|
|||
(91)
في الطاعون سنة 118 ه (1). وذكره ابن حبان في الثقات (2). ( انظر الحديث 62 ).
18 ـ أنس بن مالك بن النضر خادم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) ، قدم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) وهو ابن عشر سنين ، وتوفي ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) وهو ابن عشرين سنة ، انتقل إلى البصرة وتوفي بها عام 91 ه (3). ( انظر الحديث 81 ). 19 ـ موسى بن أنس بن مالك قاضي البصرة ، يروي عن أبيه ، روى عنه مكحول وحميد الطويل (4). ( انظر الحديث 72 ). 20 ـ حصين بن جندب الكوفي الجنبي ( أبو ظبيان الكوفي ) يروي عن علي ابن أبي طالب وسلمان ، روى عنه : إبراهيم والأعمش ، مات سنة 56 ه ، ذكره ابن حبان في الثقات (5). ( انظر الحديث 13 ). 21 ـ جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي ، يروي عن : أبي ذر وأبي الدرداء ، روى عنه أهل الشام ، كنيته أبو عبد الرحمن ، مات سنـة 80 ه بالشام ، ذكره ابن حبان في الثقات (6). ( انظر الحديث 51 ). 22 ـ إسماعيل بن أبي خالد البجلـي الأحمسي أبو عبد اللّه الكوفي ، قال 1. تذكرة الحفّاظ : 1/122 ـ 124. 2. الثقات : 5/321 ، البداية والنهاية لابن كثير : 9/313 ، تهذيب الأسماء : 2/57 ، تهذيب التهذيب : 8/337. 3. الثقات : 2/4 ، أُسد الغابة : 1/84 ، تذكرة الحفاظ : 1/44 ، شذرات الذهب : 1/100. 4. الثقات : 5/401. 5. المصدر السابق : 4/156. 6. المصدر السابق : 4/111 ، تذكرة الحفاظ : 1/52 ، تهذيب التهذيب : 2/64 ، شذرات الذهب : 1/88. (92)
العجلي : وكان رجلاً صالحاً ثقة ثبتاً وكان طحاناً. وقال مروان بن معاوية : كان
إسماعيل يسمّى الميزان. مات سنة 146 ه (1). ( انظر الحديث 92 ).
23 ـ تميم بن زيد المازني ، أبو عباد الأنصاري من بني النجّار ، له صحبة ، وحديثه عند ولده (2). ( انظر الحديث 5 ، 10 ). 24 ـ عطاء القداحي ، يروي عن عبد اللّه بن عمر ، و روى عنه : عروة بن قيس ، والد يعلى بن عطاء ، ذكره ابن حبان في الثقات (3). ( انظر الحديث 11 ). 25 ـ أبو مالك الأشعري : الحارث بن الحارث الأشعري الشامي الصحابي ، روى عن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) ، وعنه أبو سلام الأسود. يكنى أبا مالك ، طعن أبو مالك الأشعري وأبو عبيدة بن الجراح في يوم واحد ، وتوفي في خلافة عمر (4). ( انظر الحديث 9 ). وإن تعجب فاعجبْ لقول الشوكاني : لم يثبت من أحد من الصحابة خلاف ذلك ( أي الغسل ) إلاّ علي وابن عباس وأنس (5). غير انّ اعتقاده بالغسل عاقه عن الفحص والتتبّع في السنن والمسانيد. 1. تذكرة الحفاظ : 1/153 ، تهذيب التهذيب : 1/291 ، العبر : 1/203. 2. الثقات : 3/41. 3. الثقات : 5/202. 4. تهذيب التهذيب : 2/136 و 12/218. 5. الشوكاني : نيل الأوطار : 1/163. (93)
أسماء الأعلام المرجحين لقراءة الخفض :
