كتاب الرجال ::: 16 ـ 30
(16)
النسخ المتداولة ).
    واعترض سيدنا المحسن الامين ( رحمة الله ) على ما ذكره صاحب ( رياض العلماء ) بقوله : « الناظر في كتاب ابن داود يعلم أن منشأ تلك الاغلاط ليس هو اختلاف النسخ ، مع أن اختلاف النسخ ليس بالنسبة إلى ابن داود وحده فلماذا وقعت تلك الاغلاط الكثيرة في كتابه ولم تقع في كتب غيره ».
    وفي كتاب رجال سيدنا الحجة ( بحر العلوم ) نقلا عن كتاب إيجاز المقال في معرفة الرجال للشيخ فرج الله بن محمد بن درويش بن الحسين بن حماد بن أكبر الحويزي معاصر المحدث الحر العاملي ـ بعد ترجمة لصاحب الكتاب ـ قال : وقد طعن على كتابه بعض المتأخرين ـ يريد صاحب النقد التفريشي ـ ولعمري :
ما أنصف الصهباء من ضحكت إلى وقد عبس
    ثم قال السيد بحر العلوم ( قدس سره ) :
قد أنصف الصهباء من عنها يزيل ما التبس
    وقال العلامة المحدث النوري ( رحمة الله ) في خاتمة مستدرك الوسائل ( ص 442 ) : « إن الناس في هذا الكتاب بين غال ومفرط ومقتصد ( فمن الاول ) الشيخ حسين بن عبد الصمد ( والد البهائي ) فقال في كتاب درايته » وكتاب ابن داود في الرجال مغن لنا عن جميع ما صنف في هذا الفن ، وإنما اعتمادنا الآن في ذلك عليه ، ( ومن الثاني ) المولى عبدالله التستري فقال في شرحه على التهذيب ، في شرح سند الحديث الاول منه في جملة كلام له : « ولا يعتمد على ما ذكره ابن داود في باب محمد بن أورمة ، لان كتاب ابن داود لم أجده صالحا للاعتماد ، لما ظفرنا عليه من الخلل الكثير في النقل عن المتقدمين وفى نقد الرجال والتمييز بينهم ، ويظهر ذلك بادنى تتبع للمولود التي نقل


(17)
ما في كتابه منها ، « ( ومن الثالث ) جل الاصحاب فتراهم يسلكون بكتابه سلوكهم بنظائره ».
    قال سيدنا المحسن الامين ـ بعد أن نقل هذا الكلام ـ عن المحدث النوري : « قد عرفت أن أحسن ما وصف به هذا الكتاب هو كلام صاحب النقد ( أي السيد مصطفى التفريشي ) ومنه يعلم أن كلام صاحب إيجاز المقال جزاف من القول ، وكذا كلام والد البهائي فانه لا يغني عن غيره أصلا ، وأن كلام التستري ليس بعيدا عن الصواب. وصاحب النقد هو تلميذه ».
    وقال المولى أبو علي الحائري في ( منتهى المقال في الرجال ) ـ بعد أن ذكر كلام صاحب نقد الرجال من أن في كتاب رجال ابن داود أغلاطا كثيرة ، وكلام صاحب أمل الآمل من قوله : « وكأنه أشار إلى اعتراضه على العلامة وتعريضاته به ونحو ذلك » ما هذا نصه : « ليس الامر كما ذكره بل مراده ( رحمة الله ) ما في كتابه من الخبط وعدم الضبط فانك تراه كثيرا ما يقول : ( جش ) والذي ينبغي ( كش ) أو يقول : ( كش ) وهو ( جخ ) أو يقول : ( جخ ) وليس فيه منه أثر ، وربما يستنبط المدح بل الوثاقة مما لا رائحة منه فيه ، وربما يستنبط من مواضع آخر وينسبه إليها إلى غير ذلك ، ولعله خطه كان رديا. وكان كل ناسخ يكتب حسبما يفهمه منه ، ولم تعرض النسخة عليه فبقيت سقيمة ولم تصحح. وأما أعتراضاته وتعريضاته ( أي بالعلامة ) فهي في تراجم الكلمات لا غير ، وهو يصيب في جلها لم نقل في كلها كما يظهر من ( التوضيح ) ـ أي العلامة ـ وغيره ، فلا اعتراض عليه من جهتها ، ولا هي أغلاط. فافهم ».
    وما ذكره صاحب منتهى المقال من قوله : ( لعل خطه كان رديا ) لا يوافقه عليه أحد من أرباب المعاجم. فأن خط ابن داود كان حسنا


