الصحيفة الصادقية ::: 196 ـ 210
(196)
    وفي رواية أخرى : كان يقول :
    « اللّهُمَّ ، أَنْطِقْ لِسَاني بِذِكْرِكَ .. »

    4 ـ دعاؤه عند الاستنشاق
    من مستحبات الوضوء ، إستنشاق الماء ، وتترتب عليه أعظم الثمرات الصحية ، وقد كتب بعض الاطباء ، بحوثا ممتعة عن فوائده ، وكان الامام الصادق عليه السلام ، يقول عند الاستنشاق :
    « اللّهُمَّ ، لا تُحَرِّمْ عَلَيَّ رِيحَ الجَنَّةِ وَاجْعَلَني مِمَّنْ يَشُمُّ رِيحَهَا وَرَوحَهَا وَطِيبَهَا .. »

    5 ـ دعاؤه عند غسل الوجه
    وكان الامام عليه السلام يدعو بهذا الدعاء عند غسل وجهه الشريف في الوضوء.
    « اللّهُمَّ ، بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَسْوَدُّ الوُجُوهُ ، وَلا تُسَوِّدُ وَجْهي يَوْمَ تَبْيَضُّ فِيهِ الوُجُوهُ .. »

    6 ـ دعاؤه عند غسل يده اليمنى
    وكان الامام عليه السلام عند غسل يده اليمنى ، يدعو بهذا الدعاء :
    « اللّهُمَّ ، أَعْطِني كِتَابي بِيَمِني ، وَالخُلْدَ في الجِنَانِ بِيَسَاري ، وَلا تُحَاسِبْني حِسَاباً عَسِيراً .. »

    7 ـ دعاؤه عند غسل يده اليسرى
    وكان الامام عليه السلام يدعو بهذا الدعاء عند غسل يده اليسرى :


(197)
    « اللّهُمَّ ، لا تُعْطِني كِتَابي بِشِمَالِي ، وَلا تَجْعَلْهَا مَغْلُولَةً إلى عُنُقي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مُقْطَعَاتِ النِيرَانِ .. »

    8 ـ دعاؤه عند مسح الرأس
    وكان الامام عليه السلام يدعو بهذا الدعاء عند مسح رأسه الشريف :
    « اللّهُمَّ ، غَشِّني بِرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ .. ».

    9 ـ دعاؤه عند مسح الرجلين
    وكان عليه السلام يدعو بهذا الدعاء عند مسح الرجلين :
    « اللّهُمَّ ، ثَبِّتْ قَدَمَيَّ على الصِرَاطِ ، يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الَأقْدَامُ ، وَاجْعَلْ سَعْيِِي فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي .. » (1).
    الوضوء نور ـ كما في الحديث ـ وكان الامام عليه السلام يدعو بهذه الادعية الجليلة في جميع فصوله ، لتستكمل بذلك روحانية الوضوء

    وأثرت عن الامام الصادق عليه السلام كوكبة من الادعية الجليلة في الصلاة ، وهذه بعضها :

    1 ـ دعاؤه قبل الصلاة
    كان الامام الصادق عليه السلام ، يستقبل الصلاة بخضوع وخشوع ويتوجه إلى الله تعالى بقلبه وعواطفه ، وكان يدعو بهذا الدعاء قبل أن يشرع في الصلاة قائلا :
1 ـ وسائل الشيعة ، وتهذيب الاحكام ومن المعروف أن أمير المؤمنين عليا بن ابي طالب عليه السلام ، كان أول من استن هذه الادعية الآنفة الذكر ، جميعا.