لم يكن القول بالمسح مختصاً بأعلام الصحابة والتابعين ، بل هناك لفيف من القرّاء والعلماء قرأوا قوله سبحانه : ( وأرجلكم إلى الكعبين ) بالخفض (1). ومعنى ذلك كونها معطوفة على الرؤوس ، وبالتالي كونها ممسوحة لا مغسولة. 1 ـ قال القرطبي : روى عاصم بن كليب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، أنّه قال : قرأ الحسن والحسين ( عليهما السلام ) عليّ ( وأرجلكم ) ( مخفوضة اللام ) (2). 2 ـ قال الطبري : حدثني الحسين بن علي الصفدي ، قال : حدثنا أبي ، عن حفص العامري ، عن عامر بن كليب ، عن أبي عبد اللّه ، قال : قرأ عليّ الحسن والحسين ( عليهما السلام ) آية الوضوء ، فقرءا ( وأرجلكم إلى الكعبين ) ( مخفوضة اللام ) (3). 3 ـ قال الطبري : حدثنا ابن حميد وابن وكيع ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن يحيى بن وثاب ، عن علقمة ، انّه قرأ ( وأرجلكم ) مخفوضة اللام (4). 4 ـ قال ابـن كثير : روي عن ابن عمـر (5) ، وجابر بن زيد ومجاهد ، مسـح الرجلين (6). 1. وهناك من يريد التلاعب بكتاب اللّه فيحمل قراءة الخفض على أنّ الجر لأجل الجوار كما في قوله : « جحر ضب خرب » فإنّ لفظة خرب خبر لجحر ، فيلزم أن يكون مرفوعاً ، ولكنّه قرئ بالجر للجوار. ويلاحظ عليه : بما مرّ وهو أنّ الجر بالجوار أمر شاذّ لا يجوز الاعتماد عليه إلاّ في مقام الضرورة ، وأين هذا من كلامه سبحانه. أضف إلى ذلك انّما يجوز لو لم يكن هناك التباس كما في الآية ، لأنّ المفروض أنّ الواجب هو الغسل والخفض يفيد المسح ، وتفسير الخفض بالجوار أمر يغفل عنه عامة الناس. 2. القرطبي : الجامع لأحكام القرآن : 6/93. 3. الطبري : جامع البيان : 6/83. 4. الطبري : جامع البيان : 6/83 ؛ السيوطي : الدر المنثور : 3/28. 5. كذا في النسخة والصحيح « أبو عمرو » كما في تفسير الرازي : 11/161 و تفسير الآلوسي : 6/73. 6. ابن كثير : تفسير القرآن العظيم : 2/25. (94)
5 ـ قال الطبري : حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبو الحسن العكلي ، عن عبد
الوارث ، عن حميد ، عن مجاهد ، أنّه كان يقرأ ( وأرجلكم ) مخفوضة اللام (1).
6 ـ قال الطبري : حدثنـا ابن وكيع ، قـال : حدثنـا أبي ، عن سلمة ، عن الضحاك ، انّه قرأ ( وأرجلكم ) بالكسر (2). 7 ـ قال الخازن : قرأ ابن كثير وأبو عمـرو (3) وحمـزة وأبـو بكر ، عن عاصـم ( وأرجلكم ) بكسر اللام ، عطفاً على المسح (4). وحكي الخفض ـ أيضاً ـ عن الحسن البصري والأوزاعـي والثوري وابن جرير وأحمد بن حنبل والجبائي كما في كتاب الشوكاني وغيره. هؤلاء أعلام الأُمّة وأساطينها وفي مقدّمتهم الإمامان الجليلان ، سبطا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) ، والغنيان عن التعريف ، ولكن نستعرض لمحة خاطفة من حياتهم بوجه موجز ليقف القارئ عليها : 1 ـ الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) : سبط رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، السيد أبو محمد الحسن ابن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي ، العلوي ، المدني (5). ( انظر الفقرة 1 و 2 ). 2 ـ الحسين الشهيد : الإمام الشريف الكامل ، سبط رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وريحانته في الدنيا ومحبوبه ، أبو عبد اللّه الحسين ابن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي 1 و 2. الطبري : جامع البيان : 6/83. 3. في المصدر « ابن عمرو » والصحيح ما أثبتناه. 4. علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي : تفسير الخازن : 2/16. 5. سير أعلام النبلاء : 4/483 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 5/319 ، تاريخ الإسلام : 3/356 ، العبر : 1/196 ، تهذيب التهذيب : 2/263 ، تاريخ ابن عساكر : 4/217. (95)
طالب القرشي الهاشمي ، حدّث عن جده وأبويه (1). ( انظر الفقرة 1 و 2 ).