(18)
وغير رديء فأن صاحب ( رياض العلماء ) يقول في ترجمة ابن داود ما هذا نصه : « إني رأيت خطه الشريف ولا يخلو من جودة » ويحدثنا العلامة المحدث النوري في خاتمة مستدرك الوسائل بما نصه : « وعندي كتاب نقض العثمانية للسيد الاجل أحمد بن طاووس ، بخط هذا الشيخ وخطه كأسمه حسن جيد وقد قرئ عليه وتاريخ الكتابة سنة 665 ». ومثله قال الشيخ عباس القمي ( رحمة الله ) الفوائد الرضوية ( ص 109 ) عند ترجتمه لابن داود « رأيت كتاب نقض العثمانية ( يريد كتاب بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية للسيد الاجل أحمد ابن طاووس ) بخط هذا الشيخ ، وخطه كأسمه حسن ، وقد قرئ عليه ، وتاريخ كتابته سنة 665 ه‍ » كأنه يشير إلى النسخة التي نوهنا عنها سابقا والتي وهي في ( مكتبة دانشكاه بطهران ) والتي على ظهرها وآخرها قصائد بخطه الجيد لاستاذه ابن طاووس في أهل البيت عليهم السلام.
    والذي يترجح في النظر أن تبدل رمز ( جش ) برمز ( كش ) وكذا بعض التغييرات جاء من اختلاف النسخ. فان ابن داود حين تأليفه للكتاب كانت عنده المصادر التي ينقل عنها في كتابه وقد نقل في اكثر التراجم عن الكتابين المذكورين نقلا صحيحا ومن المستبعد ان يغفل عن النقل الصحيح ويغير رمز ( جش ) إلى رمز ( كش ) وكذا بعض التغييرات ، والحق أن نسبة الخبط وعدم الضبط إليه كلية إجحاف بحقه ، ولاننكران فيه بعض الخبط منه. ونحن رجعنا إلى المصادق التي ينقل عنها صاحب الكتاب وأبدلنا رمز ( كش ) برمز ( جش ) في بعض الموارد التي جاء فيها الاشتباه ، كما أنا حققنا الكتاب تحقيقا دقيقا وصححناه بالرجوع إلى المصادر الصحيحة التي بايدينا. وعلقنا عليه بعض التعليقات المهمة. فجاءت هذه النسخة غاية في الصحة وتمتاز عن النسخة المطبوعة بمطبعة ( دانشكاه طهران سنة 1383 ه‍ ) ، والتي جاء فيها تحريفات


