التوحيد ::: 16 ـ 30
(16)


(17)
بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الواحد الأحد الذي لا شريك له ، الفرد الصمد الذي لا شبيه له ، الأول القديم الذي لا غاية له ، الآخر الباقي الذي لا نهاية له ، الموجود الثابت الذي لا عدم له ، الملك الدائم الذي لا زوال له ، القادر الذي لا يعجزه شيء ، العليم الذي لا يخفى عليه شيء ، الحي لا بحياة ، الكائن لا في مكان ، السميع البصير الذي لا آلة له ولا أداة ، الذي أمر بالعدل ، وأخذ بالفضل ، وحكم بالفصل ، لا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه ، ولا غالب لإرادته ، ولا قاهر لمشيته ، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ، وإليه المرجع والمصير.
    وأشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله سيد النبيين وخير خلقه أجمعين ، وأشهد أن علي بن أبي طالب سيد الوصيين وإمام المتقين و قائد الغر المحجلين ، وأن الأئمة من ولده بعده حجج الله إلى يوم الدين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
    قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه نزيل الري مصنف هذا الكتاب ـ أعانه الله تعالى على طاعته ، ووفقه لمرضاته ـ إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أني وجدت قوما من المخالفين لنا ينسون عصابتنا إلى القول بالتشبيه والجبر لما وجدوا في كتبهم من الأخبار التي جهلوا تفسيرها ولم يعرفوا معانيها ووضعوها في غير موضعها (1) ولم يقابلوا بألفاظها ألفاظ القرآن فقبحوا بذلك عند الجهال صورة مذهبنا ، ولبسوا عليهم طريقتنا ، وصدوا ـ
1 ـ في ( ب ) و ( د ) و ( و ) ( ووضعوها غير مواضعها ) في ( ج ) ( ووضعوها غير موضعها ).

(18)
الناس عن دين الله ، وحملوهم على جحود حجج الله فتقربت إلى الله تعالى ذكره بتصنيف هذا الكتاب في التوحيد (1) ونقي التشبيه ، والجبر ، مستعينا به ومتوكلا عليه ، و هو حسبي ونعم الوكيل.

    1 ـ قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه : حدثنا أبي ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثني أبو عمران العجلي ، قال : حدثنا محمد بن سنان قال : حدثنا أبو العلاء الخفاف ، قال : حدثنا عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل لا إله إلا الله.
    2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خير العبادة قول لا إله إلا الله.
1 ـ التوحيد في اصطلاح المتكلمين اسم للعلم الذي يبحث فيه عن الله تعالى وصفاته و أفعاله ، فكتابه هذا كله في التوحيد بهذا المعنى ، وأما نفي التشبيه فهو من باب ذكر الخاص بعد العام لأهميته ، وكذا الجبر فإنه داخل في مبحث أفعاله تعالى.
    إعلم أن الناس في كل من المباحث الثلاثة ثلاثة : ففي مبحث إثبات الصانع ذهبت فرقة إلى الإبطال ، وفرقة إلى التشبيه والتجسيم ، وفرقة ـ هي النمط الأوسط ـ على أنه تعالى ثابت موجود بلا تشبيه ، وفي مبحث صفاته فرقة إلى زيادة الصفات على الذات في الحقيقة كالأشاعرة وفرقة إلى سلبها عنها ونيابة الذات عن الصفات كالمعتزلة ، وآخرون إلى أن ذاته تعالى مطابق كل من صفاته فإنه بوجوده الخاص به مصداق للعلم والقدرة والحياة وغيرها. وفي مبحث الأفعال فرقة إلى الجبر ، وأخرى إلى التفويض ، وآخرون إلى أمر بين أمرين ، والتفصيل موكول إلى محله.