(198)
    « اللّهُمَّ ، لا تُؤْيِسُنِي مِنْ رَوْحكَ ، وَلا تُقْنِطْني مِنْ رَحْمَتِك ، وَلا تُؤْمِنِّي مَكْرَكَ ، فإنَّهًُ لا يَأَمَنُ مَكُرَ اللهِ إلاَّ القَوْمُ الخَاسِرُونَ .. ».
    وكان صفوان الجمال حاضرا بخدمة الامام عليه السلام ، فلما سمع هذا الدعاء أنبرى قائلا :
    « جعلت فداك ، ما سمعت بهذا من أحد قبلك .. »
    فالتفت إليه الامام قائلا :
    « من اكبر الكبائر عند الله ، اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والامن من مكر الله .. » (1).
    ودل هذا الدعاء على مدى رجاء الامام عليه السلام ، برحمة الله ، تلك الرحمة الواسعة التي تشمل جميع عباده ، والتي يطمع فيها العاصون ، والمنحرفون عن الطريق القويم.

    2 ـ دعاؤه في السجود
    وكان الامام عليه السلام ، يدعو في سجوده في الصلاة بهذا الدعاء الجليل :
    « سَجَدَ لَكَ وَجْهِي تَعَبُّداً وَرِقًّا ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ حَقّاً ، حَقّاً ، الأوُّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ ، نَاصِيَتي بِيَدِكَ ، فَاغْفِرْ لي ، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ العِظَامَ غَيْرُكَ ، فَاغْفِرْ لي ، فَإنِّي مُقِرٌّ بِذُنُوبِي على نَفْسِي ، وَلا يَدْفَعُ الذَّنْبَ العَظِيمَ غَيْرُكَ .. » (2).
1 ـ اصول الكافي 2 / 544.
2 ـ الاقبال ( ص 179 ).


(199)
    3 ـ دعاؤه بعد السجود
    وكان الامام ، إذا رفع رأسه من السجود ، واستوى جالسا دعا بهذا الدعاء ،
    « اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ ، وَرَجَائِي في كُلَّ شِدَّةٍ ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ ، نَزَلَ بي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فيه الصَّدِيقُ ، وَيشَمْتَ ُبِهِ العَدُّوُّ ، وَتُعْيِيني فِيهِ الُأمُورُ ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكوْتُهُ إلَيْكَ ، فَأَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ ، لَكَ الحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً .. » (3).
    ومثل هذا الدعاء ، وما قبله ، مدى إعتصام الامام عليه السلام بالله ، وإلتجائه إليه ، في جميع شؤونه وأحواله ، وأقواله ، ومن الطبيعي أن ذلك ناشئ ، عن معرفته الكاملة بالله تعالى ، وإيمانه العميق به.

    4 ـ دعاؤه الاول في القنوت
    كان الامام الصادق عليه السلام ، يدعو بهذا الدعاء الجليل في قنوت صلاته ، وهو يمثل الجانب السياسي من أدعيته ، فقد دعا به على عدوه الماكر اللئيم ، وأغلب الظن ، أنه المنصور الدوانيقي ، وهو من الملوك الذين لا يعرفون الرحمة ، ولا يؤمنون بالقيم الكريمة ، وكان من ألد أعداء الاسرة النبوية ، ومن أبغض الناس لآل البيت عليهم السلام ، وهذا نص دعاء الامام :
    « يا مَنْ سَبَقَ عِلْمُهُ ، وَنَفَذَ حُكْمُهُ ، وَشَمَلَ حِلْمُهُ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَزِلْ حِلْمَكَ عَنْ ظَالِمي ، وَبَادِرْهُ بِالنَّقْمَةِ ، وَعَاجِلْهُ بِالإِسْتِيصَالِ ،
1 ـ الاقبال ( ص 179 ).