(19)
وتصحيفات كثيرة.
    ذكرنا ـ آنفا ـ أن ابن داود قد اكثر في رجاله من الايراد على العلامة في توضيح الالفاظ والانساب ، معبرا عنه في موارد عديدة ببعض الاصحاب ، حتى أنه كثيرا ما ينبه إلى الوهم والغلط.
    ( فمن الاول ) : ما قاله في زر بن حبيش : « بالحاء والمهملة المضمومة والباء المفردة والياء المثناة من تحت والشين العجمة. ومن أصحابنا من صحفه بالسين المهملة. وهو وهم « ـ أنظر رجال العلامة ـ الخلاصة ـ ( ص 76 ) رقم ( 1 ) طبع النجف الاشرف ، وقال في زريق بن مرزق ثقة وبعض أصحابنا إلتبس عليه حاله فتوهم انه ( رزيق ) بتقديم المهملة وأثبته في باب الراء » ـ أنظر رجال العلامة ( ص 73 ـ رقم 9 ).
    ( ومن الثاني ) : ما ذكره في خالد بن نجيح الجوان « بالجيم والنون ، بياع الجون ، ، ورأيت في تصنيف بعض أصحابنا : خالد الحوار ، وهو غلط » ـ أنظر رجال العلامة ( ص 65 ـ رقم 4 ) وذكر في داود ابن أبي يزيد : « إسمه ( زنكان ) بالزاي والنون المفتوحتين ، أبو سليمان النيشابوري ، واشتبه إسم أبي يزيد على بعض أصحابنا فأثبته ( زنكار ) بالراء بعد الالف وهو غلط » ـ أنظر رجال العلامة ( ص 68 ـ رقم 4 ) ونحوها غيرها من المواضع المتعددة.
    ومن الغريب ما ذكره في داود بن فرقد من أنه « اشتبه على بعض الاصحاب اسم أبيه ، فقال : ( ابن مرقد ) بالميم ، وهو غلط » مع أن عبارة ( خلاصة العلامة ) المخطوطة والمطبوعة ( ص 68 ـ رقم 2 ) بالفاء ، بل صرح العلامة في ( إيضاح الاشتباه ) ـ ص 36 ـ طبع إيران « بفتح الفاء وإسكان الراء والقاف والدال المهملة ».
    كما أن من الغريب ذكره ( عبدالله بن شبرمة الكوفي ) في القسم الاول من كتابه الموضوع للموثقين ، مع أن الظاهر ـ كما صرح به في


(20)
منتهى المقال ـ أنه من العامة ، كما ذكره ابن حجر العسقلاني في ( تهذيب التهذيب ـ ج 5 ـ ص 250 ) طبع حيدر آباد دكن ، فقال : « .. وقال عبدالله بن داود عن الثوري : فهاؤنا ابن شبرمة وابن أبي ليلى ، وقال العجلي : كان قاضيا على السواد لابي جعفر ( أي المنصور الدوانيقي ) وكان الثوري إذا قيل له : من مفتيكم ؟ يقول : ابن أبي ليلى وابن شبرمة » ولد سنة 72 ه‍ ، وتوفي سنة 144 ه‍ كما قاله ابن حجر.
    ولقد أجاد العلامة الحلي ( رحمة الله ) حيث ذكره في القسم الثاني من الخلاصة ـ أنظر ( ص 236 ـ رقم 5 ).
    وعده الملجسي ( رحمة الله ) في الوجيزة ( ص 156 ) من الضعاف ، وكذا غيرهما من أصحابنا الامامية ، وأرباب المعاجم الرجالية.
    إن ابن داود في كتاب رجاله ـ هذا ـ له مسك خاص ، وذلك أنه إن رمز بحروف ( لم جخ ) أراد بذلك عد الشيخ الطوسي الرجل المترجم له في رجاله ممن لم يرو عن الائمة ( عليهم السلام ) وإن رمز بحرفي ( لم ) فقط ، كان ذلك منه إشارة إلى خلو رجال النجاشي من نسبة الرواية عن الامام ( عليه السلام ) إلى الرجل ، فكل من لم ينسب النجاشي إليه الرواية عن إمام ( عليه السلام ) رمز له ابن داود بحرفي ( لم ) مجردا عن حرفي ( جخ ) وقد خفي ذلك على بعض أرباب المعاجم كالميرزا محمد الاسترابادي في ( منهج المقال ) والشيخ أبي علي الحائري في ( منتهى المقال ) وغيرهما ، وقد كثر منهم الاعتراض على ابن داود في موارد عديدة رمز فيها بحرفي ( لم ) مع خلو رجال الشيخ ( رحمة الله ) عن ذلك ، ولم يلتفتوا إلى أنه إذا رمز بحرفي ( لم ) مجردا عن حرفي ( جخ ) لم يرد أن الشيخ عده ممن لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) وإنما يريد ذلك حيث عقب حرفي ( لم ) بحرفي ( جخ ) فقال ( لم جخ ).