3 ـ عاصم بن بهدلة : وهو ابن أبي النجود الأسدي ، روى عن أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ عليه القراءات ، وقال عبد اللّه بن أحمد عن أبيه : كان رجلاً صالحاً قارئاً للقرآن وأهل الكوفة يختارون قراءته وكان خيّراً ثقة ، وقال العجلي : كان صاحب قراءة (2). ( انظر الفقرة 7 ). 4 ـ عبد اللّه بن كثير الداري المكي : أبو معبد القارئ مولى عمرو بن علقمة الكناني ، وكان عطاراً بمكة ، روى عن مجاهد وقرأ عليه القرآن ، وقال ابن سعد : ثقة وله أحاديث صالحة ، وقال ابن عيينة : لم يكن بمكة أقرأ منه (3). ( انظر الفقـرة 7 ). 5 ـ الضحاك أبو عاصم ابن مخلد الشيباني : الحافظ شيخ الإسلام تلميذ الصادق ( عليه السّلام ) ، قال ابن سعد في أحواله في الطبقات : وكان ثقة فقيهاً ، مات بالبصرة سنة اثنتي عشرة ومائتين في خلافة عبد اللّه بن هارون (4). ( انظر الفقرة 6 ). 6 ـ جابر بن زيد الأزدي اليحمدي : أصله من الجوف ناحية بعمان ، يروي عن : ابن عباس وابن عمر ، وكان ابن عباس يقول : لو أنّ أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً عما في كتاب اللّه ، وكان فقيهاً ، مات سنة 1. سير أعلام النبلاء : 3/280 ، التاريخ الكبير : 2/381 ، مروج الذهب : 3/248 ، أُسد الغابة : 2/18 ، العبر : 1/65 ، شذرات الذهب : 1/66 ، الاصابة : 1/332 ، تهذيب التهذيب : 2/345. 2. طبقات القراء : 1/348 برقم 1496 ، تهذيب التهذيب : 5/38. 3. طبقات القراء : 1/443 برقم 1852 ، تهذيب التهذيب : 5/367. 4. ابن سعد : الطبقات الكبرى : 7/295 ، تذكرة الحفاظ : 1/366. (96)
93 ه (1). ( انظر الفقرة 4 ).
7 ـ علقمة بن قيس بن عبد اللّه : فقيه العراق ولد في حياة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسمع من علي وابن مسعود وأبي الدرداء وعثمان ، وجوّد القرآن على ابن مسعود وتفقّه به ، وكان من أنبل أصحابه. قال عبد الرحمن بن يزيد : قال ابن مسعود : ما أقرأ شيئاً ، ولا أعلم شيئاً إلاّ وعلقمة يقروَه ويعلمه. وكان فقيهاً إماماً بارعاً طيب الصوت بالقرآن ثبتاً ، مات سنة 62 ه (2). ( انظر الفقرة 3 ). 8 ـ مجاهد بن جبـر : أبو الحجـاج المكّي المخزومي مولى السائـب بن أبي السائب ، عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرّة. قال قتادة : أعلم ممّن بقي بالتفسير مجاهد (3). ( انظر الفقرة 4 و 5 ). 9 ـ أبو عبد الرحمن السلمي : عبد اللّه بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي ، مقرئ الكوفة ، ولد في حياة النبي ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) ولأبيه صحبة ، إليه انتهت القراءة تجويداً وضبطاً ، قال ابن مجاهد : أوّل من أقرأ الناس بالكوفة بالقراءة المجمع عليها أبو عبد الرحمن السلمي ، ولا يزال يقرئ الناس من زمن عثمان إلى أن توفي سنة أربع وسبعين. وكان ثقة كبير القدر (4). ( انظر الفقرة 1 ). 10 ـ أبو عمرو البصري : زبان بن العلاء بن عمار المازني البصري أحد القراء السبعة ، وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والزهد ، قال 1. الثقات : 4/101. 2. تذكرة الحفاظ : 1/48. 3. طبقات الحفـاظ : 42 ، تذكرة الحفـاظ : 1/92 ، تهذيب التهذيب : 10/42 ، تهذيب الأسماء : 2/83 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 5/343. 4. الجزري : طبقات القراء : 1/413 برقم 1755. (97)
الأصمعي : إنّي لم أر بعد أبي عمرو أعلم منه (1). ( انظر الفقرة 7 ).