(200)
وكُبَّهُ لمنْخره ، واغْصُصْهُ بِرِيقِهِ ، وَارْدُدْ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ ، وحُل بَيْنَهُ وَبيْنِي ، بِشُغْلٍ شاغلٍ مُؤْلِمٍ ، وَسُقْمٍ دَائِمٍ ، وَامْنَعْهُ التَّوْبَةَ ، وَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِنَابَةِ ، وَاسْلُبْه روح الرَّاحَةِ ، وَاشْدُدْ عَلَيْهِ الوَطَأَةَ ، وَخُذْ مِنْهُ بِالمِخْنَقِ ، وَحَشْرَجَةٍ في صَدْرِهِ ، وَلا تُثْبِّتْ لَهُ قَدَماً ، وَأَثْكِلْهُ ، وَأَجْتَثَّهُ ، وَأسْتَأْصِلْهُ ، وَجُبَّهُ ، وَجُبَّ نِعْمَتَكَ عَنْهُ ، وَأَلْبِسْهُ الصَّغَارَ ، وَاجْعَلْ عُقْبَاهُ النَّارَ ، بَعْدَ مَحْوِ آثَارِهِ ، وَسَلْبِ قَرَارِهِ وَإجهَارِ قَبِيحِ آصَارِهِ ، وَأَسْكِنْهُ دَارَ بَوَارِهِ ، وَلا تُبْقِ لِهُ ذكراً ، وَلا تُعْقِبْهُ مِنْ مُسْتَخْلَفٍ آَخَرَ.
    وكان يقول ما يلي ثلاثا :
    أ ـ اللّهُمَّ بَادِرْهُ.
    ب ـ اللّهُمَّ عَاجِلْهُ.
    ج ـ اللّهُمَّ خُذْهُ.
    د ـ اللّهُمَّ اسْلِبْهُ التَّوفِيقَ.
    اللّهُمَّ ، لا تُمْهِلْهُ ، اللّهُمَّ ، لا تُرَيِّثْهُ ، اللّهُمَّ لا تُؤَخِّرْهُ اللّهُمَّ عَلَيْكَ بِهِ ، اللّهُمَّ أُشْدُدْ قَبْضَتَكَ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ بِكَ أَعْتَصَمْتُ عَلَيْهِ ، وَبِكَ اسْتَجَرْتُ مِنْهُ ، وَبِكَ تَوَارَيْتَ عَنْهُ ، وَبِكَ اسْتَكْهَفْتُ دُونَهُ ، وَبِكَ اسْتَتَرْتَ مِنْ ضَرَّائِهِ ، اللّهُمَّ احْرُسْني بِحِرَاسَتِكَ مِنْهُ وَمِنْ عَذَابِكَ ، وَاكْفِني بِكَافِيَتِكَ ، كَدَّهُ ، وَكُدَّ بُغَاتَكَ ، اللّهُمَّ احْفَظْني بِحِفْظِ الإِيمَانِ ، وَأَسْبِلْ عَلَيَّ سِتْرَكَ الذي سَتَرْتَ بِهِ رُسُلَكَ مِنَ الطَّوَاغِيتِ ، وَحَصِّني بِحِصْنِكَ ، الذي وَقَيْتَهُمُ بِهِ مِنَ الجَوَابِيتِ ، اللّهُمَّ أَيِّدْني بِنَصْرٍ لا يَنْفَكُّ ، وَعَزِيمَةِ صِدْقٍ لا تُحَلُّ ، وَجَلٍّلْني بِنُورِكَ ، وَاجْعَلْني مُدَرَّعاٍ بِدِرْعِكَ الوَاقِيَةِ ، وَاكْلْأني بِكَلَاءَتِكَ الكَافِيَةِ ، إنَّكَ وَاسِعٌ لِمَا تَشَاءُ ، وَوَلِيُّ مَنْ لَكَ تَوَالَى ،


(201)
وَنَاصِرُ مَنْ إلَيْك أَوَى ، وَمعينُ مَنْ بِكَ اسْتَعْدَى ، وَكاَفي مَنْ بِكَ اسْتَكْفَى ، أَنْتَ العَزِيزُ الذي لا تُمَانَعُ عَمَّا تَشَاءُ ، وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ وَهُوَ حَسْبي ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ .. » (1).
    وكشف هذا الدعاء ، عما كان يعانيه الامام عليه السلام من المحن والخطوب ، من خصمه الارهابي الظالم ، فقد دعا عليه الامام ، بهذا الدعاء الشديد ، مع العلم أنه ليس من سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام الانتقام من الظالمين لهم ، وإنما كانوا يقابلونهم بالصفح والاحسان ، ولكن هذا الظالم قد بالغ في إرهاق الامام ، ولم يترك لونا من ألوان الاعتداء إلا جابهه به ، فلذا دعا الامام عليه السلام عليه بهذا الدعاء.

