، وابن عقدة ، والفضل بن شاذان ، وابن عبدون ، وغيرها ، وجعل لكل كتاب علامة ، بل لكل باب حرفا أو حرفين ، وضبط الاسماء ، ولم يذكر من المتأخرين عن الشيخ إلا أسماء يسيرة ».
    ومر قول صاحب النقد : « إن كتاب الرجال حسن الترتيب إلا أن فيه أغلاطا كثيرة ».
    وقد أحصى الاغلاط العلامة المحقق أبو الهدى الكلباسي الاصفهاني ( رحمة الله ) في ( ص 92 ) من كتابه ( سماء المقال في تحقيق علم الرجال ) المطبوع بايران ( قم ) سنة 1372 ه‍ ، فراجعه.
    وفي أمل الآمل قال : « وكأنه ـ أي صاحب النقد ـ أشار إلى اعتراضاته على العلامة وتعريضاته به ، وحو ذلك مما ذكره ميرزا محمد في كتاب الرجال ونبه عليه ».
    ولكن الاغلاط الكثيرة التي أشار إليها ليست هي ما ظنه صاحب الامل ، فان اعتراضاته على العلامة ربما كان مصيبا في اكثرها ، ولا يقال في مثلها أغلاط ، سواء أكانت حقا أم باطلا ، بل المراد بالاغلاط أنه كثرا ما يذكر الكشي ويكون الصواب النجاشي ، أو ينقل عن كتاب ما ليس فيه ، واشتباه رجلين بواحد ، وجعل الواحد رجلين ، أو نحو ذلك من الاغلاط في ضبط الاسماء. وغير ذلك. وقد بينها أصحاب كتب الرجال ، ومنهم صاحب النقد التفريشي. ولم يتعرض لشئ مما ظنه صاحب الامل ، ونعم ما قال صاحب النقد من أن كتابه حسن الترتيب إلا أن فيه أغلاطا كثيرة ـ غفر الله له ـ فكتابه في الحقيقة ليس فيه شيء من الحسن زائدا على غيره ، بل هو دون غيره ، وليس فيه إلا حسن


(15)
الترتيب على حروف المعجم في الاسماء. وأسماء الآباد والاجداد ، فانه أول من سلك هذا المسلك من أصحابنا ، وتبعه من عبده إلى اليوم. وقال في أول كتابه : « وهذه لجة لم يسبقني أحد من أصحابنا ( رضوان الله عليهم ) إلى خوض غمرها. وقاعدة أنا أبو عذرها ».
    وهو كمال قال : والرجاليون منا ومن غيرنا وإن رتبوا كتبهم على حروف المعجم إلا أن ذلك الترتيب كان ناقصا. فهم يذكرون حسن قبل حسان. وحسن بن علي قبل حسن بن أحمد ، وهو أول من التفت ة لى هذا النقص وتداركه من أصحابنا. أما من غيرنا فلست أعلم أول من فعل ذلك ، وهذا يدل على جودة قريحته وحسن تفكيره. ثم هو أول من رمز إلى أسماء الكتب والرجال في كتب الرجال من أصحابنا وتبعه من بعده إلى اليوم طلبا لاختصار. ولكن قد يوقع في الاشتباه ويحتمل أن يكون بعض الاغلاط التي وقعت في كتابه. منشؤه ذلك ، فهو وإن أحسن في ذكل الترتيب وأتى بما لم يسبق إليه لكنه وقع في تلك الاغلاط بسبب قلة المراجعة وامعان النظر ، قال ذلك سيدنا المحسن الامين في الاعيان.
    واعتذر صاحب ( رياض العلماء ) عنه ( بان نقله من كتب الاصحاب ما ليس فيها لى سمما فيه طعن عليه إذ أكثر ذلك نشأ من اختلاف النسخ وزياد المولفين في كتبهم بعد اشتهاد بعض نسخها بدون تلك الزيادة كما يشاهد في مؤلفات معاصرينا أيضا ، ولا سيما كتب الرجال التي يزيد فيها مؤلفوها الاسامي والاحول يوما فيوما. ورأيت نظير ذلك في فهرست منتجب الدين ، وفهرست الشيخ الطوسي. ورجال النجاشي وغيرها ، حتى أني رأيت في بلدة ( ساري ) نسخة من خلاصة العلامة كتبها تلميذه في عصره وعليها خطه. وفيها اختلاف شديد مع النسخ المشهورة. بل لم يكن فيها كثير من الاسامي والاحوال المذكورة في
كتاب الرجال ::: فهرس