11 ـ حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل : الإمام الحبر أبو عمارة الكوفي التيمي الزيات أحد القراء السبعة ، ولد سنة 80 ه ، وأدرك الصحابة بالسن ، وإليه صارت الإمامةفي القراءة بعد عاصم والأعمش ، وكان إماماً حجّة ثقة ثبتاً حافظاً للحديث عابداً خاشعاً زاهداً ، وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ، توفي سنة 156 ه (2). ( انظر الفقرة 7 ). 12 ـ أبو بكر بن عياش الأسدي الكوفي : الإمام العلم راوي عاصم ، ولد سنة خمس وتسعين ، وعرض القرآن على عاصم ثلاث مرات ، وكان إماماً كبيراً عالماً عاملاً ، قال عنه أبو داود : كان ثقة ، توفي في جمادى الأُولى سنة 193 ه (3). ( انظر الفقرة 4 ). إلى هنا تمت ترجمة القراء وإليك الاشارة إلى ترجمة بعض العلماء المرجحين للخفض : 13 ـ الحسن البصري : هو الحسن بن أبي الحسن يسار ، مولى زيد بن ثابت الأنصاري ، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر ، وكان سيد أهل زمانه علماً وعملاً. قال معتمر بن سليمان ، كان أبي يقول : الحسن شيخ أهل البصرة. وقال قتادة : كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام (4). 14 ـ عبد الرحمان الأوزاعي بن عمرو : إمام أهل الشام في وقته وقال ابن سعد : كان ثقة ، مأموناً صدوقاً ، فاضلاً ، خيّراً ، كثير الحديث والعلم والفقه ، ولد 1. طبقات القراء : 1/288 برقم 1283. 2. طبقات القراء : 1/261 برقم 1190. 3. طبقات القراء : 1/324 برقم 1321. 4. سير أعلام النبلاء : 4/563 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 7/156 ، تذكرة الحفاظ : 1/66 ، تاريخ الإسلام : 4/98 ، وفيات الأعيان : 2/69 ، شذرات الذهب : 1/136. (98)
سنة ثمان وثمانين ، ومات سنة سبع وخمسين ومائة (1).