(21)
    ويؤيد ما ذكرناه ما أورده المحقق الميرداماد رحمة الله في الراشحة السابعة عشرة من كتابه ( الرواشح السماوية ) ـ طبع إيران سنة 1311 ه‍. فقال ما نصه : « إن الشيخ أبا العباس النجاشي قد علم من ديدنه الذي هو عليه في كتابه ، وعهد من سيرته التي قد التزمها فيه : أنه إذا كان لمن يذكره من الرجال رواية عن أحدهم ( عليهم السلام ) فانه يورد ذلك في ترجمته أو في ترجمة رجل آخر غيره ، إما من طريق الحكم به أو على سبيل النقل عن نافل ، فمهما أهمل القول فيه فذلك آية أن الرجل عنده من طبقة من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) وكذلك كل من فيه مطعن وغميزة فانه يلتزم ايراد ذلك البتة إما في ترجمة الرجل أو ذكره من دون ارداف ذلك بمدح أو ذم أصلا كان ذلك آية ان الرجل سالم عنده عن كل مغمز ومطعن فالشيخ تقي الدين بن داود حيث أنه يعلم هذا الاصطلاح فكلما رأى ترجمة رجل في كتاب النجاشي خالية عن نسبته إليهم ( عليهم السلام ) بالرواية عن أحد منهم ( عليهم السلام ) أورده في كتابه ، وقال ( لم جش ) وكلما رأى ذكر رجل في كتاب النجاشي مجردا عن إيراد غمز فيه أورده في قسم الممدوحين من كتابه مقتصرا على ذكره ، أو قائلا : [ جش ] ممدوح ، والقاصرون عن تعرف الاساليب والاصطلاحات كلما رأوا ذلك في كتابه اعترضوا عليه بان النجاشي لم يقل [ لم ] ولم يأت بمدح أو ذم ، بل ذكر الرجل وسكت عن الزائد عن أصل ذكره ، فإذا قد استبان لك أن من يذكره النجاشي من غير ذم ومدح يكون سليما عنده عن الطعن في مذهبه ، وعن القدح في روايته ، فيكون بحسب ذلك طريق الحديث من جهته قويا لا حسنا ولا موثقا ، وكذلك من اقتصر الحسن بن داود على مجرد ذكره في قسم الممدوحين من غير مدح وقدح يكون الطريق بحسبه قويا ».


(22)
    وله أيضا ملك آخر في كتابه ـ هذا ـ فانه كثيرا ما يلخص الترجمة من الكشي والنجاشي وفهرست الشيخ ورجاله ، ويزيد عليها ، بعض الجمل منه ، وربما يستقل بالترجمة وحده ، وهذا لا يخفى على من سبر كتابه بدقة ، وقد صرح بذلك في مقدمته.
    وذكر صاحب الكتاب في آخر القسم الاول بعنوان خاص جماعة قال النجاشي في كل منهم [ ثقة ثقة ] مرتين عدتهم أربعة وثلاثون رجلا ، مرتبين على حروف الهجاء ، وقد ذكرهم في أبوابهم من الكتاب.
    ثم قال : « وقد ذكر ابن الغضائري في كتابه خمسة رجال زيادة على ما قاله النجاشي كل منهم ثقة ثقة مرتين ، وهم : علي بن حسان الواسطي ، محمد بن قيس أبو نصر الاسدي ، محمد بن الحسن بن الوليد أبو جعفر ، محمد بن محمد بن رباط ، هشام بن سالم الجواليقي ».
    ولكن محمد بن الحسن بن الوليد أبا جعفر هو بعينه الذي ذكره في عدة النجاشي بعنون محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد نزيل قم ، ونسبه الغضائري إلى جده الثاني ، وهو متعارف.
    ثم ذكر خمسة فصول لا غنى للباحثين عنها ، كل فصل معنون بعنوان خاص.
    ثم ذكر في آخر القسم الثاني سبعة عشر فصلا لا يستغني عنها الباحثون كل فصل معنوان بعنوان خاص أيضا.
    ثم أورد تنبيهات تسعة يحتاج إليها الباحثون في علم الرجال.
    شعره :
    هو مكثر من نظم الاراجيز الشعرية في جملة من الفنون العلمية. وذلك إن دل على شيء فانما يدل على انه ذو قريحة في النظم جيدة ،