    5 ـ دعاؤه الثاني في القنوت
    كان الامام عليه السلام يدعو بدعاء آخر في قنوته ، وقد دعا فيه على ظالم له ، وهذا نصه :
    « يا مَأْمَنَ الخَائِفِ ، وَكَهْفَ اللَّائِفِ ، وَجُنَّةَ العَائِذِ ، وَغَوْثَ اللائِذِ ، خَابَ مَنِ اعْتَمَدَ على سِوَاكَ ، وَخَسِرَ مِنْ لَجَأَ إلى دُونِكَ ، وَذَلَّ مَنِ اعْتَزَّ بِغَيْرِكَ ، وَافْتَقَرَ مَنِ اسْتَغْنَى عَنْكَ ، اللّهُمَّ ، المَهْرَبُ مِنْكَ ، اللّهُمَّ ، المَطْلَبُ مِنْكَ ، اللّهُمَّ ، وَقَدْ تَعْلَمُ عَقْدَ ضَمِيِري عِنْدَ مُنَاجَاتِكَ ، وَحَقِيقَةَ سَرِيرَتي عِنْدَ دُعَائِكَ ، وَصِدْقَ خَاِلصَتي بِاللُّجُوءِ إلَيْكَ ، فَأَفْزِعْني إذَا فَزِعْتُ إلَيْكَ ، وَلا تَخْذُلْني إذَا اعْتَمْدتُ عَلَيْكَ ، وَبَادِرْني بِكِفَايَتِكَ ، وَلا تَسْلُبْني رِفْقَ عِنَايَتِكَ ، وَخُذْ ضَالَّتي السَّاعَةَ ، السَّاعَةَ ، أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ عَلَيْهِ ، مُسْتِأْصِلٍ شَأْفَتَهُ ، مُجْتَثٍّ قَائِمَتَهُ ، حَاطٍّ دَعَامَتَهُ ، مُتَبِّرٍ لَهُ ، مُدَمرٍ عَلَيْهِ.
1 ـ البلد الامين ( ص 555 ).

(202)
    اللّهُمَّ ، بَادِرْهُ قَبْلَ أَذِيَّتي ، وَاسْبِقْهُ بِكِفَايَتي كَيْدَهُ ، وَشَرَّهُ وَمَكْرَهُ ، وَغَمْزَهُ وَسُوءَ عَقْدِهِ وَقَصْدِهِ.
    إلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ، وَبِكَ تَحَصَّنْتُ مِنْهُ ، وَمِنْ كُلِّ مَنْ يَتَعَمَّدُني بِمَكْرُوهِهِ ، وَيَتَرَصَّدُ لي بِأَذِيَّتِهِ ، وَيُصَلِّتَ ضَبَاتِهِ ، وَيَسْعَى إلَيَّ بِمَكَائِدِهِ ، اللّهُمَّ ، كِدْ لي وَلَا تَكِدْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لي ، وَلا تَمْكُر بي ، وَأَرِني الثَّأْرَ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ أَوْ مَكَّارٍ ، لا يَضُرَّني ضَارُّ وَأَنْتَ وَليِّي ، وَلا يَغْلِبُني غَالِبٌ وَأَنْتَ عَضُدِي ، وَلا تَجْري عَلَيَّ مَسَاءَةٌ وَأَنْتَ كَنَفِي ، اللّهُمَّ ، بِكَ اسْتَدْرَعْتُ ، وَاعْتَصَمْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَلا قُوَّةَ لي وَلا حَوْلَ إلاَّ بِكَ ... » (1).
    وحكى هذا الدعاء الآلام المريرة التي كان يتجرعها الامام عليه السلام ، من ظالمه الباغي اللئيم الذي هو ـ في أكبر الظن ـ المنصور الدوانيقي ، الذي ضيق الدنيا ، على عترة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسن ظلمهم لملوك الاسرة العباسية ، فجهدوا في قهرهم والتنكيل بهم ، وفعلوا معهم ما لم يفعله الامويون معهم.