15 ـ سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد اللّه الكوفي : أحد الأئمّة الأعلام ، روى عن أبيه وجعفر الصادق وخلق. قال شعبة : سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن مهدي : ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري ، وروى القراءة عن حمزة بن حبيب الزيات وعن عاصم والأعمش ، توفي بالبصرة سنة 161 ه (2). 16 ـ أحمد بن حنبل : أحد الأئمّة الأعلام طلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة ، وقال عبد الرزاق : ما رأيت أحداً أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل (3). 17 ـ أبو علي الجبائي : محمد بن عبد الوهـاب البصري ، شيخ المعتزلة ، وصاحب التصانيف ، أخذ عن أبي يعقوب الشحام ، ومات بالبصرة سنة 303 ه ، فخلفه ابنه العلاّمة أبو هاشم الجبائي ، وكان أبو علي متوسعاً في العلم سيّال الذهن (4). 18 ـ ابن جرير الطبري : ابن يزيد بن كثير الإمام العلم المجتهد عالم العصر أبو جعفر الطبري صاحب التصانيف البديعة ، ولد سنة 224 ه ، وكان ثقة ، 1. تذكرة الحفاظ : 1/178 ، تهذيب التهذيب لابن حجر : 6/238 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : ج 7 ق 2 ص 185 ، العبر : 1/227. 2. تذكرة الحفّاظ : 1/203 ، تهذيب التهذيب : 4/111 ، حلية الأولياء : 6/356 ، شذرات الذهب : 1/250 ، طبقات القراء : 1/308 برقم 1357. 3. سير أعلام النبلاء : 11/177 ، الطبقـات الكبرى لابن سعد : 7/354 ، التاريخ الكبير : 2/5 ، حلية الأولياء : 9/161 ، تاريخ بغداد : 4/412 ، شذرات الذهب : 2/96 ، العبر : 1/435. 4. سير أعلام النبلاء : 14/183 ، العـبر : 2/125 ، لسان الميزان : 5/271 ، شـذرات الذهب : 2/241 ، وفيات الأعيان : 4/267. (99)
صادقاً ، حافظاً رأساً في التفسير ، إماماً في الفقه والإجماع والاختلاف ، علاّمة في التاريخ
وأيام الناس ، عارفاً بالقراءات وباللغة (1).
هذه كلمات المتقدمين من أعلام السنّة ، ولعلّ هناك من يرجّح قراءة الخفض ولم نعثر عليه ، وأمّا من المعاصرين ممن لهم مصنفات في إعراب القرآن كمحيي الدين الدرويش ، فقد استظهر أَنّ ( أرجلكم ) عطف على الرؤوس ، وقال : « والظاهر انّ ( أرجلكم ) عطف على ( رؤوسكم ) أي وامسحوا بأرجلكم إلى الكعبين » (2).
1. سير أعلام النبلاء : 14/267 ، طبقات القراء للجزري : 2/106 ، شذرات الذهب : 2/260 ، طبقات الحفاظ : 307 ، العبر : 2/146 ، تذكرة الحفّاظ : 2/710 ، تاريخ بغداد : 2/162. 2. محيي الدين الدرويش : اعراب القرآن : 2/419. (100)
(101)
الفصل السادس :
تأمّلات واهية في أخبار المسح
إنّ لأهل النظر والبحث من أهل السنّة القائلين بالغسل في الوضوء ـ أمام
تلك الروايات المخالفة لمذهبهم ـ تأمّلات مختلفة نذكر المهمّ منها :
التأمّل الأوّل : أَنّ روايات المسح ضعيفة ، ونقل عن البخاري والشافعي أنّهما ضعّفاها باعتبار أنّ مخالفها أكثر وأثبت منها (1). يلاحظ عليه : أنّه ، كيف نضعِّف تلك الروايات المستفيضة ؟! وإنّما الذي يخضع للنقاش والجرح هو الخبر الواحد ، لا المستفيض ولا المتواتر. مضافاً إلى أنّ في الروايات من يرويها البخاري ، فما ظنّك برواية يرويها الإمام البخاري ؟! ( لاحظ الرواية رقم 8 ). التأمّل الثاني : إِنّ هذا كان في أوّل الإسلام ، ثم نسخ بأحاديث الغسل. يلاحظ عليه : أنّ كثيراً من هذه الروايات رويت للاحتجاج على القائلين بالغسل ، فهل يمكن غفلة الراوي عن هذا الأمر ؟! وبتعبير أوضح : أنّ الصحابة والتابعين يروونها لغاية إثبات أنّ الفريضة في 1. ابن القيم : في هامش مختصر سنن أبي داود : 1/96. (102)
الوضوء هي المسح لا الغسل ، فلو كانت الروايات ناظرة إلى العصر الأوّل من
البعثة ، فهل يمكن أن يغفل عنها الصحابة الأجلاّء والتابعون لهم بإحسان ؟ وقد
شارك في الروايات ثلّة من الصحابة والتابعين.