(19)
    3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : ما من شيء أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلا الله لأن الله عزوجل لا يعدله شيء ولا يشركه في الأمر أحد (1).
    4 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الأسدي ، قال : حدثني موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى ضمن للمؤمن ضمانا ، قال : قلت : وما هو ؟ قال : ضمن له ـ إن هو أقر له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة ولعلي عليه السلام بالإمامة وأدى ما افترض عليه ـ أن يسكنه في جواره ، قال : قلت : فهذه والله الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميين (2) قال : ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : اعملوا قليلا تتنعموا كثيرا.
    5 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه ، قال حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات ولا يشرك بالله شيئا أحسن أو أساء دخل الجنة.
    6 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن ـ
1 ـ قد تبين في محله أن شرف كل معرفة بحسب شرف المعروف لأن مطلوب العارف بالذات هو لاهي وإن ضلت أقوام إذ أخذوا ما بالعرض مكان ما بالذات ، فلأن الله تعالى لا يعدله شيء فمعرفته لا يعدلها شيء مما يحصل للإنسان من المعارف والأعمال ، فهي أعظم ثوابا من كل ما يثاب به الإنسان ، بل لا ثواب لغيرها من دونها لأن أول الديانة معرفته.
2 ـ هذا الحديث مقيد لسائر الأحاديث المطلقة في هذا الباب وشارح لها ، ومن هذا وغيره بل من بعض الآيات القرآنية يظهر أن السيئات ما لم تصل إلى حد ينافي إحدى هذه الأربع لا تمنع من دخول الجنة ، إلا أن السيئة كائنة ما كانت لا بد أن تمحى بأمر من الأمور في الدنيا أو في البرزخ أو في القيامة ، ثم يدخل صاحبها الجنة.


(20)
أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصيرة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، في قول الله عزوجل : ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) قال : قال الله تبارك وتعالى : أنا أهل أن اتقى ولا يشرك بي عبدي شيئا ، وأنا أهل أن لم يشرك بي عبدي شيئا أن أدخله الجنة ، وقال عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا.
    7 ـ حدثنا محمد بن أحمد الشيباني (1) رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي ـ عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى حرم أجساد الموحدين على النار.
    8 ـ حدثنا أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، قال : حدثني الحجاج بن أرطاة ، قال : حدثني أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : الموجبتان (2) من مات يشهد أن لا إله إلا الله ( وحده لا شريك له ) (3) دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله دخل النار.
    ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد
1 ـ هذا الرجل يلقب بالسناني أيضا كما في بعض أحاديث الكتاب. ولعل الشيباني مصحف السناني وهو أبو عيسى محمد بن أحمد بن محمد بن سنان الزاهري نزيل الري المترجم في رجال الشيخ في باب من لم يرو عنهم. والسناني نسبة إلى جده الأعلى.
2 ـ الموجبتان مبتدء وما بعده خبره ، وهي على صيغة الفاعل عبارة أخرى عن القضية الشرطية التي توجب حقيقة مقدمها حقيقة تاليها ، أي الموت على التوحيد يوجب دخول الجنة وهو على الاشراك يوجب دخول النار ، وروى الصدوق في معاني الأخبار ص 183 والكليني في الكافي ج 3 ص 343 عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ( لا تنسوا الموجبتين أو قال عليكم بالموجبتين في دبر كل صلاة ، قلت : وما الموجبتان ؟ قال : تسأل الله الجنة وتتعوذ به من النار ).
3 ـ ما بين القوسين زيادة في نسخة ( ج ) و ( و ).


(21)
ابن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، عن الحسن بن الصباح ، قال : حدثني أنس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : كل جبار عنيد من أبى أن يقول لا إله إلا الله.
    10 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه ، قال : حدثني جدي الحسن بن علي الكوفي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
    يا محمد طوبى لمن قال من أمتك : لا إله إلا الله وحده وحده وحده.
    11 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي عبد الله جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتاني جبرئيل بين الصفا والمروة ، فقال : يا محمد طوبى لمن قال من أمتك : لا إله إلا الله وحده مخلصا.
    12 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا علي بن الحسين الكوفي ، عن أبيه ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي الطفيل ، عن علي عليه السلام قال : ما من عبد مسلم يقول :
    لا إله إلا الله إلا صعدت تخرق كل سقف لا تمر بشيء من سيئاته إلا طلستها حتى تنتهي إلى مثلها من الحسنات فتقف.
    13 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن المفضل بن صالح ، عن عبيد بن زرارة ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : قول لا إله إلا الله ثمن الجنة.
    14 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن سليمان بن عمرو ، قال : حدثني عمران بن أبي عطاء ، قال : حدثني عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما من الكلام