    6 ـ دعاؤه بعد الصلاة
    وكان الامام الصادق عليه السلام ، إذا فرغ من صلاته ، دعا بهذا الدعاء الجليل :
    « اللّهُمَّ ، إنِّي أُدِينُكَ بِطَاعَتِكَ ، وَوِلَايَتِكَ ، وَوِلَايَةِ اَلأئِمَّةِ مِنْ أَوَّلِهِمُ إلى آخِرِهِمْ ، أُديِنُكَ بِطَاعَتِهِمْ وَوِلَايَتِهِمْ بِمَا فَضَّلْتَهُمْ بِهِ غَيْر مُنْكِرٍ ، وَلا مُسْتَكْبِرٍ ، على مَعْنى ما أَنْزَلْتَ في كِتَابِكَ ، على حُدْودِ ما أَتَانا فِيهِ ، وَمَا لَمْ يَأْتِنَا ، مُؤْمِنٌ ، مُقِرٌّ بِذلِكَ ، مُسْلِمٌ ، رَاضٍ بِمَا رَضِيْتَ بِهِ يا رَبُّ ، أُرِيدُ بِهِ
1 ـ البلد الامين ( ص 558 ).

(203)
وَجْهَكَ ، وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، مَرْهُوباً وَمَرْغُوباً إلَيْكَ فِيهِ ، فَأَحْيني ما أَحْيَيْتَني عَلَيْهِ ، وَابْعَثْني إذَا بَعَثْتَني عَلَيْهِ ، وَإنْ كَاَنَ مِنِّي تَقْصيرٌ فِيمَا مَضَى ، فَإنِّي أَتُوبُ ، إلَيْكَ مِنْهُ ، وَأَرْغَبُ إلَيْكَ فِيمَا عِنْدِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَني مِنْ مَعَاصيكَ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي ، طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، ما أَحيَيْتَني لا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ، وَلا أَكْثَرَ ، إنْ النَّفْسَ لَأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ، إلاَّ مَا رَحِمْتَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَني بِطَاعَتِكَ ، حَتَّى تَتَوَفَّاني عَلَيْهَا ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنْ تَخْتِمَ لي بِالسَّعَادَةِ ، وَلا تُحَوِّلْني عَنْهَا أَبَداً ، وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ .. » (1).
    وحمل هذا الدعاء الجليل تعظيم الامام عليه السلام ، لآبائه أئمة أهل البيت عليهم السلام ، هداة هذه الامة ، وقادتها وسفن نجاتها ، وعدلاء القرآن الكريم كما أعلن النبي صلى الله عليه وآله ذلك.

    7 ـ دعاؤه بعد صلاة الظهر
    روى الفقيه الكبير ، معاوية بن عمار ، أن الامام الصادق عليه السلام ، كان إذا فرغ من صلاة الظهر دعا بهذا الدعاء :
    « يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، ويا أَسْرَعَ الحَاسِبِينَ ، وَيا أَجْودَ الَأجْوَدِينَ ، ويا أَكْرَمَ الَأكْرَمِينَ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفْضَلِ وَأَجْزَلِ وَأَوْفَى ، وَأَحْسَنِ ، وَأَجْمَلِ ، وَأَكْمَلِ ، وَأَطْهَرِ ، وَأَزْكَى وَأَنْوَرِ ، وَأَعْلى ، وَأَبْهَى ، وَأَسْنَى ، وَأَنْمَى ، وَأَدْوَمِ ، وَأَعَمِّ ، وَأَبْقَى ما صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَمَنَنْتَ ، وَسَلَّمْتَ وَتَرْحَّمْتَ على إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
1 ـ الاقبال ( ص 183 ).