(23)
وملكة قوية فيه ، وقد ذكر هو في ترجمة نفسه وفي عداد مؤلفاته جملة منه ، كاللمعة في فقه الصلاة نظما ، وعقد الجواهر في الاشباه والنظائر نظما ، واللؤلؤة في خلاف أصحابنا نظما ، والرائض في الفرائض نظما. وعدة الناسك في قضاء المناسك نظما ، والدر الثمين في أصول الدين نظما ، والخريدة العذراء في العقيدة والغراء نظما ، والجوهرة في نظم التبصرة. أولها :
الحمد لله الذي تقادما سلطانه وشأنه معظما
    ومنظومة في الكلام في ( 108 ) بيتا أوردنا شطرا منها عند ذكر مؤلفاته ، وله قصيدة يرثي بها الشيخ شمس الدين أبا محمد محفوظ بن وشاح بن محمد الاسدي المتوفى سنة 690 ه‍ ، بالحة ، ذكرها الشيخ الحر في أمل الآمل في ترجمة المؤلف ، قال فيها :
لك الله أي بناء تداعى وأي علاء دعته الخطوب وأي ضياء ثوى في الثرى لقد كان شمس الهدى كاسمه فوا أسفا أين ذاك اللسان وتلك البحوث التي ما تمل فمن ذا يجيب سؤال الوفود ومن لليتامى ولابن السبيل ومن للوفاء وحفظ الاخاء سقى الله مضجعه رحمة وقد كان فوق النجوم ارتفاعا فلبى ولولا الردى ما أطاعا وقد كان يخفي النجوم التماعا فارخى الكسوف عليه قناعا إذا رام معنى أجاب اتباعا إذا مل صاحب بحث سماعا إذا عرضوا أو تعاطوا نزاعا إذا قصدوه عراة جياعا ورعي العهود إذا الغدر شاعا تروي ثراه وتأبى انقطاعا
    وله من قصيدة في يوم الغدير ، ذكرها صاحب ( الحجج القوية في إثبات الوصية ) :
أفما نظرت إلى كلام محمد يوم الغدير وقد أقيم المحمل


(24)
من كنت مولاه فهذا حيدر نص النبي عليه نصا ظاهرا مولاه لا يرتاب فيه محصل بخلافة غراء لا تتأول
    ولم يذكر أصحاب المعاجم له شعرا أكثر من ذلك ، كما لم نظفر على بقية القصيدة التي ذكر منها ثلاثة أبيات صاحب الحجج القوية.
    وفاته :
    لم يضبط تاريخ وفاته ، ومحلها وموضع دفنه إلا انه كان حيا سنة 693 كما عرفت من ذكره لوفاة السيد عبد الكريم ابن طاووس في رجاله وأنها كانت في شوال 693 ه‍ ، وذكر شيخنا الحجة المغفور له الشيخ آغا بزرك الطهراني ( قدس سره ) في الذريعة عند ذكر رجاله ( ج 6 ـ ص 87 ) أنه « ألف رجاله في سنة 707 ه‍ » كما ذكر في مصفى المقال في مصنفي علم الرجال ( ص 126 ) أنه « فرغ من رجاله سنة 707 ه‍ » فيكون المؤلف قد أدرك شطرا من القرن الثامن ، ولا نعلم كم عاش بعد هذا التاريخ.
    وذكر سيدنا المحسن الامين العاملي ( رحمة الله ) في أعيان الشيعة ( ج 22 ص 335 ) ـ نقلا عن الطليعة في شعراء الشيعة لشيخنا المغفور له الشيخ محمد السماوي « أنه توفى سنة نيف و ( 740 ) ثم قال : « ولم أجد أحدا أرخ وفاته ، وفي التاريخ المذكور نظر ، فانه إن صح يكون عمره نحو المائة ، فيكون من المعمرين ، ولو كان لذكروه ، والله أعلم ».
محمد صادق بحر العلوم        