(22)
كلمة أحب إلى الله عزوجل لا إله إلا الله ، وما من عبد يقول : لا إله إلا الله يمد بها صوته فيفرغ إلا تناثرت ذنوبه تحت قدميه كما يتناثر ورق الشجر تحتها (1).
    15 ـ حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه بسرخس ، قال :
    حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي ، قال : حدثنا هارون بن عبد الله الجمال ، عن أبي أيوب ، قال : حدثني قدامة بن محرز الأشجعي ، قال : حدثني مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج (2) ، عن أبيه ، عن أبي حرب بن زيد بن خالد الجهني ، قال : أشهد على أبي زيد بن خالد لسمعته يقول : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي :
    بشر الناس أنه من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له فله الجنة.
    16 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد ، عن أبان وغيره ، عن الصادق عليه السلام قال : من ختم صيامه بقول صالح أو عمل صالح (3) تقبل الله منه صيامه ، فقيل له : يا ابن رسول الله ما القول الصالح ؟ قال :
    شهادة أن لا إله إلا الله ، والعمل الصالح إخراج الفطرة.
    17 ـ حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور ، قال :
    حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الخوري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ابن زياد الفقيه الخوري ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري ، ويقال له :
    الهروي والنهرواني والشيباني ، عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما جزاء من أنعم الله عزوجل عليه
1 ـ في نسخة ( ج ) : ( كما يتناثر ورق الشجرة تحتها ).
2 ـ عنونه ابن حجر في التقريب وقال : مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج أبو ـ المسور المدني صدوق.
3 ـ الترديد بحسب أفراد المكلفين فإن من لم يقدر على إخراج الفطرة فليختم صيامه بشهادة أن لا إله إلا الله ، وهذا الحديث ذكره الصدوق في معاني الأخبار بالواو في هذا الموضع مكان أو.


(23)
بالتوحيد إلا الجنة.
    18 ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عزوجل ، من قالها مخلصا استوجب الجنة ، ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه ، وكان مصيره إلى النار.
    19 ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قال : لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار طلست (1) ما في صحيفته من السيئات.
    20 ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله عزوجل عمودا من ياقوتة حمراء (2) رأسه تحت العرش ، وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى.
    فإذا قال العبد : لا إله إلا الله اهتز العرش (3) وتحرك العمود وتحرك الحوت ، فيقول الله تبارك وتعالى : اسكن يا عرشي ، فيقول : كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها (4) فيقول الله تبارك وتعالى : اشهدوا سكان سماواتي أني قد غفرت لقائلها.
1 ـ أي محيت.
2 ـ ذكر العمود في الأحاديث كثير ، وهذا الكلام تمثيل لوضع عمود الأمر النازل من عرش الله تعالى على كاهل صاحب الأمر عليه السلام الذي عبر عنه بالحوت كما عبر عن النبي صلى الله عليه وآله بالنون ، وإطلاق العمود على الأمر القائم عليه أمر آخر من الأمور المجردة غير قليل في لسان الشرع وغيره كما ورد في الحديث ( الصلاة عمود الدين ) والمراد من العمود هنا كما يستفاد من أخبارنا هو علم الإمام الذي عليه يقوم أمر الخلائق من التكوين والتشريع ، وكونه من ياقوتة حمراء تعبير عن تلك الحقيقة بأنفس جوهر من الجواهر الجسمانية كما هو الشأن في السنة أصحاب الوحي إذا حاولوا بيان حقائق العوالم التي فوق عالمنا هذا ، فإنهم يعبرون عن تلك الحقائق بنفائس جواهر هذا العالم إذ ليست عندنا ألفاظ ومفاهيم تحكى عن تلك الحقائق ، والأرض السابعة هي هذه الأرض التي هي قرار الإنسان وغيره مما يحتاج إليه لحياته الدنيوية وهي سابعة الأراضي السبع التي ست منها في السماوات على ما فصل في حديث مذكور عن الإمام الرضا عليه السلام.
3 ـ الاهتزاز البهجة والسرور ، وهذا تمثيل لتأثير حقيقة التوحيد في جميع الكائنات.
4 ـ هذا تمثيل لاستدعاء العرش لأن يشمل رحمة الحق تعالى وغفرانه الداخل في حيطة التوحيد ، والعرش يطلق على معان : منها جميع الخلق باعتبار ملك الحق عليه ونفاذ سلطانه فيه ، والأنسب في هذا الحديث هذا المعنى ، والذي ذكرت في تفسير الحديث يستفاد من أحاديثنا والمتتبع غير جاهل به.