(204)
    اللّهُمَّ ، أُمْنُنْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ على مُوسى وَهَارُونَ ، وَسَلِّمْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا سَلَّمْتَ على نُوحٍ في العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ، وَأَوْرِدْ عَلَيْهِ مِنْ ذُرِيَّتِهِ ، وَأَزْوَاجِهِ ، وَأَهْل بَيْتِهِ ، وَأَصْحَابِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ ، مَنْ تقرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ ، وَمِمَّنْ تَسْقِيِهِ بكأسِهِ ، وَتُورِدُهُ حَوْضَهُ ، وَاحْشُرْنَا في زُمْرَتِهِ ، وَاجْعَلْنا تَحْتَ لِوَائه ، وَأَدْخِلْنَا في كُل خَيْرٍ ، أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَأَخْرِجْنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ ، وَلَا أَكْثَرَ.
    اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ ، وَأجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ أَمْنٍ وَخَوْفٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ مَثْوىَ وَمُنْقَلَبٍ ، اللّهُمَّ ، أحْيني مَحْيَاهُمْ ، وَأَمِتْني مِمَاتَهُمْ ، وَأجْعَلْني مَعَهُمْ في المَوَاقِفِ كُلِّهَا وَأجْعَلْني بِهِمْ ، عِنْدَكَ وَجِيهاً في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.
    اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاكْشِفْ عَنِّي بِهِمْ كُلِّ كَرْبٍ ، ونفِّسْ عنِّي بِهمْ كُلَّ هَمٍّ ، وَفَرِّجْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ غَمٍّ ، وَاكْفِنِي بِهمْ كُلَّ خوْف ، واصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ ، وَسُوءَ القَضَاءِ ، وَدَرَك الشَّقَاءِ وَشماتةَ الأعْدَاءِ.
    اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاغْفِر لي ذَنْبي ، وَطيِّبْ لي كَسْبِي ، وَقَنِّعْني بِمَا رَزَقْتَني ، وَبَارِكْ لي فِيهِ ، وَلا تُذْهِبْ بِنَفْسِي إلى شَيْءٍ صَرَفْتَهُ عَنِّي ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُيْنَا تَمْنَعُ خَيْرَ الآخِرَةِ ، وَمِنْ عَاجِلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الآجِلِ ، وَحَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ المَمَاتِ ، وَأَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ


(205)
العَمَلِ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْر على طَاعَتِكَ ، وَالصَّبْرَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَالقِيَام بِحَقِكَ ، وَأَسْأَلُكَ حَقَائِقَ الإِيمَانِ ، وَصِدْقَ اليَقِين في المَوَاطِنِ كُلِّهَا ، وَأَسْأَلُكَ العَفْوَ ، وَالعَافِيَة ، والمُعافَاة في الدُّنْيَا والآخِرَةِ ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا مِنَ البَلَاءِ ، وَعَافِيَةَ الآخِرَةِ مِنَ الشَّقَاءِ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الفَوْزَ ، وَالسَّلَامَةَ ، وَحُلُولَ دَارِ الكَرَامَةِ.
    اللّهُمَّ ، أنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةِ ، وَتَمَامَ العَافِيَةِ ، وَالشُّكرَ على العَافِيَةِ يا وَلِيَّ العَافِيَةِ.
    اللّهُمَّ ، إجْعَلْ لي في صَلَاتي ، وَدُعَائِي ، رَهْبَةً مِنْكَ ، وَرَغْبَةً إلَيْكَ ، وَرَاحَةً تَمُنُّ بِهَا عَلَيَّ .. اللّهُمَّ ، لا تَحْرمْني سِعَةَ رَحْمتكَ ، وَسُبُوغَ نِعْمَتِكَ ، وشُمُول عافِيَتِكَ ، وَجزيلَ عَطاياكَ ، وَمنْح موَاهِبِكَ ، لسُوءِ ما عِنْدِي ، وَلا تُجازِني بِقَبِيحِ عَمَلِي ، وَلا تَصْرفْ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ عنِّي ، اللّهُمَّ ، لا تَحْرِمْني وَأَنَا أَدْعُوكَ ، وَلا تُخَيِّبْني وَأَنَا أَرْجُوكَ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا إلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقك فَيَحْرمْني ويسَتْأَثِرُ علي ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ ، وَتُثْبتُ ، وعنْدَكَ أُمُّ الكتَاب ، أَسْأَلُكَ بِآلِ « يَس » خِيرتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وَأُقدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتي وَرغْبَتي إلَيْكَ.
    اللّهُمَّ ، إنْ كُنْتَ كَتَبْتني عِنْدَكَ ، في أُمِّ الكِتَابِ شقِيَّاً مَحْروُماً ، مُقَتَّراً عَلَيَّ في الرِّزْق ، فامْحُ مِنْ أُمِّ الكتابِ شقائي ، وَحرْماني ، وإقْتار رِزْقي ، وَثَبِّتْني عِنْدَكَ سَعيداً مَرْزُوقاً ، فَإنَّك تَمْحُو ما تَشَاءُ ، وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ.
    اللّهُمَّ ، إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرِ فَقِيرُ ، وَأَنَا مِنْكَ خَائِفٌ ، وَبِكَ