(25)
    الحمد لله الذي وفقني للتخلي عن الحركات الدنيوية ، والنظر في المهمات الاخروية ، وصرف عزمي عن الوجه الذي انقضى عليه أكثر العمر من الاعراض عن الجواهر الحقيقية إلى الاعراض المجازية ، وذلك من أعظم المنح الربانية والهبات الالهية. وصلى الله على سيدنا محمد أشرف البرية ، وآله العترة العلوية.
    وبعد ، فاني لما نظرت في أصول الفتاوى الفقهية وفروعها النظرية ، وحاولت الخلاص من الشبهات التقليدية واتباع ما نشأت عليه من الفتاوي المحكية ، اضطررت إلى سبر الاحاديث المروية عن الائمة المهدية ، والدخول بين مختلفها على الطريقة المرضية في القواعد الاصولية ، واعتبار ما استنبطه الاصحاب منها من الفتاوي الفرعية ، لاصطفي الموافق للحق في الروية. وأطرح المخالف بالكلية ، رأيت من لوازم هذه القضية النظر في الاحاديث الامامية ورجالها المرضية وغير المرضية ، فصنفت هذا المختصر جامعا لنخب كتاب ( الرجال ) للشيخ أبي جعفر رحمة الله ، و ( الفهرست ) له ، وما حققه الكشي والنجاشي ، وما صنفه البرقي والغضائري وغيرهم وبدأت بالموثقين ، وأخرت المجروحين ، ليكون الوضع بحسب الاستحقاق والترتيب بالقصد لا بالاتفاق ورتبته على حروف المعجم في الاوائل والثواني ، فالآباء ، على قاعدة تقود الطالب إلى بغيته ، وتسوقه إلى غايته ، من غير طول وتصفح للابواب ، ولاخبط في الكتاب. وضمنته رموزا تغني عن التطويل ، وتنوب عن الكثير بالقليل. وبينت فيها المظان التي أخذت منها ، واستخرجت عنها ، فالكشى ( كش ) والنجاشي ( جش )


(26)
وكتاب الرجال للشيخ ( جخ ) والفهرست ( ست ) والبرقي ( قي ) وعلي ابن أحمد العقيقي ( عق ) وابن عقدة ( قد ) والفضل بن شاذان ( فش ) وابن عبدون ( عب ) والغضائري ( غض ) ومحمد بن بابويه ( يه ) وابن فضال ( فض ). وبينت رجال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) والائمة ( عليهم السلام ) فكل من أعلمت عليه برمز واحد منهم فهو من رجاله ، ومن روى عن أكثر من واحد ذكرت الرمز بعددهم ، فالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ( ل ) وعلي ( عليه السلام ) ( ي ) والحسن ( عليه السلام ) ( ن ) والحسين ( عليه السلام ) ( سين ) وعلي بن الحسين ( عليه السلام ) ( ين ) ومحمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ( قر ) وجعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) ( ق ) وموسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) ( م ) وعلي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ( ضا ) ومحمد بن علي الجواد ( عليه السلام ) ( د ) وعلي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) ( دي ) والحسن بن علي العسكري ( كر ) ومن لم يرو عن واحد منهم عليهم السلام ( لم ).
    وهذه لجة لم يسبقني أحد من أصحابنا رضي الله عنهم إلى خوض غمرها ، وقاعدة أنا أبو عذرها. فالله تعالى يوفقني لاتمام المرام ، ويجعله وسيلة إلى سلامة دار السلام بمحمد وآله الكرام.
    وقبل الخوض في المقصود من هذا الكتاب يجب أن أقدم مقدمة تبين بها طريقي إلى المشائخ الآتي ذكرهم :
    فطريقي إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمة الله شيخنا الامام نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد رحمة الله عن ابيه عن جده عن عربي بن مسافر العبادي ، عن إلياس بن هشام الحائري ، عن أبي علي الحسن بن محمد عن أبيه الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمة الله.
    وطريقي إلى الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رحمة الله شيخنا نجم الدين أيضا ، عن الشيخ الصالح تاج الدين الحسن ابن الدربي والسيد محي الدين محمد بن عبدالله بن زهرة ، عن الفقيه