التأمّل الثالث : إنّ أحاديث المسح ، انّما هي وضوء من لم يحدث ، وقد اعتمد عليه ابن كثير في تفسيره. (1) وسار على ضوئه المتأخرون ، كالآلوسي في روح المعاني. (2) وأخيراً الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري (3). يلاحظ عليه : النقاط التالية : 1 ـ أنّ لفيفاً من الروايات الدالّة على المسح وردت في وضوء المحدث ، لا في الوضوء بعد الوضوء ؛ فكيف يمكن حملها على وضوء من لم يحدث ؟ كرواية النزال ابن سبرة ، حيث يحكي وضوء عليّ بعد البول. 2 ـ أنّ أكثر هذه الروايات الدالّـة على المسـح ، تحكـي وضوء رسـول اللّه ، والمتبادر منه هو وضووَه بعد الحدث ، لا قبله. فحمل هذه الروايات الكثيرة ، على الوضوء بعد الوضوء ، تفسير بالرأي ، حفظاً للمذهب وانتصاراً له. 3 ـ لو سلّمنا أنّ ما ورد من الروايات في المسح على الرجلين ، بأنّه وضـوء من لم يحدث ، لكنّها لا تشير إلى أنّ المسح على الرجلين فقط وضوء من لم يحدث ، وإِنّما تشير إلى أنّ الاكتفاء بكفّ من الماء في غسل الوجه واليدين ومسح الرأس والرجلين ، وضوء من لم يحدث. 1. ابن كثير : تفسير القرآن العظيم : 2/27. 2. الآلوسي : روح المعاني : 6/77. 3. مجلة الفيصل ، العدد : 235 ص 48. (103)
فكم فرق بين أن يرجع اسم الإشارة إلى أنّ المسح على الرجلين هو وضوء
من لم يحدث ، وبين أن ترجع إلى مجموع ما ورد في الرواية من الغسل والمسح
بكفّ من الماء ؟! وإِن كنت في شكّ من ذلك فنتلو عليك نصوص تلك الروايات :
1 ـ ما رواه الحافظ البيهقي حيث قال : أخبرنا أبو علي الروزبادي ، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محوية العسكري ، حدثنا جعفر بن محمد القلانسي ، حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا عبد الملك بن ميسرة ، سمعت النزال بن سبرة يحدث عن علي بن أبي طالب أنّه صلّـى الظهر ، ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة حتى حضرت صلاة العصر ، ثم أتى بكوز من ماء ، فأخذ منه حفنة واحدة ، فمسح بها وجهه ويديه ورأسه ورجليه ، ثم قام فشرب فضلته وهو قائم ، ثم قال : إنّ ناساً يكرهون الشرب قائماً ، وإنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) صنع كما صنعت ، وقال : وهذا وضوء من لم يحدث رواه البخاري في الصحيح عن آدم ببعض معناه (1). 2 ـ عن إبراهيم قال : كان علي إذا حضرت الصلاة دعا بماء ، فأخذ كفّاً من ماء ، فتمضمض منه واستنشق منه ، ومسح بفضلة وجهه وذراعيه رأسه ورجليه ، ثم قال : هذا وضوء من لم يحدث (2). ترى أنّ الإمام اكتفى في الوضوء بكف ماء وحفنة منه مع أنّه غير كاف في الوضوء الواجب باتفاق الأُمّة ، ولأجل ذلك نبّه المخاطب بأنّه وضوء من لم يحدث ، وإلا فعلى المحدّث أن يسبغ ماء الوضوء بأكف وحفنات ، فمحور المذاكرة بين الإمام ومخاطبه هو الاكتفاء بماء قليل لا المسح على الرجلين. 3 ـ أخرج أحمد بسنده عن عبد اللّه ، قال : حدثني أبو خيثمة ، حدثنا إسحاق 1. كنز العمال : ج 9 الحديث 27030 ، مسند أحمد بن حنبل : الحديث 799. 2. كنز العمال : 9/456 ، الحديث 26949. (104)
ابن إسماعيل ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن عبد الملك ، عن النزال بن سبرة
قال : صلّينا مع علي ( رض ) الظهر ، فانطلق إلى مجلس له يجلسه في الرحبة ، فقعد
وقعدنا حوله ، ثم حضرت العصر ، فأتى بإناء فأخذ منه كفاً ، فتمضمض واستنشق
ومسح بوجهه وذراعيه ومسح برأسه ورجليه ، ثم قال : إني رأيت رسول اللّه ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) فعل كما فعلت (1).