(24)
    21 ـ حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه الفقيه بمرو الروذ ، قال :
    حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عباس الطائي بالبصرة ، قال : حدثني أبي في سنة ستين ومائتين ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، سنة أربع وتسعين ومائة (1) قال : حدثني أبي موسى ابن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي قال :
    حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يقول الله جل جلاله : ( لا إله إلا الله ) حصني ، فمن دخله أمن من عذابي.
    22 ـ حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري بنيسابور ، قال : حدثني أبو علي الحسن بن علي الخزرجي الأنصاري السعدي (2) قال : حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، قال : كنت مع علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، حين رحل من نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ، فإذا محمد بن رافع و أحمد بن حرب ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته في المربعة (3) فقالوا : بحق آبائك المطهرين حدثنا بحديث قد سمعته من أبيك ، فأخرج رأسه من العمارية وعليه مطرف خز ذو وجهين وقال : حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد ، قال :
    حدثني أبي أبو جعفر محمد بن علي باقر علم الأنبياء ، قال : حدثني أبي علي بن ـ
1 ـ في النسخ سنة أربع وستين ومائة وهو تصحيف ، صححناه من كتاب العيون ص 194.
2 ـ في نسخة ( ب ) و ( ه‍ ) ( الحسن بن علي الخزرجي الأنصاري السعيدي ). وفي العيون كما في المتن.
3 ـ المربعة بفتح الأول يحتمل أن يكون اسما للمكان الذي فيه اليربوع أي الفار البري ، وذكر العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار في الصفحة السادسة من الجزء السادس من الطبعة الحديثة بعد ذكر هذا الحديث وجوها لها.


(25)
الحسين سيد العابدين ، قال : حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين ، قال :
    حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : قال الله جل جلاله : إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني ، من جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالاخلاص دخل في حصني ومن دخل في حصني أمن من عذابي.
    23 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الصوفي ، قال : حدثنا يوسف ابن عقيل ، عن إسحاق بن راهويه ، قال : لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له : يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا (1) بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العمارية ، فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول :
    سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين ابن علي بن أبي طالب يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله جل جلاله يقول : لا إله إلا الله حصني فمن دخل أمن من عذابي.
    قال : فلما مرت الراحلة نادانا. بشروطها وأنا من شروطها.
    قال مصنف هذا الكتاب : من شروطها الاقرار للرضا عليه السلام بأنه إمام من قبل الله عزوجل على العباد ، مفترض الطاعة عليهم.
    24 ـ حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي ، قال : حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي ، قال : حدثنا إسحاق بن إسرائيل ، قال : حدثنا حريز (2) عن عبد العزيز ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ـ رحمه الله ـ قال : خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمشي وحده ليس معه إنسان ، فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد ، قال : فجعلت أمشي في ظل القمر ، فالتفت فرآني ، فقال : من
1 ـ في نسخة ( ط ) و ( ن ) ( ولم تحدثنا ).
2 ـ أخرجه البخاري في صحيحه ج 8 ص 116 عن حريز عن زيد عن أبي ذر رضي الله عنه.