(27)
رشيد الدين محمد بن شهراشوب المازندراني ، عن محمد وعلي ابني عبد الصمد ، عن الشيخ أبي عبدالله أبيهما ، عن أبي البركات علي بن ا لحسين الجوزي ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمة الله ).
    وطريقي إلى المفيد محمد بن محمد بن النعمان رحمة الله شيخنا نجم الدين المذكور ، عن الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي وعن والده الحسن ابن سعيد ، عن أبيه ، وعن الشيخ نجيب الدين محمد بن نما ، عن الشيخ محمد بن إدريس جميعا ، عن عربي بن مسافر ، عن إلياس بن هشام الحائري ، عن أبي علي الحسن بن محمد الطوسي ، عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن المفيد رحمة الله.
    وطريقي إلى الشيخ سلاربن عبد العزيز رحمة الله شيخنا نجم الدين أيضا ، عن شيخه نجيب الدين محمد بن نما ، والسيد شمس الدين فخار ابن معد الموسوي ، عن الشيخ محمد بن إدريس ، والشيخ الصالح تاج الدين الحسن ابن الدربي جميعا عن عربي بن مسافر العبادي ، عن إلياس ابن هشام الحايري ، عن الشيخ أبي علي الحسن بن محمد الطوسي عن سلار رحمهم الله تعالى.
    وطريقي إلى السيد المرتضى علم الهدى ( رحمة الله ) شيخنا نجم الدين أيضا ، عن الحسن بن الدربي والسيد محي الدين محمد بن زهرة الحسيني ، عن الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمد بن شهراشوب المازندراني ، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني المروزي ، عن أبي عبدالله محمد بن علي الحلواني ، عن السيد علم الهدى رحمة الله.
    وطريقي إلى أبي الصلاح تقي بن نجم الدين الحلبي. شيخنا نجم الدين أيضا ، عن السيد الفقيه شمس الدين فخار بن معد الموسوي ، عن الفقيه شاذان بن جبرئيل القمي ، عن الشيخ الفقيه عبدالله بن عمر


(28)
العمري الطرابلسي ، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل ، عن أبي الصلاح الحلبي.
    وطريقي إلى النجاشي شيخنا نجم الدين أيضا ، والشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم رحمهما الله جميعا عن السيد شمس الدين فخار ، عن عبدالحميد بن التقي ، عن أبي الرضا فضل الله بن علي الراوندي العلوي الحسني ، عن ذي الفقار العلوي ، عن النجاشي المصنف.
    وطريقي إلى الكشى شيخنا نجم الدين أيضا ، والشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم جميعا عن السيد شمس الدين فخار ، عن أبي محمد قريش ابن سبيع بن مهنا بن سبيع الحسيني ، عن الحسين بن رطبة السوراوي ، عن أبي علي عن أبيه أبي جعفر الطوسي ، عن عدة من أصحابنا ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن الكشي رحمة الله تعالى.