وعلى ذلك تحمل الرواية التالية : 4 ـ عن عبد خير قال : رأيت علياً ( رض ) دعا بماء ليتوضّأ ، فتمسح بها تمسحاً ومسح على ظهر قدميه ، ثم قال : هذا وضوء من لم يحدث ، ثم قال : لولا إني رأيت رسول اللّه مسح على ظهر قدميه رأيت أنّ بطونهما أحقّ ، ثم شرب فضلة وضوئه وهو قائم (2). فإنّ الظاهر أَنّ الإمام قام بمجموع العمل بكف ماء واحد ، ويحتمل اتحاد الحديث مع الحديث الأوّل ، فاسم الإشارة في قوله : « هذا » ليس إشارة إلى مسح القدمين ، بل إلى مجموع ما أتى به من الأعمال من مسح الوجه والأيدي وغيرهما بالماء ، فإنّ الواجب فيهما الغسل ، والاكتفاء بالمسح لخلوه من الحدث. عثرة لا تقال : قد عرفت أنّ مجموعة كبيرة من الروايات الدالّة على المسح رواها ابن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ ، الغني عن الإطراء والبيان ، ولما كان ذلك الأمر 1. مسند أحمد بن حنبل : 1/256 ، الحديث 1370. 2. مسند أحمد بن حنبل : 1/187 ، الحديث 946. (105)
ثقيلاً على من يرى الغسل في الوضوء عاد يتمحل لتكذيب تلك الروايات
بأنّه لم ينقلها ابن جرير الطبري السنّي وانّما رواها ابن جرير الشيعي ، وهي من
غرائب الأُمور كما سيوافيك ، وممّن التجأ إلى هذا العذر ابن القيم قائلاً :
إنّ حكاية المسح عن ابن جرير غلط بيّـن ، فهذه كتبه وتفسيره كلّها تكذّب هذا النقل عنه ، وإِنّما دخلت الشبهة ، لأنّ ابن جرير القائل بهذه المقالة رجل آخر من الشيعة يوافقه في اسمه واسم أبيه ، وقد رأيت له مؤلفات في أُصول مذهب الشيعة وفروعهم (1). وقد تبعه في هذه العثرة الآلوسي في تفسيره ، قال : وقد نشر رواة الشيعة هذه الأكاذيب المختلقة ، ورواها بعض أهل السنّة ممن لم يميّز الصحيح والسقيم من الأخبار بلا تحقّق ولا سند ، واتسع الخرق على الراقع ، ولعل محمد بن جرير القائل بالتخيير هو محمد بن جرير بن رستم الشيعي صاحب « الإيضاح للمسترشد في الإمامة » ، لا أبو جعفر محمد بن جرير بن غالب الطبري الشافعي الذي هو من أعلام أهل السنّة ، والمذكور في تفسير هذا هو الغسل فقط لا المسح ، ولا الجمع ، ولا التخيير الذي نسبه الشيعة إليه (2). وممن تنبّه إلى عثرة ابن قيم والآلوسي ، صاحبُ المنار حيث أنّه بعد ما نقل عبارة الآلوسي أعقبـه بقوله : « إنّ في كلامـه ـ عفـا اللّه عنــه ـ تحاملاً على الشيعـة وتكذيباً لهم في نقل وجد مثله في كتب أهل السنّة. والظاهر أنّه لم يطّلع على تفسير ابن جرير الطبري » (3). 1. ابن القيم : في هامش سنن أبي داود : 1/97 ـ 98. 2. الآلوسي : روح المعاني : 6/77. 3. المنار : 6/233. |
|||
|