(206)
مُسْتَجيرٌ ، وَأَنَا حقِيرٌ مِسْكِينٌ ، أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني ، فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، إنَّكَ لا تُخْلفُ الميعادُ. يا مَنْ قَالَ: « أُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ » نعْم المُجِيبُ أنْتَ ، يا سَيِّدي ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، وَنِعْمَ الرَبُّ ، وَنِعْمَ المَوْلَى ، وَبِئِسَ العَبْدُ أَنَا ، وَهَذا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ، يا فَارِجَ الهمِّ ، يا كَاشِفَ الغَمِّ ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّ ، وَرَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَرَحيمَهُمَا إرْحَمْني رَحْمَةً تُغْنِينِي عَنْ رَحْمَةٍ مَنْ سوَاكَ ، وَادْخِلْني بِرَحْمَتِكَ ، في عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، الحَمْدُ لله الذي قَضَى عَنِّي صَلَاتي فَإنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ على المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً .. » (1).
    لقد اعتصم الامام عليه السلام بالله ، وأناب إليه ، فدعاه بإخلاص ، وناجاه بمعرفة وإيمان ، شأنه في ذلك ، شأن آبائه ، الائمة الطاهرين ، الذين أضاؤا الحياة الاسلامية ، بما نشروه من كنوز التوحيد ، والايمان.

    8 ـ دعاؤه بعد صلاة المغرب
    روى سعيد بن يسار ، عن الامام الصادق عليه السلام ، أنه قال : إذا صليت المغرب فامرر يديك على جبهتك ، وقل :
    « بِسْمِ اللهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هُوَ ، عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ »
    وقل ثلاثا :
    « اللّهُمَّ ، أَذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ وَالحُزْنَ .. » (2).
    وبهذا الدعاء الموجز ، ينتهي بنا الحديث عن بعض أدعيته في الصلاة التي هي من أهم العبادات في الاسلام.
1 ـ البلد الامين ( 157 ـ 16 ).
2 ـ اصول الكافي 2 / 549.


(207)
القسم السابع
دعاؤه للنبي صلى الله عليه وآله ولآله وشيعتهم


(208)

(209)
    ونقل الرواة ، كوكبة من أدعية الامام الصادق عليه السلام ، دعا ببعضها لجده ، الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله ، مفجر العلو والوعي في الارض ، كما دعا ببعضها لخزنة علمه ، وحملة مشعل الفكر والهداية ، الائمة الطاهرين من ذريته ، ودعا ببعضها لشيعتهم ، الذين ساروا على منهجهم ، وتمسكوا بمحبتهم وولائهم ، وفي ما يلي ذلك :

    1 ـ دعاؤه للنبي
    من أدعية الامام الصادق عليه السلام ، هذا الدعاء الجليل ، وقد أدلى به بما تميز به جده الرسول العظيم صلى الله عليه وآله ، من سمو المنزلة ، وعظيم المكانة عند الله عزوجل ، وهذا نصه :
    « اللّهُمَّ ، إنَّ مُحَمَّداً صَلَّى الله عليه وآلِهِ ، كَمَا وَصَفْتَهُ في كِتَابِكَ حَيْثُ قُلْتَ : ـ وَقَوْلُكَ الحَقُّ ـ « لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عِنِتُّمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ .. » (1) فَأَشْهَدُ أَنَّهُ كَذلِكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَأْمُرْنَا بالصَّلَاةِ عَلَيْهِ إلاَّ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ وَمَلَائِكَتُكَ ،
1 ـ سورة التوبة ـ آية 128.