(26)
هذا ؟ قلت : أبو ذر جعلني الله فداك ، قال : يا أبا ذر تعال ، فمشيت معه ساعة ، فقال :
    إن المكثرين هم الأقلون (1) يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح منه بيمينه وشماله (2) وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا ، قال : فمشيت معه ساعة ، فقال :
    اجلس ههنا ، وأجلسني في قاع حوله حجارة ، فقال لي : إجلس حتى أرجع إليك ، قال : وانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني ، فأطال اللبث ، ثم إني سمعته صلى الله عليه وآله وسلم وهو مقبل وهو يقول : وإن زنى أن سرق ، قال : فلما جاء لم أصبر حتى قلت : يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلمه في جانب الحرة ؟ فإني ما سمعت أحدا يرد عليك من الجواب شيئا ، قال : ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة ، فقال : بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله عزوجل شيئا دخل الجنة ، قال :
    قلت : يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق ؟ قال : نعم وإن شرب الخمر (3).
    قال مصنف هذا الكتاب : يعني بذلك أنه يوفق للتوبة حتى يدخل الجنة.
    25 ـ حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الأنماطي ، قال أخبرنا أبو عمرو أحمد بن الحسن بن غزوان ، قال : حدثنا إبراهيم بن أحمد ، قال : حدثنا داود بن عمرو ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينا رجل مستلق على ظهره ينظر إلى
1 ـ الأقلون جمع الأقل وهو صفة مشبهة على نحو أحمر وأحمق بمعنى المقل الذي لا شيء عنده. وفي صحيح البخاري ( هم المقلون ).
2 ـ النفح بالحاء المهملة : الضرب والرمي كما في النهاية الأثيرية وفي الصحيح ( فنفح فيه يمينه وشماله ) أي ضرب يديه فيه بالعطاء. وعلى ما في المتن ( من ) للتبعيض والضمير المجرور بها يرجع إلى المال المدلول عليه في الكلام لا إلى ( خيرا ) لأن المراد منه التوفيق وحب الإنفاق الناشئ من الإيمان بالله واليوم الآخر ، والباء للظرفية ، ومعنى الكلام :
    إلا من أعطاه الله التوفيق وحب الإنفاق فأخرج بعضا من ماله فيمن حوله من الفقراء و الجيران ، وفي نسخة ( ط ) و ( ن ) و ( ج ) و ( ه‍ ) ( فنفخ ) بالخاء المعجمة.
3 ـ هذا الحديث بعينه سندا ومتنا مذكور في الباب الثالث والستين. وليس بمذكور ههنا في نسخة ( ب ) و ( د ).


(27)
السماء وإلى النجوم ويقول : والله إن لك لربا هو خالقك اللهم اغفر لي ، قال :
    فنظر الله عزوجل إليه فغفر له.
    قال مصنف هذا الكتاب : وقد قال الله عزوجل : ( أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء ) (1) يعني بذلك : أولم يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض وفي عجائب صنعها ، أولم ينظروا في ذلك نظر مستدل معتبر ، فيعرفوا بما يرون ما أقامه الله عزوجل من السماوات والأرض مع عظم أجسامها وثقلها على غير عمد وتسكينه إياها بغير آله ، فيستدلوا بذلك على خالقها ومالكها ومقيمها أنه لا يشبه الأجسام ولا ما يتخذ الكافرون إلها من دون الله عزوجل ، إذ كانت الأجسام لا تقدر على إقامة الصغير من الأجسام في الهواء بغير عمد وبغير آلة ، فيعرفوا بذلك خالق السماوات والأرض وسائر الأجسام ، ويعرفوا أنه لا يشبهها و لا تشبهه في قدرة الله وملكه (2) وأما ملكوت السماوات والأرض فهو ملك الله لها و اقتداره عليها ، وأراد بذلك ، أولم ينظروا ويتفكروا في السماوات والأرض في الخلق الله عزوجل إياهما على ما يشاهدونهما عليه ، فيعلموا أن الله عزوجل هو مالكها والمقتدر عليها لأنها مملوكة مخلوقة ، وهي في قدرته وسلطانه وملكه ، فجعل نظرهم في السماوات والأرض وفي خلق الله لها نظرا في ملكوتها وفي ملك الله لها لأن الله عزوجل لا يخلق إلا ما يملكه ويقدر عليه ، وعنى بقوله : ( وما خلق الله من شيء ) يعني : من أصناف خلقه ، فيستدلون به على أن الله خالقها وأنه أولى بالإلهية من الأجسام المحدثة المخلوقة.
    26 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : من قال. لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلا الله عما حرم
1 ـ الأعراف : 185.
2 ـ لم أعلم لهذا القيد وجها لأنه تعالى لا يشبهه شيء في شيء ، إلا أن يتعلق الظرف بقوله : ( يعرفوا ) على وجه بعيد.