(29)
الجزء الاول من الكتاب
[ في ذكر الممدوحين ومن لم يضعفهم الاصحاب فيما علمته ]

    1 ـ آدم بن إسحاق بن آدم بن عبدالله الاشعري لم ( جش ) قمي ثقة.
    2 ـ آدم بن الحسين النخاس ( ق ) ( جش ، جخ ) كوفي ثقة. روى عنه إسماعيل بن مهران. ومن أصحابنا من أثبته في كتاب له « النجاشي » وهو غلط.
    3 ـ آدم بن المتوكل أبو الحسين بياع اللؤلؤ ق ( جش ) كوفي مهمل (1)
    4 ـ أبان بن تغلب ، بنقطتين فوق فمعجمة ، ابن رباح ، بنقطة تحت الباء ، أبو سعيد البكري الجريري ، بالجيم المضمومة والمهملتين ، مولى بني جرير ين ، قر ، ق ( كش ) ثقة جليل القدر سيد عصره وفقيهه وعمدة الائمة عليهم السلام ، روى (2) عن الصادق ( عليه السلام ) ثلاثين ألف حديث. قال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : « اجلس في مسجد الكوفة وأفت الناس ، إني أحب أن يرى في شيعتي مثلك ). وكان إذا دخل على أبي عبدالله ثنى له وسادة وصافحه ، وكان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الحلق وأخليت له سارية (3) النبي ( صلى الله عليه وآله ). قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) لسليم بن أبي حبة لما
1 ـ نسب إهمال آدم بن المتوكل إلى ( جش ) مع أنه قال في ترجمته : « ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام ذكره أصحاب الرجال له أصل ».
2 ـ روى ذلك النجاشي في رجاله.
3 ـ سارية النبي صلى الله عليه وآله هي الاسطوانة التي كان يعتمد عليها.


(30)
ودعه : « إئت أبان بن تغلب فانه سمع مني حديثا كثيرا ، فما روى لك عني فاروه عني » مات سنة إحدى وأربعين ومائة. وترحم عليه أبو عبد الله عليه السلام وقال : « لقد أوجع قلبي موت أبان » وكان قد أخبره بموته موقتا.
    5 ـ أبان بن عبدالملك ق ( جش ) شيخ من أصحابنا.
    6 ـ أبان بن عثمان الاحمر لم (1) ( كش ) من الستة الذين أجمعت العصابة على تصديقهم ، وهم : جميل بن دراج ، عبدالله بن مسكان ، عبدبن بكير ، حماد بن عيسى ، حماد بن عثمان ، أبان بن عثمان. وجميل بن دراج أفقههم وقد ذكر أصحابنا أنه كان ناووسيا فهو بالضعفاء أجدر لكن ذكرته هنا لثناء الكشي ( عليه ) وإحالته على الاجماع المذكور (2).
    7 ـ أبان المحاربي ل ( جخ ) روى حديثا واحدا على قول البغوي.
    8 ـ أبان بن عمر الأسدي ختن آل ميثم بن يحيى التمار لم ( جش ) شيخ من أصحابنا ثقة ، لم يرو عنه إلا عبيس بن هشام الناشري.
    9 ـ أبراهم بن أبي البلاد ، بالباء المفردة تحت ق ، م ، ضا ( جخ ) كوفي ثقة ، ويكنى أبو البلاد أبا إسماعيل. واسم أبي البلاد يحيى بن سليم.
    10 ـ إبراهيم بن أبي حفص الكاتب ، أبو إسحاق كر ( ست ) ثقة وجيه.
    11 ـ إبراهيم بن أبي الكرام الجعفري ضا ذكر بعض أصحابنا أنه
1 ـ ذكرنا في مقدمة الكتاب التي وضعناها ما اصطلح عليه ابن داود في رمز ( لم ) وحده ، فراجعه.
2 ـ اثنى عليه الكشي في عنوان : تسمية الفقهاء من اصحاب أبي عبدالله الصادق عليه السلام.
كتاب الرجال ::: فهرس