(210)
فَأَنْزَلْتَ في فُرْقَانِكَ الحَكِيمِ : « إنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبيّ يا أيُّهَا الذِينَ آمَنوُا صَلُوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليِمَا » (2) لا لِحَاجَةِ بِهِ إلى صَلَاةِ أَحَدٍ مِنَ الخَلْق بَعْدَ صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ ، وَلا إلى تَزْكِيَتِهِمْ إيَّاهُ بَعْدَ تَزْكِيَتِكَ ، بَلِ الخَلْقُ جَمِيعاً ، هُمُ المُحَتَاجُونَ إلى ذلِكَ إلاَّ أَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَابَكَ الذي لا يُقْبَلُ إلاَّ مَنْ أَتَاكَ مِنْهُ ، وَجَعَلْتَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ قُرْبَةً مِنْكَ ، وَوَسِيلَةً إلَيْكَ ، وَزُلْفَةً عِنْدَكَ ، وَدَلَلْتَ المُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، لِيَزْدادُوا بِهَا إثْرَةً لَدَيْكَ ، وَكَرَامَةً عَلَيْكَ ، وَوَكَّلْتَ بِالمُصَلِّينَ عَلَيْهِ مَلَائِكَتُكَ يُصَلُّوَن عَلَيْهِ ، وَيُبَلِّغُونَهُ بِصَلَاتِهِمْ وَتَسْلِيمِهِمْ.
    اللّهُمَّ ، رَبَّ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وآلِهِ ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا عَظَّمْتَ بِهِ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وآلِهِ ، وَأَوْجَبْتَ مِنْ حَقِّهِ ، أَنْ تُطْلقَ بِهِ لساني مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وَبِمَا لَمْ تُطْلِقْ بِهِ لسان أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَلْم تُعَلِّمْهُ إيَّاهُ ، ثُمَّ تُؤْتِيني على ذلِكَ مُرافقتهُ ، حَيْثُ أحْلَلْتهُ ، مِن مَحَلِ قُدْسِكَ ، وَجَنَّاتِ فِرْدَوْسِكَ ، وَلا تُفَرقْ بَيْني وَبَيْنَهُ.
    اللّهُمَّ ، إنِّي أَبْدَأُ بِالشَّهَادَةِ ، ثُمَّ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، وَأنْ كُنْتُ لا أَبْلُغُ مِنْ ذلِكَ رِضَى نَفْسِي ، وَلا يُعَبِّرُ لِسَانِي عَنْ ضَمِيرِي ، وَلا أُلَامُ على التَّقْصِيرِ مِنِّي ، لِعَجْزِ قُدْرَتي عَنْ بُلُوغِ الوَاجِبِ عَلَيَّ مِنْهُ ، لَأنَّهُ خُطَّ عَلَيَّ ، وَحُقَّ عَلَيَّ لِمَا أَوْجَبْتَ لَهُ في عُنُقِي ، إنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسَالَتَكَ غَيْرَ مُفَرِّطٍ فِيمَا أَمَرْتَ ، وَلا مُجَاوِزٍ لِمَا نَهَيْتَ ، وَلا مُقَصِّرٍ فِيمَا أَرَدْتَ ، وَلا مُتَعَدٍّ لِمَا أَوْصَيْتَ .. وَتَلَا آيَاتِكَ على ما أَنْزَلْتَ إلَيْهِ مِنْ وَحْيِكَ ، وَجَاهَدَ في سَبِيِلِكَ ، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ ، وَوَفَّى بِعَهْدِكَ ، وَصَدّقَ وَعْدَكَ ، وَصَدَعَ
1 ـ سورة الاحزاب ـ آية 56.
الصحيفة الصادقية ::: فهرس