(28)
الله عزوجل.
    27 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، والحسن بن علي الكوفي ، وإبراهيم بن هاشم كلهم ، عن الحسين ابن سيف ، عن سليمان بن عمرو ، عن المهاجر بن الحسين (1) ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى الله عليه وآله ، قال : من قال : لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة ، وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلا الله عما حرم الله عزوجل.
    28 ـ حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن عمرو العطار ببلخ ، قال : حدثنا محمد بن محمود ، قال : حدثنا حمران ، عن مالك بن إبراهيم بن طهمان ، عن ( أبي ) حصين ، عن الأسود بن هلال (2) ، عن معاذ بن جبل ، قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا معاذ هل تدري ما حق الله عزوجل على العباد ؟ ـ يقولها ثلاثا ـ ، قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله : حق الله عزوجل على العباد أن لا يشركوا به شيئا ، ثم قال صلى الله عليه وآله : هل تدري ما حق العباد على الله عزوجل إذا فعلوا ذلك ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : أن لا يعذبهم ، أو قال : أن لا يدخلهم النار.
    29 ـ حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري : قال : حدثنا محمد بن أحمد بن حمران القشيري ، قال : حدثنا أبو الجريش أحمد بن عيسى الكلابي قال : حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام سنة خمسين ومائتين ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عن علي عليهم السلام ، في قول الله عزوجل : ( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ) قال علي عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن الله عزوجل قال : ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة.
1 ـ في نسخة ( د ) و ( ب ) و ( و ) ( المهاجر بن الحسن ).
2 ـ الأسود بن هلال هو المحاربي أبو سلام الكوفي مخضرم ثقة جليل مات سنة أربع وثمانين كما في التقريب لابن حجر والخبر رواه مسلم عن أبي حصين ، عن الأسود عن معاذ.


(29)
    30 ـ حدثنا الحاكم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسين ، قال : حدثنا أبو يزيد بن محبوب المزني ، قال : حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي ، قال :
    حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنا شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن أبي بشر العنبري ، عن حمران ، عن عثمان بن عفان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات وهو يعلم أن الله حق دخل الجنة. (1)
    31 ـ حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن الحسين بن يحيى بن الحسين ، عن عمرو بن طلحة ، عن أسباط بن نصر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق بشيرا لا يعذب الله بالنار موحدا أبدا ، وإن أهل التوحيد ليشفعون فيشفعون ، ثم قال عليه السلام : إنه إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النار ، فيقولون يا ربنا كيف تدخلنا النار وقد كنا نوحدك في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق بالنار ألسنتنا وقد نطقت بتوحيدك في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على أن لا إله إلا أنت ؟ أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفرناها لك في التراب ؟ أم كيف تحرق أيدينا وقد رفعناها بالدعاء إليك ، فيقول الله جل جلاله : عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم ، فيقولون : يا ربنا عفوك أعظم أم خطيئتنا ؟ فيقول عزوجل : بل عفوي ، فيقولون : رحمتك أوسع أم ذنوبنا ؟ فيقول عزوجل : بل رحمتي ، فيقولون : إقرارنا بتوحيدك أعظم أم ذنوبنا ؟ فيقول عزوجل : بل إقراركم بتوحيدي أعظم ، فيقولون : يا ربنا فليسعنا عفوك ورحمتك التي وسعت كل شيء ، فيقول الله جل جلاله ، ملائكتي وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إلي من المقرين لي بتوحيدي وأن لا إله غيري ، وحق علي أن لا أصلي بالنار أهل توحيدي ادخلوا عبادي الجنة.
1 ـ أخرجه مسلم في صحيحه ج 1 ص 41 بإسناده عن خالد الحذاء ـ الخ ).

(30)
    32 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان : حدثنا الحسن بن علي السكري ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري البصري ، قال : حدثنا جعفر ابن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات لا يشرك بالله شيئا أحسن أو أساء دخل الجنة.
    33 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم و أبي أيوب ، قالا : قال أبو عبد الله عليه السلام : من قال : لا أله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم عملا إلا من زاد.
    34 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثني أحمد بن هلال ، عن أحمد بن صالح ، عن عيسى بن عبد الله من ولد عمر بن علي ، عن آبائه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : قال الله جل جلاله لموسى :
    يا موسى لو أن السماوات وعامريهن والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله (1).
    35 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد العزيز العبدي ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : من قال في يوم : ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ) كتب الله عزوجل له خمسة وأربعين ألف ألف حسنة ، ومحا عنه خمسة وأربعين ألف ألف سيئة ، ورفع له في الجنة خمسة وأربعين ألف ألف درجة ، وكان كمن قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة ، وبنى الله بيتا في الجنة.
1 ـ لأن الموجودات قائمة بحقيقة التوحيد الذي أجراه الله تعالى عليها كما في الحديث السابع من الباب العاشر والقائم يقصر عن الذي قام به.
التوحيد ::: فهرس